ماذا وراء تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من امكانية صدام مع إيران في المنطقة؟

 في 25/ تشرين الأول/أكتوبر 2019 حذّر رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بسبب التغيرات في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التهديد الأساسي الذي تواجهه إسرائيل هو "من إيران وعملائها في سورية ولبنان والعراق"، وأن الجبهة الشمالية تشكل "التحدي الأساسي على خلفية التمركز العسكري الإيراني في سورية ومشروع الصورايخ الدقيقة في لبنان". 

بعده بـأيام وفي 29/10/2019 قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن إيران تسعى إلى ضرب إسرائيل بصواريخ موجهه من اليمن. وتحدثت معلومات استخباراتية إسرائيلية عن نقل إيران صورايخ  ثقيلة وبعيدة المدى إلى اليمن يصل مداها إلى إسرائيل. أثارت هذه التحذيرات موجة من المخاوف والتعليقات داخل إسرائيل. فاعتبر البعض أن هذه التحذيرات لها أهداف داخلية. رئيس الأركان يريد من خلال التلويح بخطر شن إيران هجوم صاروخي على إسرائيل انطلاقاً من أراضي العراق أوسورية أو اليمن الحصول على زيادة في ميزانيات الجيش مما يسمح له بتحقيق خطته المتعددة السنوات للجيش المعروفة باسم" تنوفا". بينما رأى خصوم نتنياهو أن تحذيراته ومحاولاته إثارة المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية مع إيران الغرض منها الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية المكلف الآن منافسه  بني غانتس بتشكيلها.

لكن بالاضافة إلى ذلك، يشير عدد من المحللين الإسرائيليين إلى حدوث تبدل في السلوك الإيراني في المنطقة جراء  نجاح الهجوم المنسوب إلى إيران على منشآت النفط في السعودية، الذي أعطى الإيرانيين ثقة كبيرة بأنفسهم، والانسحاب الأميركي من سورية. وهم يلاحظون ما يمكن أن يكون  بداية توجه إيراني نحو التخلي عن ضبط النفس على العمليات الإسرائيلية ضدهم التي تدخل ضمن إطار" المعركة بين الحروب" التي يخوضها الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عامين، والإعداد لرد عسكري محدود ومفاجىء وغير متوقع ومؤلم على أهداف إسرائيلية رداً على أي عملية إسرائيلية ضدهم، الأمر الذي قد يتطور إلى مواجهة عسكرية واسعة.

تتطرق المقالات التي يتضمنها هذا الملف الى مختلف وجهات النظر التي تفسر سبب التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة.

 

المقالات: