مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: أنا ملتزم بمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي
مصادر إسرائيلية خاصة: مؤخراً سلّم السوريون الروس الذين يبحثون عن جثة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في مقبرة مخيم اليرموك غرضاً شخصياً تعود ملكيته إليه
ريفلين: الأزمة السياسية المستمرة في إسرائيل تهدد بفقدان ثقة الجمهور بالمؤسسات الرسمية
حكم بالسجن على شاب من أم الفحم بتهمة دعم حزب الله
مقالات وتحليلات
في حال انتخاب نزار عوض الله رئيساً لـ"حماس" في غزة سيُعتبر ذلك بمثابة إنجاز كبير لإيران
أسرار من البونكر
عودة التساهل الأميركي: إسرائيل في مشكلة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 10/3/2021
نتنياهو: أنا ملتزم بمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن سياسة حكومته تجاه إيران واضحة، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي مستمر في بذل كل ما يلزم لمنع التموضع العسكري الإيراني في سورية.

وأضاف نتنياهو في مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية i24NEWS مساء أمس (الثلاثاء): "لديّ سياسة واضحة تجاه إيران، إن حاولت مهاجمتنا سنهجم عليها أو سنسبقها بالهجوم. إن جهد إيران الأساسي موجّه من أجل تطوير قواعد ضدنا، وهناك قواعد عسكرية إيرانية في سورية موجهة ضدنا. وقد أوعزت إلى الجيش الإسرائيلي بأن يمنع التموضع الإيراني في سورية مهما كلف الثمن، وأنتم ترون أننا نقصف في سورية كل بضعة أيام. نحن نتخذ خطوات واسعة ونوسع الدائرة من أجل منع إيران من الوصول إلى أهدافها، ونحاول ضرب جهودها من أجل الوصول إلى هذه القدرات".

وشدّد نتنياهو على أن حكومته تركز على عدم حصول إيران على السلاح النووي، وقال: "أرسلت [جهاز] الموساد إلى وسط طهران لجلب أسرار الملف النووي الإيراني وعرضه على العالم لكشف الخطط السرية لإيران في هذا السياق، وقمنا بأمور أُخرى لن أقوم بالإفصاح عنها. وبدوري كرئيس للحكومة الإسرائيلية أنا ملتزم بمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي وتهديد محيطها والدولة اليهودية".

وأضاف نتنياهو "آمل بأن تقف الولايات المتحدة معنا. أجريت مكالمة مع [الرئيس الأميركي] جو بايدن الذي يُعتبر صديقاً لي على مدار 40 عاماً، وهو جدّد التزامه بمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي، وقلت له ما قلت لدونالد ترامب وما قلته لرؤساء آخرين قبلهما: ’أنا أثمّن التحالف المتين بيننا وبين الولايات المتحدة ولن تجدوا حليفاً أفضل من إسرائيل. أنا لا أدعم الجمهوريين ولا سياسات الديمقراطيين، فقط أمثل مصالح الدولة اليهودية الوحيدة".

"معاريف"، 10/3/2021
مصادر إسرائيلية خاصة: مؤخراً سلّم السوريون الروس الذين يبحثون عن جثة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في مقبرة مخيم اليرموك غرضاً شخصياً تعود ملكيته إليه

كشفت مصادر إسرائيلية خاصة لقناة التلفزة الإسرائيلية i24NEWS أمس (الثلاثاء) أن السوريين سلّموا مؤخراً الروس، الذين يبحثون عن جثة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في مقبرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، والذي حوكم وأُعدم شنقاً في 18 أيار/مايو 1965 في سورية بتهمة التجسس، غرضاً شخصياً تعود ملكيته إليه.

وأضافت هذه المصادر نفسها أن الروس نقلوا هذا الغرض إلى إسرائيل لفحصه، وأشارت إلى أنه غرض شخصي لكوهين، ومن الممكن أن يكون بقايا ملابسه أو بعض الوثائق التي تخصه.

من ناحية أُخرى أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في المقابلة التي أجرتها معه قناة i24NEWS مساء أمس، أن عمليات البحث عن جثة كوهين في سورية جارية فعلاً هذه الأيام. ويُعتبر هذا التصريح أول تصريح رسمي إسرائيلي بهذا الشأن.

ورداً على سؤال عن تقارير تتحدث عن بذل جهود كبيرة للعثور على جثة كوهين في سورية بمساعدة روسيا، قال نتنياهو: "إنها صحيحة. هذا كل ما يمكنني أن أقوله الآن". وأضاف: "إنني ملتزم بإعادة كل جنودنا الذين سقطوا. قمنا بإعادة جثة [الجندي] زخاريا باومل وتم ذلك بسبب العلاقة الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أرسل في حينه قوات روسية استناداً إلى معلومات استخباراتية قدمتها إسرائيل لإعادة باومل. سنواصل هذه الجهود لإعادة كوهين وكل الباقين".

ونقلت قناة التلفزة نفسها عن مصدر روسي مقرب من الاستخبارات الروسية التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن السوريين قدموا إلى الجنود الروس خرائط تفصيلية للمنطقة المحيطة بمخيم اليرموك للاجئين، بؤرة البحث عن جثة كوهين. وأشارت القناة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مصدر روسي إجراءات البحث عن جثة الجاسوس الإسرائيلي، بالإضافة إلى تأكيد التعاون بين قوات الجيشين السوري والروسي.

يُشار إلى أن إيلي كوهين بدأ نشاطاته السرية في سورية سنة 1961، منتحلاً اسم كامل أمين ثابت. وعلى مر السنوات تمكن من تطوير علاقات متينة وأصبح قريباً من رئيس الحكومة السورية واستغل ذلك في نقل معلومات استخباراتية لإسرائيل بشأن انتشار الجيش السوري في هضبة الجولان، وفي ذروة نشاطه رُشّح لتولي منصب نائب وزير الدفاع السوري.

"يديعوت أحرونوت"، 10/3/2021
ريفلين: الأزمة السياسية المستمرة في إسرائيل تهدد بفقدان ثقة الجمهور بالمؤسسات الرسمية

حذر رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين من أن الأزمة السياسية المستمرة في إسرائيل تهدد بفقدان ثقة الجمهور بالمؤسسات الرسمية.

وقال ريفلين في سياق كلمة خلال مؤتمر عقدته قيادة شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] تحت عنوان "جيش الشعب" أمس (الثلاثاء)، إن هذه الأزمة تعزز الأصوات التي تنادي بإقصاء مجموعات بأكملها من المجتمع الإسرائيلي.

"معاريف"، 10/3/2021
حكم بالسجن على شاب من أم الفحم بتهمة دعم حزب الله

حكمت المحكمة المركزية في حيفا أمس (الثلاثاء) على محمود جبارين (38 عاماً) من أم الفحم [المثلث] بالسجن 5 سنوات بتهمة دعم حزب الله من خلال تزويده بصور ومقاطع فيديو من مواقع في إسرائيل. كما حكمت عليه بالسجن 12 شهراً مع وقف التنفيذ لمدة 3 سنوات بعد إطلاق سراحه من السجن.

ودينَ جبارين في إطار صفقة ادعاء اعترف فيها بالتواصل مع ناشطين في حزب الله ومساعدة الحزب.

وقال ممثلو النيابة الإسرائيلية العامة إن جبارين كان على اتصال بناشطي حزب الله، وبدأ سنة 2018 بتزويدهم بصور من السياج الحدودي مع لبنان، ومحطة الكهرباء في الخضيرة، وسجن مجيدو، ومواقع أُخرى. وتم نشر الصور بعد ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والترويج أنها تُظهر قدرة حزب الله على اختراق الأراضي الإسرائيلية. كما أشار ممثلو النيابة العامة إلى أن جبارين بدأ بدعم حزب الله سنة 2005، واختار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مرشداً دينياً له.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 10/3/2021
في حال انتخاب نزار عوض الله رئيساً لـ"حماس" في غزة سيُعتبر ذلك بمثابة إنجاز كبير لإيران
دانييل سيريوتي - محلل سياسي
  • في حال انتخاب نزار عوض الله لرئاسة حركة "حماس" [الإرهابية] في قطاع غزة [في الانتخابات الداخلية للحركة التي جرت مؤخراً] وإطاحة يحيى السنوار الذي انتُخب لهذا المنصب قبل 4 سنوات، فإن الحديث يدور حول هزة أرضية حقيقية في قيادة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ الانقلاب الذي قامت به ضد السلطة الفلسطينية سنة 2007.
  • ويمكن القول إن الدلالة الرئيسية لانتخاب عوض الله الذي يُعتبر أقل كاريزمية من السنوار، هي أن هناك تدخلاً كبيراً من جانب إيران في قطاع غزة بصورة عامة وفي قيادة "حماس" بصورة خاصة.
  • من المعروف أن انتخاب السنوار رئيساً لـ"حماس" في غزة وانتخاب إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي للحركة قبل 4 سنوات، أدى إلى الحدّ من نفوذ أعضاء المكتب السياسي للحركة الذين يقيم معظمهم بالخارج. وهذا الأمر تسبب باستياء عدد من أعضاء المكتب السياسي، وخصوصاً أنه أدى أيضاً إلى وجود شرخ بينهم وبين الجناح العسكري للحركة الذي يُعتبر السنوار جزءاً منه.
  • بالإضافة إلى كل ما تقدّم لم ينظر عدد من أعضاء المكتب السياسي بارتياح إلى التحالف الذي عقده السنوار مع مصر، وكذلك إلى الهدوء النسبي الذي ساد خلال السنة الأخيرة في منطقة الحدود بين القطاع وإسرائيل، وذلك بسبب الاتصالات غير المباشرة التي تجري مع إسرائيل بوساطة الاستخبارات المصرية للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد وتسوية الوضع في القطاع، وبسبب المنح المالية من قطر التي يتم تمريرها إلى غزة شهرياً.
  • لن يكون تخميناً بعيداً عن الواقع القول إن نزار عوض الله، الذي شغل سنوات طويلة منصب مندوب المكتب السياسي لـ"حماس" في دمشق وأقام علاقات وثيقة مع مسؤولين كبار في نظام الملالي في طهران، نُظر إليه من طرف الإيرانيين بصفته المرشح الأفضل من ناحيتهم للوقوف على رأس "حماس" في غزة حتى ولو على حساب السنوار الذي لا يحظى بدعم عناصر الحركة في القطاع فحسب، بل أيضاً يحظى بدعم السكان المدنيين.
  • إذا ما تبين أن عوض الله سيقف على رأس "حماس" في غزة فسيشكل ذلك تغييراً ذا دلالات جيوسياسية بسبب محاولات إسرائيل التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة بمساعدة المصريين، كما سيشكل إنجازاً كبيراً لإيران، التي يبدو أنها معنية من خلاله بأن تعيد القوة والنفوذ في "حماس" إلى أعضاء المكتب السياسي الذين يقيمون بالخارج ويُعتبرون مقربين من طهران.
"معاريف"، 10/3/2021
أسرار من البونكر
يوسي يهوشواع ورؤوفين فايس - صحافيان

[نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر اليوم مقاطع من مقابلات أجرتها لأول مرة مع مسؤولين في الاستخبارات العسكرية عملوا على وضع ملف عن زعيم حزب الله حسن نصر الله. ننقل فيما يلي أهم ما جاء في المقال بانتظار نشر النص الكامل في عدد يوم الجمعة المقبل]

 

  • هو العدو الأخطر لإسرائيل. زعيم تنظيم يسيطر على لبنان ولديه عشرات آلاف الصواريخ التي تغطي كل أراضي الدولة تقريباً. الآن ولأول مرة يجري الكشف عن أجزاء كبيرة من ملف استخباراتي خاص بحسن نصرالله لدى الجيش الإسرائيلي، والتي تتيح إلقاء نظرة على البروفايل البسيكولوجي الذي بنوه له.
  • يتضمن المقال مقابلات أُجريت لأول مرة مع عناصر من الاستخبارات العسكرية "أمان"، الذين وضعوا "ملف نصر الله". كانت مهمتهم الدخول إلى رأس زعيم حزب الله، ومحاولة فهمه وتحليل تحركاته واستباقها.
  • تقول د. ك. وهي باحثة استراتيجية كبيرة في شعبة الأبحاث في "أمان": "نصر الله يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية. هو يعرف كل الكتّاب، وهذه طريقته في دراسة الجمهور الإسرائيلي. على الصعيد الشخصي هو شديد التركيز يُصنّف المادة، ويهتم بالأمور بنفسه. هو شخص حاد جداً وشديد الذكاء، لكن نرجسيته تؤذيه."
  • يترأس نصر الله، الذي يبلغ الستين من العمر، حزب الله منذ سنة 1992. ومنذ حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] يعيش داخل بونكر. "هو لا يخرج من البيت، ولا يقترب من النوافذ. وفعلياً لا يرى ضوء النهار. هو يدرك جيداً أنه في اللحظة التي سيطل برأسه إلى الخارج ستعرف إسرائيل أين يوجد. نحن نعلم بأنه يعاني نقصاً في الفيتامين دي. وكونه في الستين يجعله ضمن الفئة العمرية العرضة للإصابة بالكورونا، لكنه ضد اللقاحات الأميركية".
  • في مثل هذا الوضع كيف ينجح في ادارة حزب معقد مثل حزب الله؟
  • "بعد هذه السنوات الطويلة في رئاسة الحزب، هو يتمتع بما يسمى "روح القائد"، يكفي أن يعطي توجيهاته، ويعرف الآخرون ماذا يريد."
  • وكيف ينقل توجيهاته؟ هل لديه هاتف خليوي؟
  • "بسبب خوفه من كشف مكانه، هو لا يحمل هاتفاً خليوياً. ينقل رسائله عبر نائبه الشيخ نعيم قاسم ورئيس اللجنة التنفيذية هاشم صفي الدين. ومنذ اغتيال عماد مغنية الذي كان يُعتبر رئيس أركان حزب الله، ومصطفى بدر الدين، ولاحقاً أيضاً اغتيال قاسم سليماني، يتصرف نصر الله كزعيم دولة، وكوزير للدفاع، وكرئيس للأركان، وأحياناً كقائد وحدة عسكرية. هو يعتمد على مجموعة قليلة من الأشخاص، ويختار عدم إجراء تعيينات في المناصب الرفيعة المستوى.
  • ابنه البكر هادي قُتل في سنة 1997 في مواجهة مع مقاتلي وحدة أغوز في لبنان. واستُعيد جثمانه في صفقة استعادة جثة مقاتل في فرقة الكوماندوس البحرية شايطيت 13 [سقط في الكمين الذي نصبه حزب الله لأفراد الفرقة في بلدة أنصارية في سنة 1997، والذي أدى إلى مقتل 12 جندياً إسرائيلياً].
  • ابن نصر الله الثاني جواد أثار مؤخراً بلبلة عندما غرّد بعد اختفاء الصحافي لقمان سليم، الذي انتقد بشدة حزب نصر الله بسبب انفجار نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت: "هناك أشخاص اختفاؤهم ربح كبير"، بعد وقت قصير محا التغريدة. على الأرجح بعد مكالمة غاضبة وصلته.
  • عموماً يقول النقيب أ. أن لدى نصر الله صعوبة في مواجهة الإعلام الجديد "الانتقادات التي توجَّه إليه على وسائل التواصل الاجتماعي تثير غضبه، لأنه غير قادر على السيطرة على كل شيء."
"يديعوت أحرونوت"،9/3/2021
عودة التساهل الأميركي: إسرائيل في مشكلة
بن درور يميني - محلل سياسي
  • في الأول من أمس حلّقت القاذفة الأميركية B-52 في الأجواء الإسرائيلية برفقة طائرات أف-15 من سلاح الجو الإسرائيلي. فهل هذا مؤشر إلى تعاون؟ الفرحة سابقة لأوانها. عندما حلّقت القاذفة B-52 فوق إسرائيل، قصف الإيرانيون بواسطة الحوثيين، الذين يسيطرون على معظم اليمن، حقل النفط راس تنورة في شرق السعودية. قبل ذلك بوقت قصير، في 27 شباط/فبراير، رُوّعت الرياض عاصمة السعودية بسلسلة تفجيرات نتيجة إطلاق 15 مسيّرة محملة بالمتفجرات وصاروخ باليستي واحد. في 10 شباط/فبراير هاجم الحوثيون حقل النفط الدولي أبها جنوب السعودية. أصدرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بيان إدانة. في هذا الوقت تعرضت سفينة إسرائيلية في خليج عُمان إلى انفجارين.
  • قبل بضعة أيام من مغادرته وزارة الخارجية أعلن مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي أن الحوثيين تنظيم إرهابي. بعد مرور يومين على الهجوم في أبها، أعلن خليفته أنتوني بلينكن إلغاء قرار بومبيو لاعتبارات إنسانية.
  • هناك أمر لا خلاف عليه: الولايات المتحدة تغيّر توجهها. في إطار السياسة الجديدة، كشفت الإدارة الجديدة تورط الزعامة السعودية عموماً وولي العهد محمد بن سلمان خصوصاً في مقتل الصحافي جمال الخاشقجي. الجريمة التي تعترف السعودية بأنها نُفّذت من طرف عناصرها، هي قصة بشعة. لكن الموضوع يتعلق بجريمة واحدة، فقط واحدة. بينما عندما يكون المقصود إيران، فإن ما يجري الكلام عنه هو العنصر الأساسي لسفك الدماء في الشرق الأوسط.
  • في السنوات الأخيرة يتبلور في الشرق الأوسط محوران. الأول يشمل معظم الدول السنية وعلى رأسها السعودية بمشاركة إسرائيل. والثاني يضم إيران التي تسيطر/أو تتدخل بطريقة أو بأُخرى في اليمن، والعراق، وسورية، ولبنان. قبل شهر عُقد اجتماع عمل في موسكو بين السفير الإيراني وبين مسؤول كبير في "حماس" هو موسى أبو مرزوق الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة. هم لم يبحثوا سبل إحلال السلام في المنطقة.
  • كيف ترد الولايات المتحدة؟ تعود إلى الطريقة التي فشلت. في ذروة المحادثات بشأن اتفاق نووي في آذار/مارس 2015، انضم المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي إلى جماهير هتفت "الموت لأميركا". لكن ذلك لم يؤثر في المفاوضين. فقد كانوا صمّاً بكماً وعمياناً.
  • في حزيران/يونيو 2015 جرى توقيع الاتفاق النووي، الذي منح إيران نفوذاً كبيراً جداً. في تلك الأيام كان روبرت مالي أحد الأشخاص الذين قادوا المفاوضات. مؤخراً عيّنه بايدن موفداً خاصاً لشؤون إيران. ما حدث هو الذي سيحدث. وهذا أهم بكثير من تحليق B-52 في سماء إسرائيل. هل هناك طريقة لإخضاع النظام الإيراني؟ العقوبات التي أعاد ترامب فرضها أضرت بإيران. في سنة 2018 عانت الجمهورية الإسلامية جرّاء انخفاض بأكثر من 6% في الناتج الوطني، وفي سنة 2019 وصل الانخفاض إلى قرابة 7%. بحسب الوتيرة الحالية للضرر، النظام الإيراني سينهار، حتى لو استغرق هذا وقتاً، وحتى لو استمرت عمليات التآمر. في مقابل ذلك، أيضاً اتفاق محسّن، الذي ثمة شك في أنه سيكبح المشروع النووي، هو بالتأكيد لن يوقف تعاظم القوة العسكرية والتآمر الإقليمي - وسيحول إيران إلى دولة أكثر خطراً.
  • إسرائيل في وضع غير بسيط. صحيح أن إيران هي في رأس اهتمامات نتنياهو، لكن لم نكن بحاجة إلى انتظار المقابلة مع نائب رئيس الموساد المنتهية ولايته كي نعلم بأنه على الرغم من كل العمليات الناجحة لإسرائيل في المجال التكتيكي - ما يجري على المستوى الاستراتيجي هو فشل ذريع.
  • الإيرانيون يتصرفون كما يعرفون كيف يتصرفون. هم لا يساومون ويوجّهون الضربات. لديهم دائماً في الواجهة وزير خارجية، محمد جواد ظريف الذي يبدأ بهجمة ابتسامات تذوّب الأوروبيين فوراً. ثمة خوف من أن يحدث ذلك للأميركيين أيضاً.
  • كيف نواجه؟ على الرغم من العقوبات التي تؤذي إيران، يمكن التقدير أن أوروبا والولايات المتحدة ستتراجعان أولاً، لأن هناك حاجة إلى الخروج من الصندوق. لا حاجة إلى رفض مطلق للسعي لاتفاق محسّن، شرط أن يعالج الاتفاق أيضاً المشكلة الأساسية: تأييد الإرهاب والسعي لهيمنة إقليمية وتدمير إسرائيل.
  • هل هذا ممكن؟ نعم ممكن. الشرط الأول هو اعتراف أميركي بالمشكلة وحجم الخطر. وهذه ستكون أهم مهمة للحكومة التي ستتألف بعد الانتخابات.