مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مستشار نتنياهو لشؤون الأمن القومي: إسرائيل ستمنع تحوّل صواريخ S-300 إلى صواريخ عملانية في الأراضي السورية
نتنياهو: مناورات الجبهة الإسرائيلية الداخلية تهدف إلى الدفاع عن السكان من التهديدات الجديدة
الكنيست يصادق على رفع ضريبة القيمة المضافة بـ 1%
اللجنة الوزارية لشؤون المساواة في تحمل عبء خدمة الدولة تقر مشروع القانون الجديد الخاص بتجنيد الشبان الحريديم
مقالات وتحليلات
تقليص الميزانية الأمنية الإسرائيلية يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة
نقاش نظري لسيناريو عملية عسكرية إسرائيلية أو أميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 30/5/2013
مستشار نتنياهو لشؤون الأمن القومي: إسرائيل ستمنع تحوّل صواريخ S-300 إلى صواريخ عملانية في الأراضي السورية

علمت صحيفة "هآرتس" من دبلوماسيين أوروبيين اشتركا يوم الخميس الفائت في اجتماع مغلق مع اللواء احتياط يعقوب عميدرور، رئيس "هيئة الأمن القومي" في ديوان رئيس الحكومة الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن عميدرور أكد خلال هذا الاجتماع أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها للحؤول دون تحوّل صواريخ S-300 الروسية المتطورة المضادة للطائرات، التي سيتم تزويد سورية بها، إلى صواريخ عملانية داخل الأراضي السورية.

وقال هذان الدبلوماسيان أنه يبدو أن هذه هي الخطوط الحمر التي تصر إسرائيل عليها فيما يتعلق بهذه الصواريخ، وأن عميدرور كشف النقاب عما تنوي إسرائيل أن تفعله في حال وصول هذه الصواريخ إلى أيدي سورية. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون قد أكد أول أمس (الثلاثاء) أن الحكومة الإسرائيلية تأمل بأن لا تقوم روسيا بتزويد سورية بهذه الصواريخ، لكن في حال تزويدها بها فإن إسرائيل ستعرف ما الذي يجب عليها أن تفعله.

وأشار الدبلوماسيان الأوروبيان أيضاً إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن روسيا ستزود سورية بهذه الصواريخ عاجلا أم آجلا، وذلك لأسباب لا تتعلق بالعلاقات الروسية- الإسرائيلية وإنما بعلاقات موسكو المتوترة مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على خلفية الأزمة السورية. وأضافا: "إن ما فهمناه من أقوال عميدرور هو أن إسرائيل باتت تدرك أنه لا يمكن الحؤول دون تزويد سورية بهذه الصواريخ، ولذا فإن الاتجاه الذي تسير نحوه إسرائيل هو أن تعمل ضد هذه الصواريخ بعد شحنها إلى هدفها لمنع تحولها إلى صواريخ عملانية".

ومعروف أن صواريخ S-300 هي من أكثر الصواريخ المضادة للطائرات تطوراً في العالم، ويبلغ مداها 200 كيلومتر، كما أنها مزودة بمنظومة رادارات متطورة للغاية. وتحتاج هذه الصواريخ إلى فترة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر كي تتحوّل إلى صواريخ عملانية.

على صعيد آخر، أكد الدبلوماسيان الأوروبيان أن عميدرور شدّد في الاجتماع المغلق نفسه على أن إسرائيل غير معنية بأن تتدخل في شؤون سورية، وأن الهدف الأكبر الذي يهمها من الناحية الاستراتيجية هو إضعاف كل من إيران وحزب الله، ولذا فإن السياسة الإسرائيلية إزاء الأزمة السورية يتم تحديدها بناء على ما يصب في مصلحة هذا الهدف.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يحرص كثيراً في الآونة الأخيرة على عدم الإدلاء بأي تصريحات علنية تتعلق بسورية، لكنه في الاجتماعات المغلقة التي يعقدها مع دبلوماسيين أجانب يؤكد خطورة تزوّد سورية بصواريخ S-300، ويشدّد على أن إسرائيل لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين في حال وجود صواريخ كهذه داخل الأراضي السورية. ومع أن نتنياهو لم يصرّح علناً حتى الآن بأنه فشل في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم تزويد سورية بهذه الصواريخ، إلا إن ما يقوله يشكل دليلاً على فشله الذريع في هذا الشأن.   

"يسرائيل هيوم"، 30/5/2013
نتنياهو: مناورات الجبهة الإسرائيلية الداخلية تهدف إلى الدفاع عن السكان من التهديدات الجديدة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن المناورات التي تجري في الجبهة الإسرائيلية الداخلية منذ بداية الأسبوع الحالي تهدف إلى تحسين مستوى الدفاع عن إسرائيل وسكانها من التهديدات الجديدة التي تتراكم من حولها.

وأضاف رئيس الحكومة، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام على هامش قيامه أمس (الأربعاء) بمشاهدة تدريبات قامت بها قيادة الجبهة الداخلية تحاكي سقوط صاروخ كيميائي على حي سكني في القدس في إطار "أسبوع الطوارئ الوطني"، أن إسرائيل تعيش في الوقت الحالي واقعا يتسم بقدر كبير من التهديدات المتغيرة، ومن أجل الرد على ذلك فإن الحكومة تقوم بالكثير من الاستعدادات والتدريبات.

وقال: "إننا نتصرف بشكل يتحلى بالخبرة والحكمة والمسؤولية، ونستبق التهديدات الموجهة إلينا. ومن أجل الاستمرار في القيام بذلك سنحتاج إلى مزيد من الموارد والقوانين، وسيتعين علينا أن نأخذ قرارا يتعلق بأمر بسيط هو أن الحياة أهم من أي شيء آخر".

وشدّد نتنياهو على أن الحكومة قادرة على توفير الحماية لمواطني إسرائيل، لكن لا بُد من الأخذ في الاعتبار أن هذه الحماية لا يمكن أن تكون دائماً تامة، كما أن التحصين لا يمكن أن يكون محكماً.

وأشار إلى أن الاستعدادات التي يتم اتخاذها لتحصين الجبهة الداخلية تجري بجهود مشتركة لكل من قيادة الجبهة الداخلية، والجيش الإسرائيلي، وديوان رئيس الحكومة، والوزارات المتعددة، والسلطات المحلية، وأكد أن أداء جميع هذه الجهات في أثناء عملية "عمود سحاب" التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة [في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012] كان متميزاً.

"معاريف"، 30/5/2013
الكنيست يصادق على رفع ضريبة القيمة المضافة بـ 1%

صادقت الهيئة العامة للكنيست أمس (الأربعاء) على قرار لجنة المال البرلمانية القاضي برفع نسبة ضريبة القيمة المضافة بـ 1% لتصبح 18% اعتبارا من يوم الأحد المقبل. 

وقد أيد 45 عضو كنيست هذا القرار، بينما عارضه 39 عضو كنيست، وامتنع عضو كنيست واحد هو موشيه فايغلين ["الليكود- بيتنا"] عن التصويت.

وغاب وزير المال يائير لبيد عن جلسة التصويت على القرار بسبب مغادرته إسرائيل للاشتراك في مؤتمر لمنظمة دول التعاون والتنمية الاقتصادية OECD في العاصمة الفرنسية باريس.

وقد انتقد عدد من أعضاء الكنيست من المعارضة هذا الغياب. وقالت رئيسة حزب العمل وزعيمة المعارضة عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش إن لبيد أختار أن يسافر إلى الخارج في هذا التوقيت بالذات كي يترك العمل القذر المتعلق برفع ضريبة القيمة المضافة على عاتق زملائه في حزب "يش عتيد"، وعلى عاتق المسؤولين في وزارة المال. وقال عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ [العمل] إن رفع ضريبة القيمة المضافة سيؤدي إلى ارتفاع أسعار جميع المواد الأساسية، وسيتسبب بتدهور 35,000 طفل إسرائيلي آخر إلى ما دون خط الفقر، وشدّد على أن إسرائيل ماضية نحو كارثة اجتماعية.

كما تغيّب عن جلسة الكنيست عدد من أعضاء الكنيست الاجتماعيين من "الليكود - بيتنا"، في مقدمهم ميري ريغف، وحاييم كاتس، وكذلك الوزيران تسيبي ليفني وعمير بيرتس من حزب "هتنوعا". 
 

"معاريف"، 30/5/2013
اللجنة الوزارية لشؤون المساواة في تحمل عبء خدمة الدولة تقر مشروع القانون الجديد الخاص بتجنيد الشبان الحريديم

أقرت اللجنة الوزارية الخاصة لشؤون المساواة في تحمل عبء خدمة الدولة، التي يقف على رأسها الوزير يعقوب بيري من حزب "يش عتيد"، أمس (الأربعاء)، مشروع قانون التجنيد الإلزامي الجديد الذي يتضمن فرض عقوبات جنائية على كل من يرفض أداء الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف الجيش الإسرائيلي، ولا سيما الشبان اليهود الحريديم [المتشددين دينياً].

وينص مشروع القانون الجديد، الذي من المتوقع أن يطرح قريباً على جدول أعمال الكنيست لإقراره بالقراءات الثلاث، على وجوب تجنيد جميع الشبان اليهود الحريديم من سن 18 حتى سن 22 عاماً ابتداء من سنة 2017، باستثناء 1800 شاب منهم يُسمح لهم بتعلم التوراة وعدم الانخراط في صفوف الجيش، وذلك بعد أن يتم تجنيد 3300 شاب منهم سنة 2013، و3800 شاب سنة 2014، و4500 شاب سنة 2015، و5200 شاب سنة 2016. كما يتيح لهؤلاء الشبان إمكان إرجاء الانخراط في صفوف الخدمة العسكرية الإلزامية حتى سن 21 عاماً كحد أقصى. وفي حال عدم تجاوب الشبان الحريديم مع أوامر التجنيد ستفرض عليهم عقوبات جنائية، كما أنه ستُفرض عقوبات اقتصادية على المدارس اليهودية الدينية ["ييشيفوت"] التي تعرقل انخراط الشبان الحريديم في صفوف الخدمة العسكرية.

ويقضي مشروع القانون الجديد بتفعيل مسار خاص للخدمة المدنية التطوعية للشبان العرب، وسيحظى المنخرطون فيه بمحفزات اقتصادية من الدولة.

وبعد إقرار مشروع القانون هذا عقد وزير المال يائير لبيد مؤتمراً صحافياً خاصاً أكد فيه أن مشروع القانون يهدف إلى تجنيد الشبان الحريديم في صفوف الجيش الإسرائيلي لأن هذا الجيش بحاجة ماسة إليهم، لا إلى حرمانهم من تعلم التوراة.

في المقابل قال عضو الكنيست يعقوب ليتسمان من حزب يهدوت هتوراه الحريدي إن مشروع القانون الجديد يشكل وصمة عار في جبين دولة إسرائيل، واتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتصعيد التحريض على جمهور الحريديم.   

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 30/5/2013
تقليص الميزانية الأمنية الإسرائيلية يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة
يتسحاق بن يسرائيل - عضو كنيست سابق ولواء في الاحتياط

·       من المعروف أن الجيش الإسرائيلي يضم أعداداً من الجنود تفوق الأعداد التي يضمها كل جيش من جيوش الدول العظمى مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، كما أنه يمتلك وسائل قتالية- أي دبابات وطائرات ومدافع وما إلى ذلك- أكثر مما يمتلك كل جيش من جيوش هذه الدول الأوروبية العظمى، فضلاً عن كونها وسائل قتالية ذات نوعية متطورة للغاية.

·       ولا شك في أن سبب ذلك يعود أساساً إلى كون إسرائيل تواجه منذ قيامها وحتى الآن وضعاً جيو- استراتيجياً مغايراً كلياً للأوضاع الجيو- استراتيجية التي تواجهها الدول الأوروبية. وتقف في صلب هذا الوضع التهديدات التي تحيط بالدولة، والتي تتغير من فترة إلى أخرى، وآخرها تهديد الصواريخ المتعددة التي يمكن أن تمس جبهتها الداخلية المدنية.

·       ومع ذلك، فإن السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: هل ما زال حجم الجيش الإسرائيلي ونوعيته ملائمين لتوفير الرد المطلوب على التهديدات المتربصة بالدولة؟. إن ما يمكن قوله، في معرض الإجابة عن هذا السؤال، هو أن هذه التهديدات لا تسمح بعد بتقليص عدد أفراد الجيش الإسرائيلي، وذلك لسبب بسيط للغاية هو أنه ما زال جيشاً أصغر من الجيش المصري، أو حتى من الجيش السوري. وفي حال نشوب حرب تقليدية جديدة مثل حرب يوم الغفران [حرب تشرين/ أكتوبر 1973]، فإن الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه في مواجهة جيشين كل منهما أكبر منه بخمسة أضعاف.

 

·       ثمة أمر آخر لا بُد من الانتباه إليه، وهو أن ميزانية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك المساعدات العسكرية الأميركية، ما زالت أقل بـ 4- 5 أضعاف من ميزانية المؤسسة الأمنية في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك على الرغم من أن حجم الجيش الإسرائيلي أكبر من حجم جيش كل دولة من هذه الدول، وذو قدرات نوعية أفضل. وبالتالي فإن قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير القاضي بتقليص مبلغ 3 مليارات شيكل من هذه الميزانية ينطوي على خطر كبير، ويمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.        

معهد أبحاث الأمن القومي، "مباط عال"، العدد 432، 29/5/2013
نقاش نظري لسيناريو عملية عسكرية إسرائيلية أو أميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية
الجنرال جايمس كارتيريت - اللواء (السابق) عاموس يادلين

[يعالج هذا التحليل واحداً من السيناريوهات المحتملة في إطار اتخاذ إسرائيل والولايات المتحدة قرارات مستقبلية بشأن المشروع النووي الإيراني، مع الأخذ في الحسبان أن استخدام القوة العسكرية ضد هذا المشروع سيكون المخرج الأخير. لكن على الرغم من ذلك، يجب أن يكون الخيار العسكري ذا مصداقية وقابلاً للتنفيذ عند الضرورة. إن  الهدف من السيناريو المعروض هنا كنموذج هو فقط إغناء وتشجيع النقاش بشأن الانعكاسات المختلفة للهجوم العسكري.]

الموعد: نهاية 2013

·       يتلقى رئيس الحكومة الإسرائيلية مكالمة هاتفية من البيت الأبيض، تتناول التقديرات الحديثة التي توصلت إليها أجهزة الاستخبارات الأميركية ومفادها أن العقوبات الدولية والمفاوضات مع إيران لم تقنعا النظام الإيراني بوقف سباقه النووي، وأن طهران رفضت الاقتراح الأميركي السخي الذي كان سيسمح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم مقابل قبولها بالرقابة النووية المشددة على نشاطاتها، وأن المشروع النووي الإيراني يواصل تقدمه وتخطى "الخطوط الحمر".

·       في أعقاب ذلك، سيجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأميركي مع طاقمي مستشاريهما وسيطرحان عليهما السؤال التالي: من هي الدولة التي ستشن الهجوم على إيران؟ هل هي الولايات المتحدة أم إسرائيل؟ ومن أجل الاجابة عن هذا السؤال وعن المسائل الأساسية الأخرى سيطرح الرئيسان عشرة أسئلة على مستشاريهم المقربين تتناول العملية العسكرية. وفيما يلي الأسئلة والاجابات عنها.

1-                 ما هو التوجه الذي سيمنح الغرب هامشاً أكبر من أجل استنفاد الخيارات السلمية؟ وهل يجب ابقاء توقيت موعد العملية  في يد الإسرائيليين أم في يد الأميركيين؟

إن القدرة الإسرائيلية على مهاجمة المنشآت النووية في إيران وبصورة خاصة تلك المحصنة في عمق الجبال، مثل منشأة فوردو، محدودة أكثر من قدرة الولايات المتحدة. لذا فإن نافذة الفرصة المتاحة أمام إسرائيل للهجوم آيلة إلى النفاذ، في حين أن القدرات المتطورة التي تملكها واشنطن تسمح لها بالانتظار، مما يعطي الغرب المزيد من الوقت من أجل استنفاد الخيارات الأخرى.

2-                 ما هو الهجوم الذي سيحظى بشرعية دولية واسعة؟

من المتوقع ألا يؤيد المجتمع الدولي أي عملية عسكرية ما دامت هناك حظوظ لنجاح المساعي الدبلوماسية والعقوبات. كما أن التفوق الأميركي على صعيد القدرات العسكرية سيمنح المزيد من الوقت لاستنفاد هذه الخيارات. انطلاقاً من هنا يمكن القول إن الهجوم الأميركي كمخرج أخير سيحظى بشرعية أكبر على الصعيد الدولي، في حين أن الهجوم الإسرائيلي الأحادي الجانب - الذي قد يأتي في ذروة المساعي الغربية للتوصل إلى حل دبلوماسي- من شأنه ألا يُستقبل بصورة إيجابية.

وعلى الرغم من ذلك، فما تجدر الإشارة إليه أن المشروع النووي الإيراني لا يشكل خطراً على الولايات المتحدة مثل الخطر الذي يشكله على إسرائيل، لذا فإن إسرائيل فقط تستطيع الادعاء بأن الهجوم هو للدفاع عن النفس. وقد سبق أن اعترف عدد من الشخصيات الأميركية، بمن فيهم الرئيس أوباما، في سياق تحذيراتهم من هجوم أحادي الجانب، بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

3-                 ما هو الخيار العسكري الذي سيتسبب بأضرار أكبر للمنشآت النووية الإيرانية؟

إن القدرات العسكرية العالية للولايات المتحدة والتي تشمل قاذفة القنابل الشبح من طراز B2، والتزود بالوقود في الجو، والطائرات المتقدمة من دون طيار، والقذائف التي تستطيع الوصول إلى المخابىء تحت الأرض والبالغة زنتها 30 ألف رطل، قادرة على إلحاق أضرار كبيرة بالأهداف الإيرانية. لكن في المقابل، ليس لدى الولايات المتحدة الخبرة العملانية من أجل القيام بمثل هذا الهجوم على المنشآت الإيرانية مثل الخبرة التي لدى إسرائيل، وهي التي سبق أن قامت بهجوم ناجح ضد المفاعل النووي العراقي" أوزيراك" بالقرب من بغداد سنة 1981، وضد المفاعل السوري سنة 2007، (استناداً إلى المصادر الأجنبية).

4-                 ما هو الخيار الذي يسمح بعدم انتهاك الأجواء الجوية لسيادة دولة تشكل طرفاَ ثالثاً؟

إن أي عملية إسرائيلية ستتطلب استخدام المجال الجوي لدولة أخرى(مثل الأردن أو السعودية أو العراق، أو سورية). في حين أن العملية الأميركية تستطيع التوجه مباشرة  إلى إيران سواء من القواعد الأميركية ومن حاملات الطائرات الموجودة في الخليج الفارسي أو في أي مكان آخر، من دون الحاجة إلى استخدام المجال الجوي لدولة ثالثة.

5-                 من هي الدولة التي تملك حظاً أكبر في القيام بعملية عسكرية محدودة وذات حد أدنى من الأضرار الجانبية، ولا تتسبب بتصعيد كبير؟

في ظل عدم امتلاك إسرائيل للقدرات العسكرية المتطورة من أجل عملية عسكرية متواصلة لقصف المنشآت النووية في إيران، فإن أي هجوم إسرائيلي سيكون حتماً محدوداً وجراحياً، مع أقل قدر ممكن من الأضرار الجانبية، مما يشكل ميزة مهمة، ذلك لأن هذا الهجوم سيبقي الكثير للنظام الإيراني كي يخسره، وبالتالي فإن أي عملية انتقامية [من جانب إيران] ستكون مدروسة بدقة، مما يقلل من خطر التصعيد.

في المقابل، فإن سلاح الجو الأميركي هو الأفضل في العالم. إذ إن التفوق العسكري الكبير لهذا السلاح، والذي يشمل استخدام القنابل القادرة على الوصول إلى المخابىء المحصنة تحت الأرض، يجعله أكثر قدرة على القيام بعملية جراحية دقيقة وفعالة. ومع أنه لا يوجد ما يضمن أن تكون هذه القذائف الثقيلة فعالة ضد جميع الأهداف الإيرانية، فإن القصف الأميركي سيكون أكثر قوة من القصف الإسرائيلي. وإذا كانت واشنطن لا ترغب في الغرق في حرب جديدة ضد دولة إسلامية، يجب أن يستهدف الهجوم على إيران وقف المساعي الإيرانية النووية، لا تغيير النظام هناك أو الاحتلال.

6-                 هل التصعيد الذي سيعقب الهجوم سيؤدي إلى حرب؟ ومن هي الدولة التي تملك الآليات الأكثر فعالية لإنهاء المواجهة؟

إن التقديرات المتعلقة باليوم التالي للهجوم الأميركي او الإسرائيلي تترواح بين عملية انتقامية إيرانية محدودة قد تنتهي خلال أيام، وبين حرب إقليمية شاملة. ففي حال كانت الولايات المتحدة هي التي هاجمت فإنها ستكون مطالبة بتبرير ذلك على الصعيد الأخلاقي، وكما ذكرنا أعلاه فإن إسرائيل قادرة على الادعاء بأنها تحركت دفاعاً عن نفسها. علاوة على ذلك، فإن قدرة الولايات المتحدة لأن تلعب دور الوسيط في التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار ستتضرر كونها هي التي بادرت إلى الهجوم. ومن المحتمل أن تكون الصين وروسيا أقل غضباً من الهجوم الإسرائيلي، وربما أكثر استعداداً للمساهمة في منع التصعيد، فيما لو قامت الولايات المتحدة وليس إسرائيل، بالهجوم.

7-                 ما هو البديل الذي من شأنه ألا يدفع إيران إلى التشدد بمواقفها، الأمر الذي من شأنه أن يقوي موقع النظام؟

كلما أدرك الشعب الإيراني أن الهجوم يستهدف المشروع النووي للنظام، وليس موجهاً ضد الدولة أو سكانها، كلما تراجع احتمال أن يتوحد الشعب وراء الحكم في طهران. من هنا فالهجوم القصير زمنياً والمحدود والذي يقلل من احتمال إصابة المدنيين، هو أفضل من الهجوم الذي يستغرق وقتاً أطول، ويثير الخوف بين الناس على حياتهم، ويجعلهم بحاجة إلى حماية النظام.

وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم المحدود وغير المعلن عنه، والذي ينتهي بخسائر بشرية ضئيلة، يعطي الأفضلية للجيش الإسرائيلي.

8-                 ما هو تأثير مثل هذا الهجوم الإسرائيلي على الرأي العام في الشرق الأوسط، بالمقارنة مع الهجوم الأميركي؟

من غير المعقول أن يثير الهجوم الإسرائيلي أو الأميركي على إيران الغضب في الدول العربية والتأييد للنظام الإيراني، لا سيما في ظل العداء المتزايد وسط السّنة حيال طهران بسبب دعمها للنظام السوري. ويعتقد عدد كبير من المحللين أن حكام دول الخليج سيهللون لمثل هذا الهجوم في الغرف المغلقة، على الرغم من إدانتهم العلنية له. لكن على الرغم من ذلك، وفي ضوء التوتر التاريخي بين إسرائيل والعالم العربي، فمن المحتمل أن يتعرض الهجوم الإسرائيلي إلى انتقادات أكبر من تلك التي يتعرض لها الهجوم الأميركي. وفي الواقع فإن الهجوم الأميركي على إيران قد يساعد الولايات المتحدة على تحسين صورتها في نظر العالم العربي السني (لكنه قد يثير غضب الجماهير في أفغانستان وباكستان بسبب التدخل العسكري الأميركي في هاتين الدولتين).

9-                      على الصعيد السياسي، ما هو الخيار الذي سيساعد الرئيس الأميركي أكثر ، والخيار الذي سيساعد رئيس الحكومة الإسرائيلية أكثر؟

إن الدخول في حرب جديدة ضد دولة إسلامية لن يساعد سياسياً الإدارة الأميركية، لذا فإن واشنطن ستفضل أن تتحرك حليفتها بدلاً منها. أما بالنسبة لإسرائيل، فلم يسبق أن طلب أي رئيس للحكومة الإسرائيلية من العالم أو من أي دولة أخرى أن تخوض حرباً بدلاً من إسرائيل، ومن الصعب أن يتغير هذا المبدأ الآن، واستناداً إلى هذا المنطق، فإن الهجوم الإسرائيلي هو الأفضل. في المقابل إذا اعتقدت إسرائيل ان الهجوم الأميركي سيقلل من مخاطر عملية انتقامية إيرانية ضد المدنيين الإسرائيليين، فهي ستفضل حينها أن تتولى واشنطن قيادة العملية.

10-          في حال تبين أن ثمة حاجة إلى المزيد من الهجمات العسكرية، من

            هي الدولة الأقدر على القيام بذلك؟

إن الولايات المتحدة هي قوة عالمية عظمى تملك قدرات متطورة، وهي قادرة على استخدام القوة من أماكن وقواعد مختلفة في جميع أنحاء العالم، و تستطيع عند الحاجة توجيه ضربة ثانية من مكان غير المكان الذي منه وجهت الضربة الأولى. أما قدرة إسرائيل على القيام بهجمات متتالية فمحدودة للغاية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*    الجنرال جايمس كارتريت، هو رئيس كرسي في معهد رونالد براون للدراسات الأمنية في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية USMC في واشنطن، في الولايات المتحدة.

**   اللواء في الاحتياط عاموس يادلين، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، وسابقاً رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، كما كان واحداً من الطيارين الستة الذين شاركوا في قصف المفاعل

 

       النووي في بغداد في حزيران/يونيو 1981.