مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين يعقد اجتماعاً مع فريق المفاوضات الإسرائيلي في نيويورك
لبيد يجتمع بعبد الله الثاني في مسعى إسرائيلي لتهدئة التصعيد في الضفة الغربية
لبيد التقى أردوغان في نيويورك وأنباء عن احتمال قيام الرئيس التركي بزيارة قريبة إلى إسرائيل
الشرطة الإسرائيلية تزعم أن مسنّة يهودية قُتِلت في مدينة حولون على خلفية قومية
تعيين إيريت ليليان في منصب سفيرة إسرائيل لدى تركيا
تقرير: عدد سكان إسرائيل 9.593.000 نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ نحو 10.000.000 نسمة سنة 2024
مقالات وتحليلات
على شفير الانفجار: "الدائرة المفرغة" التي تحرك موجة العنف في الضفة الغربية
عندما يساوي بنك الأهداف الملايين، حزب الله وإسرائيل يصبحان شريكين
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 21/9/2022
الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين يعقد اجتماعاً مع فريق المفاوضات الإسرائيلي في نيويورك

عقد الوسيط الأميركي في المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل عاموس هوكشتاين اجتماعاً مع فريق المفاوضات الإسرائيلي، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي وصل إليها أيضاً رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد أمس (الثلاثاء) في زيارة من المقرّر أن تستمر حتى يوم الجمعة المقبل.

وجاء هذا الاجتماع بعد يوم من إعلان لبيد أن إسرائيل ترى أن من الممكن والضروري التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، مشيراً إلى أن استخراج الغاز من منصة "كاريش" [في عرض البحر الأبيض المتوسط] لا علاقة له بمفاوضات ترسيم الحدود الجارية بين البلدين بشكل غير مباشر، وبوساطة أميركية.

وشارك في الاجتماع مع هوكشتاين كلٌّ من رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشفيز.

وقالت مصادر إسرائيلية مطّلعة على اللقاء إنه كان جيداً وبنّاءً.

"هآرتس"، 21/9/2022
لبيد يجتمع بعبد الله الثاني في مسعى إسرائيلي لتهدئة التصعيد في الضفة الغربية

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد مساء أمس (الثلاثاء) اجتماعاً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك في مسعى إسرائيلي لتهدئة التصعيد الذي تشهده مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] مؤخراً.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن لبيد تحدث مع ملك الأردن عن ضرورة تهدئة مناطق الضفة وكبح جماح "الإرهاب"، استعداداً للأعياد اليهودية. وأشار إلى أن لبيد أكد في الوقت عينه أن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين، وستكافح أيّ نوع من "الإرهاب" الموجّه ضدها، ولن تسمح بإلحاق الأذى بأمن سكانها.

وأضاف البيان أن الاجتماع ناقش أيضاً تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وعلمت صحيفة "هآرتس" بأن لبيد بلّغ الملك عبد الله خلال الاجتماع أنه من المتوقع زيادة عدد اليهود الذين سيزورون جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] خلال الأعياد اليهودية القريبة، وأنه يأمل من الجانب الأردني السماح بذلك وعدم التحريض. كما علمت بأن لبيد شدّد على الأهمية التي يوليها لأجهزة الأمن الفلسطينية، والتي تُعتبر ضرورية للسيطرة وخفض مستوى العنف، بحسب قوله.

"معاريف"، 21/9/2022
لبيد التقى أردوغان في نيويورك وأنباء عن احتمال قيام الرئيس التركي بزيارة قريبة إلى إسرائيل

التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد مساء أمس (الثلاثاء) الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وهذا اللقاء هو الأول من نوعه منذ سنة 2008.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن اللقاء كان جيداً جداً.

وجاء اللقاء بعد ساعات من تقارير نُشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية وأفادت بأن الرئيس التركي يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى إسرائيل قريباً، وذلك بحسب ما صرّح به خلال لقاء عقده مع ممثلي الجاليات والمنظمات اليهودية الأميركية أول أمس (الإثنين).

وأشارت وسائل الإعلام أيضاً إلى أن الزيارة قد تتم في إثر الانتخابات العامة للكنيست، والمقررة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. كما أشارت إلى أن أردوغان شدد خلال لقائه مع رؤساء الجاليات والمنظمات اليهودية الأميركية على أن معاداة السامية هي جريمة ضد الإنسانية.

"يديعوت أحرونوت"، 21/9/2022
الشرطة الإسرائيلية تزعم أن مسنّة يهودية قُتِلت في مدينة حولون على خلفية قومية

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن مسنّة يهودية في الرابعة والثمانين من عمرها قُتِلت في مدينة حولون [وسط إسرائيل] مساء أمس (الثلاثاء)، على خلفية قومية، وأشار إلى أن هوية منفّذ العملية معروفة لدى الشرطة.

وفي وقت لاحق أمس، قالت الشرطة إن منفّذ العملية هو الشاب موسى صرصور (28 عاماً)، من قلقيلية.

وأشارت إلى أن صرصور حاصل على تصريح للعمل في إسرائيل، وهو يعمل في إحدى ورشات البناء القريبة من المكان الذي قُتلت فيه المرأة.

"معاريف"، 21/9/2022
تعيين إيريت ليليان في منصب سفيرة إسرائيل لدى تركيا

قال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية الليلة قبل الماضية إن إيريت ليليان، وهي دبلوماسية كبيرة أدّت دوراً رئيسياً في المصالحة بين إسرائيل وتركيا، ستشغل منصب سفيرة إسرائيل المقبلة لدى تركيا.

وتشغل ليليان منصب القائمة بالأعمال الإسرائيلية في أنقرة منذ شباط/فبراير 2021، وخلال هذه الفترة، تحرّك الجانبان نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما.

يُذكر أنه لم يكن هناك سفير إسرائيلي في تركيا منذ سنة 2018، عندما استدعت هذه الأخيرة سفيرها، وطلبت من السفير الإسرائيلي مغادرة البلد، وذلك احتجاجاً على ردّ إسرائيل العنيف على احتجاجات في منطقة الحدود مع قطاع غزة [مسيرات العودة]، والتي قُتل خلالها عشرات الفلسطينيين.

"معاريف"، 21/9/2022
تقرير: عدد سكان إسرائيل 9.593.000 نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ نحو 10.000.000 نسمة سنة 2024

أفاد بيان صادر عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي أمس (الثلاثاء)، بمناسبة قُرب حلول عيد رأس السنة العبرية الجديدة الذي يصادف يوم الأحد المقبل، بأن عدد سكان إسرائيل يبلغ حالياً 9.593.000 نسمة [هذا العدد يشمل الفلسطينيين في القدس الشرقية والسوريين في هضبة الجولان]، وأنه من المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 10.000.000 نسمة سنة 2024، ونحو 15.000.000 نسمة سنة 2048، ونحو 20.000.000 نسمة سنة 2065.

وأضاف البيان أن عدد السكان اليهود هو 7.069.000 نسمة، يشكلون 74% من سكان إسرائيل، وعدد العرب 2.026.000 نسمة، يشكلون 21% من عدد السكان. بالإضافة إلى ذلك، هناك 498.000 شخص (5%) يوصفون بأنهم آخرون، وهم مسيحيون ليسوا عرباً، وأبناء ديانات أُخرى، أو من دون تصنيفهم دينياً في السجل السكاني في وزارة الداخلية، وأغلبيتهم العظمى من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق.

وبلغ معدل النمو السكاني في سنة 2021 نحو 1.8%، أي ما يعادل نحو 187.000 شخص، ووُلد خلال السنة العبرية الأخيرة نحو 177.000 مولود، وتوفي نحو 51.000، بينهم نحو 4400 توفوا جرّاء إصابتهم بفيروس كورونا.

وهاجر إلى إسرائيل خلال السنة العبرية الأخيرة، ضمن برامج جلب مهاجرين يهود 25.500 شخص، بموجب القانون الذي يسمح بهجرة اليهود وعائلاتهم إلى إسرائيل فقط.

وشملت معطيات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي عدد المواطنين الذين هاجروا من إسرائيل وإليها سنة 2021، إذ بلغ عدد الذين هاجروا إلى الخارج 20.800 شخص، في حين بلغ عدد المواطنين الذين عادوا من الخارج 10.100 شخص.

وفيما يتعلق بأوضاع المستشفيات الإسرائيلية، أشارت المعطيات إلى أن معدل الأسرّة لكل 1000 شخص نحو 1.7 سرير، وبلغت نسبة الأطباء 3.3 طبيب لكل 1000 نسمة، في حين بلغت نسبة الممرضات العاملات في الخدمات الصحية 4.9 ممرضة لكل 1000 نسمة.

وأشارت المعطيات أيضاً إلى أن نحو ربع الوفيات المسجلة في إسرائيل خلال سنة 2021 (24.1%) كانت جرّاء الإصابة بمرض السرطان، في حين توفي 13.4% بسبب أمراض القلب، وتوفي 6.5% بسبب فيروس كورونا.

ووصل متوسط العمر لدى الرجال إلى 80.5 عاماً، ولدى النساء إلى 84.6 عاماً. وبلغ عدد حالات الطلاق خلال سنة 2021 نحو 15.307 حالات، في حين تم تسجيل 39.984 عقد زواج خلال السنة ذاتها.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"N12"، 20/9/2022
على شفير الانفجار: "الدائرة المفرغة" التي تحرك موجة العنف في الضفة الغربية
تامير هايمن - لواء في الاحتياط، مدير معهد دراسات الأمن القومي

 

  • كما في كل عام تقريباً، تكون فترة الأعياد اليهودية فترة متوترة من الناحية الأمنية. هذا العام أيضاً التقت عدة أطراف، من دون أن يجمع بينها خط واحد، الأمر الذي يتطلب انتباهاً خاصاً من رؤساء المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي.
  • الجبهتان الأساسيتان اللتان تحتملان التصعيد في الأسابيع المقبلة هما: موجة أُخرى من العنف في الضفة الغربية، والتوترات على الحدود الشمالية حول منصة كاريش. كل هذا يجري على خلفية فترة الانتخابات في إسرائيل وضغوط سياسية من كل الاتجاهات، يجب ألاّ تتداخل مع الاعتبارات الأمنية.
  • التقدير هو عدم وجود خط واحد يربط بين العوامل المختلفة للتوتر، لكن بالتأكيد يوجد عامل مركزي يمكن أن يكون مفجِّراً لكل هذه التوترات، ويؤدي إلى إشعال حريق كبير، هو الحرم القدسي. تُعتبر فترة الأعياد فترة متوترة من تلقاء نفسها في الحرم، ووقوع حادث غير عادي هناك، يمكن أن يؤدي إلى ضغط كل التوترات معاً وانفجارها. وننتظر من المستوى السياسي أن يتصرف بهدوء أعصاب ويترك العمل للشرطة، مع ضبط النفس إلى أقصى حدّ، من جهة، ومن جهة ثانية، الإصرار على منع الاستفزازات من أي اتجاه.

جبهة الشمال-ثقة نصر الله بنفسه مُقلقة؛ وأيام قتال يمكن أن تنزلق إلى حرب

  • يوم السبت الماضي، ألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خطاباً تطرّق فيه إلى منصة كاريش، مجدِّداً تهديداته، ومعتبِراً استخراج الغاز خطاً أحمر. يواصل نصر الله استراتيجية السير على حافة الهاوية. وهو مستعد للوصول إلى مواجهة، لكنه يأمل بألا يحتاج إلى ذلك.
  • جرأة نصر الله هذه يجب أن تُقلق إسرائيل. الجيش الإسرائيلي أقوى بعشرات المرات من حزب الله، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يردع نصر الله، على ما يبدو. والتخوف الكبير من أن تؤدي ثقة حزب الله المفرطة بنفسه وسوء تقديره لقدراته إلى إدارة غير مسؤولة للمخاطر.
  • ليس لدى نصر الله رقابة داخلية، ولا يوجد حوله مَن يستطيع أن يقدم له تقريراً موثوقاً به عن الوضع وجهوزية الحزب. وهو محاط بأشخاص رماديين من الذين يمدحونه، ومن المعقول أنهم في هذه اللحظة يقولون له إلى أيّ حد أخاف خطابه الإسرائيليين.
  • الثقة المفرطة بالنفس، حتى ولو كانت غير مرتبطة بالواقع، فإنها تزيد في فرص التصعيد حول منصة كاريش. ويمكن أن يُظهر حزب الله جرأة أكبر، متأملاً أن ينتهي الاحتكاك بإسرائيل بـ"يوم قتال". لكن الانزلاق إلى الحرب سيكون سريعاً، وفي نهايتها، وبعد دمار هائل للبنان، وأضرار جسيمة تلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، سيشرح نصر الله أن آلام الحرب أفضل من ذلّ الجوع (لبنان اليوم دولة تعاني جرّاء الجوع، بحسب تقرير الأمم المتحدة).
  • الأخبار الجيدة أن الطرفين يقتربان من تسوية على ترسيم حدود المياه الاقتصادية. وهنا يُطرح السؤال: هل الوضع السياسي المعقد في إسرائيل سيسمح بقبول تسوية تتطلب التغلب على عقبات سياسية بالأساس؟ على ما يبدو، جوهر التسوية هو الموافقة على حدود المياه الاقتصادية، بحيث يبقى جزء من الحقل اللبناني في الأراضي الإسرائيلية، وفي المقابل، إسرائيل ستدفع للبنان تعويضاً اقتصادياً معيناً. هذا على افتراض أن الطرفين سيوافقان على حل مشكلة ترسيم الحدود البرية-حيث لا يوجد مجال للاتفاق أو التسوية. إذا تحققت هذه التسوية، فإنها ستبدّد التوترات الأمنية، وستسمح باستخراج الغاز من حقل كاريش، كما ستسمح للبنان بتطوير حقول الغاز الموجودة في مياهه الاقتصادية.

الساحة الفلسطينية: التقاء عدد من العوامل التي تؤدي إلى وضع على شفير الانفجار

  • موجة جديدة من العنف تُغرق الضفة الغربية. وهي تمتاز بهجمات يقوم بها شبان ينتمون إلى حركة "فتح". تترافق هذه الموجة بحملة واسعة النطاق ضد القوى الأمنية الفلسطينية التي تتعرض لضغط هائل، وتُتّهم بالخيانة والتعاون مع إسرائيل بسبب التنسيق الأمني.
  • يجري هذا كله على خلفية عملية "كاسر الموج" التي دخلت شهرها الثالث، وهي عملية تخلق احتكاكاً كبيراً في داخل مناطق السلطة الفلسطينية. في كل ليلة تدخل فيها قواتنا إلى مدينة فلسطينية، كجزء من عمليات الإحباط المطلوبة والمحقة، فإنها تُضعف صلاحيات ومكانة القوى الأمنية الفلسطينية. وتترافق عملية الاعتقال بحد ذاتها بإطلاق نار من هؤلاء الشبان الفلسطينيين. ويفرض إطلاق النار هذا عملية أُخرى والدخول ليلاً إلى المدينة في الليلة التالية للاعتقال، وهو ما يعرّض قواتنا لإطلاق النار، وهكذا تستمر الحلقة المفرغة. دائرة العنف تتوسع، والقوى الأمنية الفلسطينية تزداد ضعفاً.
  • بيْد أن الأمر الأخطر في هذه الساحة، هو التقاء ضعف التنسيق الأمني وظاهرة عنف شباب "فتح" والصراع على الوراثة في اليوم التالي لأبو مازن. وهذا صراع بشع، ونحن نشهد بداياته منذ اليوم.
  • بناءً على ذلك، من المستحسن أن نحدد الفارق بين السلطة الفلسطينية وبين زعامتها. الأولى في نظر المواطنين الفلسطينيين، تمثل الدولة الفلسطينية على الطريق، ولذا، فهي تحظى بشرعية وطنية، ومكانتها غير خاضعة للنقاش بتاتاً. على عكس زعامة السلطة الفلسطينية التي لا تُعتبر شرعية، في نظر الكثيرين. والطريق إلى زعامة فلسطينية جديدة ذات شرعية أقوى، يمكن أن تعبر من خلال موجة من العنف القاسي. وهذا العنف يمكن أن يشجعه المرشحون على منصب الرئاسة. هم يعرفون الترهيب والقومية والتطرف، وتشجيع العنف ضد اليهود هو وصفة ناجحة من أجل زيادة شعبيتهم في الشارع.
  • في الخلاصة، كما في الأعوام الماضية، عرفت المؤسسة الأمنية كيف تواجه التحديات في فترة الأعياد، ومن المحتمل أن تفعل ذلك هذه المرة أيضاً. لكن من المفيد، ومن المستحسن تسهيل عملها وتخفيف الضغط غير اللازم. المقصود هنا الضغط الناجم عن اعتبارات المعركة الانتخابية، ويجب التخفيف من الحديث التقسيمي المتطرف والعدائي. وليس كل حادث أمني ناجماً عن نجاح الحكومة الحالية، أو إخفاقها. توطيد التنسيق الأمني هو مصلحة أمنية، وليس ضعفاً سياسياً.
"هآرتس"، 21/9/2022
عندما يساوي بنك الأهداف الملايين، حزب الله وإسرائيل يصبحان شريكين
تسفي برئيل - محلل سياسي

 

  • اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان يضع إسرائيل أمام شريك جديد، حسن نصر الله، وليس الحكومة اللبنانية. هو الذي يضع المعايير وبنود الاتفاق، ومكان وضع منصات الغاز، وتوجيه أرباح التنقيب. المفاوضات الحقيقية بين الطرفين لا تجري بين حكومتين، بل بين دولة وتنظيم. في يوم السبت الأخير، كشف نصر الله أنه بعث برسالة سرية إلى إسرائيل، أوضح فيها أنها إذا بدأت بالحفر في حقل كاريش "ستبدأ المشكلة".
  • الرد العلني الذي حصل عليه أرضاه. فقد أوضحت إسرائيل أن الأعمال الجارية في الحقل تهدف فقط إلى إعداد خط الأنابيب، وليس البدء بالحفر. صحيح أنها أضافت أن الحفر سيبدأ، سواء وُقِّع الاتفاق أم لم يوقَّع، لكن يمكن التشكيك في مدى صرامة هذا الكلام. شركة الغاز البريطانية لا تريد أن تكون هي الطاولة التي تجري عليها عملية الكباش بين إسرائيل وحزب الله، ولم يبقَ لدى إسرائيل سوط حقيقي لتهديد لبنان. فالبلد مدمّر، واقتصاده منهار، وتديره حكومة أشباح، ومرفأ بيروت تفجّر "من تلقاء نفسه" قبل عامين، ومواطنوه يهربون منه، لذا، فإن قصفاً إسرائيلياً جديداً له لن يزيد ولن ينقص.
  • في ميزان الردع القائم بين إسرائيل وحزب الله، تلعب إسرائيل أمام صندوق فارغ. لم يبقَ لدى لبنان الكثير كي يخسره. من هنا فهمت إسرائيل أن عليها تبنّي معادلة جديدة في مواجهة حزب الله. وإلى جانب المعادلة القديمة، نشأ توازُن مربح.
  • بين إسرائيل وحزب الله جرى التقاء في المصالح الاقتصادية، النزاع على الحدود الوطنية ليس قائماً بحد ذاته ويشكل ذريعة للحرب، بل ينطوي على أرباح اقتصادية حيوية جداً بالنسبة إلى إسرائيل ولبنان، وعلى هذه الأرباح يدور النزاع. لقد أجاد نصر الله في صوغ المنطق الذي يحركه، إذ قال: "لبنان أمام فرصة تاريخية لن تتكرر. هذه هي فرصتنا الوحيدة لإنتاج النفط والغاز لمعالجة أزمتنا الاقتصادية والحياتية"، الكلام الذي قاله في خطابه يليق برئيس دولة. وعندما تكون هذه هي طبيعة الخلاف، فهو مستعد ليكون شريكاً للشيطان، وفق شروطه هو.
  • حزب الله ليس التنظيم الوحيد المعادي لإسرائيل الذي يُجري معها مفاوضات تجارية، كأنهما شركتان متنافستان. أيضاً في مواجهة "حماس"، تغيّر ميزان الردع التقليدي، عندما كان يُرَد على الصواريخ بقصف وتهديدات بـ "إعادة غزة إلى العصر الحجري". عداء "حماس" وتطلعاتها الوطنية لم يتبددا، لكن الاعتبارات الاقتصادية خلقت هنا تلاقياً في المصالح: آلاف تصاريح العمل التي تقدمها إسرائيل إلى الغزّيين، وانتقال منظّم للمساعدة المالية من قطر، وعبور مواد البناء والسلع من إسرائيل، وإعادة بناء البنى التحتية التي تقوم بها مصر في القطاع، وفي المقابل، تكبح "حماس" إطلاق الصواريخ، وامتنعت من الانضمام إلى المعركة التي خاضها الجهاد الإسلامي.
  • لكن من الخطأ والوهم الاعتقاد أن الشراكة مع هذه التنظيمات يمكن أن تكون بديلاً من حل سياسي. "حماس" وحزب الله لا يعترفان بإسرائيل، ولا يتخليان عن الكفاح المسلح. الشراكة معهما ممكنة موقتاً، لأنها لا تتطلب من إسرائيل ثمناً سياسياً، ولا توصم السياسيين الإسرائيليين الذين يقومون بها بالخيانة.
  • المفارقة أنه عندما يكون المقصود السلطة الفلسطينية تحديداً، التي تعترف بإسرائيل وتقيم تعاوناً وتنسيقاً أمنياً معها، تحرص إسرائيل على عدم التعامل معها كشريك. وتتصرف معها بصورة فظة، للمسّ بمكانتها وقدراتها، وتُقاطع رئيسها محمود عباس، وتحاول التعامل معه كما لو كان زعيم تنظيم مشابه لـ"حماس" وحزب الله، قبل أن يصبحا شريكين لها.
  • استيقاظ العنف في الضفة يمكن أن يدل على أن الضفة استوعبت الدرس الذي علّمته "حماس" وحزب الله لإسرائيل، ووفقاً له، فقط توازُن الردع والرعب يمكنه أن يثمر مكاسب.