مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو قامت مساء أمس (الخميس) ولليوم الثاني على التوالي بشنّ غارات على مواقع لمسلحين من حركة "حماس" في قطاع غزة بعد أن تعرضت المنطقة الجنوبية لوابل من البالونات الحارقة التي أُطلقت من القطاع لليوم الثالث على التوالي.
وأضاف البيان: "هاجمت طائرات مقاتلة مجمعات عسكرية تابعة لحركة ’حماس’ كانت بمثابة معسكرات وأماكن اجتماع لناشطي [الإرهاب] في خانيونس وغزة، وشوهدت العمليات [الإرهابية] بوضوح في هذه المجمعات التي تعرضت للهجوم. إن الجيش الإسرائيلي سيواصل قصف القدرات العسكرية والبنى التحتية التابعة لـ’حماس’ وهو يحمّل هذه الحركة المسؤولية عن جميع الأحداث الجارية في قطاع غزة."
وأفادت مصادر فلسطينية أن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف للمرة الثانية مواقع لـ"حماس" في شرق بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأضافت أن دوي انفجارات كبيرة سُمع في المكان من دون التبليغ عن وقوع إصابات في الأرواح.
وكانت الغارات الجوية السابقة ضد قطاع غزة الليلة قبل الماضية هي الأولى في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينت ["يمينا"]، التي أطاح ائتلافها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم الأحد الفائت.
من ناحية أُخرى قالت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 في وقت سابق أمس إن وفد إسرائيل الذي يقوم بزيارة إلى القاهرة نقل عبر مصر رسالة إلى حركة "حماس" في قطاع غزة، فحواها أن استمرار إطلاق البالونات الحارقة سيعني أن وقف إطلاق النار لن يستمر، وأنه سيتم الدخول في جولة قتال جديدة.
وأضافت قناة التلفزة أن الرسالة الإسرائيلية حملت تهديداً واضحاً بأنه في حال استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع، ستقوم إسرائيل بشن عملية "حارس الأسوار 2".
وأوضحت مصادر إسرائيلية أن إطلاق البالونات الحارقة أمس تسبب باندلاع ما لا يقل عن 13 حريقاً بالقرب من المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لحدود قطاع غزة.
أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي أمس (الخميس) أن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي سيتوجه مساء غد (السبت) إلى واشنطن على رأس وفد من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين للقيام بزيارة إلى الولايات المتحدة تستمر نحو أسبوع يُجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين الأمنيين الأميركيين بشأن البرنامج النووي الإيراني وجهود طهران الرامية إلى توسيع تموضعها العسكري في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت قيادة الجيش إلى أن كوخافي سيناقش مع المسؤولين في الولايات المتحدة التحديات الأمنية المشتركة الحالية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالتهديد النووي الإيراني وجهود إيران للتمدد عسكرياً في الشرق الأوسط وجهود حزب الله لتعاظم التسلح وعواقب تهديد الصواريخ الموجهة بدقة وتعزيز القوات المشتركة. كما سيُطلع المسؤولين الأميركيين على تقييمات الجيش للمواجهة العسكرية مع حركة "حماس" في قطاع غزة، والتي اندلعت في أيار/مايو الفائت ودامت 11 يوماً، ولا سيما بشأن كيفية تنفيذ بعض استراتيجياته القتالية الجديدة.
ومن المقرر أن يجتمع الوفد العسكري الإسرائيلي مع كلّ من مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستين، ومع مسؤولين عسكريين أميركيين آخرين.
كما سيلتقي كوخافي زعماء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة.
أفادت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة الإسرائيلية أمس (الخميس) أن قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة ["ماحش"] قدّم إلى المحكمة المركزية في القدس لائحة اتهام ضد شرطي من حرس الحدود تنسب إليه تهمة إطلاق النار بصورة متهورة وطائشة على الشاب الفلسطيني إياد الحلاق في القدس قبل سنة، وهو ما أدى إلى مقتله. وكان الحلاق من ذوي الحاجات الخاصة.
وجاء في لائحة الاتهام أن الحلاق كان في طريقه إلى المدرسة الخاصة في البلدة القديمة في القدس الشرقية وهو يرتدي كمامة، وأثار تصرفه الغريب، كونه من ذوي الحاجات الخاصة، شبهات لدى شرطيين كانا في المكان، فبلّغا زملاءهما في شبكة الاتصالات الشرطية بوجود [إرهابي] في المكان وشرعا في مطاردة الحلاق، وانضم إليهما المتهم قائد الفصيل الذي أطلق النار في اتجاه الحلاق لأنه لم ينصَع إلى الأمر بالتوقف، بعد ذلك وصل الحلاق إلى موقع لجمع النفايات، حيث تم حشره هناك، وتوجه أحد رجال الشرطة إليه بالسؤال عمّا إذا كان بحيازته مسدس ولم يرد عليه الحلاق، فأقدم المتهم على إطلاق النار عليه وأرداه قتيلاً على الرغم من أنه لم يشكل تهديداً لرجال الشرطة.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة اعتقلت أمس (الخميس) الشيخ يوسف الباز (63 عاماً)، وهو إمام أحد المساجد في مدينة اللد، للاشتباه بتحريضه على العنف، وذلك بعد أسابيع من وقوع اضطرابات عنيفة بين السكان العرب واليهود في هذه المدينة المختلطة في وسط إسرائيل.
وأضاف البيان أن الشيخ الباز خضع للتحقيق من طرف محققين في وحدة "لاهف 433" وقررت محكمة الصلح في ريشون لتسيون تمديد اعتقاله.
وأشار البيان إلى أن اعتقال الباز تم بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بدا أنها تشجع على العنف ضد الشرطة. وفي أحد هذه المنشورات يظهر شخصان يقومان بقتل عناصر من شرطة المرور بعد تحرير مخالفة لهما وكتب الباز "هذه أفضل طريقة للتعامل مع الظلم". كما أشار الباز الذي كان لديه ارتباط بالحركة الإسلامية - الجناح الشمالي المحظورة في منشورات سابقة على شبكة الإنترنت، إلى إسرائيل بأنها دولة معادية وتمنى أن يحلّ الموت على الاحتلال الصهيوني.
- قرّر الجيش الإسرائيلي [قبل عدة أيام] التوقف عن نشاط "مسح البيوت" في الضفة الغربية. وأصدر قائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء تامير يدعي أوامر إلى قوات الجيش تقضي بوقف المداهمات الليلية لبيوت الفلسطينيين لأغراض استخباراتية، وذلك بعد أن ادعوا في الجيش أن هناك "تطويراً للأدوات العملانية والتكنولوجية" التي يمكنها تنفيذ مثل هذه المهمات. ومن الواضح أن تلك المداهمات لم تكن تهدف فقط إلى جمع معلومات استخباراتية يحتفظ بها الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بجميع سكان المناطق [المحتلة]، إنما أيضاً كانت تشكّل وسيلة للتظاهر بسيطرة الجيش وقوته حيال السكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال ووسيلة لتدريب الجنود والحفاظ على جهوزيتهم.
- ويدور الحديث حول مداهمات ترهيبية وعنيفة حدثت كل ليلة على مدار أعوام. ووفقاً لمعطيات وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA، خلال سنتي 2017-2018 قام الجيش الإسرائيلي بـ265 عملية مداهمة كل شهر، وفي جزء كبير منها تصرف الجنود بعنف جسدي أو كلامي. غير أن العنف الأساسي يظل كامناً في مجرد القيام بتلك المداهمات في بيوت سكان أبرياء من دون أي مراقبة قانونية وتحت جنح الظلام، وعبر إقلاق نوم عائلات بواسطة قوات كبيرة من الجنود المسلحين والمدرعين تكون برفقتها في الكثير من الأحيان كلاب تقوم باقتحام البيوت بالقوة وتقوّض الأمن الأساسي لكل إنسان في بيته - حصنه.
- ولا شك في أن الندوب النفسية التي حفرتها هذه المداهمات في نفوس الأولاد والنساء والشيوخ والرجال هي ندوب عميقة ولا حاجة إليها. ويمكن التقدير أن هذه المداهمات تركت ندوباً لدى جزء من الجنود، بحسب شهادات أدلى بها عدد منهم إلى منظمة "فلنكسر الصمت" على مدار أعوام.
- قرر الجيش الإسرائيلي وقف هذا الإجراء في إثر طلب استئناف قدمته إلى المحكمة الإسرائيلية العليا منظمتا "يش دين [يوجد قانون]" و"أطباء لحقوق الإنسان" إلى جانب 6 أشخاص فلسطينيين بواسطة المحامي ميخائيل سفراد.
ويبدو أن الجيش الإسرائيلي فهم أنه لا يمكنه الدفاع عن هذا الإجراء الآثم أمام المحكمة. ومن المؤسف أن هذا الفهم لم يتغلغل في صفوف الجيش إلا بعد تقديم طلب استئناف إلى المحكمة العليا. وربما بعد ذلك يقتنع الجيش بضرورة تغيير سلوكه في المناطق [المحتلة] ويقرر إلغاء عدد من إجراءاته، مثل الاعتقالات الجماعية، ومعظمها اعتقالات سياسية، واعتقالات الأولاد القاصرين، والحواجز العسكرية، وهي أيضاً إجراءات تهدف إلى التظاهر بالسيطرة والتحكم حيال السكان المدنيين، ونعتقد أنها لا تعود بأي فائدة على الجانبين.
- زيارة رئيس الأركان اللواء أفيف كوخافي إلى واشنطن، والتي ستبدأ يوم الأحد المقبل، هي زيارة ذات أهمية استراتيجية وسياسية. سيحاول رئيس الحكومة الجديد أن يبني بواسطة هذه الزيارة أساساً للتعاون وقاسماً مشتركاً مع إدارة بايدن في كل ما يتعلق بالتهديدات الناجمة عن إيران، وعن المحور الشيعي - الراديكالي الذي تقوده في الشرق الأوسط.
- في القدس، وأيضاً في واشنطن، يسود انطباع بأن المسألة الإيرانية وصلت إلى مفترق طرق مهم. وهذا هو شعور حلفاء الولايات المتحدة في شتى أنحاء الشرق الأوسط. من الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجري اليوم، مروراً بمفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015، ووصولاً إلى الجرأة الإيرانية المتزايدة في عملياتها في العراق ضد الجنود الأميركيين والسعودية والإمارات، في كل هذه الموضوعات هناك مصلحة أمنية قومية للولايات المتحدة وإسرائيل من الدرجة العليا، وهي تتطلب حواراً معمقاً يؤدي إلى بلورة اتفاقات وتفاهمات بشأن التعاون في قضايا المحور الشيعي الراديكالي.
- لهذه الغاية يرافق رئيس الأركان قائد الشعبة الاستراتيجية اللواء طال كالمان، ورئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، اللذان من المفترض أن يبلورا تفاصيل التفاهمات والتعاون مع الإدارة الجديدة في واشنطن. في فترة الرئيس السابق دونالد ترامب تعزّز التعاون الاستخباراتي والعملاني مع الولايات المتحدة، لكن الآن، وفي الوضع الجديد الناشىء مع دخول إدارة بايدن إلى العمل، ومع توقُّع انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية في إيران، وهو المحافظ والمعارض للعلاقات مع الولايات المتحدة، المطلوب توحيد الخط على كل الجبهات.
- أحد الأمور الضرورية في إطار العمل المشترك هو صورة استخباراتية مشتركة ومتفَّق عليها، إلى جانب اتفاقات تعاون في كل المجالات بين الإدارة الأميركية وإسرائيل، وفي الأساس في المجال الاستخباراتي.
- الولايات المتحدة قلقة جداً من هجمات ميليشيات غير معروفة في العراق على جنودها وقواعدها، تجري بتوجيه من قوة القدس. تستخدم هذه الميليشيات مسيّرات ووسائل قتالية حديثة تفرض على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة اتخاذ وسائل للدفاع عن أفرادها ومصالحها. أساليب العمل الإيرانية الجديدة لا تظهر في العراق فقط، بل في سورية ولبنان واليمن.
- سيلتقي كوخافي قادة القيادة المركزية الأميركية في تامبا في فلوريدا التي انتقلت إليها مهمة العلاقة بإسرائيل مؤخراً، وهي المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط. في الماضي كانت القيادة في أوروبا تتولى العلاقة بإسرائيل. بالنسبة إلى إسرائيل، معنى هذا الانتقال أنها تريد فعلاً الانخراط في الاستعدادات العسكرية والأمنية والاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، الأمر الذي ستكون له تداعيات عسكرية واستخباراتية كثيرة، ليس فقط إذا نشبت مواجهات كبيرة في الشرق الأوسط، بل أيضاً في العمليات اليومية.
- بالإضافة إلى العمليات الإيرانية في المنطقة، الموضوع النووي الإيراني مطروح أيضاً على جدول الأعمال. ومن دون شك سيطرح رئيس الأركان أمام وزير الدفاع الأميركي ومستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة عدة أسئلة: ماذا سيفعلون إذا حاولت إيران القفز نحو السلاح النووي، وماذا سيجري إذا لم تنجح الولايات المتحدة في إعادة إيران إلى حدود الاتفاق النووي، وماذا سيحدث إذا وصلت إيران إلى دولة على عتبة النووي، أي قادرة على إنتاج سلاح نووي في غضون أسابيع، وتنتظر فقط الوقت الملائم؟ هل ستتحمل الولايات المتحدة مثل هذا الوضع؟ وهل ستسسمح للإيرانيين بمواصلة التسلح بصواريخ طويلة المدى، بينها صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية؟
- سيبحث رئيس الأركان أيضاً طلب إسرائيل من الولايات المتحدة مساعدتها في التزود بكميات كبيرة جداً من الصواريخ الاعتراضية والسلاح الدقيق، ومساعدتها في تطوير سلاح الليزر الدفاعي والهجومي.
- بالإضافة إلى المسألة النووية وتداعياتها وطلب إسرائيل من الولايات المتحدة مساعدتها على المحافظة على تفوقها العسكري النوعي، ستُطرح موضوعات، مثل الوضع في لبنان. سيوضح كوخافي أن هذا البلد هو الآن في حالة انهيار، وسيكون لذلك تداعيات خطرة على الاستقرار في الشرق الأوسط. وسيتحدث عن الخطر الكبير الذي يتهدد إسرائيل جرّاء محاولات إيران وحزب الله الدفع قدماً بمشروع الصواريخ الدقيقة، وستُطرح أيضاً العلاقة بين إيران وحزب الله وغزة.
- ستلفت إسرائيل انتباه المؤسسة العسكرية الأميركية إلى حقيقة أن إيران تنوي مساعدة "حماس" والجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة من أجل استعادة قوتهما من جديد بعد الضربات التي لحقت بهما في عملية "حارس الأسوار". وسيوزع كوخافي على مضيفيه الدروس التي جمعتها إسرائيل، والتي كانت ناجحة جداً من الناحية العسكرية في غزة، وسيقترح عليهم التعاون معاً لتطوير أساليب قتال وجمع معلومات استخباراتية ساعدت الجيش الإسرائيلي في عملية حارس الأسوار ويمكن الاستفادة منها إذا جرى تطويرها. هذه الأساليب من شأنها مساعدة القوات المسلحة الأميركية في الساحات التي تواجه فيها حرباً غير متناظرة، بدءاً من العراق، مروراً بأفغانستان، ووصولاً إلى أفريقيا.
- أساس التعاون الاستخباراتي مع كل الأجهزة الاستخباراتية الأميركية طُرح أيضاً في الزيارة التي قام بها رئيس الاستخبارات العسكرية تامير هيمن إلى الولايات المتحدة قبل شهر. لكن في زيارة رئيس الأركان سيجري توسيع هذا التعاون مع التركيز على التعاون مع القيادة المركزية الأميركية، بما في ذلك أنظمة أمنية مشتركة يمكن أن تبادر إليها الولايات المتحدة على أساس اتفاقات أبراهام والتحالفات مع شركائها في المنطقة.
- الغرض من الزيارة هو التوصل إلى تعاون وتبادُل للتقديرات مع إدارة بايدن، والذي سيكون في رأي مسؤولي الحكومة في القدس مفيداً أكثر من الخط العدائي والاستفزازي الذي كان معتمداً في فترة رئيس الحكومة نتنياهو إزاء الإدارة الديمقراطية. كما هو معروف، أُجِّلت زيارة رئيس الأركان إلى واشنطن بسبب التوترات في القدس وعملية حارس الأسوار، كما كان ممنوعاً على رئيس الأركان الحديث في الموضوع النووي الإيراني، لأنه كان محصوراً بمسؤولية رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات اللذين كانا تابعيْن مباشرة لنتنياهو ويأخذان منه الأوامر، ماذا يجب أن يقال ولا يقال. هذه المرة أرسل بينت وغانتس كوخافي إلى واشنطن من دون مرافقين، لترسيخ الثقة والتعاون العملي مع إدارة بايدن.
- الاختبار الأمني الأول للحكومة الجديدة هذا الأسبوع مرّ بنجاح نسبي. مسيرة الأعلام التي لا لزوم لها، والتي أقرّتها حكومة نتنياهو، أحدثت الاضطرابات المتوقعة منها في القدس الشرقية من دون إشعال حرائق جديدة في قطاع غزة. قيادة "حماس"، على الرغم من تهديداتها بالتحرك للدفاع عن القدس، إلّا إنها لم تأمر بإطلاق صواريخ، واكتفى الفلسطينيون بإطلاق البالونات المشتعلة على حقول غلاف غزة. إسرائيل اختارت رداً أكثر حدة من المعتاد لكنه مدروس - هاجمت طائرات حربية مواقع عسكرية لـ"حماس" في القطاع من دون وقوع إصابات، على أمل أن تكون الرسالة وصلت.
- وفي لحظة كوميدية من المتوقع أن نشهد مثلها لاحقاً، غرّد عضو الكنيست يسرائيل كاتس (الليكود)، موبّخاً الحكومة الجديدة. كاتس الذي كان عضواً في المجلس الوزاري المصغر ووزيراً للمال والخارجية والمواصلات في حكومات نتنياهو، ادّعى أن "حُكم سديروت هو مثل حُكم تل أبيب"، وانتقد الرد الضعيف الذي لم يفِ بالوعود الإسرائيلية بعد عملية "حارس الأسوار" في الشهر الماضي، في رأيه. هذا الكلام يذكّر بوعود نتنياهو الفارغة بإسقاط سلطة "حماس" في غزة بعد عملية الرصاص المصبوب في سنة 2009، قبل وقت قليل من عودته إلى الحكم. يتعامل نتنياهو وأنصاره مع الحقائق التاريخية كما يتعاملون مع الفلسطينيين، فهم يعيدون صوغها بما يتلاءم مع حاجاتهم، متجاهلين الوقائع تجاهلاً مطلقاً.
- ذاكرة كاتس القصيرة لا تخلّص بينت من المشكلات التي تواجهه. إذا واصلت "حماس" إشعال الحرائق في غلاف غزة فسيزداد الضغط على الحكومة للرد بقوة أكبر، ومن هناك يمكن أن تتدهور الأمور بسرعة. ويمكن أن تقع إسرائيل في الفخ عينه الذي امتنعت من الوقوع فيه في صيف 2018، حين منع إصرار رئيس الأركان آنذاك غادي أيزنكوت وحده خوض عملية عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع، رداً على إطلاق بالونات مشتعلة.
- بعد الهجمات يوم الثلاثاء بعثت إسرائيل برسالة إلى "حماس" عن طريق الاستخبارات المصرية تقول فيها إنها لن تسكت على إطلاق المزيد من البالونات المشتعلة. وقالت للوسطاء المصريين أنه إذا جرت المحافظة على الهدوء يمكن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في القاهرة الأسبوع المقبل. تصرّ إسرائيل على التمسك بمطلبين ترفضهما "حماس": تغيير آلية تحويل المال القطري إلى القطاع، واستئناف النقاش بشأن صفقة الأسرى والمفقودين. في هذه الأثناء لا تزال إسرائيل تفرض قيوداً على مساحة الصيد المسموح بها على شواطىء القطاع، وتمنع خروج البضائع الفلسطينية عبر المعابر. سيكون من الصعب على "حماس" المحافظة على صمود الاقتصاد في القطاع لفترة طويلة من دون الدفعات الشهرية من قطر. ومن المحتمل أن يظهر هذا الأسبوع ما إذا كان التوجه نحو مفاوضات على التسوية في القطاع، أو نحو تصعيد إضافي يضع الحكومة الجديدة في قيد الاختبار.
- في هذه الأثناء، في إمكان "حماس" الاستفادة من نتائج الاستطلاع الأخير الذي أجراه د. خليل الشقاقي وسط سكان المناطق الفلسطينية. إذ قال 94% من الذين شملهم الاستفتاء إنهم يفتخرون بأداء "حماس" في قطاع غزة في المعركة الأخيرة، و77% يعتقدون أن "حماس" خرجت منتصرة، و65% رأوا أن "حماس" نجحت في الدفاع عن المسجد الأقصى. كيف يمكن أن تترجَم هذه الشعبية إلى تأييد سياسي؟ بحسب الشقاقي، سيصوت نحو 41% لـ"حماس" لو جرت الانتخابات البرلمانية، وفقط 30% سيصوتون لـ"فتح"، وهذا يمثّل تحولاً كاملاً مقارنة بنتائج الاستطلاع السابق الذي جرى قبل 3 أشهر (43% لـ "فتح" و30% لـ"حماس").
- سرعة وسهولة تطوُّر تدهور خطر من جديد في القطاع طرحتا تساؤلات بشأن إعلان الجيش الإسرائيلي أن المعركة الأخيرة انتهت بانتصار واضح لإسرائيل. التحول لمصلحة "حماس" وسط الجمهور الفلسطيني واستعداد زعيمها يحيى السنوار للمخاطرة بجولة قتال إضافية يشيران إلى أن الحركة لم تتأثر كثيراً بالتحليل الإسرائيلي للأحداث.