مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
اعترف رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي بأن إسرائيل قصفت قافلة شاحنات في منطقة الحدود السورية - العراقية يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي أفادت تقارير في ذلك الوقت بأنها أسفرت عن مقتل 15 شخصاً.
وجاء اعتراف كوخافي هذا خلال مراسم إحياء ذكرى الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة أمنون ليبكين - شاحك، والتي أقيمت في جامعة رايخمان في هرتسليا [وسط إسرائيل] أمس (الأربعاء)، وشدّد فيها على أن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف شاحنة واحدة من هذه القافلة، متباهياً بأن الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على معلومات دقيقة بشأنها.
وقال كوخافي: "كان يمكن ألّا نعلم قبل عدة أسابيع شيئاً عن القافلة التي عبرت من العراق إلى سورية. وكان يمكن ألّا نعلم ماذا يوجد فيها، وكان يمكن ألّا نعلم أن من بين 25 شاحنة، فإن الشاحنة رقم 8 هي الشاحنة المحملة بالأسلحة، وإلى هناك أيضاً ينبغي إرسال الطيارين."
وأضاف كوخافي أن الغارات الإسرائيلية مستمرة منذ أعوام كثيرة، وتجري في الأراضي السورية أساساً، مشيراً إلى أن هذه الغارات تجري في لبنان أيضاً، وفي أماكن أُخرى، لكن مركزها في سورية. وقال إنه "نتيجة ذلك، تمت عرقلة الحلم الإيراني. وهذا الحلم كان يُفترض أن يشمل وجود المئات من صواريخ أرض - أرض وأرض - جو في سورية، وميليشيات، وقوة كبيرة لحزب الله في جنوب هضبة الجولان."
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في حينه بمقتل 15 مسلحاً على الأقل في إثر تلك الغارة التي استهدفت قافلة لمقاتلين موالين لإيران بالقرب من دير الزور في منطقة الحدود السورية – العراقية، وشمل الاستهداف شاحنات تحمل أسلحة وصهاريج نفط تابعة لميليشيات إيرانية في تلك المنطقة.
من ناحية أُخرى، تطرّق كوخافي إلى آخر الأوضاع في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، فادّعى أن الجيش الإسرائيلي منع وقوع 400 عملية مسلحة.
قال رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار إن حركته أدارت خلال الفترة الماضية جولات تفاوُض سرية مع إسرائيل، عبر وسطاء، من أجل المضي قدماً في صفقة تبادُل للأسرى، وأشار إلى أنه تم إمهال إسرائيل وقتاً محدوداً لإتمام هذه الصفقة، وإلّا فسيُغلق ملف الجنود والأسرى الإسرائيليين إلى الأبد.
وجاءت أقوال السنوار هذه في سياق كلمة ألقاها خلال احتفال مركزي نظمته "حماس" في غزة أمس (الأربعاء) في ذكرى انطلاقتها الـ35، بحضور شعبي وقيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، بينها قائد حركة "فتح" في غزة أحمد حلس.
وأشار السنوار إلى أن "حماس" قدمت مطالبها، وهي الإفراج عن معتقلي صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، والأسيرات والأطفال والمرضى والجثامين المحتجزة والأسرى القدامى، في مقابل جثتيْ الجنديين الإسرائيليين هدار غولدين وأورون شاؤول والأسيرين الإسرائيليين أبراهام منغستو وهشام السيد.
وقال السنوار: "سنمهل الاحتلال وقتاً محدوداً لإتمام هذه الصفقة، وإلّا فسنغلق ملف الأسرى الأربعة إلى الأبد، وسنجد طريقة أُخرى لتحرير أسرانا"، مشيراً إلى أنه "مخطئ مَن يظن أن أسرانا الأبطال هم الحلقة الأضعف، فأسرانا حالة إجماع وطني، وقد جرّب الاحتلال كيف تدحرج إضرابهم سنة 2014 إلى عمليات في الضفة، ومواجهة استمرت 51 يوماً مع غزة."
ولأول مرة، تطرّق السنوار إلى مطالبة "حماس" بالرد على ممارسات إسرائيل الأخيرة ضد الفلسطينيين، فقال إن الحركة تجهز لمعركة كبيرة واستحقاقات كبرى في سنة 2023.
وعرض أحد عناصر كتائب القسّام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أمام المشاركين في المهرجان، بندقية الضابط الإسرائيلي المحتجز لديها هدار غولدين، التي غنمتها الحركة يوم 1 أغسطس/ آب 2014.
أفادت وسائل إعلام تركية أمس (الأربعاء) أن شرطة إسطنبول اعتقلت 44 شخصاً، في نطاق عملية مشتركة مع جهاز الاستخبارات التركي جرت مؤخراً، بشبهة العمل لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي في تركيا.
وقالت قناة "أخبار" التركية إن السلطات الأمنية نفّذت عملية أمنية استهدفت متحرّين خاصين تجسسوا لمصلحة الموساد الإسرائيلي، من خلال مراقبة ومتابعة أفراد ومؤسسات فلسطينية غير حكومية في تركيا. وتبيّن أن 44 مشتبهاً فيه اعتُقلوا بتهمة التجسس العسكري، وقاموا بنقل معلومات عن فلسطينيين إلى الموساد الإسرائيلي في مقابل الحصول على أموال.
وأضافت القناة أن الجهود متواصلة لإلقاء القبض على 13 مشتبهاً فيه ما زالوا فارّين.
وتبين أن من بين المعتقلين المشتبه فيهم موظفين في شركات استشارية تعمل سراً في نشاطات التحقيقات الخاصة.
قال القائد العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال كوبي شبتاي إن مشروع القانون الذي تعتزم الحكومة الإسرائيلية المقبلة سنّه، والقاضي بتوسيع صلاحيات الوزير المسؤول عن الشرطة على حساب قائدها العام، غير ضروري بتاتاً، وسيضرّ بثقة الجمهور بهذا الجهاز.
وأدلى شبتاي بأقواله هذه خلال مشاركته أمس (الأربعاء) في الجلسة التي عقدتها لجنة خاصة في الكنيست لمناقشة مشروع القانون المذكور، وأصرّ فيها شبتاي أيضاً على أنه لا يعارض التغيير، لكنه أكد أنه ستكون له عواقب وخيمة على عمليات الشرطة، ويحتاج إلى تقييم شامل، كما أن من شأنه أن يضرّ بالعلاقة المعقدة واليومية بين الشرطة والمواطنين.
وأضاف شبتاي أن مشروع القانون لا يوضح أوجه القصور في القانون الحالي، أو سبب ضرورة التغييرات التي سيُحدثها.
وقال شبتاي: "إن وزير الأمن الداخلي يتمتع بصلاحيات كبيرة اليوم. ولقد عملت قائداً عاماً للشرطة تحت مسؤولية وزيرين، وأعترف أنني لم أواجه بعد وضعاً يوضح المشكلة. كما أنه لم يكن هناك حالات طلب فيها الوزير تنفيذ سياساته ولم يتم ذلك. ولذا، يصعب عليّ فهم الادعاءات القائلة إن الوزير هو مجرد ختم مطاطي. إنه يؤثر بشكل كبير في عمل الشرطة."
يُذكر أن عضو الكنيست إيتمار بن غفير، الذي من المقرر أن يصبح وزير الأمن الداخلي المقبل تحت لقب جديد هو وزير الأمن القومي، طالب بهذا التغيير التشريعي كجزء من اتفاق تحالُف حزبه "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] اليميني المتطرف مع الليكود. ومن شأن هذا التشريع، الذي يسعى له بن غفير، أن يضيف بنداً ينص على أن القائد العام للشرطة يخضع لسلطة وزير الأمن القومي، كذلك ينص على أن الوزير وحده هو الذي يمكنه تحديد السياسة والمبادئ العامة للشرطة.
وتعرّض هذا التشريع لانتقادات حادة، بما في ذلك من طرف وزير الأمن الداخلي المنتهية ولايته عومر بار ليف [العمل]. وأكد المنتقدون أن التشريع سوف يتسبّب بالقضاء على استقلالية الشرطة عن التدخل السياسي.
هذا، وأكد بن غفير في جلسة اللجنة البرلمانية الخاصة أمس أن القانون الحالي يترك الوزير عاجزاً عن إحداث تغيير فيما وصفه بالفعالية التشغيلية للشرطة.
وخلال حديثه أمام شبتاي، أشاد بن غفير بالقائد العام للشرطة، قائلاً إنه يقوم بعمل كبير من أجل سلامة الشعب اليهودي. لكنه في الوقت عينه، زعم أنه في جميع البلاد الديمقراطية الأُخرى، للوزير المسؤول عن الشرطة سيطرة أكبر على السياسة، ورفض المزاعم القائلة إن التشريع الذي يسعى له من شأنه تسييس القوة.
وقال بن غفير: "هذا تعديل تاريخي. لا توجد دولة ديمقراطية لا يحدّد فيها الوزير السياسة، ونحن هنا لإصلاح الأمور وإجراء التغييرات."
واتهم بن غفير منتقدي مشروع القانون بالسعي لتخويف الجمهور، وادّعى أنهم يعارضون التشريع لمجرد أنه هو الذي يقدمه، وقال: "اعترفوا بالحقيقة: لو لم يكن بن غفير هو مَن طرح مشروع القانون، لكنتم قلتم: أحسنت صنعاً."
- ماذا كان سيحدث لو كانت جنى زكارنة صبياً؟ جنى، الفتاة ذات الستة عشرة عاماً، كان لديها قطة بيضاء اسمها لولو، وبالتأكيد كان لديها أحلام أيضاً. منذ وقت قصير، التقطت صورة لها وهي تحمل يافطة كتبت عليها كلام مراهقة: "لا تتعب ولا تفكر مع جنى لأن المشكلات مع الفتيات كثيرة."
- قناص حائز على ميدالية و"خبير"، وفق ما كتبه أحد المراسلين العسكريين، ويفهم مهمته، هو الذي وضع حداً لمشكلات جنى وأحلامها بتسع رصاصات أطلقها عليها، اخترقت إحداها جمجمتها. كعادتهم، كرر بعض المراسلين العسكريين ما أملوه عليهم: جنى كانت "مخربة"؛ وكانت تلتقط صوراً وتعطيها للمخربين؛ كانت واقفة بالقرب من أحد المسلحين الذين أطلقوا النار على الجنود؛ ومع الأسف، بعد ذهاب كل الضباط، جنى قُتلت عن طريق الخطأ.
- الولايات المتحدة أرسلت تغريدة غاضبة، ووسائل الإعلام الإسرائيلية، على غير عادتها، لم تذكر شيئاً عن عملية القتل، القناة 13 استهلت نشرتها الإخبارية بالخبر، وهذا يُسجَّل لمصلحتها. وزير الدفاع أعرب عن "أسفه"، هذه الكلمة اللعينة والمشؤومة التي تقال في هذه المناسبات؛ ورئيس الحكومة "شارك في الحزن" على موتها، كما لو أنها توفيت بسبب المرض، من دون أن يذكر اسمها.
- حادثة واحدة من بين عشرات حوادث قتل الفلسطينيين تثير ضجة واهتماماً، وشيئاً من الحزن المفتعل. مقتل شيرين أبو عاقلة التي كانت مراسلة لقناة الجزيرة وتحمل جواز سفر أميركياً، وجنى زكارنة، لأنها فتاة.
- وماذا لو كانت جنى صبياً؟ ربما لما كنا سمعنا عن موتها، ولا عن حياتها. محمد نوري، هيثم مبارك، حسين طه، ضرار صالح، محمد سليمان، عودة صدقه، غيث يامين، أمجد الفايد، ثائر مسلط، قاسم حمامدة، محمد قاسم، سند أبو عطية، نادر ريان، محمد أبو صلاح، كلهم قتلى مجهولون. كلهم من عمر جنى، أولاد في الـ16 من العمر، وكلهم قُتلوا هذه السنة على يد الجيش الإسرائيلي. ولم يكن واحد منهم يستحق ذلك. الأولاد في السادسة عشرة من العمر يجب ألّا يموتوا. كان يمكن اعتقالهم كلهم، أو جرحهم إذا دعت الحاجة، لا قتلهم.
- مجتمع كإسرائيل يتمرغ بالموت، ويمجد كل ضحية يهودية ويرفعها إلى مناص الآلهة - كل مستوطن قتيل يصبح قديساً، وكل جندي تصبح حياته قدوة - هذا المجتمع يغلق قلبه منذ عشرات الأعوام إزاء آلاف الضحايا الذين يسقطون على يد الجيش الإسرائيلي من الأولاد والشيوخ والنساء والصحافيين والأطباء. مجتمع يكذب على نفسه، متذرعاً بعدد من الحجج، ويرفض وينكر ما يجب أن يكون صار واضحاً، وخصوصاً في الفترة الأخيرة، في أيام رئيس الأركان القاتل وحكومة التغيير: في السنة الأخيرة، الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود أطلقا النار على كل شيء يتحرك من دون أيّ تحمُّل للمسؤولية، ومن دون أيّ شعور بالذنب، وقبل وقت طويل من أن تسمع واشنطن ولاهاي باسم بن غفير.
- وفقاً لأرقام بتسيلم، 144 قتيلاً فلسطينياً سقطوا بنيران القوات الأمنية، بينهم 34 ولداً وشاباً. حدث هذا في السنة التي اعتبرتها إسرائيل هادئة نسبياً، بينما كانت بالنسبة إلى الفلسطينيين السنة الأكثر فتكاً منذ سنة 2014.
- يجب أن نتحدث عن ذلك، لكن لا يوجد مَن نتحدث معه، وقبل كل الموضوعات المحتدمة، ولكن مَن؟ إسرائيل لا تريد أن تسمع، ولا أن تعرف. بتسلئيل سموتريتش ليس هو المشكلة، وأيضاً ليس بن غفير. الأرضية التي مهّدت لقساوة القلب هذه، جرى إعدادها منذ وقت طويل قبل مجيئهما، والآن، الكل يصرخ: ماذا سيجري؟
- قبل كل شيء، يجب أن نسأل ما الذي جرى؟ ما جرى هو أن قناصاً قتل فتاة في الـ16 من عمرها على سطح بيتها في مدينة فلسطينية اقتحمتها قوات الاحتلال، لا يؤثر في أيٍّ من الناس. جنى صبية عثر أهلها عليها وهي غارقة بالدماء التي تسيل من رأسها بين خزانات المياه على السطح. لو كانت جنى صبياً، ربما لما سمعنا عنها.
- بحسب المؤشرات، هناك حملة تأثير جديدة أخذت طريقها. وهي تُدار من إحدى الدول في الشرق الأوسط، وموجهة للتصدي لطريق التهريب الجديد - القديم: من طهران، أحياناً مباشرة، وأحياناً أُخرى من خلال محطات أوروبية موقتة، وصولاً إلى مطار بيروت. وما يجري هو محاولة إيرانية لإعادة تشغيل شبكة تهريب السلاح، والتي تتركز، كما في الماضي، على جهد طهران في تحسين نوعية الصواريخ التي لدى حزب الله وجعلها قادرة على إصابة هدفها بدقة، بدلاً من الاعتماد على سلاح ثابت، فرص إصابته الهدف قليلة.
- بدأ تدفُّق المعلومات قبل أسبوع من خلال وسائل إعلامية تملكها السعودية، جزء منها استُخدم في الماضي كقنوات لنقل معلومات استخباراتية. في البداية، نقلت قناة "العربية" عن مصادر رفضت الكشف عن هويتها، أن الإيرانيين يستخدمون شركة الطيران "معراج"، التي بدأت مؤخراً بتسيير رحلات مباشرة بين إيران ولبنان من أجل نقل السلاح إلى حزب الله. بعدها تحدثت صحيفة "الشرق الأوسط"، التي تصدر في لندن، عن أن إسرائيل تحقق في المزاعم التي ذكرتها قناة "العربية". وقيل إن إسرائيل بعثت برسالة إلى الحكومة اللبنانية، مفادها أنها ستهاجم مطار بيروت إذا كان يجري تهريب السلاح عبره.
- لاحقاً، انضمت دعاية حسابات إسرائيلية على تويتر إلى الجوقة التي تجمع أجهزة استخباراتية ودولاً. مركز علما الذي يُعنى بالشؤون الأمنية ويترأسه ضباط متقاعدون من الاستخبارات العسكرية ذكر يوم الإثنين الماضي التالي: "نحن نعرف أسماء 63 طياراً في شركة "ماهان" المحتمل تورُّطهم في تهريب السلاح إلى سورية ولبنان في السنة الأخيرة. ولدينا صور ومعلومات أُخرى سنبدأ بنشرها في وقت قريب مع تقارير كاملة."
- ماهان هي شركة طيران إيرانية شاركت، بالاستناد إلى تقارير سابقة، في تهريب سلاح إيراني. والوحدة 190 في فيلق القدس هي الذراع الدولية للحرس الثوري الإيراني المتخصص في مجال التهريب، والتهديد هنا واضح- مركز مدني إسرائيلي على صلة بأجهزة الاستخبارات يحدد أسماء وينشر صور مواطنين إيرانيين، مدّعياً تورُّطهم في أعمال خطِرة. وهذا يمكن أن يشكل باباً لفرض عقوبات دولية على أفراد، وفي سيناريو آخر، هذا قد يكون تهديداً ضمنياً بأذى محتمل أخطر بكثير.
- تخوض إسرائيل منذ عشرة أعوام عملية واسعة ضد تهريب السلاح من إيران إلى حزب الله. وهذا هو جوهر المعركة بين الحروب. منذ سنة 2017، تهاجم إسرائيل قواعد لميليشيات شيعية ومعسكرات وسلاحاً إيرانياً منتشراً في شتى أنحاء سورية. الجهد الإسرائيلي في التصدي، والذي شمل حتى الآن مئات الهجمات على جبهات مختلفة، ألحق ضرراً كبيراً بعدد من قنوات التهريب المركزية. وتحدثت تقارير في الماضي عن الضرر الجسيم الذي لحِق بقوافل شاحنات كانت تتحرك من العراق وسورية، وصولاً إلى لبنان. كما تضررت سفن نفط إيرانية كانت تهرّب النفط والسلاح إلى موانىء سورية ولبنان. كما تهاجم إسرائيل، بانتظام، مطارات وقواعد سلاح الجو في شتى أنحاء سورية، في دمشق وحمص، وفي مدن أُخرى.
- العودة الإيرانية إلى بيروت تكشف، على ما يبدو، عن الصعوبات التي تواجهها في القنوات الأُخرى. في سلاح الجو الإيراني، يجري العمل بأسلوبين: تهريب محدود الحجم بواسطة أمتعة يدوية يحملها المسافرون إلى الطائرة؛ وتهريب مكثف عبر طائرات شحن تكون حمولتها والسلاح وقطع الغيار فيها مسجلة في لوائح الشحن على أنها بضائع تجارية مدنية. بالنسبة إلى الأمتعة اليدوية، يجري بعض عمليات التهريب بواسطة رحلات جوية مدنية عبر إحدى المحطات الموقتة في مطار أوروبي كبير، ومن خلال استغلال ضعف الرقابة الأمنية في المطار. ومؤخراً، أرسلت إسرائيل تحذيراً إلى هذه الدولة بشأن نيات إيران.
- خلال سنوات المعركة بين الحروب، لم تهاجم إسرائيل لبنان. وفي حوادث قليلة ومتفرقة أطلقت النار من الجو، ومن الأرض، ضد أهداف تابعة لحزب الله بالقرب من الحدود، رداً على إطلاق النار على أراضيها. كما وقعت حادثة مهمة في آب/أغسطس 2019، حين تحدث الإعلام اللبناني عن قصف إسرائيلي ضد الضاحية، المربع الشيعي في جنوبي بيروت. بعد القصف الذي تعرضت له الضاحية، جرى الحديث عن تدمير "خلاط" يشكل جزءاً مهماً من منظومة إنتاج معدات دقيقة خاصة بالصواريخ التي يحاول حزب الله تصنيعها في لبنان.
- مع ذلك، خلال أعوام، نشأ انطباع أن إسرائيل تفضل عموماً عدم مهاجمة أهداف تابعة لحزب الله في لبنان. وعلى الرغم من المعلومات الاستخباراتية عن إقامة معامل تحت الأرض لإنتاج السلاح الدقيق في منطقة بيروت، فإن إسرائيل قررت الكشف عن أماكن هذه المعامل (في خطاب علني ألقاه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة) من دون قصفها، الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي إلى تدهور الوضع في مواجهة حزب الله إلى حرب.
ما كشفه كوخافي
- أمس تطرّق رئيس الأركان أفيف كوخافي، بإسهاب نسبي، إلى الجهد الإسرائيلي ضد تهريب السلاح في محاضرة ألقاها في جامعة ريخمان في هرتسيليا، خلال ندوة عُقدت في ذكرى رئيس الأركان السابق أمنون ليفكين شاحاك. كوخافي قال إن عمليات تهريب السلاح الإيرانية إلى حزب الله تعرقلت بصورة كاملة طوال أعوام. وهذا لم يكن ليحدث لولا "العمليات المتواصلة منذ سنوات في سورية – جواً وبراً وبحراً - وأيضاً في لبنان، وفي أماكن أُخرى."
- بحسب كلامه، كانت إيران تأمل بأن تنشر في سورية ولبنان منظومة تضم المئات من صواريخ أرض - أرض، وصواريخ أرض - جو دقيقة وذات مدى طويل نسبياً، إلى جانب نشر الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية في سورية، وإقامة نوع من "حزب الله 2" على طول الحدود السورية -الإسرائيلية.
- "هذه الأمور الثلاثة جرت عرقلتها، لكن بصورة غير نهائية. معظم طرق تهريب السلاح هي مغلقة في أغلب الأوقات نهائياً، والعدو لا ينجح في تهريب السلاح. كما أن عملية الإنتاج الذاتي للسلاح الدقيق في هذه المنطقة تضررت بصورة عميقة جداً، وهو ما عرقل وتيرة تسلُّح السوريين وحزب الله بالصواريخ والقذائف وصواريخ الكورنيت."
- وللمرة الأولى، وبصورة غير مسبوقة، يتطرق كوخافي مباشرة إلى الهجوم الذي نُسب إلى إسرائيل على معبر البو كمال الحدودي بين العراق وسورية، قبل بضعة أسابيع. قائلاً: "كان يمكن ألّا نعلم شيئاً عن القافلة التي تمر من العراق إلى سورية، ولا نعرف أنه من مجموع 25 شاحنة، هناك شاحنة رقم 8 محملة بالسلاح. ولهذه الغاية، أرسلنا طيارينا ... وكان يجب أن يهاجموا ويصيبوا الهدف، وهذه قدرات متقدمة جداً، وتسمح لنا بوضع استراتيجيا."
- مصادر أمنية إسرائيلية أعربت عن دهشتها من قرار رئيس الأركان، الكشف علناً عن الهجوم. في رأيهم، هذا تحدٍّ للإيرانيين والسوريين لا لزوم له، ويمكن أن يؤثر في العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة التي لها وجود عسكري محدود في العراق وسورية، وهي تتخوف من هجمات إيرانية ضد قواتها من خلال إطلاق الميليشيات الشيعية صواريخ عليها كما جرى سابقاً. سارع الأميركيون في عدد من المناسبات إلى التنصل من هجمات نُسبت إلى إسرائيل للحؤول دون وقوع هجوم إيراني رداً عليها.
- عززت إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة مساعداتها الاستخباراتية لأوكرانيا، عبر حلف "الناتو" - بحسب ما قالته مصادر في حلف "الناتو" في بروكسل لصحيفة "هآرتس". فبحسب كلامهم، بهذه الطريقة يتم نقل المساعدات الإسرائيلية بصورة غير مباشرة. وفي هذا السياق، يدور الحديث عن ليونة إسرائيلية إضافية لمصلحة أوكرانيا. ومن المرجح أن تكون القيادة السياسية - الأمنية في إسرائيل قررت الابتعاد - ولو قليلاً - عن سياسة "الوقوف جانباً" التي ميزت إسرائيل منذ 24 شباط/فبراير، كنتيجة للمساعدة العسكرية التي بدأت إيران تقدمها لروسيا، وضمنها تدريب قوات على الأراضي الروسية.
- "قرار إيران تزويد روسيا بالمسيّرات وزيادة التعاون معها هو خطأ استراتيجي لطهران، وأحسن ما يمكن أن يحدث لعلاقات إسرائيل - الناتو." بحسب ما قاله مصدر في منظومة الأمن لـ"هآرتس". ومن المهم في هذا السياق التذكير أنه وقبل شهر ونصف فقط، رفض كلٌّ من وزير الأمن بني غانتس ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي مقترح وزير الدفاع الأوكراني ألكسي رزنيكوف، مشاركة إسرائيل معلومات تجمعها بلاده عن المسيّرات الإيرانية التي تسقط في مناطقها، بشرط أن تكون متبادلة. بما معناه، أن تمنح إسرائيل أوكرانيا مساعدات استخباراتية.
- حتى بدء التدخل الإيراني في المعركة (لأول مرة في تاريخها تساعد دولة أوروبية عسكرياً)، التزمت حكومة بينت - لبيد رفضها تزويد أوكرانيا بالمعدات، أو المواد التي يمكن أن تساعد في جهودها العسكرية، واكتفت بالمساعدات الإنسانية. وفي الخلفية، هناك تخوف من أن يؤدي التدخل الإسرائيلي إلى إلحاق الضرر بحُرية الحركة التي تمنحها إياها روسيا في سورية. إلاّ إن زيادة الضغط الأميركي وتعميق المساعدة الإيرانية لروسيا، يدفعان إسرائيل إلى الخروج من لامبالاتها. خلال الشهر الماضي، نُشر في هذه الصفحة أن إسرائيل وافقت، تحت الضغط الأميركي، على تمويل شراء "مواد استراتيجية" بملايين الدولارات من أجل أوكرانيا. تم تمرير هذه المواد من خلال دولة في "الناتو". هذا بالإضافة إلى أن إسرائيل وافقت على السماح لدول "الناتو" بتمرير أسلحة تشمل معدات إلكترونية وأدوات تحكُّم بالنيران من صناعة شركات إسرائيلية.
- تؤدي المسيّرات الإيرانية دوراً مركزياً في الهجمات الجوية الروسية على المدن الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة، وهذا بهدف ضرب البنى التحتية والمباني الحكومية والأهداف المدنية. هذه الهجمات أدت إلى أضرار في عملية توزيع الكهرباء والماء في شتى أنحاء الدولة. لدى إسرائيل بنك معلومات كبير عن المسيّرات الإيرانية، تم بناؤه على مدار أعوام في الموساد والاستخبارات العسكرية وسلاح الجو وسلاح البحرية، وتمريره للـ"الناتو" سيخدم أوكرانيا أيضاً. وفعلاً، مرّرت إسرائيل "ملفاً" يتضمن معلومات مفصلة فُحصت جيداً (لتفادي نشر مصادر وطرق عمل) عن أنواع المسيّرات الإيرانية، وبصورة خاصة "شاهد 136"، المسيّرة الانتحارية. تم تمرير الملف بواسطة سفير إسرائيل في الاتحاد الأوروبي والناتو حاييم ريغف، خلال جلسة مع نائب مدير عام الناتو ميرتشي غوانا.
- "شاهد 136" هي مسيّرة بطيئة نسبياً (185 كلم/س)، لديها أجنحة دلتا، ومساحة طيران حتى 2200 كلم، وقدرة على حمل رؤوس حربية متفجرة حتى 40 كغم. استعملتها إيران في الهجوم على مخازن النفط في السعودية خلال سنة 2019 ومررتها للحوثيين في اليمن، بهدف ضرب مواقع عسكرية أميركية في العراق، وسفن وحاويات نفط في بحر العرب، وضمنها سفن بملكية إسرائيلية جزئية (عائلة عوفر، رامي أونغر). وعلى الرغم من ذلك، فإن قدرتها على الهروب من منظومات الدفاع الجوي - محدودة. وبحسب تقديرات، فإن عشرات الطائرات من هذا النوع تم إسقاطها في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، قبل أن تصل إلى أهدافها.
- الأمين العام للناتو يانس ستولتبرغ، قال مؤخراً إن إيران "الشريك الدفاعي" الأقرب إلى روسيا. أقواله جاءت بعد أسابيع من تحذير الاستخبارات الأميركية من نية إيرانية بتزويد روسيا بصواريخ باليستية. يبدو أن الإيرانيين تراجعوا عن قرارهم، ويبحثون الآن في تزويد جيش بوتين بصواريخ من صنعهم، يصل مداها إلى 300 كلم. منذ وقت طويل، تحاول كييف إقناع الولايات المتحدة بتزويدها بمنظومات دفاع متطورة تستطيع اعتراض الصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة والطائرات الحربية الروسية. وفي هذا السياق، ذكرت وسيلة إعلامية أميركية قبل بضعة أيام أن إدارة بايدن تخطط لمنح أوكرانيا بطاريات باتريوت قريباً. من جانبها، إسرائيل لا تزال ترفض تزويد أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي، وفي "الناتو" يعلمون بأن احتمال أن تتغير هذه السياسة - قليل جداً.
- إسرائيل وقّعت اتفاقية منذ سنة 1994 تمنحها مكانة "شريكة" في "الناتو". هذه المكانة تسمح لها بتعيين سفير وملحق عسكري (اليوم هو الجنرال عميت نير)، والمشاركة في التدريبات الجوية والبحرية للحلف في دول البلطيق ومونتينيغرو والمحيط الهندي. تقوية العلاقات ممكنة، نظراً إلى التحسن في العلاقات الإسرائيلية مع تركيا، العضو في "الناتو"، بعد أعوام من وضعها عقبات، لكن أيضاً بفضل تغيير في طريقة تعامُل الحلف.
"لأعوام طويلة، ركز الناتو على أوروبا. هذا كان الأساس في عمله. الشرق الأوسط كان له مكانة أقل في الأولويات. مَن تعاملت معه كانت الولايات المتحدة"، بحسب مصدر في منظومة الأمن. وبحسبه، فإن التوسع الشجاع لإيران في أوكرانيا يغيّر فهم "الناتو" بشأن وظيفته ومهماته. فجأة، تحولت إيران إلى دولة تهدد حلف "الناتو"، ليس فقط بسبب تواجد مسيّراتها في سماء أوكرانيا والاقتراب من حدود "الناتو"، بل لأن لديها القدرة على صناعة صواريخ باليستية لمسافة 4000 كلم وتستطيع الوصول إلى العواصم الأوروبية. يتم التعامل مع إسرائيل على أنها تعرف كيف تصارع وتعمل ضد النيات الإيرانية أكثر من أي دولة أُخرى، وتخرج مستفيدةً من الاهتمام المتزايد للناتو بإيران. وأوكرانيا أيضاً.