مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس: إسرائيل قادرة على التحرك ضد إيران عند الضرورة ولكنها لن تفعل ذلك إلا كملاذ أخير فقط
تعرُّض مواقع في محيط دمشق لغارات نسبها النظام السوري إلى إسرائيل
وزارة العدل الروسية تقدّم طلباً إلى المحكمة لتفكيك الوكالة اليهودية التي تنشط في الدولة بسبب خرقها القانون الروسي
لبيد خلال محادثة هاتفية مع ولي العهد: البحرين دولة صديقة وحليفة مهمة لإسرائيل في الشرق الأوسط
كوخافي: الزيارة إلى المغرب نموذج آخر للتغيير التاريخي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط
المحكمة الإسرائيلية العليا تؤكد أن بالإمكان سحب المواطَنة من أشخاص دينوا بمسّ أمن الدولة
أخبار انتخابية: لبيد: المتطرفون من أمثال نتنياهو وبن غفير يقودون إسرائيل في اتجاهات خطِرة
مقالات وتحليلات
خطر التصعيد ما بين إسرائيل وحزب الله يدفع سوق الطاقة إلى البحث عن بدائل موقتة من حقل "كاريش"
كتلة معادية لأميركا؟ القمة في طهران كشفت الخلافات بالأساس
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 22/7/2022
غانتس: إسرائيل قادرة على التحرك ضد إيران عند الضرورة ولكنها لن تفعل ذلك إلا كملاذ أخير فقط

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أن إسرائيل قادرة على التحرك ضد إيران عند الضرورة، لكنها لن تفعل ذلك إلا كملاذ أخير فقط.

وجاء تأكيد غانتس هذا في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر أمني عُقد في مدينة أسبين الأميركية أمس (الخميس)، ووصف فيها أيضاً تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي شدّد فيها على أن الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بالحصول على أسلحة نووية، بأنها مهمة للغاية.

وأكد وزير الدفاع أن إيران تشكل تحدياً أمنياً عالمياً، وأشار إلى أن العديد من الدول، ومنها لبنان والعراق وسورية واليمن والسعودية، تعاني منها أكثر مما تعاني إسرائيل.

على صعيد آخر، شنّ غانتس هجوماً على أعضاء كنيست من حزبيْ "يمينا" والصهيونية الدينية، بسبب تأييدهم جماعات من المستوطنين خططوا لإقامة بؤر استيطانية غير مرخصة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وقال إنه من المؤسف أن يقوم منتخبو الجمهور بدعم منتهكي القانون، بل وتشجيعهم على ذلك، وشدّد على أن مثل هذا السلوك يستحق الاستنكار الشديد.

"يسرائيل هيوم"، 22/7/2022
تعرُّض مواقع في محيط دمشق لغارات نسبها النظام السوري إلى إسرائيل

تعرضت مواقع في محيط مدينة دمشق، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، لغارات جوية نسبها النظام السوري إلى إسرائيل.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر سوري رسمي قوله إن هذه الغارات أدت إلى مقتل 3 عسكريين وجرح سبعة آخرين، وإلى وقوع بعض الخسائر المادية.

وأضاف المصدر السوري نفسه أن رشقات من الصواريخ أُطلقت من اتجاه هضبة الجولان، وأن وسائط الدفاع السوري الجوي تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت بعضها.

وبدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 6 عناصر، بينهم 3 سوريين و3 من جنسيات غير سورية، بالإضافة إلى إصابة 10 عناصر آخرين في هذه الغارات الإسرائيلية، وأشار إلى أنها استهدفت مكاتب للاستخبارات الجوية ومكتباً لضابط رفيع المستوى وسيارة في منطقة مطار المزة العسكري. كما سقطت صواريخ بالقرب من حاجز أمني في محيط المطار العسكري، وفي أوتوستراد المزة ومستودع أسلحة للإيرانيين في محيط منطقة السيدة زينب، وهو ما أدى إلى تدميره بالكامل.

وأوضح المرصد أن هذا الاستهداف الإسرائيلي هو الثامن عشر على الأراضي السورية منذ مطلع السنة الحالية.

"هآرتس"، 22/7/2022
وزارة العدل الروسية تقدّم طلباً إلى المحكمة لتفكيك الوكالة اليهودية التي تنشط في الدولة بسبب خرقها القانون الروسي

قال بيان صادر عن وزارة العدل الروسية أمس (الخميس) إنها قدمت طلباً إلى المحكمة في موسكو لتفكيك الوكالة اليهودية التي تنشط في الدولة كمنظمة روسية مستقلة، وذلك بسبب قيامها بخرقها القانون الروسي.

وأضاف البيان أن المحكمة ستنظر في الطلب يوم الخميس المقبل.

وأفاد البيان بأن وزارة العدل الروسية كانت بعثت برسالة إلى مقر الوكالة اليهودية في موسكو في بداية الشهر الحالي قالت فيها إن الوكالة تقوم بجمع وتخزين ونقل معطيات تخص مواطنين روس بصورة مخالفة للقانون، ولذا يجب إغلاقها. ويبدو أن المعطيات المقصودة تتعلق بمواطنين روس مرشحين للهجرة إلى إسرائيل نظراً إلى كون الوكالة اليهودية أكبر مؤسسة إسرائيلية تنشط في مجال تشجيع اليهود على الهجرة إلى إسرائيل.

وأشارت رسالة وزارة العدل الروسية إلى أن نشاط الوكالة اليهودية يشجع على هجرة الأدمغة من روسيا. وجاء فيها أن الوكالة اليهودية تولي الأفضلية لهجرة مواطني روسيا الذين يعملون في مجالات العلوم والأعمال التجارية، وأكدت أن خروجهم من أجل السكن خارج روسيا يقلل بصورة كبيرة من قدرات روسيا العلمية والاقتصادية.

وقال مصدر في الوكالة اليهودية إن الادعاء أن الوكالة تدفع إلى هروب أدمغة من روسيا بواسطة نشاطات تشجيع الهجرة إلى إسرائيل، هو ادعاء سبق توجيهه في الماضي إلى الوكالة من جانب السلطات الروسية.

وأضاف المصدر نفسه أن الوكالة اليهودية تتوقع الآن مساعدة المستوى السياسي في إسرائيل كي يمارس ضغوطاً على الحكومة الروسية من أجل منع وقف نشاط الوكالة.

وذكر مصدر في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة يائير لبيد عقد أمس جلسة مشاورات في إثر هذا الموقف الروسي من الوكالة اليهودية.

وأضاف المصدر أنه تقرر إيفاد بعثة إسرائيلية كبيرة إلى موسكو الأسبوع المقبل، سيترأسها رئيس هيئة الأمن القومي إيال حولتا، لمناقشة الموضوع مع كبار المسؤولين. وستضم البعثة ممثلين من ديوان رئاسة الحكومة ووزارات الخارجية والعدل والهجرة واستيعاب القادمين الجدد.

من جانبه، أكد رئيس الحكومة لبيد أن إسرائيل تواصل العمل في القنوات الدبلوماسية لضمان استمرار نشاطات الوكالة اليهودية في روسيا.

"معاريف"، 22/7/2022
لبيد خلال محادثة هاتفية مع ولي العهد: البحرين دولة صديقة وحليفة مهمة لإسرائيل في الشرق الأوسط

ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة يائير لبيد تحادث هاتفياً أمس (الخميس) مع ولي العهد ورئيس الحكومة البحرينية الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وأطلعه على نتائج محادثاته الأخيرة مع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قام بزيارة إلى منطقة الشرق الأوسط مؤخراً.

وأكد رئيس الحكومة خلال المحادثة أن مملكة البحرين دولة صديقة وحليفة مهمة لإسرائيل في الشرق الأوسط. وبدوره، هنأ الأمير سلمان بن حمد رئيس الحكومة بتوليه مهمات منصبه.

وأوضح البيان أن الزعيمين بحثا أيضاً سبل توطيد التعاون بين البلدين في مجالات شتى.

"معاريف"، 22/7/2022
كوخافي: الزيارة إلى المغرب نموذج آخر للتغيير التاريخي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط

عاد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي مساء أمس (الخميس) إلى إسرائيل بعد زيارة رسمية قام بها إلى المملكة المغربية واستمرت 3 أيام.

وقال الجنرال كوخافي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن القيم والتحديات المشتركة لكلا البلدين تشكل قاعدة راسخة للتعاون الوطيد بين الجيشين على المستويات الاستراتيجية والاستخباراتية والعملانية. وأشار إلى أن هذه الزيارة إلى المغرب تُعتبر نموذجاً آخر للتغيير التاريخي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، ولدور الجيش الإسرائيلي في صوغ مستقبل من الشراكة.

وكان الجنرال كوخافي اجتمع خلال زيارته هذه مع كلٍّ من وزير الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، والقائد العام للجيش المغربي الجنرال الفاروق بلخير. كما قام بجولة في القاعدة الجوية بن جرير.

وفي إطار الزيارة، تفقد رئيس هيئة الأركان الأحياء اليهودية في مراكش والكنيس اليهودي فيها، واجتمع بأبناء الجالية اليهودية في المدينة.

وأُعلن في ختام الزيارة أن كوخافي وبلخير اتفقا على خطة عمل مشتركة للجيشين لسنة 2023 المقبلة، ورحبا بمشاركة ممثلين للجيش الإسرائيلي في "تمارين الأسد الأفريقي" التي أقيمت الشهر الماضي.

"هآرتس"، 22/7/2022
المحكمة الإسرائيلية العليا تؤكد أن بالإمكان سحب المواطَنة من أشخاص دينوا بمسّ أمن الدولة

أكدت المحكمة الإسرائيلية العليا في قرار صادر عنها أمس (الخميس) أن بالإمكان سحب المواطَنة من أشخاص دينوا بمسّ أمن الدولة.

وأكدت المحكمة أنه لا يوجد أي خلل في قرار يسمح بسحب مواطَنة شخص دينَ بخرق الولاء لدولة إسرائيل، مثل ارتكاب عمل "إرهابي"، أو عمل يشكل خيانة أو تجسساً خطراً، أو شراء مواطَنة تمنح حق الوجود الدائم في دولة أو منطقة معادية.

وبحسب قرار المحكمة العليا، يُسمح بسحب المواطَنة حتى لو كان الشخص فاقداً لأي مواطَنة أُخرى، مشيرةً إلى أنه في مثل هذه الحالة يُمنَح تصريح بالإقامة بإسرائيل.

وجاء هذا القرار لدى نظر المحكمة العليا في طلب استئناف يتعلق بملفين بهذا الشأن قدمهما مركز عدالة وجمعية حقوق المواطن. وفي الملف الأول، قررت المحكمة المركزية في حيفا سنة 2017 سحب مواطَنة علاء زيود، من مدينة أم الفحم [المثلث الشمالي]، بعد إدانته بتنفيذ عملية في بلدة غان شموئيل [شمال إسرائيل] في سنة 2015، والتي أصيب فيها أربعة أشخاص بجروح، وكان هذا القرار بمثابة سابقة قانونية. وفي الملف الثاني، قررت المحكمة المركزية في تل أبيب سنة 2018 رفض طلب سحب المواطَنة من محمد مفارجة، من مدينة الطيبة، في إثر إدانته بتنفيذ عملية في حافلة في تل أبيب في أثناء عملية "عمود السحاب" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة سنة 2012.

وأشارت المحكمة العليا في الوقت نفسه إلى أن هناك عيوباً جوهرية في الإجراءات القضائية المتعلقة بكلٍّ من زيود ومفارجة في أثناء تقديم طلبيْ سحب مواطَنتهما. وبناءً على ذلك، قررت إلغاء القرارين المتعلقين بهما.

وتعقيباً على هذا القرار، قال مركز عدالة وجمعية حقوق المواطن في بيان صادر عنهما، إنه على الرغم من عدم سحب جنسية علاء زيود وتأكيد المحكمة العليا عدم شرعية إبقاء مواطن من دون وضع قانوني، فإن قرار المحكمة العليا يتضمن مؤشراً خطراً بشأن حق المواطنين العرب في البلد، وهو استخدام أداة تتعارض مع معايير القانون الدولي.

وأضاف البيان أنه تم اتخاذ هذا القرار على الرغم من عدم وجود إجراء مماثل في أي بلد في العالم، كما أن قرار الحكم الحالي يبين استخدام الأداة التي يسمح بها القانون لإلغاء مواطَنة بشكل تمييزي ضد المواطنين العرب فقط.

في المقابل، رحبت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييلت شاكيد ["يمينا"] بقرار المحكمة العليا السماح بسحب المواطَنة من مرتكبي جنايات خطِرة ذات طابع مسيء لأمن إسرائيل. وقالت معقبةً على القرار: "أكدت المحكمة العليا ما هو واضح: أنه لا يمكن لأي شخص يتعمد الإضرار بدولة إسرائيل أن يكون جزءاً من مجتمع مواطنيها. ومع ذلك، فقد تبنت المحكمة العليا للأسف تفسيراً مخالفاً لما ينص عليه القانون ويُلزم الدولة منح الإرهابيين وضعاً دائماً في إسرائيل".

كما عقّب وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] على القرار، فقال: "إن العدالة ستتحقق هنا في النهاية، ويمكن حرمان الإرهابيين من الجنسية. أرحب بقرار المحكمة العليا الذي يجيز للدولة سحب الجنسية من الذين دينوا بالمساس بأمنها".

موقع Ynet، 22/7/2022
أخبار انتخابية: لبيد: المتطرفون من أمثال نتنياهو وبن غفير يقودون إسرائيل في اتجاهات خطِرة

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد في سياق كلمة ألقاها خلال مؤتمر نظّمه "مركز الديمقراطية الليبرالية" أمس (الخميس)، أن المتطرفين يقودون إسرائيل في اتجاهات خطِرة، كلٌّ لأسبابه الخاصة، وذلك في إشارة إلى رئيس الليكود وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، وعضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، من حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] الشريك في قائمة الصهيونية الدينية.

وقال لبيد: "هناك متطرفون يقودوننا في اتجاهات خطِرة، كلٌّ لأسبابه الخاصة. نتنياهو بسبب محاكمته، وبن غفير لأنه كان ولا يزال الرجل الذي علّق صورة للقاتل باروخ غولدشتاين في غرفة جلوسه. ونحن من جهتنا، لدينا دور ومهمة: الحفاظ على دولة إسرائيل ديمقراطية، دولة قانون، دولة تحترم مواطنيها، لا تسيطر عليها الأصوات والقوى المتطرفة داخلها".

ودعا لبيد الإسرائيليين إلى أن يكونوا على صعيد السياسة الداخلية مثل أسرة واحدة، وأن يكافحوا ضد الذين يحاولون تفكيك المجتمع من الداخل وعدم السماح لهم بالقيام بذلك كجزء من حملة الانتخابات العامة المقبلة التي ستجري في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وقال رئيس الحكومة إنه يدين التصريحات الأخيرة لحزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو وحلفائه السياسيين، والتي تدعو إلى سحق اليساريين واستبدال المستشار القانوني للحكومة وتغيير القواعد المعمول بها لحظر توجيه لوائح اتهام إلى رئيس الحكومة وهو في منصبه، كما شنّ هجوماً حاداً على الرؤية التي يروّجها عضو الكنيست إيتمار بن غفير، والتي وصفها بأنها رؤية مناهضة للعرب ومؤيدة للاستيطان.

وقال لبيد: "إن المتطرفين يصرخون بصوت يبدو أنه أعلى من الجميع، لكن المعتدلين والعقلاء هم الذين ينتصرون، لأن معظم الناس لا يرغبون في كره جيرانهم".

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
هآرتس، 22/7/2022
خطر التصعيد ما بين إسرائيل وحزب الله يدفع سوق الطاقة إلى البحث عن بدائل موقتة من حقل "كاريش"
عاموس هرئيل - المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"

 

  • ربما أن الجمهور الإسرائيلي لم ينتبه كلياً إلى ذلك، لكن انتباه القيادة العسكرية والأمنية في إسرائيل انتقل شمالاً في الأسابيع الماضية. خطر التصعيد بين إسرائيل ولبنان بشأن آبار الغاز في البحر المتوسط، ارتفع بصورة كبيرة. والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وجد فأساً جديدة للحفر-الخلاف بشأن الحدود البحرية بين الدولتين-ويبدو أنه لا ينوي التوقف في الوقت القريب. بقية الصيف سيجري في ظل التوتر في الشمال. وبهدوء وصمت، بدأت سوق الغاز الإسرائيلية بالبحث عن بدائل من بدء أعمال التنقيب عن الغاز في حقل "كاريش"، التي كان من المخطط أن تبدأ في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، تخوفاً من عدم حدوث ذلك جرّاء التصعيد.
  • تقديرات الاستخبارات بشأن احتمال اندلاع حرب شاملة ما بين إسرائيل وحزب الله لا تزال منخفضة. وفي هذا السياق، سُئل ضابط كبير في الجيش ما إذا كان متأكداً من هذه التوقعات. فأجاب أن المصيدة السياسية والوضع الاقتصادي الصعب يجب أن يردعا نصر الله عن إشعال الجبهة. وفي الوقت ذاته، لا تزال عالقة لدى الضابط وزملائه ذكرى المفاجأة المطلقة التي حدثت في أعقاب خطف جنود الاحتياط على يد حزب الله في سنة 2006، وحرب لبنان الثانية التي اندلعت في أعقابها. فقال "في 11 تموز/يوليو، قبل الحرب بيوم، لم يكن لدينا أدنى فكرة. وفي نظرة إلى الوراء، كنت سأستثمر الكثير من الوقت ليكون لديّ فكرة-ليكون لدينا يوم واحد على الأقل للتجهُّز".
  • يعترف رجال الاستخبارات بأن الصورة باتت أكثر تعقيداً في الآونة الأخيرة. فحزب الله يوزع التهديدات بدرجات تهديد مختلفة منذ أسابيع، لكن حدث شيء مميز في 2 تموز/يوليو، أو ثلاثة أشياء: أطلق التنظيم ثلاث طائرات مسيّرة لتصوير منصة "كاريش" الموجودة في المياه الاقتصادية التابعة لإسرائيل، جنوب الحدود (على الرغم من الخط الدقيق، فإنه لا يزال متنازَعاً عليه بين إسرائيل وحزب الله). الجيش من جانبه، أسقط المسيّرات الثلاث، وأعلن أنه أسقط مسيّرة إضافية، قبل ذلك بعدة أيام. الحدث انتهى من دون إصابات، لكن ليس هذا المهم فقط. وبالمقارنة مع سنوات ما بعد 2006، أخذت وتيرة الأحداث على طول الحدود بالازدياد. ومع دخول موارد اقتصادية يقدَّر ثمنها بمليارات الدولارات، ارتفع الرهان أيضاً.
  • أما القيادة الإسرائيلية، التي لم تصرّح كثيراً بعد إسقاط المسيّرات، فرفعت من حدة ردها في تصريحاتها العلنية. وقام كل من رئيس الحكومة يائير لبيد ووزير الدفاع بني غانتس بزيارة قيادة الشمال، كما حذّرا حزب الله من إلحاق الضرر بمنصة الغاز. وبعدها، قام لبيد بجولة بالطائرة فوق منصة الغاز. ثم نشر مكتبه صورة يظهر فيها وهو ينظر إلى "كاريش" من الطائرة، إلى جانب اقتباس يوضح فيه وجود احتمال تصدير الغاز إلى أوروبا ومصر. وقبل لبيد بأسبوع، طار غانتس فوق المنصة. حينها، امتنع مكتبه من نشر صور من الزيارة في أعقاب تحذيرات أجهزة الأمن التي اعتقدت أن نشر صورة الوزير هناك ستمرر رسالة خاطئة، مفادها أن إسرائيل قلقة حيال تهديدات نصر الله. لبيد تصرّف بصورة مختلفة.
  • من جانبه، هدد نصر الله بمنع بدء التنقيب المخطَّط له في حقل "كاريش" في أيلول/ سبتمبر، في حال عدم الوصول إلى اتفاق بشأن الحدود، بوساطة أميركية. وأكثر من ذلك، قال إن لدى لبنان القدرة على منع تزويد أوروبا بالغاز. هذه نقطة مهمة، وبصورة خاصة في أعقاب إسقاطات الحرب في أوكرانيا. بالإضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار النفط والغاز، تهدد روسيا الآن بوقف، أو تقليل تزويد دول القارة بالغاز خلال الشتاء القادم، كعقاب للأوروبيين على دعمهم أوكرانيا. أوروبا خائفة: قيادات الاتحاد التي زارت إسرائيل في حزيران/يونيو، اعترفت بأنها ترى في الغاز الإسرائيلي أحد البدائل التي تطمح إلى الاستناد إليها في المستقبل.
  • وهذا الأسبوع، خلال خطاب أمام "مجموعة مصغرة" تم تسريب الحديث منه، حذّر نصر الله من أنه "في حال تصاعُد الأمور إلى حرب مع إسرائيل بسبب عدم سماحها للبنان بالحصول على حقوقه واستخراج الغاز من مياهه الإقليمية، فإن الموقف الحاسم هو أنه "لن يكون هناك استخراج غاز في كل الكيان الصهيوني، إن لم يحصل لبنان على حقه". وعلى الرغم من ذلك، فإنه من المهم الإشارة إلى أن المسيّرات التي أطلقها حزب الله كانت للتصوير، ولم تكن تحمل أي مواد متفجرة. ويبدو أن طريقة العمل المفضلة لدى حزب الله هي الحرب النفسية، والهدف الأساسي لا يبدو أنه الحرب، إنما الوصول إلى اتفاق أفضل على الحدود البحرية. حتى الآن، لا يزال نصرالله يحدد المخاطر.
  • بحسب تحليلات الاستخبارات، فإن نصر الله لم يغيّر رأيه: لا يزال يرتدع عن الحرب، فلديه أيضاً لا تزال ذكريات سنة 2006 محفورة وحاضرة في الذاكرة. وإلى حد ما، يُعَد نصر الله من القيادات ذات الخبرة والمسؤولة في المنطقة، في أعقاب الخسائر التي مني بها الحزب في هذه الحرب التي كانت أيضاً صعبة على إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأمين العام لحزب الله يتعرض إلى هجوم داخلي في لبنان بسبب رفض الحزب التخلي عن سلاحه. ومن هنا، فإن مواجهة محدودة مع إسرائيل بسبب الغاز، ستكون ذريعة لاستمرار المقاومة المسلحة، وخصوصاً إذا انتهت بتراجُع إسرائيلي وترسيم حدود بشكل يمنح لبنان حقولاً أكبر.
  • في شعبة الاستخبارات العسكرية يرون في التصريحات المستمرة لعبة محسوبة: نصر الله يحاول انتزاع تنازلات تسجَّل لمصلحته من الجمهور اللبناني المخنوق بنقص في المواد الضرورية، كالكهرباء والماء. وفي الوقت ذاته، يبتعد عن المواجهة المباشرة. وهكذا دخلنا في ديناميكية التصعيد. وعندما يردّ كل طرف على الآخر بتهديد أعلى، يصبح من الصعب السيطرة على هذه الدينامية وضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة. وفي تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية، جاء ذكر لبنان كمكان غير متوقع لأحداث لسنة 2022، قد يكون مصدر الأخبار السيئة. هذا الخطر لا يزال قائماً ومحدوداً، والآن بات محسوساً أكثر في أعقاب النزاع على الغاز.

المصلحة الإيرانية

  • المخرج الواضح والمفضل هو اتفاق أميركي يكون مقبولاً من جميع الأطراف بشأن موقع الحدود البحرية. في هذه الحالة، ستستمر إسرائيل في التنقيب في حقل "كاريش"، جنوب لبنان، وسيستطيع لبنان أخيراً البدء بتحريك مشروع الغاز الخاص به شمالي الخط. لكن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، الذي زار البلد الأسبوع الماضي، لم يكن لديه بشرى كبيرة. بل على العكس، رأى مَن شاركه الحديث في إسرائيل أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدودة.
  • يبدو أن هذا هو السبب وراء عمليات جس النبض حيال شركات طاقة أُخرى. فبحسب الخطة الأصلية، بدء التنقيب في "كاريش" كان من المفترض أن يسمح لمجموعة الشركات الأُخرى، التي تشغل حقل "لفيتان"، بأن تطلب السماح لها بتحويل جزء من الغاز الذي تقوم باستخراجه إلى السوق المصرية، حيث ستكون الأسعار أعلى. وفي الآونة الأخيرة، تم تمرير رسائل لهذه الشركات، مفادها أن هذه الخطوة من الممكن أن تؤجَّل، إذا صمم حزب الله على تصعيد الجبهة في أيلول/ سبتمبر.
  • هناك سؤال إضافي عن موقف إيران. حتى الآن، لم تصرّح طهران، رسمياً، بشأن موضوع الغاز، ولم تنضم إلى تهديدات حزب الله. في سنة 2006، تصرف نصر الله من تلقاء نفسه من دون أن يضع الإيرانيين في صورة المستجدات، إنما أمر قواته بخطف جنود الاحتياط. وهكذا انجرّ إلى تبادُل للضربات مع إسرائيل، نجح الحزب في تصويرها كإنجاز، لكن هذا كلّف الإيرانيين جزءاً من استثمارهم العسكري في حزب الله. بعد الحرب، قامت إيران بخطوتين: سارعت إلى تسليح حزب الله من جديد، هذه المرة بصورة أكبر، كمياً ونوعياً؛ ونزعت عن نصر الله صلاحية القرار منفرداً، لكي لا يدفعها إلى مواجهة غير متلائمة مع مصالحها الاستراتيجية.
  • من الصعب تقدير ما تريده إيران هذه المرة. هل تمد الحبل لحزب الله وتسمح له بتسخين الجبهة مع إسرائيل، أم تكبحه بحجة أن الأولوية الآن هي لحل الموضوع النووي واتفاق جديد بينها وبين القوى العظمى؟
  • بحسب د. شمعون شبيرا، الخبير بشؤون لبنان في مركز القدس للشؤون العامة والسياسة فإنه ليس مستبعداً أن تكون إيران هي مَن تدفع حزب الله إلى التهديد، كردّ على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة والجهود لإقامة حلف دفاعي إقليمي. كذلك مايكل يانغ، الباحث في معهد كارنيغي في بيروت، كتب أموراً مشابهة هذا الأسبوع. فمن وجهة نظره، المسيّرات أيضاً كانت رسالة لبايدن-مفادها لا تحاول كبح خطوات إيران في المنطقة. وعلى عكسهما، يعتقد الكثير من الخبراء أن موضوع الغاز خاص بلبنان أكثر من أن يقرر الإيرانيون فيه حدة التهديد. هذا الموضوع، بحسبهم، يبدأ وينتهي عند نصرالله.
هآرتس"، 22/7/2022
كتلة معادية لأميركا؟ القمة في طهران كشفت الخلافات بالأساس
تسفي برئيل - محلل شؤون الشرق الأوسط

 

  • "الدول الثلاث تؤكد تصميمها على مواصلة التعاون المستمر لمحاربة إرهاب الأفراد، والجماعات، والمبادرات، والكيانات"، هذا ما ورد في البيان الختامي المشترك للقمة الثلاثية التي عُقدت في طهران، وشارك فيها كلٌّ من فلاديمير بوتين وإبراهيم رئيسي ورجب طيب أردوغان. من المفترض أن تدلل الصورة المشتركة للزعماء الثلاثة، وهم يلوحون بأيديهم بحركة الأخوة والنصر، على الوحدة. لكن إذا كان هناك من تخوف من نشوء حلف استراتيجي جديد في طهران، من شأنه تهديد الـ"التحالف العربي" الذي فشل بايدن في تشكيله خلال زيارته إلى السعودية الأسبوع الماضي، فإن عليه أن ينتبه إلى الفجوات العميقة التي تفصل ما بين زعماء المعسكر المقابل.
  • لكلّ زعيم من الزعماء تعريفه الخاص للإرهاب والإرهابيين الذين يجب محاربتهم. بالنسبة إلى تركيا، فإن "الإرهاب الكردي" الذي يقوده حزب العمال الكردستاني والقوات الكردية في سورية هو العدو الحصري الذي يتوجب عليها محاربته من خلال عملية عسكرية واسعة تجتاح الأراضي السورية، بهدف إقامة منطقة عازلة تمتد إلى عمق نحو 30 كيلومتراً، تطرد منها كل القوات الكردية.
  • من جانبها، ترى إيران في الاجتياح التركي خطراً كبيراً على أمنها، وبصورة خاصة على مكانتها في سورية. ومرشدها الأعلى علي خامنئي حذّر أردوغان من أن "اجتياح سورية سيضر بها وبأمن المنطقة"، وفي الغرف المغلقة حذرت إيران تركيا من احتمال أن تلتقي القوات التركية بالقوات الإيرانية إذا قررت الاجتياح. أما روسيا، فلديها في سورية إرهابيوها. وهؤلاء هم المتمردون السوريون، وبصورة خاصة جبهة تحرير الشام، الصورة الجديدة لجبهة النصرة، أحفاد تنظيم القاعدة وميليشيات أُخرى تتمركز في محافظة إدلب ومدعومة من تركيا. وبحسب الاتفاق الذي تم توقيعه ما بين روسيا وتركيا في سنة 2018، فإن محافظة إدلب يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح خاضعة لرقابة تركية روسية. هذا الاتفاق منع في اللحظة الأخيرة خطة روسية سورية لاحتلال محافظة إدلب، عملية كانت ستؤدي إلى قتل الآلاف وهروب عشرات آلاف اللاجئين إلى تركيا، وكان الشرط الروسي هو أن تقوم تركيا بتفريغ المحافظة من جميع الميليشيات المسلحة وتنزع سلاحها. ولم تقُم تركيا بذلك حتى اليوم. وعندما تقوم تركيا اليوم بطلب الدعم الروسي لخطواتها العسكرية في سورية، فإن روسيا تذكّرها بالاتفاق فيما بينهما، الذي لم تطبّقه تركيا.
  • لقد انضمت روسيا إلى البيان المشترك الذي جاء فيه أن "الدول الثلاث ترفض كل محاولة لفرض أمر واقع جديد بذريعة محاربة الإرهاب، ومن ضمنه مبادرات لحكم ذاتي"-تصريح موجه ضد مناطق الحكم الذاتي الكردي، لكن في الوقت ذاته ضد "فرض وقائع على الأرض" وهو موجه ضد تركيا، لمنعها من اجتياح سورية وخلق مناطق نفوذ تحت سيطرة الأتراك. وإذا كان هناك شكوك في نية أردوغان التراجع عن خطته باجتياح مناطق سورية، فإن وزير خارجيته مولود شاويش أوغلو أوضح أن "تركيا لن تطلب أبداً التصريح من أحد، ما إذا كانت ستجتاح أم لا". وبعد ذلك بأيام معدودة، قامت تركيا بقصف موقع سياحي في محافظة دهوك في المنطقة الكردية العراقية الملاصقة لتركيا، وهو ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين، ولا يزال مجلس الأمن القومي التركي يدفع قدماً بخطته العسكرية للاجتياح. كما أن تركيا تنسب إلى الميليشيات الشيعية، التي اندمجت بالجيش العراقي-وتعمل برعاية وتوجيهات إيران-بعض العمليات الهجومية التي استهدفت القاعدة التركية في العراق، وتتهم إيران بحماية قوات حزب العمال الكردستاني التي هربت من القصف التركي في جبال قنديل إلى الأراضي الإيرانية.
  • وفي الوقت ذاته، لا تزال تركيا تتابع عن قرب وبحذر نشاط العملاء الإيرانيين والنشطاء على أراضيها، بعد فضيحة محاولة تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي وصل إلى تركيا بسرعة في 27 حزيران/يونيو، صحيح أنه اعتذر ووعد بأن إيران ستمنع أي عمل عدائي في الأراضي التركية، لكن الثانية لا تسارع إلى الاطمئنان. وقال مسؤول تركي لـ"هآرتس" إنه ومن دون علاقة للعلاقات التي تتطور ما بين إسرائيل وتركيا، فإننا "لا نعتمد على أن في استطاعة وزارة الخارجية الإيرانية كبح قيادات فيلق القدس (الجهة المسؤولة عن العمليات العسكرية خارج حدود إيران). سمعنا الكثير من هذه الوعود سابقاً".
  • كذلك في المحور الإيراني-الروسي، لا يوجد الكثير من الحب. نجحت روسيا في طرد إيران من كل الأرصدة الاقتصادية المهمة في سورية، في الوقت الذي حصلت فيه من بشار الأسد على جميع العقود المستقبلية للبحث عن النفط في البحر المتوسط، في حين اكتفت إيران بوعود بأن يكون لها حصة في إعادة إعمار سورية بعد انتهاء الحرب، وعقود لترميم البنى التحتية، جزء منها بدأ فعلاً، من دون مصادر تمويل ثابتة. كما أن إيران لم تنجح حتى اليوم في إقناع روسيا بوقف الهجمات الإسرائيلية في الأراضي السورية، كما أن أجهزة إعلام إيرانية تتهم موسكو بالتنسيق مع إسرائيل ضد إيران، كجزء من "مؤامرة دولية".
  • على هامش القمة الثلاثية، تم توقيع ورقة تفاهُم ما بين روسيا وشركة "غازفروم" الروسية لاستثمارات بحجم 40 مليار دولار لتطوير حقول النفط، إلا إن روسيا، كما إيران، تفتقد حالياً فائض دولارات في خزينتها. وأكثر من ذلك، فبحسب الاتفاق المتعدد الأعوام بين إيران والصين، فإن الصين، وليس روسيا، هي التي ستكون المسؤولة عن النفط الإيراني. تفاصيل الاتفاق لا تزال سرية، لكن وبحسب التسريبات في إيران، فإن الصين ستحصل على جميع حاجاتها النفطية بأسعار خاصة في مقابل استثمارات يصل حجمها إلى نحو 400 مليار دولار على مدار 25 عاماً. وحتى تطبيق هذا الاتفاق، فإن إيران ترى، بقلق، كيف تسرق روسيا منها السوقين الصينية والهندية بأسعار منخفضة جداً في مقابل النفط الذي تبيعه لهم بهدف تخطّي العقوبات المفروضة عليها. وهنا، من المهم الإشارة إلى أن روسيا وإيران تحاولان منذ أعوام رفع حجم التبادل التجاري بينهما من دون نجاح يُذكر. والتبادل التجاري بينهما استقر على 3-4 مليارات دولار في العام، وهو مبلغ أقل بثلاثة أضعاف التبادل ما بين إيران والعراق.
  • وسائل الإعلام الإيرانية تنتبه إلى تصريحات عدوانية تصدر من مسؤولين روس تجاه إيران أكثر مما تنتبه إلى البيانات الصديقة التي يُصدرها الزعماء. ففي مقابلة أجراها السفير الروسي المخضرم لدى إيران ليفان جاغاريان، لموقع "حبار" الإيراني في الآونة الأخيرة، سُئل عن انقطاع الكهرباء الذي يؤدي إلى تزويد الكهرباء بشكل غير منتظم من المفاعل النووي الذي قامت روسيا ببنائه في بوشهر. جاغاريان الذي استفزه السؤال، أجاب بأن "إيران مَدينة لنا بمئات ملايين الدولارات على هذا المفاعل". وفي المقابلة ذاتها، شرح أن "روسيا وقفت دائماً إلى جانب إيران، لكن الغرب يحاول إدخال قيمه غير المحتملة، كالمثلية الجنسية وأمور أُخرى، نحن نعارض هذا". أعضاء برلمان، نشطاء حقوق إنسان، وحتى وسائل إعلام حكومية، وقفوا وطالبوا الحكومة بالرد على هذا التدخل الوقح في الشؤون الداخلية الإيرانية.
  • لم تكن هذه المرة الوحيدة التي أدت فيها أقوال السفير المباشرة إلى عاصفة. سابقاً، قال إن السياح الروس لا يأتون إلى إيران بسبب "الحجاب الإلزامي وعدم وجود الكحول". حينها، كان رجال الدين مَن اعترض على الكلام.
  • في شباط/ فبراير، اندلع خلاف علني حاد بين روسيا وإيران، بعد أن طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بألا تتضرر المصالح الروسية في إيران نتيجة توقيع الاتفاق النووي مع الأخيرة، بشكل يسمح باستمرار التعاون الاقتصادي الإيراني-الروسي، حتى ولو استمرت العقوبات المفروضة على روسيا. إيران ردت بغضب، قائلةً على لسان مسؤول كبير لرويترز: إن "روسيا تريد ضمان مصالحها في مناطق أُخرى من خلال الاتفاق النووي... وحتى إذا قامت روسيا بتغيير اتجاهها، أو حاولت إحباط الاتفاق، فإن إيران ستفضل مصالحها. لماذا علينا التضحية بمليارات الدولارات من أجل تحالُفنا مع روسيا". وبعد ذلك بشهر، حصلت روسيا على تعهُّد أميركي مكتوب يضمن أن العقوبات المفروضة عليها لن تضر بالتعاون المشترك بينها وبين إيران، في حال توقيع الاتفاق النووي، لكن الشكوك الإيرانية تجاه روسيا، التي عرّفت إيران قبل عدة أعوام كشريكة وليست حليفة استراتيجية، لا تزال تحدد السياسة الإيرانية الخارجية.
  • الذين سارعوا إلى وصف القمة الثلاثية بأنها "حلف طبيعي بين كارهي أميركا"، وتهدف إلى إبراز العضلات مقابل الحلف العربي-الإسرائيلي-الأميركي، شاهدوا أمامهم بوتين ورئيسي، لكن يبدو أنهم نسوا حقيقة أن تركيا عضو في حلف الناتو، وفي الوقت ذاته، هي عضو جديد في النادي العربي-الإسرائيلي، ولا تزال تنتظر التصريح الأميركي بشراء 40 طائرة F-16 جديدة و80 أداة لتجديد لطائراتها القديمة.
  • هناك الكثير من الخلافات الجدية والصعبة ما بين بايدن وأردوغان، لكن تركيا تعرف كيف تستغل علاقاتها مع واشنطن في لعبة القوة التي تديرها مقابل روسيا، ولا مصلحة لديها في التنازل عن مكانها في الناتو، أو العلاقة بالولايات المتحدة. يبدو أن القمة في طهران، كما القمة في جدة، تقوّي الادعاء القائل إنه ليس بالضرورة أن يؤدي كل لقاء بين زعماء إلى معسكر، أو حلف، أو تحالف يتطلب تحضيراً استراتيجياً جديداً، أو تجهيزات عسكرية تنهك الأعصاب.