مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
يعرب المقربون من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن تفاؤل حذر إزاء احتمال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في بداية سنة 2010. وقبيل مغادرة نتنياهو إلى القاهرة اليوم (الثلاثاء) للقاء الرئيس المصري حسني مبارك،يشير بعض التقديرات إلى بدء المفاوضات خلال الأسابيع القليلة المقبلة. أما في الجانب ]الفلسطيني[ المقابل، فلا تتردد في العلن أصوات تدعم هذا التفاؤل. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى الغضب الفلسطيني الذي أُعربَ عنه بسبب خطة البناء في القدس الشرقية.
ويأتي اللقاء مع مبارك بمبادرة من رئيس الحكومة الذي يتوقع أن يطلب من مضيفه ممارسة تأثيره على رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن كي يستأنف الحوار في القريب العاجل. وفي واقع الأمر، فإن اللحظة الراهنة هي لحظة ما قبل الذروة التي يتوقع أن يعلَن فيها استئناف الحوار مع الفلسطينيين، وذلك بناء على تنسيق مسبق تم بتدخل مكثف من جانب الأميركيين، وفي مقدمهم المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل.
وقد بدأت هذه الخطوة التي تم تنسيقها مع جميع الأطراف بإعلان إسرائيل تجميد البناء في يهودا والسامرة ]الضفة الغربية[ لعشرة أشهر. ويتوقع أن تنتهي هذه الخطوة، إذا سار كل شيء وفقاً لما هو مخطط له، بإعلان أبو مازن استعداده للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل.
وبعد عطلة عيد الميلاد مباشرة، يتوقع أن يعود المبعوث ميتشل إلى الشرق الأوسط. ويقول المسؤولون في ديوان رئيس الحكومة إن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يتسلموا حتى الآن ]رسائل[ ضمانات أميركية تمهيداً لبدء المفاوضات، على الرغم من أن هذه الأفكار طرحت في أثناء الاتصالات التي جرت في واشنطن والقدس ورام الله.
وأعربت مصادر في القدس الليلة الفائتة عن تقديرات فحواها أن أبو مازن سيعلن قريباً استعداده ]لاستئناف المفاوضات[، أكان ذلك بسبب الضغط الأميركي وموقف المجتمع الدولي، أو لأنه لا يريد الظهور بمظهر الرافض لعملية السلام.
ومن المتوقع أن يثار أيضاً في اللقاء مع الرئيس مبارك موضوع صفقة غلعاد شاليط ]تبادل الأسرى مع "حماس"[، وموضوع تعزيز قوة المحور المعتدل في مواجهة التهديد الإيراني.
تطرق وزير الدفاع إيهود باراك أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، بإسهاب، إلى إمكان مهاجمة المنشآت النووية في إيران، وقال: "إن موقع قم يقع في قبو محصن تحت الأرض وهو حصين أمام القذائف العادية". وأضاف: "ما كشف الإيرانيون عنه الآن، بناء على قرار اتخذوه هم، هو موقع تم بناؤه على مدى أعوام". وذكر وزير الدفاع أن "مشروع تخصيب اليورانيوم لا يزال مستمراً". وأعرب باراك عن تذمره من عدم إبداء المجتمع الدولي الدعم الكافي لمتظاهري المعارضة في إيران.
وأضاف قائلاً: "كانت سنة 2009 من أهدأ السنوات على جميع الجبهات، ونحن نبدأ سنة 2010 في ظل احتمال وقوع نشاط ]عسكري[ مكثف على الرغم من الهدوء. إن إسرائيل قوية وقدرتها الرادعة فعالة جداً، لكن الجميع يفترض أن اندلاع مواجهة أمر ممكن، ولا يجوز تجاهل حقيقة التهديد الكامن إلى جانب الهدوء. إن حادثاً إرهابياً كبيراً، بغض النظر عن مصدره، يمكن أن يؤدي إلى انقلاب الهدوء إلى مواجهة عنيفة مع حزب الله أو 'حماس' أو مع كليهما".
وتناول وزير الدفاع التهديد الذي تمثله استقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فقال: "في ظل الوضع المعقد القائم اليوم، أعتقد أنه تم إيجاد طريقة تمكن أبو مازن من البقاء في منصبه". ونبّه إلى أن "أبو مازن قال في مقابلة صحافية قبل نحو أسبوعين: 'إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن جميع القضايا الجوهرية، فسيعتبر الشعب الفلسطيني ذلك نهاية للنزاع ونهاية للمطالبات المتبادلة'. لا أعتقد أنني سمعت أحداً في الجانب الفلسطيني يقول شيئاً كهذا. نحن لا نتفق معه في كل الأمور، لكن من المهم أنه قال ذلك، لأنه يزيل خوف جزء من الجمهور وجزء من أصحاب الشأن من دخول المفاوضات".
وأضاف قائلاً: "إن البديل من المفاوضات هو الطريق المسدودة التي ستؤدي إلى العنف وإلى زيادة قوة 'حماس'. نحن اليوم في موقع الأفضلية وفي موقع قوة يمكننا من الدخول في تسوية تؤدي إلى واقع يقوم على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب. إن استمرار سيطرتنا على الملايين من الفلسطينيين بين نهر الأردن والبحر سيؤدي بالضرورة إلى واقع يقوم على دولة غير يهودية أو دولة غير ديمقراطية تصبح دولة فصل عنصري".
أمكن لرئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني أن تتنفس الصعداء أمس بعد أسبوع صعب واجه كاديما خلاله خطر الانشقاق. رفض الحزب، بأكثرية ساحقة، عرض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو انضمام الحزب إلى حكومة وحدة، وأعرب عن استعداده لإجراء مفاوضات مع نتنياهو على أساس موضوعي، وبواسطة طواقم مفاوضات. وعلى الرغم من أن الانشقاق تأجل، ومن أن جزءاً من أعضاء الكنيست الذين كانوا ينوون الانشقاق أعلنوا أنهم باقون في الحزب، إلاّ إن خطر الانشقاق لا يزال يحوم فوق كاديما. وأعلن نتنياهو بدوره أنه سيواصل جهوده الرامية إلى توسيع الحكومة.
وقال مقربون من رئيس الحكومة: "ليست هذه نهاية الحكاية، لأنه ظهرت في كاديما تصدعات خلال الأسبوع الفائت، و ليس تفكك الحزب إلاّ مسألة وقت".
وعلى الرغم من أنه تم تجنب انشقاق الحزب في الوقت الراهن، فإن ]الرجل الثاني في الحزب[ شاؤول موفاز لا ينوي التراجع عن مطالبته بإجراء انتخابات تمهيدية في الحزب في القريب العاجل. فقد قال خلال جلسة الحزب أمس: "إننا نواجه مشكلة صعبة، وعلينا إجراء انتخابات تمهيدية من أجل إنقاذ الحزب".
· عرض وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، الذي يُفترض أن يكون المسؤول عن دفع مكانة إسرائيل، باعتبارها دولة مناصرة للسلام، لدى الأسرة الدولية برمتها، مقاربة هوجاء ومخجلة [بشأن سياسة إسرائيل الخارجية]، خلال اجتماع عام عقد في القدس هذا الأسبوع، حضره عشرات السفراء الإسرائيليين في مختلف أنحاء العالم. وعلى ما يبدو فإن ليبرمان الذي أصبح شخصاً غير مرغوب فيه في الدول المهمة في الشرق الأوسط وفي أوروبا، مصرّ على إعادة إسرائيل إلى أيام "العالم كله ضدنا" و"لا يوجد من نتحادث معه".
· ففي الوقت الذي يقوم فيه رئيس الدولة [شمعون بيرس] ووزير الدفاع [إيهود باراك] ببذل جهد كبير لترميم العلاقات الإستراتيجية مع تركيا، فإن وزير الخارجية يقدم على إغلاق النافذة التي فتحتها هذه الدولة الإسلامية المهمة على سورية. وعشية توجه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى القاهرة، في زيارة تهدف إلى وضع حد للجمود في الاتصالات مع الفلسطينيين، فإن ليبرمان لا يتورع عن وصف السلطة الفلسطينية بأنها "عصابة مخربين". أمّا الدول العربية التي تقترح منذ سنة 2002 تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإنها تعيش في الأوهام، في نظر ليبرمان.
· كما أن وزير الخارجية توصل إلى الاستنتاج بأن "الانسحاب إلى الخط الأخضر لن يؤدي إلى إنهاء النزاع". وجاء ذلك بعد أيام معدودة من إعلان رئيس السلطة الفلسطينية [محمود عباس] أن التوصل إلى اتفاق سلام على أساس خطوط 1967 سيؤدي إلى إنهاء المطالب [الفلسطينية] من إسرائيل.
· لقد أوضح ليبرمان لموظفي وزارته أن وجهة نظره تمثل السياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية الحالية. ولكن، غداة ذلك الاجتماع صرّح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأن ظروف استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين أصبحت ناضجة. ولا شك في أن هذه الرسائل المتناقضة تصور إسرائيل دولة خاضعة لحكومة تضلل مواطنيها، كما تضلل جيرانها وأصدقاءها في العالم كله.
· لا يمكن لإسرائيل السماح بأن يكون سياسي متطرف وبلا مسؤولية هو واجهتها في العالم. ويتبين الآن أن تعيين ليبرمان وزيراً للخارجية هو أحد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها نتنياهو لدى تأليف حكومته. وبناء على ذلك، فإنه إذا كان رئيس الحكومة معنياً فعلاً بدفع مبادرات سلمية قدماً، وكسب ثقة الأسرة الدولية به وبحكومته، فعليه تصحيح هذا الخطأ وتنحية ليبرمان من منصبه.
· يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يتبنى، في ساعات الصباح، تقويمات خبراء شعبة الاستخبارات العسكرية، وفحواها أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، معني جداً باتفاق سلام يتم التوصل إليه عبر مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. أمّا في المساء فإن مستشاره لشؤون الأمن القومي، عوزي أراد، يقنعه بأن لا فائدة ترجى من تضييع الوقت على عباس، لأن القيادة الفلسطينية في رام الله تنازلت عن اتفاق السلام مع إسرائيل لمصلحة تجنيد تأييد دولي للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
· ويبدو أن القدس هي المكان الذي يشكل ملجأ لنتنياهو [بسبب تخبطاته]، وهذا ما تدل عليه قضية أعمال البناء في منطقة فندق شبرد في حي الشيخ جراح، وقرار اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء توسيع حي جيلـو.
· ولا بُد من القول إن نشر مناقصة لبناء مئات الوحدات السكنية في الأحياء اليهودية في شرقي المدينة، هو وصفة لإحباط أي عملية سياسية وأي معارضة يسارية. فمن الواضح أنه عندما يقوم اليهود بتغيير الوضع القائم في القدس، فليس في إمكان العرب التغاضي عن ذلك أو المرور به مرور الكرام.
· حين كنت أشغل وظيفة المدير العام لديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية رأت الحكومة ورئيسها [أريئيل شارون]، في ذروة عمليات "الإرهاب" الفلسطينية العرفاتية، أن قيام السلطة الفلسطينية بمكافحة "الإرهاب"، بصورة جادة، هو شرط مسبق ووحيد لاستئناف المفاوضات السياسية. وقد طولبت هذه السلطة بذلك، لكن ما فعلته في هذا الشأن كان قليلاً للغاية.
· غير أن هذا الوضع تغيّر كثيرًا عقب "خريطة الطريق" وتعزيز قوة حكومة محمود عباس- سلام فياض. صحيح أن تقليص عدد العمليات "الإرهابية" في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] قد تم، أساسًا، من طرف جهاز الأمن الإسرائيلي، لكن أيضًا بفضل الأداء المتميز لأجهزة الأمن الفلسطينية، التي مرّت بعملية إعادة بناء.
· ومن نافل القول إن وضع السلطة الفلسطينية الحالية التي تحارب "الإرهاب" بصورة جادة، هو وضع معقد للغاية، إذ ان دعاية "حماس" تصورها على أنها "خائنة" و"متعاونة" مع الإسرائيليين والأميركيين في إحباط الكفاح ضد الاحتلال. كما أن وضعها، في الوقت الحالي، يعتبر أكثر صعوبة، إذ ليس في إمكانها الإشارة إلى حدوث أي تقدّم في العملية السياسية، لقاء جهدها في محاربة "الإرهاب".
· وقد جاءت العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس، السبت الفائت [قامت قوات الجيش الإسرائيلي خلالها باغتيال ثلاثة ناشطين فلسطينيين من حركة "فتح"]، لتؤجج الحملة على السلطة الفلسطينية. ويدعي مسؤولون في السلطة أن إثارة غضب الشارع الفلسطيني سيضع عراقيل كبيرة في طريق إحباط مبادرات "إرهابية".
ربما من غير الممكن إشراك الفلسطينيين في المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالعملية العسكرية في نابلس، لكن يجب على أصحاب القرار في القدس عدم نسيان أنه من دون تعاون أمني فلسطيني، فإن إسرائيل ستواجه صعوبة كبيرة في فرض الأمن على المستوى الذي اعتدنا عليه خلال الأعوام القليلة الفائتة.