يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
26/12/2008
فلسطين
بعد أن سمحت سلطات الاحتلال بفتح معابر قطاع غزة بشكل جزئي لإدخال شاحنات تحمل المواد الأساسية، عادت وأغلقت المعابر الثلاثة مساء. وأفاد مسؤول لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة أن سلطات الاحتلال سمحت بإدخال 53 شاحنة تحمل مساعدات لوكالة "الأونروا" والمنظمات الدولية بينها 10 شاحنات تحمل مساعدات مصرية وذلك عن طريق معبر كرم أبو سالم. كما سمحت بإدخال 43 شاحنة تحمل القمح والأعلاف عبر معبر المنطار، بينما سمحت بإدخال 450 ألف ليتر من الوقود الصناعي لمحطة توليد الكهرباء و 42 طن من غاز الطهي عن طريق معبر ناحل عوز. واعتبر الناطق الإعلامي للإدارة العامة للمعابر والحدود في حكومة غزة أن عملية الفتح الجزئي للمعابر ما هي إلا محاولة لخداع العالم وللتغطية على جرائم وممارسات الاحتلال التي تكرّس سياسة الحصار والإغلاق بحق الشعب الفلسطيني.
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس الوفد الكنسي الكندي الذي وصل للمشاركة في الاحتفالات التي تقام في مدينة بيت لحم بمناسبة الأعياد المجيدة. ويمثل الوفد الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية في كندا. وقد أطلع المطران حنا الوفد على أوضاع الشعب الفلسطيني ومعاناته جراء ممارسات الاحتلال، موضحاً أهمية هذه الأرض المقدسة روحياً وإنسانياً ووطنياً. وأعرب أعضاء الوفد عن نيتهم الدخول إلى قطاع غزة للاطلاع على الأوضاع والتضامن مع سكانه.
انطلقت المسيرة السلمية الأسبوعية في قرية نعلين، بعد صلاة الجمعة، بمشاركة مئات المواطنين وعشرات المتضامنين الذين قدموا من عدة دول كإسبانيا والسويد وبريطانيا ليشاركوا في المسيرة الأسبوعية ضد الجدار العازل. وفي المقابل احتشد عشرات المستوطنين عند الحاجز العسكري الذي تقيمه قوات الاحتلال على مشارف القرية. وعند اقتراب المسيرة من الحاجز أطلق جنود الاحتلال الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيلة للدموع ما أدى إلى إصابة ثلاثة من المتظاهرين بجروح طفيفة إضافة إلى العشرات الذين أصيبوا بحالات اختناق. أما في بلدة جيوس شرق قلقيلية، فقد أصيب ثلاثة مواطنين بعد أن أطلق جنود الاحتلال الأعيرة المعدنية باتجاههم خلال المسيرة السلمية التي نظمها أبناء البلدة ضد الجدار العازل. ولاحقاً، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة وأعلنتها منطقة عسكرية. الأمر ذاته تكرر في المسيرة الأسبوعية في بلدة بلعين، عندما انطلقت المسيرة الأسبوعية بمشاركة متضامنين دوليين وحركات السلام الإسرائيلية "فوضويون ضد الجدار". وقد ردد المتظاهرون هتافات منددة بسياسة الاستيطان وبناء الجدار العازل، وعبروا عن تضامنهم مع الأسرى في سجون الاحتلال ومع معتقلي سجن عوفر.
قرر رئيس بلدية القدس نير بركات إقامة مكتب خاص لمعالجة شؤون القدس الشرقية، وأوكل هذه المهمة إلى بكير سيغف الذي يرئس الإدارة الإعلامية للمجلس الاستيطاني في الضفة الغربية، المسؤول عن الحملة الإعلامية للمستوطنين تحت شعار "الضفة الغربية بيت لكل يهودي". ويعتبر قرار رئيس البلدية الأول من نوعه منذ قرار إسرائيل ضم القدس الشرقية قبل 41 عاماً. وفي وقت ساد ارتياح كبير أوساط الجمعيات الاستيطانية لتعيين أحد رجالهم في هذا المنصب، ساد تخوّف أوساط اليسار الإسرائيلي، ولا سيما أن رئيس بلدية القدس كان قد أعلن عشية انتخابه نيته إقامة حي استيطاني يهودي لطلبة الجامعة في بلدة عناتا في القدس الشرقية. ورأت هذه الأوساط أن تعيين سيغف يعني أن إعلان بركات لم يكن مجرد شعار انتخابي، وهذا يؤشر إلى حتمية المواجهة مع بركات في حال الإقدام على إقامة الحي الاستيطاني في القدس الشرقية.
إسرائيل
في حديث إلى إحدى وكالات الأبناء اليابانية، قدم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس نصيحة إلى الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بعدم إجراء أي حوار مع الإيرانيين قبل نهاية الانتخابات الرئاسية الإيرانية في شهر حزيران/ يونيو 2009. وأشار بيرس إلى أن إجراء الحوار مع إيران قبل ذلك ممكن أن يؤثر في نتيجة الانتخابات الإيرانية. ورأى بيرس أن معارضي الرئيس الإيراني الداخليين، يأملون بأن يساهم الركود الاقتصادي الذي حدث نتيجة انخفاص أسعار النفط في إخراج نجاد من منصب الرئاسة بعد أن تأتي نتيجة التصويت في الانتخابات ضده. لهذا من الأفضل برأي بيرس ألا يقدم أوباما على خطوة الحوار حالياً.
طالب عضو الكنيست الإسرائيلي آرييه إلداد بتقديم وزير الدفاع إيهود براك إلى المحاكمة بتهمة تقديم المساعدة للعدو في وقت الحرب. وطلب إلداد من المدعي العام الإسرائيلي مناحيم مزوز مساءلة براك على خلفية قرار الأخير السماح بإدخال إمدادات إلى قطاع غزة. وقال إلداد أن قرار براك يعتبر جريمة، وأن من يرتكب مثل هذا الجرم يجب أن يقدم للمحاكمة. يذكر أن إلداد كان قد دعا إلى تطبيق القوانين بحق السياسيين الإسرائيليين الذين يخرقون القانون باسم المفاوضات والسلام. كما طالب بتطبيق عقوبة الإعدام بحق السياسيين الذين يوافقون على التخلي عن الجولان لسورية، فهذا القرار بنظر إلداد يعتبر خيانة بحسب القانون الإسرائيلي. وفيما خص قطاع غزة، قال إلداد أنه يفضل أن يترك الخيار للسكان العرب الذين لا يدعمون الإرهاب للمغادرة طوعياً إلى الأردن أو أي بلد عربي آخر.
نظم التحالف اليساري الإسرائيلي ضد حصار غزة تظاهرة ضمت نحو 150 شخصاً في وسط تل – أبيب للاحتجاج على العملية الإسرائيلية المحتملة ضد قطاع غزة رداً على الهجمات الصاروخية الفلسطينية ضد المناطق الإسرائيلية. ورأى عضو الكنيست دوف خينين خلال مشاركته في التظاهرة، أن المأساة تكمن في قوة إسرائيل، إذ إن الهجوم الإسرائيلي لن يؤدي إلى نهاية الأمر. فالفلسطينيون سيردون بمزيد من الصواريخ وهذا سيؤدي إلى إشعال الحرب. كما أن الذهاب في الاتجاه الآخر، حسب تعبير خينين، أي فرض التهدئة ورفع الحصار سيساهم في توحيد السكان حول حركة حماس. أما الحل الأفضل برأي خينين فيكمن في الدخول بعملية سلام حقيقية مع السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، وأن هذا الحل ممكن جداً لكن ما ينقصه هو الرغبة الإسرائيلية الحقيقية.