مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
لبيد لنظيره التركي: إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين حيال محاولات الاعتداء على إسرائيليين حول العالم
هبوط أول رحلة لخطوط "طيران الإمارات" في مطار بن غوريون في إسرائيل
تقرير: غانتس: في حال اضطرار إسرائيل إلى شنّ عملية عسكرية في لبنان فستكون قوية ودقيقة وسيدفع حزب الله والدولة اللبنانية ثمناً باهظاً
مقالات وتحليلات
ضرب أذرع الأخطبوط الإيراني لا يقل أهمية عن ضرب رأسه
"حماس" تستعد لمفاجأة إسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 24/6/2022
لبيد لنظيره التركي: إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين حيال محاولات الاعتداء على إسرائيليين حول العالم

قام وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد أمس (الخميس) بزيارة رسمية إلى تركيا عقد خلالها اجتماعاً مع وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو في أنقرة، وذلك على خلفية إعلان تركيا إحباط محاولة إيرانية لخطف وإيذاء سفير إسرائيلي سابق وزوجته.

وقال الوزير التركي لنظيره الإسرائيلي في مؤتمر صحافي مشترك عقد في ختام الاجتماع: "إن مؤسساتنا الأمنية على اتصال وثيق مع بعضها البعض. ولن نسمح بوقوع مثل هذه الحوادث في بلدنا، ولن يُسمح بالنشاطات الإرهابية في بلدنا، وأعتقد أننا قد نقلنا الرسالة بوضوح للإرهابيين".

وأعلن أوغلو الشروع في إجراءات رفع التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل إلى مستوى السفراء.

وشكر وزير الخارجية الإسرائيلي تركيا على إحباط محاولة إيران القيام بعملية ضد سياح إسرائيليين في إسطنبول. وأضاف: "تم إنقاذ حياة إسرائيليين كثيرين في الأسابيع الأخيرة بفضل التعاون الأمني والدبلوماسي بين إسرائيل وتركيا. نحن نشعر بالتقدير تجاه الحكومة التركية على هذا النشاط الاحترافي والمنسق. إن إيران تقف وراء هذه المحاولات الإرهابية، وأجهزة المخابرات لدينا لا شك لديها في ذلك. ونحن لا نتحدث فقط عن محاولة قتل سياح أبرياء، وإنما أيضاً عن انتهاك للسيادة التركية. لا ينبغي لأي دولة أن تقبل مثل هذا الشيء على أرضها. نحن على يقين من أن تركيا ستعرف كيف ترد على إيران في هذا الأمر، وإسرائيل بدورها لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي محاولات لإيذاء إسرائيليين في إسرائيل وحول العالم".

وأكد لبيد: "إن هدفنا هو استعادة الهدوء الذي يسمح لنا باستئناف النشاط السياحي، فتركيا هي الوجهة الأولى للسياح الإسرائيليين. نأمل في أن يتمكن الإسرائيليون من العودة إلى تركيا من دون خوف وأن يزوروا إسطنبول وشواطئ أنطاليا الجميلة".

يذكر أنه قبيل وصول لبيد إلى تركيا قالت الاستخبارات التركية إنها نجحت في إحباط محاولة إيرانية لتنفيذ عملية ضد إسرائيليين في إسطنبول وهي المحاولة نفسها التي أدت إلى صدور تحذير إسرائيلي من مغبة السفر إلى إسطنبول.

في سياق متصل ذكرت صحيفة "حرييت" التركية أن مخططي العملية كانوا موجودين في إسطنبول، وأن أحد الأهداف كان السفير الإسرائيلي السابق لدى تركيا وزوجته اللذين كانا يقيمان بأحد فنادق المدينة.

على صعيد آخر، أفادت تقارير إعلامية أجنبية أمس استناداً إلى معلومات استقتها من عدد من الحسابات الإيرانية في "تويتر" و"تلغرام"، أن رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الايراني حسين طائب أقيل من منصبه.

وبموجب تلك التقارير فإن طائب هو من يقف وراء محاولات استهداف سياح إسرائيليين في تركيا، وجاءت إقالته على ما يبدو على خلفية فشله في تحقيق ذلك.

 

"يديعوت أحرونوت"، 24/6/2022
هبوط أول رحلة لخطوط "طيران الإمارات" في مطار بن غوريون في إسرائيل

أعلنت الخطوط الجوية الإماراتية "طيران الإمارات" في بيان صادر عنها أمس (الخميس) هبوط أول رحلة في مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل إيذاناً ببدء خدمة طيران يومية من دبي إلى تل أبيب لأكبر شركة طيران في دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وأضاف البيان أن مسؤولين تنفيذيين في "طيران الإمارات" ومندوبي وسائل إعلام إسرائيلية كانوا على متن الطائرة. كما كان على متنها سفير الإمارات لدى إسرائيل محمد محمود آل خاجة الذي كتب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "أتمنى أن يفتح هذا الخط الجوي الجديد طريقاً جديداً من الفرص لشعبينا وأن يعزز العلاقات بين البلدين".

وأعلن في إسرائيل أن الطريق المباشر الجديد بين تل أبيب ودبي سيتيح فرص سفر دولية للإسرائيليين مع روابط إلى وجهات عديدة في العالم بما في ذلك أستراليا والفلبين وجزر المالديف وسريلانكا وتايلاند وفيتنام.

 

موقع Walla، 24/6/2022
تقرير: غانتس: في حال اضطرار إسرائيل إلى شنّ عملية عسكرية في لبنان فستكون قوية ودقيقة وسيدفع حزب الله والدولة اللبنانية ثمناً باهظاً

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إنه في حال اضطرار إسرائيل إلى شنّ عملية عسكرية في لبنان فستكون قوية ودقيقة.

وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق كلمة ألقاها في مراسم أقيمت في مدينة كريات شمونه في شمال إسرائيل أمس (الخميس) في مناسبة إحياء ذكرى مرور 40 عاماً على اندلاع حرب لبنان الاولى [التي تُعرف في إسرائيل أيضاً باسم "عملية سلام الجليل"]، وأكد فيها غانتس أيضاً أن حزب الله والدولة اللبنانية سيدفعان في هذه العملية ثمناً باهظاً.

وقال غانتس: "إذا اضطررنا إلى تنفيذ عملية [عسكرية] في لبنان فستكون قوية ودقيقة، وستكلف وكيل إيران حزب الله والدولة اللبنانية ثمناً باهظاً. نحن جاهزون للمعركة، وإذا احتاج الأمر سنسير مرة أخرى نحو بيروت وصيدا وصور وحيثما يلزم الأمر".

وأضاف وزير الدفاع: "إننا لا نريد حرباً ونحن على استعداد للذهاب بعيداً في طريق السلام، وفي طريق تسوية الحدود البحرية بيننا وبين لبنان والتي يجب أن نختتمها بسرعة وبإنصاف".

وحذّر غانتس من أنه في مواجهة التهديد لمواطني إسرائيل لن تكون أي بنية تحتية يتم استخدامها لإلحاق الأذى بهم محصنة، وشدّد على أن صراع إسرائيل ليس مع مواطني لبنان، وعلى أن هناك مسارات يجب اتباعها ويجب أن يتحلى الطرف الآخر بالشجاعة لبدء السير فيها.

وتكلم في المراسم نفسها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، فكرر تهديداته للبنان، وبأنه في حال اندلاع أي مواجهة عسكرية معه في المستقبل ستكون الهجمات التي سيتعرض لها من جانب إسرائيل غير مسبوقة.

يُذكر أن التوترات مع لبنان تصاعدت مؤخراً بعد أن هدد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إسرائيل بسبب نيتها استخراج الغاز الطبيعي من احتياطي متنازع عليه في مياه البحر الأبيض المتوسط، وقال إن الحزب قادر على منع مثل هذه الخطوة بما في ذلك من خلال استخدام القوة.

كما أن هناك خلافاً بين إسرائيل ولبنان في الوقت الحالي حول الحقوق في حقل الغاز "كاريش" في عرض البحر الأبيض المتوسط، والذي تدعي الحكومة الإسرائيلية أنه يقع في نطاق منطقتها الاقتصادية الخالصة المعترف بها من طرف الأمم المتحدة، بينما يؤكد لبنان أنه يقع في منطقة المياه المتنازع عليها.

وفي وقت سابق من حزيران/يونيو الحالي نقلت إسرائيل منصة للغاز الطبيعي تديرها شركة "إنرجيان" التي تتخذ من لندن مقراً لها إلى حقل "كاريش" البحري، ما أثار غضب لبنان الذي طلب عودة مبعوث الطاقة الأميركي عاموس هوكشتاين.

في المقابل قالت إسرائيل إنها على استعداد للدفاع عن هذه المنصة. كما قام الجيش الإسرائيلي بنشر قوات بحرية في المنطقة وبنصب منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ.

وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن وفداً من القيادة المركزية الأميركية يضم عدداً من كبار الضباط قام بزيارة إلى إسرائيل عقد خلالها اجتماعات مع قيادة هيئة الأركان العامة للجيش تمت خلالها مناقشة ومحاكاة خطط عمل مشتركة لحرب متعددة الجبهات. وأكدت الصحيفة أن المناقشة ركزت بشكل خاص على سيناريو حرب في لبنان، مشيرة إلى أن القيادة المركزية الأميركية تولت رسمياً المسؤولية عن علاقة الجيش الأميركي بإسرائيل في أيلول/سبتمبر الماضي. وحتى ذلك الوقت كانت إسرائيل ضمن منطقة مسؤولية القيادة الأوروبية بهدف منع أي توترات محتملة بين القيادة المركزية والدول العربية والإسلامية الواقعة تحت سلطتها والتي لم يكن لكثير منها علاقات رسمية مع إسرائيل وبالتالي لم يرغبوا في أن يتم اعتبارها حليفاً مشتركاً معهم. لكن مع قيام عدد من الحلفاء العرب للقيادة المركزية الأميركية بتطوير العلاقات مع إسرائيل تلاشت هذه القضية إلى حدّ كبير.

كما أنه في وقت سابق من الشهر الحالي أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية كبيرة في قبرص لمحاكاة هجوم بري في عمق لبنان في نطاق حرب محتملة ضد حزب الله. وقبل أسبوع من ذلك أجرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تدريباً يحاكي قصف المدن الإسرائيلية بـ1500 صاروخ في اليوم ينجم عنه إلحاق أضرار مادية جسيمة بـ80 موقعاً وسقوط نحو 300 قتيل خلال اشتباكات مع حزب الله تستمر عدة أيام.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 24/6/2022
ضرب أذرع الأخطبوط الإيراني لا يقل أهمية عن ضرب رأسه
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • هل أُقيل العميد حسين طائب، رئيس الاستخبارات في الحرس الثوري، من منصبه؟ أو نجا من محاولة اغتيال؟ في البداية تحدثت وسائل إعلام في إيران عن إصابة طائب بجروح جراء محاولة اغتياله وهو يعالج في المستشفى. في المقابل، جرى الحديث عن إقالته من منصبه، وخلال وقت قصير جرى الإعلان أن محمد كاظمي حل مكانه، وحتى الآن هذه هي الحقيقة الرسمية. لم تُذكر أسباب إقالة العميد البالغ من العمر 60 عاماً، والذي شارك في الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينيات، وتقدم في مسار مواز ديني وعسكري. وانتشرت في المقابل على وسائل التواصل الاجتماعي شائعات تقول إن الإقالة جاءت على خلفية فشل طائب في تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين، وشائعات أُخرى تدعي أن سبب إقالة طائب هو عدم نجاحه في منع اغتيال علماء وقادة في الحرس الثوري.
  • وثمة رواية أُخرى نسبت قرار القيادة الإيرانية إلى معلومات قدمها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين لطهران تتضمن تفاصيل تتعلق باختراق الاستخبارات في الحرس الثوري. ومن المحتمل أن كشف إسرائيل عن اسم طائب كمسؤول عن التخطيط لهجمات في تركيا ضد مواطنين إسرائيليين ساهم أيضاَ في إنهاء مهماته كرئيس للاستخبارات. وفي هذا السياق استشهدت إيران على نطاق واسع بتصريحات رئيس الحكومة نفتالي بينت المتعلقة بـ"ضرب رأس الأخطبوط" وليس فقط أذرعه، فهذا الوصف ينطبق كثيراً على طائب، لكن يبدو أن أذرع الأخطبوط التي تحاول العمل في تركيا ودول أُخرى لا تقل أهمية عن الرأس القابل للاستبدال.
  • تولى طائب منصبه سنة 2019 في إطار إعادة تنظيم قيادة الحرس الثوري التي بدأت قبل شهر من ذلك مع تعيين حسين سلامي قائداً بدلاً من حسين جعفري - الذي يشغل حالياً منصب رئيس مؤسسة ثقافية تهتم في الأساس بإدارة "حرب ناعمة" ضد أعداء إيران. فقد دمج سلامي جهاز الاستخبارات الاستراتيجي مع تنظيم الاستخبارات في الحرس الثوري ووضع على رأسه طائب، وعيّن حسن محقق نائباً له.
  • وطائب ومحقق صديقان وفيان لمجتبى خامنئي ابن المرشد الأعلى علي خامنئي، منذ أيام خدمتهم العسكرية في الحرب الإيرانية - العراقية. وبفضل هذه العلاقة جرى تعيين طائب قائداً للباسيج – فرقة المتطوعين التي تنضوي في الحرس الثوري ويمكنها عند الحاجة جمع قرابة مليون متطوع في صفوفها.
  • قبل عام طُلب من طائب الاهتمام بالملف العراقي، أي استخدام الميليشيات الشيعية التي تعمل تحت حماية إيران وبتوجيهات من فيلق القدس. وجاء هذا على خلفية عدم الرضا عن أداء إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الذي حل محل قاسم سليماني الذي اغتاله الأميركيون في كانون الثاني/يناير 2020. ومنذ نهاية 2019 حذر طائب من اغتيال سليماني، لكنه قدّر أن هذه العملية ستنفَّذ في الأراضي الإيرانية على يد عملاء أجانب باستخدام عبوة ناسفة كبيرة.

الانتقادات الداخلية

  • إن المعركة ضد الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل والتخطيط لهجمات انتقامية هما فقط جزء من المتاعب التي تُقلق الحرس الثوري، وخصوصاً تنظيمه الاستخباراتي. فهذا التنظيم هو في حالة تأهب منذ أيار/مايو لمواجهة حالات تمرد مدني وتظاهرات وعمليات تخريبية داخل إيران ضد النظام، إذ لا تزال هذه التظاهرات مستمرة لكن بصورة مصغرة نسبياً، في ظل تخوف من أن تمتد وتهدد استقرار الدولة. أمّا السبب الأساسي للاحتجاج فهو قرار الحكومة تقليص الدعم الذي تقدمه من أجل استيراد السلع الاستهلاكية، وبينها سلع أساسية. ولقد أدى هذا القرار إلى ارتفاع حاد في أسعار الزيوت المعدة للطعام بنسبة 200٪ خلال شهر، وارتفاع أسعار مشتقات الألبان بنسبة 50٪.

الملف السوري

  • وثمة موضوع آخر يُشغل القيادة الإيرانية، وخصوصاً الحرس الثوري وفيلق القدس، هو التطورات في سورية. فقد بدأت إيران بتكثيف وجودها في المناطق التي انسحب منها الروس، ومن الصعب التقدير ما هو عدد الذين غادروا سورية من قرابة 63 ألف مقاتل ومستشار ومدرب وطيار روسي، وذلك من أجل مساعدة القوات التي تحارب في أوكرانيا، وأيضاً ما هو العدد الذي انتشر في قواعد ومواقع أُخرى في داخل سورية. لكن وفقاً لتقارير سورية، استولت إيران على جزء من القواعد التي أخلاها الروس، مثل قاعدة تقع شرقي حمص يوجد فيها مخازن سلاح وعتاد، وقواعد أُخرى في منطقة دير الزور كانت تحت السيطرة الروسية.
  • كما جرى الحديث عن تكثيف إيران قواتها غربي مدينة حلب في المنطقة التي كانت تعمل فيها الشرطة العسكرية الروسية، وأيضاَ في منطقة مدينة درعا الواقعة جنوب هضبة الجولان السورية.
  • وجاءت الزيارة التي قام بها هذا الأسبوع وزير الخارجية الروسي إلى إيران على خلفية التهديدات التركية بغزو مناطق إضافية شمال سورية، وهي خطوة تعارضها بشدة كل من موسكو وطهران. واعترفت إيران لأول مرة علناً بوجود خلاف بينها وبين تركيا بشأن موضوع سورية، كما أن التقارب المتسارع بين تركيا وإسرائيل يساهم في زيادة مخاوف إيران وكذلك روسيا. وليس مستبعداً أن تؤدي الحاجة إلى رص الصفوف ضد تركيا والولايات المتحدة، والرغبة في قيام تعاون اقتصادي بين روسيا وإيران من أجل الالتفاف على العقوبات المفروضة عليهما، إلى تغيير السياسة الروسية إزاء الهجمات الإسرائيلية في سورية بصورة قد تحد، وربما تمنع، القيام بها.
  • لا يتم اتخاذ القرارات الاستراتيجية والسياسية المطروحة حالياً على إيران في الساحة السورية واليمن والعراق وفي مواجهة الهجمات الإسرائيلية، وبالطبع مسألة الاتفاق النووي، على مستوى رئاسة الاستخبارات في الحرس الثوري، بل تأتي مباشرة من مكتب خامنئي. ويعتمد المرشد الأعلى على مستشاريه وعلى مواقف الأمين العام لمجلس الأمن القومي علي شمخاني، وعلى مستشاره السياسي علي أكبر ولايتي، وعلى قائد الحرس الثوري سلامي. وهذه ليست قرارات إدارية، إذ يشارك في النقاشات سلسلة طويلة من خبراء ومستشارين يعرضون تداعيات الاحتمالات المختلفة لكل خطوة، سواء على المستوى السياسي، أو المستوى الداخلي، أو على صعيد منظومة العلاقات الخارجية لإيران.
  • لن يكون للاضطرابات التي يشهدها حالياً تنظيم الاستخبارات في الحرس الثوري تأثير كبير في اتخاذ القرارات السياسية والاستراتيجية. لكن كما في كل عملية تبديل في المناصب، فإن التطلع نحو تحقيق انتصار، ولو رمزي، في مواجهة إسرائيل يضع تحديات صعبة أمام الرئيس الجديد للاستخبارات، والذي لم يظهر حتى الآن في وسائل الإعلام. هذا بالإضافة إلى التوقعات الكبيرة منه لتصفية الحساب الطويل في مواجهة إسرائيل. هناك اليوم، وبالإضافة إلى التحذير من سفر الإسرائيليين إلى تركيا التي يسكنها أكثر من 100 ألف إيراني، مصدر تهديد جديد هو طهران.

 

"مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"، 23/6/2022
"حماس" تستعد لمفاجأة إسرائيل
يوني بن مناحيم - صحافي
  • اعتبر مصدر أمني رفيع أن حادثة إطلاق الصاروخ من قطاع غزة على عسقلان، الأسبوع الماضي، رداً على اغتيال ثلاثة مسلحين في جنين على يد قوة من الجيش الإسرائيلي، هي إشارة خطرة لإسرائيل. وبحسب هذا المصدر، بدأت الحركة باستعادة عافيتها بعد صدمة مسيرة الأعلام في "يوم القدس" في 29 أيار/مايو، وهي تستعد لمفاجأة إسرائيل بعملية عسكرية "نوعية" لا تتضمن إطلاق صواريخ على إسرائيل وجولة قتال جديدة.
  • ويمكن أن تحدث هذه العملية بعد زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة وقبل انتخابات الكنيست، من خلال استغلال حقيقة وجود حكومة انتقالية غير معنية بجولة قتال جديدة في قطاع غزة.
  • وتقول مصادر في غزة إن حركة "حماس" تشعر بالإحباط جراء الانتقادات الحادة التي يوجهها إليها الشارع الفلسطيني لأنها لم ترد، على الرغم من وعدها بذلك، على مسيرة الأعلام في "يوم القدس" التي جالت على مداخل المدينة القديمة، وهي بذلك منحت إسرائيل شعوراً بالنصر. وتحاول "حماس" تقديم سلسلة من التبريرات، لكن من الواضح أن صورتها كـ"حركة مقاومة" تآكلت وتضررت. وعلى الرغم من عدم إعلان أي تنظيم مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ على عسقلان، فإن من الواضح أن "حماس" هي من تقف خلفه. ويقول مسؤولون في الحركة إن "حماس" تحاول إحياء صيغة "جنين - غزة"، وإنه من الآن فصاعداً سترد على كل اغتيال تقوم به إسرائيل في منطقة جنين، أو في أي منطقة أُخرى على أراضي الضفة الغربية. والرد يمكن أن يكون بواسطة إطلاق قذائف في اتجاه إسرائيل، أو بواسطة عملية مفاجئة أُخرى.
  • وتقول أوساط في "حماس" إن الذراع العسكرية للحركة تعمل وفقاً لتقديرات الوضع، ولا تنجر وراء المشاعر والأجواء السائدة في الشارع، واعتباراتها هي اعتبارات "باردة وموضوعية" وتستند إلى معلومات استخباراتية ورغبة في العمل بصورة تفاجىء إسرائيل.
  • وبالاستناد إلى هذه المصادر، لم تنجز الحركة عملية إعادة بناء الأنفاق التي تضررت بعد عملية "حارس الأسوار"، كما لم تجدد مستودعات الصواريخ. ومن هنا لم تكن الحركة في "يوم القدس" مستعدة عسكرياً لشن هجوم بالصواريخ على إسرائيل رداً على مسيرة الأعلام.
  • بالإضافة إلى ذلك، كانت كل القوات الإسرائيلية في حالة تعبئة عالية مع عشرات الطائرات في الجو قبيل مسيرة الأعلام، الأمر الذي لم يسمح لـ"حماس" بمفاجأة إسرائيل، كما جرى عشية عملية "حارس الأسوار"، ولذا كانت الذراع العسكرية حذرة من الوقوع في "الفخ" الذي نصبته لها إسرائيل.
  • وتكشف مصادر في "حماس" أن مصر هددت الحركة بأنها ستتوقف عن مساعدتها في ترميم المنازل التي تضررت في عملية "حارس الأسوار"، وهي لا ترى أنه من المنطقي أن تخوض الحركة كل عام جولة قتال جديدة ضد إسرائيل، وتفرضها على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع لأن الجمهور غير قادر على تحمل ذلك، ولا سيما في ضوء أزمتي الغذاء والطاقة العالميتين اللتين تزدادان حدة جراء الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي يؤثر في غلاء المعيشة.
  • فغلاء المعيشة المتصاعد في قطاع غزة هو الموضوع الساخن الذي يشغل اليوم الجمهور الغزي مع استمرار خروج آلاف العمال للعمل في إسرائيل، وازدياد عددهم بأكبر قدر ممكن.
  • تدرك "حماس" جيداً حاجات السكان في القطاع، فهي توظف مالاً كثيراً في إعادة بناء الأنفاق وزيادة قوتها العسكرية وغير مستعدة للتنازل عن اعتبار نفسها "حركة مقاومة". لذلك فإن الفكرة التي تخطط لها "حماس" هي ترميم صورتها بواسطة عملية عسكرية محدودة "نوعية" على السياج الحدودي بين القطاع وإسرائيل تشمل إطلاق بضعة صواريخ على إسرائيل كعملية إلهاء، بينما المهمة الأساسية ستكون التسلل إلى مستوطنات غلاف غزة والقيام بهجوم وقتل مدنيين وجنود والعودة مع عدد من المخطوفين إلى القطاع.
  • في تقدير "حماس"، فإن مثل هذه العملية ممكنة من الناحية العسكرية لأن حكومة إسرائيل لن تجرؤ على خوص عملية برية لاحتلال القطاع، وفي نهاية الأمر ستضطر إلى القبول بالواقع الجديد.
  • ومن شأن عملية كهذه أن ترمم صورة الحركة وتسرع المفاوضات المتوقفة مع إسرائيل بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى. وتدّعي مصادر في "حماس" أن الذراع العسكرية وجدت طريقة لاجتياز العائق الأرضي الجديد الذي أقامه الجيش حول القطاع. فقد حفرت "حماس" أنفاقاً على مسافة مئات الأمتار من العائق الأرضي الجديد في عدد من النقاط على طول السياج البالغ قرابة 60 كيلومتراً، ويطلق الجيش الإسرائيلي على هذه الأنفاق اسم "أنفاق الاقتراب".
  • وسيخرج من هذه الأنفاق وحدة "النخبة" في "حماس" وسيجتازون السياج بواسطة تفجير عدة عبوات ناسفة مزودين بسلالم قابلة للطي، ويتسللون إلى الأراضي الإسرائيلية ويهاجمون دوريات للجيش الإسرائيلي على طول السياج، أو طواقم صيانة السياج، أو مواقع للجيش المتاخمة، وعدداً من مستوطنات غلاف غزة.
  • من المفترض أن تنفَّذ هذه العملية بصورة فجائية وفي وقت واحد في عدة نقاط على طول السياج قبل أن يستكمل الجيش إخلاء سكان مستوطنات غلاف غزة. وستحاول الذراع العسكرية استعادة حادثة خطف الجندي جلعاد شاليط في سنة 2006 الذي دفعت إسرائيل في مقابل استرجاعه ثمناً باهظاً.
  • خلال عملية "حارس الأسوار"، نجح الجيش في إحباط عدد من محاولات الذراع العسكرية لـ"حماس" في التسلل إلى إسرائيل عبر البحر، أو بواسطة أنفاق لشن هجمات والقيام بعمليات خطف. والعائق الجديد الذي أقامه الجيش حول القطاع كان ناجعاً، لكنه غير قادر على أن يعطل بصورة كاملة كل عملية تسلل بواسطة "أنفاق الاقتراب".
  • يسود هدوء متوتر الحدود مع القطاع وهو يشبه هدوء السنة الماضية منذ نهاية عملية "حارس الأسوار"، وهذا الهدوء لن يستمر طويلاً، وتخطط "حماس" لخرقه من دون جر القطاع إلى جولة قتال جديدة.