مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
لبيد: إسرائيل سوف تستمر في الردّ بكل قوة على أي قذيفة صاروخية أو بالون حارق يتم إطلاقهما من قطاع غزة
رئيس الحكومة: زيارة بايدن تكللت بإنجازات سياسية وأمنية واقتصادية من شأنها تقوية دولة إسرائيل لأعوام مقبلة
كوخافي يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى المغرب لمناقشة موضوع تطوير التعاون العسكري بين البلدين
كوخافي: إعداد خيار عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني يُعدّ واجباً أخلاقياً وأمراً مهماً للأمن القومي الإسرائيلي
كبير مستشاري خامنئي: إيران لديها القدرة على إنتاج قنبلة نووية، لكنها لا تنوي القيام بذلك
تقرير: قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى يقوم بزيارة إلى إسرائيل لبحث التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج
مقالات وتحليلات
إسرائيل ضيعت فرصة زيارة بايدن للضغط على لبنان وحزب الله
هل يسعى حزب الله لحرب استنزاف مع إسرائيل؟
بايدن كما جاء ذهب، والفلسطينيون محبطون ويتطلعون مجدداً إلى الحرم القدسي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 18/7/2022
لبيد: إسرائيل سوف تستمر في الردّ بكل قوة على أي قذيفة صاروخية أو بالون حارق يتم إطلاقهما من قطاع غزة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد إن إسرائيل سوف تستمر في الردّ بكل قوة على أي قذيفة صاروخية أو بالون حارق يتم إطلاقهما من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وجاءت أقوال لبيد هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وذلك في إطار تطرُّقه إلى إطلاق 4 صواريخ من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية يوم السبت الماضي.

وقال لبيد: "جاء الرد في الليلة نفسها، إذ قام الجيش الإسرائيلي بشن هجمات على أهداف في غزة على جولتين وبقوة لم يكن الطرف الآخر على استعداد لمواجهتها. إن السياسة الحكومية هذه لم تتغير. سيأتي الرد سريعاً، وبكل القوة ومن دون تردّد، في حال أٌطلق في اتجاهنا أي بالون حارق أو أي قذيفة. وأهنئ الجيش الإسرائيلي على تنفيذ المهمة بقوة وبدقة. كما أننا نعانق أبناء المستوطنات على امتداد منطقة الحدود مع غزة، الذين باتوا ليلة الجمعة في الملاجئ".

 

"يديعوت أحرونوت"، 18/7/2022
رئيس الحكومة: زيارة بايدن تكللت بإنجازات سياسية وأمنية واقتصادية من شأنها تقوية دولة إسرائيل لأعوام مقبلة

كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد وصف الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط وزار خلالها كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية والسعودية، بأنها تاريخية.

وأضاف لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أن هذه الزيارة تكللت بإنجازات سياسية وأمنية واقتصادية من شأنها تقوية دولة إسرائيل لأعوام مقبلة، ابتداء من الرحلات الجوية المباشرة فوق السعودية، والتي ستوفر الكثير من المال والوقت للمواطنين الإسرائيليين، وصولاً إلى "إعلان القدس" الذي يضمن التفوق النوعي لنظام الدفاع الإسرائيلي.

وأشار رئيس الحكومة إلى أنه أوضح للرئيس الأميركي وطاقمه خلال الزيارة أن إسرائيل تعارض الاتفاق النووي وتحتفظ لنفسها بحرية العمل الكاملة السياسية والعملانية في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.

"يديعوت أحرونوت"، 18/7/2022
كوخافي يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى المغرب لمناقشة موضوع تطوير التعاون العسكري بين البلدين

من المتوقع أن يبدأ رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي اليوم (الاثنين) زيارة رسمية إلى المغرب تستمر 3 أيام، بحسب ما أعلن بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع الفائت.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن كوخافي سيناقش موضوع تطوير التعاون العسكري بين البلدين.

وكان بيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أشار في البداية إلى أن كوخافي سيزور دولة عربية لم يسبق أن زارها رئيس لهيئة الأركان العامة، من دون أن يسمي الدولة المقصودة بسبب اعتبارات وصفها بأنها أمنية، لكنه عاد لاحقاً وكشف أن الدولة المقصودة هي المغرب.

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن زيارة كوخافي هذه تأتي بعد عقد جلسة أمنية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، بمشاركة كبار المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، وذلك خلال جولته في منطقة منظومات الدفاع الجوية المتعددة الطبقات لاعتراض الصواريخ التي نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية في مطار بن غوريون استعداداً لتلك الزيارة.

 

موقع Ynet، 18/7/2022
كوخافي: إعداد خيار عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني يُعدّ واجباً أخلاقياً وأمراً مهماً للأمن القومي الإسرائيلي

قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن إعداد خيار عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني يُعدّ واجباً أخلاقياً وأمراً مهماً للغاية بالنسبة إلى الأمن القومي الإسرائيلي.

وأضاف كوخافي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال مشاركته في مراسم تعيين قيادة جديدة للجبهة الإسرائيلية الداخلية أقيمت مساء أمس (الأحد): "إن منع إيران من حيازة سلاح نووي من خلال الدبلوماسية هو الطريقة المفضلة، لكن التاريخ أثبت مرات عديدة أن الدبلوماسية يمكن أن تفشل أو تنجح لفترة محدودة من الزمن فقط".

وأكد كوخافي أن إعداد الجبهة الداخلية للحرب يُعتبر مهمة يجب تسريعها في الأعوام المقبلة، وخصوصاً في ظل احتمال الحاجة إلى العمل ضد التهديد النووي الإيراني. كما أكد أن الجيش الإسرائيلي يواصل الاستعداد للهجوم على إيران بصورة مكثفة، ويتعيّن عليه الاستعداد لأي تطور وأي سيناريو.

وأشار إلى أن الاستعدادات الإسرائيلية للقيام بعمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني تقف في صلب استعدادات الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي، وإلى أن تلك الاستعدادات تتضمن مجموعة متنوعة من الخطط العسكرية خُصِّص لها الكثير من الموارد، بما في ذلك التسلُّح بالأسلحة المناسبة، بالإضافة إلى التزود بالمعلومات الاستخباراتية والتدريب المستمر.

وكرّر كوخافي أن الجيش الإسرائيلي يوفر القدرة العسكرية لليوم الذي قد تسعى فيه القيادة السياسية في إسرائيل لاتخاذ قرار بهذا الشأن.

ووفقاً لكوخافي، فإن بناء القدرات العسكرية لمهاجمة إيران يتم في ظل سيناريوهين ماثلين هذه الأيام: الأول، عدم التوصل إلى تفاهمات تعيد إحياء الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 مع إيران. والثاني، التوصل إلى اتفاق نووي مماثل للاتفاق السابق، وهو ما يعني أنه اتفاق سيئ سيسمح لإيران بأن تصبح دولة نووية بعد وقت قصير من انتهاء صلاحية الاتفاق.

 

"يديعوت أحرونوت"، 18/7/2022
كبير مستشاري خامنئي: إيران لديها القدرة على إنتاج قنبلة نووية، لكنها لا تنوي القيام بذلك

قال كمال خرازي، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ورئيس المجلس الاستراتيجي للسياسة الخارجية، إن إيران لديها القدرة على إنتاج قنبلة نووية، لكنها لا تنوي القيام بذلك.

وأضاف خرازي في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة "الجزيرة" القطرية أمس (الأحد)، أنه في غضون عدة أيام قامت طهران بزيادة حجم تخصيب اليورانيوم من 20% إلى 60%، وستتمكن من زيادته بسهولة إلى 90%.

وقال خرازي إن "طهران ستردّ مباشرة على إسرائيل إن كان أمنها سيتعرض للخطر، ولقد أجرينا مؤخراً تدريبات واسعة تحاكي هجوماً في عمق إسرائيل، في حال تمت مهاجمة منشآتنا الحساسة من طرفها".

وبخصوص موضوع الاتفاق النووي، قال خرازي إن إيران تنتظر الضمانات الأميركية للحفاظ على الاتفاق، مشيراً إلى أن إيران لا تدير مفاوضات مع الدول الموقّعة للاتفاق بشأن برنامج الصواريخ الباليستية، أو بشأن سياستها الإقليمية.

واتهم خرازي الولايات المتحدة بأنها وراء جمود المباحثات النووية.

وتطرّق خرازي أيضاً إلى "قمة جدة" التي عُقدت في السعودية في نهاية الأسبوع الماضي وشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى زعماء مصر والعراق والأردن، فقال إن إيران تريد إجراء حوار إقليمي مع دول مهمة، مثل السعودية وتركيا ومصر ودول أُخرى.

ورحّب خرازي بالبيان المشترك الذي نُشر في ختام القمة التي طالبت خلالها الدول المشاركة إيران بأخذ دور فعال في مباحثات مباشرة بين الدول بهدف حل الخلافات السياسية والأمنية فيما بينها.

 

"معاريف"، 18/7/2022
تقرير: قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى يقوم بزيارة إلى إسرائيل لبحث التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج

قام قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى ["سينتكوم"] الجنرال مايكل كوريلا أمس (الأحد) بزيارة إلى إسرائيل، عقد خلالها عدة اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين لبحث ما وُصف بأنه تهديدات أمنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج الفارسي.

وعقد كوريلا اجتماعاً مع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس.

 وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع أن غانتس ناقش مع الجنرال الأميركي التعاون الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة في كل ما يتعلق بمنظومات الدفاع الصاروخية، والذي انعكس بصورة كبيرة خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف البيان أن غانتس أكد للجنرال الأميركي الدور الحيوي لـ"سينتكوم" في تعزيز التعاون في الشرق الأوسط والحفاظ على الاستقرار، وأوضح أن المباحثات ركّزت على التحديات الإقليمية مع التركيز على العدوانية الإيرانية وضرورة تعميق النشاطات مع جميع الشركاء.

وأشار بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إلى أن كوريلا عقد اجتماعاً مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي جرى خلاله التركيز على التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج، وضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

ونقل البيان عن كوخافي قوله: "تمثل المصالح المشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل ومواصلة التعامل مع التحديات الأمنية في الشرق الأوسط جزءاً أساسياً من التعاون الوثيق بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي. وفي إطار هذا التعاون نقوم بإنشاء خطة دفاع حديثة يُتوقع أن توفّر استجابة عملانية واسعة ودقيقة للتهديدات المختلفة والمتطورة في المنطقة".

كما نقل البيان عن كوريلا قوله إن هدف الزيارة هو "مناقشة أهمية إنشاء منظومة متكاملة للدفاع الجوي في مواجهة الصواريخ، وذلك إلى جانب ضرورة وأهمية التعاون الأمني الإقليمي. ومثلما قال الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي، وكما أكد وزير الدفاع لويد أوستن، يبقى التزام الولايات المتحدة تجاه أمن إسرائيل راسخاً، إذ يبقى الأمن الإقليمي الهدف الأسمى للقيادة الوسطى الأميركية وللجيش الإسرائيلي على حد سواء".

وأشار البيان إلى أن كوريلا أجرى حلقة نقاش مهنية لتلخيص المنتدى الاستراتيجي العملاني الذي عُقد الشهر الماضي بين كبار ضباط الجيش الإسرائيلي وكبار قادة القيادة الوسطى والهيئات المشتركة الأميركية.

كما قام الجنرال الأميركي بزيارة إلى وحدة منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "حيتس"، حيث تم استعراض نشاطات الدفاع الجوي المتعددة الأبعاد والطبقات للجيش الإسرائيلي. وزار "مركز إدارة الصور الباليستية" المسؤول عن إصدار تحذيرات للجبهة الداخلية.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 18/7/2022
إسرائيل ضيعت فرصة زيارة بايدن للضغط على لبنان وحزب الله
غيورا أيلاند - رئيس سابق لمجلس الأمن القومي
  • زيارة الرئيس جو بايدن إلى البلد لم تدفع قدماً بشيء. في المقابل، ضيعت إسرائيل فرصة الدفع قدماً بموضوع واحد: التهديد العسكري الأكثر أهمية الذي يواجهنا من جانب حزب الله. فقد طوّر الحزب قدرة هائلة، وهو مستعد لخوض حرب في أي لحظة. يدرك زعيم حزب الله حسن نصر الله أنه من أجل أن يحظى بشرعية لبنانية، لا يستطيع أن يعمل فقط من أجل مصالح إيرانية - وهو بحاجة إلى ذريعة لبنانية وطنية.
  • قبل خمسة أعوام، وجد حزب الله ذريعة سماها "سرقة إسرائيل مخزون الغاز من المياه الاقتصادية اللبنانية". في المقابل، تجري ببطء منذ عدة أعوام مفاوضات إسرائيلية – لبنانية على ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. الفجوة الحقيقية ضئيلة. ومن الواضح أنه من المجدي جداً للبنان التوصل إلى حدود متفق عليها، لأن هذا الأمر سيسمح له باستخراج الغاز الموجود بكميات كبيرة مقابل شواطئه. هذا الأمر لن يحدث، لأن حزب الله يمنع مثل هذا الاتفاق.
  • حزب الله يريد تقوية النزاع كي يُبقي في يده الذريعة "الوطنية" لشن حرب ضد إسرائيل. لكن حزب الله ليس تنظيماً "إرهابياً " فقط، بل هو أيضاً حركة سياسية - شعبية حساسة، اليوم أكثر من أي وقت آخر، لمكانتها الشعبية في لبنان.
  • يعيدنا هذا إلى زيارة بايدن. لقد كان من الممكن، لا بل كان يجب إقناع بايدن بالتوجه علناً إلى الرئيس اللبناني والشعب اللبناني، وأن يقول لهما: "الولايات المتحدة أجبرت إسرائيل على الموافقة على خط الحدود البحرية الذي اقترحه لبنان، وأنتظر الآن من الحكومة اللبنانية أن توقّع مع إسرائيل على هذا الخط. إذا فعلتم ذلك، في إمكانكم البدء باستخراج الغاز، بما فيه مصلحة المواطنين اللبنانيين. أكثر من ذلك، أنا الرئيس الأميركي سأطلب من شركات أميركية القيام بالتنقيب من أجلكم. لكن إذا رفضتم، فسأمنع عنكم أي مساعدة من الغرب (بما في ذلك صندوق النقد الدولي)".
  • كلام علني كهذا من جانب الرئيس الأميركي، الذي يتعهد بازدهار، من جهة، وأزمة اقتصادية من جهة ثانية - كان سيجبر حزب الله على وقف تهديداته للحكومة اللبنانية. كما كان سيؤدي إلى ترسيم متفق عليه للحدود البحرية، وسيسحب من تحت أقدام نصر الله البساط الفارسي الذي ينسجه منذ أعوام.
  • صحيح أن نصر الله لا يريد حرباً الآن، لكنه رجل يحب اللعب بالنار. وهو لم يكن يرغب في حرب 2006، لكنه أشعلها على الرغم من ذلك. في رأيي، كان من السهل إقناع بايدن بالقيام بمثل هذا التصريح، ليس فقط لأنه ينسجم مع المصلحة الأميركية، بل أيضاً ينسجم مع المصلحة السعودية التي ذهب لزيارتها. علاوة على ذلك، أي ضربة لحزب الله هي ضربة لإيران، وإذا كان من الممكن تحقيق ذلك من دون أن نطلق رصاصة واحدة، فإن الأمر يستحق ذلك.
  • هناك 3 مقاربات مختلفة بشأن الاجتماعات الرفيعة المستوى مع زعماء أجانب: الأولى، البقاء في المنطقة المريحة والحديث فقط عن "القيم المشتركة". المقاربة الثانية هي تلاوة المواقف الإسرائيلية المعروفة، وحينها، الطرف الثاني يتلو مواقفه (الاتفاق النووي مع إيران والموضوع الفلسطيني) من دون تحقيق أي إنجاز. المقاربة الثالثة والصحيحة، تحديد نتائج ملموسة مطلوبة وممكنة التحقيق، والسعي لتحقيقها من خلال عرض معمق والتخلي عن الكلام الذي لا لزوم له بشأن المقاربتين السابقتين. وهذا مع الأسف لم يحدث في الموضوع اللبناني.

 

"هآرتس" 17/7/2022
هل يسعى حزب الله لحرب استنزاف مع إسرائيل؟
دنيال سوبلمان - أكاديمي إسرائيلي وباحث في جامعة هارفارد
  • بعد 16 عاماً على اندلاع حرب لبنان الثانية، إسرائيل وحزب الله يقفان في النقطة الأكثر حساسية منذ سنة 2006. التوتر الحالي بين الطرفين يدور حول الخلاف على الحدود البحرية الاقتصادية، ونية إسرائيل البدء باستخراج الغاز الطبيعي من حقل "كاريش"، المتنازَع عليه بين إسرائيل ولبنان. وتقدم الخطة الإسرائيلية في لبنان كمحاولة لسرقة الحقوق الاقتصادية لهذه الدولة التي تعاني من أصعب وضع اقتصادي شهدته في تاريخها.
  • منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 14 آب/أغسطس 2006، تُدار العلاقات بين الطرفين في إطار "قواعد اللعبة" والردع المتبادل. إلّا إن الطرفين يعيشان أزمة متصاعدة في الآونة الأخيرة، تنطوي على خطر انزلاق حقيقي إلى مواجهة. ففي 5 حزيران/يونيو، رست منصة الغاز التابعة للشركة اليونانية "إنرجيان" في النقطة الخاصة بها بالقرب من حقل "كاريش"، وبعد 4 أيام، صرّح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن حزبه "لن يقف مكتوف الأيدي من دون أي يفعل شيئاً" أمام "سلب المورد الوحيد والأمل الوحيد للشعب اللبناني". كما طالب بإيقاف جميع التحضيرات لاستخراج الغاز، الذي من المتوقع أن يبدأ في أيلول/سبتمبر. وحذر من أن لدى حزبه القدرة على وقف استخراج الغاز، وأن "جميع الخيارات مطروحة، من دون تردد". وفي نهاية حزيران/يونيو، أطلق حزب الله طائرات مسيّرات باتجاه المنصة، في إشارة إلى خطوات عملية أولية.
  • أعلن نصر الله في 13 تموز/يوليو خطوة جدية إضافية، وصرّح بأن حزبه ينوي التصعيد، بالتدريج، في الأسابيع المقبلة، بهدف فرض حل دبلوماسي يضمن حقوق لبنان، أو يوقف الخطوات الإسرائيلية، ولو كان الثمن حرباً. والنزاع الحالي يحمل طابعاً تصعيدياً هو مزيج من تهديد موثوق فيه، ووقت ضاغط، وخطر لتبادل الضربات التي من الممكن أن تخرج عن السيطرة. وهذا كله يحدث في الجبهة البحرية حيث الطرفين غير معتادين على ذلك. فحزب الله، الذي بدأ يتسلق سلّم التصعيد، يطرح الموضوع بمصطلحات مصيرية. ونصر الله الذي يرى في أزمة الطاقة العالمية فرصة للبنان، فهم أنه في حال بدأ استخراج الغاز في أيلول/ سبتمبر، سيبقى لبنان من دون قدرة على المساومة.
  • من الممكن في الفترة المقبلة أن يفضل حزب الله الدفع بإسرائيل إلى حرب استنزاف، بهدف عرقلة، أو تأخير، أو منع تشغيل المنصة، من دون الانجرار إلى مواجهة واسعة. وبهذا، يتحول حقل "كاريش" إلى شبيه بحري بمستوطنات غلاف غزة. وفعلاً، هناك أوجه شبه بين الحالتين. وللتذكير، محاولات إسرائيل الدفع بالفصائل الفلسطينية إلى ترك مستوطنات الغلاف أدت، منذ منتصف سنة 2018، إلى عدة جولات عسكرية اقتصرت على مستوطنات غلاف غزة لكنها أحياناً انزلقت جنوباً حتى 40 كيلومتراً من القطاع وهددت بالانزلاق إلى غوش عتسيون. وعندما وقفت إسرائيل أمام خيارين، إما حرب استنزاف ثابتة في غلاف غزة، وإما استخدام القوة، وصولاً إلى حملة عسكرية، اختارت إمكان تقديم بادرات وتنازلات اقتصادية جدية لـ"حماس" وقطاع غزة. من جانبها، "حماس" اختارت استغلال الجولات التصعيدية بهدف عرض قدراتها الصاروخية.
  • على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان، أنها ستكون قريباً أمام تحدٍّ شبيه، ولو كان أخطر بكثير، في الشمال. فكما أمِلت "حماس" كسر الوضع القائم من دون الانجرار إلى تدهور شامل، يطمح نصر الله اليوم إلى أن يفرض على إسرائيل تغيير سياستها من دون الانجرار إلى حرب. لكن إذا أردنا الحكم استناداً إلى تصريحاته العلنية، فإن عدم وجود الرغبة لديه في إشعال الحرب، لن يمنعه من المخاطرة باحتكاك. فكما شرح في خطابه الأخير، فهو يفضل الحرب على استمرار الاتجاه الحالي. والمرة الأخيرة التي كان لدى قيادات حزب الله هذا النمط من التفكير، كان هذا قبل اندلاع حرب لبنان الثانية، حينها، كان الحزب يواجه محاولة دولية لنزع سلاحه.
  • منذ سنة 2006 سُجلت عدة مناوشات ما بين إسرائيل وحزب الله حول "قواعد اللعبة" المسموح بها، ووصل الطرفان إلى تفاهمات تستند إلى معايير معينة تعتبر كـ"مقبولة"، وبينها استثناء لبنان من المعركة بين الحروب. فمثلاً، اكتفى حزب الله بردود محدودة رداً على اغتيال رجاله في سورية، الهدف منها الحفاظ على "قواعد اللعبة". والآن، يحذّر حزب الله من أن المسيّرات التي أطلقها باتجاه منصة الغاز، حيث أسقطها الجيش الإسرائيلي، لم تكن إلا "بداية متواضعة" لخطة، الهدف منها زعزعة الوضع الاقتصادي القائم، ولو كان الثمن حرباً.
  • يبدو أن حزب الله يؤشر إلى نيته المخاطرة بحرب شاملة بهدف ردع إسرائيل عن تخطّي سقف معين. لكن يبدو أن الحزب يعتقد أن التهديد بمواجهة سيعود عليه بإنجازات استراتيجية. نصر الله يتحدث للمرة الأولى، علناً، عن حرب ضرورية لخدمة أهداف سياسية، بينما يهدد بعرقلة تزويد أوروبا بالطاقة، ليس أقل من ذلك.
  • وأبعد من دلالات مثل هذه المواجهة في السياق الإسرائيلي - اللبناني، يجب الأخذ بعين الاعتبار التغييرات في الواقع الإقليمي الجيو - سياسي. فإن كان نصر الله شرح في كانون الثاني/يناير 2000 أنه سيعمل على محاربة التطبيع في حال توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية ولبنان، فإنه اليوم رأس حربة في "محور المقاومة" - معسكر إقليمي يحاول إقامة حلف ضد - الغرب. هذا المعسكر الذي تشكل إيران القوة المركزية فيه، يضم سورية وحزب الله وقطاع غزة وميليشيات في العراق، بالإضافة إلى الحوثيين في اليمن. لذلك، سيكون للمواجهة المحتملة تداعيات على المنافسة الاستراتيجية بين إسرائيل وبين محور "المقاومة" برمته.
  • المرات التي التزم فيها نصر الله القيام بعملية عسكرية خلال العقود الثلاثة التي تزعم فيها الحزب قليلة ومعدودة. في 25 نيسان/أبريل 2006، توجه نصر الله إلى سمير القنطار، الذي كان أسيراً في السجون الإسرائيلية، وقال: أنا أشدد أمامك على أننا سنلتقي في وقت قريب جداً جداً جداً... ستعود بفضل بندقية المقاومة، دم المقاومة، وعملية من عمليات المقاومة". حينها، كان الاهتمام بأقواله قليلاً في إسرائيل، ومغزى تهديده لم يفهم جيداً. بعد شهرين ونصف، اندلعت حرب لبنان الثانية، التي كلّفت حزب الله أثماناً باهظة، لكنها رسخت مكانته كتنظيم عسكري، وساعدت في تحوُّله إلى لاعب إقليمي. يوم السبت أعلن مسؤول كبير في حزب الله، محمد رعد: لا نريد الحرب... لكن في الأيام المقبلة سترون قوتنا".
  • إذا كان الطرفان فعلاً في بداية مرحلة جديدة، فمن المفضل أن يضع متخذو القرارات في إسرائيل أهدافاً استراتيجية واقعية تأخذ بعين الاعتبار أنه كما حدث في قطاع غزة، يمكن أن تجد إسرائيل نفسها مقابل حزب الله أيضاً أمام خيارات "استنزاف" محدود، أو اشتباك عسكري يمكن أن ينعكس على المنطقة برمتها.

 

"يديعوت أحرونوت"، 15/7/2022
بايدن كما جاء ذهب، والفلسطينيون محبطون ويتطلعون مجدداً إلى الحرم القدسي
ميخائيل ميليشتاين - رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في مركز دايان في جامعة تل أبيب وباحث في معهد السياسات والاستراتيجيا في جامعة ريخمان
  • كان من الصعب على الفلسطينيين أن يشعروا بالإحباط من زيارة بايدن، نظراً إلى كونهم لم يعلقوا آمالاً خاصة عليها. قبل عدة أسابيع من الزيارة، كان واضحاً أن مركز اهتمام الزيارة هو السعودية، وأن الغرض منها الدفع قدماً بمصالح قومية أميركية، وعلى رأسها النفط. هذا الإدراك يزيد في الإحباط الذي يعانيه الفلسطينيون في الأعوام الأخيرة جرّاء تقويض المعادلة التاريخية القائلة إنه لن يكون هناك سلام إقليمي من دون التوصل إلى حل لجميع موضوعاتهم. تحقيق موافقة سعودية على مرور الطائرات الإسرائيلية في أجواء المملكة شكّل، بالنسبة إلى الفلسطينيين، مسماراً في نعش المعادلة القديمة الذي بدأ منذ توقيع اتفاقات أبراهام.
  • زيارة بايدن غير المسبوقة إلى القدس الشرقية وذكره وفاة الصحافية شيرين أبو عاقلة ورؤيا الدولتين في خطابه، لم ينجحا في إثارة رضى الفلسطينيين. بالنسبة إليهم، الزيارة أدت في الأساس إلى تحقيق إنجازات إسرائيلية، وفي مقدمتها "إعلان القدس"، ولم تترافق مع اختراق على طريق مفاوضات سياسية، ولم تؤدّ إلى إنجازات مهمة بالنسبة إلى السلطة، باستثناء تقديم مساعدة مالية أميركية إلى مستشفيات القدس الشرقية.
  • هناك إنجاز رمزي، تحديداً من جهة دولة الإمارات التي وافقت مسبقاً عشية الزيارة على تحويل مساعدة مالية إلى مستشفيات في القدس الشرقية، الأمر الذي حظي بثناء من جهة السلطة التي تحاول من وقت إلى آخر التصالح مع حكام الإمارات، الغاضبين على الفساد المستشري في السلطة، والذي وصل إلى أموال المساعدة التي تقدمها أبو ظبي، وأيضاً بسبب دعمهم لمحمد دحلان (عدو) أبو مازن. الآن، يبرز أمل ضئيل في رام الله في توسيع المساعدة الاقتصادية التي يقدمها الإماراتيون والسعوديون الذين، حتى الآن، لم يكونوا أسخياء مع الفلسطينيين.
  • بالنسبة إلى فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، أو رفع منظمة التحرير عن لائحة الإرهاب، علِم الفلسطينيون مسبقاً بأن ليس هناك فرصة لتحقيق هذين الهدفين في الوقت الراهن. فالإدارة الأميركية مشغولة بمسائل أُخرى أكثر أهمية، من جهة، ومن جهة أُخرى، هي حريصة على عدم اتخاذ خطوات تؤثر في الساحة السياسية الإسرائيلية عشية الانتخابات.
  • مع نهاية الزيارة، يعود الفلسطينيون إلى التركيز على مسألتين مركزيتين ستصوغان الواقع، في رأيهم: الانتخابات في إسرائيل، وفترة الأعياد التي، في تقدير كثيرين في السلطة، من المتوقع أن يرتفع خلالها مستوى التوتر فيما يتعلق بالحرم القدسي. في ضوء ذلك، تواصل "حماس" طوال الوقت تأجيج الأجواء في موضوع الحرم وتأجيج المشاعر في الضفة الغربية. يجري هذا ضمن إطار سياسة "التمايز" التي فرضتها "حماس" على إسرائيل في العام الماضي، والتي بموجبها تحافظ على الهدوء في غزة مقابل الحصول على إنجازات مدنية مهمة من إسرائيل، لكنها تشعر بأنها حرة في تشجيع "الإرهاب" والتحريض في كل ساحة أُخرى غير القطاع.
  • مع مغادرة بايدن، المطلوب من إسرائيل الامتناع من التباهي أكثر من اللزوم بالإنجاز الذي تحقق إزاء السعودية، وأن تعترف بأن ضمان الأمن القومي يفرض عليها معالجة عميقة للموضوع الفلسطيني، الذي يحب الكثير من زعماء الدولة إهماله والاعتقاد أنهم وجدوا صيغة لتحقيق نجاحات إقليمية من خلال "تجفيف الفلسطينيين".
  • إن مسألة مستقبل إسرائيل والفلسطينيين يجب أن تكون موضوعاً مركزياً في خطاب الانتخابات المنتظرة، ومن الجوهري أن يطلب الجمهور من مجمل المرشحين توضيح رؤيتهم إزاء هذا الموضوع الذي لا تقل أهميته الاستراتيجية عن أهمية القضية الإيرانية.