مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
لبيد يبلّغ ريفلين أنه تمكن من تحقيق النصاب القانوني المطلوب لتأليف حكومة إسرائيلية جديدة بعد توقيع اتفاقات مع 7 أحزاب، بمن فيهم راعم
الكنيست ينتخب يتسحاق هيرتسوغ الرئيس الحادي عشر لدولة إسرائيل
الجيش الإسرائيلي يعتقل عضواً بارزاً في حركة "حماس" في الضفة الغربية
سفينة تدريب تابعة للبحرية الإيرانية احترقت وغرقت في خليج عُمان في حادث لا يزال غامضاً
تقرير: من هو يتسحاق هيرتسوغ الرئيس الـ11 لدولة إسرائيل؟
مقالات وتحليلات
هل هذه حكومة تغيير؟
قبل كل شيء هدنة، ثم سلام
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 3/6/2021
لبيد يبلّغ ريفلين أنه تمكن من تحقيق النصاب القانوني المطلوب لتأليف حكومة إسرائيلية جديدة بعد توقيع اتفاقات مع 7 أحزاب، بمن فيهم راعم

بلّغ رئيس حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد الليلة الماضية رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أنه تمكن من تحقيق النصاب القانوني المطلوب (61 عضو كنيست) لتأليف حكومة إسرائيلية جديدة، وذلك بعد أن وقّعت كافة الأحزاب المركبة للائتلاف اتفاقات إقامة الحكومة في انتظار مصادقة الكنيست الإسرائيلي على تشكيلتها المقترحة.

وبقيت مفاوضات تأليف الحكومة مستمرة حتى اللحظة الأخيرة قبل انقضاء فترة التفويض الذي منحه رئيس الدولة للبيد، والتي استغرقت 28 يوماً. وبموجب الاتفاق سيتولى رئيس حزب "يمينا" عضو الكنيست نفتالي بينت رئاسة الحكومة على أن يكون لبيد رئيس الحكومة المناوب، ثم بعد سنتين سيتولى لبيد نفسه رئاسة الحكومة.

وتعهد لبيد أن تعمل هذه الحكومة في خدمة جميع المواطنين الإسرائيليين الذين صوتوا والذين لم يصوتوا لها، وأن تحترم خصومها وتبذل كل ما في وسعها لتوحيد وربط جميع أجزاء المجتمع الإسرائيلي.

وقال ريفلين في بيان نشره في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "بلّغني رئيس حزب ’يوجد مستقبل’ أنه قادر على تأليف حكومة. إننا نتوقع أن يجتمع الكنيست في أقرب وقت ممكن للمصادقة على الحكومة كما هو مطلوب."

ويجري حالياً العمل على تحديد موعد لانعقاد الكنيست الإسرائيلي للتصويت بالثقة على الحكومة، وبعد حصولها على الثقة تصبح حكومة رسمية.

وكان لبيد نجح في الأسبوعين الفائتين في الحصول على موافقة 7 أحزاب على الانضمام إلى الحكومة، وهي "يمينا"، والعمل، وميرتس، و"أمل جديد"، وأزرق أبيض، و"إسرائيل بيتنا"، وراعم [القائمة العربية الموحدة].

وكان من المقرر أن تنتهي مهلة تفويض لبيد القانونية لتأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة في منتصف الليلة الماضية، لكن توقيع اتفاق في وقت متأخر من مساء أمس مع راعم منح لبيد و"كتلة التغيير" فرصة تأليف حكومة تنهي احتكار بنيامين نتنياهو للسلطة منذ سنة 2009.

وقبل ساعة واحدة من انقضاء التفويض وقّع لبيد اتفاقاً بشأن دعم راعم لحكومة التغيير. وقال رئيس راعم عضو الكنيست منصور عباس إنه حقق من خلال الاتفاق إنجازات كبيرة للمجتمع العربي، وخصوصاً لسكان النقب العرب، كما أنه حصل على تعهدات بتوظيف ميزانيات كبيرة للمجتمع العربي، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها حزب عربي في تأليف الحكومة. 

"يديعوت أحرونوت"، 3/6/2021
الكنيست ينتخب يتسحاق هيرتسوغ الرئيس الحادي عشر لدولة إسرائيل

انتخبت الهيئة العامة للكنيست أمس (الأربعاء) يتسحاق هيرتسوغ الرئيس الحادي عشر لدولة إسرائيل. وحظيَ هيرتسوغ بتأييد أغلبية 87 عضو كنيست مقابل 26 عضواً لمنافسته مريم بيرتس. 

ويشغل هيرتسوغ (61 عاماً) حالياً منصب رئيس الوكالة اليهودية، وهو نجل الرئيس السادس للدولة حاييم هيرتسوغ وحفيد الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل يتسحاق أيزيك هيرتسوغ، وكان شغل منصب وزير الرفاه الاجتماعي ورئيس حزب العمل وتحالف "المعسكر الصهيوني".

وقال هيرتسوغ في سياق كلمة ألقاها أمام الكنيست بعد انتخابه إن هناك تحديات جمة أمام إسرائيل لا يمكن الاستخفاف بها، ومنها دمل الجراح التي أصيب بها المجتمع الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، والدفاع عن مكانة الدولة في المجتمع الدولي، ومكافحة معاداة السامية ومعاداة إسرائيل، وصيانة ركائز الديمقراطية، والخروج من المأزق.

وسيخلف هيرتسوغ رئيس الدولة الحالي رؤوفين ريفلين الذي سيُنهي مهمات منصبه يوم 9 تموز/يوليو المقبل.

"يسرائيل هيوم"، 3/6/2021
الجيش الإسرائيلي يعتقل عضواً بارزاً في حركة "حماس" في الضفة الغربية

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات الجيش ترافقها عناصر من جهاز الأمن العام ["الشاباك"] ألقت القبض في رام الله الليلة قبل الماضية على الشيخ جمال طويل، وهو عضو بارز في حركة "حماس" في الضفة الغربية.

وأضاف البيان أن الطويل هو مسؤول كبير في حركة "حماس" التي قامت مؤخراً بدور نشط في تنظيم أعمال الشغب والتحريض على العنف في أنحاء الضفة الغربية.

في المقابل قالت حركة "حماس" إن اعتقال الشيخ طويل لن يخمد صوت المقاومة في الضفة. وأشارت إلى أن طويل اعتُقل عدة مرات في السابق وأمضى معظم حياته في السجون الإسرائيلية. 

"معاريف"، 3/6/2021
سفينة تدريب تابعة للبحرية الإيرانية احترقت وغرقت في خليج عُمان في حادث لا يزال غامضاً

قالت مصادر إيرانية إن سفينة التدريب "خارك"، التابعة للبحرية الإيرانية وهي الأكبر في الأسطول الإيراني، احترقت وغرقت في خليج عُمان الليلة قبل الماضية.

وأضافت هذه المصادر نقلاً عن البحرية الإيرانية أنه تم إجلاء طاقم السفينة قبل غرقها قبالة ميناء جاسك في جنوب إيران. وأوضحت أن السفينة تُستخدم في مجال التدريب والدعم وهي في الخدمة منذ أكثر من أربعة عقود. 

وأفاد التلڤزيون الإيراني الحكومي أن النيران اشتعلت في السفينة على مدار ساعات، لكن على الرغم من ذلك لم يُصَب أحد من طاقمها في الحادث، وحتى الآن لم يُعرَف سبب الحريق الذي لا يزال غامضاً، لكن من المعروف أنه بدأ في غرفة المحركات. 

وبث التلڤزيون الإيراني مشاهد تُظهر عموداً من الدخان يتصاعد فوق البحر، يبدو أنها التُقطت من الشاطئ، وأوضح أنها تُظهر سفينة "خارك" وهي تحترق. 

ويدور الحديث حول سفينة صُنعت في بريطانيا وتم تسويقها سنة 1977، ثم أُدخلت إلى الأسطول البحري الإيراني سنة 1984. وهي قادرة على نقل حمولة ثقيلة، كما استُخدمت كنقطة إنزال للمروحيات الإيرانية في البحر.

ووفقاً لتقارير نُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية، بدأ الحريق عند الساعة 02:25 بعد منتصف الليلة قبل الماضية، وعندما حاولت القوات الإطفائية السيطرة على الحريق غرقت السفينة في الخليج الإيراني جاسك، الذي يبعد مسافة 1270 كم جنوب شرقي العاصمة طهران. وبموجب تلك التقارير، وقع الحادث خلال تدريبات كانت تجريها البحرية الإيرانية في خليج عُمان، وهي طريق تجارية بحرية مهمة ترتبط بمضيق هرمز، الذي تمر من خلاله خُمس إمدادات النفط العالمية.

عوفر أديرت، "هآرتس"، 3/6/2021
تقرير: من هو يتسحاق هيرتسوغ الرئيس الـ11 لدولة إسرائيل؟

وُلد يتسحاق هيرتسوغ [الذي انتخبه الكنيست أمس ليكون الرئيس الـ11 لدولة إسرائيل] في تل أبيب سنة 1960 وتربى في عائلة ذات شأن. فوالده حاييم هيرتسوغ كان شخصية من عالم الجيش والقانون والأعمال والسياسة والدبلوماسية إلى أن تولى منصب الرئيس السادس لدولة إسرائيل سنة 1983. وكان مندوب إسرائيل الدائم في الأمم المتحدة، واشتهر عندما قام سنة 1975 بتمزيق قرار الجمعية العامة الذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية. وحاييم هو شقيق يعقوب هيرتسوغ، الذي كان مديراً عاماً لديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في فترة ولاية كل من ليفي أشكول وغولدا مئير. ووالد حاييم هو الحاخام الرئيسي الأشكنازي يتسحاق أيزيك هليفي هيرتسوغ، الذي سُمي رئيس الدولة المنتخب على اسمه.

ويتسحاق هيرتسوغ معروف بلقب "بوجي"، وقد منحته إياه والدته أورا، وهي ذات جذور بولندية، لكنها وُلدت في مصر، التي طُرد إليها والدها من "أرض إسرائيل" من جانب الحكم العثماني في إبان الحرب العالمية الأولى. وقالت أورا في أحد الأيام إن يتسحاق بدا مثل دمية عندما كان صغيراً وكانت تناديه "بوباليه جوجو" [بوباليه بالعبرية تعني دمية]، وبمرور الوقت أصبحت تناديه بوجي.

في سن الـ 12 عاماً أرسله والده للتعلم في مدرسة دينية بناءً على وعد قطعه لجده. وعن ذلك قال إنه تربى في بيت ليس دينياً، لكن في المدرسة توقعوا منه أن يكون متديناً، وهو ما أوجد بعض التناقض في حياته.

في سن الـ 15 عاماً انتقل يتسحاق مع والديه إلى نيويورك بعد أن تولى والده منصب المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة. وعندما بلغ سن الخدمة العسكرية الإلزامية خدم في وحدة الاستخبارات 8200. وبعد انتهاء الخدمة العسكرية درس الحقوق في جامعة تل أبيب وعمل في مكتب محاماة كان والده أحد مؤسسيه.

في سنة 1985 انضم إلى حزب العمل. وفي سنة 1999 عُيّن في منصب سكرتير الحكومة التي كان يترأسها إيهود باراك. في تلك الفترة حامت حول هيرتسوغ شبهات بشأن تورطه فيما عُرف باسم "قضية جمعيات باراك"، التي اتُّهم الضالعون فيها بتجنيد أموال غير مشروعة لمصلحة باراك. وجرى التحقيق معه، لكنه التزم الصمت وأُغلق الملف ضده. كما خضع هيرتسوغ للتحقيق سنة 2016 بشبهة الحصول على تبرعات محظورة وعدم تقديم تقارير عنها. لكن هنا أيضاً أُغلق الملف ضده.

انتُخب هيرتسوغ عضواً في الكنيست سنة 2003 على لائحة حزب العمل. وبين السنوات 2005- 2011 شغل مناصب وزارية عديدة في حكومات كل من أريئيل شارون، وإيهود أولمرت، وبنيامين نتنياهو. وفي سنة 2013 انتُخب رئيساً لحزب العمل وتغلب على منافسته شيلي يحيموفيتش.

وعلى أعتاب انتخابات الكنيست الـ20 سنة 2015 أقام مع حزب "الحركة" بزعامة تسيبي ليفني تحالف "المعسكر الصهيوني". فحصل التحالف على 24 مقعداً وكان الكتلة الثانية بعد الليكود، وأصبح زعيماً للمعارضة. وفي سنة 2017 انتُخب آفي غباي رئيساً لحزب العمل بدلاً منه، ومنذ سنة 2018 يتولى هيرتسوغ منصب رئيس الوكالة اليهودية.

يُنظَر إلى هيرتسوغ في إسرائيل عموماً على أنه شخصية رخوة. وذات مرة قال بهذا الصدد: "يقولون لي إنني مناسب أكثر لأكون رئيس حكومة في الدنمارك لأنه في إسرائيل يجب أن تكون قاتلاً مع جماجم عربية على حزامك."

الآن، بعد انتخاب هيرتسوغ رئيساً للدولة يبدأ فصل مهم في حياته. وكما حدث مع شمعون بيرس في الماضي، يمكن أن يحوله هذا الفصل من سياسي كان موضع سخرية إلى زعيم جماهيري يترك بصماته على مرحلة تتسم بتصدّع اجتماعي غير مسبوق.   

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 3/6/2021
هل هذه حكومة تغيير؟
جدعون ليفي - محلل سياسي
  • يمكن أن نتفهم من القلب الذين يشعرون اليوم بالارتياح، وربما بالفرح، لأن حكومة جديدة ستؤلَّف. لكن من الصعب أكثر المشاركة في المبالغات الطفولية التي تصور إسرائيل كأنها خرجت من الظلمة إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، وكأن ألكسندر لوكاشينكو [رئيس بيلاروسيا] هو الذي سقط وليس بنيامين نتنياهو.
  • المبالغات الهستيرية هي من صنع المعسكرين - ذهاب نتنياهو ليس نهاية العالم ولا يفتح أبواب النعيم. المعسكر الذي كره نتنياهو تجاهل إنجازاته وركز على نمط حياته وإخفاقاته، سيقفز هذه الليلة من الفرح، لكن عذراً لستُ جزءاً من هذا الاحتفال. فحكومة نتنياهو ستُستبدل بحكومة يمينية أُخرى. وستصحو إسرائيل على فجر يوم جديد يشبه كثيراً اليوم الذي سبقه.
  • في إمكان المرء أن يتفهم الفرحة بإزاحة الليكود من الحكم. وبسبب كثرة المهرجين والذين كُمّت أفواههم تحولت حكومة نتنياهو في الأعوام الأخيرة إلى حكومة الرجل الواحد. اختفاء ميري ريغيف من حياتنا هي لحظة مهمة. الحكومة الجديدة سيكون لديها طاقم فاعل ومهم من الوزراء، جزء منهم سيحاول القيام بمهمته بطريقة محترمة. هذا مفرح. لكن فوق هذا كله تحوم غيمة سوداء ثقيلة الوطأة: اليمين يحلّ محل اليمين. يمين من دون نتنياهو سيأتي مكان يمين مع نتنياهو، والإثنان متوحشان. ما من يساري رصين يمكن أن يفرح بذلك.
  • قبل أن يصدق اليسار حملة التهديدات التي يشنها أنصار نتنياهو على "حكومة أقصى اليسار"، يجب علينا مع الأسف الشديد العودة إلى أرض الواقع: اليمين سيسيطر من دون حدود على هذه الحكومة أيضاً. هذه ليست حكومة وحدة ولا تغيير بل حكومة يمين. عملية تأليف الحكومة تخبرنا بما هو آتٍ لاحقاً: العمل وميرتس لم يؤخَذا في الحسبان خلال المفاوضات الائتلافية، لقد كانا في جيب الكبار. رموا لهما بوزارتي المواصلات والصحة، وأعطوا الفتات لراعام، الحزب الذي من الصعب تسميته باليساري.
  • وزير الخارجية يائير لبيد سيسافر إلى العالم ويلتقط صوراً مع زعماء الدول، ويسحر كل الذين يريدون بشدة رؤية إسرائيل مختلفة. هذا سيكون وهماً آخر مثل وهم الراحل شمعون بيرس، الذي سبق لبيد في أداء دور الوجه الجميل لإسرائيل. هذا ليس بسبب الحكومة التي تقف وراء لبيد، بل بسبب مواقفه الشخصية: لبيد يميني وهو سيوافق تقريباً على كل خطوات التيار اليميني في الحكومة. في الموضوعات المصيرية، الأخ بينت سيطبق سياسة الأخ لبيد، والعكس بالعكس. يا لها من أخوة.
  • عن وزير المال أفيغدور ليبرمان يجب ألّا نكثر الكلام. لم تشهد إسرائيل قط وزيراً للمال يمينياً وفاسداً مثله. وزير العدل جدعون ساعر ووزيرة الداخلية أييليت شاكيد سيمثلان وجه الشر في الحكومة. هنا لا مكان للتظاهر بالرحمة ولا بالإنسانية، كي لا نتحدث عن المساواة مع غير اليهود في هذا البلد. وزير الدفاع بني غانتس يخنق الآن غزة كما لم يفعل أحد مثله من قبل.
  • يرأس كل هؤلاء رئيس الحكومة نفتالي بينت، الذي لا يزال يحمل وسم الحرب الفظيعة على غزة، التي دفع وحرّض عليها بسبب خطف وقتل 3 شبان يهود من الضفة الغربية، والذي يسرّه تكرار ذلك. موضوع إيران، وقانون القومية، وسلطة القانون، وميزانية الدفاع، والمستوطنات، ستعالَج تماماً كما عالجتها الحكومة السابقة. في بؤرة أفيتار الاستيطانية يمكنهم أن يفتحوا زجاجات الشمبانيا. حكومة اليسار المتطرف هذه ستدعمهم. وهذه حكومة لا تبشر بالخير.
  • فلول اليسار البائس ستشاهد ما يجري متفرجة. لن يأخذها أحد على محمل الجد، وفعلاً ليس لديها خيار. نيتسان هوروفيتس سيحتج وميراف ميخائيلي ستهدد، وسيسجل أمين سر الحكومة ذلك في المحاضر. هما لا ينتميان إلى نادي الكبار.
  • أتمنى أن يكون هذا كله ليس صحيحاً. وأتمنى أن يكون هذا الكلام تذمراً مزعجاً من شخص يرى دائماً الأسوأ. لكن مع الأسف لا فرصة لذلك.

 

"هآرتس"، 2/6/2021
قبل كل شيء هدنة، ثم سلام
البروفيسور ليف غرينبورغ - رئيس رابطة علماء الاجتماع الإسرائيليين، وباحث في قسم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة بن غوريون
  • منذ بداية عملية "حارس الأسوار" طُرحت الحجة في أن المشكلة هي أن نتنياهو ليس لديه "استراتيجيا"، وأنه يترك الأمور تتدهور لاعتبار سياسي ضيق، الأمر الذي منح "حماس" "انتصاراً". حتى لو كانت الحجة السياسية ضد نتنياهو صحيحة، وأن "حماس" قفزت بسرور على المناسبة لتحقيق ربح سياسي، فإن كل النقاش الاستراتيجي والبحث عن انتصار يبدو لي غير صحيح في أساسه. المقصود هنا نقاش عسكري - أمني يجري استبداله بنقاش سياسي.
  • يوجد لدى نتنياهو استراتيجيا وهؤلاء الذين ينتقدونه بأن ليس لديه استراتيجيا يعتقدون أن استراتيجيتهم أفضل من أجل استمرار سيطرة إسرائيل على الفلسطينيين، وتحسين صورة إسرائيل في العالم، وخصوصاً في الولايات المتحدة. المنتقدون الاستراتيجيون المعتدلون ظاهرياً يقترحون وقف دخول "حقائب الدولارات القطرية" من أجل تجفيف "حماس"، وتطوير العلاقات مع محمود عباس. في المقابل نتنياهو يتجاهل عباس ويقوّي "حماس"، سواء بحقائب المال أو بجولات متكررة من القصف.
  • القاسم المشترك بين نتنياهو وبين منتقديه "الاستراتيجيين" هو الفرضية الأساسية القائلة بضرورة الاستمرار في حصار غزة كأداة ناجعة للسيطرة على الفلسطينيين. هذا نقاش داخلي نموذجي للأنظمة الاستعمارية والديكتاتورية التي تنتهج أسلوب "فرّق تسُد". هل نتعاون مع الحكام المعتدلين أو نصعّد المواجهة مع المتطرفين. في كتب الديمقراطية يطلقون على طرفي النزاع "اليد القاسية" و"اليد الناعمة"، وما يجري هو نقاش داخل مجموعة حاكمة بشأن كيفية استكمال السيطرة.
  • استراتيجيا "اليد الناعمة" (المعتدلة) تبلورت في قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في الانتفاضة الأولى، عندما أعلنت عدم وجود حل عسكري والمطلوب حل سياسي، وقد تحقق في اتفاقات أوسلو. ولقد شرح يتسحاق رابين لياسر عرفات أنه لا توقفه لا المحكمة العليا ولا بتسيلم، وهو قادر على قمع "حماس" بسهولة. الذي خرّب هذه الاستراتيجيا المعتدلة هو إيهود باراك. فقد ادّعى عندما كان رئيساً للأركان أن اتفاق أوسلو "ممتلئ بالفجوات مثل الجبنة السويسرية"، وعندما أصبح رئيساً للحكومة فكّك اتفاقات أوسلو كما تُفكَّك الساعات، وبنى واقعاً جديداً مفاده "لا يوجد شريك"، لذلك فإن المطلوب خطوات أحادية الجانب. أتى أريئيل شارون ليكمل عمله مع الخروج الأحادي الجانب من غزة والفصل بينها وبين الضفة الغربية.
  • بعد فوز "حماس" في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في كانون الثاني/يناير 2006 وسيطرتها بالقوة على القطاع، حدّث الجيش عقيدته الاستراتيجية "المعتدلة": تأبيد الفصل بين غزة والضفة، وبين "فتح" و"حماس"، من أجل تطوير حكم محمود عباس والتعاون الأمني معه ومعاقبة "حماس" على مواقفها الرافضة.
  • لم يخترع نتنياهو شيئاً جديداً، لا أسلوب فرّق تسُد، ولا الحصار على غزة، ولا جولات العنف التي كانت الأولى منها بعد الانفصال في سنة 2006 مع خطف الجندي جلعاد شاليط، أمّا الجولة الأخيرة قبل مجيء نتنياهو فكانت عملية الرصاص المصبوب. نتنياهو غيّر فقط جدول الأولويات: طوّر سلطة "حماس" وجفف عباس، لماذا؟ ثمة 3 أسباب أساسية لذلك: لأن ذلك يحل المشكلة مع المتطرفين من المستوطنين في الضفة الغربية ويحافظ على موقعه كزعيم لليمين الأيديولوجي. ثانياً، لأن ليس لعباس خيار آخر للمحافظة على سلطته وهو بحاجة إلى التعاون مع الجيش الإسرائيلي، وثالثاً، لأنه مثل كل حكم استعماري أو ديكتاتوري قبل انهياره، لإسرائيل تفوّق عسكري على "حماس".
  • إن ضعف الاستراتيجيين "المعتدلين" هو ضعف سياسي. الذين يؤيدون هذه الاستراتيجيا هم في معظمهم من قدامى العسكريين الذين يرون في "حماس" خطراً يزداد قوة أيضاً في الضفة الغربية وداخل حدود إسرائيل ذات السيادة، الأمر الذي يصعّب كثيراً مهمة الحفاظ على أمن المواطن الإسرائيلي اليهودي. لكن الجمهور الإسرائيلي لا تحركه اعتبارات استراتيجية عسكرية للسيطرة على السكان، بل الإحباط والخوف اللذان يولدهما العنف. الشعور بالعجز وفقدان الأمل بالتغيير هما اللذان يقودان إلى الدعوات إلى ضرب العدو بقوة. هذه هي المادة التي بنى عليها نتنياهو حكمه وتفوقه السياسي منذ سنة 2009.
  • الأخبار الجيدة أنه بخلاف ردات فعل الجمهور منذ سنة 2000 عندما أقنع باراك الجميع بعدم وجود شريك، هذه المرة برزت أصوات أُخرى تدعو إلى الحوار والتعاون اليهودي - العربي، وتقف ضد العنف والتحريض. ليس لهذه الأصوات خيار سياسي واضح، وليس لديها حتى الآن حوار بديل من الحوار الاستراتيجي. الصعوبة الأساسية هي أنه بعد أعوام من الاعتقاد الأسطوري بعدم وجود شريك، وبعد خطوات أحادية الجانب وعنف متزايد، لا يوجد أحد قادر على لفظ كلمة سلام بجدية.
  • ربما من المفيد البدء بكلمة هدنة - بالعربية اتفاق وقف القتال (وليس "تسوية"، وهي كلمة سر مبتذلة لاستمرار استراتيجيا فرّق تسُد وتقوية حكم "حماس"). إن رفع الحصار عن غزة ووقف استمرار طرد الفلسطينيين من منازلهم – في حي الشيخ جرّاح واللد ويافا - هما شرطان أساسيان للهدنة. من أجل إحداث تغيير سياسي يجب أن نتخيل واقعاً مختلفاً، لكن في وضع العنف الحالي يبدو أن هذا غير ممكن. الإسرائيليون والفلسطينيون بحاجة إلى الهدنة كي يتخيلوا مستقبلاً للسلام من جدي.