مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الإدارة الأميركية بلّغت إسرائيل أنها لن توافق على تنازلات أُخرى في إطار المفاوضات غير المباشرة مع إيران بشأن الاتفاق النووي
تمديد اعتقال بسام السعدي والنيابة العسكرية تؤكد نيتها تقديم لائحة اتهام ضده
9 دول أوروبية تندّد بإغلاق مكاتب 7 منظمات فلسطينية غير حكومية في الضفة الغربية
مكالمة هاتفية بين هرتسوغ وأردوغان بمناسبة إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين تركيا وإسرائيل
تقرير: زيارة رئيس جهاز "الشاباك" إلى القاهرة تهدف إلى احتواء التوتر الذي يسود العلاقات بين إسرائيل ومصر
مقالات وتحليلات
حزب الله يصعّد تهديداته ضد إسرائيل وإيران هي الرابح
تهديدات التجمع الوطني الديمقراطي تزيد في حدة الاستقطاب في المجتمع العربي
ما مدى جاهزية إسرائيل لمواجهة خطر المسيّرات المتعاظم؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Walla، 21/8/2022
الإدارة الأميركية بلّغت إسرائيل أنها لن توافق على تنازلات أُخرى في إطار المفاوضات غير المباشرة مع إيران بشأن الاتفاق النووي

قال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن الإدارة الأميركية بلّغت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية أنها لن توافق على تنازلات أُخرى في إطار المفاوضات غير المباشرة التي تجريها مع إيران بشأن الاتفاق النووي، وأكدت أنه من غير المتوقع أن يتم توقيع اتفاق نووي جديد في الوقت الراهن.

وعلم موقع "واللا" بأن هذه الاتصالات جاءت في إطار المحاولات التي تقوم بها الإدارة الأميركية لتهدئة إسرائيل وتبديد مخاوفها من احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران في الفترة القليلة المقبلة، وذلك في إثر قيام إيران بالردّ على مسودة اتفاق قدمها الاتحاد الأوروبي قبل نحو أسبوعين، وهو ما أدى إلى احتكاك بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية.

وأكد المسؤولون الإسرائيليون ذاتهم أنه خلال الأيام العشرة الماضية أجرى كبار المسؤولين في البيت الأبيض محادثات مع مسؤولين في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، ذكروا فيها أنه خلافاً للتقارير الإعلامية، لم توافق إدارة جو بايدن على أي تنازلات جديدة في إطار مسودة الاتفاق الأوروبية، وشددوا على عدم وجود أي تغيير في المواقف الأميركية، وأن الإيرانيين هم الذين تراجعوا بتنازُلهم عن مطلبهم إخراج الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.

وكانت مصادر رفيعة المستوى في ديوان رئاسة الحكومة أشارت في نهاية الأسبوع الماضي إلى أن رئيس الحكومة لبيد بعث برسالة إلى البيت الأبيض، قال فيها إن مسودة الاتفاق النووي التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى إيران لا تتلاءم مع الخطوط الحمراء التي تعهدت إدارة بايدن الالتزام بها حيال المشروع النووي الإيراني، وأعرب عن اعتقاده بضرورة مغادرة الولايات المتحدة المفاوضات فوراً.

ونما إلى عِلم "واللا" أن لبيد متخوّف للغاية من احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي في التوقيت الحالي، وإعلان ذلك قبل انتخابات الكنيست المقبلة التي ستجري في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، الأمر الذي من شأنه تمهيد الأجواء لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو لمهاجمة لبيد ووصفه بأنه فشل في منع التوصل إلى اتفاق. وفي الوقت نفسه، يشدّد المقربون من لبيد على أنه لا يعتزم القيام بحملة ضد الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الاتفاق النووي، مثلما فعل نتنياهو ضد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عشية توقيع الاتفاق النووي مع إيران سنة 2015.

هذا، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في واشنطن غداً (الثلاثاء).

وأكدت الناطقة بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان ووتسون أن المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إيران تجري من دون توقف، وستستمر هذه المحادثات في أثناء زيارة حولاتا إلى واشنطن، وشدّدت على أنه لا يوجد داعم أكبر لأمن إسرائيل من الرئيس بايدن.

"معاريف"، 22/8/2022
تمديد اعتقال بسام السعدي والنيابة العسكرية تؤكد نيتها تقديم لائحة اتهام ضده

أعلن بيان صادر عن جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] أمس (الأحد) أنه انتهى من التحقيق مع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني في جنين بسام السعدي، المشتبه في ارتكابه مخالفات أمنية، على رأسها عضويته في منظمة محظورة [الجهاد الإسلامي] وتقديم خدمات لها، وكذلك التحريض على "الإرهاب" ودعمه، وأشار إلى أنه تمّ نقل مواد التحقيق لدراسة النيابة العسكرية.

وقال محامو الدفاع عن السعدي إن ما يقوله السعدي لا ينطوي على أي تحريض، بل هو تعليقات سياسية.

من ناحية أُخرى، قالت النيابة العسكرية إنها تنوي تقديم لائحة اتهام ضد السعدي، وبناءً على ذلك، استجابت المحكمة العسكرية لطلب النيابة العسكرية تمديد اعتقاله خمسة أيام إضافية حتى يوم 25 آب/أغسطس الحالي.

يُشار إلى أن السعدي رهن الاعتقال منذ 1 آب/أغسطس، حين بدأ التحقيق معه، في إثر معلومات استخباراتية تفيد بأنه واصل نشاطه في إطار الجهاد الإسلامي.

ومددت المحكمة العسكرية في سجن عوفر يوم 16 آب/أغسطس اعتقال السعدي بـ6 أيام، بعد أن تم تمديد اعتقاله سابقاً يوم 11 آب/أغسطس. وأعقبت عملية اعتقال السعدي في جنين انطلاق الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي سُمّيت "مطلع الفجر"، أو "الفجر الصادق"، بحسب تسمية الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية.

"هآرتس"، 21/8/2022
9 دول أوروبية تندّد بإغلاق مكاتب 7 منظمات فلسطينية غير حكومية في الضفة الغربية

أعربت 9 دول أوروبية، منها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، أول أمس (الجمعة)، عن قلقها العميق، في إثر قيام الحكومة الإسرائيلية بإغلاق مكاتب 7 منظمات فلسطينية غير حكومية في الضفة الغربية.

وجاء في بيان مشترك صادر عن الناطقين بلسان وزارات خارجية هذه الدول التسع: "إننا نشعر بقلق عميق من المداهمات التي حدثت صباح 18 آب/أغسطس، في إطار الخفض المقلق لحيّز المجتمع المدني. إن هذه التصرفات غير مقبولة إطلاقاً."

وأكدت الدول الأوروبية التسع، وهي ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا وإيرلندا والدنمارك والسويد، أن وجود مجتمع مدني حر وقوي ضروري لتعزيز القيم الديمقراطية، ومن أجل حل الدولتين، وأضافت أنه لم يتم تلقّي أي معلومات جوهرية من إسرائيل تبرر مراجعة سياستها تجاه هذه المنظمات الفلسطينية غير الحكومية على أساس القرار الإسرائيلي بتصنيف هذه المنظمات غير الحكومية على أنها "منظمات إرهابية".

وكانت الولايات المتحدة أعربت في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن قلقها من إغلاق القوات الإسرائيلية مقار منظمات فلسطينية غير حكومية، مشيرةً إلى أن إسرائيل ستقدم مزيداً من المعلومات عن سبب الإغلاق.

وكانت قوات الجيش الإسرائيلي داهمت يوم الخميس الماضي مكاتب 7 منظمات حقوقية ومدنية فلسطينية في مدينة رام الله، سبق أن صنفتها بأنها "منظمات إرهابية"، وقامت بإغلاق أبواب مداخلها وتركت إخطارات تعلن إغلاقها.

"يسرائيل هيوم"، 21/8/2022
مكالمة هاتفية بين هرتسوغ وأردوغان بمناسبة إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين تركيا وإسرائيل

جرت أول أمس (الجمعة) مكالمة هاتفية بين رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمناسبة إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى سابق عهدها وعودة السفيرين والقنصلين العامّين واستئناف الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى تركيا.

وجاء في بيان صادر عن ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية أن الزعيمين أعربا عن الأمل بأن تؤدي هذه الخطوة المباركة إلى توطيد أواصر العلاقات بين الدولتين في جميع المجالات.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد أجرى الأسبوع الفائت اتصالاً هاتفياً بالرئيس التركي، وتبادلا التهاني بمناسبة عودة العلاقات بين الدولتين إلى سابق عهدها.

وفي واشنطن رحّب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بهذه الخطوة، وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام إنها ستؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار للشعبين، ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.

موقع Ynet، 22/8/2022
تقرير: زيارة رئيس جهاز "الشاباك" إلى القاهرة تهدف إلى احتواء التوتر الذي يسود العلاقات بين إسرائيل ومصر

بدأ رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] رونين بار، أمس (الأحد)، زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، وُصفت بأنها لاحتواء التوتر الذي يسود العلاقات بين إسرائيل ومصر، في إثر تجاهُل إسرائيل التزامات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي تم التوصل إليه مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني يوم 7 آب/أغسطس الجاري، بوساطة مصرية.

وأفادت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] بأن الزيارة تهدف أساساً إلى تخفيف الأزمة في العلاقات مع القاهرة، والتي اشتدت حدّة بسبب الضغط العسكري المتزايد لإسرائيل على حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، خلافاً لتفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار المذكور.

ومن المتوقع أن يعقد بار اجتماعات مع رئيس الاستخبارات العامة المصرية عباس كامل، لبحث الأوضاع في قطاع غزة والمطالب المصرية بالإفراج عن المعتقلين خليل عواودة وبسام السعدي من الجهاد الإسلامي، واللذين ورد اسماهما في إعلان وقف إطلاق النار. وكان البيان المصري الذي تم من خلاله إعلان وقف إطلاق النار في غزة أشار إلى أن مصر تبذل جهوداً وتلتزم العمل على الإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن. كما أكد الناطق بلسان حركة الجهاد أن الاتفاق مع إسرائيل على وقف إطلاق النار جرى بوساطة مصرية، بعد أن وعدت القاهرة بالعمل على الإفراج عن الأسيرين عواودة والسعدي.

يُشار إلى أن العلاقات بين مصر وإسرائيل شهدت توتراً أيضاً قبل قيام هذه الأخيرة بشن عملية "مطلع الفجر" العسكرية ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة [بين 5 و7 آب/أغسطس 2022]، وتحديداً عقب إعلان الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة مصرية مسيّرة عبرت المناطق الحدودية جنوبي البلد، في مطلع حزيران/يونيو الماضي.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية في حينه، نقلاً عن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، أن إعلان إسقاط المسيّرة أغضب السلطات في القاهرة التي اعتبرت أن هذا النشر تسبّب بإحراجها. وأفاد هؤلاء المسؤولون الأمنيون بأنه جرت محادثات بين كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ونظرائهم المصريين في محاولة لتهدئة التوتر بين الجانبين. وبعد ذلك بأيام، جاء الكشف الإسرائيلي عن دفن جنود مصريين قُتلوا خلال معارك حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967] في قبر جماعي في منطقة دير اللطرون شمالي القدس، وإخفاء معالم القبر عبر إقامة كرم أشجار لوز بدايةً، ثم عبر إقامة الموقع السياحي "إسرائيل الصغرى" سنة 2000. وبعد هذا الكشف، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، وأعلن أن الزعيمين اتفقا خلالها على إجراء تحقيق شفاف وكامل في هذا الشأن.

غير أن الأزمة بين الجانبين بلغت الذروة على خلفية الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، إذ اعتبرت القاهرة أن إسرائيل فاجأتها بهذه الحملة في الوقت الذي توقعت إفساح المجال لتهدئة الوضع وتبديد التوتر حول قطاع غزة في إبان قيام إسرائيل بفرض إغلاق على مستوطنات "غلاف غزة" في الأيام الأربعة التي سبقت الحملة. كما ازدادت حدة التوتر بسبب رفض إسرائيل طلب مصر لجم عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، في إثر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 22/8/2022
حزب الله يصعّد تهديداته ضد إسرائيل وإيران هي الرابح
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • على الرغم من الارتفاع الكبير في حجم التصريحات والتسريبات إلى الصحف فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن اتفاق جديد بين إيران والدول الكبرى، هناك حقيقتان لم يطرأ عليهما تغيير. أولاً، لم يجرِ التوصل إلى اتفاق على الرغم من التقدم الذي حققه الطرفان، وليس هناك ما يؤكد التوصل إلى اتفاق في وقت قريب؛ ثانياً، على الرغم من التمنيات، فإن التأثير الإسرائيلي في طبيعة الاتفاق - إذا وُقِّع في النهاية - سيكون ضئيلاً للغاية.
  • الصحافي باراك رابيد في موقع "والا" تحدث عن أن إدارة بايدن حاولت طمأنة إسرائيل في الأيام الأخيرة، مشددةً على أن الولايات المتحدة لن توافق على تقديم تنازلات إضافية، وتعهدت بأنه ليس من المتوقع توقيع اتفاق جديد في المدى الزمني المباشر. وكتب يهونتان ليس في "هآرتس" في الأمس أن رئيس مجلس الأمن القومي إيال حولاتا سيزور واشنطن هذا الأسبوع، في محاولة لفهم الموقف الأميركي الكامل من التسوية الأوروبية لتوقيع الاتفاق. في إسرائيل يشعرون بالرضا عن الإصرار الأميركي على عدم إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة العقوبات، وهم يأملون بأن يتمسك الأميركيون بموقفهم بشأن "الملفات المفتوحة" المتعلقة بالوكالة الدولية للطاقة النووية التي تطالب إيران بتوضيحات تتعلق بانتهاكات سابقة لتعهداتها.
  • لكن هذه الأمور لا تستطيع أن تغير الصورة العامة كثيراً. وتميل تنبؤات الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية حالياً في اتجاه توقيع الاتفاق، على الأقل فيما يخص الأميركيين. إذا اتخذ المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قراراً إيجابياً، فمن المعقول أن توقّع الولايات المتحدة. وهذا الاتفاق سيكون أقل جودة من الاتفاق السابق العائد إلى سنة 2015، لأنه منذ قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق في سنة 2018، استغلت إيران تردُّد الإدارات الأميركية ولامبالاة معينة من جانب المجتمع الدولي لاجتياز جزء من الطريق المؤدية إلى الحصول على قدرة نووية، ومن الصعب على أي اتفاق جديد أن يعيدها إلى الوراء.

خط نصر الله

  • حدث التقدم في المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد في موازاة تطورات في مفاوضات أُخرى غير مباشرة لم تتوصل بعد إلى اتفاق. من المفترض أن يُجري الموفد الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين قبيل نهاية الشهر جولة أُخرى بين القدس وبيروت، في محاولة لحل النزاع على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان والسماح بالبدء بالتنقيب عن الغاز في المنطقة - أولاً في الجانب الإسرائيلي (منصة الغاز كاريش)، وبعدها في الجانب اللبناني- حيث أعمال التنقيب مؤجلة منذ أعوام.
  • الذي لا يزال يفاجىء الساسة الإسرائيليين هو الخط الحربي التصعيدي الذي ينتهجه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. حتى الوقت الأخير كانت الحكمة السائدة في المؤسسة الأمنية هي أن نصر الله لا يزال يحمل ندوب الحرب ضد إسرائيل في سنة 2006، وهو مشغول بالأزمات الاقتصادية والسياسية في لبنان، وسيكون حذراً جداً قبل أن يجرّ حزبه إلى مواجهة عسكرية إضافية. لكن منذ أكثر من شهرين، يهدد الأمين العام لحزب الله إسرائيل بالحرب إذا لم تستجب إلى كل المطالب اللبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية. في بداية تموز/يوليو أرسل مرتين مسيّرات اعترضتها إسرائيل بالقرب من منصة الغاز كاريش. ويستعد الجيش الإسرائيلي لمواجهة احتمال أن يحاول حزب الله القيام بخطوة مشابهة في الفترة المقبلة، لذا، شدد الحماية حول المنصة.
  • التصريح الأخير لنصر الله جاء يوم الجمعة، حين حذّر من أنه إذا لم يحصل لبنان على حقوقه في البحر، فمن المتوقع التصعيد. الأمين العام لحزب الله يرسل في تصريحاته رسالتين: الأولى، هي أن حزب الله مستعد للذهاب حتى النهاية والمخاطرة بحرب من أجل مساعدة اللبنانيين على الحصول على حقوقهم، والثانية، لا علاقة لهذه الأمور بالمفاوضات في فيينا.
  • الرسالة الأولى مُقلقة، لأن المنطقة سبق أن شهدت حوادث أدت فيها زوبعة التهديدات المتبادلة وسوء الحسابات إلى اندلاع الحرب. الرسالة الثانية ليست دقيقة بالضرورة. من المحتمل أن يكون هناك اعتبارات إيرانية لممارسة ضغوط على إسرائيل، على خلفية الجهد المبذول في إغلاق موضوع المحادثات النووية.
  • أحد المخاطر الحالية في التوترات على الحدود الشمالية هو تقدير الطرفين أن الخصم لا يريد أن يتحرك. إسرائيل تعتقد أن حزب الله لا يزال مرتدعاً؛ وحزب الله يعرف أن في القدس حكومة جديدة محدودة الخبرة، أنظارها موجهة نحو الانتخابات في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر. لذا، من المحتمل أن يظهر تقدير بأن هناك هامشاً للمناورة وتبادُل ضربات من دون الدخول في حرب. لكن المشكلة في الكثير من الأحيان أنه من غير الممكن التنبؤ بردود الخصم بدقة وتحديد المواجهة بـ "يوم واحد" أو اثنين، من دون أن تتدهور الأمور إلى حرب.
  • لكن من غير المؤكد أن يكون نصر الله تأثر باعتداد الجيش الإسرائيلي بنفسه بعد عملية "مطلع الفجر" القصيرة في قطاع غزة. صحيح أن إسرائيل حققت إنجازات عملانية واستخباراتية ضد الجهاد الإسلامي، لكن في لبنان يعرفون أن المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله ستكون قصة مختلفة تماماً.
"يديعوت أحرونوت"، 21/8/2022
تهديدات التجمع الوطني الديمقراطي تزيد في حدة الاستقطاب في المجتمع العربي
ميخائيل ميلشتاين - رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز دايان في جامعة تل أبيب، وباحث في معهد السياسة والاستراتيجيا في جامعة ريخمان
  • تترافق تهديدات التجمع الوطني الديمقراطي "بلد" بالانسحاب من القائمة المشتركة مع شعارات تدعو إلى الدفع قدماً برؤية بديلة وموضوعات تدل ظاهرياً على طريق مختلفة، لكنها عملياً ليست سوى صدى لأفكار ماضية لم تنجح في التوصل إلى تحسين وضع المواطنين العرب في إسرائيل، أو في إعادة صوغ علاقتهم بالدولة والمجتمع اليهودي.
  • يدّعي "بلد" أن القائمة المشتركة أضاعت طريقها الأصلية، وهو ما أدى إلى تقليص مشاركتها في النضال الوطني الفلسطيني والتركيز على ما وُصف بالمشكلات المدنية، وعلى النضال ضد بنيامين نتنياهو. وحذّر مسؤولون رفيعو المستوى في "بلد" من أن أي تأييد، ولو غير مباشر، لتولّي لبيد رئاسة الحكومة سيُنهي مشاركة حزبهم في القائمة المشتركة. وأضاف هؤلاء أن على العرب الامتناع من أي ارتباط سياسي مع أحزاب صهيونية من اليسار أو من اليمين، وأن على الجمهور العربي العمل بقوة لتحويل إسرائيل إلى دولة لجميع مواطنيها.
  • تصريحات "بلد" تعكس صورة السياسة العربية كما كانت عليه قبل سنوات، وتجسّد الاختلاف العميق عن الطريق الجديدة التي رسمها منصور عباس في السنة الماضية: التخلي عن الموقف التقليدي في الوقوف موقف المتفرج، لمصلحة اندماج غير مسبوق في الدولة واكتساب النفوذ، من خلال إظهار مرونة معينة إزاء مسائل تخلق شعوراً بالاغتراب في مواجهة الجمهور اليهودي.
  • والظاهر أنه حتى ولو أدت تهديدات "بلد" في نهاية المطاف إلى تفكيك القائمة المشتركة، فإنها تساهم في خلق اليأس العام الذي يسيطر على المجتمع العربي قبيل الانتخابات. من الصعب تلخيص التجربة التاريخية لحزب القائمة العربية الموحدة (راعام) كنجاح؛ الطريقة التي عملت فيها القائمة المشتركة لم تنجح في تحقيق إنجازات مهمة تتعلق بمسائل حساسة تهم المجتمع العربي (الجريمة، وأزمة جيل الشباب، والصعوبات الاقتصادية)؛ جميع الأحزاب الصهيونية وضعت مرشحيها العرب في أماكن غير واقعية على لوائحها.
  • على هذه الخلفية، يزداد وسط المواطنين العرب التوجه نحو الامتناع من المشاركة في الانتخابات، وبحسب استطلاعات الرأي العام، فإن نسبة الاقتراع في أوساطهم من المتوقع أن تكون منخفضة بصورة غير مسبوقة، وأن تصل إلى 40%، وربما أقل، الأمر الذي سيؤثر في التمثيل العربي في الكنيست، وفي الخريطة السياسية الواسعة في إسرائيل.
  • يمثل "بلد" نموذجاً سياسياً هجيناً: فهو يواصل مشاركته في اللعبة البرلمانية، لكنه ليس مستعداً لإبداء مرونة بصورة تجعله لاعباً مؤثراً. قرار الحزب خوض الانتخابات بصورة مستقلة يمكن أن يسهل على زعماء القائمة المشتركة التساهل في مواقفهم بكل ما له علاقة بالتعاون مع الأحزاب الصهيونية، من جهة، لكن من جهة أُخرى، فإن هذا سيُضعف الصوت العربي في المنافسة (سيكون من الصعب أن تجتاز بلد نسبة الحسم، وبهذه الطريقة ستساهم في خسارة أصوات).
  • في هذه الأثناء، يواصل الجمهور العربي تأرجُحه بين قطبي الاندماج والتمييز، والذي ازداد في السنة الماضية، وتنقّل بين احتكاك غير مسبوق بالدولة (أحداث أيار/مايو 2021) وبين اندماج غير مسبوق (مثل انضمام راعام إلى الائتلاف الحكومي).
  • تشكل رؤيا "بلد" رؤيا من الصعب هضمها، سواء من جانب اليهود أو العرب: فهو يقترح نموذجاً من المتوقع أن يحافظ على الاغتراب ويفاقمه بين المجموعتين السكانيتين، وفي المقابل، لا يقدم جواباً عن تطلعات أغلبية الجمهور العربي من أجل تعميق الاندماج في الدولة، وإعطاء الأولوية لحل المشكلات المدنية على المشكلات السياسية، بما فيها الموضوع الفلسطيني (هذا هو التوجه الذي أظهرته استطلاعات الرأي العام التي جرت في الأعوام الأخيرة).
  • المواقف التي يطرحها "بلد" الآن توضح أن المجتمعَين [العربي واليهودي] يقفان أمام خيارين استراتيجيين. الأول: تعميق الارتباط، ومحوره استعداد العرب للاندماج في إسرائيل وفي صورتهم الحالية كمواطنين متساوين في الحقوق، إلى جانب فتح الأبواب الواسعة في الأحزاب والمجتمع في إسرائيل أمام الجمهور العربي. والثاني: التمسك بمبادىء الماضي، والتي تعني تعميق الاغتراب المتبادل وزيادة فرص الاحتكاك التي يمكن أن تقوّض الواقع الداخلي في الدولة.

 

"مباط عال"، 21/8/2022، العدد 1635
ما مدى جاهزية إسرائيل لمواجهة خطر المسيّرات المتعاظم؟
عدن كادوري، وليران عنتابي، ومئير إلران - باحثون في معهد أبحاث الأمن القومي
  • في الآونة الأخيرة، يعود موضوع المسيّرات إلى العناوين، المرة تلو الأُخرى. في مطلع تموز/يوليو، أطلق حزب الله ثلاث مسيّرات باتجاه منصة الغاز الإسرائيلية "كاريش"، شرق البحر المتوسط. المسيّرات التي لم تكن تحتوي على متفجرات، بحسب الأخبار، شاهدتها منظومة الكشف الجوي الدفاعي التابع للجيش قبل وصولها، وأسقطتها منظومة "براك 1" المنصوبة على سفن سلاح البحرية، وطائرات "F-16" التابعة لسلاح الجو. حزب الله اعترف بإطلاق المسيّرات، وادّعى أن "المهمة أُنجزت". يُضاف إلى ذلك الأخبار الواردة المتعلقة بمشروع تطوير المسيّرات على يد كتائب عز الدين القسّام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، والتي كشفت عن مسيّرات طوّرها ناشط في الحركة تم اغتياله خلال حملة "حارس الأسوار". وفي المقابل أيضاً، انتشرت أخبار تفيد بوقوع هجوم آخر على قاعدة التنف الأميركية في سورية، باستعمال مسيّرات شغلتها ميليشيات مدعومة من إيران. وبحسب التقديرات، هذا الهجوم جاء رداً على هجوم نُفِّذ في بداية الأسبوع ونُسب إلى إسرائيل. يُضاف إلى هذا كله تطوُّر مقلق آخر على الساحة الدولية: صفقة تقدَّر بمئات المسيّرات الإيرانية التي ستسمح لروسيا بزيادة مخزونها من المسيّرات، والذي تضرر كثيراً خلال الحرب مع أوكرانيا.
  • وعلى الرغم من أنه يتم التعامل مع الحدث في تموز/يوليو على أنه رد ناجح للجيش، فإنه من المبكر القفز إلى الاستنتاجات بشأن قدرة إسرائيل على مواجهة هذا الخطر المتزايد الذي يشكله وجود هذه المسيّرات في متناول دول ومنظمات عدائية. هذا التهديد يتحول في الأعوام الأخيرة من ظاهرة هامشية إلى إحدى الأدوات الأكثر أهمية في يد "حماس" وحزب الله وميليشيات أُخرى مدعومة من إيران، والتي تساعدهم على إزعاج إسرائيل وحلفائها. هذا بالإضافة إلى التهديد الدراماتيكي من جانب إيران ذاتها، التي تبدو كقوة دولية عظمى صاعدة في هذا المجال.
  • هذه ليست المرة الأولى التي حاولت مسيّرات حزب الله اختراق الأجواء الإسرائيلية، إذ جرت في حرب لبنان الثانية محاولات أولية قام بها التنظيم لإطلاق مسيّرات مصنّعة إيرانياً باتجاه إسرائيل، وأسقطها سلاح الجو بنجاح. ومنذ ذلك الوقت، تعلّم حزب الله من تجربته وتجربة المنظمات "الإرهابية" الأُخرى في المنطقة، أن المسيّرات الصغيرة وغير القاتلة هي أدوات ناجعة للعديد من المهمات، وضمنها تمرير رسائل تؤثر في الوعي. هذا ما حدث في سنة 2012، مع اختراق مسيّرة الأجواء في محاولة لجمع المعلومات فوق قاعدة أمنية في جنوب إسرائيل. هذا بالإضافة إلى أن حزب الله قام خلال الفترة 2019-2021 بجمع معلومات وراء الحدود بواسطة 74 حوامة كمعدل في العام الواحد. وفي العام الماضي، أطلق التنظيم مسيّرة بقيت داخل إسرائيل نصف ساعة تقريباً، ونجحت في العودة إلى لبنان من دون أن يسقطها الجيش.
  • يشكل إطلاق حزب الله المسيّرات باتجاه منصة الغاز في مطلع تموز/يوليو 2022 مرحلة جديدة من الحرب على الوعي التي يخوضها حزب الله. يبدو أن الهدف من المسيّرات كان تعظيم صورة الحزب وتجسيد قدراته العملياتية في الوقت الذي تدور مفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن استخراج الغاز من المتوسط. ازدياد استخدام التنظيم للمسيّرات يدل على التركيز على هذه الأداة المتعددة المهمات خلال الحرب الشاملة مع إسرائيل، أو خلال المعركة ما بين الحروب. صحيح أن استخدام المسيّرات الأساسي يبدو خلال النشاط اليومي أنه يجري لجمع المعلومات والتأثير في الوعي، إلّا إن الهدف الأساسي من مشروع المسيّرات، إلى جانب الصواريخ الدقيقة، هو هجومي. حسن نصر الله تطرّق أيضاً خلال تصريحات صحافية إلى قدرة الإنتاج الذاتي التي طوّرها التنظيم في الأعوام الأخيرة بمساعدة إيرانية. في عام 2019، أعلن أنه "في سنة 2006 كان لدينا مسيّرات قليلة، وحاولنا القيام بشيء ما، لكننا كنا في البداية." وفي الحدود الجنوبية، إسرائيل أيضاً مكشوفة لمحاولات اختراق مسيّرات لـ"أراضيها"، بعضها صناعة إيرانية.
  • وعلى الرغم من هذا، فإن مشروع المسيّرات الإيراني هو التهديد المحتمل الأخطر على إسرائيل. إيران تظهر في الأعوام الأخيرة عن شجاعة كبيرة إزاء كل ما يخص الهجوم عبر مسيّرات على أهداف في الشرق الأوسط. وفي المقابل، فإنها تساعد أذرعها في الساحات المتعددة، وتمرر لهم المعرفة بهدف تطوير الأدوات الخاصة بهم. ويُنسب إلى هذه التنظيمات العديد من الهجمات في الشرق الأوسط، بينها: هجوم على قواعد أميركية في سورية والعراق، الأكثر شهرة بينها حدثت في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وأدت إلى أضرار في المباني، محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بالإضافة إلى الهجوم على سفن بملكية إسرائيلية، أو يشغلها إسرائيليون. والأبرز كان الهجوم على سفينة "مارسر ستريس" في تموز/يوليو 2021، والذي أدى إلى مقتل اثنين من طاقم السفينة. كما أن الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف في سورية بمسيّرات في 15 آب/أغسطس، يشكل استمرارية لهذه السياسية الموجهة إيرانياً.
  • هذه الأحداث - تركيز الجهود في مجال المسيّرات من جانب لاعبين غير دولاتيين، تتعاظم قدراتهم بدعم من إيران - تشير إلى زيادة حدة الخطر الجوي على إسرائيل. استعمال البعد الجوي، عبر أدوات متعددة وخاصة، كان في الماضي حكراً على الدول التي تملك قوة وجيوشاً وأذرعاً جوية ممأسسة. خطر الطائرات من دون طيار، والتي يتم التحكم فيها عن بُعد، أو لديها قدرة على القيادة الذاتية، ينضم إلى خطر الصواريخ والقذائف الذي لا يزال هو الأهم، ومن شأنه الاندماج فيه. ويمكنه أيضاً الانضمام إلى تهديدات أقل خطراً - بالونات حارقة (من قطاع غزة)، قليلاً ما يتم استعمالها في الآونة الأخيرة.
  • في الأعوام الأخيرة، يزداد البحث في البلاد والعالم في المخاطر المتعددة النابعة من استخدام المسيّرات بأنواعها المختلفة كأسلحة جدية ورخيصة ومتوفرة على الصعيدين الاستخباراتي والهجومي، إلى جانب الصواريخ المنحنية المسار. ومن هنا، تنبع الحاجة إلى صوغ رد ناجع على هذه التهديدات، والسؤال: كيف يمكن لمنظومة الأمن الإسرائيلية أن تتجهز - على الصعيد النظري، والتطوير والتشغيل- بهدف الوصول إلى مواجهة ناجعة مع هذه التهديدات. وهذا، بعد أعوام من التركيز على الصواريخ المنحنية المسار، ومؤخراً مع توجهات زيادة الصواريخ الدقيقة.
  • على إسرائيل أن تفترض أن مكوّن المسيّرات، وخصوصاً تلك الهجومية، سيُستعمل إلى جانب الصواريخ المنحنية المسار. هذا التهديد المزدوج يحتاج إلى إجابات تكنولوجية وعملياتية تم تطويرها للاستجابة إلى الخطر المعروف للصواريخ، لكن يجب أن يكون هناك أدوات استجابة خاصة، بالأساس كهذه التي تتطرق إلى سيناريو إطلاق أسراب من المسيّرات، التي سيتم تفعيلها في ذات الوقت، أو بشكل منفرد عن القصف. تحدٍّ إضافي هو الحجم الكبير المتوقع للتهديدات الجوية المتعددة، وهو ما سيسمح بتنفيذ هجوم بأدوات مختلفة ضد أهداف حيوية، وقواعد عسكرية وأمنية، وكذلك ضد تجمعات سكنية مدنية. لذلك، يجب بناء قدرات متطورة للدفاع الكثيف في مقابل احتمالات هجوم واسع، وبصورة خاصة خلال مواجهة شاملة ومستمرة. وفي الوقت ذاته، يجب على أجهزة الأمن التطرق إلى أسئلة معقدة مثل تحديد أولويات مناطق دفاعية، ورفع المخزون الدفاعي للاستجابة إلى التهديد المتزايد، على صعيد عدد الجنود وعلى صعيد أنظمة الدفاع المطلوبة. وفي المقابل، يجب التذكير بأنه لا يوجد رد كافٍ لدفاع كامل، لذلك، يجب تحسين الحلول والدفاعات المطلوبة في الجبهة الداخلية غير الكافية اليوم في كثير من البلدات. كما أن التجهيز المستقبلي يجب أن يشمل أبعاداً مدنية، وعلى رأسها الملاجئ، وخططاً لإخلاء السكان وخططاً مرنة تفاضلية وقابلة للتحديث من أجل التوصل إلى السلوك المطلوب لمجموعات مختلفة خلال الحرب.
  • خلال بناء القوة الدفاعية المتعددة مقابل المسيّرات، كما مقابل الأدوات القتالية المعروفة، يجب الأخذ بعين الاعتبار أنها رخيصة جداً على صعيد التطوير والصناعة والتشغيل، مقارنةً بالمنظومات الاعتراضية القائمة. لذلك، هناك أهمية خاصة للاختراق الذي حدث في تطوير منظومات دفاع تستند إلى الليزر، التي من شأنها الوصول إلى المستوى العملياتي خلال الأعوام القريبة، وأن تكون الرد الرخيص نسبياً وبوتيرة عالية. لكن هذه من غير المتوقع أن تحل محل الأنظمة القائمة الأبرز بينها "القبة الحديدية"، إلاّ إنها ستكون إضافة نوعية لمواجهة المخاطر المتعددة. ومن المهم الإشارة أيضاً إلى أن الليزر المتطور اليوم جاء بهدف إحباط الصواريخ والقذائف. فبهدف إسقاط مسيّرة، لست بحاجة إلى منظومات ليزر قوية كهذه. ليزر بقوة أقل وبأسعار معقولة يتم تطويره اليوم في الولايات المتحدة وأوروبا، وبعض هذه المنظومات متوفر اليوم، بينها أنظمة اشترتها فرنسا بهدف الدفاع المستقبلي عن الألعاب الأولمبية التي ستتم إقامتها في سنة 2024، من خطر المسيّرات الصغيرة.
  • وفي الخلاصة، سيكون من المفيد لإسرائيل أن تقوم بصوغ رؤية شاملة للتعامل مع الخطر الذي يتطور من الطائرات من دون طيار. وعليها أن تشمل ردوداً عملياتية مقابل سيناريوهات متطرفة، يمكن أن تبدو الآن كأنها ذات احتمالات منخفضة، لكنها ذات خطورة عالية. مثال على ذلك، سيكون إرسال مسيّرة تحمل مواد متفجرة إلى داخل إسرائيل (أو من داخل إسرائيل)، على يد تنظيم "إرهابي". على الصعيد الاستراتيجي، على إسرائيل الاستمرار في تطوير تكنولوجيا متطورة ضد خطر المسيّرات، وتعميق الجهد الاستخباراتي في هذا السياق، وتوسيع التعاون الدولي، إلى جانب التصدير الأمني في هذا المجال. وذلك لأن التهديد المتوقع أن يزداد، لا يُقلق إسرائيل وحدها.