مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أظهر فرز 84% من الأصوات، أي قرابة أربعة ملايين ناخب، تقدماً كبيراً لكتلة نتنياهو، بينما لا يزال كلٌّ من حركة ميرتس وحزب التجمع (بلد) تحت نسبة الحسم.
وبحسب النتائج الحقيقية، فقد حظيت كتلة نتنياهو بـ65 مقعداً، وأصبح في إمكان نتنياهو تأليف حكومة، فقد نال الليكود 31 مقعداً، وحزب يوجد مستقبل، بزعامة يائير لبيد، 24 مقعداً، كما نال حزب الصهيونية الدينية، بزعامة سموتريتش وبن غفير، 14 مقعداًـ وجاء بعده المعسكر الرسمي مع 12 مقعداً، وحصل حزب شاس على 10 مقاعد، ويهدوت هتوراه على 8، وحصل كلٌّ من حزب إسرائيل بيتنا وحداش - تعل وراعام على خمسة مقاعد، بينما حصل حزب العمل، حتى الآن، على 4 مقاعد. وحتى الآن، لم تتجاوز حركة ميرتس وحزب بلد والبيت اليهودي نسبة الحسم.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ورئيس الليكود والمعارضة بنيامين نتنياهو إن معسكر اليمين في إسرائيل حظيَ بثقة كبيرة من الجمهور، وأكد أن طريق الليكود أثبت نفسه، وأن الشعب يريد أمناً وحزماً وحكومة ذات خبرة، وليس حكومة ضعيفة.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام مساء أمس (الثلاثاء) بعد أن أظهرت نتائج العينات الانتخابية التي بثتها قنوات التلفزة الإسرائيلية الثلاث، فور إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة العاشرة من مساء أمس، فوز حزب الليكود بمكانة الحزب الأكبر، وحصول معسكر بنيامين نتنياهو على قوة تتراوح بين 61-62 مقعداً، وهو ما يعني تعزّز فرصه في تأليف الحكومة المقبلة.
وشدّد نتنياهو على أن أولى المهمات الماثلة أمامه هي ردم الشرخ في صفوف الشعب وإعادة السلام إلى جميع الإسرائيليين قبل صنع السلام مع الجيران.
وأشارت نتائج رسمية جزئية، بعد فرز نحو 45% من أصوات المقترعين الليلة الماضية، إلى فوز معسكر نتنياهو المؤلف من أحزاب الليكود و"الصهيونية الدينية" واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] بـ62 مقعداً، وفوز المعسكر المناهض له بـ54 مقعداً، بالإضافة إلى فوز التحالف بين حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" وتعل [الحركة العربية للتغيير] بـ4 مقاعد. كما أظهرت هذه النتائج أن أحزاب راعام [القائمة العربية الموحدة] وبلد [التجمع الوطني الديمقراطي] وميرتس و"البيت اليهودي" لم تتمكن من اجتياز نسبة الحسم.
وفي حزب "الصهيونية الدينية" الذي يبدو أنه سيكون ثالث أكبر حزب في الكنيست، قال عضو الكنيست إيتمار بن غفير [رئيس حزب "عوتسما يهوديت"] إنه "آن الأوان لنصبح مجدداً أصحاب هذه الدولة." ومن جهتها رأت جمعية "نحالا" اليمينية أنه حان الوقت لتأليف حكومة تلغي "خطة الانفصال" [عن قطاع غزة]، وتقيم مستوطنات يهودية جديدة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] والنقب والجليل، وتضع حداً لما وصفه بأنه استيلاء العرب على أراضٍ أميرية.
وأعرب وزير المال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، عن خيبة أمله من إمكانية حصوله على 5 أو 6 مقاعد فقط، وفي الوقت عينه، تمنى أن تؤدي هذه الانتخابات إلى استقرار سلطوي. وأكد أن حزبه سيستخلص العبر.
من جانبه، أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، رئيس حزب "يوجد مستقبل"، عن فخره بنتائج عينات قنوات التلفزة الإسرائيلية التي أظهرت أن نحو مليون ناخب دعموا حزبه، ووصف ذلك بأنه إنجاز لا سابق له.
ودعا لبيد في سياق كلمة ألقاها بعد منتصف الليلة الماضية إلى الانتظار لحين ظهور النتائج النهائية، وأكد أن حزبه "يوجد مستقبل" سيواصل العمل من أجل أن تكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية.
وأوضح رئيس تحالف "المعسكر الرسمي" وزير الدفاع بني غانتس، والذي حصل على 11-12 مقعداً، بحسب العينات، أنه سيسعى لإيجاد معسكر واسع يربط بين جميع أطياف المجتمع في إسرائيل.
قالت لجنة الانتخابات الإسرائيلية المركزية إن نسبة التصويت العامة في انتخابات الكنيست الـ25، والتي جرت أمس (الثلاثاء)، بلغت 71.3%، إذ أدلى 4.847.023 ناخباً بأصواتهم، وهي أعلى نسبة تصويت منذ انتخابات سنة 2015، كما أنها أعلى بـ4.1% من نسبة التصويت في الانتخابات العامة السابقة. أما نسبة التصويت بين السكان العرب فبلغت نحو 55%.
ووفقاً لمعطيات لجنة الانتخابات، بلغت نسبة التصويت، حتى الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس، 28.4%، غير أن نسبة التصويت في أوساط السكان العرب بقيت عند 10%.
وعبّر رئيس حزب الليكود وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو عن تخوفه مما وصفه بأنه سبات الناخبين.
وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام لدى خروجه من صندوق اقتراع في القدس، إنه ما زال هناك سبات حالياً ولم يستيقظوا بعد، ولكن إذا استيقظوا، فسننتصر، وإذا لم يستيقظوا، فسنخسر الانتخابات.
وأضاف: "إن أقوالي هذه ليست نداء استغاثة. ففي الانتخابات السابقة قلت إنه يوجد فرق في مقابل معاقل اليسار ولا سبب لذلك، إذ يوجد عدد ناخبي يمين أكثر، لكنهم في البيت، ولن أكون راضياً في نهاية اليوم. وهذا يتكرّر الآن. ومع ذلك، آمل بأن ننهي هذا اليوم بنجاح."
من جانبه، قال رئيس قائمة "الصهيونية الدينية" عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، لدى وصوله إلى صندوق الاقتراع الذي يدلي فيه بصوته في مستوطنة "كدوميم" في الضفة الغربية، إن الهدف هو إنهاء الانتخابات، بحيث تكون "الصهيونية الدينية" أكبر من حزب بني غانتس وغادي أيزنكوت ["المعسكر الرسمي"]، وهو ما سيضمن تأليف حكومة يمينية كاملة، لا حكومة يسار يؤلفها نتنياهو وغانتس.
بدأت إقامة احتفالات في مقر حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] في القدس، بعد أن أشارت عينات قنوات التلفزة الإسرائيلية الثلاث إلى أن تحالُف "الصهيونية الدينية"، الذي يضم هذا الحزب، حقق نتائج قوية إلى جانب كتلة الأحزاب اليمينية والمتطرفة، بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي يُتوقع أن تتمكن من الفوز بالأغلبية في الكنيست.
وأظهرت هذه العينات النموذجية فوز تحالُف "الصهيونية الدينية"، برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، بـ 14-15 مقعداً، كما توقعت له تقريباً استطلاعات الرأي التي أُجريت في الأسابيع الأخيرة، وهو ما يؤهله لأن يكون الحزب الثالث في الكنيست الـ25، بعد حزب الليكود برئاسة نتنياهو، وحزب "يوجد مستقبل" برئاسة رئيس الحكومة الانتقالية الحالية يائير لبيد.
وقال الناطق بلسان حزب "عوتسما يهوديت" يشاي فلايشر إن هذه النتائج تثبت أن الأمة اليهودية قالت كلمتها التي سيكون لها ما بعدها.
قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية إن نتائج التصويت في انتخابات الكنيست الإسرائيلي التي جرت أمس (الثلاثاء) أظهرت تنامي التطرف والعنصرية في إسرائيل.
وجاءت أقوال اشتية هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في رام الله مساء أمس (الثلاثاء)، وذلك بعد أن أظهرت نتائج العينات الانتخابية التي بثتها قنوات التلفزة الإسرائيلية الثلاث، فور إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة العاشرة من مساء أمس، فوز حزب الليكود بمكانة الحزب الأكبر، وحصول معسكر بنيامين نتنياهو على قوة تتراوح بين 61 و62 مقعداً، وهو ما يعني تعزّز فرصه في تأليف الحكومة المقبلة.
وقال اشتية: "إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية أكدت أنه لا شريك في إسرائيل للسلام. كما أن صعود اليمين المتطرف في انتخابات الكنيست هو نتيجة طبيعية لتنامي التطرف والعنصرية ضد الفلسطينيين."
وكان اشتية دعا المجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقال في سياق كلمة في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الفلسطينية في رام الله أول أمس (الاثنين): "إن شعبنا يواجه حملة شرسة من تقتيل واعتقال وحصار على نابلس والقدس والخليل وجنين وغزة، واعتداءات على قاطفي الزيتون في القرى والبلدات، وترهيب المواطنين، وسرقة محصولهم في بعض المناطق، تحت أعين المجتمع الدولي الذي يقف صامتاً على جرائم إسرائيل. ولقد حان لهذا العالم، صاحب ازدواجية المعايير، أن يستفيق من سباته، وأُحيّي شعبنا الذي يواجه كل إجراءات الاحتلال بشجاعة، وأترحم على الشهداء الذين ارتقوا برصاص الحقد والكراهية والاحتلال البغيض."
وتطرّق رئيس الحكومة الفلسطينية إلى الشأن الإسرائيلي وانتخابات الكنيست فقال: "تذهب إسرائيل إلى انتخابات عامة بعد أن عمّدت حملاتها الانتخابية بمزيد من القتل والاستيطان والحصار ضد أبناء شعبنا. إننا ندرك أن هذه الانتخابات لن تأتي بشريك للسلام، وعلى الرغم من ذلك، فإننا نقول إن على العالم أن يطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبل أن يقف ويعلن أنه جاهز لإنهاء الاحتلال، وأنه جاهز لإنهاء الصراع، وأن يعلن التزامه بحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية."
وأضاف اشتية: "على إسرائيل الذاهبة إلى الانتخابات ألّا تبيح لنفسها ما تحرم الآخرين منه. إن هذه التي تدعّي أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط تحرم الفلسطينيين حقهم في الانتخاب، وتمنع الانتخابات في القدس، في مخالفة لما نصت عليه الاتفاقيات، والمطلوب من العالم إجبار اسرائيل على السماح لشعبنا بممارسة حقه في الانتخابات، بما في ذلك في القدس."
- يجب انتظار النتائج الحقيقية لمعرفة الصورة النهائية للكتل، لكن وفقاً للعينات التي نشرتها 3 قنوات تلفزيونية ليل أمس، بات من الواضح أن الفائز الأكبر في انتخابات الكنيست الـ25 التي جرت في الأمس، هو رئيس قوة يهودية إيتمار بن غفير، والخاسر الأكبر هو دولة إسرائيل.
- "الصهيونية الدينية" القائمة التي شوّهت المشروع الصهيوني وحولته من وطن قومي للشعب اليهودي إلى مشروع للتفوق اليهودي القومي- العنصري - الديني، بروحية أستاذ وحاخام بن غفير الحاخام مئير كهانا، أصبحت الآن القوة السياسية الثالثة من حيث الحجم في إسرائيل. هذا هو المغزى الحقيقي والمخيف لانتخابات الأمس.
- شهدت إسرائيل في الأعوام الأخيرة عملية تطرُّف مقلقة في ذلك الوقت. وكل ما حذّرنا منه يحدث الآن أمام أعين الجمهور. لقد استعادت الكهانية أهليتها وانتشرت وتمكنت في الأمس من تخطّي الحزب الذي يقوده رئيسان سابقان للجيش الإسرائيلي (المعسكر الرسمي)؛ والقائمة الكهانية أكبر بثلاثة أضعاف من الحزب الذي أقام دولة إسرائيل (حزب العمل). وفي الوقت الذي تعاونت القوى السياسية من اليسار ومن الوسط واليمين في صراعها ضد بنيامين نتنياهو، وُلد تهديد أكثر خطراً منه.
- "هذا يوم الرب ونحن فرحون به"، غرّد رئيس الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، وأضاف: "اليوم، الصهيونية الدينية تصنع التاريخ مع أكبر إنجاز لحزب ديني قومي منذ قيام الدولة، إنجاز سيضاف إلى ما يبدو فوزاً وحسماً للمعسكر القومي." فرحته يجب أن تعكّر صفو كل مواطن ومواطنة في الدولة.
- وعلى الرغم من أنه من المبكر معرفة ما هي صورة الكتل، فإن الصحيح حتى هذه الساعات أن نتنياهو عائد إلى الحكم. والائتلاف الذي سيشكله لن يسمح له، فحسب، بتنفيذ كل مؤامراته ضد الديمقراطية الإسرائيلية، بما في ذلك المسّ الكبير بالمنظومة القضائية، بل من الممكن أن يطلب منه ذلك. ومثل هذا الانقلاب يمكن أن يشمل سلسلة من الخطوات المدمرة. على سبيل المثال، إقالة المستشار القانوني للحكومة وإلغاء دوره، وسنّ قانون التغلب الذي يسمح للكنيست برفض قرار أصدرته محكمة العدل العليا وتشريع ما يريده، حتى قوانين غير قانونية، وإعطاء الكنيست حق اختيار قضاة المحكمة العليا، وتقييد حرية التعبير، وملاحقة الصحافيين والعرب واليساريين والمثليين.
- نأمل بأن تتغير صورة الكتل بعد الفرز النهائي للأصوات، وألّا ينجح نتنياهو في تشكيل الائتلاف الكابوس الذي سيكون مرتبطاً بأصوات الكهانيين. تقف إسرائيل اليوم على عتبة انقلاب قومي - ديني استبدادي، هدفه اغتيال البنى التحتية الديمقراطية التي شُيدت عليها الدولة. وهذا سيكون يوماً أسود في تاريخ إسرائيل.
- حتى لو اختلفت نتائج انتخابات الكنيست الـ25 عن نتائج العينات الأولى، فالخلاصة واضحة: لا يزال تيار بنيامين نتنياهو هو القوة السياسية المسيطرة في إسرائيل. وبعد عام ونصف العام، لا يزال نتنياهو المفتاح الذي يجمع حوله السياسة الإسرائيلية. وحده بيبي استطاع إخراج ملايين الإسرائيليين من منازلهم إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة، وللتصويت معه أو ضده.
- في وسط المعركة الانتخابية الحالية، شكّل البيبيون [أنصار نتنياهو] والكهانيون، التجسيد الجديد لليمين الإسرائيلي بقيادة نجم الحملة إيتمار بن غفير. صعود بن غفير في الاستطلاعات أيقظ الوضع على الأرض: في اليمين، تحمسوا للشعار العنصري القومي الذي وَسَم حملة الليكود. وكان أسهل على الناخبين من اليمين، الذين ترددوا بين المشاركة في التصويت أو البقاء في منازلهم، التماهي مع التحريض ضد العرب وضد اليسار، من الذهاب إلى الصناديق، دفاعاً عن متهم بالفساد، كما حدث في الجولات السابقة. لقد عاد نتنياهو إلى طبيعته القديمة، تحريض اليهود ضد الإسرائيليين، وجمهوره أحب ذلك.
- صورة الحماسة المتجددة في اليمين شاهدها المجتمع العربي. هناك خرج الناخبون في اللحظة الأخيرة من اللامبالاة والاغتراب اللذين رافقاهم طوال الحملة، وتوجهوا إلى الصناديق، خوفاً من أن تتحقق تهديدات بن غفير وتقوم حكومة التفوق اليهودي التي ستُفاقم التمييز والقمع ضد الفلسطينيين على جانبيْ الخط الأخضر.
- وجهة نظر البيبيين والكهانيين يمكن اختصارها بأنها العنصرية إزاء كل مَن هو غير يهودي، وتصوير التمثيل السياسي للمجتمع العربي بأنه مؤيد "للإرهاب" - وخصم شرس للدولة يجب التعامل معه بالقوة. يعتبر البيبيون والكهانيون أن الديمقراطية هي الحُكم المطلق للأغلبية، وهم ضد كبح قوة الدولة بواسطة المحاكم ووسائل الإعلام المستقلة، أو منظمات المجتمع المدني التي تعارض سياسة الحكومة. كل هذه الهيئات يعتبرها البيبيون والكهانيون تهديدات يجب القضاء عليها وترهيبها حتى تخضع وتُروَّض.
- حكومة التغيير، القصيرة العمر، لم تنجح في الوقوف ضد البيبيين وطرح أيديولوجيا تثير حماسة الناخبين. الشعور الوحيد الذي حرّك معسكر التغيير كان الخوف من نتنياهو الذي تعزز هذه المرة أكثر من شريكه الجديد بن غفير.
- التصدعات الداخلية في معسكر التغيير كانت كبيرة للغاية، سواء لأسباب شخصية - يائير لبيد ضد بني غانتس - أو بسبب الفجوة المبدئية بين اليسار المتطرف والأحزاب العربية والعلمانية، حداش وبلد، ولتي تعمقت خلال فترة حكم نفتالي بينت ولبيد، وسياستهما الاستقوائية في الضفة الغربية.
- خلال 4 أشهر من حكمه، نجح لبيد في ترسيخ مكانته كزعيم للكتلة المعادية لبيبي، وصوّر نفسه كمدير جيد للسياستين الخارجية والأمنية. لكنه، مثل خلفه بينت، وبعكس نتنياهو، لم يقدم أيّ رؤيا جديدة. خلال الفترة القصيرة التي كانت لديه، ومع صورته ومشكلاته كمقدم برامج تلفزيونية ليس لديه خبرة أمنية وإدارية، اضطر لبيد إلى تخصيص حملته من أجل كسب تأييد مؤيديه في كتلة التغيير، ولم يحاول أن يجذب إليه أصواتاً من المعسكر المعارض. الآن، يستطيع أن يبلور رؤيا تطرح بديلاً أيديولوجياً من تيار نتنياهو والكهانيين. هرولة الليكود نحو اليمين وراء بن غفير يترك للبيد هامشاً للتطور. وهذا قد يشكل فرصة له.
- نتائج العينات الانتخابية تشنج المعدة من شدة الخوف. وبالاستناد إليها وبحذر مطلوب، سيؤلف بنيامين نتنياهو حكومة تنهي عهد "الديمقراطية" الإسرائيلية كما عرفناها في أكثر من 70 عاماً. هذه النتيجة هي نتيجة حكم نتنياهو الطويل والعقيم - المليء بالتضليل، والفساد، والتحريض، والعنصرية وجرى خلاله الاحتفال بحرية واحدة هي حرية المستوطنين- توقعتها الاستطلاعات المسبقة. ولقد ازدادت بلورة، وأصبحت أكثر سمنة وضخامة طوال الأعوام الخمسة عشر الماضية.
- العينات، إذا تبين أنها نتائج نهائية، لم تتوقع نتائج الانتخابات. بل هي لخصت الرؤية التي صيغت بتصميم ودقة، وكان الهدف منها القضاء على العلاقة الكاذبة بين "اليهودية" و"الديمقراطية"، وصوغ وحش إثني - فاشي. القيم الليبرالية تماشت وفقاً لما يطلبه السياسيون والبلطجية الأيديولوجيون. أحزاب كانت تبدو في الظاهر أنها تحمل أعلام القيم، تحولت إلى غير صالحة. وهذا ليس محصوراً باليسار، بل في الوسط أيضاً، وفي أوساط العرب والحريديم. الجهد المبذول من أجل تبيان الاختلافات ما بين "العمل" و"ميرتس"، أو بين "قوة يهودية" و"الصهيونية الدينية"، والتدقيق في فحص أيديولوجيا "الليكود"، وبمَ تختلف عن أيديولوجيا "المعسكر الرسمي"، وصل في نهاية المطاف إلى يافطة واحدة "فقط نتنياهو" أو "فقط ضد نتنياهو".
- مسار الصَهر السياسي الذي بدأ مع تأليف "حكومة التغيير" التي جلس فيها المنافسون الأيديولوجيون كأسرى، وكزوا على أسنانهم بصبر مذهل، والتزم الواحد منهم بالآخر، بقوة الكراهية المشتركة لنتنياهو، صحيح أن هذا المسار وُلد لمنع نتنياهو من ولاية إضافية، لكنه، وبالخطأ، تعامل مع الانقسام: "فقط بيبي" و"فقط لا بيبي" كموضوع تقني، شخصي، يفتقر إلى الأيديولوجيا، وحتى أنه مخزٍ. وكأن كل مَن يصوت، استناداً إلى هذا الاعتبار، مستعد لبيع قيَمه وأيديولوجيته شرط ألا ينتخب نتنياهو مرة أخرى.
- بصورة متأخرة جداً، فهم هؤلاء واعترفوا بأن التصويت، بحسب هذا المعيار الشخصي، بجوهره، هو خيار أيديولوجي. ولقد تطور هذا الاعتراف فقط عندما تحول ظلُّ بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير إلى خطر ملموس.
- لقد تحول إنقاذ نتنياهو من السجن إلى قضية هامشية، قد تكون مهمة في نظر منافسيه وداعميه، لكنها ليس لها وزن قومي، مثل تغيير طريقة الحكم وتحويل الدولة إلى دولة ثيوقراطية قانونياً. التقني تحول إلى جوهري، والشخصي إلى فكرة.
- تُلقي نتائج العينات الضوء الواضح على حقيقة أن الخطر تعاظم. وحتى لو لم تمنح النتائج النهائية نتنياهو القدرة على تأليف حكومة، وسيكون علينا التوجه إلى انتخابات سادسة. مع كلّ جولة انتخابية تم إجراؤها حتى الآن، تمأسس الخلاف الأيديولوجي الذي يحدد حقل الألغام الذي يفصل بين رؤية ديمقراطية وأُخرى تسلطية - عنصرية. في هذه المعركة، لا مكان لفتات الأحزاب، للبحث في الفروقات الشكلية، أو البحث من خلال عدسة مكبرة عن الفروقات الحقيقية أو الوهمية ما بين "اليسار - وسط" أو "اليسار- يساري".
- كما أثبتت الجولات الانتخابية، الصراع هو صراع بين معسكرات أيديولوجية، والحرب بين المعسكرات، وخصوصاً داخل معسكر اليسار - وسط، نهايتها ليس فقط الجلوس في المعارضة، بل الضياع أيضاً. يجب أن نأمل بأن تؤدي النتائج النهائية لجولة انتخابية إضافية إلى الاستمرار في مسار الصَهر داخل معسكر "اليسار - وسط"، حيث يتم التعامل مع العرب كقوة انتخابية، وهذه المرة، ليس فقط لأهداف تكتيكية انتخابية، بل لوضع سور واقٍ صلب حول "الديمقراطية" الجوهرية ومؤسساتها. الخيار الآخر، الذي يبدو واقعياً الآن، هو أن دولة إسرائيل ستتحول إلى قيادة ميليشيات سياسية، بقيادة مجرم متهم بقضايا جنائية، يضع قنابله تحت كل مؤسسة ديمقراطية، ويحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، لقوميتين يهوديتين.