يشكل جدار الفصل الذي بدأت إسرائيل بناءه قبل عشرة أعوام للفصل بينها وبين الفلسطينيين أحد النماذج البارزة على سياسات التمييز العنصري والإقصاء والعزل التي تمارسها إسرائيل منذ نشوئها ضد الفلسطينيين. ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم تداعي الجدران التي شيدتها الأنظمة الاستبدادية، وتحول الحدود بين الدول إلى مجال للتواصل بين الشعوب وليس للفصل بينها، ها هي إسرائيل تضيف إلى منظومتها الهائلة للسيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منظومة جديدة من الجدارن الإسمنتية والأسلاك والحواجز والبوابات، وتستخدمها للتحكم بمفاصل الحياة اليومية للفلسطينيين وتقطيع تواصلهم الجغرافي ومصادرة أراضيهم، وتثبيت وقائع على الأرض من شأنها القضاء على الحلم بالدولة الفلسطينية المستقلة.