مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
لبيد عقد اجتماعاً مع رئيس جهاز الموساد على أعتاب زيارة الأخير إلى الولايات المتحدة لمناقشة الاتفاق مع إيران
في إثر غارتين إسرائيليتين في الأراضي السورية، المقداد يؤكد أن إسرائيل تلعب بالنار
مقتل شابين فلسطينيين خلال اشتباكات منفصلة مع قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية
إسرائيل توقّع عقداً مع شركة "بوينغ" الأميركية لشراء 4 طائرات تزوُّد بالوقود من الطراز الأكثر تقدماً في العالم
أخبار انتخابية: للأسبوع الثالث على التوالي، استطلاع "معاريف" يُظهر أن نتنياهو لا يمتلك أغلبية لتأليف حكومة
مقالات وتحليلات
منذ 3 أعوام، سورية تمنع إيران من مهاجمة إسرائيل من أراضيها
الوضع في الضفة الغربية يثير قلق المؤسسة الأمنية أكثر من غزة وحزب الله
الاتحاد الأوروبي صديق لإسرائيل، لكن الاحتلال يحد من إمكاناتنا
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 2/9/2022
لبيد عقد اجتماعاً مع رئيس جهاز الموساد على أعتاب زيارة الأخير إلى الولايات المتحدة لمناقشة الاتفاق مع إيران

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد أمس (الخميس) اجتماعاً مع رئيس جهاز الموساد دافيد بارنياع تركز حول الاتفاق النووي الآخذ بالتبلور مع إيران.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أن هذا الاجتماع جاء تمهيداً للزيارة التي من المتوقع أن يقوم بها بارنياع إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، وستشمل لقاءات مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني.

وأشار البيان إلى أن الاجتماع ركز على الاتفاق النووي مع إيران، وكان هدفه الاطلاع على استعداد رئيس الموساد لمواصلة الجهود الإسرائيلية في هذا الملف.

وكان لبيد تحدث عبر الهاتف أول أمس (الأربعاء) مع الرئيس الأميركي جو بايدن عن المفاوضات الجارية بين طهران والقوى الكبرى فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي.

يُشار إلى أن برنياع سبق أن صرح بأن الاتفاق مع إيران أصبح في حكم المنتهي تقريباً، وأنه سيكون بمثابة كارثة بالنسبة إلى إسرائيل، وأعرب بذلك عن موقف مغاير لرئيس الحكومة الذي قال خلال إحاطة قدمها إلى مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في إسرائيل، قبل تصريحات رئيس الموساد، إن الاتفاق مع إيران ليس منتهياً، مشيراً إلى أن إسرائيل تمكنت من التأثير في مواقف الولايات المتحدة.

ومما قاله لبيد: "تلقى الجيش الإسرائيلي والموساد تعليمات منّا بالاستعداد لأي سيناريو، وسنكون مستعدين للعمل من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل. إن الأميركيين يفهمون هذا والعالم يفهم ذلك، وعلى المجتمع الإسرائيلي أن يعرف ذلك أيضاً."

وأوضح لبيد أن الاتفاق الآخذ بالتبلور سيئ من وجهة نظر إسرائيل، وأن هذه الأخيرة غير ملزمة به، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا ينوي أن يذهب بكل قوته ضد الأميركيين.

"معاريف"، 2/9/2022
في إثر غارتين إسرائيليتين في الأراضي السورية، المقداد يؤكد أن إسرائيل تلعب بالنار

أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" أمس (الخميس)، أن إسرائيل تلعب بالنار وتعرّض الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة للتفجير، مشيراً إلى أن سورية لن تسكت في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وسيدفع الإسرائيليون الثمن عاجلاً أم آجلاً.

وأضاف المقداد أن سورية صمدت وستصمد، ولن تتراجع عن مواقفها، وعلى إسرائيل ألّا تراهن، أو تخطئ في الحسابات وتتوهم أن سورية ستغيّر مواقفها. كما شدّد على وجوب أن تتحمّل الولايات المتحدة والدول الغربية المسؤولية عن تشجيع إسرائيل على التمادي في العدوان وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم.

وكان الإعلام السوري أفاد أمس بأن الدفاعات الجوية في الجيش السوري تصدّت الليلة قبل الماضية لغارتين إسرائيليتين بالصواريخ استهدفتا نقاطاً في ريف دمشق ومطار حلب الدولي، وأدّتا إلى وقوع أضرار مادية.

وأشارت وسائل إعلام أجنبية إلى أن الغارتين استهدفتا وسائل قتالية إيرانية.

 

"هآرتس"، 2/9/2022
مقتل شابين فلسطينيين خلال اشتباكات منفصلة مع قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن شابين قُتلا فجر أمس (الخميس) في اشتباكات منفصلة مع قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأضافت وسائل الإعلام نفسها أن الشاب سامر خالد، من مخيم عين بيت الماء، أصيب برصاصة في عنقه وتوفي متأثراً بجروحه.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن نيراناً أطلقها مسلحون فلسطينيون هي التي تسببت بمقتل هذا الشاب في مخيم بلاطة للاجئين بالقرب من نابلس، وذلك خلال اشتباكات مسلحة اندلعت في المخيم، بعد قيام قوات الجيش الإسرائيلي بمداهمته لاعتقال مطلوبين.

وأشارت وسائل الإعلام الفلسطينية إلى مقتل شاب فلسطيني آخر برصاص القوات الإسرائيلية خلال مواجهات في مدينة البيرة بالقرب من رام الله. وأفادت بأن الشاب القتيل هو يزن عفانة من مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس.

وتصاعدت التوترات مؤخراً في الضفة الغربية وسط تواصل عملية "كاسر الأمواج" التي شنتها قوات الجيش الإسرائيلي، رداً على سلسلة من الهجمات المسلحة خلال الربيع الفائت أسفرت عن مقتل 19 إسرائيلياً.

"هآرتس"، 2/9/2022
إسرائيل توقّع عقداً مع شركة "بوينغ" الأميركية لشراء 4 طائرات تزوُّد بالوقود من الطراز الأكثر تقدماً في العالم

قالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس (الخميس) إنه من المتوقع أن تصل إلى إسرائيل بعد نحو 3 أعوام 4 طائرات تزوُّد بالوقود من الطراز الأكثر تقدماً في العالم، وفقاً لعقد تم توقيعه بين سلاح الجو الإسرائيلي وشركة "بوينغ" الأميركية.

وستكون إسرائيل ثالث دولة يتم تجهيزها بهذه الطائرات بعد القوات الجوية الأميركية واليابانية، وقد تساعد هذه الطائرات في حال قررت إسرائيل تنفيذ هجوم عسكري في إيران.

وتبلغ قيمة العقد الذي وُقِّع 927 مليون دولار، وهو مخصص لإنتاج 4 طائرات للتزود بالوقود من طراز KC-46A، وسيتم تمويله من أموال المساعدات الأميركية لإسرائيل.

وستصل الطائرات إلى سلاح الجو سنة 2025، وتهدف إلى استبدال طائرات التزود بالوقود من طراز "بوينغ 707".

وكجزء من العقد الموقّع، ستقدم "بوينغ" أيضاً خدمات دعم إعادة التزود بالوقود، والصيانة والإصلاحات، والخدمات اللوجستية، وغيرها من المساعدات، لتكييف الطائرات مع حاجات إسرائيل. وستسمح الطائرات لقوات سلاح الجو بإعادة التزود بالوقود في الجو لجميع الطائرات التي تستخدمها القوات، وكذلك لأداء مهمات جوية إضافية، مثل إدارة القيادة والسيطرة وغير ذلك.

 

"معاريف"، 2/9/2022
أخبار انتخابية: للأسبوع الثالث على التوالي، استطلاع "معاريف" يُظهر أن نتنياهو لا يمتلك أغلبية لتأليف حكومة

للأسبوع الثالث على التوالي، أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن، سيحصل معسكر الأحزاب في المعارضة، بقيادة رئيس الليكود ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، على 58 مقعداً، ولن تتمكن قائمة "روح صهيونية"، برئاسة وزيرة الداخلية أييلت شاكيد [رئيسة "يمينا"]، من اجتياز نسبة الحسم (3.25%)، على الرغم من تحالفها مع حزب "ديرخ إيرتس"، برئاسة وزير الاتصالات يوعز هندل.

وأظهر الاستطلاع أن المقاعد الـ58 التي يحصل عليها معسكر نتنياهو موزعة على النحو التالي: حزب الليكود 31 مقعداً، وحزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 8 مقاعد، وحزب الصهيونية الدينية، برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش المتحالف مع حزب "قوة يهودية (عوتسما يهوديت)"، برئاسة عضو الكنيست إيتمار بن غفير، 13 مقعداً، وحزب يهدوت هتوراه الحريدي 6 مقاعد.

في المقابل، يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 56 مقعداً، موزعة على النحو التالي: حزب "يوجد مستقبل"، برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، 24 مقعداً، وتحالُف "المعسكر الرسمي" الذي يضم كلاً من حزبيْ "أزرق أبيض"، برئاسة وزير الدفاع بني غانتس، و"أمل جديد"، برئاسة وزير العدل جدعون ساعر والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط غادي أيزنكوت، 13 مقعداً، وحزب العمل، برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي، 5 مقاعد، وحزب "إسرائيل بيتنا"، برئاسة وزير المال أفيغدور ليبرمان، 5 مقاعد، وحزب ميرتس 5 مقاعد، وحزب راعام [القائمة العربية الموحدة]، برئاسة عضو الكنيست منصور عباس، 4 مقاعد.

 وتحافظ القائمة المشتركة على تمثيلها الحالي، وتحصل على 6 مقاعد في الكنيست.

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 703 أشخاص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل، مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.1%.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 2/9/2022
منذ 3 أعوام، سورية تمنع إيران من مهاجمة إسرائيل من أراضيها
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • في الأول من أمس، وخلال أقل من ساعة، تعرّض أكبر مطارين في سورية للهجوم، في حلب وفي دمشق. وفقاً لتقارير أجنبية، كان الهجوم إسرائيلياً. إذ كان من المنتظر وصول طائرة إيرانية تقلّ عناصر وعتاداً عسكرياً، أولاً إلى حلب. وعندما وقع القصف بالقرب من المدرجات، غيّرت الطائرة مسارها واتجهت نحو مطار دمشق الدولي. أيضاً تعرضت المناطق القريبة من المطار للقصف، لكن الطائرة كانت قد حطت...
  • محاربة المسعى الإيراني لتسليح أذرعة طهران في شتى أنحاء الشرق الأوسط، ونشر قواعد عسكرية لميليشيات شيعية بالقرب من الحدود مع إسرائيل، أثمرت حتى الآن نتائج محدودة. الموضوع خاضع للنقاش، ومن الصعب إثباته، لكن المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل يدّعي أن المعركة بين الحروب بطّأت وتيرة التسليح إلى حد كبير. وأيضاً فيما يتعلق بوسائل القتال المتقدمة - منظومة دفاع جوي وصواريخ دقيقة- يبدو أن الإنجازات الإيرانية لم تكن مطابقة لتوقعات الزعامة في طهران. صحيح أن حزب الله أنشأ في لبنان قدرة أولية لمنشآت تحويل وإنتاج الصواريخ (مشروع الصواريخ الدقيقة الشهير)، لكن الأعداد لا تزال ضئيلة نسبياً، والمشروع يواجه صعوبات.
  • إسرائيل كان لديها تطلعات بعيدة المدى لم تتحقق. فقد ادّعى مسؤولون إسرائيليون في الأعوام الأخيرة أن في الإمكان دقّ إسفين بين الحليفين الكبيرين للنظام السوري، روسيا وإيران. لكن هذا لم يحدث، وعملياً، ما جرى هو العكس: روسيا الآن بحاجة إلى مساعدة إيران، في ضوء تعقيدات الحرب الأوكرانية، وعملياً، هي تشتري من طهران مئات المسيّرات الإيرانية التي تحتاج إليها لمواصلة الحرب. لكن الهجمات المكثفة على سورية أثمرت نتيجة استراتيجية مهمة. الرئيس بشار الأسد، الذي يرغب في تقليص الاحتكاك بإسرائيل، منع الإيرانيين من مهاجمة إسرائيل من أراضيه.
  • طوال فترة 2018-2019، وفي عدة مناسبات، شغّل الحرس الثوري الإيراني ميليشيات شيعية في الجولان السوري لإطلاق مسيّرات وحوامات وصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. وذكرت صحيفة "النيويورك تايمز" في تقرير لها هذا الأسبوع، أن الأسد منع الإيرانيين من القيام بعمليات انتقامية من أراضيه قبل نحو عام. يتضح الآن أن المنع يعود إلى 3 أعوام. في نهاية سنة 2019، وقبل وقت قصير من عملية اغتياله على يد الأميركيين في العراق، تلقى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني رسالة من الأسد يطلب فيها منه الامتناع من القيام بهجمات إضافية.
  • خليفة سليماني الجنرال إسماعيل قآاني، الذي يُعتبر شخصية رمادية وأقل تأثيراً من سلفه الأسطوري، تقيد بهذا الطلب بشدة. وعوضاً عن ذلك، اكتفى الإيرانيون بالرد بواسطة أذرعتهم. في كل مرة تهاجم إسرائيل مصلحة عزيزة على قلوبهم في سورية، يطلبون من الميليشيات الشيعية إطلاق مسيّرات، أو صواريخ، على القاعدة الأميركية في التنف جنوب - شرق سورية. وحتى الآن، يحرص كل الأطراف على الحذر الشديد، حتى عندما يرد الأميركيون على قصف إيراني، والجميع يبذل جهداً كبيراً للحؤول دون وقوع إصابات، والتركيز على مهاجمة أهداف خالية من الناس.
  • الهجمات التي نُسبت إلى إسرائيل في الأمس، استغلت تغيّراً آخر في الصورة- القرار الروسي بسحب بطارية الصواريخ أس- 300 من سورية، وهي بطاريات للدفاع الجوي نُشرت في منطقة مصياف شمالي دمشق في أواخر سنة 2018، وكانت خطوة عقابية روسية إزاء إسرائيل، بعد سقوط طائرة تجسُّس من طراز أليوشن أُصيبت عن طريق الخطأ بصاروخ سوري مضاد للطائرات جرّاء هجوم إسرائيلي، وهذه البطاريات، بعكس الوعود الرسمية، لم تُنقل قط إلى قيادة سورية مباشرة، ومؤخراً جرى نقلها إلى روسيا بسبب الحرب الأوكرانية. الآن، بقيت بطاريات الصواريخ أس-400 الأكثر تطوراً، التي يشغّلها الروس في شمال غرب سورية، لكن عملياً، يتركز هدفها على الدفاع عن القاعدة الجوية الروسية هناك، وليس المناوشات مع إسرائيل. وعلى الرغم من التوبيخ العلني المتكرر، فإنه لا يبرز تشدُّد في موقف موسكو من الهجمات الإسرائيلية في سورية.
  • هذا التغيّر في الانتشار، يُظهر تراجُع اهتمام الدول الكبرى بما يجري في سورية. وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآن مشاغل أكثر إلحاحاً للاهتمام بها. وحتى أن الأميركيين الذين يحتفظون ببضع مئات من الجنود في التنف وفي قواعد صغيرة، يُظهرون اهتماماً ضئيلاً بما يجري في سورية. في المقابل، لا تزال الإدارة الأميركية تتمسك بشدة بمقاطعة نظام الأسد. وهناك مَن يعتقد في إسرائيل أنه لو اختلفت الظروف، لكان في الإمكان التوصل إلى اتفاق مُلزم مع الأسد، بوساطة الدول الكبرى، بشأن الوقف الكامل للأعمال العدائية. ويبدو أن مثل هذه الخطوة يتلاءم مع مصالح النظام السوري. لكن هذا لا يمكن أن يحدث لثلاثة أسباب، هي: عدم شرعية الأسد، في نظر دول الغرب؛ عدم اهتمام الدولتين الكبيرتين؛ واستمرار العلاقة بين الأسد وإيران في ظل غياب إمكانات أُخرى. لكن في الأعوام الأخيرة برزت عودة الحرارة إلى علاقة سورية بدول الخليج السّنية، لكن لا السعودية، ولا الإمارات، مستعدتان لتوظيف عشرات مليارات الدولارات من أجل البدء بإعادة إعمار سورية بعد فظائع الحرب الأهلية.
"معاريف"، 2/9/2022
الوضع في الضفة الغربية يثير قلق المؤسسة الأمنية أكثر من غزة وحزب الله
طال ليف رام - محلل عسكري
  • التوجهات العميقة في الضفة الغربية، والتي تتجلى من خلال ازدياد قوة "حماس" والجهاد الإسلامي في مناطق معينة، على حساب مكانة السلطة الفلسطينية الآخذة في التآكل - تُقلق المؤسسة الأمنية أكثر من قطاع غزة، ومن حزب الله في الشمال.
  • الجيش الإسرائيلي والشاباك نجحا في إحباط أغلبية نشاطات التنظيمات "الإرهابية" الكبيرة، بواسطة جهد استخباراتي خارج عن المألوف من حيث النوعية، ومن خلال عمليات عملانية على الأرض، وقبل تنفيذ الهجوم. لكن نقطة ضعف المؤسسة الأمنية هي التنظيمات المحلية، وخصوصاً في مخيمات اللاجئين من شمال الضفة، وصولاً إلى نابلس، وهي عموماً تنظيمات لشبان تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاماً، لا ينتمون إلى تنظيم معروف، ولم يعرفوا عملية "الجدار الواقي" [العملية العسكرية التي شنها الجيش ضد مدن الضفة سنة 2002].
  • تعمل التنظيمات الكبيرة، وبينها الجهاد الإسلامي، على تعزيز مكانتها في مخيمات اللاجئين، بواسطة تمويل هؤلاء الشبان وتسليحهم، والذين يعتمد ولاؤهم واعتزازهم على خلفيتهم الجغرافية، وكونهم أبناء مخيم واحد للاجئين في جنين، وفي بلاطة والقصبة في نابلس. وتتقدم الصداقة والجيرة والانتماء العائلي على الالتزام بتنظيم له هذه الهوية أو تلك.
  • عمليات إطلاق النار في العامين الماضيين نفّذت معظمها خلايا محلية في شمال الضفة، وهذا التوجه يزداد زخماً. وبحسب أرقام المؤسسة الأمنية، وقع بين كانون الثاني/يناير 2021 وحتى تموز/يوليو قرابة 30 هجوماً وحادثة إطلاق نار. بينما سُجّل في الفترة عينها من العام الحالي 91 حادثة وهجوماً، أي بزيادة ثلاثة أضعاف. يمكن تفسير جزء من هذه الحوادث بأنه يعود إلى زيادة النشاطات العملانية للجيش في مخيمات اللاجئين في الأشهر الأخيرة في جنين ونابلس، لكن هذا لا يعدو كونه تفسيراً جزئياً.
  • في السنة الأخيرة برز عدد كبير من الشبان الفلسطينيين المستعدين للمخاطرة بحياتهم في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي الذي يعمل على الأرض، وفي مقابل إطلاق النار في المخيمات، سُجّل ارتفاع كبير أيضاً في عدد عمليات إطلاق النار على الطرقات والمحاور في الضفة الغربية ضد الجنود والمدنيين.
  • لكن على الرغم من هذا التصاعد في إطلاق النار، فإنه سُجّل تراجُع في أعمال الشغب في المناطق. ولم تؤدّ عمليات إطلاق النار إلى جرّ الجماهير الفلسطينية إلى الشوارع، لكن احتمال خطرها كبير على الاستقرار في المنطقة، وإطلاق النار هذا تحاول كل من "حماس" والجهاد الإسلامي تأجيجه. ونظراً إلى أن هذين التنظيمين يجدان صعوبة في تنفيذ هجمات منظمة في مواجهة الاستخبارات الإسرائيلية، فهما يوجهان جهودهما ومواردهما إلى مخيمات اللاجئين من أجل دعم التنظيمات والمجموعات المسلحة الصغيرة.
  • كما قلنا، الجمهور الفلسطيني لا يخرج إلى الشوارع، لكن ازدياد استعداد الشبان الفلسطينيين لتعريض حياتهم للخطر في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين ليس ظاهرة هامشية. صحيح أن مستواهم الحرفي ليس عالياً، لكن تجربتهم العملانية تزداد، وأكثر من مرة، في إمكان الشخص غير المحترف، وغير المدرب على استخدام السلاح، تسجيل نجاحات عملانية.

تأثير شبكات التواصل الاجتماعي

  • في المؤسسة الأمنية يتخوفون من اتجاهات التقليد والمحاكاة مع السرعة التي تقوم بها شبكات التواصل الاجتماعي في تتويج أبطال وطنيين جدد. نجم التيك توك إبراهيم النابلسي الذي اغتالته القوات الإسرائيلية في نابلس، حظيَ بتعاطف كبير، ليس بفضل تجربته الغنية ومستواه الاحترافي كمقاتل، بل بفضل قدرته على كسب التعاطف على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال توثيق الصراع مع الجيش الإسرائيلي وتصوير نفسه بأنه مستعد للموت من أجل ذلك، وتحوُّله إلى رمز وطني للنضال الفلسطيني.
  • في الأعوام الأخيرة، في أغلبية المرات التي كان الجيش وقوات محاربة الإرهاب يستخدمان "طنجرة ضغط" في محاصرة منزل مطلوب بهدف اعتقاله، كان المطلوب يخرج من المنزل ويُسلّم نفسه. منذ اغتيال النابلسي خلال تباُدل إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية، لم يعد المطلوبون يسارعون إلى تسليم أنفسهم، بل يخوضون معركة إطلاق نار مع القوات، حتى وصولهم إلى المرحلة التي يدركون فيها أن موتهم أصبح قريباً، وأنهم حققوا صوراً تمجّد قتالهم ضد الإسرائيليين. وفي عالم الشباب وشبكات التواصل الاجتماعي، فإن عدد اللايكات والمشاهدات له تأثير في الحوافز على القتال وتعريض الحياة للخطر، حتى عندما يكون خطر الموت كبيراً.
  • يحاول الجيش وقف التوجه نحو التقليد. فرقة يهودا والسامرة، التي تقوم بالتخطيط للعمليات في المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة، تنوي الاستمرار فيها وزيادتها، انطلاقاً من نظرية أن الدفاع وحده لا يكفي. بناءً على ذلك، يتعين على الجيش المبادرة إلى القيام بعمليات لمواجهة ازدياد التوجهات نحو التصعيد وضعف الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومحاولات "حماس" والجهاد الإسلامي تعزيز نفوذهما العسكري في هذه المخيمات.
  • تصاعُد عمليات الجيش الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين سيزيد عدد الحوادث في مواجهة المسلحين الفلسطينيين، لكن في اعتقاد الجيش، من دون هذه العمليات، سيزداد إطلاق النار على الطرقات والمحاور المركزية ضد المدنيين.
  • هذا التوتر، بين عمليات عسكرية لإحباط هجمات وبين التصعيد الذي تؤدي إليه، ومع ازدياد عدد الحوادث وعدد القتلى في الجانب الفلسطيني، تتحمل مسؤولية إدارته قيادة المنطقة الوسطى. يجري هذا كله في فترة انتخابات، إذ تصبح قضية الضفة الغربية أكثر تعقيداً، ويمكن للأطراف السياسية استخدام كل عملية للجيش الإسرائيلي من أجل خدمة الحملات الانتخابية.
  • من جنين وحتى نابلس، تعتبر المؤسسة الأمنية أن التحدي المركزي هو فصل شمال الضفة عن غيرها وعدم السماح لهذه التوجهات بالانزلاق إلى مناطق أُخرى. في الأعوام الأخيرة، إلى جانب الهجمات وواقع أمني شديد التعقيد في العلاقة بين السكان العرب واليهود، جرت المحافظة على الاستقرار الأمني في الضفة الغربية عموماً.
  • لا فرق بين هذه الحكومة والحكومة التي سبقتها في الموقف القائل بعدم بروز حل سياسي في الأفق الآن، ويجب المحافظة على وتيرة الحياة العادية، والمحافظة على العلاقات القائمة مع السلطة الفلسطينية، وفي المقابل، العمل على تحسين الاقتصاد ورفاه السكان.
  • في إسرائيل، يعتقدون أنه في أحيان كثيرة فيما يتعلق بالفلسطينيين، تتغلب المصالح الاقتصادية والشخصية على التطلعات الوطنية، حتى مع عدم وجود حوار سياسي منذ أعوام عديدة. هذا الافتراض صحيح الآن، في ضوء الاختبار، والنتيجة أن الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين لا تخرج إلى الشوارع للاشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلي.
  • لكن بالإضافة إلى ذلك، فإن التوجهات التي تتطور حالياً في مخيمات اللاجئين، وفي قرى شمال الضفة الغربية، تذكّر بأن النضال الوطني الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين لن يختفي، ولا يمكن حلّه بواسطة مسائل اقتصادية فقط. حجم الحوادث على الأرض ليس كبيراً جداً، لكن يزداد احتمال التصعيد الذي تنطوي عليه هذه الحوادث عشية عيد رأس السنة.

 

"هآرتس"، 1/9/2022
الاتحاد الأوروبي صديق لإسرائيل، لكن الاحتلال يحد من إمكاناتنا
سفين كوبمانز - مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص إلى عملية السلام
  • اجتياح روسيا لأوكرانيا يذكّر الأوروبيين بأهمية السلام والأصدقاء. أما الإسرائيليون، فإنهم يعرفون جيداً ثمن الحرب. هذه أسباب جيدة، لماذا على الاتحاد الأوروبي وإسرائيل العمل سوياً. حالياً، يتم التجهيز لعقد مؤتمر "مجلس الشراكة" الذي يجمع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والهدف منه تعزيز العلاقات بيننا. إلاّ إن النزاع الإسرائيلي - العربي واحتلال الضفة لا يزالان يحدّان من إمكاناتنا. الاتحاد الأوروبي يسعى لإزالة هذه القيود، ولذلك، علينا التطرق إلى عدة مواضيع عملية.
  • هناك مَن يدّعي أن السلام غير ممكن، هناك مَن يؤمن بأن السلام موجود، وهناك مَن يبدو كأنه لا يريد السلام. ونحن نعتقد أنهم جميعاً على خطأ. السلام ممكن، وهو ضروري من أجل أمن وحقوق ورفاهية الإسرائيليين والفلسطينيين. وإن كنا صادقين، تحقيق السلام لديكم هو مصلحة أوروبية أيضاً.
  • لأننا جيران وشركاء تاريخيون لإسرائيل، وأكبر شريك تجاري لها - نحن نهتم. الأوروبيون يعرفون الهواجس الأمنية الإسرائيلية ويدعمون حقها في "محاربة الإرهاب"، ونحترم التزاماتها الدولية بحقوق الإنسان. وفي ظل العمليات في شوارعكم وشوارعنا، أقمنا تنسيقاً أمنياً وطيداً. وفي ظل العداء للسامية في منطقتكم وفي أوروبا، تبنّينا استراتيجيا، الهدف منها دعم حياة اليهود في أوروبا. والآن، لنتطرق إلى ما يمكننا فعله.
  • اتفاقيات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مع البحرين والمغرب والسودان والإمارات أثبتت أن التغيير الإيجابي ممكن. وفي المقابل، نحن نشهد توترات في الأرض المقدسة، وعمليات في المدن، ويأساً وموتاً في غزة، وقتلاً في الضفة الغربية، وعنفَ مستوطنين، وانتقادات تشتد في العالم الغربي بسبب وجود ملايين الفلسطينيين تحت احتلال لا يرون نهايته. اتفاقيات التطبيع لم تغيّر هذا الواقع.
  • لا يوجد "مسار سلام" بعد، وكل طرف يتهم الآخر ويدّعي أنه "لا يوجد مَن يتحدث إليه". ولكن هل يمكن القيام بأكثر من ذلك، بهدف خلق الأمل الجديد الذي يساعد على إيجاد شريك "أفضل"؟ ومنذ الآن، نحن نعتقد أن الأوروبيين، والإسرائيليين، والفلسطينيين، والجيران العرب، والشركاء الدوليين - جميعنا نستطيع القيام بأكثر من ذلك.
  • "إدارة" الصراع تطيل المعاناة وانعدام الأمن. وفي ظل عدم القيام بأي جهد للوصول إلى حل، يتم التعامل مع الوضع القائم اليوم في العالم على أنه إشكالي من ناحية حقوق إنسان، في وقتٍ إسرائيل هي الأقوى. هذا يؤثر سلباً في شكل نظرة العالم إلى إسرائيل، وهذا يشكل خطراً في المدى البعيد.
  • لذلك، نحن نمدّ إيادينا، ولذلك أيضاً، قام 27 وزير خارجية في الاتحاد الأوروبي بتعيين مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي، للمساعدة في تجديد مسار السلام مع الأصدقاء الأميركيين وآخرين كُثر. الشعبان باقيان هنا. إسرائيل لن تتنازل عن أرض فلسطينية من دون أمن واعتراف، والفلسطينيون لن يوافقوا على بقائهم تحت السيطرة العسكرية الغريبة. وبدلاً من رسم خريطة طريق أُخرى، تعالوا لنحدد الهدف سوياً، حتى ولو كان الإسرائيليون والفلسطينيون فقط هم الذين يقررون أجزاءه، وفقط عندما يقتربون منه. نحن ندعو جميع الأطراف إلى المشاركة في صوغ اتفاق سلام إقليمي واسع ومفصل. فعندما نرى الهدف أمامنا، يكون من السهل الوصول إليه.
  • حتى مَن يريدون انتظار أن يتغير الآخرون، يستطيعون إجراء هذا التحضير. ببساطة، اسألوا: كيف أريد حل هذا النزاع؟ كيف يمكنني الحصول على درجة الأمان والحقوق التي أريدها؟ كيف سأرد على مخاوف الطرف الآخر الشرعية؟ كيف يمكن لأصدقائي الدوليين المساعدة للتوصل إلى السلام؟ يوجد إجابات لدى الكثيرين منذ الآن. وسنستطيع التوصل إلى تقدُّم ملحوظ، إذا استطعنا جمع هذه الإجابات ومشاركتها في العلن.
  • من خلالي، كمبعوث خاص لمسار السلام في الشرق الأوسط، يمد الاتحاد يده إلى الإسرائيليين، والفلسطينيين، والجيران العرب، والشركاء الدوليين. ويدعوهم إلى بحث الإجابات بشكل منفرد، أو من المفضل سوياً. آمل أن أرى المزيد من الإصغاء والتعلُّم. تعالوا نعمل سوياً.