مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أقر الكنيست الإسرائيلي فجر اليوم (الخميس) مشروع ميزانية الدولة العامة لسنة 2021 بالقراءتين الثانية والثالثة، وذلك بعد أن تم إسقاط جميع التحفظات التي قدمتها المعارضة.
وقالت مصادر مسؤولة في الائتلاف الحكومي إنها تتوقع أن يتم أيضاً إقرار مشروع الميزانية العامة للسنة المقبلة 2022 حتى صباح غد (الجمعة).
وتم إقرار ميزانية 2021 بأغلبية أصوات 61 عضو كنيست من الائتلاف وعارضها 59 عضواً من المعارضة.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن تمرير الميزانية العامة للدولة بعد ثلاثة أعوام ونصف العام يُعَد يوم عيد لدولة إسرائيل، وأكد أن الحكومة ستواصل قيادة الدولة إلى الأمام بكل قوة.
طلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من إسرائيل الأسبوع الفائت استغلال علاقاتها الجيدة مع قائد الجيش السوداني اللواء عبد الفتاح البرهان، الذي قاد الانقلاب العسكري في البلد مؤخراً، لإقناعه وبقية قادة الجيش بوقف الانقلاب وإعادة الحكومة المدنية إلى سدّة الحكم.
وأكد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن اللواء البرهان أدى دوراً رئيسياً في عملية التطبيع بين إسرائيل والسودان خلال العامين المنصرمين، كما عمل مع غيره من كبار المسؤولين العسكريين عن كثب على التطبيع مع كبار مسؤولي الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية وكبار المسؤولين في جهاز الموساد.
وكانت جميع الحكومات الغربية دانت الانقلاب العسكري في السودان، بينما التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت حتى الآن، وأدى هذا السلوك إلى شعور في كل من السودان وواشنطن بأن الإسرائيليين يدعمون الخطوة التي قام بها البرهان والجيش.
وأثار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسألة الوضع في السودان خلال محادثة هاتفية أجراها مؤخراً مع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قام وفد من الموساد بزيارة إلى الخرطوم التقى خلالها كبار ضباط الجيش السوداني. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الغرض من هذه الزيارة هو تكوين انطباع عن الوضع في البلد وعدم التدخل في حل الأزمة، وأضافوا أن الوفد لم يلتقِ اللواء عبد الفتاح البرهان، لكنه عقد اجتماعات مع ضباط آخرين في الجيش السوداني.
يُذكر أن المبعوث الأميركي إلى السودان جيفري فيلتمان أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام هذا الأسبوع، أن البرهان وشركاءه في القيادة العسكرية خانوا تطلعات الشعب السوداني إلى الديمقراطية وطالب البرهان بالإفراج عن رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك، الذي لا يزال رهن الإقامة الإجبارية، وإعادة الوضع المدني في البلد.
ونقلت وسائل إعلام في الولايات المتحدة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن إدارة بايدن أوضحت لإسرائيل أن واشنطن لن تكون قادرة على الاستمرار في رعاية عملية التطبيع بينها وبين السودان في حال استمر عدم الاستقرار في هذا البلد.
قال بيان صادر عن وزارة التجارة الأميركية أمس (الأربعاء) إن الوزارة قررت إدراج شركتي سايبر هجومي إسرائيليتين لأهداف التجسس هما NSO وكنديرو ضمن قائمة الجهات التي تتناقض نشاطاتها مع المصالح الوطنية للولايات المتحدة. كذلك سيتم إدراج شركات أُخرى من روسيا وسنغافورة ضمن هذه القائمة.
وأضاف البيان أن هذا القرار جاء في أعقاب تراكُم أدلة تثبت أن NSO وكنديرو قامتا بتطوير برامج تجسُّس وتزويد حكومات أجنبية بها استخدمتها من أجل استهداف موظفين حكوميين وصحافيين ورجال أعمال وناشطين وأكاديميين وعاملين في سفارات.
وقال البيان إن هذه الأدوات سمحت لحكومات أجنبية بقمع عابر للقوميات، وهي ممارسات لحكومات مستبدة من أجل إسكات معارضين، وشدد على أن هذه الممارسات من شأنها تهديد النظام الدولي.
ونقل البيان عن وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموند قولها إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل بحزم ضد تطوير وتجارة واستخدام تكنولوجيا لمصلحة نشاطات خبيثة تهدد أمن معلومات المجتمع المدني، وللاعتداء على جهات معارضة وحكومات ومنظمات ما وراء البحار.
وبلّغت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية قرارها قبل وقت وجيز من النشر عنه.
يُشار إلى أن شركة NSO هي أكبر شركة سايبر هجومي إسرائيلية وتبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار، وهي متخصصة في اختراق الهواتف النقالة بواسطة برنامج "بيغاسوس". وقد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قبل عدة أشهر مقالاً جاء فيه أن البرنامج المذكور استُخدم للتنصت على الهواتف الخليوية لعشرة رؤساء حكومات وثلاثة رؤساء دول في العالم، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما استُخدم البرنامج، وفقاً للصحيفة، للتجسس على أكثر من 600 جهة حكومية في أنحاء العالم.
أما كنديرو فهي شركة جديدة نسبياً ومتخصصة في اختراق الحواسيب، وتسمح برامجها باختراق منظومات حواسيب من دون إذن لمصلحة المتجسس، وبسرقة معلومات والتسبب بأضرار.
وكان مراقب الدولة الإسرائيلية السابق يوسف شابيرا حذّر قبل عام تقريباً المسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية من وجود تعارُض بين تصدير تكنولوجيا أمنية وانتهاك حقوق الإنسان، وذكر في هذا السياق شركة NSO التي طورت برنامج "بيغاسوس".
اتفقت إسرائيل والأردن على تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما، ووقّعتا اتفاقاً يقضي بزيادة حصة المنتوجات التي يُسمح للأردن بتصديرها إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته وزيرة الصناعة الإسرائيلية أورنا باربيفاي مع وزير الصناعة والتجارة الأردني يوسف الشمالي في عمّان أمس (الأربعاء).
وذكر بيان صادر عن وزارة الصناعة والتجارة الأردنية أنه تمّ توقيع محضر اجتماع وزاري بين الجانبين الأردني والإسرائيلي لتسهيل دخول قائمة من السلع ذات الأولوية التصديرية الأردنية إلى السوق الفلسطينية. ونقل البيان عن وزير الصناعة والتجارة الأردني يوسف الشمالي قوله إن الاتفاق الذي تم توقيعه أمس هو نتاج عمل دؤوب قامت به الفرق الفنية من الجانبين لتدارُس مقترح الجانب الأردني بزيادة الصادرات الأردنية إلى السوق الفلسطينية.
وأكد الشمالي أن هذه المباحثات أفضت إلى توافق بشأن قوائم السلع الأردنية الجديدة التي ستتمتع بمعاملة تفضيلية عند دخولها إلى السوق الفلسطينية، وبقيمة سنوية مقدارها 342 مليون دولار أميركي، وستكون معفاة من الرسوم الجمركية.
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الأربعاء) أن سلاح الجو ومديرية برنامج "حوماه" [السور] في وزارة الدفاع قررتا نصب منظومة الرادار المتطورة "ندى السماء" المصممة خصيصاً للكشف والتحذير من تهديدات متقدمة داخل بالون ضخم سيبقى محلقاً في السماء في شمال إسرائيل.
وتمّ تطوير هذه المنظومة على مدار أعوام بالتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهي تُعتبر واحدة من أكبر المنظومات من نوعها في العالم. وقد جرى تطويرها في إطار برنامج مشترك لوزارة الدفاع وإدارة برنامج "حوماه" بالتعاون مع الوكالة الأميركية للحماية من الصواريخ، وتشمل بنية جوية طورتها شركة TCOM الأميركية.
وأعلنت وزارة الدفاع أن البالون الذي سيحمل المنظومة سيوضع في موقع خاص في شمال إسرائيل أقامه قسم الهندسة والبناء في الوزارة، وسيشكل عنصراً مهماً في تعزيز حماية حدود الدولة.
وقال رئيس مديرية "حوماه" في وزارة الدفاع موشيه فتال إن بالون الاستكشاف سيتيح إمكان اكتشاف الحد الأقصى من التهديدات المتقدمة من جهات متعددة. وأكد قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عميكام نوركين أن المنظومة الجديدة توفر قدرة تستكمل منظومة الكشف لدى الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.
وهنّأ وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إدارة "حوماه" وسلاح الجو الإسرائيلي والصناعات الجوية والشركاء الأميركيين، وقال: "إن نجاح المنظومة الجديدة يعزز جدار الدفاع الذي بنته إسرائيل أمام التهديدات الجوية البعيدة والقريبة التي أقامها أعداؤها. وبواسطة قدرات الكشف وأنظمة الدفاع المتعددة الطبقات سنحافظ على تفوق إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وستتاح مساحة نشاط عملانية مطلوبة للحفاظ على أمن الدولة وسكانها".
ويعتقد كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن المنظومة الجديدة ستحسّن قدرة استكشاف صواريخ بحرية متقدمة إلى درجة كبيرة. وأشار بعض هؤلاء المسؤولين إلى أن الإيرانيين يقومون في الآونة الأخيرة باستثمار موارد كبيرة في تحسين مثل هذه الصواريخ وتطوير قدراتها الدقيقة.
تجدر الإشارة إلى أن إقرار ميزانية الدولة يزيل خطر سقوط الحكومة تلقائياً والذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة في حال فشلها في نيل مصادقة الكنيست عليها.
- هذا الأسبوع في غلاسكو، وفي مكان قريب من المركز الإعلامي الصاخب في مقر المؤتمرات الضخم، جلست مجموعة من الشبان المصريين، تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً، علّقوا على ستراتهم دبابيس تشير إلى أنهم من الوفد المصري الرسمي، وجلس قبالتهم رجل كبير في السن يتحدث بصبر ولطف. إنه وزير الاستخبارات المصري الجنرال عباس كامل، أقوى رجل في مصر بعد الرئيس السيسي، والذي تصفه الصحف المصرية بـ "ظل الرئيس" أو "كاتم أسراره".
- كامل هو الشخص الذي يرسله السيسي للاجتماع برئيس الحكومة بينت، وهو الذي على صلة وثيقة بالسنوار في قطاع غزة، وهو الذي يستضيف صالح العاروري وخالد مشعل عندما يأتيان إلى القاهرة. وقفنا إلى جانبه أنا وزميلي باراك رابيد وانتظرنا انتهاءه من كلامه. الرجال من حوله طرحوا عليه أسئلة طويلة، وفي بعض الأحيان عنيفة. رد كامل عليها، الواحد تلو الآخر، من دون تسرُّع. بعدها خرج وزير الاستخبارات المصرية في فرصة قصيرة للتدخين، وخرجنا وراءه. قدمنا له أنفسنا كصحافيين من إسرائيل، وبتهذيب مصري معروف قدم لنا سيجارة قائلاً: "أنا لست مدخناً، لكن أحياناً، وفي حديث مع طرف إقليمي مهم هناك استثناءات"، بدا المسؤول المصري الرفيع المستوى مرتاحاً، وهكذا بدأ الحديث.
- أظهر كامل حكمة دبلوماسية، فهو لم ينطق بكلمة سيئة عن أحد، وعندما سأله زميلي رابيد عن الفجوة بين نتنياهو وبين بينت أجابه، مشيراً بيديه إلى أنها مثل الفارق بين السماء والأرض، وضحك ولم يتفوه بكلمة واحدة. لكنه أبدى استعداده للحديث عن أشياء كثيرة أُخرى بصورة علنية. ففي رأيه، العلاقات بين مصر وإسرائيل "ممتازة"، والاجتماع بين بينت والسيسي في شرم الشيخ كان جيداً جداً، والرجلان وجدا لغة مشتركة بينهما.
- أخبرنا بأنه سيأتي إلى إسرائيل في نهاية الشهر الحالي، وشرح التحرك المصري المتعلق بقطاع غزة، وإعادة إعمارها، واستعادة الإسرائيلييْن اللذين تحتفظ بهما "حماس" أبراهام منغستو وهاشم شعبان السيد، وحل مسألة جثمانيْ الجنديين أورون شاوول وهدار غولدين، وإمكانات التهدئة ووقف إطلاق نار طويل الأجل، وصولاً إلى تسوية. في رأيه أيضاً، يجب القيام بكل ذلك في وقت واحد.
- قال كامل: "لا معنى للقيام بذلك على مراحل، ولا ضرورة لصفقة على مراحل. يجب أن يكون هناك عملية واحدة: إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الصغار في السن، والنساء، والكبار في السن، وفي المقابل تهدئة طويلة الأمد".
- في الأشهر الأخيرة تقدم مصر إلى "حماس" تسهيلات عبر معبر رفح في محاولة منها للمساهمة في استقرار الوضع في القطاع اقتصادياً؛ وفيما يتعلق بالمواجهة مع إسرائيل، قال كامل إن مصر تعمل على مسألة التسوية "ليلاً ونهاراً"، وهي على تواصُل دائم مع الإسرائيليين والفلسطينيين. وامتنع من قول كلمة واحدة عن "حماس".
- بالإضافة إلى ذلك، قال وزير الاستخبارات المصري أنه يتعين على إسرائيل البدء بالدفع قدماً بالمفاوضات السياسية مع السلطة والتقدم درجة درجة، وهلمّ جراً". وأضاف "المطلوب تقديم المزيد من التسهيلات على المعابر، ودخول المزيد من العمال، وتوسيع منطقة الصيد". وفي ضوء رفض حكومة بينت الشديد لإطلاق سراح العديد من الأسرى الفلسطينيين الأمنيين كما تطالب "حماس"، يبدو أن القاهرة تدرك أن المطروح الآن هو تقديم تسهيلات وتسوية محدودة.
- وتحدث وزير الاستخبارات عن المحاولة المصرية لإقناع السلطة الفلسطينية بالعودة بطرق مختلفة إلى التواجد السياسي في قطاع غزة، واستعادة شرعيتها والقوة التي خسرتها لمصلحة "حماس". ووافق معي عندما قلت إن "حماس" لن تسمح بحدوث ذلك.
- تحاول مصر طوال الوقت الدفع قدماً بمشروع حكومة وحدة فلسطينية. وعندما سألنا الوزير المصري عن رأيه في حكومة بينت - لبيد في إسرائيل قال: "هذه الحكومة يمكننا العمل معها. هناك أطراف تشدها نحو اتجاهات مختلفة للغاية، لكن يسرنا بقاءها".
- تركنا الوزير بعد أن همس رجاله في أذنه ببضع كلمات. اعتذر الجنرال قائلاً إن لديه اجتماعاً آخر. فشكرناه بالعربية.
- لقد كان حديثاً طبيعياً للغاية بين صحافيين وبين مسؤول رفيع المستوى في دولة مجاورة، وهذا مشهد غير مسبوق يدل على الوضع الحالي للعلاقات الجيدة بين القاهرة والقدس.
- الشعار الذي يلوّح به اليمين كي ينشر الرعب ويفكك الائتلاف الحكومي هو صحيح إلى حد ما. منصور عباس هو بالفعل "حماس". لسنا بحاجة إلى تفاهات عضو الكنيست فطين ملا [من الليكود]، "عباس يأخذ المال ويقتل جنودنا"، كي نفهم أن هناك تعاطفاً فكرياً ودينياً وقومياً بين "حماس" وعباس. لا يمكن أن يكون الأمر مختلفاً.
- إسلامي فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية لا يمكنه أن يكون مختلفاً في هويته عن إسلامي فلسطيني لا يحمل الجنسية. ومن غير الممكن أن نتوقع ألا يتعاطف الواحد مع الآخر. الفرق بينهما السيرة الشخصية: يحيى السنوار وُلد في مخيم للاجئين في خانيونس في عائلة طُردت من المجدل، ولم يبق أمامه سوى الانضمام إلى الكفاح المسلح. وعباس منصور وُلد في عائلة ساعدها الحظ في أنها لم تُطرد، وتوجّه إلى طريق النضال الديمقراطي غير العنفي.
- عملية مطاردة الساحرات التي يتعرض لها كل عربي يلتقط صورة له مع عربي وصلت إلى مرحلة بشعة: التقاط الصور معناه قتل جنود. قريباً سنكون أمام إرهاب الصور. لكن بالإضافة إلى هذا الجانب البشع هناك ظاهرة لا تقل بشاعة، ولا يمكن السكوت عنها. ممنوع على الفلسطينيين أن يتعاطفوا مع بعضهم البعض. وليس صدفة أن تمنع إسرائيل هذا التعاطف. بعد نجاح مشروع التفريق وتفكيك الشعب الفلسطيني إلى شعوب: الفلسطينيون في إسرائيل، وفي القدس الشرقية، وفي الضفة الغربية، وفي غزة، وفي الشتات، تصعد إسرائيل درجة وتدين كل مظاهر التعاطف التي تتحدى التفرقة الخبيثة. من المسموح للعرب في إسرائيل التعاطف فقط مع محرقة اليهود، ومع قصائد بياليك، ومع أسطورة الفصح والروح اليهودية. أبناء الشعب الذي يقوم وجوده التاريخي على التعاطف بين الجاليات البعيدة يمنع أبناء شعب آخر من ذلك.
- "ارسلوا شعبي"، إسرائيل أقامت الدنيا وأقعدتها عندما سجن الاتحاد السوفياتي مواطنيه، بينهم يهود. لم يُعتبر ذلك تآمراً أو تدخلاً في الشؤون الداخلية للاتحاد السوفياتي ولا في أمنه. لقد كان عبارة عن مسألة يهودية، ولذلك كان مسموحاً بها. مسموح للموساد قطع البحار لإنقاذ جالية يهودية، منتهكاً سيادة الدول بصورة فاضحة، ويُعتبر الأمر عملية إنقاذ. لكن أن يحاول رسام من حيفا إنقاذ شقيقته، وهي من مواليد البلد، من مخيم اليرموك المحترق، فإن هذا عملٌ تخريبيٌ.
- أن تساعد في إنقاذ أخوتك الذين يتعرضون للقمع هو تخريب. ممنوع جمع التبرعات للأيتام والفقراء في غزة لأن الكل يقول إنها مساعدة للإرهاب. فقط مسموح للمستوطنات جمع الأموال بصورة جنونية. لنتخيل فقط لو أن الولايات المتحدة تجرّم أي تعاطف يهودي مع إسرائيل. بينما عندما يشارك فلسطينيون في مؤتمر ويذهب ناشط إلى غزة ويحول لها مساعدات، يُعتبر ذلك مساعدة للإرهاب. لماذا ممنوع على أعضاء الكنيست العرب مساعدة أبناء شعبهم، ومسموح لأعضاء الكونغرس اليهود مساعدة إسرائيل، وأحياناً بصورة تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة؟
- يوجد في غزة عشرات الآلاف من الأرامل وأيتام الحرب، ضحايا إسرائيل، يجب أن نسمح للمواطنين العرب في إسرائيل بمساعدتهم، هذا واجبهم الأخلاقي. وإذا كان هناك مجال للشكوى فهو تجاهُل جزء منهم مصير إخوانهم. اليهود ما كانوا ليسكتوا إذا جرى لأخوتهم ما تفعله إسرائيل بأخوة العرب في إسرائيل. الفلسطينيون هم أخوتهم؛ أحياناً أخوتهم بيولوجياً، وأحياناً أبناء عمومتهم، ودائماً أبناء شعب واحد. ليس هناك عربي في إسرائيل لا تربطه علاقة بلاجىء يعيش تحت احتلال دولة قامت على خراب وطنه، وهو مواطن فيها طوعاً، أو غصباً عنه.
- عندما يُبدي منصور عباس مظاهر صغيرة عن تعاطفه مع أخوته ويحاول أن يوصل إليهم مساعدة يأتي الهجوم العنيف تحت غطاء كاذب بأن كل شيكل يحوَّل إلى غزة هو شيكل يحوَّل إلى الإرهاب. لكن الحقيقة هي أن التعاطف يمكن أن يضر بمشروع التفرقة القومي، لذلك هو خطر في نظر إسرائيل. نظام ديمقراطي يجب أن يسمح لمواطنيه بالتعاطف مع أخوتهم ومساعدتهم. لكن هذا لا يحدث عندما تكون الديمقراطية يهودية والدولة يهودية - ديمقراطية.