مرة أُخرى، ولمدة 28 يوماً، تجشم الأسرى الفلسطينيون، ببطولة، مشقات معركة جديدة من معارك الإضرابات المفتوحة عن الطعام. ومرة أُخرى، تتكلل بطولتهم بانتزاع نصر جديد حققوا عبره تحسيناً ملموساً في شروط حياتهم رغم أنف حكومة نتنياهو، الحكومة التي ظنت أن ثمة فرصة لاستباحة الأسرى حدّ إعادة مستويات التنكيل بهم عقوداً إلى الوراء، غافلة عن أن تصعيداً شاملاً ومبرمجاً وغير مسبوق لإجراءات القمع بحقهم والمس بكرامتهم الوطنية والإنسانية، إنما يحمل في جوفه، وينطوي بالضرورة، على انفجار مرجل غضبهم، ويدفعهم إلى خوض معركة جديدة من معارك الإضراب المفتوح عن الطعام، وهم الذين لم ينقطعوا على مدار عقود تجربتهم النضالية المديدة عن خوض غمارها، علاوة على خوض غمار عشرات معارك الإضرابات الجزئية عن الطعام وأشكال أُخرى من النضال السلمي.