مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت يؤكد لرؤساء الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة أن إسرائيل ستمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية
العملية الأمنية الإسرائيلية ضد البنية التحتية لـ"حماس" في الضفة ما زالت مستمرة وضبط كمية كبيرة من المتفجرات
تعيين اللواء تومر بار قائداً جديداً لسلاح الجو الإسرائيلي
بينت: أنا أتّخذ القرارات بشأن مكافحة كورونا وليس الخبراء
مقالات وتحليلات
وزير الخارجية يائير لبيد نسي أن هناك احتلالاً إسرائيلياً
خطاب بينت في الأمم المتحدة يدل على محنة استراتيجية
التهديد الحقيقي الذي تواجهه حكومة التغيير
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 29/9/2021
بينت يؤكد لرؤساء الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة أن إسرائيل ستمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت مجدداً أن إسرائيل ستمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.

وجاء تأكيد بينت هذا خلال الاجتماع الذي عقده بعد أن ألقى خطابه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أول أمس (الاثنين) مع رؤساء الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، والذي شدد فيه أيضاً على أن إسرائيل تعمل مع شركائها الأميركيين، لكنها تعتمد على نفسها في كل ما يتعلق بضمان أمنها وليس على آخرين حتى ولو كانوا أصدقاء حميمين.

من ناحية أُخرى قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن بينت عقد كذلك اجتماعاً مع السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وشارك في الاجتماع كل من سفير إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إردان، ورئيس مجلس الأمن القومي إيال حولتا، وسكرتير الحكومة شالوم شلومو، والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة اللواء آفي جيل، والمستشارة السياسية لرئيس الحكومة شيمريت مئير. 

كما عقد بينت اجتماعاً مع السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أكد في ختامه أن الروح الجديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن تثمر وتؤدي إلى القيام بأمور أفضل معاً. 

وشكر بينت السفيرة على نشاطها من أجل دولة إسرائيل في الأمم المتحدة وعلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، ودعاها إلى زيارة القدس. 

هذا، وتوالت ردات الفعل على خطاب بينت في الجمعية العامة من جانب المعارضة الإسرائيلية.

وأصدر حزب الليكود بياناً قال فيه إن رئيس الحكومة ألقى خطاباً فارغاً أمام قاعة فارغة وأهدر كلمات جوفاء بدلاً من الاستفادة من منصة دولية مهمة.

وأشار البيان إلى أن خطابات رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة أثارت ضجة في جميع أنحاء العالم ووضعت مصالح إسرائيل في مقدمة المنصة العالمية. وأضاف البيان: "إن كلمات بينت عن إيران هي أيضاً فارغة وجوفاء. فبعد أن وعد بعدم خوض صراع عالمي ضد الاتفاق النووي وإخضاع أنشطتنا العملانية للتنسيق المسبق مع الأميركيين تخلى عن الأسس الحديدية للحرب النووية الإيرانية بخلاف نتنياهو".

وانتقدت عضو الكنيست عايدة توما - سليمان، من القائمة المشتركة، عدم تطرُّق بينت إلى الفلسطينيين في خطابه.

وقالت توما - سليمان إن المبادئ التي كانت توجّه حكومات نتنياهو ما زالت توجّه حكومة بينت، وهي إخفاء الاحتلال ووجود الشعب الفلسطيني، وادعاءات بتفوق إسرائيل الأخلاقي، وتأجيج الحرب ضد إيران.

كما وجّه حزب ميرتس الشريك في الائتلاف الحكومي انتقاداً شديد اللهجة إلى بينت الذي تجاهل الفلسطينيين في خطابه. وأكد الحزب في بيان صادر عنه أنه سيعمل من داخل الحكومة ومن خارجها على الدفع قدماً بحل الدولتين.

وفي أول تعقيب إيراني على خطاب بينت قال سفير إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إن إسرائيل التي تمتلك مئات الرؤوس النووية ليست في موقع يحق لها فيه التحدث عن برنامج إيران النووي السلمي.

وأضاف تخت روانجي في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر"، أن خطاب بينت كان ممتلئاً بالأكاذيب ووقف في صلبه هدف تصعيد التخويف من إيران.

وأشار السفير الإيراني إلى أن صمت بينت إزاء القضية الفلسطينية يثبت عزم إسرائيل على مواصلة سلب أراضي الفلسطينيين وحقوقهم.

"يديعوت أحرونوت"، 29/9/2021
العملية الأمنية الإسرائيلية ضد البنية التحتية لـ"حماس" في الضفة ما زالت مستمرة وضبط كمية كبيرة من المتفجرات

بعد مرور يوم على عملية الاعتقالات التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بتنفيذها ضد بنية تحتية لحركة "حماس" تم الكشف عنها في عدة قرى في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 الليلة قبل الماضية أن نشاطات الجيش الإسرائيلي ما زالت مستمرة لاستكمال المهمة، وأن النشاط الأمني المشترك بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] أدى إلى ضبط كمية متفجرات كبيرة كان سيستخدمها أعضاء الخلية التي قُتل خمسة من عناصرها خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في قريتيْ بدو وبرقين واعتُقلت أغلبية أعضائها.

وأضاف التقرير أن الخلية كانت تنوي تنفيذ عملية في القدس خلال الأيام المقبلة. وأشار إلى أن قوات أمن إسرائيلية خاصة عادت إلى قرية بدو القريبة من مدينة رام الله وضبطت هناك كمية كبيرة من المواد المتفجرة. كما أشار إلى أن أحد المسلحين المصابين في قرية برقين بالقرب من جنين هو العقل المدبر ومهندس نشاطات الخلية، وهو من قام بتصميم المتفجرات وكافة الأسلحة والوسائل القتالية التي تم إعدادها لتنفيذ عدد من العمليات الدامية.  

ووفقاً للتقرير، على الرغم من نجاح العملية، إلا أنه لم يتم إلقاء القبض على جميع أعضاء الخلية، ولذا ستبقى العملية مستمرة لإلقاء القبض عليهم. وأكد أنه من المتوقع أن يكون هناك نشاطات وعمليات اعتقال أُخرى خلال الأيام المقبلة، وذلك في ضوء التحقيقات الجارية مع المعتقلين الـ20 الذين تم إلقاء القبض عليهم.

 

"معاريف"، 29/9/2021
تعيين اللواء تومر بار قائداً جديداً لسلاح الجو الإسرائيلي

صادق وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس على توصية رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي بشأن سلسلة تعيينات عسكرية جديدة أبرزها تعيين قائد جديد لسلاح الجو هو اللواء تومر بار الذي يشغل حالياً منصب رئيس قسم التخطيط. وسيحل محل بار اللواء يعقوب بنجو، وسيشغل منصب رئيس قسم التكنولوجيا واللوجستيات اللواء ميشيل ينكو الذي شغل منصب رئيس شعبة القوى العاملة. 

وبدأ اللواء تومر بار (52 عاماً) مسيرته في الجيش الإسرائيلي كمتدرب في دورة طيران، وفيما بعد أصبح قائد طائرات مقاتلة من طراز "إف 15" و"إف 16". كما شغل على مدار أعوام منصب قائد مدرسة الطيران وقائد قاعدة "تل نوف" الجوية، وبعد ذلك شغل منصب رئيس قسم العمليات في سلاح الجو ورئيس هيئة أركان سلاح الجو.

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن بار يمتلك تجربة عملانية واسعة، وأيضاً تجربة في تشغيل قوات سلاح الجو.

"معاريف"، 29/9/2021
بينت: أنا أتّخذ القرارات بشأن مكافحة كورونا وليس الخبراء

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إنه على الرغم من أنه يُكنّ الاحترام لمجلس الخبراء الخاص بفيروس كورونا وللخبراء في مجال الطب إلاّ إن جزءاً منهم لا يرى الصورة الكاملة. 

وجاءت أقوال بينت هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك الليلة قبل الماضية وتطرّق فيه إلى أزمة كورونا في إسرائيل، وعقّب على انتقادات ومطالبات المسؤولين في وزارة الصحة بفرض قيود إضافية على التجمعات للحد من انتشار الفيروس.

وقال بينت: "إنني أقدّر المسؤولين في وزارة الصحة، فمهمتهم توفير مداخلات طبية، لكن أنا أتّخذ القرارات وأتحمل المسؤولية وليس هم مَن يتحملونها. إن دور الخبراء الطبيين مهم، لكنه ليس حصرياً، ولن يتخذوا أية قرارات على الصعيد الوطني إنما نحن مَن سيتخذها. وأنا ما زلت ضد الإغلاقات الشاملة". 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 27/9/2021
وزير الخارجية يائير لبيد نسي أن هناك احتلالاً إسرائيلياً
عكيفا إلدار - محلل سياسي
  • لو أن الصحافي يائير لبيد وقّع المقال الذي كان عنوانه "الأيام المئة الأولى لسياسة خارجية مختلفة" ("هآرتس"، 20/9/2021)، وليس رئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية، لما كان هذا النص وصل إلى الطباعة. فإن مَن يحلل سياسة إسرائيل الخارجية من دون ذكر الاحتلال [في أراضي 1967] الذي عمره 54 عاماً ونيفاً، هو في أفضل الحالات غبي، وفي أسوأ الحالات مضلل يستخف بذكاء القرّاء. ولا شك في أن لبيد ليس غبياً، ولذا فإن الخيار الثاني هو الأرجح في هذه الحالة.
  • دعونا نبدأ بتجربة وزير الخارجية في الإقناع بأنه "خلال ثلاثة أشهر من العمل الشاق" [كما كتب في المقال المذكور] نجحت الحكومة الإسرائيلية الجديدة في تسخين العلاقات مع مصر والأردن "من دون أن تضطر إسرائيل إلى التنازل حتى عن مصلحة وطنية حيوية واحدة". لا يفسر لبيد ما هي المصالح الوطنية الحيوية التي لم تتنازل إسرائيل عنها. فهيا نحاول التنبؤ. فإذا كان يقصد أن تعميق الاحتلال وتجميد العملية السلمية حتى الموت هما مصلحة وطنية حيوية فإنه حقاً يستحق أن يكون في الحكومة. ولا يمكن القول إن رفع علم إسرائيل إلى جانب رئيس الديمقراطية المصرية الكبرى هو إنجاز تاريخي، وسيجلب الخلاص لشعب إسرائيل. إن ذلك هو بهذا القدر أو ذاك مثله مثل النجاح التاريخي لحكومة بنيامين نتنياهو في نقل الأثاث من مبنى سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب إلى مقرها في القدس. وإذا كان تدهور إسرائيل الأخلاقي في أعماق الأبارتهايد يُعتبر مصلحة وطنية حيوية فإن الحكومة تستحق هذا المديح على عدم اهتمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
  • بحسب لبيد، نجحت هذه الحكومة في تحقيق حلم يتسحاق شامير "السلام في مقابل السلام"، ولتذهب صيغة "الأرض في مقابل السلام" إلى الجحيم، وهي الصيغة التي طرحها اليسار. إذا كان الأمر هكذا فما هو الفرق بينها وبين سابقاتها من الجناح اليميني؟ لأنه حتى نتنياهو لم يتنازل عن أي ذرة تراب في مقابل السلام مع الإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب والبحرين. ومثل رئيس الحكومة نفتالي بينت، فإن نتنياهو أيضاً رفض لقاء محمود عباس، وهو كذلك قام بتسمين المستوطنين ورفض حل الدولتين. ربما هذا هو المكان الصحيح للتذكير بأن رئيس المعارضة لبيد أثنى في حينه على "خطة السلام" التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ["صفقة القرن"] لأنها قامت بإعادة احتمال حل الدولتين إلى الساحة السياسية كأساس للمفاوضات. لكن يبدو أن المستقبل السياسي الذي يُرى من ديوان رئيس الحكومة البديل يختلف عما يُرى من مكتب زعيم المعارضة ورئيس حزب "يوجد مستقبل".
  • أما تفسير لبيد بأن الأميركيين والأوروبيين ومثلهم أيضاً الزعماء العرب قللوا من الاهتمام العلني بكل ما يتعلق بالنزاع فلا يكمن في الآمال التي يعلقونها على الحكومة الجديدة، بل العكس هو الصحيح. فبعد الانتخابات الأخيرة توصّل زعماء الدول الديمقراطية المتنورة والجيران العرب إلى استنتاج فحواه أن الجمهور في إسرائيل وقادته يفضلون العيش مع الاحتلال على دفع ثمن إنهائه.
  • إن اليأس يصرخ من أقوال شيوخ طواقم السلام الأميركية، مثل السفيرين السابقين دنيس روس ومارتن إنديك وغيرهما، نجوم المسلسل الوثائقي "العامل الإنساني" لدرور موريه. ويتصرف الرئيس الأميركي جو بايدن وفقاً لإرث عدد من أسلافه الذين حاولوا النبش في الصراع واكتووا بناره فقالوا: "لا نستطيع أن نرغب في السلام أكثر من طرفي النزاع نفسيهما". وعلاقة بايدن الحميمة بحكومة بينت - لبيد ترتكز على اشمئزازه من أتباع الإدارة الأميركية القديمة أكثر مما ترتكز على حب الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
  • وخلافاً لنتنياهو الذي رسخ السياسة الخارجية على "فكرة كئيبة" تقول إن التحالف مع الولايات المتحدة يرتكز على مصالح مشتركة، يؤمن وزير الخارجية لبيد بأن العلاقات مع الولايات المتحدة تقوم على قيم مشتركة. فهل سرقة الأرض من السكان الأصليين العاجزين ما زالت قيمة مشتركة للولايات المتحدة والمشروع الصهيوني؟ يقول لبيد إن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، مثل الآباء المؤسسين للصهيونية، طمحوا إلى مجتمع مثالي يقوم على الحرية. وأضاف: "الأميركيون نظروا إلينا ورأوا فينا شيئاً من أنفسهم". فهل قصد أن الأميركيين ينظرون إلى السجناء الإداريين المسجونين في إسرائيل من دون محاكمة ويتذكرون السجناء الذين تعفنوا في معتقل غوانتانامو؟ أو يشاهدون شهادات الجنود الذين خدموا في الخليل في موقع منظمة "لنكسر الصمت" (التي يحب لبيد تشويه سمعتها) ويتذكرون جرائم الحرب التي نفذتها دولتهم في فيتنام وفي كوريا؟ يبدو أن لبيد يعتقد أن قرّاء "هآرتس" هم مجموعة من الجهلة الذين يمكن إخبارهم بأن "القيم" هي الموضوع الأساسي في الساحة الإسرائيلية – الأميركية. وكأنهم لم يسمعوا في أي يوم عن اللوبي اليهودي "الأيباك"، الذي لو لم يفرض رعبه على أعضاء الكونغرس لما كانت إسرائيل تستطيع العمل في المناطق المحتلة كما تشاء لعشرات السنين.
  • وكشف وزير الخارجية لنا أن طلاباً في الولايات المتحدة وفي أوروبا يتظاهرون ضد إسرائيل "لأنه كان لدينا فشل إعلامي وقيمي". وبحسب رأيه، يصوت أميركيون سياسيون ضد إسرائيل "لأن لا أحد شرح لهم موقفنا في الرواية". فليتفضل وزير الخارجية ويشرح لمواطني الدولة موقفنا في الرواية. فمن مقاله تعلمنا أنه لا يوجد نزاع أو احتلال أو شريك أو أمل. وأعتقد أن صحافياً يحترم نفسه لم يكن ليتجرأ على أن يخرج هذا النص من تحت يده، ولا حتى الصحافي يائير لبيد.

 

"يديعوت أحرونوت"، 28/9/2021
خطاب بينت في الأمم المتحدة يدل على محنة استراتيجية
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • الجزء الإيراني من خطاب رئيس الحكومة نفتالي بينت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة يدل قبل كل شيء على المحنة الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل في الفترة الحالية جرّاء التقدم السريع للمشروع النووي الإيراني، وفي ضوء تبدُّل السلطة في طهران. لقد استغل بينت منبر الأمم المتحدة كي يوجه نداء يائساً إلى الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا من أجل أن يكونوا أكثر تشدداً في علاقتهم بإيران، أي أن يستخدموا في الأسابيع المقبلة وسائل إضافية إلى الوسائل الدبلوماسية لكبح اندفاعة إيران نحو سلاح نووي.
  • في إسرائيل يشعرون بالقلق، في الأساس لأن القيود التي وضعها الرئيس السابق حسن روحاني على طموحات النظام الإيراني بشأن الوصول إلى سلاح نووي لم تعد موجودة منذ وصول المحافظ المتشدد آية الله إبراهيم رئيسي ورجاله إلى الحكم. ونشأ وضع عدم وجود طرف في الزعامة الإيرانية يمكنه أن يعدّل قليلاً من الخط الهجومي الذي يقوده المرشد الأعلى خامنئي مع الحرس الثوري والبرلمان. ويتخوفون في إسرائيل من أنه إلى أن تنتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها وتفهم حقيقة ما يسعى له النظام الجديد، ستصبح إيران دولة على حافة النووي ـ وربما عشية تجربة أول انفجار نووي.
  • محنة حكومة بينت التي تجلت في خطابه في الأمم المتحدة ناجمة عن حقيقة عدم امتلاك إسرائيل خياراً عسكرياً تقليدياً ناجعاً يمكنه أن يقضي بقواه الذاتية وبثمن معقول على النيات الإيرانية النووية قبل وقت قصير من تحقيقها. إسرائيل بحاجة، ليس فقط إلى القضاء على إمكان حصول إيران على قدرة نووية عسكرية، بل أيضاً إلى منعها من إعادة بناء هذه القدرة عدة أعوام.
  • للأسف الشديد، بالاستناد إلى ما نُشر (مقال رئيس الحكومة السابق إيهود باراك ومقال إيهود أولمرت) [يمكن مراجعة ترجمة مقال أولمرت في عدد النشرة 27/9]، يمكن التقدير أنه إذا استُخدمت الإمكانات الذاتية الموجودة حالياً في الترسانة الإسرائيلية، فيمكن ألّا تكون فعاليتها مثالية، وسندفع ثمناً باهظاً في الأرواح والأضرار التي سيتكبدها الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهذه أخبار سيئة.
  • الأخبار الجيدة أن المقصود هو فقط وضع حالي. كل مَن يعرف إسرائيل وقدراتها التي طورتها وتطورها يمكنه التقدير أنه سيكون لدينا في المستقبل غير البعيد خيارات عسكرية تقليدية موثوق بها وناجعة لشن هجوم على "الدائرة الثالثة" (على مسافة 1000 كيلومتر من أراضي إسرائيل) لا تنطوي على إراقة دماء كثيرة. يمكن الافتراض أيضاً أن هذا العمل بدأ. المشكلة هي ما الذي سيجري إذا سبقنا خامنئي ورئيسي في السباق وحصلا على سلاح نووي، أو ما هو قريب منه، قبل أن نكون نحن أو حلفاؤنا قادرين على إحباطه؟
  • في مثل هذا الوضع ستنتقل المواجهة من المستوى التقليدي إلى مرمى الألعاب النووية. إسرائيل والولايات المتحدة والأوروبيون ليسوا قادرين على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، بل فقط على ردع آيات الله عن استخدامه. هذا الوضع من الردع النووي المتبادَل كان قائماً بين الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. في أيامنا هذه يمكن لكوريا الشمالية الصغيرة أن تهدد بواسطة قدراتها النووية وصواريخها دولة عظمى مثل الولايات المتحدة واليابان وتبتزهما. ومن الواضح أن هذا ما يريد الإيرانيون تحقيقه عندما يصبحون دولة على عتبة النووي، أو دولة نووية بكل معنى الكلمة. كوريا الشمالية هي النموذج الذي يحاول الإيرانيون تقليده، ولا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بقبول ذلك، نظراً إلى طبيعة النظام الإيراني الأصولية. إسرائيل مصرة، وعن حق، على عدم الوصول إلى مثل هذا الوضع حين يمنع الردع، المعرّض للتآكل، وحده إيران من استخدام سلاح نووي ضدنا.
  • لهذا، من المهم الآن متابعة السباق الإيراني النووي، وحتى تصبح لدينا قدرة كي نقوم بالعمل بأنفسنا من دون أن ندفع ثمناً باهظاً، إسرائيل مضطرة إلى مناشدة الولايات المتحدة والأوروبيين للتحرك بحزم أكبر لكبح إيران، وليس فقط من خلال القناة الدبلوماسية البطيئة والمضللة، ومن خلال محادثات غير مباشرة في ڤيينا، بل بواسطة تحركات حقيقية تقوم بها فوراً (من الأفضل أن تكون بمشاركة إسرائيل وبالتعاون معها) على ثلاثة صعد: عقوبات (تشمل مكونات تكنولوجية ضرورية في البرنامج النووي)؛ إلحاق أذى مادي موضعي بمنشآت واستخبارات وسايبر؛ وخلق أجواء تهدد صمود النظام في طهران بواسطة شبكات التواصل الاجتماعية. هذا تحديداً ما لمّح إليه بينت عندما قال إن الكلمات وحدها لا توقف أجهزة الطرد المركزي.
  • لكن نداء الاستغاثة الذي وجّهه بينت إلى بايدن ليس محصوراً بطلب تغيير السلوك إزاء نظام خامنئي ورئيسي. يتخوف بينت من عدم استعداد الإدارة في واشنطن لتزويد إسرائيل بالعتاد والتكنولوجيا الضروريين لتطوير قدرة هجومية ذاتية دقيقة ومدمرة طويلة الأجل. الأميركيون يملكون مثل هذه التكنولوجيا، أو أنهم أصبحوا في مراحل متقدمة في تطويرها، لكن البنتاغون ليس مستعداً لبيعها أو نقلها إلى إسرائيل، ولا في إطار تطوير مشترك.
  • المقلق في الأمر هو الرفض الأميركي الناجم، ليس فقط عن تخوف الرئيس الأميركي من الجناح التقدمي في حزبه، بل في الأساس لأن الإدارة الحالية في واشنطن ليست معنية بأن تصبح لدى إسرائيل قدرة هجومية ذاتية ناجعة في الدائرة الثالثة، التي من المؤكد أنها ستؤدي إلى توريطهم عندما تُستخدم. يحاول بايدن والعاملون معه التركيز حالياً على حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية السياسية في داخل الولايات المتحدة، وعلى المواجهة مع الصين، ولا يريدون إزعاجاً من الشرق الأوسط.
  • في واشنطن يعلمون بأن هجوماً إسرائيلياً على إيران سيؤدي بالتأكيد إلى رد انتقامي إيراني، ليس فقط ضد إسرائيل، بل ضد جنود وقواعد وطائرات أميركية موجودة في منطقة الخليج الفارسي، وضد الحلفاء العرب للولايات المتحدة. المشكلة أن الرفض الأميركي إعطاء المؤسسة الأمنية والصناعات الأمنية الإسرائيلية ما تطلبه سيبطىء عملية بناء خيارات عسكرية إسرائيلية ذاتية، وسيسمح لإيران بصورة غير مباشرة بالوصول إلى وضع استراتيجي مهم قبل أن تستطيع إسرائيل الوصول إلى ما تريده بصورة مستقلة.
  • على الرغم من معرفة بينت بهذا كله، إلا إنه امتنع من الدخول في مواجهة علنية مع الأميركيين والأوروبيين في خطابه في الأمم المتحدة. لقد رأى بينت ما جرى جرّاء غطرسة سلفه الذي تشاجر مع إدارة أوباما وحرّض ترامب على الانسحاب من الاتفاق مع إيران - وقد تعلّم الدرس. مع ذلك، هو لم يكبح نفسه، وضمّن خطابه تهديداً مبطناً عندما قال إن "المشروع النووي الإيراني وصل إلى الحد الفاصل، وكذلك صبرنا". وهذا يعني أنه إذا لم تتحركوا فنحن سنفعل ذلك مع ما لدينا. ونحن سندفع الثمن، لكنكم أيضاً ستتورطون، وعليكم التفكير في ذلك.

 

"هآرتس"، 29/9/2021
التهديد الحقيقي الذي تواجهه حكومة التغيير
عوزي برعام - محلل سياسي
  • حتى لو افترضنا أن حكومة بينت - لبيد ستنجو من أزمة الكورونا، وستنجح في تثبيت نظام التعليم، وستمرر قانون الميزانية في القراءة الثالثة، فإن قدرتها على الصمود في المدى البعيد هي موضع شك.
  • هدف إطاحة نتنياهو تحقق واستنفذ. هو لا يزال موجوداً ويشكل تهديداً، لكن يوجد اليوم رئيس حكومة شرعي في دولة إسرائيل غير بنيامين نتنياهو. من هنا فإن المصاعب التي سيواجهها الائتلاف الحالي ستبدأ تحديداً بعد الانتهاء من معركة الميزانية. حينها من المعقول الافتراض أن الأحزاب المشاركة في الائتلاف لن تقبل بعد الآن الاستمرار في التنازل عن مواقفها التي وضعتها جانباً من أجل تحقيق هدف إطاحة نتنياهو وإعادة الثقة إلى النظام الديمقراطي الذي ألحق به نتنياهو ضرراً فادحاً.
  • ناخبو اليسار وجزء من ناخبي الوسط سيكون من الصعب عليهم الاستمرار في تأييد حكومة ترفض مسبقاً عملية سياسية مع الفلسطينيين. حتى عندما تنتقل رئاسة الحكومة إلى يائير لبيد، فإن الجزء اليميني في الحكومة لن يسمح له بإيقاظ العملية السياسية من سباتها، بحسب ما أكدت وزيرة الداخلية أيلييت شاكيد.
  • أيضاً المواطنون العرب، وعلى رأسهم عضو الكنيست منصور عباس من راعم نائب رئيس الكنيست، لن يستمروا في تأييد الحكومة الحالية إذا لم تفِ بوعودها بشأن الموضوعات الاقتصادية والمدنية. لقد أيّد عباس حكومة يمينية لأنه افترض أنها ستلتزم بوعودها. ويجب على بينت ولبيد أن يثبتا أنهما قادران على مواجهة التحدي. وهذه مشكلات لا يمكن حلها بسهولة.
  • السبيل إلى المحافظة على الحكومة الحالية يكمن في طريقة استعداد الأحزاب الأعضاء فيها للمعركة الانتخابية المقبلة. يجب على زعماء أحزاب اليمين - نفتالي بينت، وجدعون ساعر، وأفيغدور ليبرمان، وربما أيضاً بني غانتس - فحص إمكان إنشاء بلوك قادر على محاربة الليكود. مثل هذه الالتزامات يمكن أن يزيد في فرص بقاء الحكومة.
  • نشوء اتحاد جديد من نوع أزرق أبيض بين لبيد وغانتس كان يمكن أن يشكل خطوة منطقية لولا الخلاف الشخصي بين الاثنين. لكن حتى لو كانت هذه الخطوة غير ممكنة، في استطاعة لبيد، الذي يقود حزباً وسطياً منذ أكثر من عشرة أعوام، خوض الانتخابات المقبلة في قائمة مستقلة، سواء كان رئيساً للحكومة آنذاك، أو لم يكن.
  • بالنسبة إلى سائر أحزاب اليسار الصهيوني، يجب عليهم أن يتوحدوا. أعرف أن هناك معارضة واضحة في حزب العمل لمثل هذه الخطوة. كثيرون هناك يريدون أن يُظهروا أنهم يواصلون درب يتسحاق رابين. هم نسوا فقط أن الخطوط التوجيهية للسياسة الإسرائيلية تغيرت منذ أيام رابين. حان الوقت لأحزاب اليسار الصهيوني السير وفق شعارها. وهي تحظى بتأييد جميع الذين يدركون أن حل الدولتين هو ضرورة لا بد منها والبديل الوحيد من دولة أبرتهايد.
  • من المحتمل نشوء اندماجات سياسية تختلف عن تلك التي أشرنا إليها هنا، لكن يجب أن يكون واضحاً أن الحزب الذي لا يعرف كيف يستعد للانتخابات المقبلة لن يكون لديه أفق سياسي. أعتقد أن حكومة التغيير قادرة على الحصول على ولاية إضافية إذا حاولت الوصول إلى عدة مواقف متفق عليها من دون قيود الماضي. مثل هذه المواقف يمكنه الاعتماد على الواقعية السياسية التي يُعرف بها بينت.
  • البحث عن حد أدنى من قاسم مشترك، إلى جانب إنشاء تكتلات تخوض الانتخابات بصورة منفردة، هو السبيل الذي سيسمح ببقاء الحكومة الحالية.