مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن هناك محاولات من جانب حزب الله لتحدي إسرائيل بطرق جديدة وأكد أنه ستكون لذلك نتائج وخيمة بالنسبة إلى الحزب.
وأضاف غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام جولة تفقدية قام بها في منطقة الشمال أمس (الثلاثاء) وزار خلالها نفقاً هجومياً قام حزب الله بحفره وتم تحييده في إطار عملية "الدرع الشمالي" التي استهدفت العثور على أنفاق في منطقة الحدود اللبنانية- الإسرائيلية: "إن الجيش الإسرائيلي مستعد على طول منطقة الحدود الشمالية وبالتأكيد مستعد بأفضل شكل ممكن في المنطقة الحدودية مع لبنان. نحن متيقظين لمحاولات حزب الله تحدينا بطرق جديدة وسنواجه كل تهديد. إن قام حزب الله باستفزاز الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل سيتحمل عواقب وخيمة للغاية وأضراراً جسيمة وآمل في ألا يقوم بذلك".
وتابع غانتس: "تقف من الخلف إيران التي تستمر في نشاطها الإقليمي مثل دعم حزب الله ومنظمات إرهابية أخرى وفي سعيها للوصول إلى ترسانة عسكرية نووية عسكرية وهو أمر لا ينبغي السماح بحدوثه. إن دولة إسرائيل ستستمر بالعمل مع شركائها في العالم عموماً والولايات المتحدة خصوصاً حتى لا تسمح لإيران بالوصول إلى ترسانة عسكرية نووية".
قالت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" الليلة الماضية أنه من المتوقع أن يتوجه ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أمنيين كبار إلى واشنطن في مطلع الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع شخصيات رفيعة في الإدارة الأميركية، وذلك على خلفية التقدم الذي طرأ في مفاوضات ڤيينا بشأن إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
وأضافت القناة أن الحديث يدور حول رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، ورئيس هيئة الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة مئير بن شبات.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس قوله إن كلاً من هؤلاء المسؤولين سيجري مباحثات منفردة مع نظيره الأميركي.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن المخرج من العقدة السياسية التي تجد إسرائيل نفسها عالقة فيها هو المصادقة على مشروع القانون الذي قدمه حزب شاس وينص على إجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة، لكن ذلك متعلق بشخص واحد فقط هو رئيس "يمينا" عضو الكنيست نفتالي بينت، واتهمه بإجراء مفاوضات مزدوجة لتأليف حكومة يسارية.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده في ديوان رئاسة الحكومة في القدس مساء أمس (الثلاثاء): "توجد أغلبية كبيرة تؤيد هذا الاقتراح. والانتخابات الأخيرة أثبتت أن الجمهور في إسرائيل يريد حكومة يمين، وأن أسباب تعثّر إقامة هذه الحكومة هي شخصية وليست أيديولوجية."
وطالب نتنياهو بإجراء استفتاء سريع يقوم الشعب خلاله باختيار مَن سيكون رئيس الحكومة، موضحاً أنه سيقبل أي نتيجة.
وأضاف نتنياهو مهاجماً بينت: "فقط بسبب طموح شخصي لأن يصبح رئيساً للحكومة مع 7 مقاعد لا يتيح لي إقامة حكومة. توجد الآن إمكانيتان فقط، إما إقامة حكومة يسار مع ورقة توت يمينية مؤلفة من يائير لبيد وميرتس والقائمة المشتركة، وهذا معاكس جداً للالتزام الذي قدمه جدعون ساعر ونفتالي بينت في فترة الانتخابات، وإما إقامة حكومة يمين مستقرة تصمد أربع سنوات بعد انتخابات سريعة لرئاسة الحكومة يختار فيها الجمهور مَن يريد أن يكون رئيساً للحكومة."
وأكد نتنياهو أنه ليس بحاجة إلى دعم قائمة راعم.
ورداً على أقوال نتنياهو هذه، قال رئيس "يوجد مستقبل" يائير لبيد إن دولة إسرائيل في غنى عن جولة انتخابية أُخرى.
وأضاف لبيد في بيان صادر عنه مساء أمس، أن الانتخابات المباشرة التي يقترحها نتنياهو هي مماطلة وتسويف لكسب الوقت على حساب الجمهور، وأكد أنه حان الوقت لإقامة حكومة وحدة وطنية.
صادق الكنيست الإسرائيلي أول أمس (الاثنين) على تشكيلة اللجنة المنظمة التي اقترحتها الأحزاب المعارضة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أن أقدمت قائمة راعم [القائمة العربية الموحدة التابعة للحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي] في الدقيقة الأخيرة على إسقاط الاقتراح الذي قدمه حزب الليكود. وفي البداية لم يتواجد أعضاء الكنيست من راعم في الجلسة الأولى، لكنهم حضروا في الجلستين الثانية والثالثة، وصوتوا ضد الاقتراح.
وجاءت هذه الخطوة بعد لحظات من إعلان تحالف "يمينا" وحزب الليكود أنهما توصلا إلى توافق بشأن اللجنة المنظمة، وأوضحا أن "يمينا" سيؤيد الاقتراح الذي سيعرضه الليكود في الهيئة العامة بالنسبة إلى تشكيلة اللجنة المنظمة للكنيست.
واتخذ التصويت على اللجنة المنظمة منعطفاً دراماتيكياً عندما دخل أعضاء الكنيست من راعم إلى اجتماع الهيئة العامة للكنيست في اللحظة الأخيرة للتصويت ضد اقتراح الليكود وتقديم دعمهم لاقتراح بديل دفعت به الكتلة بقيادة عضو الكنيست يائير لبيد رئيس حزب "يوجد مستقبل".
وتتحكم اللجنة المنظمة، وهي أول لجنة يتم تشكيلها في الكنيست بعد الانتخابات، بجدول الأعمال في الكنيست الجديد حتى تأليف حكومة جديدة، ويشمل ذلك اللجان البرلمانية ومَن سيكون أعضاؤها. ومع استمرار حالة الجمود السياسي التي تعقّد تشكيل ائتلاف حكومي يمكن لنفوذ اللجنة المنظمة أن يكون أكبر.
ومع الموافقة النهائية على الاقتراح المدعوم من كتلة لبيد ستُشكَّل اللجنة المنظمة من 33 عضو كنيست، وذلك على النحو التالي: 16 عضواً من كتلة الأحزاب التي تريد إطاحة نتنياهو، و14 عضواً من الكتلة التي يقودها نتنياهو، وواحد من راعم، وإثنان من "يمينا".
وفي إثر ذلك كتب لبيد في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر"، إن نجاح كتلته في التصويت وفشل نتنياهو يمثلان خطوة صغيرة أُخرى في الطريق نحو حكومة وحدة وطنية.
وعقد لبيد في وقت سابق أول أمس اجتماعاً مع عضو الكنيست منصور عباس رئيس راعم في الكنيست. وقالت مصادر مطلعة على الاجتماع إن الرجلين ناقشا التعاون، ليس فقط فيما يتعلق بالتصويت بشأن اللجنة المنظمة، لكن أيضاً بشأن نشاطات مستقبلية أُخرى للكنيست ستصبح ذات صلة بعد تشكيل اللجنة المنظمة.
وقالت المصادر نفسها إن لبيد وعد عباس بمنصب نائب رئيس الكنيست، وبأن يكون لقائمة راعم مقعد في اللجنة المالية في الكنيست، وبأن تترأس لجنة يُعتزَم تشكيلها لمحاربة العنف في المجتمع العربي.
وقال عباس إنه قرر عدم دعم اقتراح الليكود بسبب هجمات حلفاء نتنياهو من حزب الصهيونية الدينية، والذين يتهمون راعم بمعاداة الصهيونية ودعم الإرهاب.
وأضاف عباس أن راعم أظهرت أنها ليست في جيب أحد، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا علاقة لذلك بالخطوة التالية، ولا علاقة لها بتأليف الحكومة. وقال: "ما زلنا نقول إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وكل مَن يتقبلنا سنتقبله."
وكما ذُكر، فعندما حان وقت التصويت على اللجنة المنظمة في الهيئة العامة للكنيست تظاهر أعضاء الكنيست الأربعة من راعم بداية بأنهم سيمتنعون من التصويت من خلال مغادرتهم القاعة، لكنهم عادوا بعد ذلك مع بدء تسمية الأسماء للتصويت النهائي على الاقتراح وصوتوا ضد اقتراح الليكود. وبذا رُفض الاقتراح بأغلبية 60 صوتاً في مقابل 58 صوتاً. وظل أعضاء الكنيست من راعم في قاعة الكنيست للتصويت لمصلحة اقتراح لبيد المضاد، الذي تم تمريره بأغلبية 60 صوتاً في مقابل 51 صوتاً.
وأشاد رئيس كتلة "يوجد مستقبل" عضو الكنيست مئير كوهين، الذي قدم اقتراح المعارضة لتشكيل اللجنة المنظمة، بنتيجة التصويت.
وقال كوهين: "إن تركيبة اللجنة المنظمة ستضمن استمرار نشاطات الكنيست بأفضل طريقة لتعكس ميزان القوى كما حدده الناخبون."
في المقابل قال عضو الكنيست إيتمار بن غفير من حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] اليميني المتطرف، الشريك في تحالف الصهيونية الدينية، إن على الليكود أن يفهم أنه لا يمكن الوثوق بكارهي إسرائيل.
وقبل التصويت توصل "يمينا" إلى اتفاق مع الليكود بشأن اقتراح قدمه الأخير وكان من شأنه أن يمنح الأحزاب الموالية لنتنياهو نصف مقاعد اللجنة المنظمة، وأن يمنح "يمينا" مقعدين.
يُشار إلى أن نتنياهو كان يأمل بتأليف حكومة تستند إلى دعم راعم من الخارج، لكن الفكرة لاقت رفضاً من حزب الصهيونية الدينية الذي كرر أنه لن ينضم إلى ائتلاف حكومي يعتمد على التعاون مع الأحزاب العربية.
وعلى الرغم من ذلك فإن نتنياهو ما زال يركز هجومه على بينت.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل اجتماع كتلة الليكود في الكنيست أول أمس، إن على بينت دعم اقتراح الليكود فيما يتعلق بتركيبة اللجنة المنظمة.
وأضاف نتنياهو: "اليوم هو لحظة الحقيقة لنفتالي بينت. يجب أن يتوقف عن السباق نحو حكومة يسارية مع لبيد وحزب العمل. عليه أن يدعم إجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة، وأن يدعم اقتراحنا بشأن اللجنة المنظمة. إذا لم يفعل بينت ذلك، فهذا يعني أنه يتعاون مع اليسار."
ولا تزال أمام نتنياهو، الذي كلفه رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في وقت سابق من الشهر تأليف حكومة جديدة بعد حصوله على توصيات معظم أعضاء الكنيست، نحو أسبوعين لإكمال المهمة قبل أن يدرس ريفلين خيارات أُخرى.
- بينما يرتكز اهتمام إسرائيل الاستراتيجي على إيران، ويكرس السياسيون ساعات يومهم لمناورات يائسة من أجل البقاء، يتشكل في الأيام الأخيرة خليط متفجر جديد في القدس حول الساحة الفلسطينية. إنه مزيج إشكالي من الحوادث المحلية، والتوتر في أيام شهر رمضان، وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وصحوة نشطاء يهود من اليمين. في الخلفية تختمر أزمة سياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تتعلق بمسألة الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في القدس الشرقية.
- الصور من وسط القدس أول أمس ذكّرت بمشاهد من الصيف الكئيب 2014، كان من الأفضل أن ننساها. قبل 7 سنوات أدت الرغبة في الانتقام لمقتل 3 شبان يهود خُطفوا في غوش عتسيون إلى مقتل الشاب الفلسطيني محمد الخضير. هذه المرة طارد شبان يهود عابري سبيل عرباً في وسط المدينة. بعضهم تعرض للضرب. الدافع إلى اشتعال الوضع هذه المرة أكثر تواضعاً - موجة فيديوهات عُرضت على شبكة التواصل الاجتماعي تيك توك، بينها صور لشبان فلسطينيين صوروا أنفسهم يهاجمون يهوداً، أغلبيتهم من المتدينين أو من الحريديم، في شوارع القدس، وفي القطار الخفيف. وكالعادة أيضاً، ساهم نشطاء من اليمين المتطرف في التطرف والدعوة إلى الانتقام.
- ساهمت في دائرة الهجمات والانتقامات توترات معينة لها علاقة بشهر رمضان، وخصوصاً التوتر الذي ساد شرقي المدينة جرّاء قرار الشرطة منع التجمعات على مدرجات ساحة بوابة نابلس لاعتبارات أمنية.
- عُرضت في وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات عنف فلسطيني ضد يهود بالإضافة إلى عنف الشرطة حيال سكان المدينة القديمة. وشارك في المواجهات مئات من الفلسطينيين وعشرات من رجال الشرطة، والتي أدت إلى إصابة البعض بجروح طفيفة. نير حسون أوضح لـ"هآرتس"، أن إغلاق المدرجات اعتُبر في القدس الشرقية رمزاً للإهانة من طرف إسرائيل، ومسّاً بتقاليد رمضان.
- كالعادة أيضاً، صراعات الحرم القدسي تصب الزيت على النار. في الأسبوع الماضي قطعت الشرطة مكبرات الصوت عن المؤذن في المسجد الأقصى كي لا تؤدي الدعوة إلى الصلاة إلى إزعاج إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي في الحائط الغربي. وعلى خلفية قيود الكورونا، سمحت إسرائيل بدخول 10 آلاف فلسطيني من الضفة الغربية للصلاة في الحرم القدسي في رمضان شرط أن يكونوا قد تلقوا اللقاح. فعلياً هناك عدد أكبر بكثير يريد المجيء وليس هناك رقابة حقيقية على مسألة ما إذا كانوا تلقوا اللقاح، بينما يواصل الوباء تفشّيه في الضفة (أغلبية الملقحين هناك عمال يعملون في إسرائيل والمستوطنات). في الشهر الماضي أُلغيت زيارة الأمير الأردني حسين إلى المسجد الأقصى بسبب خلاف مع إسرائيل على إجراءات الحماية. هذا الشهر أجرى الأردن تغييرات في تركيبة مجلس الأوقاف تقلق الفلسطينيين إلى حد ما.
- الأحداث الأخيرة في القدس أُضيفت إلى حوادث وقعت ليلاً في يافا مؤخراً، حيث أقدم سكان من العرب على ضرب رئيس يشيفيا، بعدها وقعت مواجهات عنيفة بين سكان عرب وبين الشرطة. جرت هذه الحوادث في ظل مرحلة حساسة تمر بها العلاقات اليهودية العربية على خلفية الوضع السياسي غير المسبوق، بينما تحاول كتلة راعم للمرة الأولى التموضع كبيضة قبان بين الكتلة المؤيدة لنتنياهو والكتلة المعارضة له. في مقابلها أعلنت كتلة اليهودية الصهيونية اليمينية المتطرفة أنها لن تشارك في ائتلاف يعتمد على أعضاء كنيست عرب، حتى لو أيدوا الحكومة من الخارج.
- في الخلفية يستمر المأزق السياسي الذي يواجه السلطة الفلسطينية، وهو من صنع يدي رئيس السلطة محمود عباس. لقد فاجأ عباس إسرائيل، وربما فاجأ نفسه عندما قرر في العام الماضي إجراء انتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة للمرة الأولى منذ 15 عاماً. "حماس" تتعاون معه في هذا الشأن، وأيضاً داخل "فتح" كان هناك في البداية تأييد واسع نسبياً للقرار، سواء على خلفية الحاجة إلى شرعية لاستمرار سلطتها، أو بسبب اعتقاد جزء من المسؤولين الرفيعي المستوى المحيطين بعباس أن الانتخابات ستساعدهم في ترسيخ مكانتهم في مواجهة الصراع على خلافة الزعيم البالغ من العمر 85 عاماً.
- لكن في هذه الأثناء ازداد تخوف قيادة السلطة من نتائج الانتخابات، بالإضافة إلى الصعوبة في لجم لاعبين مستقلين، مثل مروان البرغوثي، رجل "فتح" المسجون في إسرائيل منذ 19 عاماً، الذي يبدو مصراً على فحص ما إذا كانت شعبيته في الضفة ستُترجَم في فوزه كمرشح للرئاسة. لقد جرى تحذير عباس أكثر من مرة من طرف محاوريه الإسرائيليين من أن الرهان على الانتخابات يمكن أن ينتهي بهزيمة تحمل "حماس" إلى السلطة في الضفة، ولن يكون في استطاعة "فتح" التعافي منها.
- مؤخراً يجس مسؤولون رفيعو المستوى في السلطة النبض بشأن إمكان أن تنقذهم إسرائيل من الورطة. الفكرة المطروحة كانت تضخيم الأزمة بشأن تصويت سكان القدس الشرقية. سيكون من الصعب على حكومة إسرائيلية يمينية وضع صناديق اقتراع للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية (على الرغم من أن هذا الأمر حدث في الماضي خلال ولاية حكومات بيرس وشارون وأولمرت، في الانتخابات التي جرت في السلطة في 1996، و2005، و2006).
- رفضٌ إسرائيلي لمشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات، يمكن أن يزود عباس بذريعة لتأجيل الانتخابات بحجة أن الإسرائيليين لا يسمحون له بإجراء عملية ديمقراطية نظيفة، وأنه لا يستطيع التخلي عن أبناء شعبه في القدس. لكن في هذه الأثناء تبعث إسرائيل إلى عباس برسائل واضحة في هذا الشأن. إذ بيّنت له من خلال قنوات غير رسمية أنه في ضوء الوضع السياسي الفوضوي السائد في الجانب الإسرائيلي، من غير المكن تقديم رد متفق عليه في موضوع القدس الشرقية في وقت قريب. الكرة لا تزال في الملعب الفلسطيني، وذلك قبل شهر من الموعد المحدد للانتخابات البرلمانية.
- إسرائيليون على علاقة بالمقاطعة في رام الله لديهم شعور بأن الأمر قد قُضي. فبحسب كلامهم، استوعب عباس متأخراً حجم الورطة، وهو يبحث اليوم عن سلّم للنزول بسرعة عن الشجرة. في قيادة السلطة يشعرون بالقلق، وخصوصاً إزاء قائمة المرشحين الجذابة التي بلورتها "حماس"، بينما "فتح" متخاصمة ومنقسمة. في مثل هذه الظروف تزداد، في رأيهم، الفرص لإعلان عباس قريباً تأجيل الانتخابات، أيضاً من دون ذريعة إسرائيلية. وكلما جرى تأجيل هذا الإعلان حتى موعد الانتخابات، فإنه يمكن أن يستقبَل بصورة عاصفة جداً في المناطق.
- هناك شك كبير في أن هذه المناورات المعقدة تشغل بال الشبان الفلسطينيين الذين يتعاركون مع الشرطة في الليالي بالقرب من بوابة نابلس، أو أولئك الذين يصورون أنفسهم وهم يهاجمون بعنف عابري سبيل يهوداً في المنطقة. لكن عدم الوضوح المحيط بالانتخابات في السلطة يزيد من احتدام الوضع في القدس، ويمكن أن يقدم ذرائع إضافية للعنف في الأيام المقبلة. وفي ضوء الحساسية السياسية في الجانب الإسرائيلي، ليس من المستغرب أن نكتشف أن أحداث العنف في المدينة يجري تجنيدها في خدمة مناورات البقاء لنتيناهو، الذي يحتاج إلى تأييد أحزاب يمينية إضافية في محاولاته الاحتفاظ بالسلطة.
- في الشهر المقبل ستجري الانتخابات الرئاسية في سورية، لكن في هذه الأثناء ليس هناك حملة في وسائل الإعلام ولا في الشوارع، وأيضاً ليس واضحاً ما إذا كان الاقتراع سيتمحور حول مسألة "نعم لبشار الأسد أو لا"، أم سيظهر مرشح أو مرشحان إضافيان يعطيان الانتخابات صبغة ديمقراطية مزعومة.
- مَن يريد الترشح يجب أن يكون في الأربعين من عمره، ويحمل الجنسية السورية من جهة أحد والديه، وليس لديه ملفات جنائية، وليس متزوجاً من أجنبية. ويجب أن يحصل على تأييد 35 عضواً في البرلمان في دمشق، وأن يكون مقيماً بسورية خلال السنوات العشر الأخيرة. بهذه الطريقة أُغلقت الطريق أمام المرشحين الذي هربوا من حرب النظام ضد مواطنيه.
- تعتبر المعارضة السورية هذه الشروط "نكتة سمجة"، في المقابل يضيف سفير سورية في موسكو رياض حداد أن الانتخابات ستجري فجأة بسبب الكورونا، وليس هناك موعد ملزم لها.
- الأسد نفسه لم يقدم بعد ترشيحه، لكنه ينوي أن يفعل ذلك. وهذه ستكون ولايته الرابعة، على الرغم من أن الدستور يحدد ولايتين فقط. وبحسب كل المؤشرات، حُددت النتائج بمشاورات خفية مع روسيا وإيران، المنشغلة حالياً بالمفاوضات التمهيدية مع الولايات المتحدة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.
- الرئيس جو بايدن ليس مهتماً بسورية بحد ذاتها - في تقدير جهات استخباراتية أميركية، إذا تحققت نتائج إيجابية في المفاوضات مع إيران، حينها ستهدأ سورية وحزب الله في لبنان. على هذه الخلفية، ظهر قاسم مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وروسيا: كلٌّ لأسبابه مهتم باستمرار النظام السوري من دون مفاجآت.
- بالنسبة إلى إسرائيل، الأسد هو الأٌقل سوءاً، وإذا كانت تريد الاستمرار في مهاجمة قواعد عسكرية إيرانية في سورية من الأفضل بقاء الرئيس الذي تعرفه، وألّا تنفجر ثورة دموية تؤدي إلى تدخلات أقوى من طرف روسيا وإيران وتركيا. نعم تركيا منزعجة، ورجب طيب أردوغان يمكن أن يُصدر في أي لحظة الأمر بغزو عميق.
- في الإجمال الأسد يشعر بالارتياح. في تقدير الوضع يظهر تحركه الخاص: عندما لا يحصل على ما يريد من الإيرانيين يسارع إلى التوجه إلى رجل الاتصال الروسي، وعندما لا يحصل على ما يريد من الروس يستدعي رجل الاتصال الإيراني المرتبط بخامنئي في طهران.
- بعد خمسة أعوام على وجودها في سورية، روسيا تمنع سقوط نظام الأسد- وإسرائيل لا تقوم بهجمات واسعة يمكن أن تخرق هذا التوازن. في المقابل، لا يحق لسورية العودة إلى حضن العالم العربي، لكن ثلاث إمارات في الخليج الفارسي - عُمان، وأبو ظبي، ودبي - أرسلت برقيات تهنئة إلى الأسد بمناسبة ذكرى الاستقلال "عيد الجلاء" وخروج الفرنسيين من سورية.
- بقي موضوع أخير: الأسد وكبار مساعديه يتجاهلون مشكلة اللاجئين السوريين. هناك على الأقل 5.5 مليون لاجىء سوري يقيمون بتركيا والأردن ولبنان ومصر، ومسجَّلون كمواطنين في دولتهم، لا يحلمون بالعودة ما دام بشار الأسد وشقيقه ماهر يديران السلطة بوحشية. على هذه الخلفية تبرز ظاهرة مدهشة، آلاف اللاجئين يتوجهون إلى إسرائيل مطالبين "خذونا". حكاية المرضى السوريين الذين تلقوا العلاج لدينا أثارت الأمل، لكن إسرائيل في هذه الأثناء لا تزال مصرة على رفضها.