مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت قناة "الميادين" المقربة من حزب الله إن سفينة بملكية إسرائيلية تعرضت أمس (الثلاثاء) لأضرار طفيفة في هجوم وقع في خليج عُمان بالقرب من إمارة الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، وذلك في ثالث حادثة من هذا النوع في الأشهر الأخيرة.
وأضافت القناة أن الحديث يدور حول سفينة الشحن "هايبيريون راي" التي تبحر تحت علم جزر الباهاما، لكنها بملكية إسرائيلية.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس أن أي طرف لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم، لكن مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل يعتقدون أن إيران تقف وراءه. وأشارت إلى أن السفينة كانت في طريقها من الإمارات إلى الكويت.
وجاء الهجوم في وقت هددت إيران بالانتقام للهجوم على منشأتها النووية في نتانز، والذي حمّلت إسرائيل المسؤولية عنه.
وتخوض إيران وإسرائيل في الفترة الأخيرة حرب ظلّ بحرية، إذ يحمّل الجانبان بعضهما بعضاً المسؤولية عن تفجيرات استهدفت سفناً. ويوم الثلاثاء الفائت تعرضت سفينة الشحن الإيرانية "سافيز"، التي يُزعَم أنها تعمل كقاعدة عائمة للحرس الثوري الإيراني، لانفجار قبالة سواحل اليمن يُرجَّح أنه ناجم عن لغم لاصق. وفي الأشهر الأخيرة تضررت على الأقل سفينتا شحن بملكية إسرائيلية في هجمات ادّعت القدس أنها إيرانية، واحدة في خليج عُمان والأُخرى في أثناء إبحارها إلى الهند.
من ناحية أُخرى تعرضت منشأة نتانز النووية الإيرانية يوم الأحد الفائت لهجوم ألحق أضراراً بأجهزة الطرد المركزي، ورجّحت تقارير إعلامية أن تكون إسرائيل نفّذت هذا الهجوم على الرغم من أنها لم تعلن مسؤوليتها عنه.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس أنه إذا خلصت إيران إلى الاستنتاج أن إسرائيل هي التي تقف وراء الهجوم على نتانز، فستتلقى ما تستحقه من رد.
قالت الناطقة بلسان البيت الأبيض جين ساكي إن الإدارة الأميركية الحالية لديها مخاوف من إعلان إيران البدء بتخصيب اليورانيوم بمستوى 60% في منشأة نتانز.
وجاءت أقوال ساكي هذه في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام في واشنطن مساء أمس (الثلاثاء)، وذلك في إثر تصريحات أدلى بها الوفد الإيراني إلى المفاوضات بشأن الاتفاق النووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكدت ساكي أيضاً أن البيت الأبيض ينظر بجدية إلى هذا القرار، وطالبت مجموعة 5+1 [الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن+ ألمانيا] برفض ذلك بصوت واحد. وقالت إن هذه الخطوة ستثير الشكوك في جدية إيران فيما يتعلق بالمفاوضات النووية، وأكدت ضرورة الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة.
في سياق متصل أعلنت الرئاسة الفرنسية مساء أمس أن قرار إيران رفع مستوى تخصيب اليورانيوم يُعدّ تطوراً خطراً مُداناً ويستدعي رداً منسقاً من جانب فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأوضحت أن هناك تنسيقاً بهذا الشأن.
وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت عن كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية عباس عرقجي قوله إن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%. وجاءت هذه التقارير بعد اتهام إيران إسرائيل بتخريب المنشأة النووية في نتانز.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستبذل قصارى جهدها من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين إلى عائلاتهم، بينهم مدنيان وجثتا جنديين إسرائيليين يُعتقد أن حركة "حماس" تحتجزهم في قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم بدء نشاطات يوم ذكرى الجنود الذين قُتلوا في حروب إسرائيل والعمليات المسلحة ضدها، والتي أُقيمت في القدس مساء أمس (الثلاثاء)، أن إعادة الأسرى والمفقودين تُعتبر مهمة مقدسة، ولن تتخلى الدولة عنها.
وتكلم في المراسم نفسها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي فقال إن الجيش يبذل أقصى الجهود لإرسال الجنود فقط إلى مهمات ملائمة. وأضاف: "سنعمل على تحسين قدرات الجيش الإسرائيلي قبل كل شيء حتى ينفّذ مهماته بنجاح، لكن ليس أقل أهمية للحفاظ على جنودنا وحمايتهم."
وأشار كوخافي إلى أن عشرات الآلاف من الجنود والضباط ينفّذون يومياً عدداً لا ينتهي من المهمات ويعودون إلى بيوتهم بأمان بفضل مهنية قادتهم واهتمامهم.
من ناحية أُخرى ذكرت معطيات نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس أنه منذ يوم الذكرى الأخير قُتل 43 جندياً ومدنياً وبلغ عدد قتلى الحروب الإسرائيليين 23.928 قتيلاً، كما أضيفَ 112 اسماً إلى قائمة الذين لاقوا حتفهم في الدفاع عن دولة إسرائيل.
وبالإضافة إلى القتلى الـ43، توفي 69 معاقاً من قدامى المقاتلين بسبب مضاعفات إصابات تعرضوا لها خلال خدمتهم العسكرية.
وقام جندي إسرائيلي سابق يعاني اضطراب ما بعد الصدمة بإضرام النار بنفسه أول أمس (الاثنين) خارج مركز تأهيل تابع لوزارة الدفاع، وهو ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة للغاية.
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الثلاثاء) اجتماعاً مع رئيس تحالف "يمينا" عضو الكنيست نفتالي بينت في إطار الجهود لتأليف حكومة جديدة. واستمر اجتماعهما 3 ساعات. وهذا الاجتماع هو الثالث بينهما منذ حصول نتنياهو على تكليف بتأليف الحكومة.
وقالت مصادر مطّلعة لقناة التلفزة الإسرائيلية 12 في نهاية الاجتماع إنه كان إيجابياً وتم إحراز تقدم فيه، وأشارت إلى أن طواقم المفاوضات بين الجانبين ستجتمع لاحقاً.
وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" أفادت أن بينت ونتنياهو اجتمعا سراً قبل عدة أيام. ونقلت عن مصدر مطّلع قوله إن بينت ونتنياهو يحافظان على علاقة وثيقة في الأيام الأخيرة من أجل استنفاد الاتصالات بين الحزبين.
وقال بينت أول أمس (الاثنين) إنه مستمر في بذل جهوده لمنع انتخابات عامة خامسة. وقال: "إن مَن سيعمل على إقامة حكومة مستقرة سيجدني حليفاً جدياً وخلاقاً له." وأضاف: "إن نتنياهو يمكنه احتساب ’يمينا’ كجزء من حكومة يمين، نحن سنعمل بكل القوة وسنبذل أقصى الجهود لمنع كارثة انتخابات خامسة. لا توجد طرق كثيرة لتحقيق هذا، لكن من أجل هذا يجب علينا التشمير عن سواعدنا والبدء بالعمل."
ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أمس (الثلاثاء)، نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها موثوق بها، أن السودان سيرسل قريباً أول بعثة رسمية إلى إسرائيل بهدف تثبيت العلاقات الثنائية بين البلدين. وستضم البعثة مسؤولين أمنيين واستخباراتيين.
ووفقاً للمصادر نفسها التي لم يتم الكشف عن هويتها أو عن الدولة التي تنتمي إليها، لم يحدَّد موعد هذه الزيارة بعد.
وكانت الحكومة السودانية صادقت الأسبوع الفائت على قانون إلغاء مقاطعة إسرائيل، الذي جرى تشريعه سنة 1958 ويحظر إقامة أي علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل.
ويُشار إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن في تشرين الأول/أكتوبر الفائت أن محادثة ثلاثية جمعته برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس المجلس الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان ورئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك، وأن زعماء البلدين أعلنوا موافقتهم على تطبيع العلاقات بينهما، وبعدها انضمت السودان رسمياً إلى "اتفاقيات أبراهام" الموقّعة مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
- يُعتبر بنيامين نتنياهو رئيس حكومة لا يحب الحرب. هو حذر جداً في استخدام القوة. وعندما تُفرَض عليه مواجهة فإنه يسعى لإنهائها بسرعة من دون توسيعها أو تعميقها. هكذا تصرّف خلال 12 عاماً متواصلة من حكمه. اليوم وفي النقطة الزمنية الأكثر حساسية بالنسبة إلى مستقبله السياسي والشخصي، تتكاثر مؤشرات تشكك في النظرية المذكورة أعلاه. وهذه المؤشرات يجب أن تقلق كل مواطن إسرائيلي. المسؤولون الرفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية حالياً وسابقاً يعرفون جيداً ما يحدث، وهم يجدون صعوبة في النوم ليلاً.
- ليس هناك مَن يفهم أفضل من نتنياهو خطورة وضعه. الأيام الأربعة للشهادات الأولى التي أدلى بها إيلان يشواع [المدير العام السابق لموقع واللا] رسخت الاتهام بتقديم رشاوى في الملف 4000، ضد شاوول ألوفيتس [رجل أعمال إسرائيلي]. الشاهدان الماك، نير حفيتس وشلومو فيلبر، سيكملان حل اللغز في الأسابيع والأشهر المقبلة. وبعد أن يدليا بما لديهما، ستُحدَّد الصورة وتتضح، ولن تكون لمصلحة المشتبه به رقم واحد.
- إذا لم ينجح نتنياهو خلال العشرين يوماً المقبلة في تحقيق التفويض الذي حصل عليه من الرئيس، يصبح إخلاؤه مقر الرئاسة في بلفور (الذي شبّهه في الماضي بإخلاء عائلات المستوطنين من غوش كطيف) على قاب قوسين أو أدنى. لكن المطروح الآن على المحك بالنسبة إليه هو أشد وطأة بكثير من طرده من مقر الرئاسة التي تبتلع ميزانيات الحكومة. هذه المرة المطروح هو مصيره وحريته.
- تسلسل الأحداث الأمنية إزاء إيران، والتسريبات التي لا تترك شكاً بخصوص هوية أصحابها تثير شعوراً بأن صاحب البيت أُصيب بالجنون، بل الأصح خسر الكابح الأخير الذي ما زال يعمل لديه. في المنظومة السياسية والأمنية يدور حديث علني: هل يريد رئيس الحكومة إشعال حرب مع إيران أو مع حزب الله كي يؤلف حكومة طوارىء. في السنة الماضية فرض على الدولة إغلاقاً محكماً وجهنمياً مع عدد قليل من المصابين فقط، وبمساعدة الكورونا خلق مناخاً ينذر بنهاية العالم، وأجبر بني غانتس على إقامة حكومة طوارئ. هذه المرة لا يوجد كورونا، بل يوجد دائماً إيران.
- التسريب إلى "النيويورك تايمز"، الذي نسب إلى إسرائيل عملية التخريب في المنشأة النووية في نتانز، يمكن أن يأتي من مصدر واحد. مصدر موثوق به بما فيه الكفاية كي تنشر الصحيفة المهمة الخبر؛ وشجاع بما فيه الكفاية، بحيث لا يخاف من تداعيات تحقيق محتمل؛ وربما أيضاً يائس وخطر بما فيه الكفاية. وزير الدفاع الذي طالب بالتحقيق في التسريبات يعرف أنه لن يتوصل إلى شيء. المتهم المركزي محصّن.
- هذه المرة لن يهبّ غانتس إلى نجدته. وبالتأكيد لا لبيد ولاساعر وليبرمان. هم يعرفونه جيداً. ميراف ميخائيلي ونيتسان هوروفيتس اللذان أذهلتهما فكرة التوصية بنفتالي بينت لرئاسة الحكومة، سيفعلان ذلك بطيبة خاطر عندما يريان مدى خطورة البديل.
- نتنياهو يتوجه إلى بنيت وسموتريتش. رئيس حزب يمينا أعلن اليوم (الثلاثاء) أن كتلته لن تشكل عائقاً. "قلت للسيد نتنياهو أنه يمكنه احتساب أصوات كتلة يمينا مع إقامة حكومة يمينية." في الوقت عينه تعهد بينيت مجدداً منع "كارثة انتخابات خامسة".
- الهدف من الشطر الأول من عبارة بينت أن يقدم لنفسه ذريعة: لست أنا المشكلة. ليتفضل حضرة السيد نتنياهو ويؤمّن 54 مقعداً وستؤمّن له يمينا الـ61. لكن الشطر الثاني من العبارة لا يقل أهمية: إذا فشل المرشح لديّ خيار في الطرف الثاني. سأضطر إلى قبول قرار الحركة وقرار معسكر التغيير باختياري رئيساً للحكومة. إذا لم يكن هناك من مفر فهذا ما سيحدث. "انتخابات خامسة لن تحدث"، وعد بينت في الأسبوع الأخير من المعركة الانتخابية على مسامع صحافيين وسياسيين. اليوم بالتحديد يبدو أنه ينوي الوفاء بوعده.
- المفاوضات بين إيران والدول العظمى في ڤيينا تكشف توجهاً مثيراً للقلق: تبدو الولايات المتحدة كأنها تعمل انطلاقاً من إحساس بالإلحاح وموقف ضعف في المواجهة مع إيران بشأن برنامجها النووي الموسع وسياستها العدائية في شتى أنحاء المنطقة. هذه الدينامية تضع إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي متشعب يمكن أن يؤدي إلى سياسة مواجهة مع إدارة بايدن، أو إلى تعميق التعاون الثناني معها من أجل محاولة التوصل إلى تفاهمات تضمن مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي.
- عشية محادثات ڤيينا، لمّحت إدارة بايدن إلى أنها مستعدة للتراجع عن المبدأ الذي وجّهها حتى اليوم، وهو امتثال إيران الكامل والعودة إلى الاتفاق النووي كشرط لرفع العقوبات. في ضوء موقف طهران المتشدد بقيادة المرشد الأعلى خامنئي، الذي يصر على جدول أعمال معاكس، أي رفع كل العقوبات كشرط للامتثال، بلورت الإدارة الأميركية اقتراحاً يقضي بالعودة المتبادلة والتدريجية إلى الاتفاق. في إطاره توقف طهران في المرحلة الأولى تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة وتخصيب اليورانيوم على درجة 20% في مقابل رفع جزء من العقوبات الأميركية بصورة تسمح لها بالوصول إلى أموال مجمدة تقدَّر بمليار دولار.
- النظام الإيراني رفض الاقتراح قبل أن يقدًّم، وكرر في ڤيينا معارضته للعملية، ويهدد بمواصلة توسيع خروقاته للاتفاق النووي إذا لم تُستجب مطالبه. علاوة على ذلك، ترفض طهران أي محادثات مباشرة مع إدارة بايدن، التي تصر على إجراء مفاوضات معها وتنقل إليها رسائل من خلال وسطاء. التصريحات المتكررة للإدارة الأميركية بأن "الكرة في ملعب إيران" لا تبدو قوية، والظاهر أن الكرة تقفز في كل مرة مجدداً إلى الملعب الأميركي.
- أيضاً في شتى أنحاء المنطقة تُظهر إدارة بايدن توجّهاً متردداً في مواجهة الخط العدواني لإيران ووكلائها. منذ استلام بايدن منصبه، إيران "صعدت درجة" في سياستها الهجومية كاشفة عن جرأة وثقة كبيرة بالنفس. يتجلى هذا التغيير في استمرار الهجمات من طرف وكلائها، ومن طرف الحرس الثوري ضد مجموعة أهداف وساحات: منشآت استراتيجية في السعودية، قواعد أميركية في العراق، وسفن إسرائيلية في الخليج، وأهداف في المجال السيبراني وغيرها.
- لاحظت إدارة بايدن التغيير في السياسة الإيرانية واضطرت إلى تنفيذ هجوم ضد ميليشيات موالية لإيران على الحدود السورية - العراقية رداً على إطلاق صاروخ ضد قاعدة أميركية في الجيب الكردي في العراق. لقد أثبتت الإدارة أن استخدام القوة هو خيار موجود في صندوق أدواتها، لكن العملية التي قامت بها بدت أنها عملية تحدث مرة واحدة بعد أن امتنعت من الرد على هجمات أُخرى ضد مصالح أميركية في المنطقة. كل ذلك على ما يبدو خوفاً من أن تؤدي عمليات الرد العسكري إلى الإضرار بمساعيها الدبلوماسية حيال إيران.
- في ضوء سعي الإدارة الأميركية لـ"إعادة إيران إلى الصندوق" والتفرغ لمسائل خارجية أكثر احتداماً، وعلى رأسها الصراع التاريخي، في نظرها، على الزعامة في مواجهة الصين، وعلى انتصار النظام الديمقراطي - يجب أن نهيئ أنفسنا لاحتمال أنها ستختار الاستمرار في "تخفيف" المطالب من إيران. وذلك على خلفية صعوبة العودة إلى تشديد العقوبات للضغط عليها - عملية يمكن أن تبدو كعودة إلى سياسة ترامب التي نبذتها إدارة بايدن واعتبرتها غير ناجعة.
- وسواء حدثت انعطافة في المفاوضات قبل الانتخابات الإيرانية في حزيران/يونيو، أم استمرت المفاوضات بعدها، فإن التوجه الآخذ في الظهور يشكك في قدرة إدارة بايدن على تحقيق تصريحاتها التي قالت فيها إن العودة إلى الاتفاق النووي ستؤدي إلى "اتفاق قوي وطويل" أكثر مع إيران.
إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي
- هذه التوجهات وما يبدو مصلحةً مشتركة للرئيس بايدن وللمرشد الأعلى خامنئي، كلّ من وجهة نظره، تضع إسرائيل أمام معضلة استراتيجية تفرض عليها الاختيار بين خيارين:
- خيار أ- الوقوف بصراحة ضد الإدارة الأميركية ومحاولة ثنيها عن العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات. لأن انتهاء القيود، التي يفرضها الاتفاق بعد مرور عدد من السنوات، سيمهد الطريق أمام إيران كي تصبح دولة على حافة النووي وتتمتع بشرعية دولية كاملة، وسيتيح لها القيام بالبحث والتطوير اللذين يمنحانها حداً أدنى من الوقت للحصول على مواد مخصبة لصنع قنبلة، ولن يمنح الوكالة الدولية للطاقة النووية صلاحيات الرقابة على البرنامج النووي الإيراني.
علاوة على ذلك، المواجهة مع إدارة بايدن بشأن المسألة الإيرانية من المتوقع أن تنعكس سلباً على مجمل العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأن تقوض الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل في مواجهة تهديدات واسعة، مثل التحقيقات في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، والتطورات في المنظومة الفلسطينية، والمحافظة على تفوق إسرائيل النوعي، وخطة الجيش الإسرائيلي لزيادة قوته في المدى البعيد بمواجهة تهديدات عسكرية متطورة، وتوسيع دائرة التطبيع وغيرها.
- خيار ب- السعي للوصول مع الإدارة الأميركية إلى تفاهمات ثنائية صامتة، تستند إلى تعهدات معلنة وقاطعة بأمن إسرائيل القومي، وإلى اتفاق الدولتين على منع حصول إيران على سلاح نووي بأي طريقة، وتعتمد على قنوات تعاون بين الدولتين في المجالات السياسية والاستخباراتية والعملانية والعسكرية.
حتى الآن لم تجر إسرائيل مشاورات منهجية بين أجهزتها لبلورة سياستها في هذه المسألة - التي تُعتبر شأناً استراتيجياً من الدرجة الأولى. على الرغم من ذلك، يبدو أنها اختارت المواجهة إذا كانت فعلاً هي مَن يقف وراء العمليات المنسوبة إليها ضد إيران، بينما تجري الدول العظمى مفاوضات معها في ڤيينا. على أي حال رئيس الحكومة يصرح بأن الاتفاق مع إيران لا يُلزم إسرائيل، وهو يلمّح إلى إعداد الخيار العسكري لإحباط البرنامج النووي الإيراني.
خيار إسرائيل الذهاب إلى مواجهة مع إدارة بايدن يمكن أن يتضح كأنه تكرار للأخطاء التي حدثت مع الرئيس أوباما، الذي لم تمنع المواجهة معه توقيع الاتفاق النووي مع إيران في سنة 2015. في ضوء الإجماع الدولي الذي يبرز اليوم بوضوح في محادثات ڤيينا بشأن الحاجة إلى العودة إلى الاتفاق النووي، يمكن لسياسة المواجهة والتلميحات العسكرية أن تضع إسرائيل في عزلة وتحول التهديد النووي الإيراني إلى "مشكلة إسرائيلية" بدلاً من أن يكون تحدياً عالمياً.
- من جهة أُخرى، سياسة تسعى لتفاهمات ثنائية مع الإدارة الأميركية يمكن أن تضعف الضغط عليها لانتهاج سياسة صارمة في مواجهة إيران، ويمكن أن تنطوي على فرض قيود معينة على حرية تحرك إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني. مع ذلك من المحتمل أن تغير الإدارة بصورة جوهرية سياستها وسلوكها في المسألة الإيرانية، نتيجة ضغط إسرائيلي علني. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن خياراً عسكرياً إسرائيلياً في التوقيت الحالي يبدو غير ناجع، وذلك بسبب ضرورة تنسيقه مع الولايات المتحدة، وفي الأساس في ضوء حقيقة أن العودة إلى الاتفاق النووي ستُبقي البرنامج النووي الإيراني على مسافة معقولة من القفز إلى سلاح نووي في السنوات القادمة.
- يبدو في الوضع الحالي للأمور أن السعي لحوار صامت وعميق لبلورة تفاهمات ثنائية مع إدارة بايدن يخدم مصلحة إسرائيل بصورة أفضل. مع ذلك، ليس واضحاً ما إذا كانت ظروف الأزمة والشلل السياسي غير المسبوق سيجعلان دولة إسرائيل قادرة على تحريك العملية التشاورية المطلوبة لبلورة سياسة حوار مثمرة مع الولايات المتحدة.
- الحوار مع الإدارة الأميركية يجب أن يتركز على المضامين والأهداف التالية: سبل التوصل إلى اتفاق قوي وطويل مع إيران والخطوات التي يجب أن تُتخذ في حال لم يتم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق؛ مراقبة البرنامج النووي الإيراني للتأكد من أنها لا تقفز، أو "تتسلل"، إلى سلاح نووي؛ كشف مسبق عن هذه العمليات وتعهدات بإحباطها في الوقت المناسب؛ المحافظة على تهديد عسكري موثوق به إزاء النظام في طهران؛ الفصل بين المسألة النووية وبين الحاجة إلى لجم تمدُّد وتمركز إيران ووكلائها في أنحاء الشرق الأوسط؛ النواحي التي تتعلق ببناء القوة وتعاظمها وغيرها.