مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوخافي لقائد المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الأميركي: قوات الجيش الإسرائيلي تتدرب وتطوّر قدرات عسكرية ضد تهديدات آخذة بالتطور في الشرق الأوسط، وبصورة خاصة ضد إيران
في إثر عملية "أريئيل"، إلغاء تصاريح الدخول إلى إسرائيل لمئات الفلسطينيين
نتنياهو وبن غفير اتفقا على إعادة مستوطنين إلى مستوطنات في الضفة تم إخلاؤها سنة 2005
تقرير: مسؤولون إسرائيليون كبار يحمّلون إيران مسؤولية هجوم بمُسيّرة مفخخة استهدف ناقلة نفط تابعة لشركة بملكية رجل أعمال إسرائيلي قبالة سواحل سلطنة عُمان
مقالات وتحليلات
عندما يحقق الجيش الإسرائيلي مع نفسه
حكومة يمينية بالكامل؟ نتنياهو يدرك أنها ستكون ملأى بالمشكلات
الهجمات في سورية دفعت إيران إلى العودة إلى الساحة البحرية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Walla، 17/11/2022
كوخافي لقائد المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الأميركي: قوات الجيش الإسرائيلي تتدرب وتطوّر قدرات عسكرية ضد تهديدات آخذة بالتطور في الشرق الأوسط، وبصورة خاصة ضد إيران

قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن قوات الجيش الإسرائيلي تتدرب وتطوّر قدرات عسكرية ضد تهديدات آخذة بالتطور في منطقة الشرق الأوسط، وبصورة خاصة ضد إيران.

وجاءت أقوال كوخافي هذه خلال استقباله قائد المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الأميركي (سينتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، الذي يقوم بزيارة إلى إسرائيل، أمس (الأربعاء).

وأعرب كوخافي عن تقديره البالغ للتعاون الوثيق مع الجيش الأميركي، وقال: "يتم التعبير أسبوعياً عن التزامنا المتبادل. نحن نعمل معاً في جميع الجبهات من أجل جمع معلومات استخباراتية وإحباط تهديدات، ونستعد للتعامل مع سيناريوهات متنوعة تجاه جبهة، أو جبهات متعددة. وإننا نتدرب ونطوّر قدرات عسكرية مشتركة بصورة مكثفة ضد تهديدات آخذة بالتطوّر في الشرق الأوسط، وخصوصاً ضد إيران."

وقام كوريلا أمس بجولة في موقع للجيش الإسرائيلي في رأس الناقورة عند منطقة الحدود مع لبنان، برفقة قائد المنطقة العسكرية الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء أوري غوردين. وتحدث هذا الأخير خلال الجولة عن التحديات الماثلة أمام الجيش الإسرائيلي في جبهة لبنان، وبصورة خاصة نشاطات حزب الله، وقال إن ثمة أهمية استراتيجية للحفاظ على الحدود البحرية التي جرى الاتفاق على ترسيمها بين إسرائيل ولبنان الشهر الفائت.

وزار كوريلا منطقة ما يسمى "الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة في إثر الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان سنة 2000، كما زار موقعاً عسكرياً في هضبة الجولان، حيث استعرض غوردين العمليات الإسرائيلية في سورية، والهادفة إلى منع تموضُع ميليشيات موالية لإيران والحؤول دون تجنيد سكان سوريين لتنفيذ عمليات عدائية ضد إسرائيل.

كما قام كوريلا بزيارة إلى قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي في "نفاطيم" في النقب [جنوب إسرائيل]، والتي تشكل قاعدة للطائرات المقاتلة من طراز "إف 35"، برفقة قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، الذي استعرض أمام الضيف عمليات جوية إسرائيلية - أميركية مشتركة يجري التخطيط لها في مناطق مختلفة.

يُذكر أن زيارة كوريلا هذه إلى إسرائيل هي الرابعة منذ توليه مهمات قيادة منطقة "سينتكوم" في نيسان/أبريل الماضي.

واستضاف الرئيس المُعيّن لهيئة الأركان العامة الجنرال هيرتسي هليفي كوريلا على مأدبة عشاء.

"يديعوت أحرونوت"، 17/11/2022
في إثر عملية "أريئيل"، إلغاء تصاريح الدخول إلى إسرائيل لمئات الفلسطينيين

ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أوعز في نهاية تقييم للوضع الأمني أجراه أمس (الأربعاء) إلى منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] اللواء غسان عليان بإلغاء مئات تصاريح الدخول والعمل والإقامة بإسرائيل لأفراد عائلة الفلسطيني الذي نفّذ عملية طعن ودهس بالقرب من مستوطنة "أريئيل" أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين إسرائيليين وإصابة 3 مستوطنين آخرين بجروح وُصفت بأنها حرجة.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس مساء أمس استمرار العمل في سياسة إلغاء التصاريح المتّبعة في هذه الحالات، وأشار في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أنه في السنة الماضية تم منع دخول نحو 3000 شخص من أقارب منفّذي عمليات عدائية ضد المستوطنين الإسرائيليين وقوات الأمن.

يُذكر أنه في إثر العملية بالقرب من "أريئيل"، أصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي أوامر إلى "فرقة يهودا والسامرة" العسكرية، تقضي برفع حالة التأهب الأمني لدى كافة الوحدات في المناطق [المحتلة] إلى الحدود القصوى خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك جرّاء وجود مخاوف من هجمات يقوم بها شبان فلسطينيون في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وجاءت هذه الأوامر عقب تأكيد مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن حركة "حماس" استغلت هذا الهجوم وقامت بتشجيع الشبان الفلسطينيين على تقليده من خلال حملة في مواقع التواصل الاجتماعي ونشر توثيقات فيديو للهجوم.

 

"معاريف"، 17/11/2022
نتنياهو وبن غفير اتفقا على إعادة مستوطنين إلى مستوطنات في الضفة تم إخلاؤها سنة 2005

كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية 13، مساء أمس (الأربعاء)، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو وافق على مطلب رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] عضو الكنيست إيتمار بن غفير، السماح للمستوطنين الذين كانوا يقطنون في المستوطنات اليهودية الأربع في شمال الضفة الغربية، والتي أُخليت سنة 2005 ضمن "خطة الانفصال"، بالعودة إليها.

وذكرت القناة أن نتنياهو وبن غفير اتفقا على تعديل القانون الذي سنّه الكنيست سنة 2005، والذي نظّم "خطة الانفصال" التي فككت إسرائيل بموجبها المستوطنات الأربع في شمال الضفة وجميع المستوطنات في قطاع غزة، وسحبت قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع. ونُفّذت "خطة الانفصال" في عهد حكومة أريئيل شارون، وقد ووجِهت بمعارضة شديدة من أحزاب اليمين.

وأشارت القناة إلى أنه استناداً إلى هذا الاتفاق، فإن الحكومة الإسرائيلية المرتقبة ستسمح بعودة المستوطنين إلى مستوطنة "حومش" التي كانت ضمن المستوطنات التي أُخليت.

يُشار إلى أن المستوطنين أقاموا على الأرض التي كانت مستوطنة "حومش" قائمة عليها مدرسة دينية تحولت إلى وجهة لعشرات الآلاف من المستوطنين اليهود الذين يزورونها من منطلق التعبير عن التضامن ودعم إعادة بناء المستوطنة.

"معاريف"، 17/11/2022
تقرير: مسؤولون إسرائيليون كبار يحمّلون إيران مسؤولية هجوم بمُسيّرة مفخخة استهدف ناقلة نفط تابعة لشركة بملكية رجل أعمال إسرائيلي قبالة سواحل سلطنة عُمان

حمّل مسؤولون إسرائيليون كبار أمس (الأربعاء) إيران مسؤولية الهجوم بمُسيّرة مفخخة، والذي استهدف ناقلة نفط تابعة لشركة بملكية رجل الأعمال الإسرائيلي الثري عيدان عوفر قبالة سواحل سلطنة عُمان الليلة قبل الماضية.

وأفادت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى بأن طهران نفّذت هذا الهجوم بمُسيّرة من طراز "شاهد 136".

وقالت هذه المصادر نفسها إن هذا الهجوم يهدف، كما يبدو، إلى عرقلة انطلاق مباريات المونديال في قطر يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، ورجّحت أن يكون هذا الهجوم ناتجاً كذلك من الإحباط الذي تشعر به طهران جرّاء فشل محاولتها تصفية رجل الأعمال الإسرائيلي إيتسيك موشيه في جورجيا مؤخراً، وناتجاً من مسعى منها لصرف الانتباه عن الاحتجاجات المستمرة منذ فترة طويلة في إيران.

هذا، وأعرب عدد من معلّقي الشؤون الأمنية والعسكرية عن اعتقادهم بأن هذا الهجوم الإيراني على ناقلة نفط بملكية إسرائيلية في بحر عُمان جاء ردّاً على الاستهداف الأخير لقافلة صهاريج وقود وشاحنات أسلحة بالقرب من منطقة الحدود العراقية - السورية، والذي نُسب إلى إسرائيل.

وكانت مصادر قيادية في طهران أكدت في حديث لصحيفة "الرأي" الكويتية، قبل الهجوم على السفينة الإسرائيلية، أن إيران ستردّ على قصف القافلة.

وفي طهران، قالت مصادر إيرانية رفيعة المستوى إن استهداف ناقلة النفط في بحر عُمان هو مسرحية إسرائيلية نُفّذت بالتعاون مع بعض حكومات المنطقة، بهدف اتهام إيران والتأثير في مجريات التحضير لألعاب كأس العالم في قطر. ووجهت هذه المصادر إصبع الاتهام إلى الدول التي سبق أن فرضت حصاراً على قطر، وخصوصاً السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأكدت أنها لن تدخر جهداً في توجيه العداء لقطر.

ونفى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني حسن هاني زادة ضلوع بلاده في الهجوم على ناقلة النفط في بحر عُمان. وقال هاني زادة في حديث لقناة التلفزة "العالم"، إن إيران عندما تقوم بمثل هذه الأعمال سوف تعلنها جهاراً، وهي لا تخشى من ردة فعل إسرائيل. ولفت إلى أن الهجوم نفّذته جهات مجهولة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 17/11/2022
عندما يحقق الجيش الإسرائيلي مع نفسه
افتتاحية
  • رئيس الحكومة يائير لبيد ووزير الدفاع بني غانتس ردّا بعنف على قرار الولايات المتحدة فتح تحقيق جنائي في مقتل شيرين أبو عاقلة، مراسلة الجزيرة التي قُتلت جرّاء إطلاق النار خلال عمليات للجيش الإسرائيلي في مخيم اللاجئين في جنين في أيار/مايو.
  • "جنود الجيش الإسرائيلي لن يحقق معهم الـFBI، ولا أي جهة أجنبية، أو دولة أجنبية، صديقة كانت أم لم تكن صديقة." قال لبيد، مذكِّراً بـ "أن الجيش الإسرائيلي هو جيش أخلاقي ولديه قيم. جنود الجيش وقادتهم يدافعون عن دولة إسرائيل، ويحققون بصورة جذرية في كل حادث خارج عن المألوف، وملتزمون بقيم الديمقراطية وقوانينها." ووصف غانتس القرار بأنه "خطأ كبير" وصرّح: "لن نتعاون مع أي تحقيق خارجي، ولن نسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل." ووفقاً له، الجيش قام بتحقيق مستقل ومهني وقدمه إلى الولايات المتحدة. وأضاف: "أوضحت للمندوبين الأميركيين أننا نقف وراء جنود الجيش الإسرائيلي."
  • لكن استعراض العضلات الكلامي يبدو غير مفيد. الأميركيون يريدون فتح تحقيق جنائي رداً على إسرائيل التي قامت بتحقيق داخلي - الجيش حقق مع نفسه - وتطلّب ذلك من الجيش أربعة أشهر وعدداً من الصيغ للاعتراف بأن أبو عاقلة قُتلت بنيران الجيش الإسرائيلي. لكن حتى الصيغة الأخيرة التي قدمها الجيش كانت ضعيفة، ولم يتحمل فيها المسؤولية الكاملة.
  • ووفقاً للتحقيق العسكري، أبو عاقلة قُتلت بالفعل، بمعقولية عالية، بنيران جندي، لكن لم تُستبعَد إمكانية أن تكون قُتلت بنيران فلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، قُرِّر عدم فتح تحقيق عسكري ضد مُطلق النار. هذا كله على الرغم من أن تحقيقات قناة الجزيرة، ومندوبة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وشبكة السي أن أن، و"النيويورك تايمز"، وغيرها، حمّلت الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن قتل شيرين.
  • من الخطأ اعتبار القرار الأميركي خضوعاً لضغط من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، الذين طالبوا باتخاذ موقف صارم حيال إسرائيل. بدلاً من ذلك، من الأفضل البدء بالاستيعاب أن موقف دول العالم، وبينها الولايات المتحدة، إزاء ما تفعله إسرائيل، يزداد تشدداً. وتوقُّع عدم تدخُّل المجتمع الدولي في "الشؤون الداخلية لإسرائيل" - وبالتالي اعتبار سيطرتها على شعب آخر أكثر من 50 عاماً أمراً داخلياً - لم يعد قوياً.
  • من المحتمل أن الولايات المتحدة كانت ستكتفي بنتائج تحقيق إسرائيلي لو لم يكن تحقيقاً قام به الجيش الإسرائيلي، بل هيئات قضائية إسرائيلية. وفي هذا السياق، يجب الأخذ في الحسبان أنه إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة في خطة إضعاف القضاء وتحييد كوابحه، فإن العالم لن يقف موقف المتفرج، والمطالبات بالتدخل الخارجي ستزداد.
"معاريف"، 17/11/2022
حكومة يمينية بالكامل؟ نتنياهو يدرك أنها ستكون ملأى بالمشكلات
إفرايم غانور - محلل سياسي
  • الحكومة اليمينية الأولى التي طمح إليها اليمين منذ أعوام، بدأت مسيرتها بقدمها اليسرى. مَن اعتقد أن نتنياهو سيؤلف الحكومة خلال ساعات أو أيام، عليه أن يعلم بأن حكومة يمينية بالكامل هي حكومة ملأى بالمشكلات. الحطّ من قيمة الوزارات والحقائب والمسؤولية الوطنية، وتعيين الحاخام آرييه درعي (حزب شاس) في وزارة الدفاع، وبتسلئيل سموتريتش في وزارة المال، أو العكس، حوّل تأليف هذه الحكومة إلى "سيرك نتنياهو".
  • أين اختفى أولئك الذين صرخوا قبل أسبوعين بكل قوتهم ضد حكومة التغيير، وأطلقوا صرخات استغاثة ضد العجز الأمني الذي برز في العام ونصف العام الأخيرين، واحتجوا على الاقتصاد المنهار، وعلى غلاء المعيشة، وعلى إهمال الأمن الشخصي؟ فجأة نسوا كل شيء، وهم يفكرون بالحقائب والوظائف والسلطة.
  • يذكّرنا هذا بالسؤال الأسطوري الذي طرحته الوزيرة السابقة ليمور ليفنات في خطابها الشهير أمام أعضاء مركز الليكود: "هل انتخبنا كي نوزع الوظائف؟" يبدو أن الرد الإيجابي الذي حصلت عليه آنذاك هو صحيح اليوم أيضاً. فجأة، نسي اليمين القلق على مصير الدولة والشعب وكل المصائب والمشكلات الصعبة التي تنتظر الحكومة التي من المفترض أن تدير شؤون الدولة، وأصبح الأكثر أهمية هو توزيع الحقائب والوزارات والميزانيات والوظائف.
  • ضمن هذا كله، يتضح أن الشخص الوحيد هنا الذي يحافظ على المسؤولية الوطنية، وعلى الحكمة السياسية، هو رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو، الذي أدرك أن تأليف حكومة يمينية بالكامل أمر صعب ومعقد أكثر من الانتصار في الانتخابات.
  • من دون شك في أن نتنياهو لم يكن يريد ذلك. هذا على الرغم من معرفته أنه مع شركاء، مثل سموتريتش وبن غفير، سيكون من الصعب عليه تأليف حكومة كما يريدها، وإدارة الدولة كما يشاء، وبالتأكيد خطرت في باله أكثر من مرة فكرة، أو توقعات بحدوث معجزة تدفع لبيد وغانتس إلى وضع كل شيء جانباً وكل رواسب الماضي، والانضمام إليه، وتأليف حكومة وحدة وطنية. وكان تفسيره لمؤيديه الكثُر وشركائه من الحريديم المؤيدين لهذه الخطوة جاهزاً: كما أن إنقاذ حياة الإنسان يأتي قبل الالتزام بقدسية يوم السبت، فإن إنقاذ الحياة يأتي قبل حكومة مع سموتريتش وبن غفير، اللذين لا يحظيان كثيراً بإعجاب الحريديم.
  • نتنياهو بحاجة إلى معجزة، ليس فقط لأنه لا يريد أن يرى سموتريتش في وزارة الدفاع، أو الأمن، بل خصوصاً لأن سموتريتش اشترط قبوله وزارة المال بالحصول على صلاحيات في المستوطنات في الضفة الغربية، وعلى الإدارة المدنية.
  • بخبرته السياسية، يدرك نتنياهو جيداً أن حكومة جديدة يتولى فيها سموتريتش وبن غفير الأمن، ستُستقبل بصورة سيئة في واشنطن، وفي القاهرة وعمّان والرباط وأبو ظبي والرياض، وبالتأكيد في الاتحاد الأوروبي، وسيكون لها تداعيات مهمة في الفترة القريبة. بالإضافة إلى ذلك، بسبب نزوات وطلبات سموتريتش وشركائه الحريديم، ستكون هذه الحكومة قصيرة العمر، وكما سقطت حكومة التغيير بعد عام بسبب الفوارق والفجوات بين الموجود والمرغوب فيه، فإن هذه الحكومة ستقود نفسها إلى نهايتها بسرعة أكبر مما تنبأ به المتشائمون.
  • هناك أساس للافتراض أنه في هذه الساعات يُبذل جهد كبير من أجل إحباط تأليف مثل هذه الحكومة، والعمل على انضمام لبيد وغانتس لإقامة حكومة طوارىء ووحدة وطنية. ولن يكون مفاجئاً أن يتضح أن ما يجري هو بتدخُّل خارجي في هذه العملية. ويمكن التقدير أن شيئاً ما يجري إنضاجه في هذا الوعاء السياسي. بينما تقف إسرائيل أمام مفترق طرق حرج للغاية حيال المستقبل، فإن المسؤولية الوطنية لا يمكن أن تسمح بتأليف حكومة تستند إلى نزوات زعماء ووزراء يريدون إدارة الدولة، بحسب تعاليم التوراة، كما في أيام الملك داود.

 

"هآرتس"، 16/11/2022
الهجمات في سورية دفعت إيران إلى العودة إلى الساحة البحرية
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • ضربُ ناقلة النفط في الخليج الفارسي أول أمس الثلاثاء هو حادثة استثنائية من حيث نوعها خلال الفترة الأخيرة. تم توجيه أصابع الاتهام مباشرة نحو إيران، وذلك بسبب موقع الحادثة، والهدف (ناقلة بملكية جزئية لشركة إسرائيلية)، والتوقيت، والعلاقة. يبدو أنها كانت محاولة انتقام إيرانية لهجوم يُنسب إلى إسرائيل، الذي استهدف قافلة أسلحة من إيران على الحدود العراقية - السورية الأسبوع الماضي. المؤسسة الأمنية وصفت الهجوم في الخليج الفارسي بأنه "خطأ استراتيجي" إيراني، وتحاول استخدامه ضد النظام، وفي الخلفية افتتاح أكثر المهرجانات تغطيةً إعلامية في العالم الأسبوع المقبل - المونديال في الجارة قطر.
  • المعركة بين الحروب، التي تُديرها إسرائيل ضد إيران و"أذرعها"، تدحرجت إلى البحر على مدار عامين ونصف، لكنها توقفت عملياً في صيف 2021. في الفترة نفسها، انتشرت أخبار دولية عن عشرات الضربات الإسرائيلية التي وُجهت ضد السفن الإيرانية، أغلبيتها ناقلات نفط إلى سورية. إسرائيل تدّعي أن الإيرانيين يبيعون النفط للسوريين، ويخرقون العقوبات الدولية، وأنهم يستعملون الأرباح لتزويد "حزب الله" في لبنان بالسلاح والأموال. من جانبهم، رد الإيرانيون بسلسلة ضربات ضد سفن وناقلات نفط بملكية إسرائيلية جزئية، داخل الخليج وبالقرب منه. كان الأصعب بينها مقتل عضوين من طاقم السفينة "مارسر ستريت" خلال تموز/يوليو 2021.
  • منذ ذلك الوقت، تراجع عدد الحوادث في البحر، وكان يبدو أن الطرفين يفضلان التناوش في جبهات أُخرى. لكن هذا الأسبوع، تلقى الإيرانيون عدة ضربات غير مستحبة، تم نسبها إلى إسرائيل. في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر، قُصفت قافلة إيرانية قامت بتهريب السلاح بالقرب من معبر البوكمال الحدودي في شرق سورية. وقبل أيام قليلة، جرى الحديث عن ضربة جوية أُخرى لمطار قريب من مدينة حلب في وسط سورية. وبالأمس، انتشر خبر يفيد بأنه تم إحباط محاولة اغتيال نُسبت إلى الحرس الثوري الإيراني، بهدف خطف رجل أعمال إسرائيلي في جيورجيا.
  • هذه الأحداث جميعها جرت على خلفية مشهد دولي يبرز فيه تطوران دوليان. النظام في إيران يواجه موجة احتجاجات واسعة تستمر منذ عدة أشهر، بدأت بتظاهرات نسائية تطالب بحق النساء في خلع الحجاب. وإيران عززت علاقاتها مع روسيا، عبر تزويد الأخيرة بمسيّرات هجومية تخدمها في الحرب الأوكرانية. هذه التوجهات لم تحسّن صورة إيران في الغرب، وفي هذه المرحلة، من غير الواضح ما إذا كانت إدارة الرئيس بايدن، وبعد النتائج الانتخابية الجيدة نسبياً في الانتخابات النصفية، ستستأنف المحادثات النووية مع الإيرانيين.
  • الإيرانيون استخدموا في الهجوم على الناقلة، التي تملكها جزئياً شركة تابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي عيدان عوفر، مسيّرة هجومية من النموذج نفسه الذي يستخدمه الروس في أوكرانيا. في إسرائيل، يصفون الأضرار التي لحقت بالسفينة بأنها طفيفة جداً، ولم تتم الإشارة إلى وجود إصابات، ويبدو أنه لم يكن هناك مواطنون إسرائيليون على الناقلة.
  • إسرائيل تحاول الآن تعبئة المجتمع الدولي، وبصورة خاصة الولايات المتحدة، لخطوات أكثر هجومية ضد إيران. فأميركا، وبمساعدة الائتلاف الدولي الذي تقف على رأسه، هي المسؤولة عن أمن الملاحة في الخليج الفارسي. لكن من الصعب أن تخرج واشنطن في الوقت القريب أو البعيد لتنفيذ خطوة عسكرية ضد إيران. وفي الخلفية أيضاً المونديال. في إسرائيل، هناك من ادّعى أن إيران تحاول تخريب افتتاح المونديال في قطر، الدولة الجارة التي تربطها علاقات مركّبة ومتوترة أحياناً مع إيران.
  • أشك في أن يكون هذا هو التفسير الصحيح. فالنظام في إيران يتعامل أصلاً مع احتجاجات يستصعب قمعها. جزء من لاعبي المنتخب الإيراني، الذي سيشارك في المونديال، عبّروا حتى عن دعمهم العلني للمتظاهرين. أمّا المدرب البرتغالي للمنتخب كارلوس كيروش، فتم إغراقه بالأسئلة عن موقفه من الاحتجاجات خلال المؤتمر الصحافي، تحضيراً للمباراة الافتتاحية التي ستلعبها إيران ضد بريطانيا.
  • كل محاولة إيرانية للتشويش على مباريات المونديال سترتد سلباً على النظام، وتسلط الضوء على مشاكله الداخلية. من المرجّح أن يكون ما حدث في الخليج محاولة انتقام من إسرائيل، أو على الأقل تمرير رسالة تحذير لها، بسبب الضربات السابقة في سورية. عندما يدور الحديث عن الإيرانيين فإنه لا يجب القول "مستحيل"، لكن الآن يبدو أن القصة رسالة تهديد محدودة موجهة إلى إسرائيل والغرب، غير المعني بإشعال المنطقة، وبصورة خاصة الآن.