يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
30/1/2009
فلسطين
قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق قذائف مدفعية على مناطق تقع إلى الشرق من مدينة غزة، وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي. وسقطت القذائف في أراضي زراعية خالية دون التبليغ عن وقوع إصابات وسط خشية المواطنين في المنطقة من نية مبيتة لدى قوات الاحتلال للقيام بعملية توغل أو اعتداء جديد على قطاع غزة.
شهدت مدينة الخليل وبلدة بيت أمر مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهرات غاضبة نظمها شبان المدينة. وقد أغلق المتظاهرون الشوارع بالمتاريس والإطارات المشتعلة وقاموا برشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة والزجاجات الفارغة. وفي المقابل أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق مفترقات الطرق بالحواجز العسكرية وقامت بمطاردة وملاحقة المتظاهرين وسط إطلاق الرصاص والقنابل الغازية والمسيلة للدموع ما أدى إلى إصابة 17 مواطناً نقلوا إلى المستشفى للعلاج. وذكرت المصادر الطبية أن 14 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي فيما أصيب 3 بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط. وفي بيت أمر أصيب مواطن بجروح أثناء المواجهات التي اندلعت في شوارع البلدة.
عقد النائب مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مؤتمراً صحافياً في مدينة غزة استعرض فيه حجم الكارثة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على القطاع التي وصفها "بالانحطاط العنصري". وطالب البرغوثي المبعوثين الدوليين الذين يقومون بجولات في المنطقة وعلى رأسهم المبعوث الأميركي جورج ميتشل، بالقدوم إلى قطاع غزة للاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها وعلى الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل خاصة لجهة استخدامها الأسلحة المحرمة دولياً . ولفت البرغوثي إلى أن وقف إطلاق النار هو مجرد أكذوبة، لأن القوات الإسرائيلية تواصل عدوانها على القطاع وتستمر بحصارها البري والبحري على القطاع. وطالب البرغوثي بتشكيل لجنة تحقيق دولية وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
أعرب المدير العام لمنظمة اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، عن دعمه للحملة التي أطلقتها دولة قطر لدعم قطاع التعليم في قطاع غزة تحت شعار حملة الفاخورة. واستنكر ماتسورا استهداف الأطفال والمدارس في الحرب الأخيرة في غزة، وطالب المجتمع الدولي بتوحيد جهوده في سبيل حماية حق الإنسان الأساسي في التعليم وحماية المدارس. ومن المتوقع أن يزور وفد من خبراء اليونسكو غزة خلال اليومين القادمين في إطار عملية التقييم العاجل لإعادة البناء في قطاع التعليم.
طالبت منظمة الهجرة الدولية الدول المانحة بضرورة توفير نحو أربعة ملايين دولار لتمويل برامجها المعدة لدعم ضحايا الحرب الأخيرة في قطاع غزة. يذكر أن منظمة الهجرة الدولية تركز مهماتها على الجوانب الصحية وإعادة تأهيل المنازل وتوفير المأوى وتأمين مساعدات غير غذائية.
انطلقت تظاهرات الاحتجاج في قريتي نعلين وبلعين. وفي قرية نعلين اندلعت المواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمسيرة الشعبية التي انطلقت بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على سياسة الاستيطان وإقامة الجدار العازل. وقامت قوات الاحتلال بإطلاق النار والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين ما أدى إلى إصابة أربعة صحافيين بحالات اختناق، بينما أصيب أربعة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وتشابه الأمر في قرية بلعين، إذ قام الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار وقنابل الغاز باتجاه المتظاهرين الذين انطلقوا في مسيرتهم عقب صلاة الجمعة رافعين شعارات تدعو إلى التضامن مع أهالي غزة وإلى محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، إضافة إلى المطالبة بإزالة الجدار العازل.
إسرائيل
بدأت مجموعة من اليساريين الإسرائيليين بتحضير "قائمة سوداء" بأسماء ضباط الجيش المتورطين في العملية العسكرية في غزة، وذلك رداً على قرار الرقابة العسكرية الذي قضى بمنع نشر أسماء هؤلاء الضباط أو صورهم أو أية تفاصيل عنهم. وكان المدعي العام الإسرائيلي مناحيم مزوز قد أصدر قرار الحظر مؤخراً خوفاً من احتمال تعرض هؤلاء الضباط للملاحقة خارج إسرائيل في عدد من الدول الأوروبية التي تسمح بإقامة الدعاوى الدولية. وتضم اللائحة السوداء التي تعدها هذه الجهات حتى الآن تسعة من أسماء قادة الكتائب في لواء غولاني وألوية المظليين والقوات المسلحة.
هاجمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني منتقديها الذين اتهموها ببيع القدس والموافقة على تقسيمها خلال مفاوضاتها مع السلطة الفلسطينية. ونفى المتحدث باسم ليفني بشكل قاطع ما أسماه بالادعاءات حول هذا الموضوع، مؤكداً أن ليفني تؤمن بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على القدس الموحدة دينياً ووطنياً وثقافياً واستراتيجياً، بما فيها الأماكن المقدسة. يذكر أن زعيم المعارضة ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو كان قد وجه اتهاماً مباشراً لليفني بالتآمر مع رئيس الحكومة إيهود أولمرت لتقديم تنازلات للسلطة الفلسطينية تشمل تقسيم القدس وتدويل الأماكن المقدسة.
تلقت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني اتصالاً هاتفياً من نظيرها الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس طمأنها خلاله ووعدها بأن الحكومة الإسبانية ستعمل على تغيير التشريع وتحديد سلطة المحاكم لمنع أية إجراءات قانونية قد تطال مسؤولين إسرائيليين. وشكرت ليفني الوزير الإسباني، معربة عن استيائها لاستغلال بعض الجهات لأنظمة القضاء في العالم الحر. يأتي هذا الاتصال بين الوزيرين في أعقاب الأنباء التي تحدثت عن قبول إحدى المحاكم الإسبانية لطلب تقدم به المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان طالب فيه بمحاكمة عدد من المسؤولين الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية عندما نفذت القوات الإسرائيلية في العام 2002 عملية اغتيال استهدفت صلاح شحادة، أحد قياديي حركة حماس، وأودت بحياة عدد من المواطنين الذين يقطنون المنطقة.