مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
حركة "نحالا" تبدأ حملة ميدانية من أجل إقامة 28 بؤرة استيطانية في أراضي الضفة الغربية حتى نهاية العام الحالي
كوخافي: الجالية اليهودية في المغرب تُعتبر من أهم الجاليات في علاقتها بإسرائيل
أخبار انتخابية: بركات يؤكد أن سبب تفوّق الليكود في الاستطلاعات يعود إلى فهم الشارع أن الحكومة الحالية فشلت، وغالئون تقول: "لن أستطيع النظر إلى نفسي في المرآة في حال عودة نتنياهو إلى سدّة الحكم"
تقرير: الرقابة العسكرية الإسرائيلية ترفع حظراً كان مفروضاً على استخدام الجيش منذ عدة أعوام لطائرات هجومية مسيّرة من دون طيار لتنفيذ مهمات عملانية
مقالات وتحليلات
منصة حقل كاريش ومعضلة المؤسسة الأمنية
بعد مرور 30 عاماً على "حروب المسيرات" في قيادة المؤسسة الأمنية، إسرائيل تكسر الصمت
الفلسطينيون يعودون إلى مركز الخطاب، على الأقل موقتاً
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 21/7/2022
حركة "نحالا" تبدأ حملة ميدانية من أجل إقامة 28 بؤرة استيطانية في أراضي الضفة الغربية حتى نهاية العام الحالي

تظاهر عشرات الفلسطينيين ومتضامنون معهم أمس (الأربعاء)، رفضاً لإقامة بؤر استيطانية إسرائيلية جديدة وسط الضفة الغربية.

وأفاد شهود عيان أن عشرات الفلسطينيين وناشطين من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومتضامنين أجانب تظاهروا عند مدخل قرية بيتلو غربي مدينة رام الله، لمنع مستوطنين من إقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة.

وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن مجموعة من المستوطنين حاولت تنفيذ تهديداتها بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي قرى غربي رام الله بدعم وحماية من الجيش الإسرائيلي.

وأضاف شعبان أنه نُفّذت أمس عشرات الاعتداءات من طرف المستوطنين في أرجاء مختلفة في مناطق الضفة الغربية لإقامة ثلاث بؤر استيطانية في شمال الضفة ووسطها وجنوبها.

وجاء ذلك في إطار مساعٍ تقودها حركة "نحالا" الاستيطانية من أجل إقامة 28 بؤرة استيطانية حتى نهاية العام الحالي، في إطار حملة للسيطرة على ما تبقى من تلال في مناطق ج في الضفة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن عملية بناء البؤر ليست قانونية، وأشار إلى أنه أصدر تعليماته للجيش بمنع وصول المستوطنين إلى تلك البؤر، كما أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار ليف أن هذه العملية تزعزع الاستقرار في الضفة الغربية.

في المقابل، قال حاخام "المجلس الإقليمي شومرون" إلياكيم ليفانون في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن حملة إقامة البؤر الاستيطانية تُعد رسالة إلى الحكومة، فحواها أنه يجب تعديل القانون الساري حالياً. وجاءت تصريحاته تعقيباً على تحذير القوات الأمنية من أن نشاطاً كهذا غير قانوني. وأشار ليفانون إلى أن البناء العربي غير المرخص ينتشر على مساحات شاسعة تصل إلى مئات آلاف الدونمات، ومن هنا لا يجوز الكيل بمكيالين في هذا المضمار. ونوّه بأن الأراضي التي ستقام عليها البؤر تم انتقاؤها بعناية، وادّعى أنها أراضٍ تابعة للدولة وليست خاصة.

"معاريف"، 21/7/2022
كوخافي: الجالية اليهودية في المغرب تُعتبر من أهم الجاليات في علاقتها بإسرائيل

قام رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أمس (الأربعاء) بجولة في الأحياء التي نشأت وتطورت فيها الجالية اليهودية في مدينة مراكش القديمة، وذلك في نطاق اليوم الثالث والأخير من زيارته الرسمية إلى المغرب التي بدأها يوم الإثنين الماضي.

كما زار رئيس هيئة الأركان المقبرة اليهودية والكنيس اليهودي القائم في "درب تلمود" في مراكش، وتحدث خلال الزيارة مع أفراد من الجالية اليهودية الذين هاجر بعضهم إلى إسرائيل وقاتلوا كجنود في حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973] وعادوا بعدها إلى المغرب.

وشكر كوخافي أبناء الجالية على مساهمتهم للشعب اليهودي في إسرائيل والشتات، وقال: "أنا فخور ومتحمس لمقابلتكم، فبعضكم حارب من أجل دولة إسرائيل، واليوم أنتم تعملون هنا من أجل الجالية اليهودية وتعميق العلاقات مع إسرائيل. لقد شهد هذا المكان تطوّر إحدى أهم الجاليات في تاريخ الشعب اليهودي، ولا سيما في كل ما يتعلق بعلاقتها بدولة إسرائيل".

"يديعوت أحرونوت"، و"يسرائيل هيوم"، 21/7/2022
أخبار انتخابية: بركات يؤكد أن سبب تفوّق الليكود في الاستطلاعات يعود إلى فهم الشارع أن الحكومة الحالية فشلت، وغالئون تقول: "لن أستطيع النظر إلى نفسي في المرآة في حال عودة نتنياهو إلى سدّة الحكم"

(*) قال عضو الكنيست من الليكود ورئيس بلدية القدس سابقاً نير بركات إن سبب تفوّق الليكود في آخر استطلاعات الرأي العام يعود إلى أن الناس في الشارع الإسرائيلي فهموا أن الأوضاع العامة في إسرائيل من الناحيتين الأمنية والاقتصادية أصبحت أسوأ، وأن الحكومة الحالية فشلت في كل المجالات.

وجاءت أقوال بركات هذه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية i24NEWS أمس (الأربعاء)، وأكد فيها أيضاً أنه من خلال العمل الجاد سيحقق الليكود انتصاراً في الانتخابات العامة المقبلة التي ستجري يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وردّاً على سؤال مفاده أن الليكود كان في الماضي يسترضي عضو الكنيست منصور عباس، من راعام [القائمة العربية الموحدة]، وحتى القائمة المشتركة، بينما يطلق الآن توصيفات عنصرية ضد العرب، قال بركات: إن أجندتنا في الليكود والمعسكر الوطني تهدف إلى تقوية الدولة كدولة يهودية ديمقراطية ومعالجة قضايا كل مواطني الدولة وتطوير الاقتصاد والأمن باعتبار أننا صهيونيون، وإذا ما أصبح بيننا عرب، فسنفكر في التعاون معهم. لكن في هذه المرحلة، راعام غير مطروحة كشريك في الحكومة. ولا أرى أعضاء راعام ينضمون إلى حكومة برئاستنا".

وعن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية من دون اصطحاب طواقم إسرائيلية، قال بركات: "إننا نحترم كل رئيس للولايات المتحدة، فهي أهم صديقة لدولة إسرائيل، والرئيس الأميركي مُرحَّب به دائماً في إسرائيل. وسواء أراد الذهاب إلى القدس الشرقية أو الغربية فهذا من حقه، لا توجد لدينا أي مشكلة مبدئية، لكن بشرط ألا يكون هناك أي إشارة تدل على تقسيم القدس، لأن القدس ستبقى أبداً موحدة كعاصمة لإسرائيل".

 

(*) قالت رئيسة حزب ميرتس السابقة زهافا غالئون إن قرار عودتها إلى الحياة السياسية ومنافستها في الانتخابات التمهيدية لرئاسة هذا الحزب جاء بعد شعورها بأن هذا الأمر من شأنه إضعاف معسكر اليمين وإنقاذ حزبها، وأكدت أنها لن تستطيع أن تنظر إلى نفسها في المرآة في حال عودة بنيامين نتنياهو إلى سدّة الحكم.

وأضافت غالئون في سياق مقابلة أجرتها معها إذاعة 103FM   الإسرائيلية أمس (الأربعاء)، أنها قبل أسبوعين أعلنت نيتها عدم العودة إلى الحياة السياسية، لكن خلال هذين الأسبوعين انقلب الكثير من الأمور في ميرتس، وذلك على خلفية انسحاب عدد من قادة الحزب، كما أظهرت الاستطلاعات أن الحزب لن يتجاوز نسبة الحسم، لكن في حال عودتها إلى رئاسته، يمكنها أن تجلب للحزب 5 أو 6 مقاعد. وقالت: "لم أستطع الوقوف جانباً وتوجد لديّ مسؤولية عندما يدور الحديث حول مصير ميرتس".

وأكدت غالئون أنها ستبذل كل جهد ممكن من أجل خوض ميرتس الانتخابات في قائمة واحدة مع حزب العمل برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي. 

"هآرتس"، 21/7/2022
تقرير: الرقابة العسكرية الإسرائيلية ترفع حظراً كان مفروضاً على استخدام الجيش منذ عدة أعوام لطائرات هجومية مسيّرة من دون طيار لتنفيذ مهمات عملانية

رفعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء) حظراً كان مفروضاً على استخدام الجيش الإسرائيلي لطائرات هجومية مسيّرة من دون طيار لتنفيذ مهمات عملانية، واعترفت رسمياً لأول مرة بأن الجيش الإسرائيلي لديه طائرات مسيّرة هجومية، وهو يستخدمها بالفعل منذ عدة أعوام.

وقالت الرقابة العسكرية في بيان عمّمته على مراسلي الشؤون العسكرية: "لم يعد ثمة مانع من نشر هذه الحقيقة، لأنه من غير المتوقع أن تُلحق أي ضرر بالقدرات العسكرية للجيش، أو بأساليب عمله".

وقال مصدر رفيع المستوى في الرقابة العسكرية إنه على الرغم من رفع الحظر عن نقل تقارير متعلقة باستخدام الطائرات المسيّرة المسلحة، فإن نشر تقارير بشأن التفاصيل الفنية أو العمليات سيظل خاضعاً للمراقبة قبل الموافقة على نشرها.

يُذكر أن إسرائيل لديها أحد أكبر أسراب الطائرات المسيّرة في منطقة الشرق الأوسط، وهي كذلك من بين أكبر المصدّرين في المنطقة لتكنولوجيا الطائرات المسيّرة، بما في ذلك الهجومية، أو التي تُستخدم لأغراض الاستطلاع. ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فإن الجيش الإسرائيلي يستخدم بشكل أساسي ثلاثة أنواع من الطائرات المسيّرة لأغراض هجومية، وهي "هيرمس 450"، المعروفة إسرائيلياً باسم "زيك"، والتي تُصَنّعها شركة "إلبيت" الإسرائيلية، و"هيرمس 900"، وتُعتبر الطراز الأكبر والأكثر تطوراً من "زيك"، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة من طراز "إيتان" تصنعها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.

وجاء هذا الكشف في ظل تقارير متواترة بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات مسيّرة هجومية في كل من قطاع غزة وسورية ولبنان، بالإضافة إلى تقارير بشأن بيع إسرائيل مسيّرات هجومية لأذربيجان وقيام هذه الأخيرة باستخدامها في حربها ضد أرمينيا، والتي اندلعت في أيلول/سبتمبر 2020، ويبدو أن النشر في الوقت الحالي يشكل محاولة إسرائيلية لتخويف إيران وحزب الله.

وكانت تقارير لوسائل إعلام أجنبية أفادت بأن إسرائيل تستخدم المسيّرات منذ أكثر من 15 عاماً، بما في ذلك في أثناء حرب لبنان الثانية سنة 2006، وفي جميع الهجمات التي شنتها في قطاع غزة خلال الأعوام الماضية. كما أشارت تقارير في شباط/فبراير الماضي إلى أن إسرائيل نفّذت هجوماً بـ6 طائرات مسيّرة هجومية استهدف مستودعاً في إيران، وأدى إلى تدمير مئات الطائرات المسيّرة الهجومية الإيرانية.

وأكدت التقارير نفسها أن الشركات الإسرائيلية، وفي مقدمتها "إلبيت" وشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، باعت في الأعوام الأخيرة طائرات مسيّرة هجومية للعديد من البلاد، كان آخرها المغرب الذي وقّع مع إسرائيل اتفاقية لشراء طائرات مسيّرة وتفاهمات لتصنيعها مستقبلاً في المغرب.

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن الجيش الإسرائيلي استخدم مسيّرة "زيك" في معظم عمليات الاغتيال التي نفّذها في قطاع غزة وسورية. وأشارت القناة إلى أن هذه المسيّرة قادرة على حمل صاروخ صغير ودقيق، ولا يسبب ضرراً للأماكن المحيطة بالهدف، كما أنها قادرة على تعقُّب مركبات متحركة واستهدافها بدقة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 21/7/2022
منصة حقل كاريش ومعضلة المؤسسة الأمنية
يوسي يهوشواع - صحافي

 

  • المؤسسة الأمنية تتعامل بجدية كبيرة مع تهديدات زعيم حزب الله حسن نصر الله، بعد النزاع على منصة كاريش. وشهدت الأيام الأخيرة نقاشات حساسة قبل سفر رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى الخارج، بمشاركة رئيس الحكومة يائير لبيد ووزير الدفاع بني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي وآخرين، وتتعلق هذه النقاشات باحتمالات الردّ على حزب الله، ولاحقاً الردّ المحتمل لإسرائيل التي تعاملت، حتى اليوم، بضبط للنفس حيال إطلاق المسيّرات. حالياً، تُسمع أصوات مختلفة تدّعي أنه لن يكون من الصائب الاستمرار في ضبط النفس، حتى ولو أن المسيّرات التي أُطلقت هي لجمع المعلومات، وليست مسلحة.
  • لقد اتخذ نصر الله قراراً لتحويل الانتقادات الداخلية بشأن الموضوعات الاقتصادية، وفي الأساس في مجال الطاقة، في اتجاه إسرائيل - وبهذه الطريقة يصوّر نفسه كأنه الحامي للبنان. وكنا شاهدنا صوراً قاسية في لبنان لمواجهات على محطات الوقود واضطرار اللبنانيين إلى البقاء ساعات طويلة من دون كهرباء. بدأ هذا بتصريحات عدائية تبعها إطلاق 3 مسيّرات، الغرض منها جمع معلومات والتأثير في الوعي، لكنها فشلت بعد أن أسقطتها طائرة حربية وصواريخ باراك من سفن سلاح البحر. بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي قبل عدة أيام أنه أسقط مسيّرة أُخرى بوسائل أُخرى.
  • نصر الله فشل في عملية ثانية للتأثير في الوعي، عندما نشر صوراً لمنصة كاريش سبق أن نشرتها القناة الإخبارية 12. وأول أمس، فشل في عملية أُخرى، عندما نشر خبراً عن إسقاط مسيّرة إسرائيلية، ولقد أحرجه الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، عندما أوضح عدم إسقاط أي مسيّرة إسرائيلية. في الأيام الأخيرة، وبعد تحليق رئيس الحكومة لبيد فوق منصة كاريش، أبدى نصر الله المزيد من التصلب في مواقفه، معلناً أنه "لن يتم استخراج الغاز والنفط في كل الكيان الصهيوني، إذا لم يحصل لبنان على حقوقه".
  • بهذه الطريقة، يحاول نصر الله تحميل إسرائيل مسؤولية أزمة الطاقة الشديدة التي يعانيها لبنان، وهو مستعد للمخاطرة بخوض القتال... أمام نصر الله عدد من الاحتمالات، من مهاجمة منصة الغاز بمسيّرات متفجرة، مروراً باستخدام غواصات، أو بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، احتمال كبير لإطلاق مسيّرة لجمع المعلومات كي لا يخاطر بالمسّ بالمدنيين.
  • إذا حدث هذا السيناريو، تعتقد جهات رفيعة المستوى في الجيش أنه لن يكون من الصائب ضبط النفس والاكتفاء بإسقاط المسيّرة، بل هناك حاجة إلى القيام بعملية انتقامية. والمعضلة أن أي عملية يجري اختيارها يجب ألا تدفع الطرفين إلى الانجرار إلى القتال، وإلى تدهور. أحد الاحتمالات، اختيار أهداف تابعة لحزب الله في سورية، موجودة في بنك الأهداف لدى الجيش الإسرائيلي. هناك احتمال ثانٍ، هو مهاجمة أهداف في لبنان تابعة للبنية التحتية، مثل مخازن للصواريخ الدقيقة، كما طُرحت أيضاً أهداف أُخرى، مثل أهداف جديدة للحزب – من الأفضل أن تكون فارغة، على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.
  • يدركون في إسرائيل أن نصر الله تسلق شجرة عالية، ومن الصعب عليه النزول عنها من دون أن يحصل على مقابل ما. لذلك، هناك حالة عالية من الحذر في كل منظومات الجيش الإسرائيلي. هناك مَن يعتقد أن أي اتفاق بين إسرائيل ولبنان هو، بالنسبة إلى نصر الله، اعتراف بالكيان الإسرائيلي، ولذلك هو يعارضه؛ ففي رأيه، أي تطبيع مع إسرائيل أمر سيئ. وإذا جرى تحسين الاتفاق، فإنه يستطيع القول إن هذا جرى بفضل معارضته ـ وأنه استطاع تحقيقه من دون مواجهة مسلحة. في إسرائيل يدّعون أنه لا توجد نية للتراجع عن الاتفاقات، وكما قال رئيس الحكومة أول أمس "مخزون الغاز في إسرائيل يمكنه المساهمة في تقديم حل لأزمة الطاقة العالمية. وفي إمكان لبنان أيضاً الاستفادة من تطوير مخزونه في مياهه الاقتصادية عن طريق المفاوضات التي يجب إنهاؤها في أقرب وقت".
  • صحيح أن نصر الله يهدد بالحرب، ويعتقد أنه سيحقق هدفه بواسطة تهديداته، لكن من الواضح تماماً أنه لا يريد حرباً، وهو يدرك ثمنها الباهظ، وفي الأساس يتذكر الأخطاء التي ارتكبها قبل 16 عاماً، والتي أدت إلى حرب لم يكن يرغب فيها. التخوف المركزي هو من دينامية التصعيد التي لا يرغب فيها الطرفان.
  • وبعكس التقرير الذي نُشر في الأيام الأخيرة، يقول مسؤولون رفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي إنهم لا يفكرون في تحريك المنصة، وأن هذا الأمر غير مطروح. إلى جانب ذلك، كما أوضح المستوى السياسي في الأيام الأخيرة، إسرائيل مستعدة للدفع قدماً بالمفاوضات، بوساطة أميركية، بصورة تخدم مصلحة لبنان أيضاً.
"هآرتس"، 21/7/2022
بعد مرور 30 عاماً على "حروب المسيرات" في قيادة المؤسسة الأمنية، إسرائيل تكسر الصمت
ألوف بن - رئيس تحرير الصحيفة

 

  • كان هذا القرار الأهم الذي اتخذه إسحاق رابين كوزير للدفاع، وإيهود باراك كقائد لهيئة الأركان: بناء قوة الجيش، استناداً إلى طائرات مسلحة من دون طيار. قوة متحركة، خفيفة وسريعة، يمكن توجيهها ضد اجتياح بري لقوات العدو، أو إرسالها إلى عمليات خاصة، من دون الخوف على حياة الطيارين.
  • الفكرة كانت تدور في ذهن المؤسسة الأمنية منذ ثمانينيات القرن الماضي، بسرية تامة، وتم طرحها على الإعلام كبديل من مشروع لافي- طائرة عسكرية تم التخطيط لها في إسرائيل، وجرى تطويرها بتمويل أميركي. قامت طائرة الـ"لافي" برحلة تجريبية، إلاّ إن الأميركيين فضلوا تزويد الجيش الإسرائيلي بطائرات F-16، وهو ما أدى إلى إلغاء المشروع في سنة 1987. البديل، كما تم التخطيط له، حينها، كان "بغيون"- طائرة من دون طيار، شبح ومسلحة، بدأ تطويرها في الصناعات الجوية مع محرك سيلون التابع لشركة "غرات" الأميركية.
  • وبعدها، ظهر البديل للبديل، الذي دفع به قدماً باراك بعد تعيينه قائداً لهيئة الأركان في سنة 1991: وضع جانباً الـ"بغيون" المكلف والذكي، الذي كان حجمه كحجم طائرة "سكايهوك" العريقة. كان واضحاً أن الجيش سيستطيع التزود ببضع طائرات "بغيون" فقط، وستكون عملية التصنيع مرتبطة برغبة الأميركيين، كونهم المزودين بالمحرك. شركة صغيرة، كان اسمها "حيتس هكيسف"، اقترحت على الجيش نموذجاً مختلفاً من المسيّرات الصغيرة، صحيح أنها لن تستطيع حمل كميات كبيرة من الصواريخ، إلا أنه من الممكن تصنيعها محلياً، وبكميات كبيرة، وإقامة قوة جدية ومهمة. شركة "إلبيت" التي أرادت منافسة الصناعات الجوية، اشترت الشركة الناشئة وقادت تطوير المشروع الجديد، الذي سُمّيَ "زيك" (أو اسمه العلني هرمس 450).
  • في سنة 1992، فاز رابين في الانتخابات وعاد إلى وزارة الدفاع مكان موشي أرنس، المؤيد للصناعات الجوية، حامي الـ"لافي" وداعم الــ"بغيون". بدوره، دفع رئيس هيئة الأركان إيهود باراك إلى نقاش خطة المسيّرات المسلحة مرة أُخرى، ودخلت الصناعات في معركة حياتهم. وكان واضحاً أن المشروع الذي سيقع عليه الاختيار- بغيون أو زيك- سيحدد شكل القوة الجوية الإسرائيلية للأجيال القادمة، وأيضاً مَن سيقود التكنولوجيا الأمنية الإسرائيلية، الصناعات الجوية الحكومية، أو إلبيت الشركة الخاصة. لكن وبعكس الصراع على طائرة لافي الذي كان علنياً، تم فرض رقابة صارمة على معارك المسيّرات.
  • زميلي عمانوئيل روزن من "معاريف" وأنا، كمراسل جديد للصناعات الأمنية في "هآرتس"، نشرنا الأخبار عن صراعات القوى الدائرة في القيادة الأمنية تحت غطاء إسم "المعركة على المشروع المركزي". الرقابة لم تتدخل ما دمنا لم نقُم بأي إشارة إلى نوع الأسلحة وقدراتها. وبدورهم، حاول مسؤولو الصناعات استمالتنا إلى جانبهم، فاجتمعت قيادات عسكرية بالصحافيين بهدف الحديث عن تدريب كبير قاده الجنرال عوزي ديان، من دون الحديث عما تم التدريب عليه. ومن استطاع الفهم، فهِم.
  • في مطلع سنة 1993، حسم رابين النقاش لمصلحة باراك والـ"زيك". مشروع الـ"بغيون" توقف، وحصلت الصناعات الجوية على جائزة ترضية، كمقاول مساعد لـ"إلبيت". فالتدريب الذي أجراه ديان أثبت أن طائرات الـ"زيك" قادرة على الدفاع عن الجولان في حال وقع هجوم سوري مفاجئ على نمط حرب الغفران. وعندما تم انتخاب باراك لمنصب رئيس الحكومة في سنة 1999، كان مؤمناً بأن المسيّرات المسلحة ستزود إسرائيل بسور واقٍ طائر في حال عاد الجولان إلى سورية من خلال اتفاق سلام، وطرح الفكرة على حكومته.
  • السلام مع سورية توقف على الطريق، اندلعت الانتفاضة الثانية، وصادق أريئيل شارون على استعمال المسيّرات الهجومية في عمليات الاغتيال في قطاع غزة. المعروفة بينهم كانت عملية اغتيال قائد "حماس" أحمد ياسين في سنة 2004. لكن على الرغم من أن كل فلسطيني في غزة قد عرف السلاح وقدراته، فإن الرقابة العسكرية المفروضة على استخدام المسيرات المسلحة لم تتغير، حتى بعد أن غيّرنا التسمية إلى "مسيّرات- ( بدلاً من طائرات من دون طيار). وعندما قام الجيش الأميركي وأجهزة الاستخبارات الأميركية باستخدام مسيّرات لاغتيال مقاتلي القاعدة وداعش، حافظت إسرائيل على الصمت - إلى أن خرجت في الأمس عن صمتها، تقريباً بعد مرور 30 عاماً على موافقة رابين على تطوير الـ"زيك" مكان الـ"بغيون".
"يديعوت أحرونوت"، 21/7/2022
الفلسطينيون يعودون إلى مركز الخطاب، على الأقل موقتاً
موشيه إلعاد - تولى سابقاً منصب المسؤول عن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، واليوم محاضر في كلية أكاديمية الجليل الغربي

 

  • ما الذي دفع زعماء الدول العربية، الذين اجتمعوا قبل بضعة أيام في جدة في السعودية، إلى التصريح، كلٌّ بدوره، بأنه لن يتم التوصل إلى سلام حقيقي في المنطقة حتى يجري حل القضية الفلسطينية؟ لماذا أهمل زعماء مصر والبحرين وقطر ودول خليجية أُخرى المسألة الإيرانية والحوثيين في اليمن، والوضع في العراق، وتطرُّف الجهات الأصولية والإرهاب الداخلي في دولهم؟ ما هو مغزى طوق النجاة الذي رُميَ في اتجاه الفلسطينيين الذين استوعبوا في الأعوام الأخيرة أن العالم العربي تخلى عنهم؟
  • لقد عاد العالم العربي إلى مصطلحين لم نسمعهما منذ وقت طويل: وحدة الكلمة ووحدة الخط. الذي رسم المسار القديم - الجديد، القائل إن السلام يمرّ بجدة وغزة هو عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية. لقد توقعوا منه في الشرق الأوسط وفي الولايات المتحدة إعلان حدوث اختراق في العلاقات مع إسرائيل، وأن يتحدث عن رزمة الاتفاقات بين البلدين، لكن تعليمات من القصر طلبت من الجبير الإعلان أن السعودية لن توقّع اتفاقاً منفرداً مع إسرائيل، إلى أن يتم التوصل إلى حل الدولتين.
  • كما تطرّق إلى "المبادرة السعودية" العائدة إلى سنة 2000، والتي تحولت إلى مبادرة عربية، واشترطت اتفاقات التطبيع الكاملة بين العالم العربي وبين إسرائيل بالانسحاب الكامل إلى خطوط الـ1967، ومن كل القدس الشرقية ومن هضبة الجولان، وحل المشكلة الفلسطينية وغيرها. فما الذي دفع السعوديين إلى إعادة طرح المبادرة والتلويح بها مجدداً؟ الجبير نفسه الذي لمّح في تصريحات سابقة إلى مؤشرات تقارُب مهمة مع إسرائيل، كشف السبب من خلال تعابير وجهه ولهجته: إسرائيل دفعت ثمن غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الرئيس الأميركي خلال زيارته إلى المملكة.
  • تصريحات بايدن في المؤتمر الصحافي مع لبيد في الأسبوع الماضي بشأن العودة إلى مخطط الدولتين كحل وحيد لإنهاء النزاع، ساعدت دبلوماسياً ولي العهد من أجل تحصين مواقفه وإخراج المبادرة السعودية من أدراج النسيان وطرحها مجدداً على الحديث مع الإسرائيليين.
  • خلال حملته الانتخابية الرئاسية، وصف جو بايدن محمد بن سلمان بكلمات مهينة، مثل "القاتل" و"المجرم" – وهذا كلام غير صحيح سياسياً، وخصوصاً إذا جاء من فم زعيم حزب تحولت ثقافة الصح سياسياً إلى قيمة مقدسة لديه. وفعل ذلك مطالباً بتحقيق جذري في جريمة الصحافي السعودي -الأميركي جمال الخاشقجي.
  • لدى وصوله إلى السعودية في نهاية الأسبوع الماضي، حظيَ بايدن باستقبال بارد. وبينما كانت زيارات زعماء دول كبرى تحظى باستقبال فخم ومهيب من الملك ومن ولي العهد السعودي، جرى استقبال بايدن من جانب شخصيات دبلوماسية من رتبة منخفضة، مثل حاكم جدة الأمير خالد الفيصل والسفيرة السعودية في الولايات المتحدة الأميركية ريما بنت بندر (عندما زار ترامب المملكة في سنة 2017، حظيَ باستقبال مهيب شمل رقصاً تقليدياً بالسيوف، وهدايا شخصية وشيكاً على صفقة شراء سلاح بقيمة 350 مليار دولار). اللهجة الحازمة لولي العهد بن سلمان وردوده الساخرة على الصحافيين لم تترك مكاناً للشك: لقد ضرب السعوديون السرج الإسرائيلي كي يفهم الحصان الأميركي.
  • الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وجّهوا أنظارهم بانتباه شديد إلى الرياض كي يفهموا اتجاه الرياح. وعندما فهموا أن السعوديين يريدون تلقين الأميركيين درساً بواسطة معاقبة إسرائيل، انفكت بسرعة عقدة ألسنتهم وبدأوا هم أيضاً بطرح الموضوع الفلسطيني.
  • توقّع حدوث اختراق مع إسرائيل كان مهماً، وخصوصاً بالنسبة إلى جزء من الزعماء العرب.  البعض منهم انتظر وقتاً طويلاً كي يتحقق التغيير، لكن وحدة الكلمة ووحدة الخط انتصرت بسرعة؛ وهم قبِلوا الحكم. في رام الله، شاهدهم أبو مازن وشعر بالارتياح، وخصوصاً في ضوء خيبة الأمل بزيارة بايدن له. لكن مع وتيرة التطورات الشرق الأوسطية، ليس من المستبعد أن يخيب أمله مجدداً.