مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
ميركل في زيارة وداعية إلى إسرائيل: المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران دخلت أسابيع حاسمة للغاية
بينت بلّغ ميركل رغبة إسرائيل في استكمال صفقة الغواصات
بومبيو: إسرائيل ليست دولة فصل عنصري وليست دولة احتلال
مطار "تي فور" في ريف حمص يتعرض لغارة جوية نُسبت إلى إسرائيل
المحكمة المركزية في القدس تلغي قراراً لمحكمة الصلح بإتاحة الصلوات الصامتة لليهود في المسجد الأقصى
مقالات وتحليلات
من الخطأ الاعتقاد أن التقديمات الاقتصادية ستُستقبل بسرور وتُغير الوضع في غزة
هل هناك هندسة إقليمية جديدة؟ تأثير الاستراتيجيا الأميركية في المنظومة الإقليمية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 11/10/2021
ميركل في زيارة وداعية إلى إسرائيل: المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران دخلت أسابيع حاسمة للغاية

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران دخلت أسابيع حاسمة للغاية، وشددت على أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم في كل يوم يمر من دون اتفاق.

وجاءت أقوال ميركل هذه في سياق مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أقيم في ختام الاجتماع الذي عُقد بينهما في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الأحد)، ودعت فيه المستشارة الألمانية أيضاً إلى مشاركة أكبر للقوى العالمية في الضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات في ڤيينا، وأكدت أنها ترى مسؤولية كبرى لروسيا والصين بهذا الصدد.  

كما تعهدت ميركل أن تبقى مسألة أمن إسرائيل محورية بالنسبة إلى حكومة بلدها، وقالت: "أود أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد أن موضوع أمن إسرائيل سيظل دائماً ذا أهمية مركزية وموضوعاً مركزياً لكل حكومة ألمانية".

وشكر بينت من ناحيته المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها على مساهمتها في جعل العلاقة بين إسرائيل وألمانيا أقوى من أي وقت مضى. وأكد بينت أن إسرائيل تثمن عالياً التزام ألمانيا المتواصل بضمان أمن الدولة ونسب ذلك إلى قيادة ميركل. كما شدد على أنه من مسؤولية إسرائيل التأكد بالأفعال أن إيران لن تحصل أبداً على أسلحة نووية، موضحاً أن القضية ليست فقط استراتيجية، بل وجودية.

وشدّد بينت على أن مَن يأخذ جانب الحياد حيال النزاع بين إسرائيل ودول مثل إيران أو منظمات مثل "حماس" وحزب الله يكون فاقداً للبوصلة الأخلاقية.

ووصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مطار بن غوريون الدولي الليلة قبل الماضية في زيارة وداعية هي الثامنة والأخيرة التي تقوم بها إلى إسرائيل منذ توليها مهمات منصبها هذا قبل 16 عاماً.

وعقدت أمس اجتماعين مع كل من رئيس الحكومة بينت، ورئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ، كما قامت بزيارة إلى متحف "ياد فشيم" لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست.

وشاركت ميركل في جلسة احتفالية عقدتها الحكومة الإسرائيلية على شرفها في فندق "الملك داود" في القدس قبل ظهر أمس.

كما حصلت على درجة دكتوراه الفخرية من "التخنيون" المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في حيفا.

وشدّد بينت في المؤتمر الصحافي المشترك مع ميركل، وكذلك في الجلسة الخاصة للحكومة التي شاركت فيها المستشارة الألمانية، على الخطر الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني على العالم، وتعهد أن تقوم إسرائيل بكل ما يلزم لمنع طهران من الوصول إلى امتلاك أسلحة نووية.

وقال بينت إن برنامج إيران النووي بات في أكثر النقاط تقدماً على الإطلاق، وأشار إلى أنه بينما ينتظر العالم العودة إلى الاتفاق النووي، فإن أجهزة الطرد المركزي تواصل العمل، مؤكداً أن وجود سلاح نووي في يدي نظام راديكالي وعنيف كهذا سيغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأنه بالنسبة إلى إسرائيل، هذه المشكلة ليست استراتيجية، بل وجودية.

وأضاف بينت: "إن قبول أن تصبح إيران دولة على شفا قدرات نووية سيشكل وصمة عار أخلاقية على جبين العالم الحر، والأكثر من ذلك أنه سيهدد السلام العالمي. إن إيران من دون سلاح نووي تدعم الجماعات المسلحة المتطرفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويمكن للمرء أن يتخيل الضرر الذي سيحدث، فقط إذا ما عرف العالم أن وراء هذه البلطجة سلاحاً نووياً أيضاً".

كما تطرّق بينت إلى الخلافات بينه وبين ميركل بشأن الدولة الفلسطينية المستقبلية، وقال رداً على سؤال في المؤتمر الصحافي المشترك: "نحن لا نتجاهل الفلسطينيين. إنهم جيراننا. لن يذهبوا إلى أي مكان، ولن نذهب إلى أي مكان. في الوقت نفسه تعلمنا من التجربة أن الدولة الفلسطينية تعني أنه من المحتمل جداً أن تظهر دولة إرهاب على بعد 7 دقائق من منزلي. أنا شخص براغماتي للغاية، ونحن نقوم بسلسلة من الإجراءات على الأرض من أجل تسهيل الأمور على جميع اليهود والعرب في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة".

وأشار بينت إلى أن قيادة ميركل مهدت الطريق أمام التزام ألمانيا المستمر بأمن إسرائيل، وهو ما تقدّره هذه الأخيرة كثيراً.

وتحدث بينت عن تشكيل ائتلافه الحكومي المتنوع أيديولوجياً، واصفاً إياه بأنه الحكومة الأكثر تنوعاً في تاريخ إسرائيل.

وقال رئيس الحكومة: "لدينا يمين ويسار، يهود ومسلمون، متديّنون وعلمانيون، والأمر يحقق نجاحاً. نحن منسجمون بصورة جيدة. كما يضم الائتلاف ثماني وزيرات، وهذا أكبر عدد لوزيرات في أي حكومة إسرائيلية، وأعتقد أن هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الحكومة تعمل بصورة جيدة".

تجدر الإشارة إلى أن زيارة ميركل هذه كانت مقررة أساساً في آب/أغسطس الفائت، لكنها أُرجئت في خضم انسحاب القوات الأميركية والدولية، وبينها القوات الألمانية، من أفغانستان بعد سيطرة حركة "طالبان" على البلد. وكانت ألمانيا من بين الدول التي سعت لإجلاء رعاياها من كابول، وكذلك لإجلاء الأفغان الذين ساعدوا قواتها خلال انتشار استمر قرابة عقدين في البلد.

 

موقع Walla، 11/10/2021
بينت بلّغ ميركل رغبة إسرائيل في استكمال صفقة الغواصات

علم موقع "واللا" من مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى مطّلع على فحوى الاجتماع الذي عُقد بين رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الأحد)، بأن بينت بلّغ ميركل أنه لدى تسلُّمه مهمات منصبه طلب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تقوم بإجراء دراسة جديدة تتعلق بصفقة الغواصات مع ألمانيا، وفي الوقت عينه أكد لها رغبة إسرائيل في تنفيذ عقد استبدال الغواصات القديمة خلال الأعوام المقبلة. 

وقال هذا المسؤول السياسي الإسرائيلي: "قامت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بتحليل حاجات المؤسسة الأمنية مجدداً، وكان موقف هذه المؤسسة أنه يجب التزود بالغواصات، ونحن نعمل على استكمال الاتصالات في هذا الشأن. وهذه الرسالة نُقلت إلى ميركل خلال اجتماعها برئيس الحكومة. سندفع قدماً بما يجب القيام به من أجل الحاجات الأمنية، وفي نظرنا، سيظل أمن دولة إسرائيل فوق أي شيء". 

وكانت الحكومة الألمانية صادقت سنة 2017 على بيع غواصات جديدة إلى إسرائيل بقيمة 1.5 مليار يورو، على أن تموّل الحكومة الألمانية ثلث تكلفتها، وقُرِّر أن يتم التسليم في نهاية العقد الماضي. وفي شباط/فبراير 2017 فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقاً في صفقة شراء غواصات وسفن من ألمانيا، بعد كشف النقاب عن تورُّط مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية في شبهات فساد ضمن هذه الصفقة، بينهم مقرّبون من رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، وذلك في القضية التي أُطلق عليها إعلامياً اسم "الملف 3000". وفي أيار/مايو الفائت قُدمت لوائح اتهام ضد عدد من المُشتبه بهم.

وفي ضوء هذا التحقيق، أضافت الحكومة الألمانية بنداً إلى عقد الشراء، وبموجبه فإنه في حال إثبات وجود فساد في صفقة الغواصات سيكون للحكومة الألمانية الحق في إلغائها.

"يسرائيل هيوم"، 11/10/2021
بومبيو: إسرائيل ليست دولة فصل عنصري وليست دولة احتلال

قال وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو إن إسرائيل ليست دولة فصل عنصري وليست دولة احتلال.

وجاءت أقوال بومبيو هذه في سياق خطاب ألقاه في مصنع نبيذ "بساغوت" في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أمس (الأحد)، وذلك خلال فعالية تكريم نظّمها "مجلس مستوطنات بنيامين" لوزير خارجية أميركا السابق نظراً إلى جهوده في تعزيز الاستيطان في المناطق [المحتلة]، بحضور زعيم المعارضة ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو.

وقال بومبيو: "نحن ندرك أن إسرائيل ليست دولة محتلة، كما أنها ليست دولة فصل عنصري، إنها ديمقراطية جداً. كما أن مناطق يهودا والسامرة هي الوطن الشرعي لشعب إسرائيل".

يُذكر أن بومبيو قام خلال فترة إدارة دونالد ترامب، قبل نحو عام، بزيارة إلى منطقة "شاعر بنيامين" الصناعية والتجارية في الضفة الغربية، وكانت الزيارة الأولى لوزير خارجية أميركي إلى مستوطنة. وأعلن خلالها أن المستوطنات في يهودا والسامرة لا تُعتبر مخالِفة للقانون الدولي.

 

"معاريف"، 10/10/2021
مطار "تي فور" في ريف حمص يتعرض لغارة جوية نُسبت إلى إسرائيل

تعرّض مطار "تي فور" العسكري في ريف حمص الشرقي في وسط سورية الليلة قبل الماضية لغارة جوية نُسبت إلى إسرائيل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارة أسفرت عن مقتل عنصرين من الميليشيات الإيرانية وجرح آخرين، بينما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن الغارة تسببت بإصابة ستة جنود سوريين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.

وأضافت "سانا" أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية التي أُطلقت من منطقة القاعدة الأميركية في التنف في منطقة الحدود بين سورية والعراق والأردن.

وأشار المرصد السوري إلى أن الغارة الجوية استهدفت مستودعات أسلحة وقاعدة للتدريب على طائرات مسيّرة في مطار "تي فور". وأضاف أنه بالتزامن مع هذه الغارة شنّت طائرة مسيّرة إسرائيلية هجوماً على هدف آخر في منطقة البوكمال في ريف دير الزور بالقرب من منطقة الحدود مع العراق.

"يديعوت أحرونوت"، 10/10/2021
المحكمة المركزية في القدس تلغي قراراً لمحكمة الصلح بإتاحة الصلوات الصامتة لليهود في المسجد الأقصى

ألغت المحكمة المركزية في القدس أول أمس (الجمعة) قراراً سابقاً لمحكمة الصلح يقضي بإتاحة الصلوات الصامتة لليهود في المسجد الأقصى.

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية هي التي قدمت استئنافاً ضد قرار محكمة الصلح، والذي صدر لمنعها من إبعاد مستوطن أدى صلاة صامتة في المسجد الأقصى، وذلك بتوجيه من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار - ليف [العمل]. وأكد البيان أن الشرطة تعمل وفقاً لإرشادات القيادة السياسية وقواعد زيارة المكان.

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن الإدارة الأميركية خشيت من أن يؤدي قرار محكمة الصلح المذكور إلى توتر في المسجد الأقصى، وهو ما قد يتسبب بالتصعيد، فطلبت من الحكومة الإسرائيلية نشر بيان يؤكد التزامها بـ"الوضع القائم"، الأمر الذي جعل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يُصدر بياناً يؤكد فيه هذا الالتزام.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 11/10/2021
من الخطأ الاعتقاد أن التقديمات الاقتصادية ستُستقبل بسرور وتُغير الوضع في غزة
يوسي أحيمائير - محلل سياسي
  • "إسرائيل ستعمل، بالتدريج، على إعادة إعمار غزة لقاء تعهدات من 'حماس' بالمحافظة على الهدوء. وستشمل إعادة الإعمار منظومة الكهرباء والغاز، ومنشآت تحلية مياه البحر، وتحسين النظام الصحي، والبنى التحتية السكنية؛ وستترافق تعهدات 'حماس' مع آليات رقابة دولية"، هذا ما أعلنه وزير الخارجية يائير لبيد في محاضرة ألقاها في جامعة ريخمان منذ وقت قصير.
  • ماذا تتضمن "خطة لبيد"؟ إقامة جزيرة اصطناعية في مواجهة شاطىء غزة يمكن استخدامها كمرفأ بحري دولي، ومشروع مواصلات للربط بين الضفة الغربية وغزة، وإقامة منطقة صناعية بالقرب من معبر إيرز. وبحسب كلامه، "الدفع قدماً بصيغة الاقتصاد مقابل الأمن ستجبر 'حماس' على أن توضح لسكان القطاع أسباب معاناتهم من الفقر والعنف والبطالة العالية وانعدام الأمل. يجب أن نقول للغزيين بكل الطرق من كل المنابر: ‹حماس› هي التي تقودكم إلى الهلاك".
  • لا شك في أن العبارة الأخيرة من كلام الوزير لبيد هي الوحيدة الصحيحة. كل ما تبقى أحلام واهية. لقد كان هناك أمل بأن يشجع انسحابنا من القطاع من طرف واحد إلى خطوط الـ 1967، والذي دفعنا ثمنه اقتلاع مستوطناتنا، أهالي غزة على البدء بحياة طبيعية، طبعاً بمساعدة إسرائيل. منذ آب/أغسطس 2005، تخضع غزة لسلطة عنيفة تهدد إسرائيل، المرة تلو الأُخرى، وتستنزف سكان غزة البؤساء التابعين لها، الذين يبلغ عددهم مليوني نسمة.
  • لقد حولّت "حماس" المنطقة التي تسيطر عليها إلى المكان الأشد فقراً في العالم، مع عوز وجوع وبطالة، وڤيللات فاقعة لزعمائها على طول الشاطىء. لا تتوقف "حماس" عن استفزاز إسرائيل. إنها تنظيم مسلح لا كوابح له، ممتلئ بالكراهية ضد جيش دولة تخضع للقانون الدولي.
  • إذا كان وزير خارجيتنا وكثيرون طيبون بيننا يتوهمون أن التقديمات الاقتصادية التي يقترحونها على غزة ستُستقبل بسرور، وستغير الوضع هناك، فإن لـ"حماس" خطة أُخرى. الشباب الذين يهاجمون جدار الفصل، وإطلاق النيران في اتجاه المنازل في سديروت، والبالونات الحارقة في اتجاه أراضينا، من دون التحدث عن إطلاق الصواريخ، كل ذلك هو بمثابة توجيه صفعة إلى وجوه أصحاب" النيات الطيبة" عندنا.
  • يُعقد في غزة في هذه الأيام مؤتمر هدفه المعلن القضاء على دولة إسرائيل واستبدالها بـ"دولة فلسطين"، من البحر إلى نهر الأردن. المؤتمر بعنوان: "وعد الآخرة - فلسطين بعد التحرير"، برعاية رئيس الحركة يحيى السنوار، وبمشاركة كبار المسؤولين في الحركة، جرى خلاله البحث في كيفية الاستعداد، مستقبلاً، لإدارة "دولة فلسطين" بعد تحريرها من إسرائيل التي ستختفي، بحسب كلامهم...
  • مؤتمر الكراهية هذا أوصى بوضع قواعد لكيفية التعامل مع اليهود الذين سيبقون في البلد بعد تحرير فلسطين، ودعا إلى ضرورة التمييز بين اليهود الذين "يجب السماح لهم بالمغادرة أو البقاء في فلسطين". وأوصى المؤتمر بعدم السماح بهجرة الأدمغة، و"المحافظة على اليهود المتعلمين والخبراء في مجالات الصحة والهندسة والتكنولوجيا والصناعة المدنية والعسكرية لفترة من الوقت قبل السماح لهم بالمغادرة".
  • لم يقتصر الأمر عند هذا الحد في خطاب السنوار، والذي أُلقيَ بالنيابة عنه في المؤتمر، إذ جاء فيه: "نحن نرعى هذا المؤتمر لأنه ينسجم مع تقديرنا أن النصر قريب"، وأن "تحرير كامل فلسطين، من البحر إلى النهر، هو جوهر الرؤيا الاستراتيجية للحركة". هذه هي خطة السنوار، في مقابل "خطة لبيد" رئيس الحكومة المناوب، والقاسم المشترك بينهما أن الخطتين واهمتان.
  • أنا لا أقترح أن نُصاب بالذعر بسبب أحلام واهية في غزة، لكن أيضاً يجب ألاّ نغمض أعيننا. يجب أن نستخدم غزة كتجربة تعليمية تثبت نتائجها أن الانسحاب والتراخي والتعاطف من جانبنا، الجانب القوي، أو إرسال بضائع إلى غزة، ودخول عمال من القطاع إلى إسرائيل، لن يجعل قلوب خصومنا القاسية لينة. من المؤسف أن الذين يتولون مقاليد الحكم في إسرائيل اليوم لا يفهمون أن المتآمرين من وراء الجدار في غزة لا يهمهم التعاون الاقتصادي ولا الحياة الطبيعية، بل استمرار سفك الدماء والقضاء على دولة اليهود. يائير لبيد، استفق من أوهامك.

 

الموقع الإلكتروني للمعهد، 6/10/2021
هل هناك هندسة إقليمية جديدة؟ تأثير الاستراتيجيا الأميركية في المنظومة الإقليمية
د. موشيه ألبو - باحث في معهد السياسات والاستراتيجيا في مركز هرتسليا المتعدد المجالات
  • تقود الإدارة الأميركية سياسة الحد من تدخُّلها والتركيز على المنافسة الاستراتيجية في مواجهة الصين وروسيا. ضمن هذا الإطار، الانسحاب من أفغانستان، والسعي لاتفاق نووي مع إيران، وازدياد علامات الاستفهام عن استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق وسورية، والتصدعات في جدار العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على نظام الأسد ("قانون قيصر")، كل ذلك يؤدي إلى بلورة هندسة إقليمية ودينامية تؤثر في شبكة العلاقات الثنائية بين الدول، وذلك في ضوء التخوف المتزايد من حدوث تحول في السياسة الأميركية في المنطقة.
  • استراتيجية واشنطن تفرض على دول المنطقة إعادة فحص سياستها المتعلقة بالعداوات والمنافسة الإقليمية، في ضوء الإدراك أن الاعتماد على أميركا لم يعد ثابتاً، وأن التحديات الإقليمية المركزية، إيران والإرهاب الراديكالي، يفرضان تقييمات استراتيجية متعددة.
  • ضمن هذا الإطار، تعيد دولة الإمارات فحص سياستها إزاء تركيا، وتعمل على استئناف علاقاتها الثنائية معها، على الرغم من الاحتكاك العسكري بتركيا في ليبيا، والتنافس على موارد الطاقة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، والخصومة الأيديولوجية الشديدة مع تركيا؛ في المقابل تسعى تركيا لاستئناف علاقاتها السياسية مع مصر والإمارات والسعودية، ولو بثمن الحد من تأييدها نشطاء حركة الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من تصاعُد الخصومات التي أشرنا إليها في شتى المجالات، فإن السعودية تقوم بإجراء اتصالات سياسية مع إيران للتخفيف من التوترات ومنع حدوث سوء حسابات عسكرية، على الرغم من عدوانية وكلاء إيران في اليمن ضدها. كما نجحت قطر في ترسيخ دورها المركزي الإقليمي، على الرغم من الحصار الذي فرضته عليها دول الخليج ومصر، ومن دون تقديم تنازلات سياسية أو أيديولوجية. هذا المقال سيعالج بصورة خاصة الحالتين القطرية والسورية.
  • تُظهر الدينامية الإقليمية عدم وجود تماسُك استراتيجي لدى مختلف اللاعبين، لكنها في الحقيقة تعكس مرونة وقدرة هذه الدول على حصر المواجهات، في ضوء الأثمان الباهظة للمواجهات العامة، وفي المقابل، الدفع قدماً بمصالحها في مواجهة خصومها الإقليميين. العامل المركزي الذي يحرك التقديرات من جديد وبناء مخزون من الاتصالات والعلاقات بين الدول هو السياسة الأميركية، والتقدير السائد أن الإدارة الحالية في واشنطن مصرّة على العمل وفق جدول أولوياتها القومي - الأمني، وليست مستعدة لاستخدام وسائل عسكرية في الشرق الأوسط تتعدى المطلوب.

قطر لاعب إقليمي أساسي

  • "أريد التعبير عن شكرنا العميق لدعم قطر الاستثنائي في المساعدة على خروج مئات المواطنين الأميركيين وعشرات آلاف الأفغان الآخرين من أفغانستان." (وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن)
  • الصورة التي نشرها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على حسابه على تويتر، التي يظهر فيها مبتسماً إلى جانب أمير قطر تميم بن حمد آل - ثاني، ومستشار أمن الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان (شقيق ولي العهد والحاكم الفعلي محمد بن زايد)، تركت أصداء كبيرة في وسائل الإعلام العربية.
  • نشب النزاع بين قطر والسعودية والإمارات ومصر والبحرين في صيف 2017، على خلفية اتهام الدوحة بتأييد تنظيمات إرهابية وزعزعة الاستقرار الإقليمي. وطلبت دول الخليج ومصر من قطر 13 طلباً، بينها: الحد من علاقتها بإيران، وإخراج القوات التركية من قطر، والتنكر لحركة الإخوان المسلمين وطرد كبار ممثليها، وإيقاف عمل قناة "الجزيرة" الإخبارية. وأدى رفض قطر للمطالب إلى فرض حصار جوي وبحري وبري وحظر اقتصادي وسياسي شاملين.
  • بالنسبة إلى الأميركيين، تجلت أهمية قطر في السنة الماضية، من خلال توسّطها في الاتصالات، في الاتفاق على الانسحاب الأميركي من أفغانستان في مواجهة حركة طالبان، والمساعدة التي قدمتها في إخراج القوات الأميركية، تزامناً مع الانسحاب الفوضوي الذي جرى في كابول. خلال سنوات الحصار عززت قطر علاقاتها الاستراتيجية مع تركيا وإيران، وأعربت عن تأييدها العلني لحركة الإخوان المسلمين و"حماس"، وقدمت المساعدة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، بخلاف مصر والإمارات اللتين دعمتا الجيش الوطني. في كانون الثاني/يناير 2021 وُقّع اتفاق مصالحة في مدينة العلا خلال مؤتمر قمة الدول الخليجية.
  • لقد نجحت قطر في مَوضَعة نفسها كلاعب أساسي يعرف كيف يعمل على التوسط بين خصوم إقليميين: بين "حماس" وإسرائيل، وبين إيران والسعودية، وبين تركيا ومصر، وبين الولايات المتحدة وحركة طالبان؛ وعززت مكانتها من خلال وساطاتها وسياستها النشطة، وفي المقابل، لم تتنازل عن التزامها بحلفائها الأيديولوجيين (حركة الإخوان المسلمين). والصورة التي نشرها ولي العهد السعودي مع ضيفيه في "الاجتماع في البحر الأحمر" تجسد أهمية قطر في النظام والدينامية الإقليمية الهشة في الشرق الأوسط.

هل نحن على طريق تأهيل عربي لنظام الأسد؟

  • تقوم السعودية والأردن والبحرين والإمارات في الأشهر الأخيرة بإعادة فحص علاقاتها مع دمشق، وتعمل على تحديد المصالح الأمنية والقومية والاقتصادية حيالها، في ضوء الاهتمام الأميركي المحدود وغياب استراتيجيا ملائمة لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية. الوجود الأميركي العسكري في شرق سورية يفرض قيوداً على إيران وتركيا، لكن تزداد علامات الاستفهام إزاء انسحاب أميركي محتمل.
  • زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله إلى واشنطن في تموز/يوليو الماضي كان هدفها تحريك مبادرة جديدة للتسوية في سورية. على ما يبدو، تدعو المبادرة الأردنية إلى حوار سوري داخلي، وتقليص العقوبات الأميركية على سورية، وإعادة دمشق إلى نطاق التأثير العربي. والتخوف الأردني واضح: التآمر الإيراني، وتصاعُد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية، ومشكلة اللاجئين، والحاجة إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي الذي يفرض تحركاً سياسياً. بعد ذلك مباشرة تحدث الملك عبد الله مع الرئيس السوري (3 تشرين الأول/أكتوبر)، لأول مرة منذ بداية الحرب الأهلية، معرباً عن دعمه لسيادة سورية واستقرارها. وأتى هذا الحديث بعد زيارة وزير الدفاع السوري إلى عمّان (20 أيلول/سبتمبر). لاحقاً، جرى فتح معبر "نصيب"، وأعلن وزير الداخلية الأردني أن هدف الخطوة تحريك التجارة والسياحة بين الدولتين. في المقابل، أعربت مصر، علناً، عن رغبتها في تعزيز استقرار سورية وتحريك عملية إعادة إعمارها، وإعادة سورية إلى الأمة العربية.
  • ضمن هذا الإطار، يشكل أنبوب الغاز العربي، الذي من المفترض أن يساعد في إنقاذ لبنان من أزمته الخانقة، إطاراً شرعياً للقيام بخطوات دبلوماسية حيال دمشق. الولايات المتحدة التي تؤيد المشروع وافقت على مرور أنبوب الغاز في سورية. مع ذلك، واشنطن ليست مستعدة للتخفيف من العقوبات والاعتراف بنظام الأسد.

التداعيات

  • عدم وجود استراتيجيا أميركية واضحة المعالم في الشرق الأوسط، وفي المقابل إلحاح المفاوضات على اتفاق نووي مع إيران، وازدياد انتقادات واشنطن لوضع حقوق الإنسان في المنطقة، كل ذلك يؤدي إلى عودة النشاط السياسي وإعادة الكتلة العربية المؤيدة لأميركا فحص منظومة التحالفات والخصومات الإقليمية. لقد تزعزعت الثقة بالأميركيين، ولا سيما بعد الانسحاب من أفغانستان، الذي وصفه قائد الأركان العامة المشتركة في الولايات المتحدة مارك ميلي بأنه فشل استراتيجي، وسيكون له تداعياته على المصالح الأمنية والقومية لإسرائيل.
  • إن التنسيق الأمني بين القدس وواشنطن أمر حيوي، وخصوصاً إزاء علامات الاستفهام المطروحة على استمرار الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. للخطوات الأميركية في المنطقة تداعيات مباشرة على الاستقرار والردع الإسرائيلي. عملياً، يمكن استخدام النفوذ العربي المتزايد في سورية كأداة ضغط على روسيا ونظام الأسد للحد من الوجود الإيراني في سورية. في المقابل، "احتضان" مصر والسعودية لقطر يمكن أن يساعد إسرائيل في مساعي التسوية مع "حماس".
  • هذه الهندسة الإقليمية المعقدة تتطلب نظرة شاملة وفهماً عميقاً للمصالح، ولمختلف اللاعبين، من خلال إدارة ذكية للمخاطر في عملية اتخاذ القرارات، وإدارة السياسة في مختلف الساحات. المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ولجم النفوذيْن الإيراني والتركي، ومواجهة جائحة الكورونا، كل ذلك يشكل إمكانية لازدياد تعاون إسرائيل الاستراتيجي مع دول الخليج ومصر والأردن.