مختارات من الصحف العبرية

تلاحظ إسرائيل منذ الأيام القليلة الفائتة تقدماً معيناً في موقف حركة "حماس" على صعيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة. ومع ذلك يبدو أن إسرائيل لم تتعهد رسمياً بعد بوقف إطلاق النار، فهي تنتظر اقتراحاً تفصيلياً ستسلمه مصر لها في هذا الشأن. وقالت مصادر في "حماس" لصحيفة "هآرتس" أمس إن الحركة غيرت موقفها، وهي توافق الآن على طلب مصر أن تقتصر التهدئة على قطاع غزة، من دون أن تسري أيضاً على الضفة الغربية، غير أن الناطق باسم الحركة نفى هذا الأمر. 

وتعزو إسرائيل هذا التحول في موقف "حماس" إلى الضغط الاقتصادي والعسكري الذي يتعرض له القطاع. وعلى الرغم من محاولة الحركة تنفيذ عملية ضخمة في كيرم شالوم [كرم أبو سالم] السبت الفائت، فإن الجيش الإسرائيلي اكتفى، حتى الآن، بالقيام برد محدود في القطاع. ويرتبط هذا الأمر برغبة إسرائيل في تفادي التصعيد خلال فترة الأعياد، غير أن من الممكن أن يكون ناجماً أيضاً عن تجديد الوساطة المصرية. 

وقالت أمس مصادر في "حماس"، وأيضاً الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، إن الحركة ستوافق على تهدئة في القطاع فقط، وإن مدير المخابرات المصري عمر سليمان الذي يقوم بدور الوساطة سيأتي إلى إسرائيل لتقديم الاقتراح. لكن إسماعيل رضوان، وهو أحد الناطقين بلسان الحركة في القطاع، نفى أمس أن يكون هناك تغيير في موقفها. 

رحبت المؤسسة الأمنية أمس بوعد "حماس" بنقل رسالة أخرى من الجندي غلعاد شاليط إلى والديه، لكنها تعتبر ذلك بادرة إنسانية أساساً، ولا تدل بالضرورة على تقدم في المفاوضات بشأن إطلاقه. 

وربط كارتر في التصريحات التي أدلى بها أمس بين إعادة شاليط ووقف القتال في القطاع. لكن هذه المسألة موضع خلاف داخل القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية، إذ إن هناك من يعتقد بوجوب الربط بين الأمرين، في حين يعتبر آخرون قضية شاليط مسألة إنسانية يمكن التقدم فيها من دون ربطها بالتهدئة بين كل من الجيش الإسرائيلي و "حماس" ومنظمات [المقاومة] الفلسطينية في القطاع. وقال مشعل أمس أيضاً إن حركته ستوافق على هدنة مع إسرائيل لعشرة أعوام في مقابل إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود سنة 1967، ومنح اللاجئين حق العودة، ومع ذلك أضاف أن الحركة لن تعترف بإسرائيل.

أكد مصدر في "حماس" صباح اليوم أن الحركة وافقت على مبدأ بدء التهدئة في قطاع غزة، من دون ربطها بتهدئة متزامنة في الضفة الغربية. وعلى حد قول المصدر، فإن الحركة مستعدة لتنفيذ التهدئة في مناطق القطاع كمرحلة أولى، ثم في الضفة الغربية لاحقاً. وأضاف المصدر أن "حماس" تطلب ضمانات أن يشمل اتفاق التهدئة تخفيف الحصار المفروض على القطاع بدرجة مهمة، بما في ذلك فتح معبر رفح ومعابر نقل السلع كافة. وفيما يتعلق بالخلاف بشأن معبر رفح، قال المصدر إن الحركة مستعدة للموافقة على صيغة تقضي بألا يكون لها تدخل مباشر في مسألة فتح المعبر وإغلاقه، لكنها تطلب أن تكون مصر هي الممسكة بـ "مفتاح القرار" فيما يتعلق بإغلاق المعبر ومتى. 

قرر رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي إقالة قائد الكتيبة 9 التابعة لسلاح المدرعات بسبب سوء أداء القوة الخاضعة لإمرته في أثناء عملية إطلاق النار التي وقعت في معبر ناحل عوز المخصص لنقل إمدادات الوقود، والتي أسفرت عن مقتل موظفَيْن إسرائيليين بنيران [المقاومين]. 

وقد تبين من التحقيق الذي أجرته قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة بشأن الحادث أن القوة بقيادة قائد الكتيبة كانت على بعد نحو 150 متراً من معبر الوقود لكنها لم تسعَ للاشتباك معهم [المقاومين]. وفي نهاية الأمر قامت قوة من لواء غفعاتي كانت موجودة بالقرب من المكان ومجهزة بدبابات، بالاشتباك معهم [المقاومين]، وخلال الاشتباك فر هؤلاء إلى داخل القطاع. وقد تمت تصفية معظمهم في وقت لاحق في سلسلة هجمات جوية وبرية. 

وخلال الشهرين الفائتين جرت في قيادة المنطقة الجنوبية إقالة ضابطين بسبب عدم سعيهما للاشتباك معهم [المقاومين]. 

هاجم سلاح الجو مساء أمس مجموعة من المسلحين شوهدت بالقرب من السياج الأمني في شمال قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الجوي أسفر عن مقتل أحدهم [المقاومين]، ثم دخلت قوة من لواء غفعاتي إلى القطاع وقتلت مسلحَيْن آخرين من المجموعة. ووقع الحادث شمالي بلدة بيت لاهيا على بعد بضع مئات من الأمتار من السياج الحدودي. 

وبعد الظهر أطلق الفلسطينيون صاروخين من شمال القطاع سقط أحدهما في منطقة خلاء، بينما سقط الآخر على كيبوتس غَبيم وأسفر عن إصابة طفل بجروح متوسطة.