مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى يتوجه إلى مصر اليوم لمناقشة شروط وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في غزة
مقتل فلسطينية من أبو ديس برصاص جنود إسرائيليين بحجة محاولة تنفيذ عملية دهس وطعن
الحكومة الإسرائيلية الجديدة تصادق على تشكيل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية
العاهل المغربي يهنئ بينت بتولّيه رئاسة الحكومة
مقالات وتحليلات
قادة يهود في الولايات المتحدة: دخلنا إلى وضع جديد وبتنا عرضة للهجوم والاعتداء بسبب ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين
"حماس" ربما خسرت في الحرب لكنها ربحت المعركة على الوعي
رد ضعيف لا يؤدي إلى الردع
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 17/6/2021
وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى يتوجه إلى مصر اليوم لمناقشة شروط وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في غزة

قالت مصادر سياسية إسرائيلية مسؤولة أمس (الأربعاء) إنه من المتوقع أن يقوم وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى بالتوجه إلى مصر اليوم (الخميس) لبحث مصير المفقودين والأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، ولإجراء مناقشات بشأن شروط وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في القطاع.

وأضافت هذه المصادر نفسها أن هذه الزيارة تأتي في إثر تلقّي إسرائيل رسائل من مصر، فحواها أن حركة "حماس" ليست معنية بتصعيد الأوضاع الأمنية في منطقة الحدود مع قطاع غزة بعد عمليات إطلاق البالونات الحارقة من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، رداً على "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية في القدس الشرقية أول أمس (الثلاثاء).

وأشارت المصادر إلى أن مسألة رسم خريطة طريق للوساطة المصرية بين إسرائيل و"حماس" ستكون في صلب هذه الزيارة، وتعتزم إسرائيل أيضاً المطالبة بتسليم جثتيْ جنديين إلى جانب الإفراج عن مواطنيْن إسرائيلييْن تحتجزهما "حماس".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي قام بزيارة إلى مصر قبل 3 أسابيع أجرى خلالها محادثات مع كبار المسؤولين المصريين بشأن سبل تحقيق التهدئة والاستقرار مع قطاع غزة.

"هآرتس"، 17/6/2021
مقتل فلسطينية من أبو ديس برصاص جنود إسرائيليين بحجة محاولة تنفيذ عملية دهس وطعن

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن فلسطينية قُتلت برصاص جنود إسرائيليين بعد أن حاولت تنفيذ هجوم دهس وطعن ضد عدد منهم بالقرب من بلدة حزما شمال شرقي القدس الشرقية أمس (الأربعاء).

وأضاف البيان أنه لم تقع أي إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين، مشيراً إلى أن الجنود كانوا يحرسون أعمال ترميم للسياج الأمني المحيط ببلدة حزما.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الشابة القتيلة هي مي عفانة (29 عاماً) وهي طالبة دكتوراه من سكان أبو ديس.

وفي وقت لاحق قال بيان آخر صادر عن الناطق العسكري إن قوة من الجيش الإسرائيلي أحبطت مساء أمس محاولة تنفيذ عملية طعن في مدخل الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل. وأضاف البيان أن أفراد القوة رصدوا فلسطينية وهي تقترب من مدخل الحرم وبحوزتها سكين فأرغموها على إلقاء السكين على الأرض، ولم تقع إصابات في صفوف الجنود.

"يديعوت أحرونوت"، 17/6/2021
الحكومة الإسرائيلية الجديدة تصادق على تشكيل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية

أفاد بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة صادقت أمس (الأربعاء) في تصويت عبر الهاتف على تشكيل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية.

وسيكون المجلس مؤلفاً من رئيس الحكومة نفتالي بينت ("يمينا")، ورئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية يائير لبيد ("يوجد مستقبل")، ووزير الدفاع بني غانتس (أزرق أبيض)، ووزير العدل جدعون ساعر ("أمل جديد")، ووزير المال أفيغدور ليبرمان ("إسرائيل بيتنا")، ووزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي (العمل)، ووزيرة الداخلية أييلت شاكيد ("يمينا")، ووزير البناء والإسكان زئيف إلكين ("أمل جديد")، ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف (العمل)، ووزير الصحة نيتسان هوروفيتس (ميرتس)، ووزير الشؤون الدينية متان كهانا ("يمينا")، ووزيرة التربية والتعليم يفعات شاشا بيتون ("أمل جديد").

وبذلك ستكون سبعة من الأحزاب الثمانية الأعضاء في الائتلاف الحكومي ممثَّلة في المجلس الوزاري المصغّر، باستثناء حزب راعم [القائمة العربية الموحدة] برئاسة عضو الكنيست منصور عباس.

وأصدر ديوان رئاسة الحكومة بياناً آخر أمس قال فيه إن رئيس الحكومة بينت عقد اجتماع عمل مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي بحثا خلاله آخر الأوضاع الأمنية والتحديات القائمة والماثلة أمام الجيش، كما ناقشا أهم الدروس التي يتعين استخلاصها من عملية "حارس الأسوار" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة.

وأشار البيان إلى أن بينت ناقش مع كوخافي أهمية تطبيق "خطة تنوفا" [الانطلاقة] المتعددة السنوات. وبلّغ رئيس الحكومة كوخافي أنه سيقوم على وجه السرعة بطرح قرار تمديد ولايته لسنة رابعة، بناءً على توصية وزير الدفاع بني غانتس للحكومة لتتم المصادقة عليه قريباً.

وكان غانتس قرر تمديد ولاية كوخافي سنة أُخرى، وقال إن أهمية ذلك تنبع من التوقيت الذي يشهد تغيرات إقليمية وتحديات على مختلف الجبهات، وشدّد على أن ذلك هو أمر بالغ الأهمية لأمن إسرائيل، معتبراً أن رئيس هيئة الأركان العامة هو أساس الاستقرار القيادي والعملاني في الجيش الإسرائيلي.

 

"معاريف"، 17/6/2021
العاهل المغربي يهنئ بينت بتولّيه رئاسة الحكومة

ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الأربعاء) أن العاهل المغربي الملك محمد السادس بعث برسالة تهنئة إلى رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينت أكد فيها أن المملكة المغربية ستواصل بذل جهودها الرامية إلى تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الملك في رسالته: "سيواصل المغرب جهوده لتعزيز السلام والعدالة والتعايش في الشرق الأوسط بما يضمن الأمن والاستقرار والأخوة لجميع الشعوب التي تعيش جنباً إلى جنب."

ورداً على ذلك، شكر بينت الملك على رسالته وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر المغرب صديقاً وشريكاً مهماً في تعزيز السلام والأمن في المنطقة. وأضاف بينت أنه سيعمل على تعزيز العلاقات الإسرائيلية- المغربية في جميع المجالات، من أجل رفاهية وازدهار كلا الشعبين اللذين تربطهما صداقة طويلة.

من ناحية أُخرى أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديره لرئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو لدى خروجه من منصبه.

وجاء ذلك في سياق رسالة بعث بها بوتين إلى نتنياهو أمس وشكره فيها أيضاً على التعاون والتفاهم المتبادل بينهما لأعوام عديدة.

وقال بوتين مخاطباً نتنياهو: "إنني أقدّر العمل العظيم الذي قمتم باستثماره في كل ما يتعلق بتعزيز العلاقات بين بلدينا في العديد من المجالات. إن قدراتك وخبراتك ستظل دائما مكسباً لإسرائيل."

وردّ نتنياهو على الرسالة عبر تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" شكر فيها رئيس روسيا على أقواله هذه.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 17/6/2021
قادة يهود في الولايات المتحدة: دخلنا إلى وضع جديد وبتنا عرضة للهجوم والاعتداء بسبب ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين
أريئيل كهانا - مندوب الصحيفة إلى الولايات المتحدة
  • على الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على عملية "حارس الأسوار" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنّها في قطاع غزة، إلا إن عمليات الاعتداء على يهود في الولايات المتحدة ما زالت مستمرة. وقد أعددت تقريراً مفصلاً بهذا الشأن سيُنشر في الملحق الأسبوعي لصحيفة "يسرائيل هيوم" الذي يصدر غداً (الجمعة)، وهو يتضمن شهادات عدد من الذين تعرضوا لهذه الاعتداءات في عدة ساحات في الولايات المتحدة بالإضافة إلى ردات فعل مجموعة من السياسيين.
  • وفقط قبل عدة أيام هاجم شخص بالغ ولداً من اليهود الحريديم [المتشددين دينياً] كان يلعب مع أصدقائه في وسط مدينة لوس أنجلوس. وقام هذا البالغ بضرب الولد على وجهه، لكن تم إيقافه على وجه السرعة من طرف أحد الشهود على الحادثة، وقامت الشرطة في وقت لاحق باعتقاله.
  • وفقاً لمعطيات "الرابطة اليهودية ضد التشهير"، إن عدد عمليات المساس المؤكدة ضد يهود في أيار/مايو 2021 كانت ضعفيْ عددها في أيار/مايو 2020. وأكدت الرابطة أن "الارتفاع الأكثر دراماتيكية كان في عدد الاعتداءات الجسدية". وأوضحت معطيات الرابطة أيضاً أن عدد الحالات التي تنطوي على مظاهر معاداة للسامية تضاعف بنحو ثلاث مرات في الأعوام الثمانية الأخيرة. وإذا كانت سنة 2013 شهدت 751 حالة، فإن هذا العدد قفز إلى 2024 حالة سنة 2020، وواضح منذ الآن أن هناك ارتفاعاً درامياً آخر في الأفق.
  • وتطرّق عدد من القادة اليهود في الولايات المتحدة إلى موجة الاعتداءات هذه وأجمعوا على القول "دخلنا إلى وضع جديد". ووفقاً لما يقوله جيكوب سلومون رئيس الفيدرالية اليهودية في ميامي بيتش، والحاخام موشيه هاور رئيس الاتحاد الأرثوذكسي في نيويورك، هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها اليهود في الولايات المتحدة لهجوم جماعي في وضح النهار ومن دون أي خشية، وهذا يجري في كل أنحاء الدولة. كذلك يشير كلاهما وأشخاص آخرون إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها اليهود في الولايات المتحدة للهجوم ويتم اتهامهم بصورة جماعية بسبب ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين.
  • فضلاً عن ذلك، وجهت شخصيات يهودية نقداً حاداً إلى مسؤولين كبار في الحزب الديمقراطي، بمن فيهم أعضاء يهود في الكونغرس ومجلس النواب، بسبب امتناعهم من شجب الاعتداءات، خوفاً من أن يمس ذلك بهم سياسياً ويؤدي إلى خسارتهم مقاعدهم.
"مكور ريشون"، 16/6/2021
"حماس" ربما خسرت في الحرب لكنها ربحت المعركة على الوعي
نوعام أمير - محلل عسكري
  • عندما أطلق يحيى السنوار صواريخ على القدس في يوم القدس هو فعلاً لم يبدأ حرباً ضد الجيش الإسرائيلي، بل معركة أُخرى موجهة نحو الساحة الداخلية -الفلسطينية. في استطاعة إسرائيل الاستمرار في الادّعاء أن المواجهة التي أتت في أعقاب إطلاق الصواريخ كانت انتصاراً عسكرياً كبيراً، وفي هذا شيء من الحقيقة، لكن هذا لا يهم تنظيم السنوار، لأن الأخير حقق انتصاراً كبيراً في المعركة لكسب قلوب الفلسطينيين.
  • يُظهر استطلاع للرأي نُشر أمس (الثلاثاء) صورة انتصار واضحة: بحسب نتائج الاستطلاع حدث ارتفاع دراماتيكي في تأييد الفلسطينيين لـ"حماس" بعد عملية "حارس الأسوار"، ورأى ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع أن "حماس" خرجت منتصرة من المواجهة الأخيرة مع إسرائيل.
  • أجرى الاستطلاع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، الذي يقوم باستطلاعات للرأي العام الفلسطيني منذ أكثر من عقدين على الأقل ومركزه في رام الله. مَن يجب أن يشعر بالقلق من نتائجه هو أبو مازن، لأنه يدل على تراجُع مكانته.
  • وبحسب الاستطلاع، 53% من الفلسطينيين يعتقدون أن "حماس" هي التي يجب أن تمثل الشعب الفلسطيني، و14% فقط يفضلون أبو مازن. في إسرائيل اتُّخذ القرار بإخراج "حماس" من المعادلة وتعزيز مكانة أبو مازن. والآن يتعين على المؤسسة الأمنية أن تفحص ما إذا كان هذا الأمر ممكناً، لأن التراجع في مكانة أبو مازن يبدو أمراً لا عودة عنه.
  • يكشف الاستطلاع التغيّر الكبير الذي مرت به "حماس مقارنة بفترة ما قبل عملية "حارس الأسوار"، حين تراجعت شعبية السنوار إلى أدنى درجاتها منذ وصوله إلى السلطة بعد إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي. هذا هو سبب مفاجأته لإسرائيل وتخلّيه عن التسوية ورهانه على التصعيد، والآن يبدو أن هذا الرهان قد أتى ثماره في المدى القصير. لكن في المدى البعيد، إذا وقفت إسرائيل بصرامة فإن "ما حدث لن يحدث"، بحسب قول رئيس الأركان أفيف كوخافي، وإن تأييده للتسوية كان خطأ- في المدى البعيد ستدفع "حماس" ثمناً باهظاً، بحسب قول رئيس الموساد المنتهية ولايته يوسي كوهين. إذا ذهبت إسرائيل حتى النهاية بالتشدد في الشروط على غزة، فسيؤدي هذا إلى انشقاق داخل "حماس" ويتسبب بالعديد من المشكلات للسنوار، لكنه أيضاً سيؤدي إلى تصعيد إضافي وجولات في مواجهة "حماس" كل بضعة أسابيع أو أشهر.
  • عودة إلى الاستطلاع: 77% من الفلسطينيين يعتقدون أن "حماس" هي التي انتصرت في المواجهة، ونسبة موازية تعتقد أنها قاتلت للدفاع عن القدس والأماكن المقدسة - وليس كجزء من المواجهات الداخلية مع "فتح". لكن بالنسبة إلى مصدر سياسي أمني، "ليس من المؤكد أن هذا ما يشعر به الفلسطيني العادي"، ويتابع: "هم يعرفون كيف يوحدون رسائلهم ويعرفون أن هذا هو الموقف المتوقع منهم. لست أكيداً على الإطلاق من أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يشاهدون ما يجري في غزة ويتمنونه لأنفسهم. في النهاية حياة الرفاه في الضفة الغربية لا تشبه كابوس غزة. ولن أسارع إلى تصديق أنهم يريدون "حماس" وليس "فتح".
  • تأثير عملية "حارس الأسوار" سيبقى ظاهراً على الأرض لوقت طويل. هذه الليلة ترددت "حماس" كثيراً ولم تتجاوز الحدود. صحيح أنها أرسلت ناشطين لإطلاق بالونات مشتعلة، لكنها بذلت جهداً كبيراً لمنع تنظيمات مارقة من إطلاق الصواريخ. هذه هي نتيجة الردع، وأيضاً نتيجة قدرة "حماس" على فهم الوعي في إسرائيل، فهي ردّت على الرغم من كل شيء، لكنها حافظت على درجة مواجهة منخفضة.
"يديعوت أحرونوت"، 16/6/2021
رد ضعيف لا يؤدي إلى الردع
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • الرد الإسرائيلي الضعيف على استفزازات "حماس" أمس لا يتطابق مع وعود رؤساء المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي بعد عملية "حارس الأسوار". فور التوصل إلى وقف إطلاق النار، تعهد وزير الدفاع بني غانتس ورئيس الحكومة حينها بنيامين نتنياهو أن "ما حدث لن يحدث"، لكن الهجوم الجوي المدروس على معسكرات تدريب فارغة تابعة لـ"حماس" في خان يونس في غزة، رداً على إطلاق بالونات مشتعلة أمس، كان من الردود التي لا تؤثر في الغزّيين منذ وقت طويل.
  • صحيح أن الحكومة والجيش انتهجا ضبط النفس قبل العملية الأخيرة حيال إطلاق البالونات المشتعلة على حقول غلاف غزة، وإزاء أعمال الشغب على السياج الحدودي، بحجة أن الأضرار التي تسببت البالونات المشتعلة بها كانت ضئيلة ويجب عدم المجازفة بتصعيد بسبب الضجيج الذي يقوم به شبان من غزة خلال الليل، لكن ضبط النفس هذا فسّرته "حماس" بأنه علامة ضعف، وإظهار الضعف يؤدي إلى تآكل الردع كما هو معروف في منطقتنا. لقد كان هذا أحد الأسباب الأساسية التي تجرأت "حماس" والجهاد الإسلامي بسببها على توجيه إنذار بشأن القدس في الشهر الماضي - وهكذا تدهورنا إلى العملية الأخيرة.
  • الرد الإسرائيلي على إطلاق البالونات الحارقة من غزة كان سريعاً نسبياً، لكنه غير كاف، وتأثيره أيضاً كان محدوداً. الهجوم الجوي الذي قرره رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الدفاع بني غانتس لا يرسخ الردع الذي وعد غانتس ونتنياهو بالمحافظة عليه بعد عملية "حارس الأسوار"، لا بل أسوأ من ذلك.
  • لقد أكد هذا الرد الإسرائيلي معادلة الردع الجديدة التي تريد "حماس" فرضها، معادلة مفادها إذا لم تخضع إسرائيل لمطالب "حماس" الإسلامية في القدس، فسيدفع اليهود من سكان غلاف غزة ثمناً بالأملاك والأرواح. أمس وجهت "حماس" إنذاراً إضافياً إلى حكومة إسرائيل، وفي رأيها، هذا ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تغيير مسار مسيرة الأعلام. حسناً فعل وزير الأمن الداخلي والقائد العام للشرطة عندما غيّرا مخطط المسيرة لمنع حدوث استفزازات ضد الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية من جانب متطرفين يهود. لكن كعادتها، "حماس" سارعت إلى تسجيل ربح على الوعي واعتبرت الخطوة الإسرائيلية العاقلة خضوعاً لمطالبها.
  • ومن أجل الإنصاف تجدر الإشارة إلى ثلاثة أسباب محتملة لهذا الرد الإسرائيلي المضبوط والضعيف. الأول، ليس لدولة إسرائيل الآن مصلحة في الدخول في جولة تبادُل إطلاق نار حتى ولو كانت قصيرة. مثل هذه الجولة يمكن أن يعرقل الحياة الاقتصادية في إسرائيل، ويؤدي إلى تضاؤل مخزون السلاح الدقيق والغالي الثمن- وسيثير انتقادات دولية أيضاً من طرف واشنطن.
  • السبب الثاني، بالإضافة إلى النقد الدولي حقيقة أن إدارة بايدن تسعى الآن للتهدئة في الشرق الأوسط كي تتفرغ لمواجهات أُخرى مع الصين وروسيا. وتطلب الإدارة الأميركية من إسرائيل مساعدتها في هذا الشأن.
  • السبب الثالث للرد الضعيف والمضبوط هو الرغبة في إعطاء فرصة للوساطة المصرية. رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل ورجاله يعملون بجدية للتوصل إلى تسوية طويلة الأجل في غزة يمكن أن تتضمن تهدئة أمنية وإعادة إعمار القطاع، وأيضاً تخفف من الضائقة الحياتية لسكانه. يجب أن يُضاف إلى ذلك منع تعاظُم القوة العسكرية للتنظيمات في غزة وصفقة تبادُل الأسرى.
  • طلبت مصر من إسرائيل إظهار ضبط النفس، فاستجابت إسرائيل لطلبها، من بين أمور أُخرى، لأن الحكومة الجديدة لم تبدأ عملها والمجلس الوزاري المصغر لم يجتمع بعد لتحديد سياسته بشأن مسألة غزة. لكن يجب أن نتذكر أيضاً أن مصر لم تنجح بعد عملية "الجرف الصامد" في سنة 2014 في بلورة اتفاق بين الفصائل المختلفة على شروط وقف إطلاق النار، واستمرت المفاوضات وقتاً أكثر مما هو مبرّر له من الناحية العسكرية والموضوعية، الأمر الذي سمح لـ"حماس" بأن تُلحق بنا خسائر وأضراراً غير ضرورية.
  • هذه المرة، بعد "حارس الأسوار" يجب أن نكون حذرين ونمنع حدوث ذلك. لن نضطر إلى الانتظار طويلاً كي نعرف ما إذا كانت حكومة إسرائيل تكرر أخطاء الماضي، وإذا كانت ستنجح في كسر معادلة الردع المتبادَل التي تحاول "حماس" فرضها مثلما فعل حزب الله.
  • الاختبار المقبل للحكومة الجديدة في إسرائيل فيما يتعلق بموضوع غزة سيأتي في وقت قريب جداً بعد بضعة أيام. إذا أصرت إسرائيل على عدم تحويل المال القطري إلى "حماس"، وإذا لم تتراجع عن مطلبها بمنع تعاظُم قوة "حماس" وربط موضوع الأسرى والمفقودين بالموافقة على إعادة إعمار غزة، فيمكن أن تحاول "حماس" والجهاد الإسلامي فرض مطالبهما علينا بواسطة إطلاق صواريخ وبالونات مشتعلة، حينها ستحين الفرصة المقبلة لحكومة إسرائيل كي تحاول تطبيق قواعد لعبة جديدة في مواجهة الغزّيين. وهذا ضروري حتى لو تطلب الأمر جولة قتال أُخرى وأدى إلى انتقادات في الساحة الدولية.