يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
10/2/2023
فلسطين
استشهد فجر اليوم الجمعة، الأسير أحمد بدر عبد الله أبو علي (48 عاماً) من مدينة يطا جنوب الخليل، في مستشفى (سوروكا)، نتيجة لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء). وقال نادي الأسير، في بيان، إن الأسير أبو علي المعتقل منذ عام 2012، والمحكوم بالسجن 12 عاماً والأب لتسعة أبناء، وتبقّى نحو عامين على موعد الإفراج عنه، قد عانى على مدار هذه السنوات من أمراض عدة، ومشاكل صحية مزمنة في القلب، والسُكري، إضافة إلى معاناته من السُمنة، ورافق ذلك مماطلة إدارة السجون المتعمدة في تقديم العلاج اللازم له، وفي إجراء الفحوص الطبية، ومتابعة وضعه الصحي، إلى أن أدى ذلك إلى استشهاده اليوم. وحمّل نادي الأسير، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن استشهاده وعن مصير كافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وكذلك الجرحى، معتبراً أن ما جرى مع الأسير أبو علي جريمة تضاف إلى قائمة طويلة من الجرائم غير المنتهية والتي ينفذها الاحتلال بأدوات ممنهجة، مضيفاً أن جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) تشكّل أبرز هذه الأدوات وأخطرها، وكانت السبب المركزي في استشهاد العديد من الأسرى خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أن غالبية من ارتقوا شهداء خلال العشر سنوات الماضية كانوا نتيجة لهذه الجريمة، إلى جانب جريمة التعذيب.
طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المحكمة الجنائية الدولية، ولجنة التحقيق الدولية المستمرة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان، بتحمّل المسؤولية في التحقيق بجريمة استشهاد الأسير أحمد بدر عبد الله أبو علي (48 عاماً) من مدينة يطا جنوب الخليل، جراء الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وكشف ملابساتها. وحمّلت الوزارة، في بيان اليوم الجمعة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير أبو علي، ورأت أن سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى جزء من انتهاكات وجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. كما طالبت الوزارة المجتمع الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجميع المؤسسات والمنظمات والمجالس الأممية المختصة، بما فيها مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية، بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان توفير الحماية لهم والتعامل معهم كأسرى حرب وفقاً لاتفاقيات جنيف والإفراج الفوري عنهم.
أصيب شاب برصاص الاحتلال الإسرائيلي، واعتقل آخر، خلال اقتحام مدينة جنين فجر اليوم الجمعة. وأفادت مصادر أمنية، بأن شاباً أصيب برصاص الاحتلال الحي بالفخذ نقل على إثرها إلى مستشفى ابن سينا التخصصي. وذكرت مصادر أمنية لـ"وفا"، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت جنين، وخاصة الحي الشرقي، وحي الألمانية، وسبق الاقتحام تسلّل لوحدات الاحتلال الخاصة، التي حوّلت عدة منازل وأسطح العمارات إلى نقاط عسكرية. كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، شاباً من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، عقب دهم منزل ذويه وتفتيشه. واندلعت مواجهات في المكان، دون أن يبلغ عن إصابات. وفي بلدة بيت أمر شمال الخليل، أصيب شاب بالرصاص الحي وعدد من المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. كذلك، أصيب مواطنان بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال عقب انطلاق مسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية، شرق قلقيلية. وخلال قمع الاحتلال مسيرة بيت دجن الأسبوعية المناهضة للاستيطان، شرق نابلس، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق وآخر بالحروق باليد نتيجة إصابته بقنبلة غاز بشكل مباشر. كما أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين المعتصمين في محيط المبنى المهدد بالهدم في حي وادي قدوم ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
أدانت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين صباح اليوم الجمعة، جريمة قتل الأسير أحمد أبو علي (48 عاماً) من مدينة يطا في محافظة الخليل. وطالبت الهيئة بتحرك فوري لوقف مسلسل القتل والإعدامات والجرائم الطبية من قبل حكومة الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين، ولا يعقل أن يستمر الصمت الدولي أمام هذه الجرائم الممنهجة، وغياب المسائلة الحقيقية لهذه العصابة الصهيونية المتطرفة. ووجّه رئيس الهيئة، اللواء قدري أبو بكر، المتواجد في العاصمة البلجيكية بروكسل، للمشاركة في عدة لقاءات حول قضية الأسرى والانتهاكات بحقهم، رسالة علنية للاتحاد الأوروبي والبرلمانات والأحزاب والمؤسسات البلجيكية والأوروبية، بضرورة أن يكون اليوم موقف مختلف لمحاربة التطرف والعنصرية الإسرائيلية.
وباستشهاد الأسير أبو علي ترتفع قائمة شهداء الحركة الأسيرة منذ العام1967 إلى 235 أسيراً، منهم 75 أسيراً استشهدوا جراء الإهمال الطبي، و80 أسيراً استشهدوا جراء القتل العمد بعد اعتقالهم، و73 أسيراً استشهدوا جراء التعذيب، و7 آخرين استشهدوا بعد إصابتهم بأعيرة نارية وهم داخل السجن.
أعلن الأسرى في سجون الاحتلال، حالة الاستنفار، والحداد لمدة ثلاثة أيام، على روح رفيقهم الشهيد الأسير أحمد أبو علي (48 عاماً) من مدينة يطا، والذي ارتقى صباح اليوم في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، نتيجة لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء). وأوضح نادي الأسير، أن الأسرى قرّروا كذلك إرجاع وجبات الطعام، وإغلاق الأقسام بمعنى وقف كافة مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية في السجون، والتي تحكمها طبيعة (الحياة) داخل السجن، احتجاجاً على استمرار جريمة القتل البطيء بحقهم.
استشهد الشاب حسيـن خالـد قراقع (32 عاماً)، متأثراً بجروحه الحرجة نتيجة إطلاق مستوطنين الرصاص عليه عند مفترق النبي صموئيل شمال غرب القدس المحتلة. وادعت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الشهيد دعس مجموعة من المستوطنين كانوا يتواجدون في المكان، ما أدى لمقتل مستوطن، وإصابة 5 بجروح، كما قتل مستوطن آخر برصاص مستوطنين. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية واعتقلت زوجة الشهيد حسين قراقع، ووالده وشقيقيه.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يعبّر في بيان صحافي عن قلقه البالغ من أن يكون المعتقل أحمد أبو علي، ضحية جديدة لسياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن استشهاد الأسير أحمد أبو علي، داعياً الصليب الأحمر الدولي للتدخل العاجل للإفراج عن الأسرى، خاصة المرضى والأطفال والنساء. ونعى اشتية، في بيان صدر عن مكتبه، اليوم الجمعة، إلى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وإلى الحركة الأسيرة، الأسير الشهيد أبو علي، مشيراً إلى أنه قضى جراء سياسة الإهمال الطبي الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى في معتقلات الاحتلال.