مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل شاب فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين خلال عملية اقتحام لمخيم جنين
نحمان شاي: إسرائيل ليست مُلزمة بالاتفاق النووي الآخذ بالتبلور مع إيران
بينت: الدرس الأهم الذي يجب أن تتعلمه إسرائيل من المحرقة النازية هو أنه لا يمكنها سوى الاعتماد على نفسها فقط وأن تكون قوية
سحب منتوجات الشوكولا من إنتاج مجموعة "شتراوس" بسبب مخاوف من احتوائها على بكتيريا السالمونيلا
مقالات وتحليلات
"المعركة بين الحروب" التي تخوضها حماس تورط إسرائيل
ليس لدينا امتياز ماكرون
يتعين على الحكومة عدم تضييع رافعة استراتيجية مثل "جي ستريت" من أجل تحقيق أهدافها
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 28/4/2022
مقتل شاب فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين خلال عملية اقتحام لمخيم جنين

قال بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب أحمد مساد (18 عاماً) قُتل، وإن 4 شبان آخرين على الأقل أصيبوا برصاص جنود إسرائيليين، وذلك خلال قيام قوة من الجيش الإسرائيلي باقتحام مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين فجر أمس (الأربعاء)، في وقت شنّت فيه قوات هذا الجيش حملة مداهمات في مناطق مختلفة في أنحاء الضفة الغربية، تخللها اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن مساد، وهو من سكان بلدة برقين قضاء جنين، أصيب برصاصة في رأسه، بينما وصل 4 جرحى إلى مستشفى ابن سينا في جنين، وُصفت جروحهم بالخطِرة والمتوسطة، وهم فتيان وشبان تتراوح أعمارهم ما بين 16 و19 عاماً.

وقامت قوات الجيش الإسرائيلي بوضع إخطار أمام منزل الشاب رعد حازم في مخيم جنين، تعلن فيه نيتها هدمه في وقت لاحق ومنح عائلته حق تقديم طلب استئناف. وكان حازم لقي مصرعه بعد تنفيذ عملية مسلحة في شارع ديزنغوف في مدينة تل أبيب يوم 7 نيسان/أبريل الحالي أسفرت عن مقتل إسرائيليَيْن وإصابة آخرين بجروح.

وأفاد نادي الأسير بأن قوات الجيش الإسرائيلي داهمت عشرات المنازل في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية وعاثت فيها خراباً، وأخضعت سكانها لتحقيقات ميدانية انتهت باعتقالات شملت عشرات المواطنين.

 

موقع إذاعة "كان"، 28/4/2022
نحمان شاي: إسرائيل ليست مُلزمة بالاتفاق النووي الآخذ بالتبلور مع إيران

أكد وزير شؤون الشتات نحمان شاي أن إسرائيل ليست مُلزمة بالاتفاق الآخذ بالتبلور مع إيران بشأن مشروعها النووي.

 وأضاف شاي في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان" الإسرائيلية [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس (الأربعاء: يبدو أن إسرائيل ستتعامل لوحدها مع إيران في نهاية المطاف.

وقال شاي إنه منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران بصورة أحادية الجانب، وبتشجيع من إسرائيل، استغل نظام الملالي في طهران الوقت لتخصيب المزيد من اليورانيوم.

"معاريف"، 28/4/2022
بينت: الدرس الأهم الذي يجب أن تتعلمه إسرائيل من المحرقة النازية هو أنه لا يمكنها سوى الاعتماد على نفسها فقط وأن تكون قوية

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أنه لا يمكن مقارنة الحروب الأكثر خطورة بالمحرقة النازية، وشدّد على أن الدرس الأهم الذي يجب أن تتعلمه إسرائيل من المحرقة هو أنه ليس في وسعها سوى الاعتماد على نفسها فقط، وأن تكون قوية، وألّا تعتذر أبداً عن وجودها أو نجاحها.

وجاء تأكيد بينت هذا في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لضحايا المحرقة النازية، والتي أقيمت أمام نصب الضحايا في جبل هرتسل في القدس مساء أمس (الأربعاء)، وقال فيها أيضاً: "لا يوجد حدث في التاريخ، مهما كان قاسياً، يمكن مقارنته بتدمير يهود أوروبا على أيدي النازيين والمتعاونين معهم. إن بناء الدولة اليهودية في أرض إسرائيل هو انتصار على أولئك الذين كانوا يسعون لتدميرنا، ودعونا نتمسك جميعاً بهذا الانتصار".

واستذكر بينت الانشقاقات التي شهدها الشعب اليهودي في تلك الفترة، مؤكداً أنها مسّت بمقاومة آلة الإبادة النازية، ومشدداً على أنه "حين نكون موحدين، لن يستطيع أي عدو خارجي التغلب علينا".

وتكلم في المراسم رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، فعرض صورة لعائلة يهودية قتل النازيون أبناءها، وقال إن هذه الفظائع وقعت في العديد من المدن الأوروبية في أظلم ساعة عاشتها الإنسانية، وأكد أن دولة إسرائيل تأسست لضمان عدم تكرار فظائع من هذا القبيل.

وفي مراسم أُخرى أقيمت في كيبوتس تل يتسحاق [وسط إسرائيل] قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن على الإسرائيليين، باعتبار أن الكثيرين منهم من نسل الناجين من المحرقة النازية، تفادي معاداة بعضهم البعض والحفاظ على مجتمع إسرائيلي قوي في وجه الخلافات الأيديولوجية، وأكد أن ذلك يُعدّ ضرورة قومية ووجودية من الدرجة الأولى لا تقل عن الاستعداد للتصدي للبرنامج النووي الإيراني.

"يديعوت أحرونوت"، 28/4/2022
سحب منتوجات الشوكولا من إنتاج مجموعة "شتراوس" بسبب مخاوف من احتوائها على بكتيريا السالمونيلا

أعلنت مجموعة "شتراوس" في بيان صادر عنها قبل يومين أن العديد من منتوجات الشوكولا، التي تنتجها شركة "عيليت" التابعة لها، تم سحبها من الأسواق بسبب مخاوف من احتوائها على بكتيريا السالمونيلا. وأكدت المجموعة أنها ستعوّض المستهلكين بضعفيْ ما أنفقوه على المنتوجات المشتبه في أنها كانت محتوية على تلك البكتيريا.

وقال بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية أول أمس (الثلاثاء) إن "شتراوس" بلّغتها أن الاختبارات المعملية على بعض منتوجاتها الجاهزة للمستهلك أثبتت بالفعل أنها تحتوي على السالمونيلا. وأوضح البيان أنه تم نقل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص إلى المستشفى للاشتباه في أنهم تسمموا بالسالمونيلا جرّاء تناوُلهم سلع "شتراوس".

وقامت المتاجر في جميع أنحاء إسرائيل بإزالة العشرات من منتوجات "شتراوس" المدرجة في قائمة وزارة الصحة عن رفوفها، وأشيرَ إلى أن عملية سحب المنتوجات هذه من الأسواق هي الأكبر في تاريخ إسرائيل.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
موقع "N12"، 27/4/2022
"المعركة بين الحروب" التي تخوضها حماس تورط إسرائيل
د. ميخائيل ميلشتاين - محاضر وباحث في معهد أبحاث الأمن القومي
  • جولة التصعيد التي تواجهها إسرائيل في الشهر الأخير كانت استثنائية، قياساً على الأزمات السابقة في الساحة الفلسطينية. فالتصعيد الحالي يحدث في مواقع كثيرة، ويتخذ صوراً وأشكالاً كثيرة أيضاً، ("إرهاب" فردي؛ توتر في المسجد الأقصى؛ "قطرات" صاروخية من غزة ولبنان؛ بالإضافة إلى اشتباكات مسلحة في الضفة الغربية). ولا يوجد "سبب" واضح له: ليلة الأحداث بصورة خاصة، كان هناك هدوء نسبي، بسبب خطوات إسرائيل المهدئة، وعلى رأسها التسهيلات المدنية في الضفة الغربية وغزة، وتحييد موضوع حي الشيخ جرّاح، وتحسين العلاقات مع دول المنطقة.
  • وعلى الرغم من ذلك، فإن خيطاً رفيعاً يربط بين الجبهات المتوترة الخمس- القدس، والضفة، وغزة و"عرب إسرائيل"، ولبنان - ويقود إلى "حماس". الحديث يدور حول عدة أذرع تهدد إسرائيل، لكن مصدها كلها في "رأس" واحد ينسّق فيما بينها، ويوزع القوة ويحدد توقيت التحركات المختلفة.
  • عملياً، "حماس" تدفع قدماً بـ"المعركة بين الحروب"، والتمييز [بين الجبهات]. وهما مصطلحان صاغتهما إسرائيل، ثم أعادت الحركة استعمالهما، ويتم تطبيقهما في الصراع بين الطرفين. "حماس" تطمح إلى تحقيق هدفها الأيديولوجي، من خلال الاشتباك مع إسرائيل في الجبهات المريحة لها، من دون جرّ غزة إلى مواجهة عسكرية واسعة. وفي هذا السياق، يبدو التشديد واضحاً على الجهود المستمرة لإشعال الضفة والقدس، مع حفظ الهدوء النسبي في غزة التي يخرج منها التحريض الأكبر و"الإرهاب". الأمر يشبه إعلان "القاعدة" أنها ستضرب فقط في مواقع محددة في الولايات المتحدة، من دون أُخرى.
  • الجهود الحالية تُشكل حلقة إضافية في جهود تطوير "المعركة بين الحروب" الخاصة بـ"حماس"، التي تتضمن أيضاً "مسيرات العودة" و"إرهاب البالونات الحارقة"، وهدفها أيضاً ابتزاز إسرائيل والحفاظ على صورة المقاتل، من دون الانجرار إلى حرب واسعة في غزة، أو تقديم تنازلات، وبصورة خاصة في قضية الجنود الأسرى والمفقودين لديها.
  • إسرائيل من جانبها، تتحضر لمواجهة معركة مثل التي خاضتها في العام الماضي، لكنها تقف أيضاً أمام نموذج تهديد جديد مركّب وغامض. حتى اللحظة، لم تندلع مواجهة في غزة، أو انتفاضة في الضفة، أو هبّة في المجتمع العربي في إسرائيل ('إنجاز استراتيجي'، بحسب 'حماس'، تم صوغه خلال عملية "'حارس الأسوار'، وجرت محاولات لاستثماره والحفاظ عليه لاحقاً)، لكن هناك درجة عالية جداً من التوتر تنطوي على احتمالات الانفجار في عدة جبهات. "حماس" مسؤولة عن جزء كبير من التحريض، وتحاول نقله إلى مستوى عمليات قاتلة، من خلال استغلال "الأرض الخصبة" في وسائل التواصل الاجتماعي والمشكلات الأساسية العميقة التي يعيشها جزء كبير من جيل الشباب الفلسطيني.
  • "حماس" يمكنها إنهاء رمضان الحالي مع شعور بالإنجاز: حققت اشتباكات و"مقاومة عملية" في جبهات غير غزة، عززت صورتها كـ"حامية للقدس"، وشعرت بأنها نجحت في ردع إسرائيل عن اتخاذ خطوات ضدها وتلقت ضربات محدودة نسبياً (هناك تقديرات في غزة تشير إلى أن خروج العمال إلى إسرائيل سيتجدد خلال أيام، بسبب ما يعتقدون أنه خوف إسرائيل من التصعيد بسبب هذه الخطوة).
  • إسرائيل من جانبها، مطالَبة بإجراء مراجعة لسياساتها تجاه الجبهة الفلسطينية عموماً، وغزة بصورة خاصة، حيث لا وجود لاستراتيجيا منتظمة طويلة الأمد، على ما يبدو بسبب الواقع السياسي السيئ. وفي هذا السياق، سيكون من المهم جداً صوغ قواعد اللعبة من جديد مقابل "حماس"، التي تمتعت خلال العام الأخير بتسهيلات مدنية غير مسبوقة (وعلى رأسها السماح للعمال بالدخول إلى إسرائيل)، عبر وضع أثمان واضحة لهذه التسهيلات، أهمها وقف جهود "حماس" في إشعال الضفة الغربية، والتقدُّم في ملف جثامين الجنود والأسرى.
  • من الممكن أن تؤدي سياسة كهذه إلى توتر في قطاع غزة. وعلى الرغم من ذلك، فإن البديل هو الاستعداد للاستمرار في تلقّي الضربات على عدة جبهات وقبول شروط التمييز التي تفرضها "حماس"، واستغلالها لإدخال التحسينات على الوضع المدني بهدف تثبيت حكمها وتجهيزاتها للمعركة القادمة للاستيلاء على قيادة المنظومة الفلسطينية. ومرة أُخرى - الخيار الاستراتيجي في غزة هو بين السيئ والأسوأ، والسير في هذه الجبهة يتطلب من إسرائيل الوضوح في الرؤية، إلى جانب الصبر بمستوى لا يقل عن الصبر الموجود لدى "حماس".

 

"هآرتس"، 28/4/2022
ليس لدينا امتياز ماكرون
أوري مسغاف - محلل سياسي
  • ماكرون وبايدن كانا محظوظين. ففي النهاية، وقفا وجهاً إلى وجه ضد اليمين المجنون، وانتصرا لأنه لا يزال هناك أغلبية في الولايات المتحدة وفرنسا ضد اليمين المجنون. لم يكن شعار ماكرون وبايدن "فقط لا للوبان"، أو "فقط لا لترامب"، موضوعاً مخجلاً، بل على العكس، تحول إلى واجب مقدس نابع من تحليل واعٍ للواقع. لذلك، في اليوم الموعود، وقف الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي وراء بايدن، وأيضاً أعضاء في الحزب الجمهوري. تماماً مثلما أيّد ماكرون في الدورة الثانية للانتخابات الفرنسية يساريون متطرفون ويمينيون عقلاء. في الغرب، هزيمة اليمين المجنون ليست الأمر الأقل سوءاً، بل الأفضل على الإطلاق.
  • وفي الواقع، هذه هي الطريقة التي من خلالها هُزم اليمين المجنون في إسرائيل. التحالف بين البيبيين [أنصار بنيامين نتنياهو] وبين الكهانيين والحريديم، خلق في وجهه جبهة كبح مؤلفة من يساريين ويمينيين، ومن مخضرمين ومهاجرين، وعلمانيين ومتدينين، وعرب ويهود، من أجل إنقاذ الدولة. وبسبب النظام الانتخابي السيئ الذي لا يسمح فقط بعدم الحسم، بل يشجع أيضاً منشقّين ولصوصاً، من أمثال أورالي ليفي أباكسيس وعميحاي شيكلي - تطلبت العملية 4 جولات انتخابية في غضون عامين. في النهاية نشأ هنا، بفارق صوت واحد، ائتلاف هو معجزة تاريخية، مؤلف من 8 أحزاب، بينها حزب واحد فقط لديه أكثر من ثمانية مقاعد. رئيس هذا الائتلاف يذكّر أكثر برئيس لجنة جرى استدعاؤها من أجل إنقاذ دولة في أزمة، أكثر من زعيم سياسي لديه قاعدة تأييد جماهيرية.
  • ... لكن يجب ألّا نسمح لعيوب الحكومة وقيودها بأن تُنسينا خطر اليمين المجنون. ومَن يحتاج إلى تذكير حصل عليه بسخاء، بدءاً من مسيرة التحريض إلى بوابة نابلس وحوميش، مروراً بعرض الشتائم والصراخ في لجان الكنيست، ووصولاً إلى المغلف الذي احتوى على رصاصة، والموجّه إلى عائلة بينت. يجب أن نتذكر أن أقساماً مهمة من وسائل الإعلام وضعت نفسها في خدمة البيبية والكهانية، وملزمة بإعادتهما إلى الحكم.
  • من سوء حظ اليمين المجنون أن المؤسسة الأمنية كبحت في هذه المرحلة الهجمات وإطلاق النار في المدن، لكن إذا تكرر ذلك، فيمكن الاعتماد على وسائل الإعلام من خلال البث الحي، لتأجيج الخوف والاشتباكات. هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم الذين حولوا إيتمار بن غفير إلى نجم كبير في الاستديوهات وبثّوا، بإخلاص، خلاصة يومية دعائية تتعلق بنتنياهو.
  • في هذه الأثناء، هذه الحكومة العاقلة، جزئياً، أعادت الأمور إلى مكانها الطبيعي. فقد مرّرت ميزانية العامين، وأوقفت انتشار الكورونا من دون فرض إغلاق، وبدأت بجمع السلاح من المجتمع العربي، وقبل كل شيء، غيرت الخطاب العام. في كل يوم أحد، يجتمع رؤساء أحزاب الائتلاف عند بينت، للمرة الأولى في تاريخ الدولة، يوجد في الغرفة زعيم عربي. هذه حكومة لا تستغل أي مناسبة للتحريض ضد العرب واليساريين والعلمانيين. كل الذين فيها يعرفون خطورة اليمين المجنون، لذا، رسم الوزير عومر بار - ليف في بودكاست في "هآرتس" مخططها التوجيهي: "الخطوط الحمراء بالنسبة إلينا هي عدم سقوط الحكومة".
  • لكننا بحاجة إلى إيجاد علاج للمشكلة. اليمين المجنون لن يختفي. في الجولة الانتخابية المقبلة، إذا حدثت، يجب التصدي له من خلال توحيد القوى الانتخابية. الحل هو أربعة إلى خمسة أحزاب كحد أقصى: يمين عاقل، وسط، يسار اشتراكي - ديمقراطي، وعرب من المؤيدين للاندماج. في النهاية ليس لدينا امتياز ماكرون.

 

"معاريف"، 27/4/2022
يتعين على الحكومة عدم تضييع رافعة استراتيجية مثل "جي ستريت" من أجل تحقيق أهدافها
آفي جيل - مدير عام سابق لوزارة الخارجية، وزميل باحث في معهد سياسة الشعب اليهودي
  • اللوبي اليهودي "جي ستريت"، المتماهي مع الحزب الديمقراطي، كان موضع عدم اكتراث من جانب الحكومات الإسرائيلية أعواماً طويلة. وعندما قرر شمعون بيرس الخروج عن الخط المعتاد والاجتماع بممثلي المنظمة في مركز الرئاسة الإسرائيلية، لم تتأخر الانتقادات في الظهور. ولم يتبدد الموقف المتحفظ لإسرائيل الرسمية بمرور الأعوام. لكن اليوم، وفيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية، فإنه من الممكن أن تكون منظمة "جي ستريت" حليفاً فاعلاً بصورة خاصة.
  • يُظهر الاستطلاع الأخير الذي أجراه "المعهد الانتخابي اليهودي" أنه على رأس قائمة الموضوعات التي تستقطب اهتمام اليهود في الولايات المتحدة يوجد موضوع البيئة (29%)، بينما يحتل موضوعا إسرائيل (4%) وإيران (3%) أسفل القائمة. هذه الصورة يجب أن تثير القلق لدى السياسيين في إسرائيل. وحتى لو قررت إسرائيل الدفع قدماً بإصلاحات عميقة من أجل ترميم علاقاتها بالشتات، فإن المهمة ستستغرق سنوات.
  • التهديد الذي تمثله إيران لن ينتظر نضوج عملية ترميم كهذه. مع اتفاق نووي أو من دونه، إسرائيل بحاجة منذ الآن إلى مساعدة كبيرة من الولايات المتحدة، سواء على صعيد العتاد العسكري، أو من أجل الصراعات على الساحة السياسية. ويتعين على الحكومة الإسرائيلية فحص كل الإمكانات من أجل تحقيق ما تريده من واشنطن.
  • العنصر الفوري القادر على المساعدة من أجل تحقيق هذه المهمة هو يهود الولايات المتحدة. لكن في الأعوام الأخيرة، تحول التعاون بين إسرائيل وبين يهود أميركا إلى مشكلة. سِجِلّ المواجهة الصعبة التي دارت بين نتنياهو وأوباما بشأن المسألة الإيرانية لم ينسَه يهود أميركا. لقد شكلت هذه المواجهة صدمة تسببت بتعميق الشرخ مع إسرائيل، وألحقت الضرر بعمل المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة.
  • كما تسببت هذه القضية بتقسيم الجالية اليهودية، وأدى سلوك نتنياهو إلى مفاقمة هذا الشرخ. لقد شعر اليهود، ناخبو الحزب الديمقراطي (الذين يشكلون نحو 70% من الجالية)، بأن نتنياهو يتجاهلهم، وأن أنصاره يعتبرون أن الإنجيليين أكثر ولاءً منهم لإسرائيل. لم يغِب تأثير هذه الصدمة عن حكومة بينت - لبيد، التي تتصرف بحذر مبالَغ فيه، انطلاقاً من رغبة إيجابية بحد ذاتها في ترميم العلاقات مع يهود أميركا - كي لا تبدو كأنها تضعهم بين المطرقة والسندان. الباندول انتقل من قطب متطرف إلى قطب معاكس، وهذا أيضاً ينطوي على خطر.
  • بينت ولبيد وغانتس لن يكرروا تصريحات، مثل تصريحات سفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة داني دانون، من حزب الليكود، حين قال: ("يتعين على الزعامة اليهودية الأميركية الاختيار بين تأييد الاتفاق النووي مع إيران، أو تأييد إسرائيل")، لكن لا يزال هناك مجال للتعبير عن حاجات إسرائيل والعمل بالحساسية المطلوبة.
  • ضمن هذا الإطار، فإن اللوبي اليهودي "جي ستريت"، بصورة خاصة، يمكن أن يكون فعالاً. اللوبي الذي يتماهى مع خط الحزب الديمقراطي أيّد سياسة أوباما، وبعده بايدن، اللذين سعيا للتوصل إلى اتفاق مع إيران. ولا يستطيع أحد اتهام "جي ستريت" بعدم الولاء للرئيس بايدن، وفي حال وُقّع الاتفاق، فإن المنظمة ستتجند من أجل الدفع قدماً بخطوات تضمن رقابة أكبر على تطبيقه، من خلال تعزيز قوة إسرائيل، وإذا لم يوقَّع الاتفاق – فإنها ستدفع قدماً بخطوات صارمة لمنع حصول إيران على سلاح نووي، ولجم مساعيها التخريبية.
  • إجراء حوار مع "جي ستريت" ومؤيدي اللوبي من ناخبي الحزب الديمقراطي، هو السبيل الناجع للبدء مجدداً بإثارة اهتمام اليهود في الولايات المتحدة بالتحديات التي تواجهها إسرائيل. عندما يتعاظم تهديد حقيقي للأمن القومي لإسرائيل على الشعب اليهودي عموماً، من واجب الحكومة الإسرائيلية عدم الانجرار إلى مجاملات لا لزوم لها من أجل إسماع صوتها. وفي الوقت عينه، يجب عدم تضييع فرصة استخدام رافعة استراتيجية، مثل "جي ستريت"، من أجل تحقيق أهدافها.