مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أقرت الحكومة الإسرائيلية اليوم في جلسة خاصة اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بعد أسبوعين من عرضه على الكنيست. وبعد توقيع لبيد الاتفاق، من المفترض أن يُرسَل إلى الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، وستجري جلسة التوقيع الرسمية في الناقورة بمشاركة طاقميْ المفاوضات، اللبناني والإسرائيلي، وبعدها يقدَّم رسمياً إلى الأمم المتحدة.
في بداية الجلسة قال لبيد: "الاتفاق يقوي ويحصّن أمن إسرائيل وحرية عملها في مواجهة تهديدات حزب الله في الشمال. جميع القوى مع العملية، وترى أنها تساهم في أمن إسرائيل، وهذا إنجاز سياسي-ليس في كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي، ولا كل يوم تقف الولايات المتحدة وفرنسا معنا وتقدمان ضمانات أمنية واقتصادية للاتفاق." وأضاف: "ستحصل إسرائيل على 17% من أرباح الحقل اللبناني صيدون-قانا، وهو ما سيُدخل إلى اقتصاد الدولة مالاً سيُستخدم في الرفاه والصحة والتعليم والأمن. كما هو معلوم، المحكمة العليا قررت بالإجماع أن الحكومة أجرت عملية مسؤولة ومناسبة. لقد حققت دولة إسرائيل اليوم أرباحاً أمنية واقتصادية وسياسية، وفي مجال الطاقة." وتوجّه لبيد بالشكر إلى كل الذين ساهموا في إنجاح المفاوضات، وبينهم رئيس الحكومة المناوب نفتالي بينت، ووزيرة الطاقة كارين ألهرار، وسائر كبار المسؤولين الذين ساهموا في العملية.
وصرّحت وزيرة الطاقة كارين ألهرار قبل الجلسة: "الاتفاق مهم أمنياً واقتصادياً واستراتيجياً، وفي مجال الطاقة، بالنسبة إلى المنطقة كلها. بعد موافقة الحكومة وتوقيع الاتفاق، سننتقل إلى توقيع اتفاق تفصيلي مع شركة توتال التي ستستخرج الغاز وتؤمن الحقوق الاقتصادية العائدة لدولة إسرائيل، وهذا يوم يدعو إلى الفرح."
حتى الآن، ليس واضحاً كيف ستجري مراسم التوقيع، لكن الأكيد أنه لن يكون هناك مصافحة بين ممثلي إسرائيل وممثلي لبنان، ولا صورة مشتركة. وسوف تقلّ طوافة عسكرية الوفد الإسرائيلي ومعه الاتفاق الموقّع إلى الناقورة. وسيضم الوفد مدير عام وزارة الطاقة ليؤر شيلح، وأفيفات بار إيلان نائبة رئيس مجلس الأمن القومي، ورئيسة الجهاز السياسي في وزارة الخارجية عليزا بن نون، وممثل اللواء الاستراتيجي في الجيش ومندوب المستشار القانوني في وزارة الخارجية الذي رافق المفاوضات. في نهاية الاحتفال، سينتقل الوفد إلى نقطة رأس الناقورة، حيث سيتحدث إلى وسائل الإعلام.
قالت وزارة الدفاع السورية في بيان صادر عنها إن الطيران الحربي الإسرائيلي قام فجر اليوم (الخميس) بشنّ غارات جوية، قصف خلالها بعض المواقع في محيط العاصمة دمشق، في هجوم يُعتبر الثالث خلال أقل من أسبوع.
وأضاف البيان أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت بعضها.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله إن القصف أسفر عن إلحاق أضرار مادية فقط.
ولم تذكر وسائل الإعلام السورية الرسمية المواقع المستهدفة بدقة، واكتفت بالقول إنها في محيط دمشق، إلا إن شبكات محلية قالت إن القصف استهدف مواقع في منطقة السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة، حيث تنتشر الميليشيات الإيرانية بكثافة. وذكرت هذه الشبكات أن القصف طاول أيضاً محيط مطار دمشق الدولي، بينما سُمعت أصوات الانفجارات بقوة في منطقة جرمانا القريبة من السيدة زينب.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شمل القصف الإسرائيلي نقاطاً بالقرب من مطار دمشق الدولي. وأشار المرصد إلى أن محيط العاصمة السورية تعرّض لغارات إسرائيلية أيضاً يومي الجمعة والإثنين الفائتين.
وأشارت وكالة "رويترز" للأنباء إلى أن إسرائيل كثفت الضربات ضد مطارات سورية، ومنها مطار دمشق الدولي، بغية تعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوي من أجل إيصال أسلحة إلى حلفائها في سورية ولبنان، وعلى رأسهم حزب الله.
ذكر بيان صادر عن وزارة الطاقة الإسرائيلية أن إسرائيل بدأت أمس (الأربعاء) باستخراج الغاز الطبيعي من حقل "كاريش" في البحر الأبيض المتوسط، وذلك قبل يوم واحد من توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي توصلت إليه مع لبنان، بوساطة الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تعقد الحكومة الإسرائيلية قبل ظهر اليوم (الخميس) اجتماعاً للمصادقة بصورة نهائية على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وبعد ذلك سيوقّع رئيس الحكومة يائير لبيد الاتفاق في ديوان رئاسة الحكومة.
وستجري مساء اليوم مراسم توقيع الاتفاق في قاعدة قوات الأمم المتحدة في رأس الناقورة، بمشاركة طواقم المفاوضات الإسرائيلي واللبناني والأميركي. ويُتوقع أن يلتقي لبيد، لاحقاً، الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين.
وأشار بيان وزارة الطاقة الإسرائيلية إلى أن الحكومة منحت شركة "إنرجين" الإذن ببدء استخراج الغاز من حقل "كاريش" البحري.
وقالت شركة "إنرجين" في بيان صادر عنها، إن استخراج الغاز من شأنه أن يوسّع المنافسة في سوق الغاز الإسرائيلية، وأن يعزز أمن الطاقة.
ويقع حقل "كاريش" على بُعد نحو 80 كيلومتراً غربي سواحل إسرائيل الشمالية، وسينضم إلى حقليْ "تمار" و"ليفياتان" اللذين يضخان الغاز في الوقت الحالي.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان تاريخي ويجلب الأمل والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
وجاءت أقوال بايدن هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده مع رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض مساء أمس (الأربعاء)، وأشار فيها أيضاً إلى أن محادثاته مع نظيره الإسرائيلي ستتطرق إلى المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي، وإلى استخدام روسيا مسيّرات إيرانية، وما يشكله ذلك من تهديد متزايد لأوكرانيا.
وأضاف الرئيس الأميركي أن اتفاق ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان، والذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، سيتيح للبلدين إمكان تطوير حقول الطاقة، ومن شأنه أن يخلق أملاً جديداً وفرصاً اقتصادية جديدة للشعب اللبناني، وأن يعزز استقرار شعب إسرائيل وأمنه.
من جانبه، قال هرتسوغ إنه سيناقش مع بايدن موضوع استمرار تعميق إجراءات اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى طرح هواجس إسرائيل حيال تنامي دور إيران العدواني وسط تصاعُد الاتهامات الموجهة إليها بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة يستخدمها الجيش الروسي في حربه في أوكرانيا.
وقال هرتسوغ" "إن إيران تمضي قدماً نحو حيازة أسلحة نووية وتوفير أسلحة فتاكة يُقتل بها مواطنون أوكرانيون أبرياء، وأعتقد أن التحدي الإيراني سيكون من بين التحديات الكبرى التي سنناقشها."
وأكد هرتسوغ أن الأسلحة الإيرانية تؤدي دوراً رئيسياً في عدم الاستقرار العالمي، وعلى المجتمع الدولي استخلاص العبر من ذلك في الوقت الحالي وفي المستقبل. وأضاف مخاطباً بايدن: "لدينا انتخابات في إسرائيل، وأنتم في الولايات المتحدة لديكم انتخابات نصفية، ولكن من الواضح أن هذه الزيارة تشكل أكبر دليل على أن صداقتنا وروابطنا القوية تتخطى كل الخلافات السياسية."
وكان هرتسوغ عقد الليلة قبل الماضية اجتماعين مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وقال إنه أطلع الجانب الأميركي على معلومات تثبت استخدام طائرات مسيّرة إيرانية في الحرب على أوكرانيا، وفقاً لادعاءات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية مبنية على تحليل بصري لصور حطام طائرات مسيّرة في أوكرانيا.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوات الجيش عملت بشكل مكثف في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ ساعات فجر أمس (الأربعاء) واعتقلت 18 فلسطينياً مطلوباً، بينهم 3 أعضاء في جماعة "عرين الأسود" من نابلس.
وأضاف البيان أن عمليات الاعتقال هذه جاءت غداة قيام الجيش الإسرائيلي بقتل ما يبدو أنه زعيم هذه الجماعة و4 مسلحين آخرين خلال عملية مداهمة في نابلس فجّرت خلالها قوات الجيش أيضاً مصنع قنابل.
وأشار البيان إلى أن قوات الجيش اعتقلت محمد النابلسي، شقيق إبراهيم النابلسي، وهو مطلوب فلسطيني قُتل على أيدي القوات الإسرائيلية في آب/أغسطس الماضي، وتم تأسيس جماعة "عرين الأسود" رسمياً بعد وفاته. واعتُقل محمد النابلسي بتهم ارتكاب جرائم تتعلق بالأسلحة وتصنيع عبوات ناسفة، والعضوية في جماعة "إرهابية". والعضو الثاني في "عرين الأسود" متهم بالضلوع في هجمات إطلاق نار ضد مركبات إسرائيلية في منطقة حوارة جنوبي نابلس في الشهر الماضي. أما العضو الثالث فمتهم بالعضوية في المجموعة. وتمت مصادرة عدد من الأسلحة.
واعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي 15 فلسطينياً آخر في مناطق أُخرى من الضفة الغربية.
وتم تسليم المعتقلين الـ 18 إلى جهاز الأمن العام ["الشاباك"] للتحقيق معهم.
أعلن الجيش الإسرائيلي أمس (الأربعاء) أن طائرة عسكرية إسرائيلية مسيّرة من طراز "سكايلارك" تحطمت في مدينة نابلس في الضفة الغربية صباح أمس (الأربعاء).
ووفقاً للجيش، فإن الطائرة المسيّرة كانت في مهمة استطلاعية ونجم سقوطها عن عطل تقني. وأشار إلى أنه لا يبدو أن هناك خطراً من إمكانية الحصول على معلومات سرية من الطائرة المحطمة.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية لقطات مصورة للطائرة المسيّرة التقطها سكان محليون.
وهذه ثاني طائرة من طراز "سكايلارك" تتحطم في مدينة فلسطينية في غضون أسبوع، بعد أن سقطت مسيّرة أُخرى في مدينة الخليل يوم الأربعاء الماضي، وقامت قوات الجيش الإسرائيلي بجمع حطام الطائرة بعد وقت قصير.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من تلك الطائرات المسيّرة الرخيصة نسبياً، والتي تُستخدم أساساً لمهمات استطلاع، تحطمت على مرّ الأعوام. ففي شهر أيار/مايو الماضي، تحطمت طائرة من دون طيار من طراز "سكايلارك" أيضاً في الجنوب اللبناني بسبب عطل فني.
و"سكايلارك" هي طائرة استطلاع تكتيكية مسيّرة من إنتاج شركة "إلبيت"، ويقوم بتشغيلها سلاح المدفعية في الجيش الإسرائيلي. وبمجرد إطلاقها جواً، تقوم ببث لقطات فيديو حية للجنود على الأرض.
توجّه وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس مساء أمس (الأربعاء) إلى أنقرة في أول زيارة أمنية له إلى تركيا.
ومن المقرّر أن يبدأ غانتس زيارته الرسمية اليوم (الخميس) بعقد لقاء مع نظيره التركي خلوصي أكار في مقر وزارة الدفاع التركية في أنقرة.
وتأتي زيارة غانتس هذه عقب زيارة تاريخية أجراها رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ قبل بضعة أشهر، وذلك بعيد إعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين. وتوسطت الزيارتين زيارة أجراها قبل شهرين رئيس القسم الأمني-السياسي في وزارة الدفاع درور شالوم، بعد قطيعة دامت 10 أعوام، واستهدفت إرساء أسس العلاقات الأمنية بين البلدين، ناهيك بتحديد جدول أعمال الزيارة على مستوى وزيريْ الدفاع.
ومن المقرر أن يناقش غانتس مع أكار أيضاً مسألة وجود حركة "حماس" في تركيا.
يُشار إلى أن دائرة الأمن السيبراني في مكتب المدعي العام لدولة إسرائيل قدمت قبل أسبوع، وفي نهاية تحقيق أجراه جهاز الأمن العام ["الشاباك"]، لائحة اتهام مفصّلة بحق ثلاثة مواطنين عرب من شمال إسرائيل، بتهم تقديم معلومات حساسة إلى "حماس" في تركيا، بالإضافة إلى التخطيط لإلحاق الضرر بأنظمة شبكة "سيلكوم" للاتصالات الخليوية خلال حرب، أو عملية عسكرية في المستقبل. كما أن العلاقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا اتخذت منحى تعاونياً وثيقاً في الآونة الأخيرة، إذ ساعدت السلطات الأمنية في تركيا جهاز "الشاباك" وأجهزة الأمن الإسرائيلية في إحباط بنية تحتية إرهابية إيرانية أرادت تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين في الأراضي التركية.
- زعماء الأحزاب هم الآن في الأشواط الأخيرة من حملتهم الانتخابية قبل يوم الاقتراع، ويبدو أن التحديات التي يواجهها لبيد أكثر تعقيداً من تلك التي يواجهها نتنياهو.
- وهذا هو المطلوب من لبيد للبقاء في رئاسة الحكومة: 1-قطع الطريق على نتنياهو من الوصول إلى 61 مقعداً. 2-الاقتراب، بقدر من الممكن، من أن يكون الحزب الأكبر في الكنيست. 3-تقليص قوة غانتس، بقدر الممكن، كي لا يصبح بديلاً من نتنياهو، والمعادلة هي: أن يكون أكبر من غانتس بقدر المستطاع، وأقل بقليل من نتنياهو.
- لكن في داخل هذه المعادلة هناك عدة أمور مجهولة ولا يمكن ضبطها-هناك ثلاثة أحزاب في التكتل في منطقة الخطر، 5 مقاعد: حزب العمل، وحركة ميريتس، وحزب إسرائيل بيتنا. وسقوط أحد هذه الأحزاب تحت نسبة الحسم يمكن أن يفتح الطريق أمام نتنياهو لتأليف الحكومة. يوحي لبيد بأن كل الأحزاب هي في مكان مضمون فوق نسبة الحسم، لكن الحركة حادة جداً ومن الممكن أن يدفع هو الثمن.
- هناك متغيّر آخر أكثر دراماتيكية بالنسبة إلى لبيد: الصوت العربي. إذا تمسك بتصريحاته برفض جلوسه مع حداش – تعل، فإنه لن يتمكن من تشكيل ائتلاف. مع ذلك، يجب عليه أن يتأكد من أن حداش-تعل، وأيضاً راعام، ستجتاز نسبة الحسم، وتساعده على تشكيل كتلة مانعة ضد نتنياهو.
- في الأمس وصل لبيد إلى الناصرة في زيارة محسوبة جداً: من دون تصريحات، ومن دون بث مباشر، ومن دون مرافقين وقوات. فقط من أجل إظهار وجوده، ومن أجل إعطاء الصوت العربي الإحساس بأنه لا يزال في اللعبة. حالياً، 46% فقط من الناخبين العرب يعلنون نيتهم الاقتراع في يوم الثلاثاء. وهذه نسبة قليلة جداً بالنسبة إلى لبيد، فهو بحاجة إلى ما بين 50% -55% لا أكثر من أصوات المجتمع العربي – كي لا يعرّض ميرتس وحزب العمل للخطر؛ وكي لا يساعد نتنياهو. لبيد بحاجة إلى المناورة مع الصوت العربي، من دون أن يثير حملة ضده في الجانب اليهودي.
التحديات التي يواجهها نتنياهو
- قبل أسبوع من الانتخابات، أمام نتنياهو العديد من التحديات السياسية من أجل الاقتراب من تحقيق أهدافه، وهذه التحديات الثلاثة الأساسية:
- إنهاء الخلافات في التكتل: يستعد تكتل نتنياهو للانتخابات بصورة مثلى-4 أحزاب، واتفاقان على توزيع الفائض من الأصوات، لكل منها جمهور مختلف. وكل شيء سار على ما يرام حتى الأسبوع الماضي، حين وقعت مجموعة حوادث لا علاقة بينها ظاهرياً: من الصور في قرية حباد، مروراً بإنشاء بن غفير مكتباً للحريديم، وصولاً إلى تسجيلات سموتريتش. القاسم المشترك بينها معارك داخلية بين الكتل.
- نتنياهو قلِق من صعود بن غفير، وسموتريتش يريد أكبر حقيبة وزارية، الحريديم يتخوفون من حزب قوة يهودية. وهذا كله ليس جيداً بالنسبة إلى نتنياهو في وقت يحاول الحصول على نصف المقعد الذي يحتاج إليه من الخارج.
رفع نسبة التصويت في الليكود وفي يهدوت هتوراه
- التحدي الثاني معروف، ناخبو الليكود الذين ظلوا في منازلهم. وهذه المرة، المقصود جزء صغير، لكنه مهم جداً-ناخبو حزب يهدوت هتوراه خائبو الأمل. البلوك الذي دخلوا فيه لم ينجح في سد الفجوة القائمة بين حركة الحسيديم وبين الليتوانيين [حركتان حريديتان]، وبين المنتخبين وبين الناخبين. ولاحظ المراقبون أنه في الانتخابات الأخيرة، وعلى الرغم من الزيادة الطبيعية، فإن حزب يهدوت هتوراه تراجع إلى 6 مقاعد، وحصل على السابع، فقط بفضل اتفاق توزيع الفائض في الأصوات. نتنياهو أجرى سلسلة مقابلات مع وسائل إعلام حريدية من أجل تشجيعهم على الاقتراع.
ماذا سيفعلون مع أييليت شاكيد؟
- التحدي الثالث هو المعضلة الأكثر تعقيداً: إذا لاحظتم كيف توقف الليكود نهائياً عن مطالبة شاكيد بالتنحي، وتوقف نهائياً عن التعامل معها. استطلاعات الليكود، مثل استطلاعات القناة 12 الإخبارية، تُظهر أن تنحّيها لا يغيّر خريطة الكتل.
- وهنا المعضلة: هناك من جهة، عشرات آلاف الأصوات التي يمكنها أن تجعل الليكود يحصل على ربع مقعد، وكل شيء يتغير. ومن جهة ثانية، إذا أدى تنحّيها فعلاً إلى عدم مشاركة جزء كبير من الناخبين، فإن نسبة الاقتراع ستنخفض ومعها نسبة الحسم ببضع مئات من الأصوات، وهذا يمكن أن ينقذ أحد الأحزاب العربية.
- لماذا يجب على المواطنين العرب المشاركة في الانتخابات؟ الدولة ليست دولتهم، ولا النشيد الوطني نشيدهم، بالإضافة إلى قانون القومية. الانتخابات ليست لهم، وكذلك الكنيست والأحزاب اليهودية، التي تهرب منهم كأنهم مرض مُعدٍ. وإذا كان لا بد من مشاركتهم في الانتخابات، فهذا من أجل مستقبلهم البعيد جميعاً، بين البحر والنهر، لكن ليس لإنقاذ اليسار الصهيوني من فشله. فهو لا يستحق.
- لقد تذكرهم اليسار والوسط الآن، كما تذكروا في الخمسينيات من القرن الماضي سكان المعسكرات التي شيدت للمهاجرين اليهود، وهذا لطيف. ولكن وقاحة هذا المعسكر لا تتوقف عند التذكُّر المتأخر، بهدف إنقاذ نفسه، بل هو أيضاَ يهدد وينظّر أخلاقياً. إن لم تأكلوا بالشكل الصحيح، سيأتي الشرطي. يائير لبيد، صديق الشعب الفلسطيني، والعرب في إسرائيل، وبصورة خاصة "اتباع حنين الزعبي"، هددهم بالأمس في الناصرة بأنه "إذا لم تخرجوا للتصويت، عليكم أن تعرفوا أن ما حصلتم عليه في العام الماضي سيؤخذ منكم." وباستعلاء استعماري، لم يذكر ما الذي "حصلوا عليه خلال العام الماضي" بالضبط. هل نسيتم الكرات البلاستيكية الملونة التي رُميَت عليكم؟ باستثناء ذلك، من الصعب أن يتذكروا تحسُّناً واحداً طرأ على حياتهم، واحترامهم، أو حقوقهم، من الممكن أخذه منهم.
- وينظّر الحكماء عليهم أخلاقياً أيضاً. فبعد أن وزع أوري مسغاف عليهم علامات العجز واتهمهم بالتدمير الذاتي، وشكك في أهمية ممثليهم، اتهمهم أخيراً بالمسؤولية عن الجريمة الأكبر: عودة نتنياهو إلى الحكم. مَن ذكّرهم بمجزرة مصفاة تكرير البترول في حيفا سنة 1947 [حين قامت منظمة الإرغون بإلقاء قنبلتين يدويتين على تجمع للعمال الفلسطينيين في المصفاة مما أدى إلى مقتل ستة عمال، قام على إثرها العمال الفلسطينيون بمهاجمة العمال اليهود مما ادى إلى مقتل 38 عاملاً يهودياً] كردّ صهيوني عادل للتعامل مع جرائم النكبة، ويرى أن العرب "يلعبون دور الضحية" و"متقلبون"، واقترح عليهم، كصديق طبعاً، أن يمارسوا قوتهم بالتصويت. من أجل ماذا؟ فقط لإنقاذهم. فقط لإنقاذ الذين أحسنوا إليهم منذ وقت طويل.
- في عالم مثالي، يجب على كل مواطن عربي الامتناع من المشاركة في الانتخابات، حتى يحصل أخوه الرازح تحت سلطة حكم إسرائيل في المناطق المحتلة على حق التصويت. هذا المستوى من التضامن والتضحية ليس واقعياً. العرب في إسرائيل يريدون التأثير في مصيرهم ومستقبلهم. عندما كانوا في ذروة قوتهم وحصلوا على المقاعد الـ 15 الأسطورية للقائمة المشتركة، كان يعتبر أن عدد أعضاء كنيست هو 105 عملياً. لم يحتسب أحد الـ 15 من القائمة المشتركة. ومنذ ذلك الحين، انخفضت قوتهم من دون أن يتراجع إقصاؤهم، باستثناء تجربة منصور عباس، التي أشك في أنها نجحت أصلاً.
- كل مقابلة مع عضو كنيست من الوسط لا تزال تبدأ بالسؤال الاتهامي: هل ستذهبون معهم؟ في الوقت الذي تنشغل نصف المعركة الانتخابية بهذا السؤال فقط، كيف يمكن أن يُتوقع من العرب أن يتجندوا للتصويت؟ بمَ عليهم أن يشعروا في ظل عملية الشيطنة التي يتعرضون لها والهجوم على ممثليهم، الذين تُعتبر أغلبيتهم من أفضل المنتخبين في الكنيست؟ أقل ما يمكن توقُّعه من معسكر "فقط لا نتنياهو"، هو أن تعلن قياداته بكل فخر: سنقوم بكل ما يلزم بهدف إشراك الأحزاب العربية في الائتلاف. ستستفيد إسرائيل من حكومة كهذه، وضمنها القائمة المشتركة.
- لا يوجد، ولن يكون هناك أحزاب عربية صهيونية. ونأمل أن يصوّت أقل وأقل من العرب للأحزاب اليهودية. لا يوجد شيء هناك إلا الإذلال. مكانهم في الأحزاب غير الصهيونية، على أمل أن تعبر القوائم الثلاث نسبة الحسم. من أجل هذا، وفقط لهذا السبب، عليهم أن يخرجوا للتصويت. بعدها، علينا أن نأمل بأن يقوم ممثلوهم بردّ الصاع لليسار الصهيوني على أفعاله طوال سنوات، وأن يوضحوا أن انضمام العرب إلى الائتلاف يتطلب تغيير الطريق جذرياً، أولاً في المعسكر الصهيوني.
- عندما يهدد اليسار-الوسط العرب بنتنياهو وإيتمار بن غفير، يجب ألا يشعر العرب بالخوف من تهديداتهم. رأينا "حكومة التغيير" في حملاتها الإجرامية داخل الضفة، ورأينا حربها على الإجرام في المجتمع العربي. هذا المعسكر كان سيئاً بالنسبة إلى الفلسطينيين وعرب إسرائيل، لدرجة أنه لا يملك أي حق في تحذيرهم من الأسوأ منه.