مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش اعتقل في منطقة الحدود مع لبنان مساء أمس (الأحد) 3 أشخاص حاولوا التسلل من لبنان إلى إسرائيل بالقرب من مستوطنة يفتاح.
وأضاف البيان أنه سيتم التحقيق مع المعتقلين لمعرفة ما إذا كانوا حاولوا التسلل لتنفيذ عملية مسلحة أم لا.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أمس (الأحد) أن الشرطة أكملت الاستعدادات اللازمة للحفاظ على النظام في أثناء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 التي ستجري يوم غد (الثلاثاء) 23 آذار/مارس الجاري.
وأضاف البيان أن نحو 20.000 ضابط وأفراد شرطة ومتطوعين سيعملون في مهمات متعددة في محيط صناديق الاقتراع وعلى الطرقات والمحاور الرئيسية في مختلف أنحاء البلد.
وأكد البيان أن الشرطة ستتعامل بحزم وصرامة مع أي محاولة للإخلال بالنظام العام وتشويش سير الانتخابات، وستتصدى لأي عمل تحريضي أو ينطوي على التزوير، كما سيُفرض طوق أمني على المناطق [المحتلة]، وستكثف الشرطة وجودها على امتداد خط التماس.
ودعا البيان الجمهور إلى التصرف بمسؤولية والامتثال للتعليمات.
قال رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي لدى المغرب ديفيد غوفرين إن افتتاح مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب ومكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط سيتم بصورة رسمية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وأشار إلى أن هذا الافتتاح سيتم في الوقت نفسه بعد عيد الفصح اليهودي الذي يصادف الأسبوع المقبل.
وأضاف غوفرين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في الرباط أمس (الأحد)، أن الاتفاق بين المغرب وإسرائيل ينص على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وبناءً على ذلك ستصل العلاقات بين الدولتين إلى مرحلة فتح السفارتين في الرباط وتل أبيب.
وقال غوفرين إن الإدارات الأميركية على مر تاريخ الولايات المتحدة أيدت ودعمت العلاقات السلمية بين إسرائيل والعرب بصورة عامة، وخصوصاً العلاقات السلمية بين إسرائيل والمغرب.
واستبعد غوفرين احتمال تراجُع المغرب عن استئناف علاقاته مع إسرائيل في حال تراجعت الإدارة الأميركية الجديدة عن الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية. وقال في هذا الشأن: "لا أتصور حدوث هذا السيناريو. فالتأييد الأميركي للعلاقات السلمية بين المغرب وإسرائيل قوي، وأنا متأكد من أن المسيرة ستستمر حتى الوصول إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة".
اعتقل الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) فلسطينيَيْن قاما باجتياز السياج الأمني الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.
وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيَيْن كانا مسلحَيْن بالسكاكين وتم نقلهما إلى جهاز الأمن للتحقيق معهما.
وكان الجيش الإسرائيلي اعتقل الأسبوع الفائت فلسطينياً مسلحاً دخل إلى إسرائيل من قطاع غزة. وكشف التحقيق الأولي أنه كانت بحيازته ثلاث قنابل يدوية وضعها على طول السياج الحدودي قبل اعتقاله.
قال المنسق الحكومي لشؤون مكافحة فيروس كورونا البروفيسور نحمان آش إنه لا يتوقع موجة وبائية إضافية.
وأضاف آش في سياق إيجاز صحافي أمام مراسلي وسائل الإعلام أمس (الأحد)، أن المعطيات الوبائية التي ستظهر خلال الأسبوعين المقبلين تنطوي على أهمية خاصة، وذلك بسبب الانتخابات العامة وعيد الفصح اليهودي وشهر رمضان.
وأكد آش ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي.
من ناحية أُخرى أطلقت وزارة الصحة الإسرائيلية حملة خاصة مع اقتراب شهر رمضان لحث المواطنين العرب على الإسراع في تلقي اللقاح.
وأشار آخر معطيات وزارة الصحة إلى استمرار تسطيح المنحنى الوبائي وانخفاض مؤشر تكاثر العدوى إلى 0.62. كما أشارت إلى أن عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 285 حالة، وانخفضت نسبة النتائج الإيجابية إلى 1.7% بعد إجراء نحو 17.000 فحص مخبري.
وفي الضفة الغربية أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية بعد ظهر أمس انطلاق حملة التطعيم في مناطق السلطة الفلسطينية.
وقال اشتية في كلمة له في رام الله، إن السلطة الفلسطينية أرسلت كمية من جرعات اللقاح التي تسلمتها من عدة جهات إلى قطاع غزة.
قالت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أول أمس (الجمعة) إن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] نداف أرغمان حث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إلغاء الانتخابات الفلسطينية المقبلة على خلفية قيام حركة "حماس" بالمشاركة فيها.
ونقلت القناة عن مصدر فلسطيني رفيع المستوى قوله إن رئيس السلطة الفلسطينية رفض طلب أرغمان هذا.
وأفادت القناة نفسها أن هذا الطلب تم تقديمه خلال اجتماع بين الجانبين عُقد في رام الله.
وكانت حركتا "فتح" و"حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية اتفقت في ختام الاجتماع الذي عقدته في القاهرة يوم الثلاثاء الفائت، على مدونة سير الانتخابات لضمان إجرائها بشفافية ونزاهة. وتم تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية في مناطق السلطة الفلسطينية، وهي الأولى منذ 15 عاماً، في 22 أيار/مايو و31 تموز/يوليو على التوالي.
للأسبوع الـ39 على التوالي شارك آلاف الإسرائيليين مساء أمس (السبت) في تظاهرات الاحتجاج التي تطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالاستقالة من منصبه على خلفية اتهامه بقضايا فساد وسوء أداء الحكومة في إدارة قضايا الاقتصاد والبطالة وأزمة فيروس كورونا.
وسار متظاهرون من جميع أنحاء إسرائيل في مسيرة من الكنيست إلى ميدان باريس في القدس، المتاخم لمقر إقامة نتنياهو الرسمي في شارع بلفور. وقال منظمو التظاهرة إن نحو 15.000 متظاهر حضروا في البداية، وقدّروا لاحقاً أن إجمالي عدد المتظاهرين بلغ نحو 50.000، وقدرت عدة تقارير إعلامية العدد بأكثر من 20.000.
وبالإضافة إلى المسيرة أمام مقر رئيس الحكومة في القدس أقام المتظاهرون مسيرة أُخرى أمام منزله الخاص في مدينة قيسارية، بينما تجمّع عدد آخر من المتظاهرين على الجسور والتقاطعات وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية والأعلام السوداء ولافتات كُتبت عليها عبارات مناهضة لنتنياهو.
وقال منظمو هذه التظاهرات أنه على الرغم من تراجُع الإقبال على هذه التظاهرات في الأسابيع الأخيرة فإن تحوُّلها منذ ما يقرب من 9 أشهر إلى سِمة أسبوعية للحياة السياسية في إسرائيل تسبّب بدفع إسرائيل نحو انتخابات رابعة خلال أقل من سنتين.
وقال أحد هؤلاء المنظمين وهو العميد في الاحتياط أمير هسكيل: "لا أعتقد أن رئيس حزب ’أمل جديد’ جدعون ساعر كان سيترك الليكود ويؤسس حزبه الخاص ما لم يكن يعلم بأنه يحظى بدعم في الشوارع".
وأشاد المنظمون بما اعتبروه صحوة بين الشباب، وأشاروا إلى أن متظاهرين من الشباب انضموا إلى ناشطين قدامى مثل هسكيل يحتجون على فساد نتنياهو منذ عدة سنوات.
- هذه الانتخابات هي أكثر الانتخابات التي جرت في السنوات الأخيرة ضجراً وأهمية. هي مضجرة لأننا تعلمنا في المدرسة أن الانتخابات تجري كل 4 سنوات. لم يحضّرنا أحد لديمقراطية - فائقةـ تُجري 4 انتخابات خلال عامين. وهي شديدة الأهمية – لأن الخريطة السياسية، ولأول مرة منذ سنوات، شفافة بصورة لا مثيل لها.
- جزء من اليمين يُظهر مؤشرات مقاومة للعناق الخانق للثعبان في مقر رئاسة الحكومة في بلفور. منذ سنة 1948 وحتى اليوم كان هناك 4 زعماء فقط [لليمين]: مناحيم بيغن، ويتسحاق شامير، وأريئيل شارون، وبنيامين نتنياهو. هذا انتهى. لم يعد هناك زعيم وحيد للكتلة، بل 3 زعماء على الأقل. في المعسكر المقابل تتغير الطاقة. بعد أسابيع سقط خلالها كل الزعماء الذين لا حظوظ لهم في الفوز، بقي فقط بني غانتس ويارون زليخا اللذين لم يصغيا ولم يفهما. الآخرون كلهم يقترحون خياراً ليس سيئاً من بدائل دقيقة للغاية.
- الذي يعتقد من جانبنا أنه يجب أن يحل أحد ما محل نتنياهو، يرغب في أن يكون يائير لبيد كبيراً وقوياً مع 20 مقعداً على الأقل. بالإضافة إلى ذلك فإن نجاحه في تأسيس حزب للطبقة الوسطى مثير للإعجاب فعلاً. كل الذين ضاقوا ذرعاً بخلط الدين بالدولة يجدون ملاذهم لدى أفيغدور ليبرمان العلماني - الراشد والمسؤول والخبير، الذي خفف من ألسنة اللهب إلى الحد الأدنى، ويرسي بنية تحتية لنقاش عميق في الدين أو الدولة.
- أصبح للنسويات معقلاً جديداً في حزب العمل بزعامة ميراف ميخائيلي. حزب الياقات الزهر نجا من الزوال حتى الآن. ميرتس تتفاخر بالمثليين والمثليات وبمعارضتها للاحتلال، وتتوجه مجدداً نحو الناخبين الاستراتيجيين على أمل أن ينقذوها مجدداً من الغرق. وهناك أيضاً العرب.
- القائمة المشتركة هي مثل مثلثات البيتزا التي لا تشكل بيتزا عائلية متكاملة. كل واحد من مؤيدي الأحزاب الثلاثة مستعد للقسم بأن قضيته هي الأكثر أهمية من غيرها. كلهم يريدون المساواة، ويتعهدون إعطاء الأولوية للوسط العربي ومصالحهم. فقط مصالحهم. هم لم يكونوا قادرين على النهوض والتوحد وخوض الانتخابات معاً من أجل الفكرة الأكبر منهم: دولة لكل مواطنيها تلتزم بمساواة حقيقية وجوهرية لكل الإسرائيليين. المعركة الانتخابية العميقة والحقيقية هي بين وجهة النظر العلمانية لدولة لكل مواطنيها وبين المتعصبين للتفوق اليهودي، المستعدين لتقديس كل تفرقة وإقصاء وتمييز من أجل المحافظة على التفوق اليهودي.
- في هذه الحال لمن نصوّت بعد فشل لبيد وميخائيلي ونيتسان هوروفيتس وأيمن عودة في التوحد معاً من أجل النضال المدني؟ الجواب بسيط. كل الهويات مهمة، وكل الآلام التي تعانيها القطاعات محقة. لكن لا شيء سيغير منظومة العمل الإسرائيلية. حتى لو كان هناك 20 عضواً من المثليين في الكنيست، وحتى لو كان نصف الكنيست من الرجال ونصفه من النساء. كل هذا قليل جداً ولن يغير كثيراً.
- وحدها المساواة بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي، وإقامة شراكة برلمانية على أساس مدني من دون تمييز سيُحدثان التغيير في ترتيب الأحجام. كل مَن يؤمن فعلاً بفكرة المساواة بين الجميع – يجب أن يصوّت للقائمة المشتركة.
- هذا الحزب بعيد عن الكمال؛ هناك أحزاب تضم أعضاء برلمانيين أكثر إثارة للإعجاب، وفيها شخصيات معروفة أكثر وأفكار أفضل. لكن أي تصويت آخر لن يُحدث الزلزال الضروري لنا جميعاً. المساواة الكاملة للعرب هي الورقة الرابحة التي ستؤدي إلى حل كل الإحباطات والإقصاءات والتفرقة.
- حتى لو كان الأمر غير مستحب بالنسبة إلى بعض القوميين، يجب أن نقول: مستقبل الديمقراطية الإسرائيلية يكمن في مستقبل المساواة المدنية الكاملة للأقلية العربية. من هنا التصويت للقائمة المشتركة هو التصويت الديمقراطي الأكثر أهمية اليوم.
- إذا لم يكن هذا كله مقنعاً، سأضيف حجة عاطفية بكلماتي: يجب على اليهودي الملتزم بتراثه التاريخي أن يفكر على هذا النحو: كيف أردنا في الماضي أن يصوّت مجتمع الأكثرية غير اليهودية؟ أردنا أن يصوّت لأحزاب تضمن للأقلية اليهودية أن تكون متساوية على الرغم من الاختلاف. هكذا فعلنا عندما كنا أقلية، فكم بالأحرى عندما أصبحنا أكثرية. التصويت الأكثر يهودية اليوم هو التصويت للقائمة المشتركة.
- شهد الأسبوع الماضي نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً لروسيا في الشرق الأوسط؛ إذ قام وزير خارجيتها بزيارة إلى السعودية وقطر والإمارات، واجتمع لاحقاً بوفد من حزب الله، وأيضاً بوزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي في موسكو. في هذه الأثناء تواصل موسكو الدفع قدماً بسياستها الإقليمية بصورة مستمرة وجدية. الهدف من العلاقات الوثيقة التي تقيمها روسيا مع أغلبية اللاعبين الإقليميين هو الدفع قدماً بالمصالح الروسية، ويبدو أنهم في إسرائيل توقفوا عن طرح التساؤلات بشأن زيارات عناصر حزب الله و"حماس" والجهاد الإسلامي إلى موسكو.
- هل ستنجح روسيا في الاستفادة من التوترات بين السعودية والولايات المتحدة؟
- عندما تصطدم العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها بصعوبات وتقع في أزمة، يُظهر الدبلوماسيون الروس دائماً استعدادهم لتقديم اقتراحات تعاون واستثمارات وصفقات سلاح. هذه المرة أيضاً، وقبل أن تستفيق الرياض من صدمة الأخبار ضد منفّذي اغتيال جمال الخاشقجي وتحوُّل ولي العهد محمد بن سلمان الشخصية الكلية القدرة إلى شخص غير مرغوب فيه في واشنطن، وصل وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى الرياض. بحث الطرفان في العلاقات الثنائية والتجارية ومجالات التعاون الأُخرى. كلمة "حقوق الإنسان" لم تُذكر قط. زار لافروف أيضاً أبو ظبي، حيث وجد تفهماً لفكرة إعادة إعمار سورية. وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أشار إلى أن "قانون قيصر" الأميركي، الذي يفرض عقوبات صارمة على دول وكيانات تتعاون مع نظام الأسد، "إشكالي ويعرقل عودة سورية إلى الحضن العربي". والمعروف أنهم يعتقدون في الإمارات أن السبيل إلى تقليص النفوذ الإيراني في سورية هو من خلال عملية إعادة إعمار واسعة النطاق تؤدي أبو ظبي دوراً مهماً فيها إلى جانب روسيا. لافروف زار أيضاً قطر، حيث وقّع تفاهمات جديدة تتعلق باستئناف المفاوضات للتوصل إلى "حل سلمي" في سورية مع أنقرة والدوحة.
- هل التوترات بين الرياض وإدارة بايدن وتغيّر موقف البيت الأبيض فيما يتعلق بحقوق الإنسان والاتفاق النووي مع إيران ستدفع الدول العربية في الخليج إلى تغيير توجهها والتقرب من روسيا بصورة كبيرة ؟
- قبل 6 سنوات عندما قاد رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، كان يبدو أن السعودية والإمارات ستزيدان بصورة كبيرة جداً تعاونهما مع موسكو. ولي العهد محمد بن سلمان زار حينئذ مع والده سانت بترسبورغ والتقى الرئيس بوتين، ووقّع الطرفان صفقات كثيرة، وأنشأوا صندوقاً للاستثمارات المشتركة. بعد مرور 6 سنوات يمكن القول إن العلاقات بين الدول الخليجية (من السعودية حتى قطر) تحسنت كثيراً، لكن الخلافات القائمة بينهم بقيت على ما هي عليه وحتى إنها خرجت إلى العلن على صورة حرب نفطية علنية واضحة بين الرياض وموسكو. حالياً روسيا تبيع الشرق الأوسط، ولا سيما السعودية والإمارات، المزيد من السلاح، لكن العلاقة بين هذه الدول وبين الولايات المتحدة ظلت قوية جداً، وظلت هذه الدول تعتبر روسيا حليفة استراتيجية لإيران. هذه الظروف الأساسية لم تتغير خلال السنوات الست التي مرت منذ اللقاء الأول بين ولي العهد محمد بن سلمان وبين الرئيس بوتين. من المعقول الافتراض أنه على الرغم من التوترات في العلاقة بين واشنطن والرياض فإن ما يجري ليس انفصالاً بينهما، على الرغم من مواصلة روسيا تطبيق سياسة تمدُّدها في الشرق الأوسط وتحوُّلها إلى لاعب قوي لا يمكن تجاهله.
- مثلث روسيا الجديد من أجل إعادة إعمار سورية
- التصريح الأهم للوزير لافروف خلال زيارته إلى دول الخليج هو الذي صدر في الدوحة. فقد أعلن لافروف عملية سياسية جديدة بقيادة 3 دول- سورية و قطر وتركيا. التفاهمات الجديدة تتحدث عن تحريك عملية حوار ومفاوضات بين نظام الأسد والمتمردين والمعارضة من أجل صوغ حل سياسي للنزاع الدائر منذ 10 سنوات.
- وشدد الطرفان الروسي والقطري على أن المقصود ليس عملية تحل محل محادثات أستانة وتفاهمات سوتشي - العمليتان اللتان بادرت إليهما روسيا مع تركيا وإيران. على الرغم من ذلك، لا شك في أن المثلث الجديد الناشىء خلال زيارة وزير الخارجية الروسي إلى الدوحة هدفه الالتفاف على إيران من أجل تحقيق هدف واحد - إعادة إعمار سورية اقتصادياً. في نظر الغرب، مشاركة إيران أبطلت الخطوات الأخيرة التي بادرت إليها روسيا في سوتشي وفي أستانة، كما أن المنافسة بين روسيا وإيران على الموارد السورية، وعلى النفوذ، وعلى صورة سورية المستقبلية، آخذة في الازدياد.
- "المثلث" الجديد فيه طرفان لديهما علاقات قوية مع الولايات المتحدة ويمكنهما أن يدفعا قدماً بالعملية السياسية المتعثرة وتقديم الحل إلى الأميركيين. بالنسبة إلى الإدارة الأميركية الجديدة، لا تحتل سورية مرتبة عالية في سلّم الأولويات، لكن الولايات المتحدة لا تزال تتمسك بالعقوبات المفروضة ضد نظام الأسد، وبـ"قانون قيصر".
- بعد أن حققت روسيا الانتصار العسكري في سورية وسيطرت على جزء كبير من الدولة، فإنها تواجه اليوم حاجزين كبيرين: رفضُ تركيا أي تقدم في منطقة إدلب وموافقتها على التعاون في شمال شرق الدولة فقط في مقابل انسحاب كبير للقوات الكردية. الحاجز الثاني الكبير هو الحاجز الاقتصادي: الانتصار العسكري لم يضمن إعادة إعمار الدولة المدمرة، والعقوبات الأميركية والأوروبية فرضت عدم مشاركة الدول العربية في جزء مهم منها ما دام لم يطرأ تقدم للتوصل إلى حل سياسي. في موسكو لاحظوا أن الأسد لا يتعاون بصورة كاملة من أجل الدفع قدماً بالعملية السياسية، ولو ظاهرياً، وبدأوا باستخدام الضغوطات على أفراد عائلة الأسد.
- على ما يبدو الخطوة الأخيرة من شأنها أن تعزز أكثر التحالفات بين روسيا وتركيا وقطر لمصلحة إعادة إعمار سورية اقتصادياً. الذين بقوا وحدهم في الخارج هم الإيرانيون، لكن على ما يبدو أنهم في موسكو قدّروا أنه يمكنهم المسّ بمشاعر آيات الله لأن روسيا حليف لا يوجد بديل منه بالنسبة إلى إيران.
- الوفد الرفيع المستوى لحزب الله في زيارته إلى موسكو تحدث عن مستقبل لبنان والتدخل الروسي المتزايد
- منذ سنوات تعمل روسيا في لبنان من أجل ترسيخ نفوذها ومكانتها هناك. وكعادتها تتعاون مع أطراف كثيرة ولا تمتنع من إقامة علاقات مع حزب أو حركة، بما فيها حزب الله. لبنان مهم جداً لروسيا كدولة مجاورة في شمال سورية، حيث تبني روسيا لنفسها قوة إقليمية عظمى، وأيضاً بسبب مخزون الغاز الموجود في المياه الإقليمية اللبنانية، وبسبب موقعه الاستراتيجي المهم كمفترق طرق بين إسرائيل، التي تتماهى مع الولايات المتحدة، وسورية الواقعة تحت النفوذ الروسي- الإيراني.
- وسط هذا كله يبقى حزب الله القوة الأكثر تنظيماً والأقوى والأكثر استقراراً حالياً في الفوضى اللبنانية. رفض الحزب اقتراحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتسوية تُخرج لبنان من الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي يعاني جرّاءهما حالياً، لكن على ما يبدو يشعر لبنان بأن عليه الآن التعاون مع روسيا التي تسيطر على سورية. يدرك عناصر حزب الله جيداً أن في كل نزاع عسكري بين إسرائيل ولبنان ستكون روسيا الوسيطة، تماماً كما جرى في صيف 2019، وأن موسكو لا تريد أية تحركات تخرّب بصورة أو بأُخرى مكانة روسيا في المنطقة والعالم. ليس واضحاً ما إذا كانت موسكو ستجد حلولاً للأزمة اللبنانية الداخلية، لكن من المتوقع أن يزداد التدخل الروسي في لبنان في الفترة المقبلة.