يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
12/9/2010
فلسطين
ذكرت مصادر دبلوماسية، أن الإدارة الأميركية طلبت من الحكومة الإسرائيلية تمديد مفعول قرار تجميد الاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية الذي من المفترض أن ينتهي في السادس والعشرين من الشهر الحالي، لمدة أربعة أشهر إضافية. كما طلبت من الحكومة إمكانية تمديد هذه الفترة في حال تم إحراز تقدم في المفاوضات المباشرة التي من المقرر أن تستمر لمدة عام واحد، وعلى أن تنتهي باتفاق إطار حول قضايا الحل النهائي. يشار إلى أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما قد حث الحكومة الإسرائيلية على تمديد التجميد، معتبراً التمديد أمراً منطقياً في حال إحراز تقدم في المفاوضات. وفي المقابل، أعربت مصادر فلسطينية عن ارتياحها لدعوة الرئيس الأميركي، آملة بأن تبادر الحكومة الإسرائيلية إلى قبول طلبه. يذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان قد هدد بالانسحاب من المفاوضات إذا قررت الحكومة الإسرائيلية مواصلة الاستيطان بعد انتهاء المهلة المحددة في نهاية الشهر الحالي.
تعليقاً على ما أورده عدد من وسائل الإعلام العربية حول خلافات داخل الوفد الفلسطيني المفاوض، اعتبر كبير المفاوضين، صائب عريقات أنه من غير اللائق أن تتحدث وسائل الإعلام عن وجود صراعات داخل الوفد الفلسطيني. وأكد عريقات أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد كلفه برئاسة الوفد الفلسطيني المفاوض، مشيراً إلى أن نبيل شعث سيكون من ضمن أعضاء الوفد المشارك. ونفى عريقات وجود خلافات داخل الوفد حول من يترأسه، لافتاً إلى أن الوفد الفلسطيني هو نفسه الذي شارك في انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن. وبالنسبة للقضايا التي ستتناولها المفاوضات في شرم الشيخ يوم الثلاثاء القادم، قال عريقات أن جميع قضايا الوضع النهائي، أي الأمن والحدود والأسرى والقدس والمياه واللاجئين ستكون ضمن جدول أعمال اللقاء. وأشار عريقات، إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، والرئيس المصري، حسني مبارك، سيشاركان في اللقاءات التي ستعقد في مفاوضات شرم الشيخ. وجدد عريقات الكلام عن موقف القيادة الفلسطينية بعدم مواصلة المفاوضات في حال الاستمرار في الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس. وكشف عريقات عن عدم وجود جدول أعمال معين لجلسات المفاوضات القادمة، بل إنها ستحدد بناء على نتائج لقاء شرم الشيخ.
ذكرت مصادر فلسطينية في قطاع غزة، أن القوات الإسرائيلية قصفت أراض زراعية شرق القطاع وشماله. وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال استهدفت المنطقة بعدد من القذائف وإطلاق نار كثيف باتجاه المزارعين، ما أجبر المزارعين على مغادرة أراضيهم. وأضافت المصادر أن قذيفتين سقطتا شرق حي الشجاعية إلى الشرق من مدينة غزة، بينما سقطت قذيفتان شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع. وذكرت المصادر أن إطلاق النار باتجاه المزارعين الهدف منه تشريدهم من المنطقة لاستكمال قوات الاحتلال العمل في الموقع العسكري شرق مقبرة الشهداء.
أصدر الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس تقريراً عن الأوضاع في مدينة القدس بالتعاون مع مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان ومركز أبحاث الأراضي. وأظهر التقرير تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، اقترفت خلالها قوات الاحتلال المزيد من جرائم الحرب ضد المواطنين والممتلكات. وذكر التقرير أن الاعتداءات الإسرائيلية المرتكبة في مدينة القدس تشكل خرقاً لأحكام القانون الدولي وقواعد القانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية لحقوق الإنسان. أما أبرز هذه الانتهاكات فكانت فرض القيود المشددة على مدينة القدس أيام الجمعة في شهر رمضان، ومحاولة متطرف يهودي اقتحام المسجد الأقصى، والاعتداء على مسجد العين في سلوان، وعقد المؤتمر اليهودي العالمي الرابع عشر في القدس، ومنع قوات الاحتلال الشيخ رائد صلاح من دخول القدس لمدة ثلاثة أشهر، ومنع النواب المهددين بالإبعاد وغيرهم من آداء الصلاة في المسجد الأقصى، وتمديد عزل الأسير المقدسي محمد عطون مدة شهرين، إضافة إلى مداهمة منازل المواطنين في عدة أحياء من سلوان، وشن حملة اعتقالات واسعة فيها، وفرض السجن المنزلي على أحد الأطفال لمدة أسبوعين وغيرها من الانتهاكات. وأوصى التقرير بإلزام السلطات الإسرائيلية باحترام القوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، خاصة بوصفها قوة احتلال.
في ثالث أيام عيد الفطر، لونت القوات الإسرائيلية اليوم بالدم. فذكرت مصادر فلسطينية أن المدفعية الإسرائيلية قصفت منطقة شرق بيت حانون الواقعة شمال قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن القصف المدفعي الإسرائيلي أدى إلى استشهاد ثلاثة، سقطوا في أرض شراب الواقعة إلى الشمال الشرقي من بلدة بيت حانون، وقد توجهت سيارات الإسعاف إلى المنطقة المستهدفة لنقل الشهداء. أما المصادر الطبية فذكرت أن الشهداء الثلاثة هم من المزارعين الذي يسكنون شمال شرق البلدة، وأحدهم مسن يبلغ من العمر 91 عاماً، بينما يبلغ الآخران 17 و 21 عاماً.
إسرائيل
كشفت مصادر إسرائيلية عن خلافات إسرائيلية – فلسطينية حول جدول أعمال المفاوضات المباشرة التي ستجري يوم الثلاثاء القادم في شرم الشيخ. وذكرت المصادر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد أن يبدأ المفاوضات بموضوع الترتيبات الأمنية، والاعتراف بيهودية الدولة، كما يريد أن يعلن الفلسطينيون نهاية الصراع بين الطرفين حالما يتم توقيع اتفاق بينهما. من جهة ثانية ينظر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وغيره من القادة الفلسطينيين، إلى البدء بمسألة تعريف حدود الدولة الفلسطينية، كما أنهم متصلبون في مسألة عدم الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل. من جهته رفض مكتب بنيامين نتنياهو التعليق على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما، بتمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات الذي ينتهي في السادس والعشرين من الشهر الحالي. لكن المصادر المقربة من نتنياهو ركزت من ناحية ثانية على تعليقات للرئيس أوباما قال خلالها أن الولايات المتحدة الأميركية لن تفرض اتفاقية على الأطراف. ومن المقرر أن يصل نتنياهو إلى شرم الشيخ صباح الثلاثاء القادم ليعقد لقاء مع الرئيس المصري، حسني مبارك قبل أن يجتمع بالرئيس محمود عباس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل. ومن المتوقع أيضاً، أن يعقد نتنياهو اجتماعاً مع كلينتون وميتشل يوم الأربعاء القادم في القدس.
تناول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مسألة قرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية بعد الجلسة الأسبوعية لحكومته، وبعد الضغط الذي واجهه من الوزراء خلال الجلسة، خاصة وأنه لم يتطرق إلى الموضوع في بداية الجلسة. وأشار نتنياهو إلى إمكانية استمرار نوع من التجميد الجزئي، على الرغم من وعده في السابق بمواصلة البناء حال انتهاء مهلة التجميد. وقال نتنياهو خلال لقاء بوزراء حزبه في الحكومة، أنه من الممكن القول، الكل أو لا شيء، إلا أن هناك خيارات وسطية من الممكن أخذها بعين الاعتبار. وأضاف أنه لا يدري إذا كان من الممكن أن يكون هناك تجميد شامل، مضيفاً أنه أيضاً لا يعلم إذا كان من الضروري البدء ببناء جميع الوحدات السكنية البالغ عددها 20 ألف وحدة، تنتظر البناء. لكن بعض الوزراء فضل تناول الموضوع، فوزير الشؤون الاجتماعية، إسحق هرزوغ، اعتبر أن المفاوضات التي ستنطلق يوم الثلاثاء القادم، خطوة مهمة، وأن الحاجة قد تقتضي اتخاذ خطوات شجاعة خلال المفاوضات حتى لو كانت تتعلق بمواصلة قرار تجميد الاستيطان. في المقابل، قال وزير الداخلية، إيلي يشاي، أن الحاجة تحتم مواجهة الحقيقة وعدم دفن الرؤوس في الرمال. مشيراً إلى أنه يشك كثيراً، ولا يعتقد أن الفلسطينيين يريدون مفاوضات سياسية.
تعليقاً على تصريحات بنيامين نتنياهو حول تجميد جزئي لعمليات البناء في المستوطنات، أبدى قادة المستوطنات غضباً شديداً حول هذه التصريحات. وقد حذر مسؤولو المستوطنات من أن خطوة كهذه ستنهي حياة نتنياهو كرئيس للحكومة. وقال رئيس مجلس المستوطنات، داني دايان، أن على نتنياهو أن يفي بما تعهد به في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، مشيراً إلى أن قرار الحكومة المؤسف بشأن التجميد، تضمن أيضاً تعهداً بالعودة إلى البناء بعد نهاية العشرة أشهر. وأضاف أن أي تغيير في هذا التعهد يعني مواصلة قرار التجميد عبر وسائل مختلفة. لكن دايان اعتبر أن مواصلة قرار تجميد البناء سيشكل خرقاً للخط الأحمر، لأنه يعني أن أي موقف تتخذه الحكومة هو مقدمة لتنازلات أكثر. وأضاف، أنه بينما يعود الفلسطينيون إلى الإرهاب، ويرفضون بشدة الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، يجب في مقابل ذلك على الإسرائيليين ألا يتعاموا أو يقلقوا، بل يجب عليهم أن يواصلوا عمليات البناء.