مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
إسرائيل: ثلاث وجهات نظر حول أحداث لبنان.. وإجماع حول محدودية تأثير إسرائيل في ما يجري هناك
إحصائية: عدد سكان إسرائيل 7,241,000 نسمة
مقتل إمرأة من الحجاج العائدين في معبر إيريز ومقتل شاب في معبر كيريم شالوم
إلزام الحجاج الفلسطينيين بالعودة إلى غزة عبر معبر إسرائيلي
عمليات تمشيط في الخليل بعد مقتل جنديين
مقالات وتحليلات
قوانين الغاب في "الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط"
منظومة "القبة الحديدية".. هل تكون تضليلاً
2007.. سنة صواريخ القسام
مقتل بوتو.. باكستان هنا
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 31/12/2007
إسرائيل: ثلاث وجهات نظر حول أحداث لبنان.. وإجماع حول محدودية تأثير إسرائيل في ما يجري هناك

تتابع إسرائيل الأزمة السياسية في لبنان وتطورات العلاقات الفرنسية ـ السورية، لكنها تجد صعوبة في بلورة موقف موحد من هذا الموضوع. وقد ناقشت الأزمةَ الهيئاتُ جميعها العاملة بهذه المسألة من وزارة الخارجية إلى المؤسسة الأمنية، فأجهزة الاستخبارات. لكن ثمة خلافات في داخلها بشأن كيف ينبغي لإسرائيل أن تتصرف حيال هذه الأزمة. مع ذلك، تتفق الهيئات كلها على أن مدى تأثير إسرائيل فيما يجري في لبنان هو في حدوده الدنيا. وبحسب أحد الآراء التي طرحت في النقاشات، تكمن المصلحة الإسرائيلية في محافظة لبنان على استقلاله كي يضعف حزب الله.  ووفقاً لرأي آخر، على إسرائيل أن تتطلع إلى إعادة النفوذ السوري في لبنان، من أجل أن  تتضمن المفاوضات المستقبلية مع دمشق اتفاقاً بشأن لبنان أيضاً. وتبعاً لرأي ثالث، سيتحول لبنان، خلال بضع سنوات، إلى دولة ذات أكثرية شيعية، ولذا فإن أي حل متعلق به متوقف على إيران.

"هآرتس"، 31/12/2007
إحصائية: عدد سكان إسرائيل 7,241,000 نسمة

بلغ عدد سكان إسرائيل على عتبة سنة 2008 نحو 7,241,000 نسمة، منهم 75% من اليهود، أي 5,472,00 نسمة. ويتبين أيضاً من معطيات نشرها المكتب المركزي للإحصاء أمس أن 20,6% من سكان إسرائيل، أي 1,449,000 نسمة، هم من العرب، وأن 4,4%، أي 320,000 نسمة، هم مهاجرون، ليسوا مسجلين كيهود لدى وزارة الداخلية. 

 

وخلال سنة 2007 شهد عدد سكان إسرائيل نمواً بلغت نسبته 1,7%، وهو أدنى قليلاً من النمو خلال العامين السابقين، الذي بلغ نحو 1,8%. وبلغ مجمل الزيادة في عدد السكان خلال سنة 2007 نحو 124,000 نسمة، 88% منه نجم عن التكاثر الطبيعي، والباقي نتيجة للهجرة. وقدم إلى إسرائيل خلال العام المنصرم ما يربو على 18,000 مهاجر، مقارنةً بـنحو  21,000 و 19,000 مهاجر خلال سنتي 2005 و2006 على التوالي.

 

"هآرتس"، 31/12/2007
مقتل إمرأة من الحجاج العائدين في معبر إيريز ومقتل شاب في معبر كيريم شالوم

أعلنت مصادر فلسطينية أن عدداً من الحجاج العائدين من السعودية إلى قطاع غزة عبر معبر إيريز (بيت حانون) أصيبوا بنيران أطلقها عليهم جنود الجيش في شغب نشب على الحاجز. وعلى حد قولهم، فقد قتلت امرأة وأصيب أربعة أشخاص آخرين. 

وفي حادث آخر وقع في وقت سابق، قتل شاب فلسطيني يبلغ 22 عاماً بنيران أطلقها عليه الجيش الإسرائيلي بالقرب من معبر كيريم شالوم (كرم أبو سالم) في جنوب القطاع، بعد أن رأته قوة تابعة للجيش الإسرائيلي وهو يحاول، على الأرجح، زرع عبوة ناسفة.

 

"هآرتس"، 30/12/2007
إلزام الحجاج الفلسطينيين بالعودة إلى غزة عبر معبر إسرائيلي

قررت مصر عدم السماح لنحو 2000 فلسطيني عائدين من أداء فريضة الحج بالعودة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وإلزامهم بالعودة عبر المعبر الإسرائيلي، على الرغم من أنها سمحت لهم بمغادرة القطاع عبر رفح قبل نحو شهر. غير أن الناطق بلسان حركة "حماس" في غزة أعلن أمس أن الأزمة على وشك الانتهاء، وأن مصر سمحت لكبار السن من الحجاج بالمرور عبر معبر رفح، مضيفاً أن باقي الحجاج سيعبرون لاحقاً. وطالب الناطق مصر بفتح معبر رفح وعدم إخضاع العائدين للتدقيق الأمني الإسرائيلي. 

 

وكانت إسرائيل ومصر اتفقتا، عقب زيارة وزير الدفاع إيهود باراك لشرم الشيخ خلال الأسبوع الفائت، على إلزام الحجاج الذين غادروا من دون موافقة إسرائيلية، بالعودة عبر معبر إسرائيلي. وقد سعت إسرائيل لمنع الحجاج، الذين يوجد بينهم أيضاً نشطاء من حركة "حماس" ومسؤولون كبار من الحركة، من العودة من دون تدقيق أمني مخافة أن يجلبوا معهم عشرات الملايين من الدولارات نقداً. 

 

"هآرتس"، 30/12/2007
عمليات تمشيط في الخليل بعد مقتل جنديين

قتل جنديان إسرائيليان من سكان كريات أربع ]الحي اليهودي في مدينة الخليل[ في عملية إطلاق نار وقعت يوم الجمعة الفائت أثناء قيامهما بنزهة في المنطقة "ب" الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية. وفي الاشتباك الذي وقع بين الجنديين ومجموعة "مخربين"، تمكن الجنديان من قتل أحد أفراد المجموعة قبل مقتلهما. وباشر الجيش الإسرائيلي بعمليات تمشيط بحثاً عن "المخربين" واعتقل عدداً من المشتبه بهم، وقام بمداهمة أحد المستشفيات في مدينة الخليل، واعتقل أحد المتورطين في العملية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 31/12/2007
قوانين الغاب في "الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط"
عكيفا إلدار - معلق سياسي

•تقول وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، خلال اللقاءات الخاصة، إن توجيهات المؤسسة السياسية الإسرائيلية بشأن تسهيل أوضاع الحياة اليومية في الضفة الغربية، تتبخر وهي في طريقها من القدس إلى بوابات نابلس. ولعل أفضل دليل على ذلك هو الفجوة القائمة بين الوعود المتكررة التي يطلقها رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، للرئيسين محمود عباس وجورج بوش بشأن تسهيل حرية حركة الناس والبضائع في شوارع الضفة الغربية بين مئات الحواجز والسواتر الترابية التي تنغص حياة ملايين الفلسطينيين.

•إننا لا نحتاج إلى أفلام دراماتيكية لإثبات أن قوانين الغاب تسري أيضاً في المناطق [المحتلة] التي تخضع لسيطرة "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط". إن كل شيء مسجل على حقيقته في الوثائق الرسمية. على سبيل المثال تم، خلال الأعوام العشرة الفائتة، فتح 3449 ملفاً بسبب أعمال بناء غير قانونية في المستوطنات، غير أن ما جرى هدمه من أعمال البناء هذه لا يتجاوز 3 بالمئة فقط.

 

•بناء على كل ذلك من الممكن ألاّ يكون لدى الضباط والجنود المصريين الكثير من الحوافز لعرقلة ما يعتبر في نظرهم كفاحاً يخوضه إخوتهم المسلمون ضد الاحتلال اليهودي. إن موقف إسرائيل ضعيف في كل ما يتعلق بالتناقض القائم بين الالتزام بالعملية السياسية وبين تقديم المساعدة لعناصر تسعى لتخريب هذه العملية. ويجدر بوزيرة الخارجية ألا تجاهر بنقدها مصر [بسبب عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة]، لأنها هي نفسها تعيش في دولة لا يزال مفتاح تغيير الواقع في المناطق المختلف بشأنها، والموجودة في مركز مفاوضات سياسية، في أيدي الجيش فقط.

 

"هآرتس"، 31/12/2007
منظومة "القبة الحديدية".. هل تكون تضليلاً
د. رؤوبين بدهتسور - أستاذ جامعي ومحلل في الشؤون الاستراتيجية

•يبدو أن وزراء الحكومة الإسرائيلية الحالية لم يتعلموا شيئاً من تقرير لجنة فينوغراد، الذي أشار إلى عيوب عملية اتخاذ القرارات في مجال الأمن القومي، وإلا فكيف في الإمكان تفسير موافقتهم على قرار ذي بعد استراتيجي من دون أن تكون في حيازتهم معلومات كافية وموثوق بها؟ إن المقصود هو القرار الذي اتخذته اللجنة الوزارية المصغرة للشؤون السياسية - الأمنية، في مطلع الأسبوع الماضي، وصادقت فيه على ميزانية تطوير منظومة "القبة الحديدية" لإسقاط  صواريخ القسام والكاتيوشا [القصيرة المدى].

•صحيح أن أعضاء لجنة فينوغراد تطرقوا إلى قرار شن حرب لبنان الثانية، غير أن الأخطاء التي أشاروا إليها تكررت في قرار اللجنة الوزارية المصغرة هذه المرة. ففي جلسة تلك اللجنة عُرض بديل واحد فقط اختارته المؤسسة الأمنية بين بضعة بدائل جديدة. ولذا لم تتوفر لوزراء اللجنة معلومات كافية تمكنهم من المفاضلة بين تلك البدائل.

•بناء على ذلك لم يدرك وزراء اللجنة المصغرة ما الذي عليهم السؤال عنه بشأن هذه المنظومة، تماماً مثلما لم يدركوا ما الذي يجب سؤال رئيس هيئة الأركان العامة عنه فيما يتعلق بالمداولات التي سبقت شن الحرب في لبنان. 

•هل يدرك أي وزير من اللجنة المصغرة، مثلاً، أن تكلفة هذه المنظومة أكبر من التكلفة التي عرضت عليهم؟ وأن ثمن كل صاروخ مضاد للصواريخ يمكن أن يبلغ ثلاثة أضعاف المبلغ الذي عرض عليهم؟ هل سأل أي وزير منهم ما هو المنطق الكامن وراء إطلاق صاروخ تبلغ كلفته 100 ألف دولار لإسقاط ماسورة تبلغ تكلفتها 5 دولارات فقط؟

•هناك شك كبير فيما إذا أدلى أحد وزراء اللجنة المصغرة برأيه في مسألة الشظايا؛ إذ من المعروف أن صاروخ "القبة الحديدية" سيحول صاروخ القسام، إذا نجح في إصابته، إلى شظايا، وستواصل هذه الشظايا طريقها نحو الهدف، ومن شأن كل شظية منها أن تقتل.

 

•إن الأخطر من كل ذلك هو أن وزراء اللجنة المصغرة ينساقون، عن سابق معرفة، مع تضليل الجمهور في النقب الغربي. فعندما يعلن وزير الدفاع، إيهود باراك، أنه "ستكون في حيازة إسرائيل، في غضون بضعة أعوام، منظومة حماية ضد 90% من عمليات إطلاق الصواريخ"، ويهز وزراء اللجنة المصغرة رؤوسهم، فإنهم يتصرفون كما تصرفوا تماماً مع رئيس هيئة الأركان العامة السابق، دان حالوتس، عندما وعد بأن يقضي على قوة حزب الله خلال أيام معدودة بواسطة قوة سلاح الجو فقط. ومثلما أنه لم يكن ممكناً تحقيق الهدف الذي أشار حالوتس إليه، فليس في الإمكان تحقيق أمنية باراك فيما يتعلق بالدفاع في مقابل القسام.

 

"معاريف"، 31/12/2007
2007.. سنة صواريخ القسام
عاموس غلبواع - معلق سياسي

•لا يمكن أن نقوم سنة 2007، في مجال الأمن القومي الإسرائيلي، من دون أن نقارنها بسنة 2006، التي بدأت مع قائد جديد [المقصود رئيس الحكومة إيهود أولمرت]، عديم التجربة، اتخذ قراراً بشن حرب وحصل على علامة فاشل من لجنة فينوغراد والجمهور العريض. وخلال تلك السنة كان هناك وزير دفاع [عمير بيرتس] لا يفهم في الأمن مطلقاً، وإلى جانبه رئيس هيئة أركان [دان حالوتس] يفهم في القتال الجوي بصورة ممتازة، غير أنه لا يفهم بتاتاً في القتال البريّ وفي تفعيل الجيش الإسرائيلي عامة. أمّا في سنة 2007 فلدينا وزير دفاع [إيهود باراك] يفهم في قضايا الأمن، ورئيس هيئة أركان [غابي أشكنازي] يفهم في القتال البري، ورئيس حكومة أصبح ذا تجربة.

•مقارنة بسنة 2006 بدأت سنة 2007 بتفاقم الملف النووي الإيراني، وهو ذو بعد مزدوج: من جهة تواصل إيران تخصيب اليورانيوم، الذي يعتبر ضرورياً لإنتاج سلاح نووي، ومن جهة أخرى أضفى تقرير الاستخبارات الأميركية، بصورة عملية، شرعية دولية على استمرار إيران في هذه العملية، دون الخوف من التعرض لعملية عسكرية. ويمكن القول بإيجاز إن حيز حرية العمل قد تقلص أمام إسرائيل.

•في سنة 2007 جرى تقدم ملحوظ في مجال الردع الاستراتيجي، بعد أن طغت على سنة 2006 حرب لبنان الثانية، وهي الحرب الأولى التي لم ينتصر الجيش الإسرائيلي فيها (على الأقل في مستوى الوعي). في سنة 2007 استقر الردع الاستراتيجي الإسرائيلي في مقابل سورية، كما أنه تُرجم إلى أفعال (عبر العملية الجوية التي قامت بها إسرائيل، بحسب مصادر أجنبية، في 6 أيلول/ سبتمبر). وفي موازاة ذلك استعادت إسرائيل مكانتها العسكرية في نظر الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، كما استعاد الجيش الإسرائيلي ثقة الجمهور به.

•في ضوء ذلك كله يمكن القول إن تهديدات الحرب انخفضت قبل انتهاء سنة 2007، ولم تعد الجبهتان السورية والشمالية في حالة غليان. غير أنه في الوقت نفسه استمرت، في سنة 2007، عملية تعاظم قوة سورية وحزب الله  و "حماس". وقد ضاعف حزب الله مخزون صواريخه المختلفة، وتطور التعاون بينه وبين سورية. وبشكل عام توثق التعاون في المجالات كلها بين "محور الشرّ" الذي يضم إيران وسورية وحزب الله و "حماس".

•أمّا في مجال الإرهاب فإن سنة 2007 هي أيضاً، مثل سنة 2006، سنة صواريخ القسام، التي تعتبر السلاح الإرهابي الرئيسي لدى الفلسطينيين بدلاً من إرهاب الانتحاريين الذي قُمع، ولم تنجح إسرائيل حتى الآن في إيجاد جواب له.

 

•إن ما حدث في سنة 2007 سيجعل، بحسب تقديري، سنة 2008 سنة انتظار، وذلك بسب انتخابات الرئاسة الأميركية أيضاً. لن يحدث أي اختراق سياسي، ولن تندلع حرب في الشمال، وفي الوقت نفسه سيتواصل التهديد النووي الإيراني، وسيحسم القرار بشأن "حماس" إمّا لناحية خوض مواجهة عسكرية كبيرة، وإما للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أي نوع كان. أمّا مسألة القيادة فتبقى في يد لجنة فينوغراد والجمهور العريض، وهذا ما سيحدث في الفترة القريبة المقبلة.

 

"يديعوت أحرونوت"، 30/12/2007
مقتل بوتو.. باكستان هنا
إفرايم هليفي - الرئيس السابق للموساد ومجلس الأمن القومي

•لم يفاجئ اغتيال بينظير بوتو أحداً. فمن المعروف أن الإدارة الأميركية هي التي خططت لعودة بوتو إلى باكستان كي يتم انتخابها من جديد، اعتقاداً منها أن هذه العملية تُعد الدواء الشافي لأمراض تلك الدولة. 

•إن اغتيال بوتو هو الفشل الثالث من نوعه، الذي تُمنى به الإدارة الأميركية، خلال الأعوام القليلة الفائتة. الفشل الأول هو في العراق. أمّا الثاني فهو إجبارها إسرائيل على تمكين "حماس" من الاشتراك في الانتخابات العامة [التشريعية] للسلطة الفلسطينية في أوائل سنة 2006.

•لقد فاجأ انتصار "حماس" الأميركيين، الذين أعلنوا مؤخراً فقط "حرباً" على هذه الحركة. صحيح أن حماس تتلقى الآن صفعات مؤلمة من إسرائيل، لكن حتى أكثر المتفائلين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا يتوقعون القضاء على هذه الحركة في المعركة الحالية.

•يوجد لإيران وزن خاص في الحلبة الباكستانية، وكذلك في الحلبة الأفغانية المجاورة لها. كما توجد مصالح متقاربة جداً للولايات المتحدة وإيران في هاتين الحلبتين، ومن المحتمل أن يتوثق التعاون بينهما من أجل الحؤول دون انهيار النظامين القائمين في البلدين، ومن شأن موت بوتو أن يؤدي إلى تسريع هذا التعاون. إن ما يبدو، بصورة واضحة، هو أن جدول الأعمال المشترك لإيران والولايات المتحدة آخذ في الاتساع، في موازاة تفاقم المواجهة بينهما بشأن برنامج طهران النووي. 

•من المتوقع أن تزداد، في غضون الفترة المقبلة، الأصوات في واشنطن التي تدعو إلى الحوار المباشر مع إيران بشأن مجمل هذه الموضوعات. وقد لمحت عمليات جس النبض، التي قامت بها السعودية ومصر مع إيران، إلى الرئيس جورج بوش بأن التحالف الدولي ضد أحمدي نجاد بدأ يعاني وهن بعض عناصره الحيوية، وخصوصاً لدى الدول العربية المعتدلة، وهو ما يُعدّ سبباً جيداً آخر في إعادة تقويم سياسة الولايات المتحدة إزاء إيران.

•إن جميع هذه التطورات لا ينطوي على بشائر طيبة لإسرائيل، ونأمل أن يدرس قادة إسرائيل جدوى مواصلة المواجهة غير المتهاودة مع "حماس". هذا هو الموضوع الأخير الذي أخطأت الولايات المتحدة تقدير الموقف فيه، ومثلما قامت بتغيير سياستها في العراق بصورة جذرية، بعد أن تأكدت من خطئها، نأمل أن تقوّم من جديد ملف "حماس".

 

•إذا كانت حركة "حماس" ناضجة للتوصل إلى اتفاق بعيد المدى على وقف إطلاق النار، فربما يجدر بنا أن نستنفد خياراً كهذا قبل أن نستمر في مسار الحرب غير المشروطة في الوقت الحالي. هذا هو التحدي المطروح علينا، هنا والآن. أفلا يتوجب أن يدرج هذا الموضوع في رأس جدول أعمال الرئيس بوش ورئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، خلال لقائهما القريب [في التاسع من كانون الثاني/ يناير 2008]؟