مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية أمس (الأحد) اجتماعاً بعد شهرين من عدم عقد أي جلسات. وخُصّص الاجتماع لمناقشة التوتر الآخذ بالتصاعد مع إيران.
وأعربت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى في تصريحات خاصة أدلت بها إلى موقع Ynet، عن قلقها من المباحثات الجارية في العاصمة النمساوية ڤيينا بين إيران والدول العظمى، وأشارت إلى أن هدف هذه المحادثات هو اللهاث وراء اتفاق من دون جباية أي ثمن من الإيرانيين.
وأضافت هذه المصادر نفسها أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر استمر 3 ساعات. وقالت: "إن الإيرانيين يعرفون جيداً أنه سيتم التوصل إلى اتفاق بأي ثمن وهم يبذلون أقصى جهودهم للتوصل إلى إنجازات من المحادثات في ڤيينا. الأميركيون يسمعون مخاوفنا لكن يظل السؤال: هل هم ينصتون؟"
وجاء عقد اجتماع المجلس الوزاري المصغر على خلفية الاتصالات التي يجريها الأميركيون مع إيران بوساطة أوروبية في ڤيينا، والتي تهدف إلى العودة إلى الاتفاق النووي، ومع زيادة طهران تخصيب اليورانيوم في منشأة نتانز إلى نسبة 60%، وأيضاً على خلفية التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة، إذ أفادت مصادر سياسية مسؤولة في القدس أن واشنطن قامت خلال الأيام الأخيرة بتمرير رسائل إلى إسرائيل تعبّر من خلالها عن استيائها وعدم رضاها بسبب الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل ضد أهداف إيرانية، والتي تتزامن مع المحادثات في ڤيينا. وأكدت هذه الرسائل أن هذه العمليات من الممكن أن تؤدي إلى تخريب تلك المحادثات.
اندلعت مساء أمس (الأحد) اشتباكات عنيفة في منطقة باب العمود في مدينة القدس الشرقية بين شبان مقدسيين والشرطة الإسرائيلية وقامت الشرطة خلالها باعتقال ثلاثة شبان مقدسيين.
وقالت مصادر فلسطينية إن هذه الاشتباكات اندلعت لليوم السادس على التوالي على خلفية قيام الشرطة الإسرائيلية بقمع المصلّين بعد تأديتهم صلاة التراويح في المسجد الأقصى وخروجهم بالقرب من باب العمود وشارع السلطان سليمان القريب من بابيْ العمود والساهرة في القدس الشرقية.
من ناحية أُخرى وقعت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين عرب في مدينة يافا على خلفية اعتداء على حاخام يهودي من طرف شابين عربييْن من سكان المدينة.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 3 متظاهرين عرب من يافا بعد اشتباكات عنيفة وقعت في حي العجمي، حيث تظاهر العشرات من اليهود احتجاجاً على الاعتداء على الحاخام، في حين تظاهر في المقابل عشرات العرب. ووفقاً للبيان، حاولت الشرطة الفصل بين الجانبين، لكن في مرحلة ما تصاعدت الأمور إلى حد وقوع اشتباك عنيف بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين العرب.
وأضاف البيان أنه تم إلقاء حجارة وألعاب نارية في اتجاه رجال الشرطة، وهو ما أسفر عن إصابة شرطيين بجروح طفيفة.
أعلن بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الأحد) توقيع أكبر صفقة مشتريات أمنية بين إسرائيل واليونان.
وأضاف البيان أن إسرائيل واليونان وقّعتا أكبر اتفاقية مشتريات دفاعية، إذ وقّع سلاح الجو اليوناني اتفاقية ستشغل بموجبها شركة "إلبيت" الإسرائيلية مركزاً لتدريب القوات الجوية اليونانية بقيمة نحو 1.65 مليار دولار.
وأشار البيان إلى أن شركة "إلبيت" ستقوم بتزويد طائرة تدريب جديدة من طراز "إم 346"، وستحافظ على أسطول التدريب الكامل للقوات الجوية اليونانية الذي يضم عشرات الطائرات من طراز "إم 346" و"تي 6"، وذلك لمدة نحو 20 سنة.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو قامت فجر أمس (السبت) ولليوم الثاني على التوالي بشن غارات على أهداف تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية مساء أول أمس (الجمعة) للمرة الثانية خلال يومين.
وأشار البيان إلى أن هذه الغارات استهدفت موقع تدريب وموقعاً لمضادات أرضية في قيد التطوير ومصنعاً لإنتاج الباطون لحفر الأنفاق بالإضافة إلى بنية تحتية لنفق إرهابي هجومي.
وكان بيان سابق للناطق العسكري الإسرائيلي أشار إلى أن القذيفة الصاروخية سقطت في منطقة مفتوحة من دون أن يتسبب سقوطها بوقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة، ومن دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية عن إطلاقها.
وذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن الغارات الإسرائيلية أمس استهدفت موقعين للتدريب في جنوب قطاع غزة وموقعاً آخر في وسط تلك المنطقة.
ودان ناطق بلسان حركة "حماس" الغارات الإسرائيلية قائلاً إن غزة تكابر وتقاتل ولا تنكسر، ولن تنحني.
قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إن إسرائيل ستقوم بكل ما يلزم القيام به لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية.
وجاءت أقوال أشكنازي هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيريْ خارجية قبرص واليونان والمستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش أُقيم في ختام اجتماع عُقد بينهم في بافوس في قبرص أول أمس (الجمعة)، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان إيران أنها نجحت في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
وقال أشكنازي إن الاجتماع في بافوس ناقش المخاطر التي تشكلها إيران وحزب الله والمتطرفون الآخرون على استقرار منطقة الشرق الأوسط وعلى السلام الإقليمي. وأضاف: "سنبذل كل ما في وسعنا لمنع هذا التهديد المتطرف، ولمنع النظام الإيراني من امتلاك أسلحة نووية."
وأشار أشكنازي أيضاً إلى أن الاجتماع في بافوس ناقش الجهود المبذولة لتعزيز الرخاء والاستقرار في الشرق الأوسط وأشاد بـ"اتفاقيات أبراهام" التي وقّعتها إسرائيل مع عدة دول عربية لتطبيع العلاقات بينها وبدأت باتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات بوساطة أميركية.
ودعا أشكنازي الفلسطينيين إلى الانضمام إلى دائرة السلام، وأكد أن الطريق إلى السلام يتطلب مفاوضات ومحادثات.
يبدو رئيس قائمة الصهيونية الدينية عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش كمن يسد الطريق أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتأليف حكومة تستند إلى دعم خارجي من راعم [القائمة العربية الموحدة التابعة للحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي].
وكتب سموتريتش في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس (الأحد) أنه يفضل تأليف حكومة يشارك فيها رئيس "يمينا" عضو الكنيست نفتالي بينت ورئيس "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد، على حكومة تعتمد على راعم. وأضاف: "كذلك فإن انتخابات خامسة أفضل بكثير من هذا الانتحار."
وتطرّق سموتريتش إلى إمكان تأليف حكومة مؤلفة من أحزاب المعسكر المناوئ لنتنياهو، فوصف مثل هذه الحكومة بأنها مخلوق هجين. وكتب قائلاً: "أقدّر بأن حكومة كهذه لن تؤلَّف. وحتى في حال تأليفها فإنها ستصمد عدة أشهر وتتحطم ويعود اليمين، وهذا أفضل من هدم اليمين والصهيونية."
وعلم موقع "واللا" بأن سموتريتش عقد اجتماعاً مع رئيس حزب "أمل جديد" عضو الكنيست جدعون ساعر قبل أسبوعين. ومنذئذ تتواصل الاتصالات بين الجانبين. كذلك عقدت عضو الكنيست أوريت ستروك من الصهيونية الدينية اجتماعاً مع عضو الكنيست زئيف إلكين من "أمل جديد" في إطار الاتصالات لتأليف حكومة. وقالت ستروك إن الانطباع الذي خرجت به من الاجتماع هو أن انضمام ساعر إلى حكومة برئاسة نتنياهو أمر ممكن.
ولا يمارس حزب الليكود ضغوطاً كبيرة على سموتريتش كي يوافق على تأليف حكومة بدعم قائمة راعم. وعزا مسؤولون في الليكود ذلك إلى أنه ما زال هناك وقت لانتهاء مهلة نتنياهو لتأليف حكومة، والسبب الثاني هو أن الليكود يأخذ في الحسبان إمكان التوجه إلى انتخابات خامسة ولا يريد أن تُلصَق به شبهة الشراكة مع راعم، والتي من شأنها أن تلحق به ضرراً كبيراً في أوساط ناخبيه ومؤيديه.
ودعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في نهاية الأسبوع الفائت زملاءه اليمينيين إلى الانضمام إليه من أجل تأليف حكومة يمينية وقومية تحتاج دولة إسرائيل إليها بشدة.
وحثّ نتنياهو قادة أحزاب "يمينا" والصهيونية الدينية و"أمل جديد"، نفتالي بينت وبتسلئيل سموتريتش وجدعون ساعر، على الانضمام إليه لإقامة حكومة كهذه.
وقال نتنياهو: "إن إسرائيل بحاجة إلى حكومة يمينية تستمر في السنوات المقبلة لمواجهة التحديات التي تواجه الدولة اليهودية"، وأكد أنه يمكن تأليف مثل هذه الحكومة في وقت قصير جداً.
كما دعا نتنياهو العضو البارز السابق في حزب الليكود ورئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر إلى العودة إلى البيت قائلاً: "إن الليكود هو منزلك ولقد نشأت في هذا المنزل وسيتم الترحيب بك هنا بأذرع مفتوحة."
وكان رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين كلّف نتنياهو يوم 6 نيسان/أبريل الحالي مهمة تأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة بعد أن حصل على توصية بتكليفه من طرف 52 عضو كنيست.
- إسرائيل سرّعت سلسلة الهجمات ضد إيران في الأسابيع الأخيرة، بحسب وسائل الإعلام الأجنبية. فبعد سلسلة هجمات نفّذها كوماندوس ضد ناقلاتٍ تهرّب النفط إلى سورية، وقع تفجير أيضاً في سفينة قيادة الحرس الثوري في البحر الأحمر. وفي منشأة نتانز وضع شخص قنبلة ألحقت ضرراً فادحاً بأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليوارنيوم، قبل وقت قليل من احتفال الإيرانيين بذكرى اليوم النووي الوطني.
- إذا كانت هذه الهجمات هدفت إلى حرف الإيرانيين عن دربهم، وإلى الفرض عليهم تقديم تنازلات في المفاوضات التي استؤنِفت بشأن الاتفاق النووي، من الصعب العثور على ما يدل على نجاح هذا الأسلوب. علاوة على ذلك، يبدو أن الدول العظمى ليست مقتنعة أيضاً. ممثلو الوفد الإيراني وكذلك ممثلو الولايات المتحدة يتحدثون في الأيام الأخيرة عن حدوث تقدم في الاتصالات في ڤيينا، والتي تهدف إلى عودة الأميركيين إلى الاتفاق.
- ذكرت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك في بيروت، عبر تقرير لها بالعربية، أن روسيا وإيران اتفقتا على إقامة غرفة عمليات مشتركة لتأمين حركة السفن المتوجهة إلى سورية في البحر المتوسط. إذا تبين أن الإعلان في النهاية موثوق به، من المحتمل أن يكون من الصعب على إسرائيل مواصلة هجماتها التي يمكن أن تعرّض قواتها لخطر احتكاك محتمَل بسفن روسية.
- هذان التطوران يمكن أن يدلا على أن إسرائيل لا تلعب في ملعب فارغ ولا تستطيع وحدها أن تفرض مسار الأمور على الرغم من قدراتها العملانية المدهشة التي أظهرتها. ليس لدى إيران وحدها استراتيجيتها الخاصة القادرة على التمسك بأهدافها بحزم؛ أيضاً الدول العظمى لا تُخضِع اعتباراتها لجدول أعمال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
- من وجهة النظر الإيرانية، ما حدث هو تراكُم عمليات إسرائيلية تتطلب رداً في هذه المرحلة أو في مرحلة أُخرى. لكن في الوقت عينه هناك هدف استراتيجي تُصر طهران على تحقيقه - عودة الأميركيين إلى الاتفاق النووي، ورفع العقوبات التي فُرضت على إيران، وضمان اتفاق لا يفرض قيوداً صارمة جداً على برنامجها النووي. لهذا كله الأولوية على تصفية الحسابات. في هذه الأثناء الانسحاب الأميركي من الاتفاق في سنة 2018 (الذي جاء بضغط إسرائيلي على إدارة ترامب) قرَّب إلى حد ما إيران من النووي. إذا كان المدى الزمني المقدّر للاختراقة الإيرانية لجمع ما يكفي من مواد انشطارية لصنع قنبلة قبل توقيع الاتفاق في سنة 2015 هو سنة، فإن كميات اليوارنيوم المخصب المتراكمة الآن جرّاء خرق الاتفاق تُقصّر هذا المدى إلى أشهر معدودة.
- بحسب كل المؤشرات، الولايات المتحدة مصرة على الاستمرار في القناة الدبلوماسية بهدف توقيع اتفاق جديد. هذا هو الهدف الذي وضعه جو بايدن لدى استلامه منصبه في كانون الثاني/يناير هذه السنة. صحيفة الواشنطن بوست وصفت في نهاية الأسبوع علاقة بايدن بنتنياهو بأنها "أقل حرارة" من العلاقات بالإدارة السابقة، وأشارت إلى أن الهجوم على نتانز حوّل الخلاف المحتدم بين الطرفين إلى مشكلة حادة. وتدّعي الصحيفة أن الخطوة الإسرائيلية اعتُبرت عملية تخريب هدفها المس بالمحادثات بين إيران والدول العظمى. كل ذلك يحوّل العلاقات بإسرائيل إلى مسألة شخصية بالنسبة إلى بايدن لأن هيبته على المحك، ولأنه وعد بالعودة إلى الاتفاق النووي في حملته الانتخابية. نتنياهو هاجم مجدداً الاتفاق الآخذ في التبلور في خطابه عشية ذكرى المحرقة، وأعلن أن إسرائيل ليست ملزَمة به، ولم يذكر ما إذا كانت إسرائيل ستواصل العمل على عرقلة توقيعه أو تنفيذه.
- في هذه الأثناء تبرز تصدعات في الائتلاف المعادي لإيران. ففي السنوات الأخيرة كثُر الحديث عن التقارب بين إسرائيل والسعودية والإمارات بتشجيع من إدارة ترامب، لكن يبدو أن السعوديين بدأوا يشعرون بالتغيير الإقليمي الآخذ في الظهور ويعملون بما يتلاءم معه. تحدث أمس تقرير للصحيفة البريطانية "الفايننشيل تايمز" بأنه للمرة الأولى منذ 5 سنوات تجري محادثات مباشرة بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين رفيعي المستوى، بوساطة عراقية، على خلفية تبدّل الإدارة في واشنطن واستئناف المحادثات.
- في هذه الأثناء سُجلت حادثة مهمة. إذ اجتمع في القدس المجلس الوزاري الأمني لمناقشة التطورات في المسألة الإيرانية للمرة الأولى منذ أشهر. جرى هذا بعد ضغوطات كبيرة قام بها وزير الدفاع بني غانتس والمستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت. ربما هما يشككان، مثل العديد غيرهم، في أن إسرائيل انجرت إلى تغيير دراماتيكي في سياستها إزاء إيران من دون أن يجري توضيح هذه الأمور بصورة كافية. لكن جدية هذا المنتدى في زمن ولاية حكومة انتقالية تقريباً دائمة، يمكن أن تدل عليها الحقيقة التالية: أمس جرت الموافقة على تعيين الوزيرين يوآف غالانت وميري ريغيف في الطاقم الوزاري المصغر من طرف الليكود بالتناوب - مرة كعضو ومرة أُخرى كمراقب. حل منطقي في النهاية: اللواء في الاحتياط غالانت، المقرّب من رؤساء الأركان والمطّلع على كل أسرار إسرائيل الخفية، توازي أهميته أن يكون المسؤول الأول عن الموضوع. لكن هذا الأمر يدل ربما على أن نتنياهو يتعامل مع رأي الرجلين كما مع آراء وزراء الليكود الآخرين بالقدر عينه من الأهمية (تقريباً صفر).
- الرئيس السابق للجنة الطاقة النووية جدعون فرانك قال أمس في مقابلة أجرتها معه محطة كان إنه لا يرى في إسرائيل حالياً تفكيراً استراتيجياً في المسألة الإيرانية، بل فقط تفكيراً تكتيكياً. وهو يعتقد أن على إسرائيل أن تركز على محاولاتها التأثير في موقف الولايات المتحدة من المحادثات، لا على فرض حقائق على الأرض. وسألته المذيعة هل يشعر بالقلق، فأجاب فرانك: "أنا قلق جداً"، ويبدو أن جوابه يمثل موقف عدد كبير من المسؤولين السابقين الرفيعي المستوى، الذين يتابعون أحداث الأسابيع الأخيرة بقدر من المفاجأة يصل إلى حدود الهلع.
-
- يتضح أن قرار الرئيس الفلسطيني أبو مازن إجراء انتخابات رهان خطر. هو افترض أن الضربات التي لحقت بالفلسطينيين في السنوات الأخيرة من جانب إدارة ترامب، والتهديد الإسرائيلي بالضم، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، هذا كله سيوحد أجزاء الشعب الفلسطيني ويؤجل الأزمات الداخلية في حركته إلى ما بعد الانتخابات. وحاول زعماء "فتح" و"حماس" التشجيع على الترشح في قوائم مشتركة للانتخابات. لقد تأثر قرار أبو مازن بشأن إجراء انتخابات أيضاً بالضغط الذي مارسه عليه الاتحاد الأوروبي والدول المانحة وتبدُّل الإدارة في الولايات المتحدة- واعتقد أن هذه الانتخابات ستقربه من إدارة بايدن، وستساعده على إعادة العلاقات بها إلى الفترة التي سبقت انتخاب ترامب.
- لكن فكرة الترشح في قوائم مشتركة واجهت انتقادات حادة من الحركتين وأُزيلت عن جدول الأعمال. لكن بينما نجحت "حماس" في توحيد صفوفها والوقوف جسماً واحداً أمام جمهور الناخبين، بعد أزمة قصيرة حدثت في الانتخابات الداخلية لرئيس الحركة في القطاع، ظهرت التصدعات الداخلية في "فتح". أبو مازن، الذي يشكل منذ 7 سنوات هدفاً لانتقادات وسط جمهور الشارع وفي صفوف التنظيم، اتخذ سلسلة خطوات عززت كثيراً سيطرته في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. هذه الخطوات ألحقت الضرر الشديد بمكانة شخصيات مركزية في الحركة، بينها مقربون من مروان البرغوثي الذي يُعتبر رمزاً، ومن زوجته فدوى ونبيل عمرو الذي كان مستشاره. وبسبب مخاوف أبو مازن المتزايدة ومحيطه المقرب من عدم الولاء، فإن شؤون السلطة تُدار بواسطة حفنة حصرية ومغلقة من المخلصين بصورة تثير عداء نشطاء داخل الحركة ووسط الجمهور. أبو مازن نفسه يصوَّر كما لو أنه نسي المصلحة الوطنية، ويركز على بقائه، ويتصرف كالحاكم المطلق الذي يحدد جدول الأعمال الفلسطيني.
- سياسة أبو مازن، التي امتازت بالحرص على التنسيق الأمني مع إسرائيل والسعي لمفاوضات سياسية من خلال مواصلة النضال الدبلوماسي والقانوني والدولي، والتي هدفت إلى تجنيد التأييد للموضوع الفلسطيني وزيادة الضغط على إسرائيل، جعلته يختلف عن ياسر عرفات، الأمر الذي منحه تأييداً كبيراً في انتخابات 2005 الرئاسية. وترافقت رئاسته في البداية مع تفاؤل كبير، في ضوء سلوكه البنّاء إزاء إسرائيل والجهد الذي وظفته الحكومات الفلسطينية في هذه السنوات فيما اعتُبر خطوات لبناء الدولة (تشكيل مؤسسات، القيام بإصلاحات في الأجهزة الأمنية والمنظومة القضائية، وإقامة بنى تحتية للرفاه والاقتصاد) وفرت ولا تزال توفر فرص عمل للكثيرين. لكن هذه السياسة فشلت في تحقيق أهدافها.
- بالإضافة إلى ذلك امتاز سلوك السلطة الفلسطينية في السنوات الأخيرة بفساد متزايد. على هذه الخلفية ازدادت الدعوات إلى التغيير واستبدال السلطة بدلاً من المطالبة بتعديلات وإصلاحات كما في الماضي. هذه المطالبات سُمعت من خصوم أبو مازن- ناصر القدوة، ومن مؤيدي محمد دحلان وكثيرين آخرين.
- في الوقت عينه لا يزال منتقدو أبو مازن في صفوف "فتح" يرون في الحركة بيتهم السياسي أيضاً بعد تشكيل قائمة مستقلة، وحتى بعد إبعاد مجموعة دحلان. هذه الظاهرة تعكس السمة الخاصة في "فتح"، بخلاف باقي الفصائل الفلسطينية. في الواقع "فتح" هي حركة وطنية وضعت فلسطين والفلسطينيين في رأس اهتماماتها، بخلاف التنظيمات الفلسطينية الأُخرى التي تبنت أيديولوجيا عالمية. وهكذا تحولت إلى أكبر تنظيم بين التنظيمات الفلسطينية، وضمت شخصيات لها آراء متعددة، وأحياناً متعارضة، ونجحت في المحافظة عليها وأدارتها بواسطة حوار داخلي، ونجت من خلافات وتصدعات كثيرة منذ قيامها في سنة 1958. حتى ظهور "حماس" في سنة 1987 لم يوضع خصم حقيقي في وجه "فتح". فوز "حماس" في انتخابات 2006 في المجلس التشريعي تحقق في الأساس بواسطة نظام الانتخابات المناطقي المستخدَم حينئذ، لا بسبب عدد أكبر من الأصوات.
- مع ذلك، قائمة مستقلة من البرغوثي والقدوة تزعزع الحركة. استقالة البرغوثي تضيف نظرة جديدة مقارنة بالاستعدادات لانتخابات 2006، يومها لم تكن القوائم المستقلة التي برزت تضم شخصيات مركزية، مثل البرغوثي ودحلان والقدوة. البرغوثي، الذي يدرك هذه الإشكالية، يدّعي أنه لن يترك "فتح"، ويعتقد أن إلغاء نظام الانتخابات المناطقي سيساعد "فتح" على الحصول على أصوات المقترعين كلهم، والقوائم المستقلة لن تتسبب بخسارة قوتها. من جهته قال القدوة إن كل الذين ينتمون إلى التيار الوطني لديهم مشكلة مع الإسلام السياسي، ومعنى ذلك أنهم سيمتنعون من اندماجات برلمانية مع ممثلي "حماس" بعد الانتخابات، وسيكون من الممكن توحيد قوائم "فتح" من جديد في كتلة واحدة. لكن محاولات البرغوثي والقدوة التقليل من خطورة تشكيل قائمة مستقلة لا يقلل من عمق الأزمة التاريخية التي تواجهها "فتح" مع إعلان الانتخابات.
- الآن، "فتح" ليست بحاجة فقط إلى زعامة جديدة، بل إلى سياسة جديدة لزيادة قوة جذبها في أوساط خريجي الجامعات الشباب العاطلين من العمل، الذين لا يرون أفقاً شخصياً ووطنياً. لم تعد "فتح" حركة تركز على التحرر من الاحتلال فقط، بل كياناً يتحمل مسؤوليات تشبه دولة، وعليها الحرص على تأمين حاجات جمهور كبير. ينطبق هذا أيضاً على "حماس" التي تدرك اليوم المسؤولية المدنية الملقاة على عاتقها. هذه التطورات هي جزء من النضج السياسي الفلسطيني، والانتخابات المنوي إجراؤها في الأشهر المقبلة هي جزء منها.
- مع ذلك، من الصعب الحديث عن خسارة الهيمنة ونهاية "فتح". فالحركة لا تزال البيت السياسي لكثيرين. ("حماس"، على الرغم من زيادة قوتها، إلا إنها تواجه هي أيضاً انخفاضاً في تأييدها، في الأساس في قطاع غزة، وتجد صعوبة في إقناع الناس بإنجازات المقاومة المسلحة، وتبحث عن وسائل نضال غير مسلح ضد إسرائيل (تعاني جرّاء شكوك حيالها كحركة الإخوان المسلمين في العالم العربي). وفي الواقع ضعفت لهجة النقد في أوساط أبو مازن ضد البرغوثي والقدوة بعد تقديم قائمتهما إلى لجنة الانتخابات. بخلاف القدوة الذي أٌبعد عن الحركة، البرغوثي لم يُبعَد عن صفوفها. إثنان من أصدقائهما المقربين لا يظهران في قائمتهما المستقلة: الأول قدورة فارس الذي يظهر في قائمة "فتح" الرسمية، والثاني حاتم عبد القادر من القدس الشرقية الذي أشار في الأسابيع الأخيرة باسم البرغوثي إلى أنه لا ينوي الترشح في قائمة مستقلة للمجلس التشريعي، بل للرئاسة.
- على هذه الخلفية، يبدو أن فرص إلغاء الانتخابات أو تأجيل إجرائها كما كان مقدّراً قبل تقديم قوائم المرشحين لم يعد وارداً بعدها. هناك شعور بمناخ الانتخابات في الشارع، والجمهور الذي عبّر بصورة كبيرة عن رغبته في المشاركة فيها (وربما تأثر بالانتخابات المتتالية في إسرائيل) يرفع من مستوى توقعاته بحدوث التجديد بعدها. قرار إلغاء الانتخابات أو تأجيلها سيجعل أبو مازن و"فتح" موضوع سخرية في نظر خصومهما السياسيين ووسط جمهور الشارع، وسيظهرهما ضعيفين يخافان من نتائجها.
- إسرائيل التي يأمل بعض الفلسطينيين بأن تمنع إجراء الانتخابات، لا تستطيع أن تأخذ على عاتقها مسؤولية عدم إجرائها. صحيح أنها تقدر على منع مشاركة سكان القدس الشرقية فيها، بحجة أن هذه الانتخابات قُرِّرت بمرسوم رئاسي بخلاف اتفاقيات أوسلو كانتخابات لمؤسسات دولة فلسطين، وليس لمؤسسات السلطة الفلسطينية - كما حُدِّد في الترتيبات الموقتة في سنة 2006. لكن خطوة كهذه يمكن أن تبدو تدخلاً هدفه منع عملية ديمقراطية- ولقد رفض أبو مازن رفضاً قاطعاً اقتراح رؤساء المنظومة الأمنية الإسرائيلية تأجيل الانتخابات بسبب الخطر الذي تنطوي عليه. هو غاضب من الانتهاكات الكثيرة التي رآها في السنوات الأخيرة في سلوك إسرائيل في المنطقة ج، وفي تدفُّق المال القطري إلى القطاع. بالإضافة إلى ذلك لم يعد أبو مازن يثق بقدرة أو بإرادة الإدارات الأميركية، بما فيها إدارة بايدن، على الضغط على حكومات إسرائيل للتوقف عن تسجيل حقائق على الأرض في المنطقة ج، والتي تهدد بإغلاق الباب على حل الدولتين.
- فوز "حماس" في الانتخابات وربما زيادة قوتها، وكذلك زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية والمس بقدرتها على العمل، يتعارض مع المصالح الإسرائيلية. سواء كانت الحكومة الحالية تفضل الستاتيكو على المضي قدماً في عملية سياسية مع الفلسطينيين، أو حكومة جديدة تفضل استئناف العملية؛ بالنسبة إلى إسرائيل، هي تفضل سلطة فلسطينية مستقرة، قوية وفاعلة، يقودها المعسكر الوطني الفلسطيني، على ازدياد قوة "حماس". من ناحية أُخرى لا تقدر إسرائيل على التدخل في الانتخابات أو إلغائها.
- لكن من أجل تقليص حدوث مسّ محتمَل بمصالحها تستطيع إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول أوروبية، والأردن، ومصر، ودول الخليح، التأثير في الاتجاه الذي سيقود أبو مازن السفينة إليه. والراهن أن إمكان توحيد قوائم المستقلين مع قائمة "فتح" لم يعد وارداً، لكن في 29 نيسان/أبريل لا يزال هناك إمكان لانسحاب قائمة البرغوثي من القوائم المتنافسة إذا جرى النظر بإيجابية إلى مطالبه بالمحافظة على مواقع قوته وتأثيره في "فتح". في المقابل، على إسرائيل تعبئة كل الأطراف للدفع قدماً بالعملية السياسية التي تشكل جزءاً من سياستها الخارجية في الولايات المتحدة، وفي الساحتين العربية والدولية، كي توضح لأبو مازن وللجمهور الفلسطيني التداعيات الخطرة لفوز "حماس" في الانتخابات على الحياة اليومية لسكان الضفة الغربية، بما في ذلك وقف التنسيق الأمني بين إسرائيل وأجهزة السلطة الفلسطينية وفرض قيود على حرية التنقل في الضفة، وأيضاً تآكل واسع النطاق للشرعية الدولية والعربية للسلطة الفلسطينية.