مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن المباحثات مع إيران دخلت مرحلة أخيرة وحرجة، وأكدت أن العودة إلى الاتفاق النووي ستجعل منطقة الشرق الأوسط أكثر أمناً.
وأضافت بيربوك في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد عقد في القدس أمس (الخميس)، أنها مقتنعة بأن الاستعادة الكاملة للاتفاق النووي مع إيران ستجعل المنطقة أكثر أمناً بما في ذلك ما يتعلق بإسرائيل ولولا ذلك ما كانت ألمانيا تؤيد هذه المحادثات. كما أكدت عزم بلدها على مكافحة معاداة السامية بكامل قوتها.
في المقابل شدد لبيد في المؤتمر الصحافي على أن حصول إيران على قدرات نووية يعرّض العالم أجمع ومنطقة الشرق الأوسط كلها للخطر لا إسرائيل فحسب.
وكانت بيربوك وصلت إلى مطار بن - غوريون الدولي الليلة قبل الماضية في أول زيارة لها إلى إسرائيل منذ توليها مهمات منصبها. وعقدت في وقت سابق أمس اجتماعاً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت تناول مخاطر إبرام اتفاق نووي مع إيران وتعزيز التعاون بين الدولتين في مجال التعامل مع جائحة كورونا ومواجهة التحديات الأمنية والإقليمية وعلى رأسها ملف البرنامج النووي الإيراني.
وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن بينت طرح خلال الاجتماع مع بيربوك الموقف الإسرائيلي الذي يؤكد أن إبرام اتفاق نووي مع إيران يشكل خطأ وسوف تترتب عليه أخطار تهدد منطقة الشرق الأوسط كلها.
طالبت روسيا إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في سورية بشكل كامل.
وجاءت هذه المطالبة على لسان الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي قالت في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس) إن هذه العمليات تعدّ خرقاً خطراً للسيادة السورية وقد تفضي إلى تفاقم حادّ للأوضاع هناك.
وحذرت زاخاروفا من مخاطر جسيمة يمكن أن تتعرض لها حركة الملاحة الجوية المدنية، مشيرة إلى أن استهداف المرافق العسكرية في سورية يقلص من الكفاءة القتالية لجيش الرئيس بشار الأسد.
وأكدت الناطقة بلسان الخارجية الروسية أن الغارات الإسرائيلية تمس جهود نظام الأسد وحلفائه الهادفة إلى القضاء على الإرهاب في سورية.
أعلن "مجلس نواب اليهود البريطانيين" أن عضو الكنيست ورئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش غير مرحب به في البلد خلال قيامه بجولة في بريطانيا.
ونشر هذا المجلس، وهو منظمة جامعة ليهود بريطانيا، تغريدة باللغة العبرية في حسابه الخاص على موقع "تويتر" أمس (الخميس) أكد فيها أنه يرفض الآراء البغيضة والأيديولوجيا التي تثير الكراهية والتي يتبناها سموتريتش. وأضاف: "إننا ندعو جميع أفراد الجالية اليهودية البريطانية لإرشاده إلى الباب [في إشارة إلى طرده] والقول له: عُدْ إلى الطائرة، وستبقى وصمة عار إلى الأبد".
ويقوم سموتريش حالياً بجولة لدى الجاليات اليهودية في بريطانيا وفرنسا من أجل حشد المعارضة لخطة الحكومة الرامية إلى إدخال إصلاحات رئيسية على الخدمات الدينية اليهودية التي تسيطر عليها الدولة.
وفي إطار هذه الخطة اقترح وزير الشؤون الدينية متان كهانا [يمينا] برامج تشمل تسهيل عملية التحول إلى اليهودية وتوسيع نطاق المنظمات المؤهلة لمنح شهادات الـ"كوشير" [الطعام الحلال]، الأمر الذي يعني إضعاف الهيمنة الأرثوذكسية المتشددة بما في ذلك سيطرة الحاخامية الكبرى على كل ما يتعلق بدورة الحياة الدينية اليهودية في إسرائيل.
وأثارت برامج هذا الوزير، ولا سيما التغييرات التي أدخلها على خدمات اعتناق اليهودية انتقادات حادة من الشخصيات الأرثوذكسية المتشددة بمن في ذلك الحاخام الأشكنازي الأكبر دافيد لاو. وفي مطلع الأسبوع الحالي انضم إلى لاو الحاخام السفاردي الأكبر يتسحاق يوسف وسارا على رأس مسيرة نظمها طلاب المعاهد الدينية احتجاجاً على الإصلاحات المقترحة انتهت أمام ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس في الوقت الذي كانت الحكومة تعقد اجتماعها الأسبوعي.
وألقى الحاخام لاو كلمة قال فيها: "إن دولتنا هي دولة يهودية. ودولة يهودية هي دولة توجد فيها حاخامية كبرى واحدة وهي التي تتخذ القرارات وتكتب القواعد وتقود".
واتهم الحاخام يوسف الوزير كهانا بتشويه التوراة ودعاه إلى الاستيقاظ والتفكير مليّاً فيما يفعله وكذلك دعاه إلى التراجع عن خططه والتوافق مع الحاخامية الكبرى لإسرائيل وتعزيز موقفها.
- تؤكد تقديرات مُحدّثة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الصاروخين اللذين أطلقا من قطاع غزة في اتجاه تل أبيب صباح يوم السبت الفاتح من كانون الثاني/يناير الفائت وانفجرا في البحر أطلقا عمداً، وذلك خلافاً لادعاء حركة "حماس" التي قالت إنهما أطلقا بسبب خطأ تقني، وأن ظروف أحوال الطقس والبرق هي التي تسببت بإطلاقهما.
- وكانت التقديرات التي أجرتها المؤسسة الأمنية في إثر ذلك الحادث أكدت أيضاً أن الحديث يدور حول خطأ تقني، وهو ما فسّر اختيار إسرائيل أن ترد على الحادث بصورة معتدلة نسبياً، وتمثل الرد بمهاجمة منشأة لإنتاج قذائف صاروخية في خان يونس. لكن مؤخراً تغيرت التقديرات لدى المؤسسة الأمنية، ووفقاً لمعطيات تم اكتشافها في وقت لاحق توصلت الطواقم التي قامت بفحص الحادث إلى نتيجة فحواها أن عملية إطلاق الصاروخين كانت متعمدة. وما زالت هناك علامات استفهام بشأن هوية الجهة التي قامت بإطلاقهما.
- تشير التقديرات السائدة في إسرائيل في هذا الصدد إلى أن حركة "حماس" ليست الجهة التي قامت بإطلاق الصاروخين، لكن يأخذ المسؤولون في المؤسسة الأمنية في الاعتبار إمكان أنه في ظل التوتر الأمني [بين إسرائيل والفلسطينيين] على خلفية إضراب الأسرى عن الطعام، غضت "حماس" الطرف أو ربما تكون أعطت ضوءاً أخضر لعناصر "إرهابية" أُخرى لإطلاق الصاروخين.
- في غضون ذلك وعلى خلفية الهدوء النسبي في منطقة الحدود مع قطاع غزة منذ عملية "حارس الأسوار" العسكرية [التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في القطاع في أيار/مايو 2021]، هناك قلق كبير في إسرائيل من النشاطات التي تقوم بها "حماس" وتهدف إلى تعظيم قدراتها العسكرية.
- كما أن المؤسسة الأمنية تلاحظ أن إيران صعدت جهودها الرامية إلى تقديم مساعدات إلى "حماس" والجهاد الإسلامي لتجسير الفجوات التي حدثت في إثر العملية العسكرية الأخيرة وأساساً في كل ما يتعلق بمحاولة إنتاج وسائل قتالية وصواريخ دقيقة.
- ويبدو أن "حماس" تعتقد مثل حزب الله في لبنان أن النجاح في مشروع إنتاج الصواريخ الدقيقة سيحسن قدرتها على إصابة أهداف استراتيجية في إسرائيل.
- وفي إطار الجهود المبذولة من طرف المؤسسة الأمنية يتم تعقّب التجارب التي تجريها "حماس" بصورة شبه يومية في اتجاه البحر. وتشير التقديرات السائدة لدى هذه المؤسسة إلى أن "حماس" ما زالت تفضل استمرار الهدوء في القطاع من أجل أن تواصل تعاظمها العسكري. ومع ذلك فإن الشهور القريبة بما في ذلك شهر رمضان إلى جانب ضعف السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، تزيد من احتمال تفاقم التوتر والتأثير على الجبهة الفلسطينية كلها. ولا بد من أن نشير أيضاً إلى أن "حماس" غير راضية عن وتيرة تقدم التسهيلات الممنوحة إلى قطاع غزة.
- قد تبدو الانتقادات الحادة التي وجهتها "جهات سياسية وأمنية" لتصريحات وزير الدفاع في الموضوع اللبناني ووصفته بـ"الواهم" مزعجة لكنها في الحقيقة تعكس المشكلات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ولا سيما تلك التي تُطرح بشأن ما إذا كان يتعين على إسرائيل مساعدة الدولة اللبنانية المنهارة؟ وبشأن مسألة إضافية - طويلة الأمد وأكثر عمقاً - تتعلق بمساعدة الجيش اللبناني الضعيف الذي يلاقي صعوبة في مواجهة حزب الله.
- وكان غانتس قد كشف خلال الخطاب الذي ألقاه في الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي الـ15 لمعهد دراسات الأمن القومي في 2 شباط/فبراير، أنه نقل في نهاية كانون الثاني/يناير بواسطة أطراف في اليونيفيل اقتراحاً بتقديم مساعدة إسرائيلية محددة للجيش اللبناني، الذي يعاني نقصاً في المواد الأساسية. وأضاف غانتس أنه خلال العام الماضي اقترح أربع مرات مساعدة لبنان بسبب الخوف من تحوّل لبنان إلى "جزيرة من عدم الاستقرار"، وانطلاقاً من الإدراك أن المواطنين اللبنانيين ليسوا أعداء إسرائيل.
- يمكن الجدل بشأن الكشف العلني عن خطوات إسرائيل حيال لبنان، أمّا بشأن مضمون كلام غانتس، فأنا اتفق معه تماماً، فوزير الدفاع على حق في نظرته التي ترى أنه من المفيد للأمن القومي الإسرائيلي تقديم مساعدة لجارتنا الشمالية التي تعاني في السنوات الأخيرة أزمة قد تؤدي إلى هلاكها. وفي المقابل فإن هذه الأزمة تقوي أعداء إسرائيل الحقيقيين: حزب الله وراعيته إيران اللذان يستغلان الوضع الصعب لتوسيع نطاق نفوذهما في لبنان.
- إن اقتراح تقديم المساعدة إلى سكان لبنان الذين يعانون أوضاعاً حياتية صعبة للغاية أمر مفهوم وليس جديداً، على الرغم من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل بشأن عدم تعاطف وزير الدفاع مع "فقراء في مدنه أولاً". لا يمكن المقارنة بين الوضع الاقتصادي –الاجتماعي في إسرائيل وبين التداعيات القاسية للأزمة على سكان لبنان الذين يعانون الجوع وأوضاعاً حياتية صعبة، فبحسب أرقام البنك الدولي يعيش أكثر من ثلثي سكان لبنان اليوم تحت خط الفقر. بالإضافة إلى أن المقصود مصادر تمويل مختلفة ولن تكون المساعدة لطرف على حساب الآخر.
- كما ذكرنا، فالهدف لا يكمن في حب مساعدة الآخر فقط، إذ إن مساعدة لبنان لها أهمية على المستوى الاستراتيجي في ضوء المصلحة الإسرائيلية بوجود لبنان مستقر ومزدهر وموالٍ للغرب، ومنع السيطرة الكاملة لحزب الله على الدولة وتحويلها إلى جزء من المحور الشيعي بقيادة إيران.
- في الواقع فإن كثيرين في إسرائيل يدّعون أنه قد فات الأوان، وأن الوضع في لبنان غير قابل للإصلاح وأن البلد فعلاً تحول إلى "دولة حزب الله" وهو واقع تحت "احتلال إيراني"، لكن من وجهة نظري فالأمر ليس كذلك. صحيح أن حزب الله هو العنصر الأقوى والرائد لكنه ليس الوحيد في لبنان، وعلى خلفية الأزمة تزداد الانتقادات الداخلية الموجهة إلى الحزب عمقاً، كما تزداد الأصوات داخل المنظومة اللبنانية المعارضة للحزب وللتدخل الإيراني. وبذلك لا تملك إسرائيل ودول الغرب والدول العربية المعتدلة ترف عدم محاولة كبح سقوط لبنان بين يدي حزب الله وإيران.
- ما أثار الانتقاد الحاد هذا الأسبوع كان تحديداً اقتراح غانتس مساعدة الجيش اللبناني الذي لديه علاقات مع حزب الله ولم ينجح في فرض إرادته على الحزب. وفي المنظومة الإسرائيلية هناك مواقف متعارضة في هذا الشأن، وخصوصاً بشأن الموقف الأميركي الذي يرى ضرورة تعزيز قوة الجيش اللبناني كقوة وطنية لبنانية قادرة على مواجهة الأطراف المتطرفة والمحافظة على الهدوء الداخلي. وتقدم الولايات المتحدة مساعدة كبيرة إلى الجيش اللبناني منذ سنة 2006 وصلت إلى حد 2.5 مليار دولار، بينها عدة مئات من ملايين الدولارات حوّلت في السنة الأخيرة شملت وسائل قتالية وتدريبات.
- من جهتها، أبدت إسرائيل طوال سنوات قلقها الشديد إزاء طبيعة المساعدة المقدمة إلى الجيش اللبناني، وحرصت على التأثير في نوع هذه المساعدات من خلال المطالبة الواضحة بألاّ تشمل وسائل قتالية يمكن أن توّجه ضدها في وقت الحرب.
- إن اقتراح تقديم مساعدة إلى الجيش اللبناني يعكس تبدلاً في الموقف الإسرائيلي، حتى لو كان المقصود في هذه المرحلة مساعدة إنسانية فقط. ومع ذلك يجب ألاّ نعتبره خطراً وسلبياً بل أن نحاول فهم المنطق الذي تقف وراءه - ضرورة إنقاذ لبنان من يدي حزب الله وإيران، لأن تطوراً كهذا سيعمق التهديد على أمن إسرائيل وعلى الاستقرار في المنطقة.
- إن قدرة إسرائيل على التحرك في هذا الموضوع محدودة في الواقع لأن اللبنانيين ليسوا مستعدين لقبول مساعدة مباشرة منها، لكن يمكنها العمل مع أصدقائها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج لتشجيعهم على المساعدة في ذلك.
- اتصل رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتمنى له الصحة والشفاء بعد إصابته بفيروس كورونا، وناقش الاثنان إمكان لقاء قريب من دون تفاصيل إضافية. لكن الرئيس أردوغان ذكر أمام وسائل إعلامية تركية، الأسبوع الماضي، أن الرئيس هرتسوغ سيزور تركيا في آذار/مارس المقبل، وأن تركيا وإسرائيل ستبحثان قريباً في نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا.
- بعد إطلاق سراح الزوجين موردي ونتالي أوكنين من السجن في تركيا، واللذين كانا اعتُقلا بتهمة العمالة للموساد، بدا واضحاً أن الرئيس التركي ينتظر مقابلاً من إسرائيل لقاء إطلاق الزوجين في الوقت الملائم، إذ أعلن أردوغان أنه سيبدأ سياسة خارجية جديدة، وبدأ بإصلاح علاقاته الإقليمية مع مصر والإمارات، والآن مع إسرائيل.
- لقد كانت علاقة إسرائيل بتركيا في العقد الأخير عاصفة، وشهدت عدة أزمات سياسية. ففي سنة 2010 أحبطت إسرائيل محاولة تركية لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة وأرسلت مقاتلي فرقة شييطت 13 للسيطرة على السفينة التركية "مرمرة" في وسط البحر. وفي سنة 2016 جرى الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الدولتين، لكن في سنة 2018 طردت تركيا السفير الإسرائيلي من أنقرة واستدعت سفيرها في تل أبيب بعد مقتل 61 فلسطينياً تظاهروا بالقرب من الحدود مع القطاع احتجاجاً على اعتراف إدارة دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
- الآن قرر الرئيس أردوغان أن الوقت ملائم بالنسبة إليه لإصلاح العلاقات مع إسرائيل والحصول على مقابل منها لقاء إطلاق سراح الزوجين أوكنين. كذلك اتصل وزير الخارجية التركي بنظيره الإسرائيلي يائير لبيد مطمئناً عليه بعد إصابة هذا الأخير بكورونا. وقد أعلن الرئيس التركي بنفسه أن الرئيس يتسحاق هرتسوغ سيزور تركيا، وأنه اتصل به معزياً بوفاة والدته.
- اتخذ الرئيس أردوغان قراراً استراتيجياً يقضي بإصلاح العلاقات مع إسرائيل. ففي رأيه التوقيت ملائم الآن لأن بنيامين نتنياهو لم يعد في السلطة، كما تبدلت الإدارة الأميركية، ولم تعد "صفقة القرن" التي طرحها الرئيس دونالد ترامب قائمة. ويخطط أردوغان هذا الشهر للقيام بنشاط سياسي كبير، إذ من المتوقع أن يزور السعودية والإمارات وأوكرانيا، ويجتمع مع الرئيس بوتين في أنقرة. كما يبذل جهداً كبيراً لإنهاء الخلاف الإقليمي الذي تسبب به، وتطبيع العلاقات مع مصر والإمارات وإسرائيل.... يريد أردوغان تسريع تطبيع العلاقات مع إسرائيل من أجل إجراء المحادثات بشأن مشروع نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا.
- لا يعتبر أردوغان ممثلاً رفيع المستوى في حركة "الإخوان المسلمين" العالمية، وهو يدرك أن الحركة و"حماس" لن تحبذا التقرب التركي مجدداً من إسرائيل، لكنه يضع بقاءه السياسي ومصلحة تركيا في رأس سلم الأولويات، وسبق أن طرد سراً من تركيا خلال الشهرين الأخيرين زعماء من "الإخوان المسلمين" فروا من مصر بعد وصول السيسي إلى السلطة، وأوقف حملات التحريض ضد الرئيس المصري في محطات التلفزيون التركي في محاولة للتصالح مع مصر. وفي الواقع يلتزم الإخوان و"حماس" الصمت ولا تصدر عنهما كلمة انتقاد واحدة ضد محاولات تركيا التقرب من مصر، والآن من إسرائيل أيضاً.
- يريد أردوغان البقاء في الحكم، فالوضع الاقتصادي في تركيا في حالة تدهور، وخسرت الليرة التركية أكثر من 40٪ من قيمتها خلال عام، وارتفع التضخم إلى أكثر من 30٪، وخسر أردوغان قوته السياسية في الشارع التركي. بالنسبة إلى إسرائيل هذا هو الوقت الملائم للضغط على الرئيس أردوغان لوقف مساعدة الذراع العسكرية لـ"حماس" التي تعمل من إستانبول.
- وتملك الذراع العسكرية لـ"حماس" مكتباً في إستانبول يضم المبعدين من المناطق إلى الخارج كجزء من "صفقة شاليط" سنة 2011، وكان جزء من نشاط هؤلاء هو الإعداد لهجمات في مناطق الضفة الغربية، ومحاولة تجنيد طلاب عرب في صفوف "حماس" وحزب الله وإيران من مواطني إسرائيل الذين يدرسون في تركيا، أو يزورونها.
- قبل عام ونصف العام تحدثت صحيفة "التايم" اللندنية نقلاً عن مصادر استخباراتية دولية عن وجود وحدة سرية تابعة لـ"حماس" تعمل في إستانبول بصورة مستقلة عن مكتب الحركة، وهي تابعه للذراع العسكرية للحركة وترسل تقاريرها مباشرة إلى المسؤول الرفيع المستوى في "حماس" سماح سراج الذي يتلقى التعليمات من يحيى السنوار زعيم "حماس" في القطاع. وبحسب هذه المصادر سعت هذه الوحدة إلى شراء مواد مزدوجة الاستخدام ممنوع دخولها إلى القطاع خوفاً من استخدامها في تطوير وسائل قتالية على يد وحدة التطوير التكنولوجية في "حماس". كما تعمل هذه الوحدة على التجسس على تنظيمات أُخرى تشك في أنها غير موالية لـ"حماس".
- احتمال أن تقطع تركيا علاقتها بـ"حماس" التي تسببت أكثر من مرة بتعقيد علاقات تركيا مع المجتمع الدولي ليس كبيراً، فتركيا من خلال أردوغان تقود محور "الإخوان المسلمين" في الشرق الأوسط، ويعتبر الإخوان الحركة الأم لـ"حماس". قبل عام ونصف العام ورطت "حماس" تركيا في قضية تبييض وتهريب أموال إلى الذراع العسكرية في قطاع غزة بواسطة مكتبين كبيرين لتحويل الأموال في إستانبول. ونتيجة ذلك دانت محكمة في السعودية 60 ناشطاً من "حماس" بتهمة الانتماء إلى شبكة تبييض وتهريب أموال، وجرى اعتقالهم بأمر من ولي العهد محمد بن سلمان بعد المعلومات الدقيقة التي نقلتها إسرائيل والولايات المتحدة إلى الاستخبارات السعودية عن نشاط هؤلاء في تركيا والسعودية. ولقد حكم عليهم بالسجن مدة 15 عاماً.
- المسؤول عن مكتب "حماس" في إستانبول هو صالح العاروري، المسؤول رقم 2 والمسؤول عن الذراع العسكرية لـ"حماس" في الضفة الغربية ورجل الاتصال بحزب الله وإيران، لكن يبدو، واستناداً إلى مصادر في القطاع أن الذراع العسكرية في إستنابول هي مشروع شخصي تابع ليحيى السنوار، وهو يستخدمها في الأساس لخدمة أهداف الذراع العسكرية في قطاع غزة.
- حتى الآن فشلت مساعي إسرائيل لدى السلطات التركية في التوصل إلى إغلاق فرع الذراع العسكرية لـ"حماس" في إستانبول بعد عشر سنوات تقريباً. وبحسب مصادر في "حماس" تستخدم الحركة غرفة تنصت في إستانبول تشمل وسائل إعلام واتصال بإسرائيل، وتزود حزب الله وإيران بالمعلومات الاستخباراتية.
- ومدير هذا المكتب هو عبد الحكيم حنيني من الموالين لصالح العاروري، والذي اضطر إلى مغادرة تركيا جراء ضغط أميركي وإسرائيلي، وهو اليوم يسكن في أحد أحياء الضاحية الجنوبية ويشغّل من هناك المكتب في إستانبول...
- لم يؤكد مكتب رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ كلام أردوغان بشأن الزيارة المرتقبة لرئيس الدولة الإسرائيلي إلى تركيا، ولم ينفِه أيضاً، ويبدو أن الرئيس التركي يمارس ضغطاً إعلامياً كي تتم الزيارة هذا الشهر. يجب أن نكون حذرين جداً وألاّ نعطي أردوغان هدايا مجانية، وخصوصاً ألاّ نفتح له الباب إلى البيت الأبيض، ذلك بأنه رئيس متقلب يمكن أن ينقلب على إسرائيل في أي لحظة، وأن يغير جلده مثل الحرباء، وسبق أن رأينا هذا من قبل. كما يجب أن نأخذ في الحسبان أن تقرّب إسرائيل مجدداً من تركيا سيؤثر في علاقاتها الاستراتيجية مع قبرص واليونان ومصر.
- يتعين على إسرائيل زيادة الضغط السياسي على تركيا كي تغلق مكتب "حماس" في إستانبول، والذي يشكل انتهاكاً للقانونين التركي والدولي. وحقيقة أن الرئيس أردوغان يسمح لهذا المكتب بالاستمرار في العمل على الرغم من مطالبة إسرائيل بإغلاقه، وعلى الرغم من المعلومات التي قدمتها إسرائيل إلى الاستخبارات التركية، والتي تدين نشاط هذا المكتب، يجعل من تركيا دولة تحمي التنظيمات "الإرهابية".