مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إن شحنة الصواريخ الروسية المتطورة المضادة للطائرات من طراز S-300 ليست في طريقها إلى سورية بعد، ولا توجد في المرحلة الحالية أي عملية تسريع تتعلق بشحنها، وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تأمل بأن لا تقوم روسيا بتزويد سورية بهذه الصواريخ، لكن في حال تزويدها بها فإن إسرائيل ستعرف ما الذي يجب عليها أن تفعله.
وأضاف يعلون، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام أمس (الثلاثاء)، أن موضوع هذه الصواريخ بات يحتل مرتبة متقدمة في جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية في إثر إصرار روسيا على أن تزود سورية بها. وقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريفاكوف أمس (الثلاثاء) أن بلده لا ينوي أن يخرق الاتفاق الذي تعهد بموجبه بتزويد سورية بهذه الصواريخ. كما أوضح أن الهدف من وراء تزويد نظام بشار الأسد بهذه الصواريخ هو ردع أصحاب الرؤوس الحامية عن تدويل الأزمة السورية، وعن تحويل النزاع بشأن هذه الأزمة إلى نزاع عالمي.
وعلمت صحيفة "يسرائيل هيوم" من مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن الهدف من وراء تزويد سورية بهذه الصواريخ هو مهاجمة الطائرات التابعة لسلاح الجو داخل إسرائيل أيضًا.
أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس أنه يدعم موقف قائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء نيتسان ألون في كل ما يتعلق بالتقييدات المفروضة على أوامر إطلاق النار في المناطق [المحتلة]، وشدّد على أن قيادة الجيش الإسرائيلي لا تنوي أن تغيّر هذه الأوامر.
وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق كلمة ألقاها في الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس (الثلاثاء)، وقد أكد فيها أيضاً أن موقفه هذا يحظى بدعم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون.
وأشار غانتس إلى أنه في حال رفع القيود المفروضة على أوامر إطلاق النار في المناطق [المحتلة]، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى تصعيد الأوضاع في تلك المناطق بصورة لا يمكن السيطرة عليها.
وكانت صحيفة "معاريف" قد نشرت قبل أكثر من أسبوع تحقيقاً صحافياً نقلت في سياقه عن عدد من جنود الجيش الإسرائيلي الذين يخدمون في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] قولهم إن أوامر إطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين الذين يقومون بأعمال عنف أو برشق الحجارة على الجيش غير واضحة، الأمر الذي يشكل خطراً على حياة الجنود. وفي إثر ذلك طالب زعماء المستوطنين بتغيير تلك الأوامر، ومنح الجنود حرية أكبر في إطلاق النار لكبح هؤلاء المتظاهرين.
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان ["الليكود - بيتنا"]، في مستهل اجتماع اللجنة، إن ما نُشر في التحقيق الصحافي في "معاريف" يعطي الانطباع بأن الأوامر الصادرة إلى جنود الجيش الإسرائيلي في المناطق [المحتلة] تفرض عليهم الهروب لا المواجهة، وقد أدى ذلك إلى نشوء وضع خطر للغاية ولا بُد من تغييره.
· بات واضحًا الآن أكثر من أي وقت مضى أن روسيا وليس إيران أو حزب الله هي الدولة الأكثر تأثيرًا في كل ما يتعلق ببقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنها هي التي ستقرّر متى وكيف ينهي الأسد مهمات منصبه.
· ولا بُد من القول إن هذه السياسة الروسية تشكل دليلا قاطعاً على ضعف وتراخي السياسة الأوروبية والأميركية إزاء الأزمة السورية.
· إن آخر مظاهر السياسة الروسية في هذا الشأن ينعكس في تأكيد نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريفاكوف أمس (الثلاثاء) أن موسكو تنوي تنفيذ الصفقة التي ستزود بموجبها سورية بصواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز S-300، وتشديده على أن الهدف من وراء هذه الصفقة هو ردع عدد من أصحاب الرؤوس الحامية. ولا شك في أنه يقصد بذلك الدول التي تميل إلى رفع الحظر المفروض على تزويد الأسلحة للمتمردين السوريين، وفي مقدمها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ومع أن هذا المسؤول الروسي لم يذكر إسرائيل، إلا إنه يقصدها هي أيضاً.
· إن جلّ ما فعله الروس فيما يتعلق بسورية حتى الآن هو توفير غطاء داعم لنظام الأسد في العالم، الأمر الذي يتيح له إمكان مواجهة الضغوط السياسية والعسكرية التي يتعرّض لها، وخصوصاً من جانب الدول الغربية وإسرائيل. ويمكن القول إن الروس شعروا أيضاً بأن الأميركيين لا ينوون التدخل عسكرياً في سورية. وبالنسبة إلى الأسد نفسه، فإنه في اللحظة التي ضمن فيها وقوف روسيا إلى جانبه، ونجح في أن يبقي الجيش السوري موالياً له، تعززت قدرته على أن يضمن استمرار بقاء حكمه.
· على الرغم من التصريحات الحادة هذا الأسبوع، فإن التطورات الأخيرة للأزمة السورية تبشر باستمرار الحرب الأهلية أكثر مما تبشر بانتهائها في وقت قريب. فقد ردت روسيا فوراً على إعلان الاتحاد الأوروبي، بعد تردد استمر قرابة العامين، رفع الحظر على تزويد الثوار بالسلاح، بالتشديد على التزامها صفقة السلاح مع نظام الأسد والتي سيتم تزويده في إطارها بمنظومة صواريخ جديدة مضادة للطائرات من طراز S-300.
· واستناداًَ إلى نائب وزير الخارجية الروسي، فإن هذه المنظومات من السلاح هي "للدفاع عن سورية من التدخل الأجنبي." وكلما نجحت مساعي الموالين للرئيس الأسد في وقف تقدم الثوار، كلما خرجت القوى المؤيده له عن صمتها وكشفت عمق تورطها في النزاع.
· وقد برز هذا بصورة خاصة الأسبوع الماضي في التصريحات الأخيرة الصادرة عن موسكو، وفي خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. واستناداً إلى تقرير منظمة تتابع المعارك في سورية عن كثب، فقد قُتل لحزب الله في هذه الحرب خلال الشهر الأخير فقط 141 مقاتلاً، بينهم 79 قتلوا خلال الأيام العشرة الماضية في المعركة الدائرة حول بلدة القصير الاستراتيجية المتاخمة للحدود اللبنانية، وهذا يعني أن حزب الله خسر أكثر من واحد في المئة من قواته العسكرية خلال شهر بسبب دعمه للأسد، وهذه خسارة لا يستهان بها بالنسبة إلى مليشيا صغيرة نسبياً.
· لقد تبددت التقديرات السابقة التي تحدثت عن السقوط القريب للطاغية السوري، ومنذ بداية العام الحالي بدأ يبرز أكثر فأكثر تعادل الطرفين. صحيح أن بشار الأسد فقد السيطرة على ما يقارب نصف أراضي الدولة السورية، بيد أن عدم التنسيق بين حركات المعارضة، إلى جانب ضعفها العسكري، لم يسمحا لها بالحلول محل السلطة المركزية، على الرغم من عمليات الاغتيال التي نفذتها.
· إن الخسائر التي تسببت بها هذه الحرب آخذة في الازدياد: فهناك أكثر من 80,000 قتيل، وأكثر من مليون ونصف مليون لاجىء، ونحو ثلاثة ملايين مواطن اضطروا إلى مغادرة منازلهم والانتقال إلى أماكن أخرى في سورية. وفي الوقت عينه، بدأت انعكاسات هذه الحرب تنزلق إلى خارج حدود سورية، فالأردن وتركيا يعانيان جراء نتائج هذه الحرب. أما في العراق، وبصورة أقل في لبنان فتدور حرب أهلية بين الشيعة والسنة.
· في هذه المأساة ، وعلى الرغم من الانطباع المعاكس أحياناً، فإن إسرائيل هي لاعب ثانوي فقط. ففي أعقاب سلسلة التهديدات التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون، تبرز محاولة للعودة إلى أسلوب أكثر هدوءاً وتعقلاً. فبالأمس عندما سئل وزير الدفاع، بوغي يعلون، عن صواريخ
· S-300 اكتفى بالقول إن إسرائيل "تعرف ما عليها فعله". ويبدو اليوم وعلى الرغم من الأضرار التي تنطوي عليها الحرب في سورية بالنسبة لإسرائيل فإنه يبدو اليوم أن الميزان العام للواقع الناشىء هناك ينطوي على فوائد لنا لا بأس بها.
· فإلى جانب الضعف الواضح للجيش السوري المنهك بالقتال الدموي، يبرز اليوم التآكل في قوة حزب الله في المعارك، والنقد الداخلي الذي يواجهه نصر الله بسبب تدخله في الحرب في سورية.
· طبعاً، لا يمكننا أن نتجاهل التهديدات الصادرة عن سورية وحزب الله بفتح "جبهة للمقاومة" جديدة ضد إسرائيل في هضبة الجولان، لكن إذا استطاعت إسرائيل البقاء خارج هذه الاضطرابات، فإن ثمة حظوظاً كبيرة في أن تستطيع احتواء الوضع على طول الحدود ومنع انفجار العنف على نطاق واسع. لذا يمكن القول، من دون أن نتجاهل المخاطر التي ينطوي عليها الوضع غير المستقر، إن الصورة في سورية في هذه المرحلة ليست قاتمة من وجهة النظر الإسرائيلية.
· ستدفع إسرائيل ثمناً غالياً على مذبح التسويات والصفقات والمناصب السياسية، إذ بدلاً من أن تعمل على تحديد سلم أولوياتها على المدى البعيد، فإنها تقوم بتقليص ميزانيتها الأمر الذي من شأنه أن يلحق الضرر مستقبلاً لا بقوات الاحتياط فحسب، بل ايضاً قد يؤدي إلى اجتثاث القطاع الوحيد الذي نعتمد عليه كلنا، الجهاز الأمني.
· إن المس بتدريبات قوات الاحتياط، وتقليص مدة خدمة العناصر العسكرية، وتسريح النظاميين، والمس بالتزود بالسلاح وبتطويره، ستؤدي إلى خسائر بشرية. ولا أريد التفكيرفي السيناريوهات الأكثر سوءاًَ مثل عدم القدرة على حماية مواطني دولة إسرائيل.
· على مواطني إسرائيل أن يتعلموا من الأخطاء. فقد أثبتت حرب لبنان الثانية، وقبلها حرب يوم الغفران[ حرب تشرين/أكتوير 1973] أن هناك ثمناً باهظاً للغطرسة، وللثقة بالنفس، وللمس بقدرات المقاتل. إن السياسيين لدينا يترددون في رؤية أن الشرق الأوسط يشتعل، فهل تعتبر رغبتهم في أن يعاد انتخابهم وحاجتهم إلى توزيع الميزانية على القطاعات، أكثر أهمية بالنسبة إليهم من سكان الدولة وسلامة المقاتلين؟
· وفي الواقع، فإن استمرار الحرب الأهلية في سورية، قد يؤدي إلى نشوء دولة جهادية ودولة القاعدة في هضبة الجولان. أما سيناء فهي تستخدم منذ عامين مخزناً للسلاح، وحقلاً للتدريبات وإرسال المخربين (يبدو أن للزعيم المصري محمد مرسي جدولاً للأولويات خاصاً به لا يتضمن الدفاع عن حدود دولة إسرائيل). أما في لبنان وقطاع غزة، وعلى الرغم من جهود الأذرع الأمنية، فإن حزب لله و"حماس" يواصلان بناء قوتيهما. وفي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يوجد زعيم فلسطيني لا يتمتع بالزعامة، ولا يريد فعلاً التوصل إلى تسوية، ناهيك بأحمدي نجاد في إيران، وأردوغان في تركيا.
· إزاء هذا كله، يتعين علينا أن نسأل الأسئلة التالية: عما يجب أن نتنازل كي نواصل تطوير القبة الحديدية ومنظومات الدفاع ضد الصواريخ؟ وما هو الثمن الذي نحن مستعدون لدفعه كي تدرك كل أم أن مصير ابنها هو بين أيدي قيادة ملائمة وخبيرة ومدربة؟
· إن الاعتداد بالرأي والثقة بالنفس غير المفهومة لدى بعض السياسيين المبتدئين، من شأنهما أن يضعونا في مواجهة وضع من المستحيل تحمله، ولاسيما أن أعداءنا في الشرق الأوسط ينظرون إلينا عبر عدسات مكبرة، وينتظرون الفرصة للانقضاض علينا.
· على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المالية يائير لبيد أن يتحليا بالشجاعة التي يتحلى بها الجندي في ساحة المعركة الذي يدرك أن هدفه هو الدفاع عن مواطني دولة إسرائيل أينما كانوا.