مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
من المنتظر أن يصوّت الكونغرس الأميركي اليوم (الخميس) في تصويت منفصل على تمويل منظومة القبة الحديدية لإسرائيل بمبلغ يوازي مليار دولار، بعد أن استبعد بند التمويل من التصويت على الميزانية بسبب ضغط أعضاء من الجناح الراديكالي في الحزب الديمقراطي.
وكانت برزت ليلاً أصوات من أعضاء الكونغرس من الحزبين تدعو إلى تأييد الميزانية، بينهم نواب ديمقراطيون بارزون. رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أوضحت أنها تؤيد الاقتراح على الرغم من معارضتها الأولى لتصويت منفرد على تمويل منظومة القبة الحديدية من بين سائر بنود الميزانية.
كما دعت منظمة أيباك، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، المواطنين الأميركيين إلى الضغط على أعضاء الكونغرس الذين يمثلون ولاياتهم للتصويت مع الاقتراح.
وكانت الأزمة بشأن تمويل القبة الحديدية نشأت بسبب معارضة الحزب الديمقراطي تحويل المساعدة من ميزانية إدارة بايدن، وبسبب تمكُّن أطراف راديكالية في الحزب الديمقراطي، بينهم النائب ألكسندريا كاسيو كورتيز، من الضغط على الحزب الحاكم والطلب منه إخراج بند التمويل من قائمة الميزانية على الرغم من التأييد الكبير من الحزبين لاستمرار الولايات المتحدة في تمويل المنظومة.
أجرت الولايات المتحدة مع إسرائيل الأسبوع الماضي نقاشات سرية بشأن "الخطة ب" في حال فشل المفاوضات النووية مع إيران. هذا ما ذكره تقرير في موقع Axios. وبحسب التقرير، عُقد الاجتماع عبر الفيديو بقيادة مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي أيال حولتا. وذكر مصدر إسرائيلي للموقع أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات جديدة على إيران إذا لم تُستأنَف المفاوضات في وقت قريب، في وقت يشعر كل من إسرائيل والولايات المتحدة بالقلق من الجمود الحالي للمفاوضات.
في المقابل، وفي خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن في الجمعية العمومية للأمم المتحدة أوضح الرئيس أنه "ملتزم بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. كما أننا معنيون بحل دبلوماسي. ومستعدون للعودة إلى الاتفاق النووي إذا فعلت إيران ذلك".
أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي سقوط مسيّرة إسرائيلية ليل الأربعاء داخل الأراضي السورية بعد تعرّضها لخلل تقني خلال قيامها بعمليات روتينية في أجواء سورية. وقد فتح الجيش تحقيقاً في ظروف الحادثة.
تجدر الإشارة إلى أن مسيّرة إسرائيلية سقطت داخل الأراضي اللبنانية خلال تموز/يوليو الماضي. وأعلن الجيش الإسرائيلي يومها أن لا خوف من تسرُّب معلومات أمنية نتيجة الحادث. قبل بضعة أشهر وخلال شباط/فبراير أسقط حزب الله مسيّرة للجيش الإسرائيلي معدّة للاستخدام التكتيكي والتقاط صور.
ألمانيا التي تُعتبر مرساة الاستقرار في الاتحاد الأوروبي تغرق في فوضى سياسية. السبب أنه مثل دول غربية كثيرة، بينها إسرائيل، لا تؤدي الانتخابات إلى فوز أغلبية تسمح لمعسكر سياسي معين – يميني أو يساري– بالحكم.
عدم وجود أغلبية إلى جانب طرف سياسي أو آخر يفرض تشكيل ائتلاف تسوية يُعنى بصورة أساسية بإدارة الأزمات بدلاً من وضع سياسة واضحة تدفع قدماً بألمانيا إلى الأمام.
ظاهرياً، الضعف الداخلي في ألمانيا وأوروبا يشكل أخباراً سارة لإسرائيل: فبدلاً من التدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية ومحاولة فرض تسويات سياسية تشكل خطراً على وجود إسرائيل، مثل حل الدولتين، سينشغل الألمان والأوروبيون بمعالجة مشكلاتهم.
في الوقت عينه يجب أن تشعر إسرائيل بالقلق الشديد من المسار السلبي المستمر في العلاقات مع ألمانيا. المرشحون الثلاثة لمنصب المستشار يمكن اعتبارهم أصدقاء إسرائيل، لكن مواقفهم هذه لا تعكس موقف الأغلبية في أحزابهم ووسط الجمهور الألماني.
لقد أهملت إسرائيل العلاقات مع الجمهور الألماني أعواماً عديدة بدافع الكسل والتعامل مع ألمانيا كحليف بديهي بسبب التاريخ. بالإضافة إلى ذلك كانت العلاقات الألمانية - الإسرائيلية في عهدة أطراف يسارية إسرائيلية، جزء منهم شديد العداء للصهيونية. إذا تشكلت بعد الانتخابات حكومة يسارية تجمع اليسار المتطرف، فإن النشاط الألماني المعادي لإسرائيل سيحظى بزخم كبير حتى ولو كانت الحكومة الألمانية مشغولة في مسائل اقتصادية واجتماعية وداخلية.
الحزب الاشتراكي - الديمقراطي، الذي يسعى وراء الناخبين المسلمين والعرب، يدفع قدماً بشخصيات "ألمانية – فلسطينية" إلى مراكز رفيعة المستوى، وفي الماضي عمل أعضاء فيه على تجميد صفقات سلاح بين ألمانيا وإسرائيل. جهات في حزب اليسار المتطرف كانت وراء مبادرات لمقاطعة إسرائيل.
على الرغم من أنه جرى الدفع قدماً بمبادرات من أجل تعزيز العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل خلال حكم ميركل، لكن لم يُبذل ما فيه الكفاية لمنع ألمانيا من التحول إلى أحد المراكز الأساسية للنشاطات المعادية لإسرائيل في أوروبا.
- تقترب إيران بسرعة من وضع دولة "على عتبة النووي" وتملك مادة مخصبة تكفي لصنع قنبلة واحدة، وقنبلة ثانية وثالثة. الإسرائيليون بحاجة إلى وقت كي يعوا ذلك، لكن كما كتب رئيس الحكومة ووزير الدفاع السابق إيهود باراك في مقالته في نهاية الأسبوع في "يديعوت أحرونوت"، من الآن هذا واقع استراتيجي تواجهه إسرائيل.
- ليس لدى الإيرانيين سلاح نووي عملاني، والمعروف حتى الآن أنهم يؤخرون تطوير قنابل ووسائل إطلاق ويركزون على تجميع اليورانيوم المخصّب وتطوير بنية تحتية لتصنيعه. وهذه التأخيرات تقنية يمكن التغلب عليها بجهد غير كبير. استغلت إيران انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي - بتشجيع متحمس من رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو - كي تسجل حقائق نووية تمنحها ميزة في أي وضع: تحسين شروط الاتفاق المستقبلي مع إدارة بايدن، وأيضاً تعزيز مكانتها في المنطقة مع اتفاق ومن دونه.
- تخوف نتنياهو كثيراً من تقرُّب الولايات المتحدة من إيران، ووظف جهوده الدبلوماسية والعملانية لإحباط مثل هذه الإمكانية، لكنه لم ينجح في تسجيل حقائق تمنع تسوية التوترات بين الدولتين في المستقبل، وأيضاً في إيجاد بديل على شكل حوار مباشر بين القدس وطهران يساعد في تخفيف التوترات ويمنع حرباً لا يرغب فيها الطرفان.
- قبل انتهاء ولاية نتنياهو رفض الإيرانيون عمليات جس نبض إسرائيلية لفتح قناة مباشرة بين الدولتين. الاتصالات بين الدولتين موجودة بواسطة عمليات التحكيم بشأن تقاسُم أرصدة شركة خط أنبوب النفط الإيراني - الإسرائيلي الدائرة في سويسرا بواسطة دولة ثالثة يثق بها الطرفان. لو كانت الاتصالات المباشرة نضجت لكان من الممكن مناقشة مشكلات إقليمية مختلفة، وتخفيف التوترات المتبادلة وخطر اندلاع اشتباكات إقليمية. لكن إذا كان ليس هناك مَن نتحدث معه في الجانب الإيراني ماذا نفعل؟
- رئيس الحكومة السابق إيهود باراك - الذي من المفترض أن يفهم في هذه الموضوعات- قدّر أنه لم يعد لإسرائيل خيار عسكري لمهاجمة المنشآت النووية في إيران في إمكانه أن يؤجل سنوات كثيرة تخطّي إيران العتبة النووية. وهو يعتقد أيضاً أن الأميركيين الذين لديهم جيش أقوى بكثير من الجيش الإسرائيلي، ليس لديهم خطة عملانية أو اهتمام لمهاجمة الإيرانيين. والاستنتاج الذي توصل إليه أن على إسرائيل تعميق ارتباطها بالولايات المتحدة، وأن تطلب منها المزيد من الدعم والمساعدة الدبلوماسية والعسكرية.
- تدل التجربة على أنه في أثناء مِحن أمنية اعتمدت إسرائيل بالفعل على الولايات المتحدة، لكن أيضاً هي تميل إلى إعادة فحص "سياسة الغموض النووية" التي تعود إلى أعوام كثيرة، ولا تعترف بالتقارير الأجنبية التي تتحدث عن قدراتها النووية، وامتنعت من القيام بتجارب نووية أو إعلان امتلاكها سلاحاً نووياً. أكثر من مرة منذ حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، وكلما شعرت القيادة الإسرائيلية بوجود خوف أمني لدى الجمهور كان هناك دائماً مسؤول خفف قليلاً من الغموض وتحدث عن قدرات إسرائيل. كذلك باراك الذي أشاد في مقالته بقوة الردع الإسرائيلية، وقال إنه لا داعي للقلق.
- بروز قوة نووية عظمى جديدة في المنطقة معادية لإسرائيل وتدعو علناً إلى القضاء على "النظام الصهيوني" سيرفع بالتأكيد معدل المخاوف في إسرائيل. هل نحن فعلاً أمام "محرقة ثانية" حذّر منها نتنياهو؟ المعضلة المطروحة على نفتالي بينت هي كيفية تهدئة الجمهور، وردع الإيرانيين، والحصول على دعم من الأميركيين.
- "مشروع دانييل"، الذي قام به طاقم من خبراء الذرة والاستراتيجيا من إسرائيل والولايات المتحدة، أوصى في سنة 2003 رئيس الحكومة آنذاك أريئيل شارون بما يجب عليه فعله إذا حصلت دولة أو تنظيم معاديان لإسرائيل على قدرة نووية. بحسب الطاقم، ردع نووي "موثوق به وحاسم" ضروري لجوهر وجود إسرائيل - لذا، من المحتمل أن تضطر إسرائيل إلى تغيير سياسة الغموض إلى حد ما والكشف عن قدراتها. هذا النقاش سيعود من جديد كلما شعرت إسرائيل بأن إيران تتقدم نحو العتبة النووية، وربما بعدها.
- لم يفصّل الطاقم ما يعينه بالكشف المحدود، على الأقل ليس ضمن صيغة واضحة. من خلال تجارب دول أُخرى في العالم كشفت قدراتها النووية، من الهند وحتى كوريا الشمالية، هناك قائمة طويلة - من الكشف عن منشآت نووية، مروراً بتصريحات الزعماء، وصولاً إلى تجربة نووية حقيقية. بالنسبة إلى إسرائيل، مردخاي فعنانو كشف قدراتها النووية، ومنذ ذلك الحين انتشر رقم "200 قنبلة نووية" تملكها إسرائيل. هذا السر المعلن تعرفه طهران أيضاً. مغزى تآكل الغموض لايعني تعزيز صدقية ما كشفه فعنانو، بل جعل الردع الإسرائيلي أكثر علنية.
- القيود الأساسية أمام رفع الغموض هي التزام إسرائيل أمام الولايات المتحدة منذ سنة 1969 بالمحافظة على ضبط النفس في هذا المجال. وهذا الضبط يُكافأ بمظلة دبلوماسية أميركية تحافظ على ديمونا وعلى إنتاجها في وجه مبادرة دولية لنزع السلاح. كلما شعر الأميركيون بأن إسرائيل لا تلتزم بالتفاهمات كلما سرّبوا معلومات عن قدراتها. قبل بضعة أشهر جرى الكشف عن أعمال تطوير واسعة تجري في مقر هيئة الأركان العامة للجيش لبحث نووي من خلال صورة أقمار اصطناعية نشرها معهد أبحاث أميركي مع تبدُّل الإدارة الأميركية.
- لا يرغب بينت في تعريض التفاهمات مع واشنطن للخطر، وسبق أن كررها في لقائه الرئيس جو بايدن الشهر الماضي. لكن ستُمارَس عليه ضغوط كي يعيد فحص هذه التفاهمات، بينما إيران تراكم المزيد من اليوارنيوم المخصب، واليسار في الحزب الديمقراطي يعترض على المساعدة العسكرية التقليدية لإسرائيل. هذا النقاش سيشغل في الفترة المقبلة متخذي القرارات في القدس وفي مقر هيئة الأركان العامة في تل أبيب، وأيضاً مَن يمسكون "بالملف الإسرائيلي" في واشنطن.
- هناك أمر مشترك بين مقتل حارس الحدود برئيل شمولي من وراء الحائط المتهالك على الحدود مع غزة وبين فرار الأسرى من سجن جلبوع. كان هذان الحادثان وما حدث بعدهما وقبلهما نتيجة لظاهرة "الاحتواء" التي تحولت إلى عقيدة عسكرية بكل معنى الكلمة، وإلى استراتيجيا غير مسبوقة، وقبول فاضح بالظلم والجريمة في حق الدولة والمجتمع الصهيوني.
- وسائل الإعلام امتنعت من الربط بين الحادثين الصعبين كي لا تؤذي الأجواء التي رافقت حكومة التغيير، لبيد وبينت؛ لكن الرعب أن الجيش سمح للمسلحين من غزة بالوصول إلى الجدار الفاصل بينهم وبين جنوده- هذا الرعب هو وليد عقيدة "الاحتواء" التي طوّرها الذين ليس لديهم استعداد للرد بطريقة عقلانية على ما يفعله العرب.
- الفرار من السجن أيضاً هو وليد هذه العقيدة التي بلغت أحجاماً مروعة من حكم ذاتي للأسرى الذين يحصلون على كل ما يطلبونه، ووصلت إلى حد تقديم شكاوى تحرش جنسي تعرضت له السجانات من طرف الأسرى الأمنيين.
- يفرض القانون عدم اقتراب المسلحين من الجنود الإسرائيليين وتهديدهم، وضرورة اعتقالهم حتى من خلال إطلاق النار؛ بينما تكتفي سياسة الاحتواء بآمال كاذبة، فإذا لم نرد على هجوم المسلحين على الجدار فإنهم سينسحبون، وبذلك نمنع سقوط قتلى.
- الموت المأساوي للجندي شمولي نجم عن سياسة الاحتواء، لأنه في أي منطق آخر كان يجب وقف المتظاهرين من غزة على بُعد نصف كيلومتر على الأقل من الجدار. لكن الأسوأ من ذلك اعتراف القائد المسؤول على الأرض بأنه كان يجب إعطاء الأمر بالانسحاب عندما وصل المتظاهرون إلى الجانب الثاني من الجدار. أي أن الحل العسكري لم يكن مهاجمة العدو الذي قتل جندياً، بل بالعكس، كان انسحاباً آخر. إلى أين كان يجب الانسحاب؟ كيف كان يمكن لإسرائيل أن تنتصر في حروبها لو تصرفت بحسب عقيدة "الاحتواء" في مواجهة العدوانية العربية؟
- عموماً، ما هي تحديداً حدود الاحتواء؟ هل المقصود أوامر عليا من مستوى سياسي رفيع؟ أم المقصود مبادرة تأتي من مستوى قيادي أدنى؟... أمر واحد أكيد: الاحتواء تحول إلى مرض وانسحابات، وعدم الرد أصبح قانوناً جديداً.
- على أي حال، هناك حدود للاحتواء، ويبدو أننا وصلنا إلى الحد الأقصى. في العملية العسكرية الأخيرة "احتوينا" أكثر من اللازم. وعلى ما يبدو امتنعت إسرائيل من إطلاق النار على أهداف مدنية استخدمتها التنظيمات المسلحة وقصفت أماكن فارغة بدلاً من الأماكن التي يتواجد فيها المسلحون، بينما كان هدف المسلحين الفلسطينيين معاكساً تماماً: قتْل أكبر عدد ممكن من المدنيين.
- إلى متى سنبقى نلعب هذه اللعبة؟ هناك مثل فرنسي يقول: "في الحرب يجب أن تتصرف كما في الحرب"، لكن الجانب الإسرائيلي تبنى عقيدة قتالية غيرت قواعد اللعبة. لقد تحولت سياسة الاحتواء إلى عقبة وتطورت إلى مرض، ويجب وضع حدّ لها قبل أن تتحول إلى مرض خبيث.