يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
3/6/2009
فلسطين
ناقشت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدداً من القضايا خلال اجتماعها الدوري الذي عقد برئاسة الرئيس محمود عباس. وتتضمن البيان الختامي نقاطاً عدة أهمها، تقدير اللجنة التنفيذية لموقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الراغب في إطلاق عملية السلام وتطبيق حل الدولتين. وأكدت اللجنة تمسكها بموقفها القائل بعدم استئناف المفاوضات قبل وقف الاستيطان كلياً. أما بالنسبة للدور العربي، فأكدت اللجنة على أهمية الارتقاء بمستوى التنسيق العربي في إطار التزام تام بمبادرة السلام العربية بنصها ومضمونها، ودعت اللجنة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية وإنهاء كل الصراعات الجانبية بين جميع الأقطار العربية الشقيقة. وتوجهت اللجنة بنداء إلى جميع القوى الفلسطينية لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني برعاية مصر، واستعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحقيق توافق وطني على أساس تشكيل حكومة وفاق. وأكدت اللجنة قبول الدعوة المصرية لاستئناف الحوار يوم الخامس من تموز/ يوليو القادم وتوقيع اتفاق المصالحة الوطنية يوم السابع منه. ودعت للجنة القوى الدولية للضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات والجرائم التي ترتكب في مدينة القدس، محذرة من تأجيج الأوضاع بسبب اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، واستمرار حصار قطاع غزة. وتطرق بيان اللجنة إلى الأحداث التي وقعت في مدينة قلقيلية، فأكدت رفض الاعتداء على قوات الأمن الوطني الفلسطيني، ورحبت بتشكيل لجنة من شخصيات وطنية للتحقيق وكشف تفاصيل الأحداث.
رداً على قيام السلطات الإسرائيلية بإخلاء عدد من الكرافانات في إحدى البؤر الاستيطانية شمال الضفة الغربية، قام مستوطنون بإقامة بؤرتين جديدتين، الأولى قرب قرية نحالين جنوب بيت لحم، والثانية قرب مستوطنة شيلو شمال الضفة الغربية. وذكرت مصادر إسرائيلية أن المستوطنين أقاموا مبان خشبية، متحدين بذلك قرار إخلاء البؤر الاستيطانية، حيث أكد أحد المستوطنين أن قوات الأمن تهدم البؤر إلا أنهم يعيدون بنائها من أجل أرض إسرائيل. وكان عدد من المستوطنين قد قاموا بإحراق حقول فلسطينية قرب قرية دير شرف، تعبيراً عن رفضهم لقرارات إخلاء البؤر الاستيطانية.
طالبت حركة حماس الرئيس الأميركي باراك أوباما بتبني سياسات جديدة من خلال خطوات عملية على الأرض في مواجهة السياسة العنصرية الإسرائيلية الخطرة. جاء ذلك على لسان الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، الذي أكد أن الخطاب المتوقع للرئيس أوباما خلال زيارته إلى مصر، والذي سيتوجه من خلاله إلى العالم الإسلامي، سيكون الحكم على مدى جدية الرئيس الأميركي في الوقوف إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية واحترام خيار الشعب الفلسطيني. وأضاف برهوم، أنه في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والانتهاكات الإسرائيلية لكل الأعراف والقوانين الدولية، فإن تمنيات الرئيس أوباما بإقامة دولة فلسطينية ووقف الاستيطان، لم تعد مجدية. ودعا برهوم الرئيس أوباما إلى اتخاذ مواقف تتلاءم مع معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته إلى العيش بحرية وأمن كباقي الشعوب.
أبدت أوساط فلسطينية خشيتها من الإعلان الرسمي الإسرائيلي عن سلسلة تسهيلات لمواطني الضفة الغربية تتضمن إزالة حواجز عسكرية من مداخل المدن الفلسطينية. ورأت مصادر فلسطينية أن هذه التسهيلات قد تنطوي على خدعة إسرائيلية تهدف إلى تليين حدة الموقف الأميركي تجاه مواصلة النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت عن اتخاذ قرار بعد مشاورات بين القادة العسكريين في وزارة الدفاع الإسرائيلية، يقضي بتسهيل حركة المواطنين الفلسطينية وحرية تنقلهم بين مناطق الضفة الغربية. وفي هذا الإطار، أصدرت وزارة الدفاع قراراً بإزالة حاجز 17، قرب مدينة نابلس، وإزالة حاجزين قرب مدينة رام الله، إضافة إلى تسهيلات أخرى ستنفذ لتسهيل حركة الفلسطينيين.
تعرضت مناطق مفتوحة في شمال قطاع غزة لقصف مدفعي إسرائيلي ما أدى إلى إصابة اثنين من المواطنين بجروح متوسطة، وأفاد مواطنون عن سماع دوي أصوات الانفجارات في المناطق التي استهدفها القصف. وكانت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، قد أعلنت أن إحدى مجموعاتها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة قرب معبر ناحل عوز شرق غزة. إضافة إلى هذه الاعتداءات، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار من أسلحتها الرشاشة ومدفعيتها باتجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين على طول ساحل بحر غزة. وقد أدى هذا القصف إلى أضرار في عدة قوارب صيد دون الإبلاغ عن إصابات في صفوف المواطنين.
إسرائيل
فيما يتطلع العالم إلى إمكانية حلول فترة جديدة من جهود صنع السلام في الشرق الأوسط بزعامة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أطق نشطاء في اليمين الإسرائيلي حملة ضد الجهود الأميركية، تهدف إلى تصوير أوباما كشخص معاد للسامية، من شأن سياساته أن تضر بالدولة اليهودية. وفي هذا الإطار تظاهر قرابة 200 من أعضاء اليمين أمام القنصلية الأميركية في مدينة القدس مطلقين شعارات معادية لأوباما، وأخرى تهاجم تصريحات المسؤولين الأميركيين حول مواصلة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. ويعد أعضاء اليمين الإسرائيلي خلال الأيام القادمة إلى تكثيف حملتهم والتي تتضمن نشر ملصقات للرئيس الأميركي وهو يرتدي الكوفية، مع كلمات كتبت باللون الأحمر وباللغتين الإنكليزية والعبرية تهاجم أوباما. وفي أحد الملصقات التي نشرتها الحملة، يظهر الرئيس أوباما وهو يصافح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فيما خلفية الصورة تبدو على شكل غيمة متصاعدة من انفجار نووي.
في ختام زيارة دامت ثلاثة أيام إلى روسيا، قال أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي، في تصريح يعتبر الأكثر صراحة على لسان مسؤول كبير في حكومة بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لا تنوي ضرب إيران، وأن لا أحد سيعمد إلى حل مشاكله على يد إسرائيل. مضيفاً أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذلك لأنها دولة قوية وتستطيع حماية نفسها. وقال ليبرمان إن على العالم أن يفهم أن دخول إيران إلى نادي الدول النووية سيشعل سباق تسلح مجنون للحصول على الأسلحة غير التقليدية في منطقة الشرق الأوسط، وهو أمر يهدد النظام العالمي بأسره، ويشكل خطراً على المجتمع الدولي. لكنه أضاف، أن هذه المشكلة العالمية لا تحل بيد إسرائيل. لهذا فإن على دول أخرى في الشرق الأوسط وفي العالم أن تهتم بالبرنامج النووي الإيراني. وتعتبر تصريحات ليبرمان أخف حدة من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والتي ذكر فيها أن إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة إلى القيام بعملية عسكرية ضد إيران.
تناول وزير الدفاع إيهود براك في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن، حالة التوتر التي تسود العلاقات الأميركية - الإسرائيلية مؤخراً. وقال براك إن إسرائيل لا تتفق مع الولايات المتحدة على جميع الأمور حالياً. وأوضح براك، أن الحكومة الإسرائيلية لا زالت فتية وفي إطار رسم سياساتها، وكذلك الأمر بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة التي لا تزال في بداية عهدها. وأضاف براك، أن الإسرائيليين أعلنوا التزامهم بالاتفاقيات التي عقدتها الحكومات السابقة، كما أعربوا عن رغبتهم بالتعاون مع الأميركيين. وقال براك أن الأمور لم تنته بعد، ولا زال هناك عدة قضايا لإثارتها، فالإدارة الأميركية، برأي براك، لا تبحث عن حلول عملية لقضايا غير عملية. وأعرب براك عن تفاؤله عقب لقاءاته بالمسؤولين الأميركيين، وأكد أن قصة الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة هي مجرد وهم نابع من كون الحكومتين لا زالتا في بداية عملهما. وأضاف أن هناك اتفاقاً تاماً بين البلدين حول القضايا الأمنية، واتفاقاً أعمق حول الوضع في إيران، وكذلك الأمر بالنسبة لحماس وما يحدث في لبنان.