مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
السعودية تقرر فتح مجالها الجوي أمام طائرات جميع الشركات بما في ذلك الشركات الإسرائيلية
بايدن ولبيد وقّعا "إعلان القدس" الذي يؤكد أن الولايات المتحدة ملتزمة إلى الأبد عدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي
نتنياهو يؤكد لبايدن أن العقوبات الاقتصادية والمنظومات الدفاعية في مواجهة إيران غير كافية
لبيد وبايدن شاركا في لقاء بشأن الأمن الغذائي والمناخ بمشاركة رئيس الإمارات ورئيس الحكومة الهندية
مقالات وتحليلات
الفلسطينيون دائماً يأتون في آخر الصف
شيرين أبو عاقلة تحولت إلى رمز خلال زيارة جو بايدن إلى بيت لحم
بايدن يريد نفطاً أرخص؛ إسرائيل جزء من خطته للخروج من الأزمة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 15/7/2022
السعودية تقرر فتح مجالها الجوي أمام طائرات جميع الشركات بما في ذلك الشركات الإسرائيلية

أعلن بيان صادر عن سلطة الطيران المدني في المملكة السعودية أن المملكة قررت فتح مجالها الجوي أمام طائرات جميع الشركات، بما في ذلك الشركات الإسرائيلية.

ولم يُشر البيان، الذي صدر باللغتين العربية والإنكليزية، إلى اسم إسرائيل، ولكن مجرد أن ورد فيه أن كل شركة تستوفي الشروط يمكنها التحليق فوق السعودية يعني أنه يشمل الشركات الإسرائيلية أيضاً.

ويعني القرار، الذي نُشر عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرياض، تقصير مدة الرحلات بين إسرائيل والشرق الأقصى وتخفيض تكلفتها.

وأشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بهذه الخطوة السعودية، وقال إنها تمهد الطريق إلى شرق أوسط أكثر استقراراً وأمناً، وأكد أن هذا مهم للغاية لأمن الولايات المتحدة وإسرائيل وازدهارهما.

"يديعوت أحرونوت"، 15/7/2022
بايدن ولبيد وقّعا "إعلان القدس" الذي يؤكد أن الولايات المتحدة ملتزمة إلى الأبد عدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي

وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، خلال مؤتمر صحافي مشترك عُقد في فندق "ولدورف أستوريا" في القدس أمس (الخميس)، وثيقة مشتركة بشأن العلاقات بين الدولتين تحمل اسم "إعلان القدس".

وجاء في الإعلان أن الولايات المتحدة ملتزمة إلى الأبد عدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي، وأنها على استعداد لاستخدام جميع عناصر قوتها القومية من أجل ضمان هذه النتيجة.

كما تعهدت الولايات المتحدة من خلال الإعلان العمل مع دول أُخرى من أجل مواجهة العدوانية والنشاطات التي تقوّض الاستقرار من جانب إيران، سواء تلك التي تقوم بها بصورة مباشرة، أو بواسطة أذرع ومنظمات إرهابية، مثل حزب الله و"حماس" والجهاد الإسلامي الفلسطيني.

وتطرّق الإعلان إلى النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، فأشار إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتعهدان مواصلة البحث في التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية– الفلسطينية، وأن الدولتين تنددان بالعمليات الفلسطينية المسلحة الأخيرة.

وأضاف أن الرئيس بايدن يؤكد مجدداً تأييده الطويل والمتواصل لحل الدولتين والدفع قدماً بواقع يكون في إمكان الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء الاستفادة فيه بقدر متساوٍ من الأمن والحرية والتطور. ولفت إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وجهات إقليمية ذات مصلحة لتحقيق هذا الهدف.

وأكد الإعلان أن لدى الولايات المتحدة وإسرائيل التزاماً مشتركاً حيال مبادرات تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتحسين جودة حياة الفلسطينيين.

وتعهدت الولايات المتحدة زيادة المساعدات لإسرائيل في كل ما يتعلق بمجال الدفاع من الصواريخ، بما يتجاوز الدعم الحالي، في حال نشوء ظروف استثنائية.

وشدّد "إعلان القدس" على أن العلاقات بين الدولتين غير قابلة للتقويض، وعلى أن الولايات المتحدة تكرر التزامها الصلب، الحفاظ على قدرات إسرائيل وتعزيزها، من أجل ردع أعدائها والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مجموعة تهديدات.

كما أعلن البيان أن الجانبين متفقان على محاربة معاداة السامية ومحاولات مقاطعة إسرائيل ومحاولة نفي حقها في الدفاع عن نفسها، أو التمييز ضدها بصورة غير نزيهة في أي هيئة، بما في ذلك الأمم المتحدة، أو المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف أن الجانبين يعارضان حركة BDS التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها.

وعبّر الجانبان عن قلقهما من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأكدا التزامهما سيادة الأراضي الأوكرانية وسلامتها وأهمية تقديم المساعدات إليها.

وجاء في الإعلان أيضاً أن الجانبين سيتعاونان في المجالات التكنولوجية، وفي مجال الاستعداد لمواجهة الأوبئة وتغيير المناخ والذكاء الاصطناعي. كما اتفقا على الاستمرار في الدفع قدماً بالإجراءات التي تؤدي إلى إعفاء المواطنين الإسرائيليين من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة.

وأكد رئيس الحكومة لبيد خلال المؤتمر الصحافي أن الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا، وتعاظُم قوة التهديد النووي الإيراني وتهديدات الإرهاب في أنحاء العالم، كلها أمور أعادت إلى أذهان الجميع أنه من أجل الدفاع عن الحرية ينبغي أحياناً ممارسة القوة.

كما جرى التطرّق في المؤتمر الصحافي إلى الملف النووي الإيراني، فقال الرئيس بايدن إنه مقتنع بأن الدبلوماسية هي الحل الأفضل للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، إلاّ إن لبيد ردّ عليه، قائلاً إن الكلمات والدبلوماسية لن توقف إيران، والأمر الوحيد الذي سيوقفها هو في حال علمها بأن استمرار تطوير برنامجها النووي سيجعل العالم الحرّ يمارس القوة، وشدّد على أنه بناءً على ذلك، ينبغي وضع تهديد عسكري موثوق به على الطاولة.

ولمّح لبيد إلى أن البديل من الدبلوماسية مع إيران هو إقامة حلف مؤلف من دول معتدلة، مشيراً إلى أن زيارة بايدن إلى السعودية مهمة لأمن إسرائيل ومستقبل التطور في الشرق الأوسط.

"يسرائيل هيوم"، 15/7/2022
نتنياهو يؤكد لبايدن أن العقوبات الاقتصادية والمنظومات الدفاعية في مواجهة إيران غير كافية

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق وزعيم المعارضة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو أن العقوبات الاقتصادية والمنظومات الدفاعية في مواجهة إيران غير كافية.

وجاء تأكيد نتنياهو هذا خلال الاجتماع الذي عقده مع الرئيس الأميركي جو بايدن أمس (الخميس) في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ في القدس، وشدّد فيه أيضاً على ضرورة التلويح، بجدية وصدقية، بخيار عسكري هجومي من أجل ردع إيران.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع، إنه أوضح للرئيس الأميركي أنه من دون خيار عسكري هجومي لن يُكتب النجاح لجهود ردع إيران وإحباط نشاطاتها العدوانية، وأشار إلى أنه يعارض توقيع اتفاق نووي مع إيران.

وأضاف نتنياهو أنه مع اتفاق نووي مع إيران أو من دونه، يجب الحفاظ على طرح خيار عسكري هجومي لوقف إيران، وإذا لم يتم ردعها، فعلينا تفعيل هذا الخيار العسكري الهجومي.

 وقال نتنياهو إن اجتماعه ببايدن تم في أجواء دافئة وإيجابية.

من ناحية أُخرى، أقيمت في مقر إقامة رئيس الدولة الإسرائيلية بعد ظهر أمس مراسم احتفالية قلّد فيها هرتسوغ بايدن وسام الصداقة الإسرائيلي الأرفع.

وقال الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع هرتسوغ: "لدي حبّ عميق لإسرائيل. وما دامت الولايات المتحدة موجودة، فلن تكون إسرائيل وحيدة أبداً، كما أن التزام الولايات المتحدة أمن إسرائيل سيبقى قائماً. إن حصولي على أرفع وسام للصداقة هو أحد أعظم لحظات الشرف في مسيرتي".

بدوره، هرتسوغ قال خلال المؤتمر الصحافي، موجهاً كلامه إلى بايدن: "إن دعمكم المستمر للشراكة الإسرائيلية الأميركية ظلّ قوياً على مرّ الأعوام، وهو مهم للغاية لدولنا والشرق الأوسط وللاستقرار العالمي. وأنا أعتز بالموقف الأخلاقي الواضح لإدارتك ضد معاداة السامية ونزع الشرعية عن إسرائيل في جميع أنحاء العالم".

"يديعوت أحرونوت"، 15/7/2022
لبيد وبايدن شاركا في لقاء بشأن الأمن الغذائي والمناخ بمشاركة رئيس الإمارات ورئيس الحكومة الهندية

في إثر الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد والرئيس الأميركي جو بايدن في القدس أمس (الخميس)، شارك كلاهما في افتتاح لقاء بشأن الأمن الغذائي والمناخ، شارك فيه أيضاً، عن بُعد، كل من رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد ورئيس الحكومة الهندية نريندرا مودي.

وجاء في بيان صادر عن الزعماء الأربعة أن الإمارات سوف تستثمر ملياري دولار في تطوير مجمعات غذائية في الهند.

وأشار البيان أيضاً إلى أن الأطراف المشتركة في اللقاء تؤكد من جديد دعمها لـ"اتفاقيات أبراهام" وغيرها من اتفاقيات السلام، وإقامة علاقات تطبيع مع إسرائيل، وتعتبر أن هذه الاتفاقيات أتاحت فرصاً اقتصادية تشمل تعزيز التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتزمان العمل مع الإمارات والهند من أجل تسليط الضوء على فرص القطاع الخاص، وأن الأطراف الأربعة تسعى لتجنيد رأس مال القطاع الخاص وخبراته من أجل تحديث البنية التحتية وتعزيز مسارات التنمية المنخفضة الكربون لصناعاتها.

وأوضح البيان أن الأطراف الأربعة ناقشت طرقاً مبتكرة لضمان إنتاج أغذية أطول أجلاً وأكثر تنوعاً، ورحّب بقدرة إسرائيل على العمل كمركز يربط بين شركاء جدد وبين نصفي الكرة الأرضية للتصدي بشكل استراتيجي للتحديات.

في سياق متصل، قال بيان صادر عن البيت الأبيض إن مبادرات هذه المجموعة ستركز بصورة خاصة على الأمن الغذائي والطاقة النظيفة، وأوضح أن دولة الإمارات ستستثمر ملياري دولار في قطاع الأمن الغذائي لتطوير سلسلة من المجمعات الغذائية المتكاملة في جميع أنحاء الهند، وستوفر الهند، من جهتها، الأرضية المناسبة لهذا المشروع، وستسهل اندماج المزارعين في حدائق الطعام. وستتم دعوة القطاعين الخاصين في الولايات المتحدة وإسرائيل لتقديم خبراتهما وطرح حلول مبتكرة تساهم في الاستدامة الشاملة للمشروع.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة لبيد قال في افتتاح اللقاء إن هذه المجموعة التي تُعرف باسم I2U2 وُلدت خلال مشاركته في مأدبة عشاء أقيمت في منزل سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن قبل عدة أشهر. وأضاف: "جلسنا آنذاك حول الطاولة وتحدثنا عن أنه بعد أن نسيطر على وباء كورونا، فإن مَن يحاول العودة إلى ما كان سائداً سيفشل، ومَن يدرك أننا نعيش في عالم جديد مع تحديات جديدة سينجح ويزدهر".

وأضاف لبيد: "منذ نشوب الحرب في أوكرانيا اضطر كل واحد منا إلى مواجهة الأزمة في المستوى المحلي، نظراً إلى أن تأثيرها في غلاء المعيشة كان فورياً ودراماتيكياً. لكن الحلول الحقيقية ستأتي فقط من خلال تعاون بين دول تتمكن من وضع العقل والخبرة والموارد في خدمة الجميع. إن هذه المجموعة ليست خيرية، بل تسعى لتغيير العالم نحو الأفضل، وتحرص على أن تكون السوق الخاصة شريكة كاملة في المبادرة".

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 15/7/2022
الفلسطينيون دائماً يأتون في آخر الصف
افتتاحية
  • من المنتظر أن يزور الرئيس جو بايدن اليوم مستشفى أوغوسطا فيكتوريا في القدس الشرقية، وبعدها سيزور بيت لحم، وهناك سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. هذا جيد وجميل، نظراً إلى العلاقات المتكدرة التي سادت علاقة الزعامة الفلسطينية بإدارة دونالد ترامب. الفلسطينيون، مثلهم مثل الإسرائيليين، لا يتوقعون سماع رؤيا سياسية لها علاقة، ولو بصورة غير مباشرة، بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، الذي يسمى في الأعوام الأخيرة "القضية الفلسطينية"، كأنه لا يوجد هنا نزاع بين طرفين، بل هي مشكلة طرف واحد فقط.
  • هذه المرة مجدداً سيتعين على الفلسطينيين وضع أحلامهم بالدولة المستقلة وأملهم الضعيف باستئناف المفاوضات الدبلوماسية على الرف، والاكتفاء ببضع بادرات حسن نية، أغلبيتها اقتصادية، بما في ذلك الموافقة على نشر شبكة G4 للخليوي في الضفة، وإقامة وجود فلسطيني رمزي على معبر ألنبي، وتقديم تسهيلات لسفر الفلسطينيين إلى الخارج من مطار رامون. بناءً على ذلك، ليس من المفاجىء ألا يتفق الفلسطينيون والأميركيون على صيغة بيان مشترك. فماذا يمكن أن يقولوا فيها؟
  • صحيح أن بايدن أعرب، ظاهرياً، عن "التزامه العميق بحل الدولتين"، وادّعى أن "حل الدولتين لا يزال هو السبيل الأفضل لضمان الحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين". لكن في رام الله وفي إسرائيل سمعوا جيداً التحفظات التي تلت ذلك عندما أضاف الرئيس الأميركي أنه "لا يرى حلاً في المدى القريب". بكلمات أُخرى، نعم لحل الدولتين، لكن فقط في المستقبل. السلام، لكن ليس الآن.
  • الذرائع كثيرة، مثل الجمود في الوضع السياسي في إسرائيل، معسكر السلام الضعيف ويائير لبيد مجرد رئيس حكومة تصريف أعمال في ائتلاف تغييري ملتزم المحافظة على الوضع القائم. ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ تدور الآن حرب في أوروبا، والعالم لم يتعافَ بعد من الكورونا، وترامب لا يزال وراء بايدن الذي وضعه الداخلي ليس بسيطاً.
  • لكن على الرغم من ذلك، فإن الظروف الاستثنائية تخلق تحالفات جديدة في العالم العربي: فمن المتوقع أن يصل الرئيس بايدن إلى السعودية بعد ظهر الغد، في رحلة مباشرة وغير مسبوقة من إسرائيل، حيث سيحاول توسيع دائرة التطبيع في المنطقة - لكن الفلسطينيين دائماً يُدفعون إلى آخر الصف. وثمن هذه الأخطاء المؤسفة سيدفعها الفلسطينيون والإسرائيليون أيضاً.

 

"هآرتس"، 15/7/2022
شيرين أبو عاقلة تحولت إلى رمز خلال زيارة جو بايدن إلى بيت لحم
جاكي خوري - صحافي
  • بالنسبة إلى الزعامة الفلسطينية، كل زيارة لرئيس أميركي إلى الشرق الأوسط في العقدين الأخيرين كانت تثير بصيصاً من الأمل، وخصوصاً إذا تضمنت زيارة إلى رام الله وبيت لحم. بالنسبة إلى الرأي العام الفلسطيني، لا يتغير شيء إذا كان الرئيس الأميركي ديمقراطياً أو جمهورياً. فكل زيارة من هذا النوع ترمز إلى بدء تحريك عملية سياسية، حتى ولو كانت محدودة الحجم.
  • زيارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن هي زيارة استثنائية. زيارة رئيس لديه خبرة غنية بالساحة الفلسطينية وكان نائباً للرئيس باراك أوباما، وشكّل مجيئه نهاية إدارة أميركية هي الأسوأ في العقود الأخيرة بالنسبة إلى الفلسطينيين، ومع ذلك، فقد اعتُبرت حدثاً لا ينطوي على أهمية سياسية كبيرة، ولا يحمل رؤية أو أملاً بالتغيير، وذلك في ضوء خيبة الأمل بإدارة بايدن.
  • في بداية ولاية بايدن كانت الأمور تبدو مختلفة. فقد سارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تهنئة الرئيس الأميركي لدى استلامه منصبه، وأعلن استئناف العلاقة بالإدارة الأميركية بعد قطيعة دامت 4 أعوام. وفي البداية حظيت المحادثات المباشرة مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالثناء. "لم أسمع قط وزير خارجية أميركي يتحدث بهذه الطريقة"، قال عنه مسؤول فلسطيني رفيع المستوى. ووصلت إلى رام الله تلميحات من الحزب الديمقراطي إلى حدوث تغيير مهم في الأفق وكلام عن الدفع قدماً بحل الدولتين في عدة مناسبات. لكن مرت أسابيع وأشهر والآمال أخذت تتبدد.
  • مؤخراً، عبّرت مصادر فلسطينية في أحاديث مغلقة عن خيبة أملها حيال عدم استجابة الإدارة الأميركية لمحاولات إعادة منظومة العلاقات إلى الأيام التي سبقت رئاسة دونالد ترامب والدفع قدماً بخطوات بانية للثقة. كما أمِل الجانب الفلسطيني بالدفع قدماً بفتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وفتح مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، وبمساعدة اقتصادية مباشرة. وحتى الآن لم يحدث شيء من كل هذا.
  • نتائج التحقيق في مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، والتي نُشرت قبل أسبوعين، ورفضُ الإدارة تقديم جواب قاطع بشأن ظروف وفاتها اعتُبر ضربة إضافية. "إذا كانت الإدارة الأميركية لم تنجح في تقديم جواب مقنع في قضية تتعلق بمواطنة أميركية، فكيف يمكن أن نتوقع عملية سياسية مهمة؟" قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، وأشار إلى كلام بايدن لدى وصوله إلى مطار بن غوريون، قائلاً: "عندما يعلن رئيس أميركي أنه صهيوني، ماذا تنتظر منه؟"
  • من المنتظر أن يُستقبل بايدن في بيت لحم اليوم بالابتسامات، حتى ولو كانت رسمية جداً. ومن المتوقع أن يكون لقاؤه مع أبو مازن قصيراً نسبياً، وفي نهايته سيُدلي الطرفان ببيان. وحتى مساء أمس لم ينجح الطرفان في التوصل إلى اتفاقات بشأن صيغة البيان. فقد رفض الجانب الفلسطيني تأييد التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة، في الأساس السعودية، من دون الحصول على مقابل سياسي، ورفض الفلسطينيون الاكتفاء بتسهيلات اقتصادية ومساعدات محدودة. بناءً على ذلك، من المتوقع أن يُصدر الطرفان بيانين منفردين.
  • التصريحات التي صدرت عن بايدن بشأن استعداده لحل الدولتين اعتبرها الجانب الفلسطيني غير ملزمة ولا تدل على رغبة فعلية في الدفع قدماً بعملية سياسية، وفي رام الله مقتنعون بأن الإدارة الحالية اختارت الاستمرار في المسار الذي بدأه الرئيس السابق دونالد ترامب، مسار يبقى فيه الفلسطينيون في الخلف. في اليومين الأخيرين شددت السلطة الفلسطينية على عدم تطرُّق الرئيس الأميركي إلى حدود 1967.
  • يظهر الإحباط وخيبة الأمل في تغطية زيارة بايدن في وسائل الإعلام الفلسطينية. في رام الله وبيت لحم تبرز صور شيرين أبو عاقلة، والتي عُلّقت في كل زاوية، أكثر من العلم الأميركي. "العدالة لشيرين" هو شعار الناشطين الاجتماعيين، وهي القضية الأساسية في الزيارة، وربما الموضوع الذي يمكنه إحداث تغيير، في نظر الفلسطينيين. في الأمس واليوم جرت اعتصامات احتجاجية في القدس الشرقية ورام الله وبيت لحم، كما جرت تظاهرات بموافقة ومراقبة. ولن تسمح أجهزة الأمن الفلسطينية للاحتجاج بأن يتحول إلى عنف، أو أن يجري في أماكن قريبة من المواقع التي سيزورها الرئيس الأميركي.
  • في الأيام الأخيرة قالت مصادر في الإدارة الأميركية إنها على علم بالانتقادات الفلسطينية، لكنها أوضحت أن هامش العمل السياسي المتاح أمام الإدارة حالياً محدود جداً. في محادثات مع شخصيات فلسطينية ودبلوماسية عربية تقول الإدارة الأميركية إن على الطرفين التعبير عن استعدادهما للدفع قدماً بعملية سياسية كشرط لمثل هذه العملية، وإن عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل وضعف السلطة الفلسطينية لا يسمحان بعملية مهمة. والصورة يمكن أن تتغير لاحقاً بعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة وتأليف حكومة مستقرة في إسرائيل. وفي هذه الأثناء، المطلوب من السلطة الفلسطينية الانتظار.
  • في غضون ذلك، الدعوات إلى إجراء انتخابات في الضفة الغربية استُقبلت ببرود من الإدارة الأميركية وأوروبا. وتتخوف الإدارة الأميركية من أن يؤدي مثل هذه الخطوة إلى فوز "حماس" وانهيار السلطة. "مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أوضحوا أنهم يفضلون في هذه المرحلة تعزيز قوة السلطة الفلسطينية على أمل إجراء انتخابات في وقت لاحق، من دون الالتزام بموعد زمني محدد"، هذا ما قاله مسؤول فلسطيني رفيع المستوى هذا الأسبوع.

 

"N12"، 14/7/2022
بايدن يريد نفطاً أرخص؛ إسرائيل جزء من خطته للخروج من الأزمة
البروفيسور إيلي فوده - أكاديمي وباحث في الجامعة العبرية - والبروفيسور أون فينكلر - أكاديمي وباحث في جامعة حيفا
  • لفتت زيارة بايدن إلى إسرائيل والسعودية نظر وسائل الإعلام في إسرائيل إلى التقارب المتوقع بين الدولتين. ولكن هذه النظرة، همّشت السبب الأساسي الكامن وراء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الدولتين. فبالأساس، الهدف الأساسي من الزيارة هو أسعار النفط، والوضع الاقتصادي العالمي.
  • يعلم الكثيرون اليوم بأن الاستمرار في حرق الوقود الأحفوري (نفط وغاز وفحم) بالوتيرة الحالية، سيؤدي إلى فوضى مناخية؛ وقبل وقت ليس ببعيد، في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2021، خلال قمة المناخ في غلاسكو، صرّح رئيس الولايات المتحدة بأن: أزمة المناخ تهدم حياة الناس يومياً، وتكلّف مليارات الدولارات". ولذلك، صرّح بأنه يجب تقليص انبعاث الكربون الناتج من حرق الوقود الأحفوري فوراً. لكن هذه التصريحات جاءت حين كان سعر برميل النفط الواحد أقل من 80 دولاراً. صحيح أن 80 دولاراً للبرميل هو أربعة أضعاف ما كان في نيسان/أبريل 2020، مباشرة بعد انتشار وباء كورونا. لكن حين عُقدت قمة المناخ، كانت التوقعات تشير إلى أن أسعار النفط ستتراجع إلى 60 دولاراً للبرميل في الوقت القريب، بعد أن تقوم شركات النفط بزيادة الإنتاج الذي تقلص خلال أزمة وباء كورونا - حين كان الطلب قليلاً.
  • لم تجر الأمور بهذه الطريقة في الحقيقة، وهذه التوقعات تحولت إلى غير واقعية. فثلاثة أشهر بعد قمة المناخ، في نهاية كانون الثاني/ يناير 2022، ارتفع سعر النفط إلى 90 دولاراً للبرميل الواحد.
  • بعد ذلك، جاء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في نهاية شهر شباط/فبراير 2022. هذا الاجتياح وضع الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو، أمام خيارين كلاهما سيئ: تدخُّل فعلي في الأزمة، وهو ما سيؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وروسيا؛ والثاني - فرض عقوبات على روسيا بهدف إلحاق الضرر بها اقتصادياً بصورة كبيرة تدفعها إلى الانسحاب من أوكرانيا. الخيار الذي اتُّخذ كان الثاني طبعاً، فمن يريد قتال الروس؟
  • العقوبات المفروضة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار البضائع بصورة طبيعية، لكن بصورة خاصة ارتفعت أسعار الطاقة والحبوب. ومرة أخرى تبين أن توقعات الجهات الدولية الكبيرة بشأن انهيار الاقتصاد الروسي بسبب الأزمة غير واقعية: كل ما حدث هو أن دول الاتحاد الأوروبي تدفع اليوم لروسيا سعراً أعلى للبضاعة ذاتها. سعر الروبل مقابل الدولار اليوم هو 65 روبلاً للدولار، مقارنة بـ108 روبلات للدولار في بداية آذار/مارس، مباشرة بعد الاجتياح. العقوبات على روسيا أثمرت، لكن الثمار سقطت في الجيب الخطأ، الجيب الروسي.
  • الجواب الوحيد عن هذه المفارقة الغريبة - التي تقول إنه كلما طالت الحرب في أوكرانيا، كلما نما الاقتصاد الروسي، في ظل تضخّم مالي يزداد في العالم، لم نشهد له مثيل منذ السبعينيات - موجود في منطقة الشرق الأوسط، وقبل كل شيء في السعودية والإمارات. يطمح بايدن في هذه الزيارة إلى "كسر" تفاهمات "أوبك+"، فتقوم السعودية والإمارات بزيادة إنتاج النفط بأكبر قدر ممكن. الحديث هنا يدور عن الدولتين الوحيدتين في "أوبك" اللتين تملكان احتياط إنتاج كبيراً جداً: تستطيع السعودية زيادة الإنتاج من 1.5مليون برميل في اليوم، إلى حد أقصى هو 12 مليون برميل في اليوم؛ أما الإمارات فتستطيع زيادة إنتاجها من 3 ملايين برميل في اليوم إلى 3.5 مليون برميل، وهناك مَن يدّعي أن لديها القدرة على إنتاج 4 ملايين. وعملياً، مفتاح تخفيض أسعار النفط في العالم موجود لدى محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.
  • لا مصلحة لدى السعوديين والإماراتيين في القيام بذلك. لماذا عليهم المخاطرة بمواجهة مع روسيا في وقت ينمو اقتصادهم ويتقاضون أسعار نفط عالية؟ إذا استمرت الحرب في أوكرانيا طويلاً فإن الناتج القومي السعودي في سنة 2022 سيتجاوز سقف التريليون دولار. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الاقتصاد الإماراتي الذي ينمو بسرعة كبيرة جداً خلال النصف الأخير من العام، في أعقاب الدخل الكبير الناتج من تصدير النفط، إلى جانب الخروج من أزمة وباء كورونا وعودة قطاع السياحة.
  • تهدف زيارة بايدن إذاً إلى ترميم العلاقات مع السعودية، ومع محمد بن سلمان تحديداً، بعد الضرر الذي لحق بالعلاقات في أعقاب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، والذي يُنسب إلى ولي العهد السعودي. وعملياً، الزيارة تهدف إلى إقناع السعوديين بالعودة إلى لعب دور "الكبير الناضج" في سوق النفط، حتى ولو جاء هذا على حساب تقليل دخل السعودية، من أجل تحقيق مصالح الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة.
  • إذاً، ماذا يملك بايدن لتقديمه إلى السعودية والإمارات؟ فالولايات المتحدة توقفت منذ زمن عن الدفاع بذاتها عن حلفائها. ولا يتوقع أحد أن تتدخل الولايات المتحدة عسكرياً في الموضوع الإيراني، وبصورة خاصة بعد ردها الضعيف على اجتياح أوكرانيا. وعلى الرغم من ذلك، فإن الولايات المتحدة تستطيع اقتراح تحالُف دفاعي إقليمي ضد إيران وأذرعها. فهي ستزود بالسلاح، وإسرائيل - صاحبة الجيش الأقوى والأكثر خبرة في المنطقة - تدرب وترسخ التحالف فعلياً. وفي الواقع قام ترامب بنقل إسرائيل في سنة 2020 من القيادة الأميركية في أوروبا إلى القيادة المركزية. وفي هذا الوضع، ستحصل دول الخليج على دفاع فعال في المواجهة مع إيران وملحقاتها، وبصورة خاصة إزاء الحوثيين في اليمن؛ الولايات المتحدة تتمتع بانخفاض سعر النفط في الأسواق؛ أما إسرائيل فلن تتحول فقط إلى دولة شرعية ومعترف بها في المنطقة، بل إلى دولة مركزية وضرورية لصمود الأنظمة الخليجية في مواجهة التهديد الإيراني. التغيير المناخي، حالياً، يستطيع الانتظار.