مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكرت وسائل إعلام سورية أن طائرات حربية تابعة لإسرائيل قامت الليلة الماضية بشن غارات ضد مواقع سورية في ريف دمشق، وأن الدفاعات الجوية تصدت لهذه الغارات وتم اعتراض عدد من الصواريخ.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت لاحق أن الغارات المنسوبة إلى إسرائيل استهدفت مستودعات أسلحة للجماعات الإيرانية المسلحة داخل مواقع عسكرية بالقرب من مطار دمشق الدولي. وأضاف أنه في وقت الهجوم تم تحويل مسار طائرة مدنية تابعة لشركة طيران "أجنحة الشام" السورية كانت في طريق عودتها من بنغازي في ليبيا، من مطار دمشق في اتجاه مدينة اللاذقية.
وكانت وسائل إعلام سورية أشارت قبل أسبوعين إلى وقوع غارات منسوبة إلى إسرائيل في الأراضي السورية، وذلك بعد عدة أيام من قيام إيران باستهداف سفينة يملكها إسرائيلي في خليج عُمان.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] إن إسرائيل مستعدة للتعامل مع أي سيناريو في الجبهة الشمالية.
وأضاف غانتس في سياق كلمة خلال مراسم تدشين مركز للدعم النفسي في أثناء حالات الطوارئ في كيبوتس كابري [الجليل الغربي] الليلة قبل الماضية، أنه من المحبذ ألا يختبر الجانب اللبناني قوة الجيش الإسرائيلي. وأوضح أنه في حال اندلاع حرب أو معركة ستلحق أضرار بالطرفين غير أن الخسائر التي سيتكبدها لبنان ستكون فادحة إلى درجة كبيرة.
وذكر غانتس أن هناك آلاف المنازل في لبنان التي تحتوي على غرف لتخزين الصواريخ، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي سيضرب هذه الغرف من منطلق حماية سكان إسرائيل، وبالتزامن سيعمل قدر المستطاع على عدم المساس بالمدنيين اللبنانيين.
وأكد غانتس أن كون لبنان يمر بفترة صعبة في الوقت الحالي لا يبشر بالخير، ولذا تواصل إسرائيل الاستعداد على جميع الجبهات.
طالب رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين الأسرة الدولية بالوقوف صفاً واحداً ضد إيران لمنع تحولها إلى قوة نووية والتصدي لدعمها للمنظمات الإرهابية التي تهدد إسرائيل والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف ريفلين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عُقد في برلين أمس (الثلاثاء)، أن إسرائيل تعتمد على أصدقائها في أوروبا للوقوف إلى جانبها ضد استخدام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي للمساس بجنود الجيش الإسرائيلي ومواطنيها. وشكر رئيس الدولة القيادة الألمانية على الجهود التي تبذلها لإعادة الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة.
من جانبه قال الرئيس الألماني شتاينماير إن سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم تؤد إلى تطورات إيجابية في الملف النووي الإيراني.
وبدأ ريفلين ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أمس زيارة تقودهما إلى كل من ألمانيا وفرنسا والنمسا وتستمر لغاية يوم غد (الخميس). وسيقومان خلالها بإجراء محادثات مع الزعماء وصناع القرار في هذه الدول بشأن المخاطر المترتبة على تعاظم قوة حزب الله في لبنان، والبرنامج النووي الإيراني، وقضية فتح المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تحقيقات ضد إسرائيل بشبهة ارتكاب جرائم حرب في المناطق [المحتلة].
كما توجه وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أمس إلى موسكو لإجراء محادثات تتعلق بالقضايا نفسها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وسيقوم أشكنازي خلال الزيارة بتدشين نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست في مبنى السفارة الإسرائيلية في العاصمة الروسية.
ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) أن مديرية "حوماه" في وزارة الدفاع وشركة "رفائيل" استكملتا بنجاح على مدار عدة أشهر سلسلة تجارب ثالثة لمنظومة محدثة لـ"القبة الحديدية" المضادة للصواريخ.
وأضاف البيان أن منظومة "القبة الحديدية" خاضت خلال هذه التجارب عدداً من السيناريوهات المزدحمة والمعقدة بنجاح، وتصدت لأهداف تحاكي تهديدات قائمة ومحتملة، بينها التصدي في الوقت نفسه لعدد من الطائرات المسيّرة من دون طيار والصواريخ والقذائف.
وأشار البيان إلى أن سلسلة التجارب الحالية تنضم إلى سلسلتين سابقتين تم خلالهما بنجاح عرض قدرات مهمة إضافية لكل من سلاح البحر وسلاح الجو. كما أشار إلى أنه من المتوقع أن يتم استيعاب منظومة "القبة الحديدية" بصورتها الجديدة في سلاح الجو، وأن تؤدي إلى تقوية النظام الصاروخي لدولة إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس: "إن التفوق التكنولوجي الإسرائيلي، الذي توفره الصناعات الجوية عن طريق منظومة القبة الحديدية والأنظمة الدفاعية المتعددة، هو حجر أساس في نظامنا الدفاعي وفي أمن إسرائيل أمام تهديدات أعدائنا المتغيرة والمتعددة والمتنوعة. كما تمنح الأنظمة الجديدة والقفزة النوعية المستويين السياسي والميداني مساحة مناورة عملانية بالغة الأهمية لدولة إسرائيل."
أعلن رئيس حزب معاً محمد دراوشة أمس (الأربعاء) الانسحاب من الانتخابات وانضمام الحزب إلى القائمة المشتركة كمركّب رابع.
وقال دراوشة في بيان صادر عنه: "من منطلق المسؤولية وبموجب ما يمليه عليّ ضميري ومبادئي السياسية، وتقديم الوحدة على التفرقة، وإيماناً بأن صوت كل واحد ممن يؤمنون بفكرة وطرح حزب معاً هو أمانة في يدي وعليّ المحافظة عليها، قررت عدم المراهنة بأصوات أهلي والناس الذين دعموا حزب معاً، وأن أبقى مخلصاً لفكرة الحزب." وأضاف: "بعد إقرار الموقف في هيئات حزب معاً الإدارية، أعلن تحالف الحزب مع القائمة المشتركة كمركّب رابع، ومن هنا أعلن استمرارنا في ترسيخ وتوسيع هيئات معاً الشعبية، وفي تأسيس حركة شبيبة معاً وتأهيل جيل الشباب للمستقبل، نحن لا نعلن انسحابنا، إنما نسحب أوراقنا من هذه المعركة الانتخابية ونعلن تحالفنا مع القائمة المشتركة كمركّب رابع يحمل الراية الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعنا."
وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد أن تأكد حزب معاً أنه لن يعبر نسبة الحسم في الانتخابات العامة التي ستجري يوم 23 آذار/مارس الحالي. كما أشار إلى أن التحالف مع القائمة المشتركة هو من منطلق المسؤولية والعقلانية، ولكون الطرفان يعتمدان المعايير السياسية نفسها، والتي تطالب بتغليب الطابع المدني للدولة على طابعها القومي والاعتراف بالأقلية الفلسطينية كأقلية قومية والدعم المطلق للشعب الفلسطيني من أجل الحصول على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأبرز ما جاء في الاتفاق بين الطرفين: ينضم حزب معاً إلى القائمة المشتركة كمركّب مستقل وليس كأفراد، ومن دون أي اشتراط لمقاعد أو منفعة شخصية، كذلك سيكون لحزب معاً مندوب في سكرتاريا المشتركة في الكنيست ليكون عنواناً ومنسقاً للقضايا المحورية التي طرحها، وخصوصاً قضايا الأمن والأمان، والمسكن والبيئة المعيشية، والفقر والتشغيل والتربية والتعليم، وسيعمل وفق أجندة البرنامج السياسي الذي أعلنه من بداية الطريق.
ورحب وكيل القائمة المشتركة في لجنة الانتخابات المركزية منصور دهامشة بهذه الخطوة وأكد أن المشتركة هي القوة العربية الأكبر والأوسع.
افتتحت أول سفيرة لكوسوفو في إسرائيل إينيس ديميري أمس (الثلاثاء) بصورة رسمية مقر سفارة بلدها في مدينة القدس.
وقالت ديميري في تغريدة نشرتها في حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إنه لشرف عظيم لي في حياتي افتتاح السفارة وخدمة بلادي بكل فخر في إسرائيل."
وبذا تصبح كوسوفو الدولة الثالثة بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا وأول دولة إسلامية تفتتح سفارة لها في مدينة القدس. وكانت دولة التشيك افتتحت مكتباً دبلوماسياً لها في القدس الأسبوع الفائت. كما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن صربيا الخصم التاريخي لكوسوفو أكدت لإسرائيل أنها ما زالت ملتزمة إعلان نيتها نقل سفارتها إلى القدس.
أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أمس (الثلاثاء) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والمؤلف من أحزاب "يوجد مستقبل"، و"أمل جديد"، و"إسرائيل بيتنا"، والعمل، و"أزرق أبيض"، وميرتس، من دون القائمة المشتركة وراعم [القائمة العربية الموحدة] على 49 مقعداً، وإذا ما انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 59 مقعداً، وهي غير كافية لتأليف حكومة، كما أن معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو، والمؤلف من أحزاب الليكود والصهيونية الدينية واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] سيحصل على 49 مقعداً، وإذا ما انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 59 مقعداً، وهي غير كافية لتأليف حكومة.
ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 30 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 18 مقعداً، ويحصل كل من قائمة "يمينا" برئاسة عضو الكنيست نفتالي بينت، وقائمة "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 10 مقاعد.
ويحصل كل من القائمة المشتركة، وقائمة حزب شاس الحريدي على 8 مقاعد، وكل من قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 7 مقاعد، وتحصل قائمة حزب العمل برئاسة عضو الكنيست ميراف ميخائيلي على 6 مقاعد، ويحصل كل من قائمة "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش التي تضم "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا، وقائمة حزب ميرتس، وقائمة راعم على 4 مقاعد.
ولن تتمكن قائمة "الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال يارون زليخا، من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
ويُظهر الاستطلاع أن بإمكان نتنياهو من الناحية النظرية أن يؤلف حكومة تستند إلى تأييد 63 عضو كنيست، لكنه من أجل ذلك هو بحاجة إلى دعم كل من "يمينا" وراعم.
- في 3 آذار/مارس أعلنت فاتو بنسودا المدعية العامة الأولى في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بدء التحقيق ضد إسرائيل. القرار نُشر قبل شهر، بعد أن قررت المحكمة أن من صلاحياتها التحقيق في أعمال حدثت في أراضي الضفة الغربية والقدس وغزة. قرار المدعية العامة والمحكمة تجاهل الرأي الذي قدمته سبع دول، والقائل إن المحكمة ليس لديها صلاحيات التحقيق ضد إسرائيل، لأن فلسطين ليست دولة معترَفاً بها.
- نظراً إلى كوني منسقة عمل الكنيست في مسألة المحكمة الدولية في لاهاي، من الضروري التشديد على أن ما يجري هو جزء من حرب تدور منذ سنوات، من ضمن استراتيجيا تستخدم أيضاً وسائل قانونية. بناءً على ذلك، فإن هذا القرار الإشكالي هو فرصة لاستيعاب الحاجة إلى الفهم والمعرفة والأدوات التي ستسمح بمواجهة المعركة.
- ونظراً إلى أهمية الموضوع الاستراتيجية والوطنية والدولية، فإن لأعضاء الكنيست دوراً مهماً يلعبونه من خلال الدخول في حوار مع أعضاء برلمانات أُخرى. يتعين علينا أن نفهم ونستوعب مغزى وتداعيات هذه الخطوة التي لا تؤدي فقط إلى تقويض شرعية إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، بل أيضاً القانون الدولي الذي يهدف إلى تسوية العلاقات بين الشعوب. مسؤوليتنا أن نفهم ونستخدم "لغة الحقوق" التي يتحدث بها أصدقاؤنا وأعداؤنا، كي نضمن أن القانون الدولي ومؤسساته يخدمان الأهداف التي وُضعت من أجلها، وبينها المحكمة الدولية في لاهاي التي الغرض منها أن تكون الملاذ الأخير ضد أبشع الجرائم.
- وكسلطة رقابية، للكنيست دور مهم في هذا الموضوع أيضاً، ألا وهو إجراء نقاشات في اللجان المتعددة، بما فيها لجنة الدفاع والأمن. في إطار هذه النقاشات يجب أن نجد الوسائل التي تُنفَّذ من خلالها استراتيجية الحرب على الوعي الدائرة ضد إسرائيل، وأن نفهمها وأن نجمعها. بالإضافة إلى ذلك من الضروري استخدام الآليات البرلمانية الموضوعة في خدمة أعضاء الكنيست - من مجموعات الصداقة بين البرلمانات، وصولاً إلى المنتديات العالمية.
- العلاقة الشخصية بين أعضاء البرلمانات هي جزء أساسي من مهمة أعضاء الكنيست، وخصوصاً في الواقع الدولي. من أجل ذلك، المطلوب من أعضاء الكنيست الموجودين في هذه المنتديات التسلح بأدوات تسمح بمناقشة التداعيات البعيدة المدى لقرار محكمة الجنايات الدولية على الدول الأعضاء في المحكمة.
- إدانة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي أشار فيه إلى معارضة الولايات المتحدة للقرار أُضيف إلى الإدانات من دول عديدة. بالإضافة إلى الإدانات، من الضروري مناقشة تداعيات القرار، ليس فقط على إسرائيل، بل على مبادىء المحكمة الدولية وعلى حقوق الإنسان، والتي سحب القرار البساط من تحتها. من واجبنا أن نفضح الازدواجية الأخلاقية التي كشفها قرار المحكمة واستخدام مواردها المحدودة من أجل التحقيق ضد إسرائيل، التي لا تملك المحكمة صلاحيات إزاءها، متجاهلة جرائم أخطر لدول تملك صلاحيات إزاءها.
- من خلال تجاهُل المبادىء القانونية يبدو أن قرار المدعية العامة بنسودا بدء التحقيق ضد إسرائيل هو قرار سياسي وليس قراراً قانونياً. لذا يتعين علينا أن نتسلح بكل الأدوات من أجل إيجاد رد متعدد الأبعاد، يتضمن مكونات قانونية وسياسية وبرلمانية. بناءً على هذا كله، فإن مسؤوليتنا في هذا الوقت بالذات تحديد الفرص واستغلالها، ومساهمة كل أعضاء الكنيست في الصراع ضد تسييس مبادىء القانون الدولي واستخدامه ضد وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.
- الحرب الأهلية في سورية، والتي بدأت كثورة شعبية في محافظة درعا في آذار/ مارس 2011، أخذت إسرائيل على حين غرة. لم ينجح أي جهاز من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المعروفة بقدراتها الممتازة والمتطورة في توقّع التطورات الداخلية المفاجئة في سورية والحرب الأهلية التي استمرت سنوات عديدة.
- في الواقع، أدت الثورة الشعبية في سورية إلى انهيار عقيدة إسرائيل الأمنية حيال جارتها في الشمال. في البداية يبدو أن الإسرائيليين أمِلوا بانتهاء الاضطرابات في سورية كما بدأت، لكن سرعان ما تبين أن الواقع أكثر تعقيداً بكثير، ومع مرور الزمن ازداد عدد اللاعبين وازدادت المصالح في سورية. بعد الصدمة الأولى، كان الرأي السائد في قيادة المنظومة الأمنية كما عبّر عنه وزير الدفاع حينئذ إيهود باراك أن زمن حكم بشار الأسد قد حُسم، وأن سقوطه هو مسألة وقت.
- احتاجت إسرائيل إلى وقت كي تبلور سياستها إزاء سورية، وخلال فترة طويلة بدا أنها لا تقوم بالتعديلات المطلوبة. من أبرز النماذج على ذلك استمرار قوات الجيش الإسرائيلي في التدرب على احتلال مواقع الجيش السوري، والتأهب على طول الحدود لمواجهة تهديد لم يعد موجوداً. أيضاً الأجهزة الاستخباراتية التي جمعت معلومات عن الجيش السوري النظامي أصبحت في فترة معينة غير ذات صلة، واضطرت إسرائيل إلى إيجاد طرق جديدة لجمع المعلومات عن تهديدات جديدة على صورة تنظيمات إرهابية متعددة على الحدود، بما فيها تنظيم داعش وجبهة النصرة.
- في البداية، كان أحد المخاوف الكبيرة في الجانب الإسرائيلي هو موجة اللاجئين الذين يحاولون الدخول إلى أراضي دولة إسرائيل فراراً من الفظائع التي تدور وراء الحدود. نتيجة ذلك أُعطيت التوجيهات إلى القوات التي كانت على الأرض بعدم السماح باجتياز الحدود إلى إسرائيل إلّا في حالات "طارئة جداً" يجري بحثها على حدة.
- مع مرور الوقت، أدرك القادة على الأرض، وبينهم اللواء تامير هيمن وقائد المنطقة اللواء يائير غولان (عضو كنيست حالياً)، أنهم لا يستطيعون الوقوف مكتوفي الأيدي وترك المتمردين يموتون أمام أعينهم. في شباط/فبراير 2013 نشرت "يسرائيل هَيوم" خبراً عن نشوء توتر بين اللواء غولان وبين رئيس الأركان آنذاك بني غانتس بعد موافقة قائد المنطقة على دخول جرحى سوريين إلى أراضي إسرائيل من دون إعلام رئيس الأركان. وكان التخوف الكبير من أن ما جرى يمكن أن يشكل مقدمة لدخول اللاجئين إلى إسرائيل. لكن لاحقاً، تطورت سياسة معالجة الجرحى السوريين، التي بدأت بمبادرة محلية من القادة على الأرض، وتحولت إلى أن وصلت في سنة 2016 إلى إقامة إدارة "حسن الجوار" التي عالجت آلاف الجرحى السوريين.
- الفوضى الهائلة دفعت المسؤولين الرفيعي المستوى في القيادة الشمالية والجيش الإسرائيلي أيضاً إلى تنظيم المنطقة بصورة مختلفة وإيجاد وسائل للتأثير في الواقع. واعتُبرت المساعدة المقدمة إلى السكان المحليين السوريين فرصة لإقامة علاقات مع الجيران السوريين تساعد، من بين أمور أُخرى، على الحصول على معلومات استخباراتية، وإيجاد منطقة آمنة وعمق سياسي، وتمنع وقوع هجمات، وتوجد إمكانات لمواجهة حالة عدم اليقين.
- في مرحلة معينة بدأ إطلاق النار والقتال الداخلي في سورية ينزلق إلى أراضي إسرائيل. في البداية كانت التوجيهات بعدم فتح النار في اتجاه الجيش السوري، لكن مع ازدياد حوادث الانزلاق إلى أراضي إسرائيل، تغيرت السياسة وأُعطيت الأوامر بتدمير مصادر إطلاق النار الذي ينزلق إلى إسرائيل.
- التغيرات في سورية كانت أحد الدوافع لإقامة جدار "ساعة الرمل" على طول الحدود السورية، وأيضاً إقامة لواء إقليمي في الجيش على طول الحدود، الفرقة 210 المعروفة باسم فرقة باشان. في الخلاصة، نجح الجيش الإسرائيلي خلال بضع سنوات في وضع استراتيجيا وممارسات تكتيكية لمواجهة الحوادث في الجانب الآخر من الحدود، وفي نهاية الأمر لم تقع هجمات كبيرة ضد إسرائيل طوال تلك الفترة.
- كما هو معروف، على الرغم من التوقعات الإسرائيلية بشأن سقوطه، فإن الرئيس الأسد بدأ في الفترة 2013-2015 بالحصول على مساعدة غير متوقعة من جانب حزب الله وإيران والروس. كل هذه الأطراف، وخصوصاً الروس، رجحوا كفة النظام ونجح الأسد في الصمود. في سنة 2018 فرض الروس اتفاقات مصالحة وقّعتها أيضاً القرى والبلدات المحاذية للحدود الإسرائيلية. إسرائيل من جهتها أغلقت إدارة "حسن الجوار"، وطالبت بشدة بالعودة إلى اتفاقية فك الاشتباك العائدة إلى سنة 1974.
- في هذه الأيام يمر الجيش السوري بعملية إعادة تأهيل، ويتسلح في الأساس بمنظومات دفاعية جوية، ولديه عدد أقل من الفرق المدرعة التي كان يتميز بها في الماضي. وعلى الرغم من استياء إسرائيل فإن حزب الله موجود في عمق عملية إعادة بناء الجيش السوري، في الأساس من خلال هيئة تسمى "القيادة الجنوبية" التي تساعد الجيش السوري في عملية إعادة بنائه، وتقدم موارد من أجل هذا الغرض. التخوف الإسرائيلي هو من محاولة حزب الله فتح جبهة إضافية في مواجهة إسرائيل على الحدود السورية. لا يمكن تجاهُل وجود توتر ما وراء الحدود بين روسيا وإيران اللتين تهتم كل واحدة منهما بتعزيز نفوذها ومصالحها في سورية.
- صحيح أن إسرائيل من ناحيتها أغلقت إدارة "حسن الجوار"، لكنها تواصل عملياتها في سورية بوسائل أُخرى. الاستراتيجيا الإسرائيلية تعتمد حالياً على مبدأين أساسيين: الأول هو دفاع قوي على طول الحدود بواسطة لواء باشان، وهو حالياً بقيادة العميد رومان غوفمان؛ الثاني هجمات إسرائيلية ما وراء الحدود، في الأساس ضد مواقع تمركُز إيرانية، وضد تهريب وسائل قتال متطورة إلى المنطقة.
- في الخلاصة، بعد مرور عشر سنوات على بدء الحرب الأهلية السورية من الخطأ القول إن هذه الحرب انتهت. صحيح أنها غيرت شكلها وأساليبها، لكن عملياً الهجمات الوحشية ما وراء الحدود مستمرة، وكل شهر يُقتل عشرات الأشخاص في سورية. أيضاً الاستقرار غير المضمون مع مرور الوقت، والذي أوجده الأسد حصّن نظامه حتى الآن، لكنه لم يُرسخ مستقبله.
- على أي حال، لا شك في أن سورية عموماً، والمنطقة القريبة من الحدود الإسرائيلية خصوصاً، ستظل منطقة مضطربة ومنكوبة لسنوات عديدة. الدرس الإسرائيلي من سلسلة الحوادث هذه أن القدرة على التنبؤ بالسيناريوهات القريبة والبعيدة هي في نهاية الأمر توازي الصفر.