Aqsa Files
بدأ العاملون في لجنة إعمار المسجد الأقصى إضرابا مفتوحاً عن العمل اعتباراً من صباح اليوم وحتى إشعار آخر، احتجاجاً على اعتداء أفراد من الشرطة الإسرائيلية بالضرب على أحد العاملين خلال قيامه بعمله داخل المصلى المرواني.
وقال العاملون في اللجنة، في بيان صحافي، إن أفراد الشرطة ضربوا أحد العاملين، ويدعى محمد بيضون، بقسوة بعد أن جرّوه وسحبوه في إثر مشادة كلامية بينه وبين أحد أفراد الشرطة.
وأعلنوا نيتهم التقدم بشكوى رسمية ضد الشرطة على ما حدث لزميلهم، مطالبين بضرورة إثارة هذه القضية على أعلى المستويات المحلية والخارجية، ووقف تدخل الشرطة في مجريات عملية الإعمار التي هي من اختصاص دائرة الأوقاف الإسلامية.
افتتحت إسرائيل أمام الجمهور معرضاً للآثار تحت الأرض قرب أكثر مزارات القدس حساسية، الأمر الذي أثار انتقادات من جانب الفلسطينيين الذين يؤكدون أن هذا المشروع يُعرّض أساس الحرم القدسي للخطر. وأثار افتتاح إسرائيل النفق الأثري قرب الحرم القدسي غضباً فلسطينياً في سنة 1996، إذ استشهد 61 عربياً وقتل 15 إسرائيلياً في اشتباكات وقعت حينها. واستغرق بناء ما يسمى بـ "مركز تسلسل الأجيال" عشرة أعوام، وفُتحت أبوابه في الآونة الأخيرة أمام الزوار أول مرة.
ويسير هذا الموقع موازياً لحائط البراق في مدينة القدس القديمة المحتلة، ويعارض الفلسطينيون منذ فترة طويلة عمليات التنقيب الإسرائيلية عن الآثار في هذه المنطقة مؤكدين أنها تضعف أساس الحرم القدسي.
كذلك أعربت هيئة أوقاف القدس عن اعتراضها على هذا المعرض الجديد، وقال مدير أوقاف القدس عدنان الحسيني لوكالة "رويترز" إن عمليات التنقيب عن الآثار تلك غير قانونية، وإن الاسرائيليين يضعفون أساس المسجد ويلحقون ضرراً كبيراً بالمباني الموجودة فوق الأنفاق.
أثار افتتاح النفق الجديد قرب المسجد الأقصى والحفريات الإسرائيلية موجة من الاستنكارات والتحذيرات من الخطر الذي قد تشكله على أساسات المسجد.
فقد دان رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، ما تقوم به سلطة الآثار الإسرائيلية من حفريات في محيط المسجد الأقصى، وخصوصاً الأنفاق التي تقع تحت الأرض، علماً بأن موقع الحفريات هو عبارة عن أراض وقفية، وأن الحفريات في أسفله تشكل اعتداء على الوقف الإسلامي، فحرمة الوقف إلى سبع طبقات في باطن الأرض وسبع طبقات على سماء الأرض، بالإضافة إلى أن هذه الحفريات تُعرّض أساسات المسجد الأقصى للخطر.
وأضاف الشيخ صبري قائلاً إن "ما يدّعونه من اكتشاف للآثار العبرية القديمة هو في حقيقته عبث بالآثار الإسلامية وتدمير لها، وإن إقامة المعرض الجديد يمثل سلسلة من الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها مؤسسة تراث الحائط الغربي الإسرائيلية في حق تراثنا وحضارتنا وآثارنا الإسلامية."
بدوره حذّر قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، الشيخ تيسير التميمي، من تداعيات افتتاح النفق الجديد، قائلاً إن هذه الإجراءات تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، مبدياً استغرابه لافتتاح مرافق أثرية أمام الزائرين في حين يُمنع آلاف المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى لتأدية شعائرهم الدينية وبالذات في شهر رمضان.