مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة رفعت حالة الاستنفار مؤخراً خوفاً من عودة إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر والأعياد الوطنية الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن المنظمات المسلحة تفاهمت أيضاً فيما بينها على الرد على أي عملية من هذا القبيل، موضحة أن هذا الرد سيكون موحداً ومنسقاً وموجعاً.
وقالت مصادر من قطاع غزة للصحيفة إن الرد لن يقتصر على القطاع، بل أيضاً سيشمل ما يسمى بمحور المقاومة.
كما جاء في التقرير أن الفصائل الفلسطينية في غزة نقلت مؤخراً رسائل بهذا الخصوص إلى الجهات المعنية التي تقوم بجهود وساطة، أكّدت لهم فيها أن الرد سيكون موجعاً.
قال رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ إن دولة إسرائيل أُقيمت قبل 75 عاماً في خضم معارك ضارية، وبعد 3 أعوام من إبادة 6 ملايين يهودي في الهولوكوست.
وأضاف هرتسوغ في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم توزيع أوسمة على جنود إسرائيليين متفوقين، أُقيمت في مقر رؤساء إسرائيل في القدس أمس (الأربعاء)، أن إسرائيل عبارة عن فسيفساء لمجتمعات متعددة مؤلفة من يهود ومسلمين ومسيحيين ودروز وشركس وغيرهم، وهذا هو مصدر قوتها الخاصة. وشدّد على أهمية الوحدة بين فئات الشعب، وخصوصاً في ظل الخلافات السائدة حالياً.
وتكلم في المراسم نفسها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي، قائلاً إنه بفضل جنود الجيش الإسرائيلي المتفوقين وزملائهم في الوحدات المتعددة سيكون الجيش أقوى وأكثر جهوزية واستعداداً وجرأة وإبداعاً في المستقبل أيضاً.
وأضاف هليفي أن الجيش الإسرائيلي سيتمكن بفضل هؤلاء من تحقيق الغلبة والنصر على أي تهديد تشكّله إيران – البعيدة – ووكلاؤها على امتداد الحدود الشمالية والجنوبية، أو ذلك الذي يشكّله "الإرهاب" الفلسطيني.
وشدّد هليفي على ضرورة إيجاد القاسم المشترك للخلافات كافة بين الإسرائيليين، مشيراً إلى أن الجيش ما زال يُعتبر أوسع قاسم مشترك لسكان إسرائيل.
قدّمت الحكومة الإسرائيلية في مطلع الأسبوع الحالي رداً إلى المحكمة العليا طلبت فيه رفض طلب الالتماس الذي يدعو إلى تنفيذ أمر قضائي سابق يقضي بإخلاء قرية خان الأحمر الفلسطينية القائمة على أراضي قرية أبو ديس على الطريق المؤدي إلى أريحا.
وبلّغت الحكومة المحكمة العليا أنه يجب رفض طلب إخلاء الخان الأحمر، مؤكدة أن المستوى السياسي هو الذي يجب أن يتخذ القرار في هذا الشأن، على أساس الاعتبارات السياسية والأمنية المتعلقة بالقرار. وأوضحت أنها تنوي تنفيذ أوامر الهدم التي صدرت بحق المباني هناك، لكنها تريد أن تكون هي الطرف الذي يقرّر متى وكيف يتم ذلك.
وقالت الحكومة في ردها: "نحن نود تأكيد الموقف المبدئي للمستوى السياسي، الذي يقضي بموجبه حكم القانون بتنفيذ أوامر الهدم في الخان الأحمر. وليس السؤال المطروح الآن ما إذا كان سيتم تنفيذ أوامر الهدم، إنما السؤال هو ’كيف، وفي أي وقت، ووفق أي مخطط لتنفيذ أوامر الهدم؟‘."
وجاء في الرد أن الحكومة تعتزم تقديم موادّ سرّية بشأن كل ما يتعلق بالاعتبارات السياسية والأمنية التي يستند إليها ردها.
وكان يُفترض أن تسلّم الحكومة ردها إلى المحكمة العليا في وقت سابق، لكنها أجّلته بناء على طلب وزير المال والوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش، علماً بأن طلب الالتماس الذي يطالب الحكومة بتنفيذ قرار هدم القرية الفلسطينية وتهجير سكانها جرى تقديمه من طرف منظمة "ريغافيم" الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي تعمل على تعزيز المشروع الاستيطاني وتسريع عمليات هدم المباني الفلسطينية في مناطق ج في الضفة الغربية، والتي لديها ارتباطات مع هذا الوزير. وشدّد سموتريتش على أن هذا الرد لا يتلاءم مع سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية والسياسات التي يدفع هو نفسه بها قُدماً في وزارة الدفاع.
وفي طلبه تأجيل الرد، ادّعى سموتريتش أن الاتفاقات الائتلافية التي تشكّلت على أساسها الحكومة الإسرائيلية الحالية، بالإضافة إلى الاتفاق الثنائي الذي وقّعه مع وزير الدفاع يوآف غالانت، تمنحه صلاحية تحديد رد الدولة على طلبات التماس تتعلق بالمشاريع الاستيطانية والبناء الفلسطيني في مناطق ج.
كما طالب سموتريتش بتعليق تقديم رد الدولة على طلب الالتماس للمحكمة العليا وعدم تقديم أي رد إلى حين عقد اجتماع لبحث هذه المسألة مع الجهات المعنية، بما في ذلك النيابة العامة، وهي الجهة التي تمثّل الحكومة في الدعاوى القضائية المشابهة لهذه.
من المتوقع أن تصادق الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية التقليدية التي ستُعقد يوم الأحد المقبل على قرار ينص على منح القيم الصهيونية وزناً حاسماً في قرارات الحكومة.
والمبادرون إلى هذا القرار هم وزراء حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] اليميني المتشدّد. وينص القرار المقترَح على أن هذه الخطوة تعكس قانون أساس "إسرائيل - الدولة القومية للشعب اليهودي"، الذي يحمل مكانة دستورية.
ويجب، بحسب هؤلاء الوزراء، أن يسري القرار المقترح على سياسة الإدارة العامة، وعلى السياسة الداخلية والخارجية لإسرائيل، كما يجب أن يسري على تشريعات وإجراءات الحكومة وجميع وحداتها ومؤسساتها، وذلك من دون الخروج عن المبادئ المنصوص عليها في باقي قوانين الأساس.
وفي نص الاقتراح الذي تم توزيعه على الوزراء، تم توضيح أنه سيتم التركيز على سياسة الأراضي والبناء وتوزيع الأراضي.
وفي حال تم إصدار القرار فعلاً، فمن المتوقع أن يعطي المواطنين اليهود الأولوية في هذه المجالات، والذين يشكلون نحو 80% من عدد السكان الإجمالي في إسرائيل، البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة.
شارك آلاف المواطنين العرب في إسرائيل أمس (الأربعاء)، بالتزامن مع الذكرى الـ75 لاستقلال إسرائيل، فيما بات يُعرف باسم "مسيرة العودة"، التي انطلقت نحو قرية اللجون المهجرة المحاذية لمدينة أم الفحم في المثلث الشمالي.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل التي تنظّم هذه المسيرة سنوياً محمد بركة إن الممارسات التي تقوم بها إسرائيل لن تردع الفلسطينيين عن حق العودة.
وبرز في المسيرة حضور عدد كبير من القيادات السياسية والناشطة، بينهم أعضاء كنيست حاليون وأعضاء كنيست سابقون. كما شارك فيها الجيل الشاب، ورُفعت فيها الأعلام الفلسطينية بكثافة، وذلك رداً على قرار وزير الأمن القومي الجديد إيتمار بن غفير بمنع رفع العلم الفلسطيني.
تجدر الإشارة إلى أن قرية اللجون استمدت اسمها من فيلق روماني أقام معسكراً له في موقع القرية، وهي تبعد 16 كيلومتراً شمال غربي جنين، وكيلومتراً واحداً عما تبقّى من المدينة الكنعانية مجيدو. وقد تم تهجير سكانها بعد حرب سنة 1948 [النكبة]، واستقر معظمهم في أم الفحم المجاورة، بينما أقامت إسرائيل على أنقاض القرية سنة 1949 كيبوتس مجيدو.
- علمت صحيفة "يسرائيل هَيوم" من مصادر إسرائيلية أن الذخيرة التي تحتفظ بها الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة في مستودعات الطوارىء في إسرائيل تقلصت، وليس معروفاً متى سيتم تجديدها. وكما نُشر في مطلع هذا العام أن جزءاً من الذخيرة المحتفَظ بها في البلد منذ سنوات عديدة نُقل إلى أوكرانيا لمساعدتها في حربها ضد روسيا.
- رسمياً، المقصود هو مخازن سلاح تابعة للجيش الأميركي ومخصصة لاستخدامه وتعتبر منشآت تتمتع بحصانة دبلوماسية أميركية. مع ذلك، فقد كان هناك تفاهم صامت بين الدولتين لسنوات طويلة بأن الغرض من مخازن السلاح في إسرائيل هو مساعدتها في حالة الطوارىء، كوقوع هجوم مشترك للجيوش العربية، كحرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973].
- ووفقاً لعدد من المصادر، جرى إخراج جزء من محتويات هذه المخازن من البلد خلال الأشهر الأخيرة عبر ميناء أشدود. وكانت تجري عمليات النقل خلال أمسيات يوم السبت من أجل التقليص بالقدر الممكن من انتباه الناس إلى وجودها. استمر إخراج الذخيرة الذي بدأ خلال ولاية حكومة بينت - لبيد حتى الأسابيع الأخيرة. وقالت مصادر إسرائيلية وأجنبية لـ"يسرائيل هَيوم" إن خلفية الخطوة الأميركية هي النقص في الذخيرة والاحتياط في الغرب كله بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا.
"تغيير في الأولويات"
- أشار مصدر أمني إلى أن ما يجري هو قرار من البيت الأبيض بنقل الموارد من إسرائيل إلى جبهة أخرى. مع ذلك، وعلى خلفية تصاعد التوترات الأمنية في الأسابيع الأخيرة، أخذ إخراج الذخيرة الأميركية من إسرائيل مغزى مختلفاً. وبحسب المصدر فـ"المقصود هو احتياط من الذخيرة موجودة في إسرائيل في وقت الحرب. وهذه الخطوة تأخذ مغزى أكبر بكثير إزاء التهديدات التي تواجهها إسرائيل في مختلف الساحات."
- وقد وافق مصدر أميركي على هذا الكلام، وقال للصحيفة إنه من غير المعروف في هذه المرحلة متى سيجدد المخزون، ورأى أن هذا الأمر يتعلق بوتيرة إنتاج السلاح في الولايات المتحدة، ومعنى ذلك أنه ستستغرق وقتاً طويلاً. وما يجري لا يتعلق بموضوع القدرة الأميركية فقط، بل أيضاً بتغيير أولويات الولايات المتحدة على الساحة الدولية في الوقت الذي تُحوِّل إدارة بايدن قدرتها واهتمامها من الشرق الأوسط نحو المواجهة مع الصين وأوكرانيا.
- ووفقاً لمصادر رفيعة المستوى سابقة في المؤسسة الأمنية، فإن سُلّم الأولويات الجديد لبايدن في الشرق الأوسط - كالبرودة التي أبداها هو نفسه حيال نتنياهو عندما أعلن أنه لن يدعوه قريباً إلى زيارة البيت الأبيض - ستكون له تداعيات مباشرة على إسرائيل في مواجهة دول المنطقة. كما أن سلوك البيت الأبيض إزاء السعودية ودول الخليج يسمح لإيران بالاستمرار في تعاظم قوّتها، ويدفع بدول الخليج إلى حضنها، ويحوّل الصين إلى اللاعب الأكثر أهمية في الساحة.
- إن القلق الأساسي في إسرائيل ناجم عن "توحيد الساحات"، حيث ستجد إسرائيل نفسها في إطاره في مواجهة تحرك أعدائها في الداخل والخارج في آن معاً ضدها بتوجيه من إيران. في وضع كهذا، ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة مع حزب الله وسورية في الشمال، وفي مواجهة "حماس" في غزة وفي الضفة الغربية.
- تطرّق رئيس الشاباك رونين بار في يوم إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي إلى هذا الواقع الأمني المعقد الذي يمكن أن تجد إسرائيل نفسها فيه، وقال: "إنه أمر معقد؛ مِنْ خلاف قوي داخلي وتطور تهديدات جديدة من الخارج، وتخوف من توحيد الساحات وتزايد التحديات..."
ليس إسرائيل فقط
- أصبح الاستخدام الكثيف لسلاح المدفعية من الخصائص البارزة التي تميز الحرب الأوكرانية. وقد اضطُرت الولايات المتحدة، من أجل تأمين قذائف من عيار 155 ملم، إلى مد يدها إلى مخازن الاحتياط الموجودة على أراضي الدول الحليفة لها. بالإضافة إلى إسرائيل، توجهت واشنطن إلى سيول، وقد أعربت كوريا الجنوبية عن استعدادها لإخراج الذخيرة من مستودعاتها، لكن بسبب القيود المفروضة على التصدير الأمني، عارضت سيول نقل القذائف مباشرة إلى أوكرانيا...
- تُعتبر الولايات المتحدة المزود الأكبر لكييف بالمساعدة العسكرية. وبالاستناد إلى معهد كيل للاقتصاد العالمي (Kiel Institute for the World Economy) الذي يتابع المساعدة إلى أوكرانيا، فقد زودت إدارة بايدن خلال السنة الأولى للحرب، أو وعدت بتقديم ذخيرة تُقدّر قيمتها بـ47.7 مليار دولار. وكانت الولايات المتحدة هي الأولى في تقديم ناقلات الجنود المدرعة (2960 من مجموع 4697)، والمنظومات المدفعية (214 من مجموع 675)، والمنظومة الصاروخية (38 من مجموع 125)، والطوافات (20 من مجموع 44).
- في عامها الـ75، تعيش دولة إسرائيل أزمة داخلية تهدد حصانتها وقوّتها وإنجازاتها. من هنا، إلى أين تتجه دولة إسرائيل؟ تتعلق الإجابة بالصورة التي سنخرج فيها من الأزمة الحالية، لكنها غير محصورة بها. لذلك، ففي ذكرى إقامة دولة إسرائيل، سنوجه أنظارنا إلى الأفق، ونُحاول أن نرى ما بعد 25 عاماً: كيف ستكون إسرائيل في عيد ميلادها المئة؟
- من الواضح أنه سيكون من الصعب توقّع ما سيحدث بعد عشرات الأعوام في مجال التغييرات الدولية والإقليمية والداخلية. ولذلك، سنقوم بالأمر استناداً إلى "تخطيط يستند إلى سيناريوهات"، كما هو الأمر في عالم التخطيط الاستراتيجي، فَلِتَخَيُّلِ مسارات بعيدة المدى، يجب صوغ سيناريوهات في مجالات متعددة؛ سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وتكنولوجية، وغيرها، وفي كُلّ مجال سيكون هُناك سيناريو إيجابي وآخر سلبي. هذه السيناريوهات لا تتوقع المستقبل، إنما تُساعد في التفكير فيه، ومعرفة التهديدات والفُرص، وصوغ استراتيجيات تتعامل مع التهديدات وتساعد في تحقيق السيناريوهات الإيجابية.
- لذلك، هذه سيناريوهات ممكنة في 9 مجالات؛ انطلاقاً من المستوى الدولي، مروراً بالإقليمي، وصولاً إلى الداخلي، وستؤثّر في إسرائيل خلال الأعوام الـ25 المُقبلة:
- الهندسة الدولية
- السيناريو (أ): هو أن تتخطى الصين الولايات المتحدة وتتحول إلى القوة العظمى الأكبر. هنا يظهر توازن مرعب من التدمير المتبادل يمنع حرباً عالمية، إلاّ إن الولايات المتحدة ستكون قد ضعفت، وانطوت على ذاتها، يرافق ذلك ضعف تأثيرها الدولي وتراجعه، وضمنه التأثير في الشرق الأوسط. حينئذ، تفقد إسرائيل الدعم الضروري من طرف قوة عظمى، والصين ليست بديلاً ممكناً.
- السيناريو (ب): هو أن تتعامل الولايات المتحدة مع التحدي الصيني، وتعيش الصين تحديات داخلية، وتحافظ الولايات المتحدة على تفوّقها العسكري والتكنولوجي، ومكانتها الدولية، وتمنع الصينَ من الوصول إلى تكنولوجيا حديثة (لا تستطيع الصين تصنيعها بذاتها)، وأيضاً تمنعها من التحالف مع الهند واليابان وأستراليا. وبذلك، تكون الولايات المتحدة قد منعتها من التحوّل إلى قوة مهيمنة. حينئذ، تستغل إسرائيل الفرصة لتتحوّل إلى شريكة استراتيجية وتكنولوجية للولايات المتحدة، وتعزز من علاقاتها مع معسكر الغرب وآسيا.
- المكانة السياسية
- السيناريو (أ): هو أن تتفكّك العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب زعزعة القيم المشتركة للدولتين وتعارض المصالح في قضايا استراتيجية، وهو ما سيحوّل إسرائيل من قيمة مضافة إلى عبء بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وحين لا يعود الفيتو الأميركي مفهوماً ضمناً، ستدخل إسرائيل عزلة سياسية، وتتلقى ضربات صعبة في المحافل الدولية على نمط مئات القرارات التي يقال عنها عادة إنها "من دون أسنان"، وتمر منذ سنوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة. بعد ذلك، سيتم فرض عقوبات على إسرائيل، ضِمنها عقوبات من طرف مؤسسات وشركات دولية، وذلك بسبب معارك عسكرية تُتهم خلالها باستهداف المدنيين، وتعرّض المسؤولين فيها والمُقاتلين للاعتقال في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. بالإضافة إلى ذلك، نذكر عدم تتجدد المساعدات الأميركية بعد سنة 2028، وإلحاق الضرر بالتعاون الأمني وبيع السلاح المتطور، وارتفاع تهديد فرض منع بيع أو شراء سلاح.
- السيناريو (ب): هو أن تقف إسرائيل بوضوح مع المعسكر الديمقراطي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتُموضع ذاتها كالشريك الأهم لواشنطن في الشرق الأوسط وأبعد منه. أضف إلى ذلك أن يتعزز كلّ من التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة والتنسيق الأمني - السياسي بينهما في القضايا الاستراتيجية، وتتعمق عمليات التطوير المشتركة للقدرات العسكرية المستقبلية وتتوسع. يرافق ذلك استمرار الإدارة الأميركية في إحباط القرارات ضد إسرائيل في المحافل الدولية، فيتم حفظ حرّيّة الحركة السياسية والعسكرية الخاصة بإسرائيل. ويبقى الدعم الأميركي والنظام القضائي الإسرائيلي القبّة الحديدية القضائية لجنود الجيش في العالم.
- يهود العالم وإسرائيل
- سيناريو (أ): هو أن تبقى إسرائيل المركز الأكبر لليهود في العالم، لكنها تتوقف عن كونها الدولة القومية للشعب اليهودي برمّته، وذلك بسبب الفجوات الآخذة في التوسع بين قِيَمِهَا الداخلية وقِيَمِ أغلبية يهود أميركا الليبراليين – الديمقراطيين، بالإضافة إلى تنكّرها للاتجاهات اليهودية غير الأورثوذكسية، ولمسارات الاختلاط وتبدّل الأجيال. وكذلك تتراجع ذكرى المحرقة وصورة إسرائيل كدولة صغيرة تقاتل على وجودها، حينئذ، لن تعود بعد ذلك لتشكّل دافعاً للتضامن معها، فيتراجع دعم إسرائيل من جانب اليهود في العالم اقتصادياً وثقافياً.
- سيناريو (ب): هو أن تعترف إسرائيل بأهمية يهود الولايات المتحدة وتدير معهم حواراً مفتوحاً بهدف تقوية العلاقة بين التجمّعين الأكبر لليهود في العالم، وصوغ مستقبل مشترك لكلَيْهما. زد على ذلك أن تتقبل إسرائيل برحابة التيارات اليهودية كافة، وتحافظ على طابعها الديمقراطي وتستمر في كونها مركز استقطاب ليهود العالم، الذين يزيدون من تدخّلهم في إسرائيل وحجم دعمهم إياها لبناء قوّتها.
- التكنولوجيا
- السيناريو (أ): أن تفقد إسرائيل تفوّقها التكنولوجي والعسكري الذي ميّزها خلال الـ50 عاماً الماضية بفضل التطوير المحلي والتكنولوجيا الأميركية والقدرة على ملاءمتها الحاجات العملياتية الخاصة بها. كذلك، أن تحدّ الولايات المتحدة من قدرة إسرائيل على الوصول إلى تكنولوجيا حساسة، بصورة تمنعها فيها من ترجمة الابتكارات التكنولوجية في مجال المنظومات العسكرية إلى أرباح واستثمارات. ويكون هذا في الوقت الذي يتراجع فيه قطاع التكنولوجيا العالية الدقة في إسرائيل. وفي مقابل ذلك، يتزوّد أعداء إسرائيل بقدرات متطورة أكثر في مجال الصواريخ، والطائرات المسيّرة، والاستخبارات، والذكاء الاصطناعي والسيبراني، وذلك بمساعدة من الصين وروسيا، اللتين تستغلان جيداً نقطة ضعف إسرائيل.
- السيناريو (ب): أن تضم الولايات المتحدة إسرائيل إلى بنيتها الصناعية – التكنولوجية، وتقوم بترقيتها إلى مكانة الدول في الـ(Five Eyes)، وتحصل إسرائيل على القدرة على الوصول إلى تكنولوجيا وميزانيات تطوير تسمح لها باستثمار قدراتها في مجال الابتكارات. حينئذ، تتحوّل إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة، إلى الدولة الأكثر تطوراً في مجال الدفاع من الصواريخ والمسيّرات عبر تقنية "الليزر"، كما يتواصل حصولها على أسلحة هجومية، تُعَد من الأسلحة الأكثر تطوراً في العالم، مع التشديد على منظومات التسيير عن بُعد والفضاء. في النتيجة، يُحفظ التفوق العسكري في مقابل الأعداء ويتوسع إلى مجالات استراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل، وذلك من خلال دمج القدرات المتطورة والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة، وتكنولوجيا الفضاء.
- الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
- السيناريو (أ): هو ألاّ ينجح الفلسطينيون والإسرائيليون في الوصول إلى اتفاق سياسي، وتسرع إسرائيل في مسار الضم الفعلي. إلى جانب ذلك، تتوسع المستوطنات بصورة كبيرة جداً، وهو ما يمنع كلياً إمكان قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، ويموت إمكان كينونة واقع دولتين، ويختلط المجتمعان بصورة تمنع الانفصال. كما تقوم الأغلبية العظمى من الفلسطينيين بدعم دولة واحدة، ويطالبون، في ظل دعم دولي، بالمساواة في الحقوق السياسية في إطارها.
- ومن الناحية الميدانية، لا تعود السلطة الفلسطينية قادرة على الحُكم، فتتحوّل المسؤولية عن ملايين الفلسطينيين إلى إسرائيل وتُثقِل كاهلها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. أمّا في غزة، فلا تعود المنطقة الجغرافية تتسع لأعداد السكان التي ترتفع، ولا تعود البنى التحتية قادرة على خدمتهم، وتزداد الهجمات الصاروخية والقذائف والمسيّرات، وهو ما يدفع الجيش إلى الدخول من جديد إلى قطاع غزّة.
- السيناريو (ب): هو أنه بعد أبو مازن، ينجح ائتلاف مشكّل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية كما دول المنطقة المعتدلة في تشجيع قيادة فلسطينية جديدة على العمل على تقوية منظومات الحكم وتحسين الحوكمة والاقتصاد الفلسطينيَيْن، وعلى أن يتنكّروا للـ"إرهاب"، بالكلام والأفعال. وتدفع إسرائيل باتجاه اتفاق سياسي يحفظ أمنها، ويحفظ غور الأردن والكُتل الاستيطانية في يدها. وإن لم ينجح ذلك، تدفع إسرائيل بالمبادرة إلى خطوة أحادية الجانب، بدعم المجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة لصوغ حدودها وتقليص سيطرتها المباشرة على الفلسطينيين، بهدف حفظ صورتها كدولة "يهودية وديمقراطية".
- إيران والمحور المتطرف
- السيناريو (أ): هو أن تحصل إيران على سلاح نووي، ويكون هناك لأول مرة إمكان تهديد وجودي على إسرائيل، حتى لو لم يكن معنى ذلك هجوماً فورياً ضدها، وذلك لأن أولويات النظام في طهران لا تزال تتركّز في بقاء النظام ذاته. كذلك، يتغير الشرق الأوسط ويتحوّل إلى خَطَرٍ أكبر. وبغطاء نووي إيراني، تزيد أذرع إيران جهودَها لضرب إسرائيل بهدف تفكيكها، فيقف الجيش أمام تحديات لا تتوقف، وتتعزز على الحدود، ويكون مطالَباً بالتجهز لحرب على 4 أو 5 جبهات بالتزامن، وضمنها جبهات لا نملك حدوداً معها. وفي الوقت نفسه، يدخل الشرق الأوسط سباقَ تسلّح نووي، إذ توضح الدول السنية من اليوم أنها لن تقف جانباً في حال باتت إيران دولة نووية. لذلك، يمكن أن تجد إسرائيل نفسها في عامها الـ100 مُحاطة بدول نووية؛ كالسعودية على سبيل المثال وتركيا ومصر والعراق، وبالتالي بشرق أوسط قابل للانفجار وغير مستقر، فيزداد أيضاً في هذا الواقع تهديد الإرهاب الإشعاعي.
- السيناريو (ب): هو أن ينجح العالم في تأخير حصول إيران على السلاح النووي لعشرات الأعوام، وذلك يكون بفضل ضغوط اقتصادية دولية، وتهديد عسكري حقيقي بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي هذا الوقت، تتزعزع مكانة النظام الإسلامي في طهران، ويَعْقُبُ ذلك احتجاجات واسعة تندلع في إيران وتُسقط النظام الذي سيتبدل بنظام أكثر اعتدالاً. حينئذ، تتراجع قوة المحور المتطرّف في الشرق الأوسط، ويقف أمامه ائتلاف يتعاظم بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة إسرائيل والسعودية اللتين تطبّعان العلاقات فيما بينهما، ويتم إقامة منظومة أمن إقليمية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والدفاع الجوي، وحرّيّة الملاحة إلى جانب مُحاربة الإرهاب.
- الاقتصاد
- السيناريو (أ): هو أن تكبر الشريحتان غير الصهيونيتَين في إسرائيل بوتيرة سريعة أكثر من غيرهما (تشكِّلان اليوم تقريباً نصف الطلبة في الصف الأول). إن مساهمتهما في الاقتصاد قليلة، وإن تحوّلتا إلى أغلبية مع محافظتهما على نمط الحياة الحالي، سيزداد التهديد على إسرائيل في أن تتحوّل اقتصادياً إلى دولة عالم ثالث. هذا بالإضافة إلى أن قطاع التكنولوجيا العالية الدقة والأكاديميا يعيشان حالة "هروب عقول" ويتراجعان بسبب عدم وجود الاستقرار الداخلي والضرر الذي يلحق بالديمقراطية والعلاقات مع الولايات المتحدة، ومعهما يتضعضع الناتج المحلي وأرباح الدولة. سيؤدي الضرر الذي سيلحق بالعلاقة مع يهود العالم والولايات المتحدة إلى تراجع الهجرة إلى إسرائيل والعلاقات المتبادلة كما المساعدة الاقتصادية من طرف يهود العالم.
- السيناريو (ب): هو أن تنجح إسرائيل في القيام بثورة في القطاع التعليمي، وضمنه المجتمع العربي، كما أن تنجح في تشجيع تعليم العلوم في أوساط المجتمع الحاريدي الذي يندمج بأعداد كبيرة في سوق العمل، بالإضافة إلى النجاح في تجهيز أبناء هذا المجتمع لمطالب السوق في القرن الـ21، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع في الناتج القومي وأرباح الدولة من الضرائب (اليوم تدفع أغنى فئتين نحو 92% من الضرائب). سينمو حينئذ قطاع التكنولوجيا العالية الدقة، ويستقبل المزيد من الموظفين من المجتمعَين العربي والحاريدي، وبالتالي يرتفع النمو، ويحافظ الاقتصاد على استقراره.
- الجيش
- السيناريو (أ): هو أن يتم تسرُّب لفئات واسعة من الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية، وذلك عبر مسار تشريعي، وهو ما سيفكّك رسمياً فكرة المشاركة في العبء. بالإضافة إلى ذلك، سيتسارع التراجع في الدافع للخدمة العسكرية وخصوصاً القتالية، والخدمة في جيش الاحتياط، وذلك لوقت طويل، حتى نصل إلى تفكّك نموذج "جيش الشعب". كما تجد الفئات النوعية طريقها لتخفيف عبء الخدمة الإلزامية، فتتراجع جودة الجيش البشرية. ومع تراجع التفوّق البشري في الجيش، سترتفع الأثمان في كُل معركة مستقبلية. وستحدث مسارات مشابهة في أجهزة الأمن عموماً، فتتراجع القدرة على إحباط الإرهاب.
- السيناريو (ب): هو أن تنجح إسرائيل في تشجيع اندماج الحريديم بأعداد كبيرة في الخدمة العسكرية أو القومية، وينجح النظام السياسي في خلق اتفاق واسع على إصلاحات تحفظ ديمقراطية الدولة واستقلالية النظام القضائي فيها. يرافق ذلك ترميم العقد بين من يخدم في جيش الاحتياط والدولة، وتنجح إسرائيل في استخراج القدرات الكامنة في مجتمعها لخدمة الأمن والمجتمع في إسرائيل.
- المجتمع
- السيناريو (أ): هو أن يتعمق الاستقطاب؛ اليمين ضد اليسار، والمحافظون ضد الليبراليين، والعلمانيون ضد المتدينين، والعرب ضد اليهود، والأغنياء ضد الفقراء، والمركز ضد الهامش، والرجال ضد النساء. حينئذ، تتعمق الفجوات وتتفكّك البنية الاجتماعية، وتتراجع الحصانة القومية.
- السيناريو (ب): هو أن تستغل إسرائيل النظر إلى الهاوية الذي منحتها إيّاه أزمة العام 2023، وتتوقف قبل السقوط، وتُحسّن من مسارها. بالإضافة إلى ذلك، تتوحد أغلبية "القبائل" في كُتلة وسط سياسي كبيرة تقود عملية إغلاق الفجوات، وتقود إصلاحات ضرورية بالتدريج والاتفاق، وهو ما يترجم إلى دستور يحفظ قواعد اللعبة، ويعكس إرادة الأغلبية مع المحافظة على حقوق الأقليات.
من 75 إلى 100: 5 استخلاصات مركزية
- إن السيناريوهات تدلّل على 5 استخلاصات أساسية يجب أن تكون البوصلة الاستراتيجية لدولة إسرائيل في الأعوام المقبلة.
- قيادة مُختلفة: إسرائيل موجودة أمام تحديات عظيمة لها أبعاد كبيرة، ولتستجيب لها، يتوجب عليها أن تختار قيادة تنظر إلى البعيد، ولديها رؤية من نوع رؤية بن غوريون. لقد نسينا هذا النوع من القيادات، التي لا يهمها إلاّ خدمة الدولة ومواطنيها ومكانتها وحصانتها، والتي لا تهتم بالـ"ريتينغ" كل الوقت، ولا تهتم بقاعدتها الانتخابية فقط والمحافظة على السلطة عبر تشجيع الكراهية والسياسة التحريضية على نمط "فرّق تسد".
- وسط سياسي واسع يستند إلى ما يجمع وليس ما يُفرّق: لسد الشقوق الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، والقيام بإصلاحات ضرورية لاستمرار وجود الدولة، في مجال التعليم على سبيل المثال، والتجنيد، وتعليم العلوم، يجب أن يكون هناك ائتلاف وسطي مستقر يستطيع التعامل مع المشكلات بصورة مركزية، ويقود تغييرات ضرورية على أساس الدعم الجماهيري الواسع.
- التحالف مع الولايات المتحدة: إن الدعم من طرف قوّة عظمى هو مصيري بالنسبة إلى إسرائيل. وفي كُل سيناريو تُحافظ فيه الولايات المتحدة على مكانتها كقوّة عظمى قوية عسكرياً وتكنولوجياً، حتى لو فقدت قيادتها الاقتصادية للعالم، لن تحل الصين محلها كداعم لإسرائيل. من الصعب تخيُّل قوّتنا الاقتصادية، والعسكرية، والأمنية والتكنولوجية، وقدرة الردع الخاصة بنا، وحرّيّة الحركة، بالإضافة إلى المكانة الدولية والإقليمية ومستقبل إسرائيل ونموها أساساً من دون العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة ويهود الولايات المتحدة. يتوجب على إسرائيل أن تحافظ على حصانة هذه العلاقات الضرورية لإسرائيل للدفاع عن نفسها. وفي هذا السياق، يجب التذكير بنبوءة بن غوريون في كتابه "إسرائيل بين الشعوب": "فقط في الدول الحرة الديمقراطية، وعلى رأسها أميركا، يمكن لإسرائيل أن تجد المساعدة من جانب الشعوب والتجمّعات اليهودية فيها، ولا يوجد من يشكّك في هذه الحقيقة."
- المشكلة الفلسطينية: إن التهديد المركزي الذي سيؤثر في دولة إسرائيل وطبيعتها وأمن مواطنيها بالصورة الأعمق للأجيال مستقبلاً، هو الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. يضع مسار التداخل الجغرافي المتصاعد بين المجتمعَين العربي واليهودي بين البحر والنهر هويةَ الدولة كيهودية وديمقراطية في خطر. إن الاستراتيجيا المطلوبة لإسرائيل هي الانفصال عن الفلسطينيين وضمان أمن وتطوّر نظام حكم فلسطيني معتدل وفعّال. وفي المقابل، يجب الدفع للوصول إلى أوضاع مستقرّة وآمنة مستقبلاً.
- الديمقراطية والوحدة: إن ديمقراطية تستند إلى فصل السلطات ونظام قضائي مستقل، وهي روح دولة إسرائيل كمجتمع متعدّد "القبائل" والشرائح. الديمقراطية تعكس إرادة الأغلبية، لكنها تدافع عن حقوق الأقليات وتسمح بحياة مشتركة ووحدة مصير داخلية تعكس القوّة خارجياً. الديمقراطية هي ما يجمع أيضاً بين إسرائيل والولايات المتحدة والدول المتطوّرة الحرة في الغرب وآسيا، كما تحفظ حرّيّة العمل السياسي والعسكري الخاص بإسرائيل في العالم والإقليم، وتحفظ حرّيّة جنود الجيش وقيادات الدولة في الخارج.
- وللختام، أثبتت إسرائيل سابقاً أنها، استناداً إلى نوعية المواطنين والقيادات الشجاعة والمسؤولة، تستطيع الوقوف أمام جميع التحديات. عليها أن تثبت هذا مرّة أُخرى مستقبلاً. في عامها الـ75 اندفعت إسرائيل إلى أزمة داخلية خطِرة وصعبة، تشكل في الوقت ذاته فُرصة للتجدّد وزيادة القوة الداخلية. لقد حصلنا على فُرصة للدفع بتغييرات إيجابية ومتفق عليها، بطرق ديمقراطية غير عنيفة، تحفظ مكانتنا كدولة "ديمقراطية" مزدهرة في الشرق الأوسط وتسمح بالتعامل على أحسن وجه مع التحديات غير البسيطة التي أمامنا. وهذا ما سيمكننا من الوصول إلى عامنا الـ100 كدولة يهودية وديمقراطية، مزدهرة، حرة و"على حق".