مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غارات جوية إسرائيلية على أهداف في محيط دمشق
رئيس الكنيست: الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستؤدي اليمين الدستورية يوم الأحد المقبل
المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يقرر إقامة مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس الشرقية الثلاثاء المقبل
أحد زعماء المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة: إسرائيل قد تخسر دعمنا إذا ما صادق الكنيست على "حكومة التغيير" وأطاح نتنياهو
رؤساء أحزاب اليهود الحريديم يشنّون هجوماً حاداً على بينت ويصفونه بأنه شرير ووغد
المحكمة الإسرائيلية تمدّد اعتقال القيادي في الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي الشيخ كمال خطيب إلى حين الانتهاء من الإجراءات القضائية
مقالات وتحليلات
هدية مسمومة من نتنياهو إلى بينت
لا "للتسوية" في غزة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 9/6/2021
غارات جوية إسرائيلية على أهداف في محيط دمشق

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قامت قبيل منتصف الليلة الماضية بشنّ غارات على أهداف في محيط العاصمة السورية دمشق.

وأضافت الوكالة أن الطائرات المغيرة جاءت من الأجواء اللبنانية، وأن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ الغارات وأسقطت بعضها، واقتصرت الخسائر على الماديات.

وكانت آخر مرة شنت فيها إسرائيل غارات على سورية يوم 15 أيار/مايو الفائت واستهدفت في حينه مواقع عسكرية تابعة لإيران في ريفيْ اللاذقية وحماة.

"معاريف"، 9/6/2021
رئيس الكنيست: الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستؤدي اليمين الدستورية يوم الأحد المقبل

أعلن رئيس الكنيست الإسرائيلي ياريف ليفين [الليكود] أمس (الثلاثاء) أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستؤدي اليمين الدستورية يوم الأحد المقبل 13 حزيران/يونيو الحالي. كما سيتم خلال جلسة أداء اليمين انتخاب رئيس جديد للكنيست الـ24.

وجاء إعلان ليفين هذا في إثر تأكيد عضو الكنيست نير أورباخ من حزب "يمينا" أمس أنه سيصوت لمصلحة تأليف الحكومة، وهو ما يمكنّها من الفوز بأغلبية 61 عضواً من أعضاء الكنيست الـ120.

وفي ضوء إعلان ليفين هذا سيتعين على الائتلاف الحكومي الجديد تسليم جميع الاتفاقات الائتلافية رسمياً إلى الكنيست وإعلانها بحلول يوم الجمعة المقبل. وبالتالي سيكون أمام الكتلة الموالية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو 48 ساعة وليس الـ 24 ساعة التي يتطلبها القانون، إذ  لا يتم احتساب يوم الراحة السبت، وذلك للتدقيق في الاتفاقات والضغط على أعضاء الكنيست اليمينيين لمعارضة الحكومة قبل التصويت على منحها الثقة.

وكشفت مصادر مطلعة على مفاوضات تأليف الحكومة المقبلة أن الاتفاق الائتلافي الذي توصل إليه حزبا "يمينا" و"يوجد مستقبل" يمنح رئيسيْ الحزبين نفتالي بينت ويائير لبيد صلاحيات كبيرة في إدارة الحكومة معاً، إذ سيعمل بينت رئيساً للحكومة ولبيد رئيس حكومة بديل ووزير خارجية حتى آب/أغسطس 2023، ثم يصبح لبيد رئيساً للحكومة وبينت رئيس حكومة بديلاً ووزيراً للداخلية، لكنهما سيتخذان القرارات الرئيسية معاً بغض النظر عمّن يكون في رئاسة الحكومة.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن كل مشروع قانون يدعمه الائتلاف يتطلب موافقة كلّ من رئيس الحكومة ورئيس الحكومة البديل اللذين سيكون لهما حق النقض المتبادَل. وسيكون لأصوات كتلتيْ "يمينا" و"أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر نفس وزن الكتل الست الأُخرى في الائتلاف المشترك في الحكومة واللجنة الوزارية لشؤون سنّ القوانين. والكتل الست الأُخرى هي "يوجد مستقبل" و"إسرائيل بيتنا" وأزرق أبيض والعمل وميرتس وراعم [القائمة العربية الموحدة]. كما أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية سيكون مؤلفاً من 12 وزيراً، ستة منهم من "يمينا" و"أمل جديد" والباقون من الكتل الست الأُخرى. ولكي ينضم حزب جديد إلى الائتلاف يجب أن يوافق كلّ من رئيس الحكومة ورئيس الحكومة البديل.

 

"يديعوت أحرونوت"، 9/6/2021
المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يقرر إقامة مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس الشرقية الثلاثاء المقبل

قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أمس (الثلاثاء) إقامة مسيرة الأعلام الإسرائيلية في البلدة القديمة من القدس الشرقية الثلاثاء المقبل، في إطار اتفاق مع الشرطة الإسرائيلية ومنظّمي المسيرة.

وذكر بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية في ختام الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري المصغر، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرى أهمية للتوصل إلى توافق واسع على إقامة مسيرة الأعلام، ولذا أجرى استراحة خلال الاجتماع وتشاور مع وزير الدفاع بني غانتس للتوصل معه إلى اتفاق.

من ناحية أُخرى قالت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة إنها تواصل اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لمواجهة احتمال إقامة المسيرة يوم الخميس المقبل، وما يمكن أن تتسبب به من تصعيد للأوضاع الأمنية في القدس الشرقية.

موقع "قناة 7"، 9/6/2021 https://www.inn.co.il/
أحد زعماء المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة: إسرائيل قد تخسر دعمنا إذا ما صادق الكنيست على "حكومة التغيير" وأطاح نتنياهو

قال مايك إيفانز أحد زعماء المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة إن إسرائيل قد تخسر دعم أتباعه البالغ عددهم 77 مليوناً إذا ما صادق الكنيست على ما تُسمى بـ"حكومة التغيير" وأطاح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من السلطة.

وانتقد إيفانز في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال مؤتمر صحافي عقده في القدس أول أمس (الاثنين)، أعضاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة الذين سيتم التصويت على منح ائتلافهم الثقة في الكنيست يوم الأحد المقبل، ووصفهم بأنهم تحالف عربي مناهض للصهيونية يضم مجموعة من تيار ما بعد الصهيونية الذي سيلوّح بالعلم الأبيض ويستسلم للإسلام الراديكالي. وأكد أن تصويت الكنيست المقبل سيكون مع الصهيونية أو ضدها.

وقال إيفانز: "إن نتنياهو هو الرجل الوحيد في العالم الذي يوحد الإنجيليين. والإنجيليون سيقفون إلى جانب نتنياهو. وإذا ما انضم نتنياهو إلى المعارضة، فإن الإنجيليين أتباعي البالغ عددهم 77 مليوناً سينضمون معه إلى المعارضة."

ورداً على سؤال عمّا إذا كان سيعمل ضد حكومة إسرائيل، قال إيفانز: "سنظل ندعم دولة إسرائيل، لكن لن يكون لدينا نفس الموقف الذي كان لدينا من قبل، لأنه لن يكون لدينا الثقة والثقة هي كل شيء."

وقاد إيفانز في الأيام الأخيرة حملة لإقناع الإسرائيليين بعدم التخلي عن نتنياهو، وقال في بيان صادر عنه إن الله اختار نتنياهو لقيادة إسرائيل. واتهم قادة "كتلة التغيير" المناهضة لنتنياهو بالسعي لصلب رجل يكرهونه وهم على استعداد لتدمير الأمة للقيام بذلك، ووصفهم بأنهم كلاب مسعورة، وبأنهم مصابون بالعمى بسبب كراهيتهم وسياستهم الضيقة وهوسهم بالسلطة، وقارنهم بالقادة اليهود خلال الهولوكوست الذين كانوا منشغلين بإهانة بعضهم البعض ولم يروا الدخان الآخذ بالتصاعد من أوشفيتز لأنهم كانوا ألماناً أكثر مما كانوا يهوداً.

"معاريف"، 9/6/2021
رؤساء أحزاب اليهود الحريديم يشنّون هجوماً حاداً على بينت ويصفونه بأنه شرير ووغد

شنّ رؤساء أحزاب اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] هجوماً حاداً على الرئيس المرتقب للحكومة الإسرائيلية الجديدة نفتالي بينت رئيس حزب "يمينا" ووصفوه بأنه شرير ووغد.

وجاء هذا الهجوم خلال اجتماع عقدته كتلتا حزبيْ شاس ويهدوت هتوراه في الكنيست أمس (الثلاثاء)، وبدأ مع رئيس شاس وزير الداخلية أرييه درعي الذي أكد أن الحكومة الجديدة برئاسة بينت ستقوم بتدمير وتخريب كل ما تم الحفاظ عليه من ناحية دينية على مدار 70 عاماً. وأكد درعي وجوب الدفاع عن اليهود الحريديم لإنقاذ شعب إسرائيل من أي كارثة قد تحدق بهم.

وتلاه رئيس حزب يهدوت هتوراه عضو الكنيست موشيه غفني الذي وصف بينت بأنه وغد وشرير وأكد أنه في حال إقامة حكومة بينت- لبيد سيقوم الحريديم باحتجاجات تهزّ السماء والأرض.

كما هاجم نائب الوزير يعقوب ليتسمان من يهدوت هتوراه بينت واتهمه بتأليف حكومة يسار متطرفة فقدت الطريق والضمير وستتسبب بفقدان الهوية اليهودية بالكامل. وطالبه بأن يخلع القلنسوة الدينية لأنه يهينها.

وتعقيباً على هذا الهجوم قال بينت إن أعضاء الكنيست الحريديم لن يعلّموه ما هي اليهودية، وبالتأكيد ما هي الصهيونية، وأكد أنه كرئيس حكومة سيهتم بجمهور الحريديم وعالم التوراة. 

"هآرتس"، 9/6/2021
المحكمة الإسرائيلية تمدّد اعتقال القيادي في الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي الشيخ كمال خطيب إلى حين الانتهاء من الإجراءات القضائية

مددت محكمة الصلح في الناصرة أمس (الثلاثاء) اعتقال القيادي في الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي المحظورة إسرائيلياً ورئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا لشؤون السكان العرب الشيخ كمال خطيب إلى حين الانتهاء من الإجراءات القضائية.

وقال طاقم الدفاع عن خطيب إنه سيقوم بتقديم طلب استئناف إلى المحكمة المركزية ضد قرار محكمة الصلح.

وقال حسن جبارين المدير العام لـ"عدالة - المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل" ورئيس طاقم المحامين المكلف بالدفاع عن خطيب،  إنه منذ 20 سنة لم يسبق أن تم تمديد اعتقال متهم بقضايا تتعلق بحرية الرأي حتى الانتهاء من الإجراءات القانونية، ولذا يُعتبر هذا القرار سابقة خطرة وهو بعيد كل البعد عن القانون.

وشارك عدد من قادة لجنة المتابعة والناشطين السياسيين في وقفة أمام المحكمة احتجاجاً على اعتقال خطيب ورفعوا صوره مطالبين بإطلاق سراحه فوراً.

وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الشيخ خطيب من منزله في بلدة كفر كنا في الجليل يوم 14 أيار/مايو الفائت في إطار حملة الاعتقالات التي قامت بها في إثر احتجاجات المواطنين العرب على حملة إخلاء عائلات فلسطينية في حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية، وعلى شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة، وسارعت الشرطة إلى تقديم لائحة اتهام ضده تنسب إليه فيها تهم التحريض على الإرهاب والعنف والتماثل مع تنظيم إرهابي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 9/6/2021
هدية مسمومة من نتنياهو إلى بينت
افتتاحية
  • بعد إعلان رئيس الكنيست عقد جلسة لأداء الحكومة الجديدة اليمين يوم الأحد المقبل، قرر رئيس الحكومة تقديم أول هدية مسمومة إلى حكومة التغيير- فقد قرر المجلس الوزاري المصغر أمس إجراء مسيرة الأعلام يوم الثلاثاء، أي بعد يومين من أداء الحكومة اليمين.
  • مسيرة الأعلام يجب ألّا تقام أبداً في هذه الفترة المتوترة - ليس ضمن مخطط حذر وآمن، ولا ضمن مخطط استفزازي. لكن في دولة تديرها مجموعة من مفتعلي إشعال الحرائق توضع الاعتبارات الموضوعية جانباً لمصلحة استفزازات لا ضرورة لها.
  • القائد العام للشرطة كوبي شبتاي وقائد إقليم القدس دورون ترجمان ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية أظهروا مسؤولية وطنية عندما أحبطوا محاولات حزب الصهيونية الدينية ومنظمات اليمين إقامة المسيرة يوم الخميس، ومرورها بالقرب من بوابة نابلس وفي الحي الإسلامي في القدس، لتشتعل الأرض من جديد. لكن بدلاً من الاستماع إلى الجهات المهنية، أمر نتنياهو ووزير الأمن الداخلي أمير أوحنا شبتاي بتقديم مخطط بديل تمر به المسيرة، بحيث يكون من الممكن القيام بها.
  • يجب ألّا نخطىء، ليس هناك خلاف موضوعي مع القائد العام للشرطة وقائد إقليم القدس بشأن الوقائع. يعرف نتنياهو جيداً سبب رفض شبتاي وترجمان الموافقة على مخطط المسيرة المضطرب. كل عاقل يدرك - وكم بالأحرى رئيس حكومة إسرائيل- أن المسيرة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد أمني وتجدد إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ونشوب اضطرابات في المدن المختلطة. لكن بالنسبة إلى نتنياهو والمشجعين له، فإن هذا كله لا يشكل سبباً لإلغاء المسيرة بل لإجرائها. ليس هناك طريقة أُخرى لرؤية ما يجري: رئيس حكومة إسرائيل ووزير الأمن الداخلي يقفان مع العنصريين من الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
  • ورد في القرار الذي اتخذه أمس المجلس الوزاري المصغر: "أعطى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أهمية كبيرة للتوصل إلى اتفاق واسع بشأن إجراء المسيرة". لا يمكن أن نرى في هذا القرار سوى محاولة لئيمة من نتنياهو لإفشال الحكومة الجديدة في أيامها الأولى. يفترض نتنياهو أن الذي حل محله نفتالي بينت الذي يتعرض أيضاً لهجمات شديدة من العناصر القومية، سيكون من الصعب عليه إلغاء المسيرة. وحقيقة أن تعقيد وضع الحكومة يمكن أن يُلحق ضرراً حتمياً بالإسرائيليين لا تدخل ضمن اعتبارات نتنياهو. هو يسعى فقط لإيذاء هؤلاء الذين تجرأوا على إنهاء حكمه المدمر.
  • بعكس رغبات نتنياهو اليائسة، نأمل بأن يُظهر بينت وشركاؤه في الائتلاف زعامة حقيقة، وأن يتجنبوا الفخ الذي نُصب لهم. وهذا سيكون الاختبار الجدي الأول لحكومة التغيير.
"يسرائيل هَيوم"، 8/6/2021
لا "للتسوية" في غزة
دان شيفتان - محلل سياسي وأستاذ جامعي
  • الإحباط مفهوم. الذين قبلوا عدم وجود حل لغزة يتبنون اليوم وهم "تسوية بعيدة الأجل"، من دونها سيكون علينا "أن نقاتل مرات ومرات من أجل الأشياء عينها"، وعلى ما يبدو "لم نحقق شيئاً" في الجولات السابقة.
  • لكن خلاصة "لم نحقق شيئاً" غير صحيحة من أساسها. يبدو أن المطلوب أن نعتاد الإحباط في غزة، شعور مزعج، لكنه ليس فظيعاً. خلال المئة عام الأخيرة جرى بناء دولة قوية مزدهرة في ظل ردع قوي ومواجهات مع أعدائها. وعند الضرورة يمكننا أن نواصل ذلك خلال المئة عام المقبلة ضمن شروط أفضل بما لا يقاس. والمنطق يقول إن ظروفنا ستتحسن خلالها.
  • مَن يريدون تركيز قلقهم على خطر حقيقي هم مدعوون إلى الابتعاد عن موضوع غزة المزعج وفحص التهديد الإيراني. هو أيضاً يمكننا مواجهته بنجاح، لكن التحدي هنا أكبر بكثير. الأوهام بشأن تسوية في الجنوب لا تساعدنا في الصراع في الشمال. في غزة نحن بحاجة إلى الضرب والردع، ويمكن أن نضيف إلى هامش الردع القوي إجراءات اقتصادية مقيدة، ليس هناك سبب مبدئي لوقف إعادة إعمار غزة بقيادة أوروبا والأميركيين، لكن يجب تجنب المبادرات الإسرائيلية، والوقوف بقوة ضد الحماية الخطرة لتركيا وقطر لـ"الإخوان المسلمين". بتعبير آخر، كشرط مسبق يجب تحسين الردع القوي. وفي مقابل العصا الغليظة يمكن تقديم جزرة قزمة.
  • لو كان هناك فرصة لإبعاد "حماس" عن العنف، لكان من المنطقي المبادرة إلى إعادة إعمار واسعة النطاق وأكثر جذرية. لكن النضال العنيف للقضاء على الدولة اليهودية هو جوهر هوية "حماس" ومناصريها الكثر. وحده الجاهل المصرّ على خداع نفسه يفترض أن "حماس" هي "مجموعة من المتطرفين أخذوا معظم أبناء شعبهم رهائن". في المجتمع الإيراني هناك شيء من هذه الحقيقة. في غزة، وإلى حد بعيد في الضفة، لا أساس لذلك. اهتمام "حماس" بالانتخابات ليس صدفة لأنها ستفوز بها. "المقاومة" هي المحتوى المشوّه للحياة في هذا المجتمع العنيف. مليارات الدولارات التي كان يمكن أن تؤدي إلى ازدهار غزة ومستقبل أفضل لأولادها، وظفها أنصار "حماس" في الصواريخ والأنفاق. هذا ما تبدو عليه صورة مجتمع يستمد الرضا من قدرته على إيذاء اليهود وحرق حقولهم، بدلاً من بناء مستقبل لأبنائه. هذا هو نموذج سلوك "حماس" خلال الأعوام الـ16 الأخيرة.
  • ليس في إمكان إسرائيل بعد اليوم قبول تعاظُم قوة "حماس" التي قد تسمح بتهدئة موقتة فقط من أجل بناء قوة فتاكة تُستخدم وقت الحرب في الساحة الشمالية، وربما في الضفة. يجب ويمكننا أن نفرض تغييراً جذرياً في قواعد اللعبة، بحيث تضرب إسرائيل – في التوقيت الذي تختاره - استعدادات "حماس" العسكرية وزعاماتها من دون انتظار استفزاز. الاتحاد الأوروبي سيصرخ، وإدارة بايدن ستُعرب عن استيائها، وربما ستسمح للأمم المتحدة باتخاذ خطوات مؤذية. لكن الثمن محتمل والفائدة الاستراتيجية جوهرية. كما يجب أن نطرح على النقاش استعداد الإدارة الأميركية لتعزيز قوة إيران بصورة دراماتيكية، الأمر الذي سيفاقم خطر المواجهة في الشمال ويجعل من تعاظُم قوة "حماس" أكثر خطراً.
  • في إمكان إسرائيل أن تفرض على "حماس" ارتباطاً عميقاً بمصر، التي تدرك خطرها وليس لديها أوهام الغرب بشأن تحسين نوعية الحياة، وتتخوف من تسلّح "الإخوان المسلمين" بصواريخ يمكن أن تصل إلى عمق مصر. "حلول" اقتصادية أُخرى، مثل المال القطري ومساعدة تركية وعمل العمال الغزاويين في إسرائيل - هي أضرار استراتيجية متراكمة.
  • بين إسرائيل والأطراف المعتدلة في المنطقة وبين "حماس" و"الإخوان المسلمين" تدور معركة حصيلتها صفر: ما هو جيد بالنسبة إليهم هو سيئ بالنسبة إلينا. هناك دولة عربية واحدة في غزة تحكمها سلطة إسلامية متطرفة وعنيفة. إن إظهار فشل هذه الدولة وضائقتها هو الخيار الذي يجب أن تتبناه إسرائيل ومصر والأردن والسعودية وحتى السلطة الفلسطينية. في واشنطن وفي بروكسل لن يتخليا عن أوهام إعادة الإعمار. في القدس وفي مقر وزارة الدفاع من الأجدى إعادة التفكير في ذلك.