مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الجيش الإسرائيلي يكشف أنه اعترض الأسبوع الماضي طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله اقتربت من المياه الاقتصادية الإسرائيلية
مقتل ناشط سوري في غارة جوية منسوبة إلى إسرائيل في محافظة القنيطرة
إردان يطالب الأمم المتحدة بالعمل ضد مواقع لحزب الله بالقرب من منطقة الحدود مع إسرائيل تُستخدم كغطاء لنشاطات الحزب تحت ستار نشاطات بيئية
مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال محاولة اعتقاله في جبع
وزيرة الطاقة الإسرائيلية: بدء إنتاج الغاز الطبيعي من "كاريش" ضروري لاقتصاد الطاقة الإسرائيلي والعالمي
مقالات وتحليلات
عن نتائج التحقيق بشأن الرصاصة التي تسببت بقتل شيرين أبو عاقلة، أميركا جاهزة لتفعل أي شيء كي تدافع عن ربيبتها إسرائيل
حزب الله يتحدى إسرائيل – حان الوقت لإعادة النظر في سياسة ضبط النفس
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 7/7/2022
الجيش الإسرائيلي يكشف أنه اعترض الأسبوع الماضي طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله اقتربت من المياه الاقتصادية الإسرائيلية

أعلن بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الأربعاء) أن الجيش اعترض الأسبوع الماضي طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله اقتربت من المياه الاقتصادية الإسرائيلية، واتهم الحزب بإطلاقها صوب حقل الغاز "كاريش" في عرض البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف البيان أن عملية اعتراض المسيّرة تمت يوم 29 حزيران/يونيو الماضي، وأن عملية رصدها ومتابعتها بدأت منذ إطلاقها من لبنان نحو المياه الاقتصادية الإسرائيلية، وجرى إسقاطها على مسافة بعيدة من الحدود البحرية.

وأكد البيان أن المسيّرة لم تشكل أي تهديد أو خطر، وشدّد على أنها سقطت في المجال البحري اللبناني.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن يوم السبت الماضي اعتراضه 3 طائرات مسيّرة فوق المياه الاقتصادية الإسرائيلية بالقرب من منطقة الحدود مع لبنان، وقال إنها تابعة لحزب الله.

واتهم الجيش حزب الله بإطلاقها نحو حقل "كاريش"، مشيراً إلى أنه تم اعتراضها بواسطة طائرة حربية من طراز F-16 وسفينة صواريخ.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى لقناة التلفزة الإسرائيلية 12 إن إسرائيل لم تكن تعتزم الكشف عن اعتراض المسيّرة يوم 29 حزيران/يونيو، لكن الجيش الإسرائيلي قرر الكشف بعد تصعيد حزب الله محاولة استهداف "كاريش" بثلاث طائرات مسيّرة أُخرى يوم السبت الماضي.

موقع Ynet، 7/7/2022
مقتل ناشط سوري في غارة جوية منسوبة إلى إسرائيل في محافظة القنيطرة

أفادت قناة التلفزة "الميادين" أمس (الأربعاء) بأن ناشطاً سورياً قُتل في غارة جوية منسوبة إلى إسرائيل شنتها طائرة مسيّرة في محافظة القنيطرة في الجزء الجنوبي الغربي من البلد واستهدفت موقعاً بالقرب من منطقة الحدود الإسرائيلية.

وأشارت القناة إلى أن سكان المنطقة سمعوا دويّ انفجار غربي إحدى البلدات قبالة الشريط الفاصل عن هضبة الجولان، وتبيّن لاحقاً أن هناك إصابة جرّاء قصف إسرائيلي.

وقالت القناة إنه تم نقل المصاب لإسعافه غير أنه فارق الحياة متأثراً بالجروح التي أصيب بها بسبب القصف.

"يسرائيل هيوم"، 7/7/2022
إردان يطالب الأمم المتحدة بالعمل ضد مواقع لحزب الله بالقرب من منطقة الحدود مع إسرائيل تُستخدم كغطاء لنشاطات الحزب تحت ستار نشاطات بيئية

بعث السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد إردان الليلة قبل الماضية برسالة عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، وإلى السكرتير العام للأمم المتحدة، طالب فيها بالعمل بصورة فورية ضد مواقع لحزب الله أقيمت مؤخراً بالقرب من منطقة الحدود مع إسرائيل وتُستخدم كغطاء لنشاطات الحزب تحت ستار نشاطات بيئية.

وقال إردان في رسالته: "إن حزب الله يوسع نشاطه الإرهابي إلى داخل المنطقة التي تنشط فيها قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة [اليونيفيل]، من خلال إقامة بنية تحتية لمنظمة وهمية تسمى ’أخضر بلا حدود’ وتهدف إلى مراقبة الجنود الإسرائيليين وتخدم حزب الله في كل ما يتعلق بتخزين أسلحة وإخفاء أنفاق هجومية ونقاط لتركيز قوات عسكرية وغيرها".

وأرفق إردان البيان بصور لحاويات بالقرب من الحدود، ولنشاط المراقبة الذي تقوم به عناصر من حزب الله، وقال إن هذه الحاويات تُستخدم لنشاطات الحزب الاستخباراتية ضد إسرائيل، وأكد أن الواقع الجديد على الحدود يصعّد الوضع ويهدّد بإشعال المنطقة.

وشدد إردان على أن المسؤولية عن نشاطات حزب الله في لبنان تقع على عاتق الحكومة اللبنانية، ويتعيّن عليها القيام بخطوات فورية لوقف التعاظم العسكري لحزب الله. كما شدّد على أن الواقع الحالي لا يتيح لقوة اليونيفيل إمكان أداء مهماتها، وأنه في حال رغبت الأمم المتحدة في منع تصعيد الوضع، يجب عليها العمل بصورة فعالة.

"هآرتس"، 7/7/2022
مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال محاولة اعتقاله في جبع

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن شاباً فلسطينياً قُتل برصاص جنود الجيش خلال محاولة اعتقاله في قرية جبع في منطقة جنين صباح أمس (الأربعاء).

وأفادت مصادر فلسطينية بأن الشاب القتيل هو رفيق رياض غنّام (20 عاماً).

وشجبت وزارة الخارجية الفلسطينية حادثة القتل هذه، وقالت في بيان صادر عنها إن إسرائيل تستبق زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمزيد من عمليات القتل والتصعيد والعدوان.

من ناحية أُخرى أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت الليلة قبل الماضية 24 مطلوباً فلسطينياً في أنحاء مختلفة من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، 14 منهم من بلدة سلواد في منطقة رام الله.

الموقع الإخباري "عروتس 7" [قناة 7]، 6/7/2022 https://www.inn.co.il/
وزيرة الطاقة الإسرائيلية: بدء إنتاج الغاز الطبيعي من "كاريش" ضروري لاقتصاد الطاقة الإسرائيلي والعالمي

قامت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين إلهرار أمس (الثلاثاء) بزيارة إلى حقل الغاز "كاريش" في البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد أيام من اعتراض الجيش الإسرائيلي عدة طائرات مسيّرة تابعة لحزب الله تم إطلاقها صوب هذا الموقع البحري المتنازع عليه.

وقالت إلهرار في بيان صادر عنها عقب زيارتها، إن بدء إنتاج الغاز الطبيعي من ’كاريش’ والمتوقع في أيلول/سبتمبر المقبل ضروري لاقتصاد الطاقة الإسرائيلي والعالمي، مشيرةً إلى الاتفاق الأخير الذي وقّعته إسرائيل الشهر الماضي في القاهرة بالموافقة على تصدير الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي عبر مصر.

وأضافت أن حقل "كاريش" هو أحد الأرصدة الاقتصادية والاستراتيجية لدولة إسرائيل، وأن أي محاولة لتدمير المنصة الموجودة في المياه الاقتصادية لإسرائيل سيتم الردّ عليها من خلال مجموعة متنوعة من الأدوات.

وجاءت زيارة إلهرار في اليوم نفسه الذي عقد فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية الانتقالية يائير لبيد اجتماعاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، وكان موضوع النزاع البحري مع لبنان وحقل "كاريش" في رأس جدول أعمال الاجتماع، وأكد لبيد خلاله أن إسرائيل لن تدع نشاط حزب الله الأخير يمرّ من دون ردّ.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 7/7/2022
عن نتائج التحقيق بشأن الرصاصة التي تسببت بقتل شيرين أبو عاقلة، أميركا جاهزة لتفعل أي شيء كي تدافع عن ربيبتها إسرائيل
جدعون ليفي - محلل سياسي
  • تخيلوا للحظة أن إحدى صحافيات قناة التلفزة الإسرائيلية 12 قررت مغادرة مكانها المريح من أجل تغطية أحداث مرتبطة بالاحتلال، وخلال ذلك تجد نفسها في منطقة تبادُل إطلاق النار وتصاب برصاصة في عنقها، بين الخوذة والسترة الواقية، وتلقى مصرعها. فما الذي يحدث حينها؟ خلال فترة قصيرة جداً تقوم إسرائيل بالقبض على "الخلية" الفلسطينية. ولن يكون مهماً بالنسبة إلى إسرائيل مَن أطلق النار عليها، وستتم تصفية كل أعضاء الخلية، أو الحكم عليهم بالسجن المؤبد.
  • وبالتأكيد، لن يفكّر أحد في إجراء أي تحقيق. كما أن الولايات المتحدة لن تتدخل. فمن الواضح للجميع مَن قتل الصحافية الإسرائيلية. وستكتفي واشنطن بإدانة الفلسطينيين والمشاركة في أحزان الشعب في إسرائيل، وربما تقوم بفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية بسبب مقتل الصحافية.
  • سيكون واضحاً للجميع أيضاً أن الصحافية الإسرائيلية قُتلت لأنها يهودية، ولأنها صحافية. وسيتم تأكيد أن قاتليها تعمّدوا قتلها. وكل ولد في إسرائيل يفهم ذلك.
  • غير أن شيرين أبو عاقلة كانت مراسلة حربية فلسطينية، وهي شجاعة وذات إصرار أكبر من أي صحافية إسرائيلية، بل وأكثر منهن جميعاً، وقُتلت في جنين. وقد تنصلت إسرائيل من أي مسؤولية عن قتلها، كعادتها في مثل هذه الحالات. وعلى الرغم من أن كل التحقيقات التي أجريت حتى الآن توصلت إلى نتيجة واحدة، فحواها أن الجيش الإسرائيلي هو مَن أطلق النار عليها، فإن إسرائيل ما زالت تنكر هذه الحقيقة وتحاول طمسها.
  • وعندها جاءت عملية فحص الرصاصة، والتي جرت بحضور ضابط أميركي. وكانت النتيجة أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أنه لا يمكن الإقرار بشكل أكيد من قتل أبو عاقلة، لكن يمكن الافتراض بأن النار أُطلقت من جهة الجيش الإسرائيلي. وكان فحوى القرار الحاسم: "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن إطلاق النار كان متعمداً، وإنما حدث نتيجة ظروف مأساوية". إن الرصاصة المتشظية التي أُخرجت من رأس أبو عاقلة همست في أذن الولايات المتحدة أن مَن أطلق النار لم يفعل ذلك عمداً. وبناءً على ذلك، يمكن القول إن عملية الفحص التي جرت تعمدت مسبقاً تحديد النيات، وليس عملية القتل ذاتها.
  • لا أعتقد أن هناك تجنُّداً غير مهني لمصلحة الدعاية الإسرائيلية قامت به الولايات المتحدة أكثر من تجنُّدها هذا. وما يتبين الآن هو أنه عندما تصل الأمور إلى أميركا فإنها جاهزة لأن تفعل أي شيء كي تدافع عن ربيبتها [إسرائيل].
  • إن ما تقوله أميركا لإسرائيل في هذه الحادثة هو ما يلي: "استمري في قتل الصحافيين. من جهتنا، سنمرّ على ذلك مرور الكرام. ودائماً سنقول إنكم لم تقصدوا ذلك عمداً، وإن ظروفاً مأساوية تسببت بمقتل أبو عاقلة، وليس جنود ’دوفدفان’، وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي".
  • يبدو أيضاً أن الأميركيين لا يشاهدون قناة التلفزة الأميركية "سي. إن. إن" التي أظهر تحقيقها أن جذع الشجرة خلف المكان الذي قُتلت فيه أبو عاقلة أصيب بـ3 أو 4 رصاصات أُطلقت على حدة، وليس كصَلية. فهل يدل ذلك أيضاً على أنه لم يكن هناك نية لقتل الصحافية التي حاولت البحث عن مخبأ تحت الشجرة؟
  • يبدو أن الهدف الكامن وراء هذا المسلك الأميركي هو جعل الزيارة المرتقبة للرئيس جو بايدن تتسّم بقدر من الراحة واللياقة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا بد من القول إنه مع موت أبو عاقلة ماتت بقايا الثقة بأن تعرف الولايات المتحدة قول الحقيقة بشأن حليفتها. وبفضل الولايات المتحدة، سيكون في وسع إسرائيل الادعاء أنها لن تعرف قط مَن قتل شيرين أبو عاقلة. لكن يبدو أننا نعرف جيداً مَن قتلها، وهو يتجوّل بيننا بحُرية الآن.

 

"مباط عال"، العدد 1616، 5/7/2022
حزب الله يتحدى إسرائيل – حان الوقت لإعادة النظر في سياسة ضبط النفس
أودي ديكل - باحث في معهد دراسات الأمن القومي
  • ظهر يوم السبت 2 تموز/يوليو، أطلق حزب الله 3 مسيّرات فوق البحر المتوسط في اتجاه منصة التنقيب عن الغاز الطبيعي في حقل "كاريش" الموجود في المياه الاقتصادية الإسرائيلية المعترف بها دولياً. حلّقت المسيّرات على علو منخفض وببطء كي لا تكشفها الرادارات الإسرائيلية، لكن الجيش اعترضها بواسطة طائرة حربية وصواريخ باراك التي أُطلقت من سفن تابعة لسلاح البحر. وفي تقدير جهات أمنية إسرائيلية، لم تكن المسيّرات محملة بالسلاح، ولم تُسمع أصداء انفجارات مختلفة عند اعتراضها.
  • بفضل اكتشاف حقول الغاز البحرية قبل عقدين، بدأت إسرائيل في الأعوام الأخيرة بإنتاج كميات من الغاز تكفي الطلب المحلي، وأيضاً بدأت بتصدير الغاز إلى مصر والأردن، وقريباً إلى أوروبا. منصة التنقيب ترسو في حقل "كاريش" على مسافة عدة كيلومترات جنوبي المنطقة المتنازَع عليها بين لبنان وإسرائيل، بحسب خط ترسيم الحدود الاقتصادية البحرية بين الدولتين، وهي مسألة تجري محادثات بشأنها، بوساطة أميركية، بهدف التوصل إلى اتفاق على خط الحدود البحرية واستخدام الطرفين حقول الطاقة الموجودة تحت الماء.
  • على ما يبدو، كان هدف حزب الله تهديد إسرائيل من خلال إظهار قدرته على التسلل إلى منطقة المنصة، وحتى التهديد بشنّ هجوم مستقبلاً، وأيضاً عرض صور جوية كمادة دعائية للحزب. وللمزيد من التفاصيل، هذه هي أهداف حزب الله:
  • تقديم نفسه مدافعاً عن مصالح الدولة اللبنانية، وحريصاً على مستقبلها في مجال الطاقة.
  • أن يثبت أنه لا يخاف من إسرائيل، وأنه مستعد للدخول في مواجهة معها وإحراجها، من خلال إظهار قدرته على مهاجمة منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط.

ج- زيادة التوتر فيما يتعلق بالنزاع على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان وتقاسُم موارد الطاقة في البحر، وفي الوقت عينه، ردع الشركات الأجنبية عن التوظيف في مشاريع تخدم إسرائيل.

د- تحسين موقعه إزاء الولايات المتحدة في إطار مساعي وساطة الإدارة الأميركية، أو إحباط إمكانية التوصل إلى اتفاق - الحزب سيخسر، حينها، مميزاته الناجمة عن نقل النفط الإيراني إلى لبنان، عبر سورية، وتوزيعه.

  • يبدو أن الحزب انطلق من الافتراض بوجود احتمال ضئيل لردّ إسرائيلي في الوقت الراهن بسبب ضعف المنظومة السياسية في إسرائيل وتفضيلها ضبط النفس واستيعاب الحوادث التي تنطوي على إمكانية تصعيدية، وخصوصاً قبيل الزيارة المرتقبة لرئيس الولايات المتحدة جو بايدن إلى إسرائيل والسعودية.
  • يمكن التقدير أن مَن يقف وراء الكواليس في إطلاق المسيّرات هو إيران، كشريكة في الخطة. خلال الأعوام الأخيرة، وسّعت إيران بصورة كبيرة صناعتها للمسيّرات من أنواع مختلفة، بما فيها مسيّرات هجومية محملة بمواد ناسفة، ويمكن أن يصل مداها إلى مئات الكيلومترات. كما تحرص إيران على تزويد وكلائها في الشرق الأوسط بالمسيّرات: في سورية ولبنان واليمن والعراق، وحتى في قطاع غزة. وهكذا تتحول المسيّرات الهجومية إلى تهديد مركزي في شتى أنحاء الشرق الأوسط، من خلال استغلال صعوبة الكشف عنها ومعرفة الجهة التي تقف وراءها، والقيود في الكشف عن مسارها بسبب تحليقها على علو منخفض جداً، والتعامل معها كسلاح إرهابي يُستخدم تحت عتبة الحرب.
  • ... في الأعوام الأخيرة وظفت إيران موارد وجهوداً كبيرة في تزويد حلفائها، في الأساس العراق وسورية وحزب الله، بمنظومات دفاع جوي متطورة من إنتاج إيران... فزودت حزب الله في لبنان بمنظومة دفاع جوي إيرانية متنقلة يمكن تركيبها على شاحنة، وهو ما يعطيها قدرة على التنقل والاختفاء، وهي تحتوي أيضاً على أجهزة رادار وتعقُّب قصيرة المدى، وذلك بهدف تقليص حرية التحليق الإسرائيلي في الأجواء السورية واللبنانية. وبالفعل جرى الحديث في العام الماضي عن إطلاق صاروخ أرض - أرض في اتجاه الطائرات الإسرائيلية، أو في اتجاه قنابل أُطلقت من الجو ومرّت من فوق سهل البقاع.
  • ... زعيم حزب الله حسن نصر الله يرى أن استخدام المسيّرات ومنظومة الدفاع الجوي خلق نوعاً من توازُن استراتيجي في مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، زاد حزب الله، مؤخراً، في استخدامه المسيّرات والحوامات للتصوير من أجل أهداف دعائية ضد إسرائيل بصورة يومية تقريباً، ولمتابعة أعمال بناء العائق الأمني على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. قبل 3 أشهر تسللت مسيّرة صغيرة إلى عمق الأراضي الإسرائيلية. ولقد تباهى زعيم حزب الله في العام الماضي بأنه "منذ بدأنا بتشغيل منظومة الدفاع الجوي"، نجح الحزب في تقليص حرية العمل الجوي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية. في 5 نيسان/أبريل، أقرّ قائد سلاح الجو المنتهية ولايته اللواء عميكام نوركين في مقابلة معه بأن حرية التحرك الجوي الإسرائيلي في لبنان تقلصت فعلاً في العام الماضي.

خلاصة وتوصيات

  • التدخل الإيراني في الساحة الشمالية لإسرائيل جليّ وواضح: إسرائيل وإيران دخلتا في دينامية يمكن وصفها من خلال رسم بياني تصاعدي من الهجمات المتبادلة - محاولات اغتيال وهجمات سيبرانية شديدة الضرر للطرفين. بإيحاء من إيران، حزب الله يتحدى إسرائيل، ويفحص الخطوط الحمراء التي وضعتها كي يرسم مساحة تحرُّكه ضدها، لكن من دون التدهور إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق. نجاح حزب الله الكبير هو في إخراج لبنان من ساحة العمليات في إطار المعركة بين الحروب، التي تستخدمها إسرائيل ضد التمركز العسكري الإيراني ووكلاء إيران في سورية، وفي تقليص حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية.
  • درجة أُخرى تبرز في تحدي حزب الله لإسرائيل، هي التسلل بالمسيّرات إلى أراضيها (لدى الحزب مئات المسيّرات لجمع المعلومات الاستخباراتية، وأيضاً للهجوم)، وأيضاً في تشكيل تهديد مباشر لمواقع استراتيجية لإسرائيل في مياهها الإقليمية. وعلى الرغم من نجاح الجيش الإسرائيلي في الكشف واعتراض المسيّرات التي أطلقها حزب الله، فإن عدم وجود ردّ إسرائيلي على التسلل سيؤدي حتماً إلى حادث إضافي يمكن أن يقع في ظروف غير مريحة بالنسبة إلى إسرائيل. بالنسبة إلى إيران وحزب الله، يوجد إغراء كبير في مهاجمة منصات تنقيب إسرائيلية خارج المياه الإقليمية، بحجة أنها في منطقة تُعتبر موضع نزاع بين الدولتين. ولا يمكن استبعاد أن تحاول إيران وحزب الله في وقت قريب اختبار مدى صرامة الحكومة الانتقالية في إسرائيل، وفحص حيز ضبطها للنفس ومحاولتهما خلق فرصة لتغيير قواعد اللعبة في الساحة.
  • بناءً على ذلك، نوصي إسرائيل بأن تدرس تحويل الصراع الدائر في المجال الجوي إلى مهاجمة منظومة الدفاع الجوي التي حصل عليها حزب الله في لبنان. وذلك لتبليغ الحزب أن إسرائيل لن تتردد في خوض مواجهة، ولن تسمح له بتوسيع حدود وقوة المعركة التي يخوضها ضدها. لكن هذا ينطوي على خطر تصعيد بسبب حاجة حزب الله إلى الرد، ولأن نصر الله نفسه "لم يقل كلمته الأخيرة". لكن التوقيت الحالي مع الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان، والنقاش بين الدول الكبرى وإيران بشأن تجديد الاتفاق النووي، ليس ملائماً لتصعيد واسع النطاق، أو حرب بالنسبة إلى الحزب وإيران؛ لذلك، من المتوقع أن يحاول الحزب تقليص المواجهة إلى تبادُل ضربات محدودة في الزمن والقوة، من دون الانزلاق إلى معركة واسعة وطويلة.