يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
19/5/2011
فلسطين
قبيل مغادرة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن إقامة 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية. وكشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن لجنة التنظيم والبناء في بلدية القدس ستدرس يوم الخميس في خطة لإقامة 1600 وحدة سكنية جديدة في الأحياء الاستيطانية، وهي جبل أبو غنيم وبسغات زئيف وهار حوما في القدس الشرقية. وفور الإعلان عن المخطط الإسرائيلي الاستيطاني الجديد، بدأت ردود الفعل الفلسطينية المستنكرة، فاعتبرت عضو اللجنة التنفيذية ورئيسة دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، خلال لقائها بوفد أميركي نسوي في رام الله، أن الإعلان عن إقامة 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، هو تحد سافر لإرادة المجتمع الدولي المطالب بوقف الاستيطان، ودلالة على الغطرسة الإسرائيلية الفجة، وتنكر لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وهو أمر يكرس عزلة إسرائيل الدولية كدولة خارجة عن القانون. وأضافت عشراوي، أن التصعيد الإسرائيلي الاستيطاني، يترافق مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن، ويدل على فشل الولايات المتحدة الأميركية في ردع إسرائيل وإجبارها على وقف انتهاكاتها وعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن التصعيد الإسرائيلي، يمثل محكاً حقيقياً للولايات المتحدة في إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان كخطوة نحو إنهاء الاحتلال، والوفاء بتعهداتها للشعب الفلسطيني. وقالت عشراوي أن على نتنياهو الاستفادة من الظروف الراهنة، والتغيرات الحاصلة في العالم العربي، واستغلال فرصة السلام التي قد لا تتكرر في المستقبل. وأكدت عشراوي أن التوجه إلى الأمم المتحدة في شهر أيلول/ سبتمبر القادم للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، هو حق فلسطيني سياسي وقانوني وإنساني وأخلاقي. أما فيما يتعلق بالخطة التي ينوي نتنياهو طرحها أمام الكونغرس الأميركي، فأكدت عشراوي رفض منظمة التحرير لهذه الخطة، واصفة إياها بالتحايل على كل فرص الحل السياسي مدعومة بحصانة أميركية مطلقة. من ناحيته، اعتبر رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، أحمد قريع، أن الإجراءات الإسرائيلية هي ضمن تطبيق الخطة الإسرائيلية لتهويد القدس وأسرلتها في العام 2020، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تشكل حرباً ميدانية تقودها إسرائيل بكل أجهزتها ضد المواطنين المقدسيين، محذراً من مخاطر السياسة الإسرائيلية المتواصلة، التي تشكل عقبة أمام العودة إلى المفاوضات وإحياء عملية السلام.
بعد إلقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما لخطابه مساء اليوم، قرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدعوة لاجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية والتشاور مع العرب في أسرع وقت ممكن. وأوضح صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم في مقر الرئاسة في رام الله، أن الرئيس عباس يؤكد تقديره للجهود المتواصلة التي يبذلها الرئيس أوباما للتوصل إلى حل شامل لقضايا الوضع النهائي. أما حركة حماس، فاعتبرت، على لسان الناطق باسمها، سامي أبو زهري، أن خطاب الرئيس أوباما هو ذر للرماد في العيون، وفاشل وفارغ. ودعا القيادة الفلسطينية إلى عدم التعويل على هذا الخطاب والتنسيق مع القوى الفلسطينية لمواجهة الغطرسة الأميركية الإسرائيلية. وكان الرئيس باراك أوباما قد وجه مساء اليوم خطاباً تناول فيه التطورات في المنطقة، والسياسة الأميركية تجاهها، فقال فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أن الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على أساس خطوط 1967 مع تبادل للأراضي بالاتفاق. لكن أوباما أضاف أن الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل لا يهتز، وأن محاولة الفلسطينيين تجريد إسرائيل من الشرعية ستنتهي إلى الفشل. واعتبر أوباما، في إشارة إلى توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، أن التحركات الرمزية لعزل إسرائيل في الأمم المتحدة، في شهر أيلول/ سبتمبر لن تؤدي إلى قيام دولة مستقلة، مضيفاً أنه إذا واصلت حركة حماس انتهاج العنف وعدم الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود، سيعيق قيام الدولة. وأشار أوباما إلى أن الوضع القائم لا يمكن استمراره، وعلى إسرائيل التحرك بجرأة للوصول إلى سلام دائم، مضيفاً أن حلم دولة يهودية وديمقراطية لا يمكن تحقيقه مع الاحتلال الدائم، وأن العمل على إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وفيما يتعلق بتطورات المنطقة، اعتبر أوباما أن رياح التغيير في المنطقة متواصلة وستطيح بزعماء كثيرين على غرار ما حصل في مصر وتونس. أما السياسة الأميركية في المنطقة، فقال أوباما أنها ستقوم على تعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحاً أن الولايات المتحدة يجب أن تستخدم خلال الأشهر القادمة كل مواردها لتشجيع الإصلاح في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
بعد قرارها يوم أمس بإغلاق معبر رفح اتبداء من اليوم وحتى إشعار آخر بسبب استمرار المعوقات من الجانب المصري، أعلنت وزارة الخارجية في غزة اليوم إلغاء القرار. وأعلن مدير شرطة المعابر، سلامة بركة، في تصريح صحافي أنه تم إلغاء قرار إغلاق المعبر بعد وعود مصرية بإدخال تحسينات على ظروف العمل في المعبر وتسهيلات للمسافرين. من ناحيتها، طالبت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، وهي منظمة حقوقية، في بيان لها من مقرها في فيينا، السلطات المصرية، الوفاء بتعهداتها بفتح معبر رفح بشكل دائم وفك الحصار عن قطاع غزة، والسماح بحركة طبيعية على المعبر، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وتمكينهم من العودة إلى بلادهم، مشيرة إلى احتجاز تعسفي للفلسطينيين منذ فترات طويلة في السجون المصرية، موضحة أن ثلاثة وعشرين معتقلاً ما زالوا قيد الاعتقال. وطالبت المنظمة السلطات المصرية بعدم التأخير في فك الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيرة إلى ضرورة الأخذ بالحاجات الطبيعية والإنسانية لسكان القطاع على محمل الجد. كما طالبت السلطات المصرية بتغيير الأسلوب المتبع مع المواطنين الفلسطينيين خلال سفرهم، وأهمها عمليات الترحيل، مشيرة إلى الصعوبات التي تواجه المواطنين خلال سفرهم عبر الأراضي المصرية بسبب الإجراءات اللاإنسانية في التعامل معهم من قبل السلطات المصرية عبر معبر رفح.
كشفت مصادر إسرائيلية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو قرر إنشاء مقر للأمن المعلوماتي الوطني، يهدف إلى توسيع قدرات إسرائيل الدفاعية ضد البنية التحتية الحيوية لقراصنة الإنترنت من دول معادية أو من قبل منظمات إرهابية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن فريق العمل المكون من ثمانين خبيراً في مجال الحاسوب، سيعمل لمنع الهجمات الإلكترونية على شبكات الحاسوب الاستراتيجية في إسرائيل، والتي من شأنها أن تتسبب بشلل كبير في أداء الأنظمة الدفاعية وشبكات البنية التحتية، إضافة إلى جميع أنظمة الحياة في إسرائيل. وحذرت المصادر الإسرائيلية، من أن كل ما هو خاضع لبرمجة الحاسوب معرض للاختراق، ومنها شبكات الحاسوب الاستراتيجية مثل الكهرباء والاتصالات وبطاقات الاعتماد والمواصلات والإشارات المرورية الضوئية. وأضافت المصادر، أن مقر الأمن المعلوماتي، من شأنه أن يقلل هذه الأخطار، والوصول إلى مستوى عال من الحصانة. وذكرت الإذاعة أن الأنظمة الإلكترونية الإسرائيلية تتعرض للهجوم بشكل منتظم.
إسرائيل
أعرب أعضاء في الكنيست من الجناح اليميني عن غضبهم مساء اليوم بعد إلقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما لخطابه فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي في إطار الأرض مقابل الأمن. ودعا النواب، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى رفض خطة أوباما خلال لقائه بالرئيس الأميركي يوم غد الجمعة في واشنطن. وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود، داني دانون، أن باراك حسين أوباما، تبنى خطة ياسر عرفات المرحلية لتدمير إسرائيل، وهو يحاول فرضها على رئيس وزراء إسرائيل. واعتبر أن الجديد الذي ورد في خطاب أوباما، كان دعوة إسرائيل إلى العودة لحدود العام 1967 من دون حل، مشيراً إلى أن أمام نتنياهو خيار واحد، هو الطلب إلى أوباما نسيان الأمر. من ناحيته، هاجم عضو الكنيست عن الاتحاد الوطني، مايكل بن آري، خطاب أوباما واصفاً إياه بلغم أرضي بتغليف جميل. أما وزير البيئة، غلعاد أردان، الذي كان وزيراً مقرباً من نتنياهو، ومن المتوقع أن يحافظ على خطاب دبلوماسي، فقد استنكر ما جاء في خطاب أوباما، معتبراً أن الفلسطينيين سيحصلون على مطالبهم حول الحدود قبل أن تبدأ المفاوضات. وأضاف، أنه إذا حصلوا على كل شيء من البداية، فلا سبب لديهم يدعوهم إلى تقديم أية تنازلات. من ناحيتها، اعتبرت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني خطة أوباما تصب في مصلحة إسرائيل، مشيرة إلى أن نتنياهو هو السبب في توقف العملية السياسية. وطالبت نتنياهو بتقديم مبادرة خلال زيارته إلى واشنطن، تتضمن الشروط اللازمة لاستئناف المفاوضات مع أولئك المستعدين لإنهاء الصراع. لكن العضو العربي في الكنيست، أحمد الطيبي، اعتبر انتقد خطاب أوباما، معتبراً أنه لم يقدم شيئاً فيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، واصفاً الخطاب، بخطاب القاهرة رقم 2، في إشارة إلى خطاب أوباما في القاهرة منذ عامين. وقال الطيبي، أن أوباما خصص كلمته للجماهير العربية التي تشارك في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية خلال الأشهر الأخيرة.
رداً على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، حول سياسية أميركا بالنسبة للشرق الأوسط، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تنسحب إلى خطوط العام 1967 كجزء من اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وأضاف نتنياهو، أنه يقدر التزام الرئيس الأميركي بالسلام، لكنه أضاف أنه توقع من أوباما أن يؤكد التزامات الولايات المتحدة تجاه إسرائيل منذ العام 2004، التي قدمها الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، والتي أكدت أنه لن يطلب من إسرائيل التراجع إلى حدود العام 1967، وأن المستوطنات الكبرى ستبقى تحت سيطرة إسرائيل. وقال نتنياهو أن إسرائيل تعتقد أنه في سبيل تحقيق السلام، فإن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن يكون على حساب وجود دولة إسرائيل. وأضاف، أن الفلسطينيين، وليس فقط الولايات المتحدة، يجب أن يعترفوا بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. وشدد نتنياهو على التزامات بوش، والتي كانت تهدف إلى تعزيز العنصر اليهودي بالنسبة لإسرائيل، والتأكيد أن قضية اللاجئين الفلسطينيين ستحل في فلسطين وليس في إسرائيل. وأكد، أنه من دون حل لقضية اللاجئين بتوطينهم خارج حدود إسرائيل، فإن أي تنازلات بالنسبة للأرض لن تؤدي إلى حل الصراع.
في ورقة بحثية قدمها أحد الأساتذة في جامعة بار- إيلان، وهو باحث في معهد بيغن – السادات للدراسات الاستراتيجية، اعتبر أن المواجهات العنيفة التي شهدتها الحدود الإسرائيلية يوم الأحد الماضي، وقعت بسبب تضافر عدد من الأسباب السياسية والإقليمية، وأولها تصاعد الإحساس لدى الشعب بأنه قادر على التغيير والإيمان بقدرة الجماهير العزل على التغلب على الحكام الديكتاتوريين. فيما أشار إلى قدرة مواقع الفيسبوك وتويتر على تنظيم حركات الاحتجاج وتعبئة الجماهير، وهي نفسها لعبت دوراً مهماً في أحداث يوم الأحد الماضي. واعتبر الباحث الإسرائيلي، موردخاي كيدار، أن وصول الحافلات التي أقلت الجماهير الفلسطينية الغاضبة من لبنان وسورية إلى الحدود الإسرائيلية، لم يكن ممكناً من دون موافقة الحكومتين اللبنانية والسورية. وأضاف كيدار إلى هذه العوامل، عاملاً رابعاً، هو الصلة الإيرانية بسورية ولبنان وغزة. واعتبر كيدار أن أحداث يوم الأحد هي بداية مسار تصاعدي ضمن ما يحصل في الشرق الأوسط، مشيراً أن على إسرائيل دراسة خطواتها جيداً لمواجهة الواقع الجديد، مع ممارسة الحزم على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري، لكنه طالب من جهة ثانية بممارسة ضبط النفس، منعاً لزيادة التعقيدات في الوضع.
في مقابلة مع صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود براك أن إسرائيل لديها القوة والثقة بما يكفي لتقديم التنازلات الضرورية لعملية السلام في الشرق الأوسط، مضيفاً أن القدس يجب أن تشكل عرض سلام جريء للفلسطينيين. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستعتبر ضعيفة في حال تقدمها تنازلات في عملية السلام، قال براك، أن إسرائيل هي الدولة الأقوى على مدى ألف ميل حول مدينة القدس، ويجب أن يكون لديها الثقة بالنفس الكافية لمعرفة ما يجب عمله. وأوضح براك، أن الإسرائيليين بحاجة إلى حس التوجه، والاستعداد للاتخاذ القرارات. واعتبر أن على إسرائيل في هذه المرحلة، التصرف وعدم التخبط بما يجري في المنطقة من هزات تاريخية حولها. وجدد براك مطالبته باتخاذ إسرائيل للمبادرة، مشيراً إلى أنه يجب وضع شيء على الطاولة، سواء خلف الأبواب المغلقة أو إلى الجمهور، مضيفاً أن على إسرائيل أن تكون مستعدة لتقديم مقترحات جريئة تتضمن الاستعداد لتقديم أجوبة على كل القضايا الرئيسية. لكن براك اعتبر أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة، فإن المسؤولية تقع على عاتق الجانب الآخر، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يحاولون إيجاد طريقة للتوصل إلى اتفاق، معتبراً أن اتفاقاً موقتاً هو الحل الذي يمكن التوصل إليه حالياً. وأوضح أن إسرائيل كانت مستعدة لاحتمالات ثلاثة، أولها التوصل إلى اتفاق، والثاني الوقوع في مأزق وتوقف المفاوضات، والثالث التوصل إلى اتفاق موقت، معتبراً أن هذه الاحتمالات الثلاثة هي أفضل من البديل، والذي قد يؤدي إلى مزيد من العزلة لإسرائيل. أما بالنسبة لتقديره لمستوى الاستعداد الفلسطيني للتوصل إلى اتفاق سلام، فقال براك أن الأمر حالياً معقد بالنسبة إليهم أكثر من الماضي.