مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بزيارة إلى الحرم القدسي هذا الصباح، وذلك للمرة الأولى منذ الانتخابات. ولم يعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معارضته الزيارة، وكذلك الشرطة والشاباك وقيادة الأمن القومي. من جهة أُخرى، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية الزيارة، وقالت إن "اقتحام بن غفير المسجد الأقصى هو استفزاز غير مسبوق."
وكان نتنياهو أعلن أمس أنه طلب من بن غفير تأجيل الزيارة بضعة أيام كي يُجري استشارات مع الجهات الأمنية، وعلى الرغم من ذلك، فإن بن غفير قام بزيارته إلى الحرم تحت حراسة أمنية مشددة من الشرطة، ولم تقع مواجهات مع المصلين المسلمين المتواجدين في المكان. وذكر مصدر سياسي تحدثت معه "هآرتس" أن المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي وقائد الشرطة في إقليم القدس دورون ترجمان بذلا كل ما في وسعهما من أجل تأمين الزيارة. وذكرت الشرطة أن قرار الزيارة اتُّخذ بالتنسيق مع المستوى السياسي.
وكان بن غفير صرّح بعد فوزه في الانتخابات أنه يرغب في السماح لليهود بالصلاة في المكان، وسيطلب من نتنياهو تحقيق "المساواة في حقوق اليهود" في الحرم.
ولقد دانت السلطة الفلسطينية و"حماس" زيارة بن غفير إلى الحرم الذي يوجد فيه المسجد الأقصى. وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الزيارة هي "اعتداء سافر ومحاولة لإضفاء الشرعية على استمرار أعمال المستوطنين. ونتنياهو وحكومته هما المسؤولان المباشران عن ذلك. سنستمر في تواصُلنا مع الجهات المعنية، بما فيها الأردن." من جهتها، قالت "حماس" إن الاقتحام هو "استمرار لعدوانية الاحتلال والحرب ضد الهوية العربية. والشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن حرمة المسجد، وسيقاتل من أجل تطهيره، وهذه المعركة لن تتوقف."
وكان رئيس المعارضة يائير لبيد صرّح أمس بأن "زيارة بن غفير إلى الحرم هي استفزاز، وستؤدي إلى العنف، وتعرّض حياة الناس للخطر، ويجب على بن غفير عدم القيام بزيارة إلى الحرم، وعلى نتنياهو أن يطلب منه عدم القيام بهذه الزيارة لأنها ستؤدي إلى سقوط ضحايا."
وصباح اليوم، دان الأردن زيارة وزير الأمن القومي إلى الحرم بشدة، واصفاً إياها بأنها "اعتداء على المسجد الأقصى".
أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية الإسرائيلي الجديد إيلي كوهين، مهنئاً إياه. وبحث الوزيران في عدد من الموضوعات الأساسية المطروحة اليوم على جدول الأعمال. وعلمت الصحيفة بأن بلينكن أكد كلام الرئيس بايدن بأن "الاتفاق النووي مات"، وأضاف أن الإدارة الأميركية تنوي حثّ الدول الأوروبية على تشديد العقوبات على إيران. من جهته، أثنى كوهين على الموقف الأميركي، وكرر موقف إسرائيل الداعي إلى زيادة الضغط على إيران وعدم العودة إلى الاتفاق النووي.
كما طرح بلينكن الموضوع الفلسطيني، مؤكداً التزام بلاده حلّ الدولتين، وأثار مسألة البناء في الضفة الغربية، من دون التوصل إلى اتفاق مع نظيره الإسرائيلي. وبحث الوزيران في مسألة توسيع اتفاقات أبراهام، بحيث تضم دولاً أُخرى لا تعترف بإسرائيل. وجرى الاتفاق على أن يُعقَد "منتدى النقب" في المغرب في آذار/ مارس، بمشاركة بلينكن ووزراء خارجية الدول التي وقّعت الاتفاق.
وضمن هذا الإطار، أعرب الوزيران عن شكوكهما في إمكانية انضمام السعودية إلى منتدى النقب، وجرى الاتفاق على بذل الجهود من أجل إشراك دول أفريقية في المنتدى ليس لها علاقات مع إسرائيل. وينوي الوزير الأميركي زيارة إسرائيل قبل نهاية كانون الثاني/يناير، وذلك بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى إسرائيل في الأسبوعين المقبلين.
دعا وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد إيلي كوهين في خطاب ألقاه في حفل استلامه منصبه إلى محاكمة القيادة الفلسطينية، بعد التصويت في الأمم المتحدة لمصلحة الطلب من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تقديم رأيها القانوني بشأن استمرار احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال إن المحاولات الفلسطينية للنيل من إسرائيل في الساحة الدولية سيكون لها ثمن، وهي ستُبعد التوصل إلى حلّ النزاع. وأضاف: "على المجتمع الدولي نقل رسالة واضحة إلى القيادة الفلسطينية بأن عليها وقف التحريض في المؤسسات التعليمية وتمويل قتلة اليهود."
قُتل هذا الصباح فلسطيني في الـ15 من عمره بنيران الجيش الإسرائيلي في مخيم الدهيشة للاجئين القريب من بيت لحم. ووفقاً للجيش، فإن جنوداً من الجيش وحرس الحدود أطلقوا النار بعد تعرّضهم للرشق بزجاجات مشتعلة وعبوات ناسفة وحجارة. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن القتيل هو آدم عياد، وقد توفي جرّاء إصابته برصاصة في صدره.
كما قُتل أمس فلسطينيان في الـ22 و17 من عمرهما في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في قرية دان شمال الضفة، وقبل أسبوعين، قُتل فلسطيني في الـ23 من عمره في مواجهات مع الجيش في منطقة قبر يوسف في نابلس.
علّق الخبير في شؤون الشرق الأوسط د. موشيه إلعاد في برنامج إذاعي على التقارير من لبنان التي تحدثت عن الوضع الصحي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وتأجيله خطاباً كان سيُلقيه يوم الاثنين الماضي، قائلاً إن التقارير بشأن الوضع الصحي لحسن نصر الله تتأرجح بين إصابته بأنفلونزا بسيطة، وصولاً إلى أنه يعاني جرّاء وضع صحي حرج، وأفضل الأطباء الإيرانيين يشرفون على معالجته. وعلّق إلعاد على هذه التقارير بأنه من الصعب معرفة الحقيقة، لكنه رجّح أن يكون مريضاً بالفعل. وأضاف: إذا لم يظهر نصر الله اليوم، فإن هذا سيغذّي الافتراض أنه يعاني جرّاء وضع صحي صعب.
- النشاط العملاني الأول للمؤسسة الأمنية بقيادة وزير الدفاع يوآف غالانت يشير إلى الاستمرارية. من المحتمل أن الجيش بدأ بالتحضير للهجوم الدقيق المنسوب إليه في سورية يوم الاثنين، ولعملية هدم منازل فلسطينيين في قرية دان بالقرب من جنين، قبل أداء الحكومة الجديدة القسم، لكن الموافقة النهائية على العملية أعطاها في نهاية الأسبوع وزير الدفاع يوآف غالانت، وبالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبعد التشاور معه. ولم تشمل عملية اتخاذ القرار أي شيء استثنائي، وهي تدل على الاستمرارية في سياسة وزارة الدفاع، كما تدل على أنه من غير المتوقع في الفترة المقبلة حدوث تغييرات في سياسة استخدام القوة ضمن إطار المعركة بين الحروب الدائرة في سورية، وكذلك في سياسة استخدام القوة والعقاب في الضفة الغربية.
- في كلا الحادثتين، وفي أثناء التخطيط لهما والحصول على موافقة على الخطة، جرى تقييم دقيق وحذر للنتائج والتداعيات التي يمكن أن تنتج من العمليتين. ومن المحتمل التقدير أنه فيما يتعلق بسورية، جرى تنسيق مسبق مع الجيش الروسي الموجود في سورية. لكن من غير المؤكد أنه جرى تقدير للنتائج والتداعيات في وزارة الأمن القومي بشأن رغبة الوزير الجديد إيتمار بن غفير في زيارة الحرم القدسي.
- ... زيارة الحرم القدسي يجب أن تكون أمراً روتينياً، لكن بالاستناد إلى تجربة الماضي وتصريحات جهات مختلفة في إسرائيل، وفي المناطق، وفي الدول المجاورة، من الواضح جداً أنها قد تكون حدثاً مفجّراً. مجرد إعلان زيارة الحرم في الظروف الحالية – تأليف الحكومة وعرض خطوطها الأساسية - يُعتبر استفزازاً سياسياً.
- التصريحات الصادرة عن الناطق بلسان "حماس" في الأسبوع الماضي، والمقابلة التي أجرتها الـ سي أن أن مع العاهل الأردني الملك عبد الله، والتي حذّر فيها من خطوات تؤدي إلى تغيير الوضع القائم في الحرم، تفرض اهتماماً أكبر وإعداداً من الشرطة والجيش الإسرائيلي.
- لا يجب أن نخاف من تهديدات "حماس" وقبول إملاءات عمّان عندما يكون المقصود زيارة روتينية إلى الحرم. لكن في الظروف الحالية، حيث الأجواء وسط الفلسطينيين مشبعة بالتوتر، والدول العربية والعالم يفحصون بدقة الخطوات الأولى للحكومة القومية - الدينية التي أُلّفت الآن في القدس، فإن قيام بن غفير بزيارته سيؤثر سلباً في علاقاتنا، ليس فقط مع الأردن، بل مع الدول العربية والعالم الإسلامي عموماً.
- ويجدر بنا في هذا الإطار أن نتذكر أن زيارة أريئيل شارون إلى الحرم شكلت ذريعة لياسر عرفات والذين يأتمرون بإمرته لإشعال الانتفاضة الثانية التي سُميت انتفاضة الأقصى، والتي أدت إلى سقوط أكثر من ألف قتيل إسرائيلي وقرابة 5000 قتيل فلسطيني.
- المكوّن الديني في النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني يُعتبر المكون الأكثر خطراً في الأسباب والدوافع إلى المواجهات، من هنا، أي شيء له علاقة بالحرم - حتى قبل قيام دولة إسرائيل - يشكل مادة متفجرة يجب التعامل معه بحذر، حتى لو كان المقصود حركة رمزية، مثل جولة وزير في حرم المسجد الأقصى.
- بالعودة إلى العملية في سورية، يبدو أن الغرض منها تحقيق هدفين: الأول، تدمير شحنات تحمل مكونات وقطعاً لها علاقة "بمشروع الصواريخ والقذائف الدقيقة" الذي ينفَّذ بتوجيه وقيادة الإيرانيين في معامل الصناعات العسكرية في سورية، وفي ورشات سرية تابعة لحزب الله في لبنان. مجموعة الأهداف الأُخرى التي هوجمت هذه الليلة هي منشآت تتمركز فيها ميليشيات شيعية بقيادة الحرس الثوري الإيراني في جنوبي دمشق، بالقرب من مزار السيدة زينب الذي يُعتبر من الأماكن المقدسة لدى الشيعة.
- هذه القواعد والمنشآت الموجودة في جنوبي دمشق، من المفترض أن تستخدمها الميليشيات الشيعية وحزب الله في العمليات في داخل الأراضي الإسرائيلية الواقعة على بُعد 50 كيلومتراً عند نشوب الحرب. الهدف من الهجوم إجهاض عمليات التمركز المادي لهذه القوات وتدمير العتاد العسكري الذي تقوم بتخزينه، قبل فتح جبهة إيرانية في سورية ضد المستوطنات في هضبة الجولان والجليل.
- مشروع الصواريخ الدقيقة وتمركُز الميليشيات الشيعية وحزب الله في الأراضي السورية هما تحقيق لرؤيا قاسم سليماني الذي اغتاله الأميركيون قبل 3 أعوام بالضبط، إذ تصادف غداً الذكرى الثالثة لاغتياله، وعلى ما يبدو، فإن هذه الذكرى كانت بين اعتبارات توقيت الهجوم.
- عموماً، حمل الهجوم في الأمس على سورية رسائل كثيرة: للإيرانيين، لن نسمح لكم بنقل مكونات لمشروع الصواريخ الدقيقة والقذائف والمسيّرات التي تنقلونها إلى حزب الله وسورية. في العام الماضي، شنّت إسرائيل 30 هجوماً على سورية، وأغلقت بصورة فعالة قنوات تهريب الصواريخ الدقيقة ومعدات دقيقة وعتاد عسكري إلى حزب الله وسورية، عبر البر والبحر، أو بواسطة طائرات شحن خاصة في الجو.
- لذلك، يحاول الإيرانيون الآن التهريب بواسطة طائرات ركاب مدنية إيرانية تحمل معها إلى مطار دمشق الدولي القطع والأجهزة التي تسمح بتحويل الصواريخ والقذائف العادية إلى صواريخ دقيقة قادرة على إصابة الهدف على مسافة أمتار قليلة، وربما أقل. وسبق أن لمّحت إسرائيل إلى ذلك، بينما تحدث كوخافي علناً عن عدم السماح بتهريب صواريخ وعتاد دقيق بواسطة طائرات ركاب مدنية وخطوط طيران، يُفترض أنها بريئة، بين طهران ودمشق.
- بالتأكيد، لا تسمح إسرائيل لنفسها بمهاجمة الطائرات المدنية التي تحمل العتاد العسكري الإيراني، لكن من المؤكد أنها قادرة على وقف العمل في المطار الذي تهبط فيه طائرات ركاب إيرانية مدنية، وحيث يُستخدم الركاب كدرع بشري.
- ... لكن الضرر الذي لحِق بمطار دمشق ليس بالأمر الأساسي. الأساس هو التلميح للنظام في سورية إلى أن إسرائيل لن تسمح للإيرانيين بنقل سلاح فتاك، وبالتمركز في سورية، حتى لو أدى ذلك إلى شلّ حركة الطيران المدني في سورية، وكلما منحت الحكومة السورية الإيرانيين حرية العمل، فإن الثمن الذي سيدفعه نظام الأسد سيزداد. رسالة مشابهة أُرسلت إلى الروس في الحديث الهاتفي الذي جرى في الأسبوع الماضي بين نتنياهو وبوتين، وفي الأمس، عبر الهجوم الصاروخي على مطار دمشق.
- ... لكن التلميح الأكبر في عملية الأمس في سورية كان موجهاً إلى لبنان. مؤخراً، حاول الإيرانيون نقل عتاد لمشروع الصواريخ الدقيقة مباشرةً إلى حزب الله، بواسطة رحلات طيران مدنية مباشرة إلى مطار بيروت. من المعقول الافتراض أن حزب الله والإيرانيين واثقون بأن إسرائيل لن تهاجم مطار بيروت كما تفعل في مطار دمشق لأنها تخاف من ترسانة الصواريخ الهائلة التي يملكها حزب الله. يجب الاعتراف، بصدق، أن الصواريخ لدى حزب الله تخلق ردعاً في مواجهة إسرائيل، لكن وفقاً لتقارير أجنبية، الجيش الإسرائيلي والأذرع الأمنية تعمل في لبنان أيضاً.
- الهجوم على مطار دمشق يمكن أن يحمل رسالة مهمة جداً للبنان: إذا واصلتم محاولات نقل عتاد للصواريخ الدقيقة في طائرات ركاب مدنية إلى مطار بيروت، فإن الجيش الإسرائيلي لن يتردد في مهاجمة المطار. وستكون النتيجة شلّ مطار بيروت، بالإضافة إلى الأزمات الأُخرى التي يعانيها الاقتصاد والحياة اليومية في لبنان. وهذا من دون شك تهديد لحزب الله، الذي يخطط اليوم وغداً لإقامة عدة احتفاليات لإحياء الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني. التوقيت يزيد في حدة التحذير الذي يرسله الجيش الإسرائيلي، والذي سيبقى سارياً، ليس فقط ما دام أفيف كوخافي رئيساً للأركان، بل أيضاً عندما سيصبح هرتسي هليفي قائداً للجيش. ومن المفترض أن يفهم نصر الله الرسالة، على الرغم من ملازمته الفراش بسبب الأنفلونزا التي أصيب بها...