مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
ردّاً على إعلان إيران تطوير صاروخ باليستي جديد، غالانت يؤكد أن إسرائيل لديها دائماً حلول لمواجهة كل التهديدات ويهدّد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري
إصابة مستوطن إسرائيلي في هجوم إطلاق نار في حوارة بعد يوم على إصابة جنديين إسرائيليين في عملية دهس في المنطقة نفسها
هليفي يقوم بتفقد التدريب العسكري الذي يجريه الجيش الإسرائيلي ويحاكي خلاله خوض حرب في جبهات متعددة
الجيش الإسرائيلي يعلن تعرُّض قاعدة تابعة له في الجنوب لعملية سطو تمت خلالها سرقة ذخيرة من مستودع عسكري
رؤساء منظمات يهودية وعدد من المسؤولين يعلنون مقاطعة زيارة سموتريتش إلى فرنسا
مقالات وتحليلات
اتفاق السلام مع مصر هو اتفاق وهمي
توقفوا عن النظر إلى إيران من خلال قشة الردع
الدولة ثنائية القومية هنا: فصل شرقي القدس عن غربيّها سيؤدي إلى كارثة اقتصادية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 7/6/2023
ردّاً على إعلان إيران تطوير صاروخ باليستي جديد، غالانت يؤكد أن إسرائيل لديها دائماً حلول لمواجهة كل التهديدات ويهدّد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل "سيكون لديها دائماً حلول لمواجهة كل التهديدات الماثلة أمامها."

وجاءت أقوال غالانت هذه في سياق بيان صادر عن ديوان وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الثلاثاء)، ردّاً على إعلان إيران تطوير صاروخ باليستي جديد تفوق سرعته سرعة الصوت، وأضاف فيها أيضاً: "إننا نسمع أن أعداءنا يتفاخرون بأنواع من الأسلحة المختلفة، لكن من المهم جداً أن يعلم الجميع بأنه سيكون لدينا دائماً ردّ أفضل في الجو والبحر والبر، بقدرات دفاعية وهجومية غير متوقعة. وسنعرف كيف نحمي مواطني إسرائيل، وكيف نوجه ضربة قاتلة إلى أعدائنا إذا ما شنّوا حرباً ضدنا."

وأشار بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى أن غالانت التقى كبار ضباط الجيش الإسرائيلي الذين يقودون مناورات في شمال إسرائيل، هي جزء من تدريبات "القبضة الساحقة" للجيش الإسرائيلي التي بدأت مؤخراً وتستمر أسبوعين، وتركز على حرب محتملة متعددة الجبهات مع إيران ووكلائها في منطقة الشرق الأوسط، مثل حزب الله اللبناني.

ونقل البيان عن غالانت قوله خلال هذا اللقاء: "إذا ارتكب حزب الله خطأً وبدأ حرباً ضد اسرائيل، فسنضربه بشدة ونعيد لبنان إلى العصر الحجري."

وكانت إيران كشفت النقاب عن أول صاروخ باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت من طراز "فتاح"، وهو مصمم محلياً ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، وذلك في مراسم خاصة أقيمت أمس بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي أشاد بالسلاح الجديد وأكد أنه سيجعل البلد أقوى.

وحضر المراسم قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، وقائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده، وعدد آخر من قادة الحرس الثوري.

وقال حاجي زادة في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" إن هذا الصاروخ الجديد يتخطى كافة منظومات الدروع الصاروخية، بل يستهدف منظومات الدفاع الصاروخي لأعداء البلد، ويمثل قفزة كبيرة في مجال صنع الصواريخ.

وأعلن الحرس الثوري أن هذا الصاروخ الباليستي صُنع على أيدي خبراء مركز الصناعة الجوية التابع للحرس الثوري الإيراني، بينما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن الصاروخ يتميز بمحرك يعمل بالوقود الصلب، وقادر على الوصول إلى سرعة عالية والتحليق داخل الغلاف الجوي وخارجه. وأشارت الوكالة إلى أن مدى هذا الصاروخ يصل إلى 1400 كيلومتر، كما أن بوسعه التغلب على كافة الأنظمة الدفاعية الجوية، وهو يعمل بالوقود الصلب، وقادر على الوصول إلى سرعة عالية.

 

"يديعوت أحرونوت"، 7/6/2023
إصابة مستوطن إسرائيلي في هجوم إطلاق نار في حوارة بعد يوم على إصابة جنديين إسرائيليين في عملية دهس في المنطقة نفسها

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن مستوطناً إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة في هجوم إطلاق نار وقع في بلدة حوارة في الضفة الغربية أمس (الثلاثاء)، وذلك بعد يوم على إصابة جنديين إسرائيليين في عملية دهس وقعت في المنطقة نفسها.

وأضاف البيان أن الهجوم استهدف سيارة إسرائيلية، وأن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي قامت بتمشيط المنطقة، بحثاً عن المشتبه فيهم.

تجدر الإشارة إلى أن بلدة حوارة تحولت منذ شباط/فبراير الماضي إلى مركز للهجمات التي أدت حتى الآن إلى مقتل مستوطنتيْن وإصابة مستوطنين آخرين وعدد من الجنود الإسرائيليين بجروح. وفي ظل سلسلة الهجمات هذه، قام الجيش الإسرائيلي بنشر قوات له على طول محور حوارة الذي يبلغ نحو 5 كيلومترات.

"يديعوت أحرونوت"، 7/6/2023
هليفي يقوم بتفقد التدريب العسكري الذي يجريه الجيش الإسرائيلي ويحاكي خلاله خوض حرب في جبهات متعددة

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال هرتسي هليفي قام أمس (الثلاثاء) بزيارة إلى إحدى القواعد العسكرية، بهدف تفقُّد التدريب العسكري الذي يجريه الجيش الإسرائيلي هذه الأيام وأُطلق عليه اسم "القبضة الساحقة"، ويحاكي خلاله خوض حرب في جبهات متعددة.

وأضاف البيان أن هليفي استمع خلال الزيارة إلى عرض ميداني بشأن التدريب وانتشار القوات، ثم اجتمع بمقاتلين ومقاتلات في التدريب، وقام بزيارة إلى قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، حيث أجرى تقييماً لوضع التدريب.

وخلال حديثه مع المقاتلين، قال هليفي: "فقدنا قبل أيام مقاتليْن ومقاتلة في حدث عملياتي في مواجهة مهاجم واحد، هو شرطي مصري، والنتيجة بالتأكيد خطِرة، ومهمتنا هي أن نقوم بكل شيء كي لا يتكرر هذا، وأن نقوم بكل شيء يعني أيضاً كيف تخطط القيادة العليا المهمات وتقيّم البنية التحتية المحيطة."

وخاطب هليفي المقاتلين، قائلاً: "إن القيام بكل شيء يعني بالنسبة إليكم اليقظة والاستعداد والإدراك أننا نثق بكم كثيراً. لدينا وحدات مذهلة، وأنتم تقومون بعمل مذهل، ووحداتنا على طول مناطق الحدود تقوم بعمل ممتاز."

 

"معاريف"، 7/6/2023
الجيش الإسرائيلي يعلن تعرُّض قاعدة تابعة له في الجنوب لعملية سطو تمت خلالها سرقة ذخيرة من مستودع عسكري

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) أن قاعدة تابعة للجيش في جنوب إسرائيل تعرضت مؤخراً لعملية سطو، تمت خلالها سرقة كميات كبيرة من الذخيرة من مستودع عسكري.

وأضاف البيان أن شرطة إسرائيل فتحت تحقيقاً بالتعاون مع الشرطة العسكرية لتقصّي وقائع هذه العملية.

ووفقاً للمعلومات الواردة، تمت سرقة 26000 رصاصة ومسدسات من المستودع التابع للجيش الإسرائيلي.

يُذكر أن تقريراً أشار، قبل نحو عام، إلى وقوع سرقة أُخرى في قاعدة عسكرية في جنوب البلد، بالقرب من مدينة بئر السبع، تم خلالها نهب 30.000 قطعة ذخيرة. وقال مسؤول رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، حينذاك، إن السرقة كانت منظّمة كعملية عسكرية، مشيراً إلى قلقه من نجاح اللصوص في دخول القاعدة وتحديد موقع مخبأ الذخيرة وخلع النوافذ من دون أن ينتبه أحد إلى ذلك. وأضاف هذا المسؤول أنه من المستحيل معرفة مكان مخبأ الذخيرة من الخارج، لذلك من الممكن أن يكون اللصوص حصلوا على مساعدة من الداخل.

"معاريف"، 7/6/2023
رؤساء منظمات يهودية وعدد من المسؤولين يعلنون مقاطعة زيارة سموتريتش إلى فرنسا

أعلن رؤساء 3 منظمات يهودية في فرنسا أنهم قرروا مقاطعة زيارة وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى هذا البلد أمس (الثلاثاء)، وأنهم لا ينوون المشاركة في الاجتماع الذي عُقد مع ممثلي الجالية اليهودية في العاصمة باريس مساء أمس. وأعلن هؤلاء أيضاً أن وزير المالية الفرنسي والمسؤولين في بلدية باريس لن يشاركوا في الاجتماع.

وقال رؤساء المنظمات اليهودية الثلاث إن قرارهم مقاطعة زيارة سموتريتش تأتي على خلفية مواقفه السياسية المتطرفة، والتي كان من بينها التصريح الذي أطلقه في أثناء زيارة عمل سابقة إلى فرنسا، قبل عدة أشهر، وقال فيه إنه لا يوجد شعب فلسطيني، الأمر الذي أثار استنكارات واسعة في فرنسا.

وتوجّه سموتريتش إلى فرنسا أمس للمشاركة في اجتماع للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

وفور وصوله إلى باريس، تفقّد سموتريتش منطقة المحل التجاري لبيع مواد غذائية تُعتبر حلالاً وفقاً للشريعة اليهودية، والذي وقع فيه اعتداء إطلاق نار قبل أكثر من 8 أعوام، راح ضحيته أربعة أشخاص.

وقال سموتريتش في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إنه يزور هذا المكان بصفته عضواً في حكومة إسرائيلية تلتزم تعزيز أواصر علاقات الدولة مع الجاليات اليهودية في أنحاء المعمورة، وكذلك تقوية الهوية اليهودية من منطلق الكفالة المتبادلة بين أبناء الشعب في أي مكان يعيشون فيه.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 7/6/2023
اتفاق السلام مع مصر هو اتفاق وهمي
حاييم ليفنسون - محلل سياسي
  • بسرعة كبيرة، سارعت إسرائيل إلى إخفاء الهجوم على جنود الجيش الإسرائيلي على الحدود المصرية في الأسبوع الماضي تحت البساط. مقاتلان ومقاتلة من الجيش قُتلوا في تبادُل إطلاق النار. "المخرب" هو من القوى الأمنية المصرية. ووفقاً لتقرير قناة "العربية"، كان التنسيق الأمني بين الدولتين طوال مدة الحادثة كاملاً.
  • يوجد اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر، والعمل العدائي الذي قام به أحد عناصر الأمن يجب أن يكون له معنى يتعدى مسألة الساعات التي يمضيها الجنود في الحراسة، ولماذا لم تُقلع الطوافة في الوقت المحدد.
  • لو كان مُطلق النار يتعاطى الحشيش، كنّا فهمنا، لكنه لم يكن كذلك، فالكراهية لإسرائيل في مصر، من الانتقادات الموجهة إلى الاحتلال وإلى الكراهية الخالصة المعادية للسامية، لا يجب أن تميز دولة وقّعنا معها اتفاق سلام. والحقيقة أن اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر هو اتفاق وهمي. أو بالأحرى هو اتفاق وقفٍ للقتال، يخدم مصالح النخبة الأمنية المصرية والإسرائيلية. ولا يوجد سلام بين الشعبين. لقد زرت مصر في الماضي كسائح وكصحافي. الإسرائيليون غير مرغوب فيهم هناك، والمصريون لا يزورون إسرائيل. والعلاقات التجارية بين البلدين تجري في الخفاء.
  • كلّ حكومات إسرائيل، من أيام مناحم بيغن حتى أيامنا، أهملت المطالبة الأساسية التي يجب أن تكون قائمة بين دولتين بينهما اتفاق سلام: العمل ضد العداء للسامية والعداء لإسرائيل. وهذه المطالبة يجب أن تأتي أيضاً من جانب الولايات المتحدة التي كانت وسيطة في محادثات السلام. طبعاً، لا يمكن الوصول إلى كل المصريين، لكن يمكن أن نسأل عن الإجراءات التي يتخذها الجيش المصري والشرطة من أجل تثقيف العناصر بثقافة السلام؟ الحجة المباشرة هي "الاحتلال". هذه حجة جيدة، لكن يمكن التفريق بين الانتقاد المحقّ لإسرائيل، وبين الكراهية البغيضة والعداء للسامية اللذين يدفعان إلى أعمال قتل و"إرهاب".
  • مصر مسموح لها كل شيء. انظروا مثلاً إلى قطر. لا يوجد سلام بين إسرائيل وقطر، ولا توجد علاقات رسمية، ولا اجتماعات في القصر. لكنها استضافت آلاف الإسرائيليين، وأبدت لهم كل الاحترام والود والحرص على أمنهم في المونديال الأخير. يجري تصوير مصر دائماً كعامل استقرار بسبب نشاطها في غزة. لكن مَن يحوّل الأموال إلى غزة هي قطر. لكن على الرغم من ذلك، فإن قطر تحظى بصورة سلبية، بينما مصر، لسبب ما، هي البقرة المقدسة التي يجب عدم المسّ بها.
  • لنتخيل شرطياً إسرائيلياً من أتباع مئير كهانا، يستغل موقعه في حراسة الحدود مع مصر، ويعبر إلى الأراضي المصرية، ويقتل 3 جنود مصريين. حينها، لا يكفي الإعلان أن ما جرى "حادث محدود". ثمة حاجة إلى نقد ذاتي عميق بشأن ماهية السلام، ونمو الكراهية في داخلنا، وعن الخطوات التي اتخذتها الشرطة والجيش الإسرائيلي لاقتلاع مظاهر العنصرية. وماذا كان الرد المصري؟ كلام لا معنى له، ربما يأتي في نهايته اعتذار ضعيف، وتعود الحياة إلى مجراها.
  • في الولايات المتحدة الكبيرة، الدولة التي يشكل اليهود فيها جزءاً لا يتجزأ منها، هناك مسؤول عن محاربة العداء للسامية. والموضوع يُطرح دائماً على طاولة الرئيس. حان الوقت لنتوقف عن تقديم تنازلات لمصر. فهي دولة كبيرة وقوية، لديها مؤسسات وسلطة مركزية مستقرة، وتستفيد من ثمار السلام البارد بصورة لا تقلّ عنا، ويجب أن تكون مطالبتنا لها أساسية ومعقولة وعادلة: يجب عليكم استخدام كل وسائلكم التعليمية والجنائية من أجل تثقيف عناصركم بثقافة السلام.

 

"يديعوت أحرونوت"،7/6/2023
توقفوا عن النظر إلى إيران من خلال قشة الردع
عوفر شيلح - باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي
  • في الآونة الأخيرة، تناولت سلسلة من العناوين في إسرائيل موضوع إيران. أغلبها تداول التطورات السلبية في قوتها العسكرية (تجربة صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، وإقامة قواعد "إرهابية" عائمة في البحر)، وخصوصاً برنامجها النووي. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قال في مؤتمر هرتسليا عن البرنامج النووي الإيراني "هناك تطورات في الأفق يمكن أن تدفعنا إلى التحرك." وأدى هذا الإعلان إلى ارتفاع سعر الدولار، تخوفاً من كونه يلمّح إلى هجوم إسرائيلي وشيك. رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى أدلوا بتصريحات مشابهة.
  • لكن هذه التصريحات لا تدل على اجتياز الإيرانيين العتبة النووية، أو على قرار إيراني قاطع بالقفز إلى القنبلة (رئيس الاستخبارات العسكرية قال، علناً، إن هذا لم يحدث بحسب علمه) بقدر ما تدل على المنظور الضيّق والتمسك بالقوة وعدم الحكمة في النظرة الرسمية الإسرائيلية إلى إيران. وبينما نحصي النسب المئوية للتخصيب بالدقة نفسها التي كنا نحسب فيها نسبة الإصابات بالكورونا في بداية الوباء، عززت إيران موقعها إقليمياً بصورة غير مسبوقة، وليس لأنها تلوّح بالقنبلة فقط.
  • في الأشهر الأخيرة، أعادت إيران الحرارة من جديد إلى علاقاتها مع السعودية، خصمها الأكبر برعاية صينية، الأمر الذي جعل هذه الخطوة مهمة في الصراع على الهيمنة الدولية. كما أعلنت إيران (التي أطلقت أذرعها طوال سنوات صواريخ على الرياض) والسعودية إنشاء حلف بحري. في المقابل، سورية الشريكة في المحور الذي تتصدره إيران، تعود إلى حضن الجامعة العربية، وروسيا لم تدفع دينها بالكامل لإيران لقاء دعمها الحاسم لها في الحرب في أوكرانيا.
  • كل إنسان عاقل يفهم الأيديولوجيا المتطرفة للنظام في طهران وكراهيته لإسرائيل. إيران النووية ستشكل تطوراً سلبياً دراماتيكياً في الشرق الأوسط، ومواجهة متعددة الجبهات مع المحور الذي تقوده، يمكن أن تشتعل في أي وقت. لكن سنوات من النظر إلى الصراع ضد القنبلة وضد العدوانية الإيرانية في المنطقة من خلال قشة الردع والهجوم جسدياً على الإيرانيين وسوط العقوبات و"أقصى الضغط" الذي دفعت إسرائيل حلفاءها إلى استخدامه، لم يمنع نشوء الوضع الإشكالي الذي نحن فيه اليوم، بل ساهم في تهميش إسرائيل وجعلها عديمة التأثير.
  • تواصل إيران تعزيز قوتها، قبل كل شيء بسبب استمرار الولايات المتحدة في انسحابها من الشرق الأوسط - العملية المستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام. السعودية أو مصر (التي سيلتقي رئيسها الرئيس الإيراني في نهاية العام، الأمر الذي كان من الصعب تخيُّله حتى الفترة الأخيرة) غير واقعتيْن في حبّ الإيرانيين، أو لديهما وهم حيال طبيعة النظام الإيراني ونياته. هما ببساطة تفهمان ميزان القوى العالمي وتريان المحور الذي تقوده إيران يعزز قوته ويحظى بدعم من قوى عالمية. وهما لا تصدقان الرواية التي ترويها إسرائيل لنفسها، بأنه يمكن إقامة جبهة مضادة، فقط بالاعتماد على تعهُّد إسرائيلي غامض لمساعدتهما في الدفاع عنهما.
  • يجب علينا أن نفهم أن السبيل لمواجهة هذا كله ليست معركة قوة في داخل إيران نفسها (التي لم تكن في السنوات الأخيرة موجهة فقط نحو إبعاد إيران عن القدرة النووية، وحققت إنجازات كثيرة ومهمة، بل توجهت أيضاً نحو أهداف لا علاقة لها بالنووي)، أو ضد تمركُز إيران في سورية. القوة هي أداة مهمة ضمن ترسانة. لكن استخدام القوة يصبح عديم الفائدة، حتى أنه يصبح مضراً، إذا لم يترافق مع معركة سياسية ذكية شاملة ترى مصالح إيران كلها، وتتطلع إلى إبعادها عن التوصل إلى قرار القنبلة، لا دفعها نحوه.
  • قبل كل شيء، يجب أن يكون هدف هذه المعركة إعادة الولايات المتحدة إلى الساحة من خلال تقديم رؤيا شرق أوسطية يقودها حلفاؤها، ومن ضمنهم إسرائيل، تخدم المصلحة الأميركية في الصراع العالمي. وهذا يتطلب لغة مختلفة وتفكيراً مختلفاً، وإنهاء الخطاب الهجومي الذي، في أغلبيته، سياسة داخلية - وطبعاً إعادة العملية السياسية مع الفلسطينيين إلى مركز الاهتمام، والتي من دونها لا يمكن لهذا أن يحدث.
  • هل هذا ممكن في حكومة بنيامين نتنياهو الحالية؟ ليس فعلاً. وهل مَن يدّعي أنه يشكل بديلاً من نتنياهو، يتصرف ويتحدث بصورة مختلفة عنه. لا فعلاً. لكن إذا لم يحدث ما سبق ذكره، فسنواصل نحن تعداد درجات التخصيب، وسيواصل الإيرانيون التقدم في كل الساحات.

 

"معاريف"، 6/6/2023
الدولة ثنائية القومية هنا: فصل شرقي القدس عن غربيّها سيؤدي إلى كارثة اقتصادية
د. موشيه إلعاد - حاكم جنين ومنسق أعمال الحكومة في الضفة الغربية سابقاً؛ ومحاضر في كلية الجليل الغربي
  • يوم 4 حزيران/يونيو 1969، أعلنت رئيسة حكومة إسرائيل غولدا مئير أن "قرارنا الحاسم هو توفير العمل للفلسطينيين." تلك كانت أيام تطوير وتوسيع عاصمة إسرائيل، عامان فقط بعد النصر في حرب الأيام الستة و"توحيد" المدينة. في الحقيقة، مئير لم تقلق من عمل الفلسطينيين كما كانت قلقة فعلاً من الميزان الديموغرافي في العاصمة. ولم تنشغل بحل مشاكل عرب المدينة، بل انشغلت أكثر بإقامة وتطوير أحياء يهودية تمنع أي انتشار فلسطيني.
  • خلال التصويت في الحكومة على هذه الخطوة، حذّر أحد الوزراء من التحديات الأمنية المتعلقة بتشغيل سكان المناطق، وحذّرت بقية الوزراء من تحوُّل سكان الضفة إلى "حطابين وسقاة ماء لإسرائيل." حينها، وفي الوقت الذي كانت جميع أعمال البناء والخدمات والتمريض، وكذلك التنظيف، في يد مواطني إسرائيل، حذّر وزير المالية بنحاس سابير من إغراق إسرائيل في عمالة رخيصة تحوّلنا، نحن مواطني الدولة، إلى سادة أغنياء نعتمد على العمالة المأجورة.
  • 55 عاماً مرت، وعدد سكان القدس الشرقية قفز من 7000 إلى 350 ألفاً. إلا إن البعد الديموغرافي ليس سوى جزء صغير من أزمة شاملة وواسعة أكثر. كشف استطلاع للرأي أُجريَ مؤخراً في القدس، أن جميع الأعمال في البناء والخدمات والنقل، وكذلك التنظيفات - موجودة في يد العرب من سكان القدس الشرقية: نحو 60 ألف عامل يخرجون يومياً للعمل في غربي المدينة.
  • صافرة الإنذار دوّت للمرة الأولى قبل 8 أعوام، خلال ذروة "انتفاضة السكاكين". مجموعة من الخبراء ومسؤولين كبار سابقين في مجالات الأمن والسياسة، طالبوا بفصل نحو200 ألف من سكان القدس الشرقية وضمّهم بشكل أحادي الجانب إلى السلطة الفلسطينية. التبريرات كانت سياسية بالأساس، لكنها تضمنت أيضاً أبعاداً اقتصادية واجتماعية. وبعد تفكير مطول، اكتشف الخبراء أن فصل شرقي المدينة عن غربيّها سيؤدي إلى كارثة اقتصادية، ستلحق بالأساس بغربي المدينة وسكانها اليهود.
  • كان يمكن الشعور ببوادر الأزمة منذ الانتفاضة الثانية، حين تم تقصير فترات الإغلاقات ومنع التجول في القدس الشرقية بسبب العمليات الصعبة، المرة تلو الأُخرى، كي تستطيع القدس الحفاظ على وتيرة حياة عادية واقتصاد فاعل. العالمون بالأمور كانوا يقولون إن مَن يعلن منع التجول هو رئيس نقابة عمال البناء، وليس رئيس الحكومة، أو وزير الدفاع. سكان العاصمة الذين كانوا في طريقهم إلى العمل، تم استدعاؤهم إلى المستشفيات وبيوت المسنين، بهدف الاهتمام بأهاليهم هناك. ومَن لم يجد سائق تاكسي، أو عاملاً ليوم واحد - كان يسارع إلى السؤال عن موعد فتح الحواجز مرة أُخرى.
  • الدولة ثنائية القومية هنا. مَن يعتقد أنه يوجد عمال إسرائيليون، أو صينيون، أو رومانيون، أو حتى أتراك، يقبلون الحلول محل أبناء القدس الشرقية في مقابل راتب حد أدنى - فليقُم. مَن يؤمن بأنه من الممكن أن ندبر أمورنا من دون 60 ألف عامل من القدس الشرقية، يحملون على أكتافهم حِمل تشغيل "عاصمة" إسرائيل يومياً، لا يفهم الواقع، أو ببساطة، هو يوهم نفسه.