مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
قوات من الجيش الإسرائيلي تنفذ حملة اعتقالات في عدة بلدات فلسطينية في الضفة الغربية
في غضون أسبوع واحد، إيران تعلن تفكيك شبكة تجسس إسرائيلية ثانية
المحكمة في موسكو تقبل طلب وزارة العدل محاكمة الوكالة اليهودية وتحدد موعداً لعقد جلسة أولى يوم 19 آب/أغسطس المقبل
أخبار انتخابية: استطلاع "معاريف": قائمة "روح صهيونية" تجتاز نسبة الحسم ويمكن أن توفر لنتنياهو أغلبية لتأليف حكومة
تقرير: جولة مفاوضات حاسمة في الأسبوع المقبل بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل
مقالات وتحليلات
بينما تتساءل إسرائيل عن اليوم التالي ما بعد محمود عباس، تحدث تغييرات في الضفة
إسرائيل تنتظر بايدن، ومن شأن هذا أن يضر بها
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 29/7/2022
قوات من الجيش الإسرائيلي تنفذ حملة اعتقالات في عدة بلدات فلسطينية في الضفة الغربية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوات من الجيش وبالتعاون مع قوات حرس الحدود التابعة للشرطة وعناصر جهاز الأمن العام ["الشاباك"] قامت الليلة قبل الماضية بحملة واسعة لاعتقال مطلوبين في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

وأضاف البيان أنه تم خلال الحملة اعتقال 9 مطلوبين بشبهة تورطهم في أعمال عنيفة، وأشار إلى أن الحملة شملت عدة بلدات فلسطينية منها بيت فوريك، وترقوميا، وبيت فجار، وتقوع، وأبو ديس، ومخيم الدهيشة.

وبحسب البيان، وقعت مواجهات عنيفة في أثناء اقتحام بلدة أبو ديس في منطقة القدس شملت قيام فلسطينيين بإلقاء زجاجات حارقة وحجارة في اتجاه القوات الإسرائيلية التي ردّت بإطلاق الذخيرة الحيّة.

وأفاد البيان أن أحد جنود حرس الحدود أُصيب بجروح طفيفة.

"يديعوت أحرونوت"، 29/7/2022
في غضون أسبوع واحد، إيران تعلن تفكيك شبكة تجسس إسرائيلية ثانية

أُعلن في إيران بعد ظهر أمس (الخميس) عن تفكيك شبكة تجسس تعمل لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي قبل تنفيذها عمليات عدائية.

وذكر بيان صادر عن الشرطة الإيرانية أن أعضاء الشبكة وعددهم 5 أشخاص عملوا على جمع معلومات سرية ونشر دعاية معادية للنظام في طهران وإشعال حرائق في إيران.

وأوضح البيان أن الاستخبارات الإيرانية رصدت تحركات الشبكة جميعها قبل تمكنها من القيام بأي اعتداء أو عمل تخريبي في أراضيها.

وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية الرسمية للأنباء أن أعضاء الشبكة قاموا بكتابة شعارات مناوئة للنظام الإيراني وتلقوا توجيهات ودعماً مالياً من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بهدف شن هجمات مسلحة والقيام بأعمال تخريبية.

وهذه هي ثاني عملية اعتقال من هذا النوع يُعلن عنها في غضون أسبوع واحد.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الشبكة تلقت مدفوعات مالية في مقابل نشاطاتها وتبين أنها تمتلك معدات متطورة بالإضافة إلى هواتف محمولة وشرائح هاتف محمول. كما أشارت إلى أن الشبكة كانت على اتصال بالموساد من خلال زعيم إحدى الجماعات الانفصالية التي لها تاريخ من الارتزاق لإسرائيل.

وجاء هذا الإعلان بعد أيام من إعلان طهران اعتقال شبكة تجسس إسرائيلية أُخرى وعملاء حاولوا تنفيذ عمليات تخريب وعمليات إرهابية بمساعدة أحدث التقنيات.

وقال موقع "نور نيوز" المرتبط بالحرس الثوري الإيراني إن السلطات الإيرانية ألقت القبض على شبكة التجسس هذه في أثناء قيامها بزرع متفجرات في موقع حساس للغاية في محافظة أصفهان قبل ساعات من التخطيط لتفجيره.

وذكر الموقع أن الخلية دخلت إيران قبل أشهر من كردستان العراق بعد أن تدربت في أفريقيا بتوجيه من جهاز الموساد للتجسس.

وبحسب التقرير، تم توقيف عناصر الشبكة على خلفية زرع مواد شديدة الانفجار في الموقع المستهدف، وذلك قبل ساعات قليلة من المرحلة الأخيرة من عمليتهم الإرهابية.

ومعروف أن محافظة أصفهان هي موطن محطة نتانز النووية التي سبق أن استُهدفت في هجمات نسبتها طهران إلى إسرائيل.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ذكرت الشهر الفائت أنه تم القبض سرّاً على ضابط كبير في الحرس الثوري هو العميد علي ناصري بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل. وأضافت أن ناصري عمل كقائد كبير في وحدة حماية المعلومات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

كما ذكرت الصحيفة نفسها أنه قبل شهرين أُلقي القبض على عشرات المسؤولين الأمنيين الضالعين في برنامج الصواريخ الإيراني بزعم تسريب معلومات سرية إلى إسرائيل.

وقبل عدة أشهر تم استبدال رئيس المخابرات في الحرس الثوري الإيراني حسين طيب.

وكان طيب الذي شغل هذا المنصب لأكثر من 12 عاماً، مكلفاً بكشف شبكة التجسس الإسرائيلية في إيران، كما قال مستشار للحكومة الإيرانية وشخص مرتبط بالحرس الثوري الإيراني رفض الكشف عن هويته لصحيفة "نيويورك تايمز".

"يسرائيل هيوم"، 29/7/2022
المحكمة في موسكو تقبل طلب وزارة العدل محاكمة الوكالة اليهودية وتحدد موعداً لعقد جلسة أولى يوم 19 آب/أغسطس المقبل

قبلت المحكمة في موسكو أمس (الخميس) طلب وزارة العدل الروسية محاكمة الوكالة اليهودية للاشتباه بها بجمع معلومات عن مواطنين روس على نحو مخالف للقانون.

ورجّح كبار المسؤولين في إسرائيل أن يكون هذا القرار صادراً عن مستويات سياسية عليا في موسكو وليس من اختيار المحكمة ذاتها.

وحدّدت المحكمة نفسها موعداً لعقد جلسة أولى لهذه المحاكمة يوم 19 آب/أغسطس المقبل، الأمر الذي يعني أن الأزمة مع روسيا مستمرة في الوقت الحالي. غير أنه تبين في الوقت ذاته أن نشاط الوكالة في روسيا لن يتوقف على الفور وسيكون هناك متسع من الوقت للتوصل إلى تفاهم مع الكرملين بشأن هذه القضية.

هذا، ووصل إلى موسكو أول أمس (الأربعاء) الوفد الإسرائيلي المكلف ببحث هذه القضية، بعد عدة أيام من تأخير التصديق على تأشيرات دخول أعضاء الوفد إلى روسيا.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إن المستشارين القانونيين ضمن هذا الوفد الإسرائيلي بدأوا بعقد اجتماعات مع المسؤولين القانونيين الروس للتباحث في هذه القضية.

بموازاة ذلك ذكرت مصادر في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة يائير لبيد حثّ الوفد القانوني عشية مغادرته إلى موسكو، على بذل قصارى جهده لاستخلاص أقصى فائدة من الحوار القانوني وفي الوقت نفسه تعزيز الحوار السياسي مع كبار المسؤولين الروس.

تجدر الإشارة إلى أن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى كانت أكدت أن موافقة روسيا على وصول الوفد الإسرائيلي المذكور إلى موسكو هو بمثابة تلميح إلى إسرائيل بأن موسكو توافق على إجراء مفاوضات بشأن طلب وقف نشاطات الوكالة اليهودية وإغلاق مكاتبها في روسيا.

"معاريف"، 29/7/2022
أخبار انتخابية: استطلاع "معاريف": قائمة "روح صهيونية" تجتاز نسبة الحسم ويمكن أن توفر لنتنياهو أغلبية لتأليف حكومة

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن سيحصل معسكر الأحزاب في المعارضة الحالية بقيادة رئيس الليكود ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو على 59 مقعداً، وستتمكن قائمة "روح صهيونية" برئاسة وزيرة الداخلية أييلت شاكيد [رئيسة "يمينا"] من اجتياز نسبة الحسم (3.25%) وذلك في إثر تحالفها مع حزب "ديرخ إيرتس" برئاسة وزير الاتصالات يوعز هندل، وتحصل على 4 مقاعد. وإذا ما اختارت شاكيد الانضمام إلى معسكر نتنياهو فستمنح هذا الأخير الأغلبية المطلوبة لتأليف حكومة [63 مقعداً].

وأظهر الاستطلاع أن المقاعد الـ59 التي يحصل عليها معسكر نتنياهو موزعة على النحو التالي: حزب الليكود 35 مقعداً، وحزب الصهيونية الدينية 10 مقاعد، وحزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 8 مقاعد، وحزب يهدوت هتوراه الحريدي 6 مقاعد.

في المقابل يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 51 مقعداً موزعة على النحو التالي: حزب "يوجد مستقبل" برئاسة رئيس الحكومة يائير لبيد 23 مقعداً، وتحالف حزبي "أزرق أبيض" و"أمل جديد" برئاسة وزير الدفاع بني غانتس 11 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا" 5 مقاعد، وحزب العمل 4 مقاعد، وحزب ميرتس 4 مقاعد، وحزب راعام 4 مقاعد.

وتحافظ القائمة المشتركة على تمثيلها الحالي وتحصل على 6 مقاعد في الكنيست.

"يديعوت أحرونوت"، 28/7/2022
تقرير: جولة مفاوضات حاسمة في الأسبوع المقبل بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

يصل الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، عاموس هوكشتاين، الأسبوع المقبل إلى لبنان لإجراء جولة محادثات حاسمة في ضوء تهديدات حزب الله. وقالت وزيرة الطاقة كارين ألهرار في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت" إن "إسرائيل قدمت عرضاَ جدياً للمرة الأولى منذ بدأنا جولة المحادثات."

وتابعت: "هناك فرصة ذهبية للبنان للتوصل إلى إنهاء النزاع على الحدود البحرية وتطوير مخزون الغاز بما يخدم المصالح الاقتصادية للبنان. أنا أدعو الشعب اللبناني ألاّ يترك العناصر المتطرفة تعرقل الاتفاق. يتعين على لبنان أن يختار بين البقاء مدمراً اقتصادياً أو الانضمام إلى الدول المنتجة للغاز في المنطقة. الكرة الآن بين يدي اللبنانيين."

يصل هوكشتاين يوم الأحد في أهم زيارة له منذ بدء الوساطة بين الدولتين، وعلى خلفية تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشن حرب إذا لم يحصل لبنان على حقوقه. في المقابل تضغط إسرائيل على الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق قبل بدء استخراج الغاز من حقل كاريش خلال الربع الأخير من السنة (من أيلول/سبتمبر حتى كانون الأول/ديسمبر).

وخلال الزيارة من المنتظر أن يلتقي هوكشتاين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري، وطاقم المفاوضات اللبناني. وكان طاقم المفاوضات الإسرائيلي قد تحدث هذا الأسبوع من خلال الزوم مع هوكشتاين، وفي الأمس نقل إليه الاقتراح الإسرائيلي بشأن ترسيم خط الحدود البحرية بين الدولتين. ويقول مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن الاقتراح جديّ للغاية ويمكنه أن يغيّر الوضع في لبنان المدمر اقتصادياً ويحولّه إلى دولة قادرة على إنتاج الغاز. لقد استغرق اللبنانيون وقتاً كي يدركوا أنهم يريدون هذا على الرغم من الأطراف المعرقلة بالأساس من جهة حزب الله. وفي رأي هذه المصادر فإن المقترح الذي قدمه اللبنانيون إلى هوكشتاين هو "نقطة بداية".

حالياً ينتظرون في إسرائيل بفارغ الصبر نتائج محادثات هوكشتاين في لبنان ويأملون حدوث اختراق. وإذا حدث فعلاً تقدم مهم فمن المحتمل أن يطلب هوكشتاين من الطرفين الاجتماع في الناقورة القريبة من الحدود. ومع ذلك يقول مسؤولون رفيعو المستوى في إسرائيل: "لن نعارض الاجتماع في الناقورة إذا توصلنا إلى مرحلة متقدمة وأصبحنا على وشك الوصول إلى النهاية."

يتناول الاقتراح الإسرائيلي أيضاَ مسألة هوية الشركة التي ستنفذ عمليات التنقيب. ومن الاحتمالات أن تكون شركة توتال الفرنسية هي التي ستحفر في منطقة الحدود لمصلحة الدولتين لمنع مشكلات التنسيق والقيام بتقسيم عادل للأرباح من المنطقة المتنازع عليها.

وزيرة الطاقة ألهرار، قالت إنه لأول مرة تقدم إسرائيل اقتراحاً إلى الوسيط الأميركي وأضافت: "إنها مصلحة إسرائيلية ستؤدي إلى استقرار المنطقة. تجري إسرائيل مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق، وكلي أمل بأن حكومة لبنان ستعمل بالطريقة نفسها." وتابعت: "هناك أطراف في لبنان معرقلة وآمل التوصل إلى اتفاق، نحن مهتمون بالتوصل إليه. قدمنا اقتراحنا من أجل التوصل إلى حل. يعاني لبنان من أزمة طاقة ومن نقص كبير في الكهرباء، ولديه فرصة لتطوير مخزونه واستخراج الغاز والحصول على مصدر للطاقة، ويمكن التوصل إلى اتفاق."

في إسرائيل لا يعبّرون عن تأثرهم بتهديدات نصر الله، وتعتقد المؤسسة الأمنية أن هذه التهديدات تؤشر إلى إدراك نصر الله قرب توصل الدولتين إلى اتفاق، وفي حالة كهذه يمكنه الادعاء أنه جرى التوصل إلى اتفاق جيد بفضل تهديداته. من جهة أُخرى، فإسرائيل لا تخاطر وهي تزيد من جهوزيتها لإحباط محاولات حزب الله مهاجمة منصة الغاز.

فيما يتعلق بحقل الغاز كاريش، تكذّب إسرائيل التقارير التي اقترحت نقل المنصة وتقريبها من إسرائيل. ووفقاً لمسؤول رفيع المستوى لا علاقة بين الخلاف مع لبنان وبين حقل كاريش. فالمقصود حقل إسرائيلي ومنصة إسرائيلية كانت دائماً في المياه الإسرائيلية وهي موجودة جنوبي المنطقة التي من المفترض أن يسيطر عليها لبنان.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 29/7/2022
بينما تتساءل إسرائيل عن اليوم التالي ما بعد محمود عباس، تحدث تغييرات في الضفة
عاموس هرئيل - محلل عسكري

 

  • بعيداً عن العناوين الأولى وتقريباً تحت السطح، لا تزال الضفة الغربية تغلي. كما أن انحسار موجة الهجمات التي حدثت في الربيع داخل الخط الأخضر أدى إلى تحويل انتباه وسائل الإعلام إلى مجالات أُخرى: الخلاف على الغاز مع لبنان وتهديدات نصر الله، التقرير الحاد لمراقب الدولة بشأن أحداث "حارس الأسوار"، وبدء المعركة الانتخابية.
  • لكن الساحة الفلسطينية ليست هادئة. ومع أن جزءاً من الضغط يظهر في صراع عنيف ضد إسرائيل ويتمحور مؤخراً في حوادث إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي في المناطق، إلاّ إن هناك أسباباً داخلية كثيرة للتوتر، وهي تتعلق بالضعف المستمر للسلطة الفلسطينية، وتقدم رئيس السلطة محمود عباس بالسن، وصراع الأجيال داخل حركة "فتح" والمنافسة مع "حماس".
  • منذ أكثر من عامين تشير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى مزيد من الضعف لدى السلطة الفلسطينية. وقد ظهر الضغط الذي تتعرض له زعامتها وعجزها عن تحقيق نتائج في نهاية رئاسة ترامب في الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية ضم المستوطنات التي لم تحدث (لم تتحقق بسبب صراعات القوى في إدارة ترامب أكثر منها بسبب الاحتجاج الفلسطيني).
  • برز المأزق الذي يعاني جرّاءه عباس وأنصاره في أيار/مايو 2021 خلال عملية "حارس الأسوار". وصحيح أن المواجهات في الضفة كانت مضبوطة بالمقارنة مع القتال على الحدود مع غزة الذي تجلى بالأساس بإطلاق "حماس" للصواريخ، لكن السلطة خسرت نقاطاً وسط الجمهور الفلسطيني مقارنة بـ "حماس".
  • في الصيف الماضي، على خلفية تصاعد نشاط الخلايا المسلحة في مخيم جنين للاجئين طلبت إسرائيل من السلطة أن تتحرك. لكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لاقت صعوبة في مواجهة تحدي المخيم الذي تحول إلى منطقة مستقلة. وفي شباط/فبراير الماضي عاود الجيش الإسرائيلي عملياته في المخيم بهدف توقيف مشتبه بهم. وساهمت الاحتكاكات العنيفة التي اندلعت هناك في اندلاع موجة "الإرهاب" بعد شهر، على الرغم من أن معظم منفذي الهجمات بين آذار/مارس وأيار/مايو لم يأتوا من المخيم بل من بلدات محيطة به ومن نابلس.
  • أجبرت الهجمات في تل أبيب، وبني براك، وأريئيل – بعد هجومي بئر السبع والخضيرة اللذين نفذهما عربيان من إسرائيل من مؤيدي تنظيم داعش-الجيش الإسرائيلي على القيام بخطوتين. خطوة دفاعية تمثلت بنشر قوات نظامية واسعة النطاق لسد الثغرات الكبيرة في السياج الحدودي على طول منطقة التماس، وخطوة هجومية بدأت باعتقالات واسعة النطاق وتركزت في منطقة جنين.
  • خلال هذه العمليات واجهت إسرائيل واقعاً جديداً-قديماً. فتقريباً، كل عملية دخول إلى مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، وجزء من البلدات والقرى كانت تواجه بإطلاق نار كثيف للغاية. وكان المطلوبون يفضلون التحصن وخوض قتال. وقد تحركت قوة مكافحة الإرهاب يوم الاثنين من هذا الأسبوع في نابلس وقتلت مطلوبيْن مسلحيْن من تنظم "فتح" وعادت لتنفيذ إجراء "وعاء الضغط" – حصار مستمر على منزل انطلقت منه صواريخ مضادة للدبابات-كما كان يجري خلال الانتفاضة الثانية. وقد برز في المواجهة تعاون كبير بين أنصار "فتح" وناشطي "الجهاد الإسلامي"، وأحياناً حتى مع خلايا محلية لها علاقة بـ"حماس".
  • لم يتغير أبو مازن بالنسبة إلينا؛ فهو لا يشجع "الإرهاب" على الرغم من الدعم الاقتصادي المستمر الذي تقدمه السلطة إلى عائلات الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل ... لكن التغير التدريجي في الضفة الغربية يحدث بينما رئيس السلطة لا يزال في منصبه. جزء من الأحداث له علاقة بالأمر وجزء آخر يتعلق بظواهر أُخرى مثل الانتشار الكبير للسلاح على الأرض.
  • في السنة الماضية وبطلب من رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت، دخل الشاباك في خضم المعركة ضد انتشار السلاح وسط الجمهور العربي في إسرائيل. كما أن الجهد المشترك التي تبذله الأجهزة الأمنية ضد تهريب السلاح إلى الأردن، بدأ يعطي ثماره الأولى. لكن في الضفة وفي حدود الخط الأخضر فإن الحصول على سلاح أمر متوفر لكل من يشاء تقريباً.
  • بعد موجة الهجمات أوصى الشاباك الحكومة بالدفع قدماً بتعديلات تشريعية تساهم في رأيه في محاربة مؤيدي داعش داخل الخط الأخضر، الذين بدأوا سلسلة الهجمات. ويطالب الشاباك بتعديل البند 24 من قانون محاربة الإرهاب الذي ينص على أن "من يحتفظ أو يستخدم مواد تحريضية تابعة لتنظيم إرهابي نظرياً وعملياً" يرتكب جريمة. ويقول الشاباك أن اثنين من المنفذين الثلاثة للهجمات في بئر السبع والخضيرة والتي أدت إلى مقتل 6 إسرائيليين شاهدوا فيديوهات تحريض تابعة لداعش، دفعتهم إلى الانتقال من التأييد الفكري للتنظيم السلفي إلى عمليات "إرهابية" مسلحة.
  • بالإضافة إلى هذا ينوي الشاباك إضافة بندقية "إير سبوت" (بندقية تطلق رصاصات بلاستيكية) إلى الأسلحة التي تتطلب ترخيصاً، واقتراح القانون الذي جرى صوغه مؤخراً لتعديل قانون السلاح يفرض عقوبة بالسجن على كل من يحمل البندقية من دون ترخيص. هذا السلاح منتشر وسط الجمهور العربي ويستخدمه المجرمون ويُستخدم كذلك في العمليات "الإرهابية". وقد عُثر على هذه البندقية لدى عدد من المشتبه بهم في أراضي السلطة الذين اعتقلوا مؤخراً بسبب علاقتهم بداعش.
  • أنهت المؤسسة الأمنية مؤخراً المعطيات المتعلقة بالنصف الأول من سنة 2022. وقد سُجّل خلال هذه الفترة 61 هجوماً "مهماً" و36 "حادثة قتال" (كإطلاق النار على الجيش الإسرائيلي خلال الاعتقالات)، كما جرى اعتقال قرابة 1720 فلسطينياً وعربياً من سكان إسرائيل. وقُتل 66 فلسطينياً في الضفة بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو، بالمقارنة مع 81 قتيلاً خلال السنة الماضية كلها، بمن فيهم الذين سقطوا خلال عملية "حارس الأسوار". وبرز دور الجيل الشاب في أحداث العنف. وبحسب الأرقام فإن 87% من المعتقلين في اضطرابات القدس كانوا تحت سن 25 عاماً، ونحو 24 % كانوا من الأولاد.
  • لا شيء في هذه الأرقام يبشر بالخير باستثناء أمر واحد هو التحسن الكبير في التعامل الإسرائيلي مع الأحداث التي اندلعت هذه السنة مقارنة بالتصعيد التدريجي الذي أدى إلى العملية العسكرية في غزة العام الماضي. لقد كانت الخطوات منسقة ومتوازنة وفي معظمها أكثر انضباطاً. لكن، وعلى الرغم من الخط المتشدد الذي انتهجته حكومة لبيد -بينت في مواجهة "الإرهاب" فإنه لم يكن عشوائياً. ويبدو أن هذا ساهم في عدم خروج الوضع في المناطق عن السيطرة.
"مركز القدس للشؤون العامة والسياسية"، 28/7/2022
إسرائيل تنتظر بايدن، ومن شأن هذا أن يضر بها
يوسي كوبرفاسر - عسكري وباحث

 

  • مع نهاية زيارة بايدن، يمكن القول إن احتمالات حدوث تغيير استراتيجي في المنطقة تحقّقت بشكل جزئي-وهو ما يعني أن هذه الاحتمالات لا تزال قائمة. لكن السؤال المحوري يتركز على مدى التغييرات المحتملة في سياسة الولايات المتحدة تجاه الإقليم.
  • أظهرت الزيارة (من خلال إعلان القدس)، الحميمية الكبيرة التي تميّز العلاقات الإسرائيلية-الأميركية؛ التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، والمصلحة المشتركة بتطوير العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. لكن في الوقت ذاته، برزت فجوات بين الطرفين فيما يتعلق بالموضوع الإيراني والقضية الفلسطينية.
  • خلال الزيارة، أشار الرئيس بايدن مجدداً إلى أن عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة مطلوبة لمنع فراغ قد تملؤه روسيا والصين من خلال التعاون مع إيران. ولذلك، وفي أعقاب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، وضع بايدن موضوع حقوق الإنسان جانباً، وتنازل وذهب لحضور اجتماعات في جدّة. هذا المفهوم الذي يتناقض مع مبادئ الرئيس الأميركي، لم يتطوّر بعد إلى مصالحة كاملة، ولا يزال هناك كثير من الجهات داخل الحزب الديمقراطي التي تضع العوائق أمام مسار المصالحة.
  • تعكس خطوات الرئيس بايدن مسار الضعف في مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى في المنطقة. وهو ما توصل إليه الإيرانيون والسعوديون، وبالتالي تبنّوا مواقف أكثر حديّة في مقابل التوقعات الأميركية. فالتصريحات العدوانية الإيرانية في أعقاب الزيارة، وعلى رأسها ما ورد على لسان مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي عن إمكان الذهاب إلى سلاح نووي، وعدم استجابة السعودية مباشرة للطلب الأميركي بزيادة إنتاج النفط، كل هذه الأمور أظهرت حجم التراجع في مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وخصوصاً بعد الانسحاب المُخجل من أفغانستان. لكن صورة الضعف هذه تضر بمكانة حلفاء الولايات المتحدة أيضاً الذين يتردّدون في مواجهة إيران، وفي الوقت ذاته تدلّل على أهمية إسرائيل بصفتها الجهة الوحيدة التي تعمل علناً ضد جهود إيران لزيادة تأثيرها إقليمياً.

التغيير في الرؤية الأميركية-فرصة لإسرائيل

  • على الرغم من هذا كله، فإن الولايات المتحدة القوة العظمى الأهم في العالم، وسعيها بالتدريج لمنع تغيير في النظام الإقليمي هو تطوّر إيجابي بالنسبة إلى إسرائيل. حالياً، علينا أن نبحث مع الأميركيين في كيفية الدفع قدماً بهذا الهدف سوياً، إلى جانب الجهات الأُخرى التي تشاركنا القلق من تعاظم قوة الجهات المتطرّفة بقيادة إيران في المنطقة. ومع أن فكرة تشكيل منظومة دفاع إقليمي لم تتطور خلال الزيارة، إلاّ إن هذا ليس سبباً كافياً للتخلي عن الفكرة، بل يمكن البحث في السبل الأمثل للدفع بها قدماً عبر تعاون ثلاثي بين إسرائيل والولايات المتحدة وكل دولة بحسب حاجاتها. وتبدو زيارة رئيس هيئة الأركان إلى المغرب، خطوة في هذا الاتجاه.
  • بجميع الأحوال، فإلى وقت قريب كان التركيز الأميركي على التوتر مع روسيا والصين يضر بالتقاء المصالح بين الولايات المتحدة من جهة وإسرائيل ودول الخليج التي لا ترى في الصين وروسيا تهديداً لأمنها من جهة أُخرى. لذلك فإن التغيير في فهم واشنطن يرمّم التقاء المصالح الذي اعتمد في الأساس على التعاون الاستراتيجي. فالهدف الأساسي المشترك لإسرائيل والدول العربية المعتدلة هو ترجمة التقاء المصالح هذا لإحداث تغيير في السياسة الأميركية تجاه إيران، ودفع الولايات المتحدة لتفعيل ضغوط حادة على النظام الإسلامي المتطرّف، ومن ضمنها تهديد عسكري جديّ لإيران بهدف كبح برنامجها النووي. هذا كله، إلى جانب التخلي عن طرح فكرة العودة إلى الاتفاق النووي.
  • الآن، يجب استغلال زيارة الرئيس الروسي لإيران، وتقارب العلاقات بين الدولتين و"الوقاحة" الإيرانية بهدف الدفع بالأميركيين إلى تبني سياسة أكثر حديّة في مقابل إيران.
  • وفي الوقت ذاته، يجب الاستعداد للتعامل مع المخاطر التي ستنجم عن هذه التطورات، ومنها توجّه روسي أكثر عدوانية ضد حرية الحركة الجوية الإسرائيلية في سورية، ومحاولة إيران وأذرعها الاستمرار باستغلال صورة الضعف الأميركي بهدف تحقيق أهدافها. فإيران، التي استغلت هذا الضعف بهدف التقدم كثيراً في برنامجها النووي من دون أي رد أميركي، من الممكن أن تضع الولايات المتحدة أمام تحديات إضافية وجديدة. هذا بالإضافة إلى إمكان أن يعمد حزب الله إلى امتحان التصميم الإسرائيلي فيما يتعلق بمنصة الغاز "كاريش".
  • يبدو أن الزيارة ساهمت بشكل محدود فقط فيما يتعلق بدفع التطبيع والسلام مع الدول العربية المعتدلة-كالسماح بالتحليق فوق الأجواء السعودية والموافقة الأولية على رحلات مباشرة من إسرائيل. هذا يُعد إشارة إلى احتمالات كامنة للاستمرار ببناء العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين إسرائيل والدول العربية، على الرغم من معارضة الفلسطينيين. ويتضح للأميركيين يوماً بعد يوم، أن محاولة الفلسطينيين تصوير أنفسهم على أنهم مندوب العالم الإسلامي والعربي، غير صحيحة. فالسعودية ملتزمة بمبادرة السلام العربية التي تربط بين التطبيع مع إسرائيل وقبولها بمعظم المطالب الفلسطينية، وهذه المبادرة غير قابلة للتطبيق في هذه المرحلة. إن الخطوة السعودية تكسر السد نهائياً، واحتمالات انهياره تبدو أعلى. وهنا، من المهم الإشارة إلى أن الرئيس بايدن وخلال التصريحات المشتركة مع رئيس الحكومة يائير لبيد، تطرّق إلى "اتفاقيات أبراهام" بالاسم، ولم يكتفِ فقط بمصطلح "التطبيع"، كما فعل أعضاء إدارته.

لبيد ساعد الفلسطينيين للتهرّب من المسؤولية

  • يبدو أن الموضوع الفلسطيني قد هُمّش مجدداً، وهذا يعود في الأساس إلى اعتقاد بايدن بعدم وجود أي احتمال لمسار سياسي في ظل الأوضاع الحالية. والنار التي تطلق من غزة تهدف، بالأساس، إلى التعبير عن الإحباط الفلسطيني (وتحدي السلطة الفلسطينية). ولهذا برزت صورة الفلسطينيين كضحايا أبديين، يجب تعويضهم عن التعامل المحدود مع قضيتهم وعدم القدرة على الاستجابة لمطالبهم الاستراتيجية.
  • إن التسهيلات الإسرائيلية التي كان الهدف منها إرضاء أبو مازن وبايدن معاً، والوعود بمساعدات أميركية، كانت من دون أي مقابل من جانب الفلسطينيين وتضمنت مخاطر أمنية إسرائيلية (بناء فلسطيني في مواقع حسّاسة وتحديات استخباراتية بسبب دخول 4G إلى الهواتف الفلسطينية). من الممكن أن يؤدي هذا إلى تعميق الشعور لدى الفلسطينيين بأن الرفض المستمر مفيد لهم، وفي نهاية المطاف سيتصالح الإسرائيليون والأميركيون مع التقليد الفلسطيني بدفع الرواتب لمنفذي العمليات وتأبيد قضية اللجوء من خلال تقديم المساعدات للأونروا، على الرغم من استمرار السلطة بتحريض الشباب الفلسطيني ضد إسرائيل من خلال مناهج التعليم.
  • مرة أُخرى، هناك تجاهل لدور الفلسطينيين ذاتهم بتأبيد الصراع والحرب ضد الصهيونية. لقد أضاع لبيد فرصة توضيح المسؤولية الفلسطينية عن الأفق السياسي المسدود عندما سُئل خلال اللقاء مع الصحافيين عن موقفه من حل الدولتين. فبدلاً من إيضاح الفرق بين "دولتين" و"دولتين لشعبين"، أحدهما الشعب اليهودي، إلى جانب التشديد على مصالح إسرائيل الأمنية، اكتفى بإجابة مبهمة عبّر فيها عن دعمه بالمبدأ. وبالمناسبة، فإن بايدن وخلال اللقاء مع أبو مازن استخدم مصطلح "دولتين لشعبين"، وصمّم على أن لكليهما جذوراً عميقة في هذه الأرض (المشكلة أن كل مركّبات معادلة بايدن الأُخرى هي إشكالية بالنسبة إلى إسرائيل).
  • في المحصلة، هناك تطوّرات إيجابية في الموضوع الإقليمي. ومع ذلك، فإن تأخر هذه التطورات أو عدم حدوثها في أعقاب زيارة بايدن، من شأنه أن يعزز احتمالات استغلال الأمر من جانب الجهات التي تتحدّى النظام الإقليمي الحالي وتتحدّى مكانة الولايات المتحدة، وستحاول هذه الجهات الدفع قدماً بالترتيبات الملائمة لها، وبذلك تزداد الخطورة على إسرائيل والاستقرار الإقليمي.