مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
قائد المنطقة العسكرية الشمالية: جهات فلسطينية تحاول إشعال الجبهة مع لبنان والجيش الإسرائيلي لن يسمح بذلك
الناطق العسكري يعلن سقوط طائرة مسيّرة إسرائيلية في الأراضي السورية
"سانا": مقتل 4 جنود سوريين وإصابة 3 جنود آخرين جرّاء غارة جوية قامت إسرائيل بشنّها في محيط دمشق
مقتل شاب فلسطيني خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي بالقرب من أريحا
عائلة بينت تتلقى رسالة تهديد بالقتل مرفقة برصاصة
الشرطة الإسرائيلية تعلن إحباط محاولة تهريب وسائل قتالية من لبنان كانت مُعدة كما يبدو لارتكاب اعتداءات "إرهابية"
مقالات وتحليلات
مسؤولون في المؤسسة الأمنية: من السابق لأوانه الاستنتاج أن العمليات المسلحة القاسية التي شهدتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة أصبحت وراءها
التحدي الاستراتيجي المركّب الماثل أمام إسرائيل في ثلاث جبهات
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 27/4/2022
قائد المنطقة العسكرية الشمالية: جهات فلسطينية تحاول إشعال الجبهة مع لبنان والجيش الإسرائيلي لن يسمح بذلك

قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أمير برعام إن جهات معينة حاولت إشعال الجبهة مع لبنان وتعطيل حياة المواطنين العادية، وأكد أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بذلك.

وأضاف برعام في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم تسلُّم قائد إحدى الفرق العسكرية في المنطقة العسكرية الشمالية مهمات منصبه، والتي أقيمت أمس (الثلاثاء): "قبل 48 ساعة واجهنا محاولة فلسطينية لانتهاك روتين الحياة اليومية في منطقة الحدود مع لبنان، من خلال إطلاق قذيفة واحدة [من لبنان] لم تسبب أي أضرار، وقمنا بالرد بالمدفعية الثقيلة. إن جهات فلسطينية تريد جرّ لبنان إلى تصعيد، ونحن نعتبر الحكومة اللبنانية وجيشها مسؤولين عن هذا 'الإرهاب'، وفي المحاولات السابقة دفعا ثمناً باهظاً أدى إلى تأخير لبنان عدة أعوام إلى الوراء".

وأشار برعام إلى أنه خلال الأيام المقبلة سيحيي حزب الله "يوم القدس الإيراني" وسيقوم خلاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بإطلاق تصريحات تُشيطن إسرائيل، مشيراً إلى أنه في مثل هذا اليوم أيضاً لن يجرؤ نصر الله على الخروج من القبو الذي يقبع فيه على مدار سنوات، وهذا خير دليل على فهمه أنه لا يوجد له ولحزبه أي أفق.

وأشار برعام إلى أن حزب الله موجود على رأس قائمة المنظمات "الإرهابية" في العالم، وهو "منبوذ ومحظور في كل الدول المتطورة، ويستخدم سلوك الغوغاء للقيام بمجموعة من صفقات المخدرات وتبييض الأموال والجرائم وقتل منتقديه وعمليات الإرهاب في كل العالم".

 وأكد برعام أن لبنان الذي يتيح لحزب الله إمكان التواجد على هذا النحو في داخله "هو مجرد خدعة وليس دولة قومية ديمقراطية كما يعرّف نفسه".

"معاريف"، 27/4/2022
الناطق العسكري يعلن سقوط طائرة مسيّرة إسرائيلية في الأراضي السورية

أعلن الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) سقوط طائرة مسيّرة من دون طيار تابعة له من طراز "راكب السماء" ["روخيف شمايم"] داخل الأراضي السورية.

ولم يذكر الجيش الأسباب التي أدت إلى سقوط المسيّرة واكتفى بالإشارة إلى أنه يقوم بإجراء تحقيق لتقصّي وقائع سقوطها.

كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه لا توجد خشية من تسرُّب للمعلومات جرّاء سقوط المسيّرة، وأوضح أنها كانت تقوم بنشاطات روتينية لم يحددها.

وتكررت في الآونة الأخيرة حوادث سقوط مسيّرات إسرائيلية من هذا الطراز، وفي كل مرة كان الجيش الإسرائيلي يعلن أن حوادث السقوط هذه ناجمة عن مشاكل فنية أو أعطال تقنية.

وتعمل مسيّرة "راكب السماء" على جمع معلومات استخباراتية عبر إرسال الصور التي تلتقطها للمناطق التي تتعقبها بشكل فوري إلى وحدة تحكُّم خاصة، ولا تقوم المسيّرة بتخزين المعلومات التي تجمعها داخلها.

وكان مسؤولون رفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي برّروا في الماضي تكرار حالات سقوط الطائرات المسيّرة من هذا الطراز بقولهم إنها طائرات رخيصة وبسيطة ومعدّة للتصوير والرصد والتجسس من دون أي نوع من الدعم العسكري، كما أكدوا أنها معدّة للسقوط والتحطم في مناسبات محددة، وذلك فور انتهائها من أداء المهمة المنوطة بها.

موقع Ynet، 27/4/2022
"سانا": مقتل 4 جنود سوريين وإصابة 3 جنود آخرين جرّاء غارة جوية قامت إسرائيل بشنّها في محيط دمشق

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن 4 جنود سوريين قُتلوا وأصيب 3 جنود آخرين جرّاء غارة جوية قامت إسرائيل بشنّها في مناطق قريبة من العاصمة دمشق فجر اليوم (الأربعاء).

وأضافت الوكالة أن الدفاعات الجوية السورية تصدّت لصواريخ الغارة.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري سوري قوله إنه في "حوالي الساعة 00:41 من فجر اليوم نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه طبرية، مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، ويتم العمل على تدقيق نتائج هذا العدوان".

"هآرتس"، 27/4/2022
مقتل شاب فلسطيني خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي بالقرب من أريحا

قال بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية إن شاباً فلسطينياً قُتل برصاص جنود إسرائيليين خلال مواجهات ليلية مع قوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من مدينة أريحا الليلة قبل الماضية.

وأضاف البيان أن الشاب القتيل هو أحمد إبراهيم عويدات (20 عاماً)، وقد أصيب بجروح بالغة جرّاء إطلاق نار إسرائيلي في مخيم عقبة جبر للاجئين جنوب غربي أريحا توفي متأثراً بها بعد عدة ساعات.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إنه خلال عملية اعتقال في المخيم اندلعت اشتباكات قام خلالها عشرات الشبان الفلسطينيين برشق الحجارة، وأشعلوا الإطارات المطاطية، وألقوا زجاجات حارقة على قوات الجيش الإسرائيلي.

وأضافت هذه المصادر أن قوات الجيش الإسرائيلي ردّت بوسائل تفريق الحشود والذخيرة الحية.

وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أعلن أن 11 فلسطينياً يُشتبه في تورطهم في نشاطات مسلحة اعتُقلوا في أنحاء الضفة الغربية أول أمس (الاثنين)، مشيراً إلى أنه لم تقع أي إصابات في صفوف الجنود خلال عمليات الاعتقال.

"يديعوت أحرونوت"، 27/4/2022
عائلة بينت تتلقى رسالة تهديد بالقتل مرفقة برصاصة

ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة نفتالي بينت تلقى مؤخراً رسالة تهدده وعائلته بالقتل كانت مرفقة برصاصة.

وأضاف البيان أن في إثر ذلك، قرّر جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] تعزيز الحراسة على رئيس الحكومة وأبناء عائلته بسبب الرسالة، كما أن "الشاباك" والشرطة يواصلان التحقيق في هذه القضية، وقررا عدم نشر تفاصيل أوفى بشأن هذه القضية.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الثلاثاء)، إن هذه الرسالة تعيد إلى الأذهان مدى خطر التحريض. وأكد أن التطرف لن ينتصر على الأغلبية العاقلة التي تواصل محاربة حديث الكراهية في كل مكان.

وقالت وزيرة الداخلية أييلت شاكيد إن رسالة التهديد التي تلقاها بينت يجب أن تهز أركان المجتمع.

في المقابل، قال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش رئيس كتلة الصهيونية الدينية في بيان صادر عنه، إنه لا يعرف ما إذا كان الحديث يدور حول أمر وقع فعلياً، أو حول مناورة تهدف إلى تحسين المكانة العامة لبينت وتشويه سمعة أوساط اليمين ونشاطاتها الاحتجاجية العادلة ضده، مؤكداً وجوب إبقاء العنف خارج نطاق الجدال السياسي الشرعي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 27/4/2022
الشرطة الإسرائيلية تعلن إحباط محاولة تهريب وسائل قتالية من لبنان كانت مُعدة كما يبدو لارتكاب اعتداءات "إرهابية"

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة أحبطت الليلة قبل الماضية محاولة لتهريب 100 قنبلة يدوية وعدة بنادق من لبنان إلى إسرائيل كانت مُعدة كما يبدو لارتكاب اعتداءات "إرهابية".

وأضاف البيان أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقوم بإجراء تحقيق لمعرفة ما إذا كان حزب الله ضالعاً في هذا الحادث أو لا، وأشار إلى أن عدة تحقيقات في حوادث مماثلة في الماضي أثبتت أن الحزب يتعاون مع عناصر إجرامية في إسرائيل لإدخال وسائل قتالية إلى البلد.

وأشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بإحباط محاولة التهريب هذه.

وقال بينت في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستستمر في إحباط مثل هذه العمليات، وفي محاولة دحر الجريمة في المجتمع العربي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 27/4/2022
مسؤولون في المؤسسة الأمنية: من السابق لأوانه الاستنتاج أن العمليات المسلحة القاسية التي شهدتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة أصبحت وراءها
طال ليف رام - محلل عسكري
  • يؤكد المسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه من السابق لأوانه الاستنتاج أن العمليات المسلحة القاسية التي شهدتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة أصبحت وراءها. وأضافوا أن حالة التأهب بالدرجة القصوى، التي أعلنتها المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي، ستستمر في الأسبوع المقبل أيضاً الذي تحتفل فيه إسرائيل بيوم الاستقلال، بموازاة الاحتفال بعيد الفطر الإسلامي، مشيرين إلى أنه في حال استمرار الهدوء، ستعود المؤسسة الأمنية إلى الوضع الاعتيادي بصورة تدريجية، بعد شهر عاصف من الناحية الأمنية.
  • وقال هؤلاء المسؤولون إن هناك هدوءاً في الوضع الأمني في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، ويُعتبر وضعاً مستقراً نسبياً، ولا يختلف كثيراً عن الأيام الاعتيادية التي يقوم فيها الجيش بعمليات موضعية ضد نشاطات "إرهابية"، لكنهم أكدوا في الوقت عينه أن أي عملية أو حادث أمني يمكن أن يقع فجأة من شأنه أن يغيّر الصورة رأساً على عقب.
  • وفيما يتعلق بالجبهة الشمالية، لا بد من الإشارة إلى وقوع ثلاثة حوادث بارزة فيها خلال الأيام الأخيرة، بدأت بإطلاق قذيفة صاروخية من الجنوب اللبناني في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، واستمرت في إحباط محاولة تهريب وسائل قتالية إلى إسرائيل وإسقاط طائرة إسرائيلية مسيّرة في الأراضي السورية.
  • على صعيد آخر، وفيما يتعلق بالوضع الأمني عموماً، أظهر تقرير قام "مركز ضحايا الصدمات على خلفية قومية" بتسليمه إلى رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ أمس (الثلاثاء) أن هناك ارتفاعاً في عدد هؤلاء الضحايا على خلفية عمليات إطلاق النار والقذائف الصاروخية خلال سنة 2021 الفائتة، إذ وصلت نسبتهم إلى 36%، في حين أن نسبتهم كانت 19% سنة 2020. كما أظهر التقرير أنه في إثر عملية "حارس الأسوار" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنّها في قطاع غزة في أيار/مايو الفائت، بلغت نسبة التوجهات من أجل تلقّي مساعدة بسبب الوضع الأمني 13%، في حين أنها لم تتجاوز نسبة 5% سنة 2020. وقالت مديرة المركز المذكور لصحيفة "معاريف": "كانت سنة 2021 إحدى أكثر السنوات الصعبة التي شهدها المجتمع الإسرائيلي من حيث ضحايا الصدمات والخوف على خلفية قومية".

 

موقع المعهد، أواسط نيسان/أبريل 2022
التحدي الاستراتيجي المركّب الماثل أمام إسرائيل في ثلاث جبهات
لجنة السياسات في - برئاسة اللواء احتياط عاموس جلعاد

المعركة على الاستقرار الأمني

  • تدلّل موجة العمليات التي حدثت خلال الأسابيع الماضية على حجم التحدي الذي تواجهه أجهزة الأمن الإسرائيلية بالتعامل مع "المنفّذين المنفردين"، الذين يتحركون من خلال المحاكاة، من دون انتماء إلى بنية أو منظمات "إرهابية". خطر المواجهة الشاملة قائم، على الرغم من انعدام الرغبة لدى جميع الأطراف في السير في هذا الاتجاه ("حماس"، والجهاد الإسلامي، والمجتمع الفلسطيني)، ويعود هذا إلى "الإرهاب" الذي تقوم به "الذئاب المنفردة"، كما التصعيد في المواجهة العنيفة بين قوات الأمن والفلسطينيين في الضفة والقدس.
  • العمليات التي تحظى بتأييد واسع في المجتمع الفلسطيني، لا تُترجم إلى خطوات شعبية أو تحركات من "حماس" والجهاد الإسلامي ضد إسرائيل. لذلك، في هذه المرحلة، تبقى العمليات في إطار انفجارات فردية، لا تنجح في إشعال مواجهة شعبية واسعة في الضفة الغربية، أو عملية عسكرية مع قطاع غزة. "حماس" تلجم ذاتها، وتمتنع من خطوات تصعيدية، على الرغم من التحريض المنفلت، وإعلان الدعم للعمليات ضد إسرائيل. أما المجتمع الفلسطيني فيتضامن مع العمليات ضد إسرائيل، لكنه في ذات الوقت يفضل الحفاظ على الوضع القائم، وعدم دفع أثمان اقتصادية عالية. أما السلطة الفلسطينية، فتبيّن حجم ضعفها وفقدانها قدرة الحكم والسيطرة الأمنية في المناطق الموجودة تحت مسؤوليتها.
  • خطر الانفجار ارتفع درجة إضافية في ظل الأحداث الأخيرة، والمسافة ما بين عملية فردية تكتيكية تتحول إلى تصعيد استراتيجي باتت أقصر بسبب ديناميكية الأحداث وضعف السلطة وأجهزة الأمن الفلسطينية. الموجة الأخيرة تذكّر بانتفاضة الأفراد (2015-2016)، وتفرض على إسرائيل استراتيجيا حاسمة - أمنية وسياسية، لوقف العمليات من خلال تقوية السلطة وقدراتها على فرض السيادة في مناطقها، كما الامتناع من الوصول إلى مواجهة شاملة ستؤدي إلى ضرر في التجهيز والتعامل مع الخطر الإيراني المتزايد.
  • العمليات "الإرهابية" دفعت بالرأي العام إلى الانتباه إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا وإسقاطاتها الدولية التي تزعزع الاستقرار، إلى جانب المفاوضات لتجديد الاتفاق النووي ما بين القوى العظمى وإيران، تفرضان على إسرائيل تحدياً استراتيجياً مركّباً للأمن القومي الإسرائيلي.

 

 

المعركة العالمية وإسقاطاتها على الأمن القومي

  • إن الحرب في أوكرانيا مستمرة ولا يظهر في الأفق أي مسار سياسي من شأنه إنهاء القتال. روسيا عيّنت قائد الجبهة الجنوبية في قيادة القوات الروسية في أوكرانيا، بهدف تعظيم قوة العملية العسكرية، وزيادة الضغط شرق أوكرانيا لتحقيق حسم واضح ومباشر في ساحة المعركة، وبصورة خاصة في ظل الإنجازات القليلة التي حققها الجيش الروسي حتى اللحظة. هدفت العمليات العسكرية الروسية شرق أوكرانيا، بحسب مصادر استخباراتية غربية، إلى إعلان النصر في 9 أيار/مايو (يوم النصر على النازية)، في خطوة من شأنها أن تربط الحرب الحالية بالرواية التاريخية للانتصار على النازية.
  • إن "صورة النصر" التي يريدها ف. بوتين تواجه صعوبات بسبب الدعم الغربي لأوكرانيا، الذي يتركز في عقوبات اقتصادية غير مسبوقة ومعركة سياسية شاملة. زيارة رئيس الحكومة البريطانية إلى كييف، والمسار المسرّع لضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، يدللان على الدعم الغربي غير المشروط، كما على سقف هذا الدعم في ذات الوقت. صحيح أن الولايات المتحدة والغرب يدعمان أوكرانيا بالسلاح المتقدم، ويساعدانها على تقوية قدرات الجيش الأوكراني العسكرية، لكنهما يمتنعان من أي تدخُّل مباشر، تخوفاً من انزلاق الأمور نحو معركة شاملة.
  • الصدمة العالمية جرّاء المجازر بحق المدنيين في بوتشا، والصور الصعبة للضرر الواسع الذي يلحق بالمدنيين بسبب القصف الجوي والمدفعي غير الدقيق، لم تدفع بتغييرات عملية في سياسة تفعيل القوة لدى الغرب، الذي يمتنع من خطوات عسكرية مباشرة. هذه الحال تعزّز المخاوف من أن الضرر بالمدنيين، الذي يبدو كخطوة روسية مقصودة الهدف منها كسر إرادة وروح القتال الأوكرانية، سيزداد مع استمرار المعركة، من دون رد عملي من جانب الغرب يردع روسيا.
  • في المقابل، الأثمان الاقتصادية في الساحة الدولية ترتفع، وتقلّل من فاعلية العقوبات. روسيا تستمر في تصدير الطاقة إلى أوروبا غير المستعدة في هذه المرحلة لدفع ثمن وقف النفط والغاز الروسي، الهند والصين مستمرتان في إقامة علاقات اقتصادية واسعة مع روسيا وتقللان من فعالية العقوبات، أما دول الخليج فلا تستجيب للضغوط الأميركية لزيادة إنتاج النفط بهدف لجم ارتفاع الأسعار.
  • هذا بالإضافة إلى أن الأزمة العالمية تهدد الأمن الغذائي لدول حوض المتوسط التي تعتمد على القمح من روسيا وأوكرانيا، وترفع نسبة الفقر بسبب ارتفاع الأسعار، وتهدّد الاستقرار السياسي في المنطقة. ارتدادات الحرب في أوكرانيا يمكن الشعور بها في القاهرة وعمّان وبيروت ودول أُخرى في المنطقة، كما تنتج تهديداً استراتيجياً غير مسبوق للأمن القومي لهذه الدول، ولاستقرارها.

المعركة على الاتفاق النووي

  • المفاوضات للعودة إلى الاتفاق النووي ما بين القوى العظمى وإيران وصلت إلى طريق مسدود، بسبب الشرط الإيراني بإخراج الحرس الثوري من لائحة "الإرهاب". القيادة الأمنية الأميركية (رئيس هيئة الأركان وقائد سلاح الجو في منطقة المركز) تعارض إخراج هذا الجيش من لائحة "الإرهاب". حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة أيضاً عبّروا عن رفضهم علناً نية إخراج الحرس الثوري من لائحة "الإرهاب"، وبصورة خاصة بعد سلسلة العمليات التي قادها التنظيم في الآونة الأخيرة في الشرق الأوسط.
  • وعلى الرغم من ذلك، فإن البيت الأبيض لم ينشر حتى اللحظة سياسته النهائية بسبب الإسقاطات على البرنامج النووي الإيراني والاستقرار الإقليمي. يبدو أنه لا تزال هناك وساطات لإيجاد معادلة وسط، في ظل فهم أميركا أن الاتفاق النووي سيخدم سوق الطاقة الدولية ويكسر الاحتكار الروسي، وبالتالي يبعد خطر تدخّل عسكري أميركي في الشرق الأوسط. وفي المقابل، فإن تخوفات البيت الأبيض من انتقادات علنية في الكونغرس ومجلس الشيوخ ضد الخطوة التي من شأنها أن تؤثر في انتخابات الوسط، تقلل من هامش الحركة في إدارة المفاوضات.
  • الاستراتيجيا الإيرانية تقوم على الوقوف بحزم ضد التنازل عن أي شرط من شروطها للعودة إلى الاتفاق النووي، إلى جانب الحفاظ على القدرات التكنولوجية وتعظيمها من خلال تشكيل ضغط عسكري، بواسطة أذرع مختلفة، على الولايات المتحدة والحلفاء في الإقليم. هذه استراتيجيا شاملة الهدف منها بث القوة والعظمة والتأثير الإقليمي، مع الحفاظ على القدرات النووية المتطورة، وإفشال نظام العقوبات الذي سيسمح لها بالتحول إلى قوة إقليمية شرعية - اقتصادية وسياسية. وفي حال انهيار المفاوضات، ستستطيع إيران التسريع في برنامجها النووي والوصول إلى منطقة الحصانة، مع رفع حالة التصعيد مع المعسكر السنّي الداعم لأميركا وإسرائيل. تقوم إيران بالضغط على الولايات المتحدة والحلفاء في الإقليم، ولا تمتنع في هذه المرحلة من رفع الرهان، أيضاً بسبب فهم ضعف قوة الردع الأميركية في المنطقة. وفي جميع السيناريوهات، يبدو التحدي القائم أمام إسرائيل واسعاً، متعدد الجبهات وبعيد المدى، يفرض تطوير استراتيجيا شاملة.

الإسقاطات

  • إن انعدام وجود استراتيجيا إسرائيلية شاملة للقضية الفلسطينية لـ"إدارة الصراع" من خلال "العصا والجزرة"، يقلص هامش الحركة الإسرائيلي إلى الفعل وردة الفعل، ويلعب لمصلحة "حماس" في الجبهة الداخلية الفلسطينية.
  • في سياق موجة العمليات "الإرهابية" الحالية، على إسرائيل تفعيل أدوات اقتصادية - مدنية لتهدئة الميدان، إلى جانب تقوية الأدوات الأمنية بهدف الردع وإحباط العمليات الفردية. عملية "جزّ عشب" قوية يتخللها الدخول إلى مواقع الاشتباك (كمخيّم جنين)، إلى جانب الحفاظ على التسهيلات المخصصة للمجتمع الفلسطيني في عيد الفطر، وتقوية روتين الحياة العامة، هو ما يشكّل سياسة متوازنة لردع الانجرار إلى مواجهة شاملة.
  • إلى جانب هذا، على إسرائيل العمل بسرعة لترميم الجدار الفاصل في مناطق الخط الأخضر، وحلّ أزمة الدخول من دون تصاريح، بسبب التحدي الأمني اليومي، لكن أيضاً لحل الأزمة الاستراتيجية لخطاب "الدولة الواحدة" في الجانب الفلسطيني.
  • عاشت إسرائيل سابقاً موجات "إرهاب" مستمرة وصعبة، سقط خلالها الكثير من الضحايا المدنيين. الجبهة الداخلية القومية وتماسُك المجتمع يشكلان العامل المركزي في التعامل مع موجة "إرهاب"، الهدف من هذه الموجات ضرب الشعور بالأمان في الدولة، وخلق بلبلة وفوضى. في هذه المرحلة، هناك مسؤولية كبيرة على القيادة السياسية، ووظيفة مركزية بالحفاظ على تماسُك المجتمع الإسرائيلي أمام "الإرهاب".
  • على إسرائيل أن تتحضّر لسيناريو توقيع الاتفاق النووي في الوقت القريب، إلى جانب التحضُّر لسيناريو انهيار المفاوضات وتسريع البرنامج النووي الإيراني. الإمكانيتان صعبتان، لكن في الوقت الذي يفرض السيناريو الأول بناء قوة عسكرية وتحضيرات لتعاظُم قوة التهديد الإيراني في الأعوام العشرة المقبلة، فإن السيناريو الثاني يسرّع عقارب الساعة على الصعيد النووي، وعلى صعيد الإقليم، في المدى القريب.
  • استمراراً لما ورد سابقاً، تقوية التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة هو الشرط لتطوير استراتيجيا سياسية وأمنية شاملة للسيناريوهين، تسمح ببناء القوة العسكرية بسرعة للتعامل مع التحديات من جهة، وتمنح الشرعية لخطوات عملية من جهة أُخرى. على إسرائيل أن تمتنع من صراع مباشر مع الولايات المتحدة بكل ما يخص الاتفاق النووي، من شأنه أن يضر بالمساعدات الأميركية الضرورية لتطوير البنية العسكرية.
  • بالإضافة إلى هذا، فإن استمرار الأزمة في أوكرانيا، والكشف عن جرائم الحرب الروسية، يفرضان على إسرائيل الوقوف بوضوح إلى جانب الولايات المتحدة والغرب. على إسرائيل تعزيز التعاون مع واشنطن في كل ما يخص أوكرانيا. الوقوف جانباً في هذه المرحلة يمكن أن يؤدي إلى أضرار في الحلف الاستراتيجي بين الدولتين، ويجني ثمناً أيضاً في عملية التحضير السياسي والأمني للمعركة ضد إيران.
  • وفي الوقت ذاته، فإن الأحداث في الإقليم تخلق الفرص بالنسبة إلى إسرائيل: تقوية العلاقات الاستراتيجية مع دول المنطقة، وعلى إسرائيل أن تقوم بكل ما يمكن لضمان استقرار هذه الدول (اقتصادياً وأمنياً) بصورة مباشرة، أو من خلال الساحة الدولية. تقوم إسرائيل بمأسسة ذاتها كقوة ولاعب مركزي في الترتيبات الإقليمية، وكوسيط أساسي ومفيد لترميم العلاقات وتخفيف التوتر ما بين دول الخليج والولايات المتحدة. على إسرائيل أن تقوّي مكانتها ودورها أمام دول المنطقة وواشنطن، عبر تطوير استراتيجيا أمنية - سياسية شاملة، تساعد في ردع التأثير والتمركز الإيراني في المنطقة.