مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أعلنت الولايات المتحدة أمس أن المنشأة التي قصفتها إسرائيل في سورية خلال العام الفائت كانت مفاعلاً نووياً تم بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية، وأنه "لم يكن مخصصاً لأغراض سلمية". وجاء في بيان البيت الأبيض أن القصف الإسرائيلي ألحق بالمفاعل ضرراً غير قابل للإصلاح، وأن بناءه في حد ذاته يشهد على الأخطار الكامنة في إقدام كوريا على نشر التكنولوجيا النووية. وقبل ذلك ببضع ساعات كشف مسؤولون في الإدارة الأميركية، أمام الكونغرس، ولأول مرة، شهادات بشأن التعاون النووي بين سورية وكوريا الشمالية. وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إنه لولا قيام إسرائيل بقصف المفاعل لأصبح جاهزاً للعمل خلال بضعة أسابيع أو أشهر.
وتابعت القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية في إسرائيل أمس عن كثب ما نشرته وسائل الإعلام عن التقرير الذي أدلت به إدارة بوش أمام الكونغرس بشأن المنشأة النووية التي قصفتها إسرائيل. وقالت مصادر أمنية إنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة كيفية تأثير ما نشر في موقف دمشق، وإن خطر قيام سورية بالتفكير في اللجوء إلى رد عسكري معين لا يزال قائماً.
وقد عرض مسؤولو أجهزة التجسس والاستخبارات أمام أعضاء الكونغرس شريطاً مصوراً تضمن صوراً فيها شبه كبير بين المنشأة السورية والمفاعل الكوري الشمالي. وعلى حد قول مسؤولين كبار مطلعين على الشريط المصور، فإنه، وخلافاً لما نشر في وسائل الإعلام، لم يتضمن صوراً تظهر فنيين كوريين يعملون في المفاعل السوري، وإنما يتضمن صوراً فوتوغرافية وصور أقمار صناعية للمفاعل ورسوماً توضيحية.
وبحسب التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الأميركية، فإن عملاء إسرائيليين هم الذين زودوا أميركا بالصور، غير أن الشريط لا يأتي إلى ذكر إسرائيل. وجاء في الموجز الذي قُدم أمام الكونغرس أن "سورية بنت مفاعلاً من أجل إنتاج البلوتونيوم للسلاح النووي، لا مفاعلاً لإنتاج الكهرباء أو للأغراض البحثية".
إن سبب اختيار الإدارة الأميركية كشف هذه التفصيلات الآن ليس واضحاً، لكنه تم بالتوازي مع جهود دبلوماسية تهدف إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي. علاوة على ذلك، فإن نشر المعلومات الاستخبارية الآن يسلط الضوء على عدم تلبية سورية متطلبات الميثاق الدولي لمنع انتشار السلاح النووي، الذي يلزمها الكشف عن الأنشطة والمنشآت النووية. وقد سلم مسؤولون أميركيون كبار التفصيلات أمس لممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
وفي مناقشات جرت مؤخراً في قيادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أثيرت مخاوف من أن يدفع الارتباكُ الذي سينجم عن نشر التفصيلات رسمياً في الولايات المتحدة، الرئيسَ السوري بشار الأسد على التصرف بعدائية تجاه إسرائيل.
وقالت المصادر الأمنية أمس إن خطر التصعيد على الجبهة السورية لم ينتهِ بعد، وإن على إسرائيل مواصلة التصرف بحذر كي لا تسبب للأسد إرباكاً أكثر مما قد يكون نتج عما جرى الكشف عنه في واشنطن. وعلى هذه الخلفية قررت القيادة السياسية مواصلة الصمت والامتناع من أي رد رسمي على التفصيلات الجديدة التي نشرت بشأن مهاجمة المفاعل.
أعلنت حركة "حماس" أمس أنها مستعدة لتهدئة مع إسرائيل تطبَّق أولاً في قطاع غزة ثم توسع لاحقاً لتشمل الضفة الغربية. ومن المرجح أن تكون إسرائيل تلقت معظم بنود الاقتراح بإيجابية، غير أن ديوان رئيس الحكومة رد عليه بتحفظ، وذكر أن وقف إطلاق النار يجب أن يسري على جميع المنظمات التي تطلق الصواريخ من القطاع على إسرائيل، لا على "حماس" فقط.
وقد أدلى وفد "حماس" بتفصيلات الاقتراح في القاهرة، وفي إطار التهدئة التي اقترحتها الحركة، فإنها تعهدت بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل والتوقف عن أي نشاط عسكري آخر لستة أشهر. أما إسرائيل فمن المفترض أن توقف أنشطتها العسكرية في القطاع. بالإضافة إلى ذلك يقضي الاقتراح بأن تسمح كل من إسرائيل ومصر بفتح معبر رفح، وبأن تسهلا مرور السلع إلى القطاع ومنه. ويبدو أنه إذا نجحت "حماس" في لجم أنشطة سائر الفصائل الفلسطينية [المقاومة]، فإن الجيش الإسرائيلي سيتلقى تعليمات بالامتناع من القيام بخطوات هجومية في القطاع.
قُتل مواطنان إسرائيليان صباح اليوم (الجمعة) بنيران أطلقها عليهما [مقاوم] في منطقة نيتسانيه شالوم الصناعية بالقرب من طولكرم، وكان المواطنان يعملان حارسين في تلك المنطقة. وتقوم قوات الجيش بعمليات تمشيط بحثاً عن [المقاوم] الذي من المرجح أن يكون فر إلى طولكرم. وتبين من التحقيق الأولي أن الحارسين كانا يقفان عند مدخل المنطقة الصناعية، وكانا يحملان سلاحاً.
أعلنت الأونروا مساء اليوم (الخميس) أنها أوقفت تزويد سكان قطاع غزة بالمواد الغذائية بسبب نفاد وقود الشاحنات. وقال الناطق باسمها: "أوقفنا توزيع أنواع المواد الغذائية كلها لـ 650 ألف لاجئ في قطاع غزة بسبب نقص الوقود".
وقال رئيس إدارة التنسيق والارتباط مع غزة العقيد نير برس إن صهريجاً حاول نقل الوقود إلى الأونروا، لكن فلسطينيين أغلقوا إحدى الطرق منعوه من المرور.
وأمس، حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري من تدهور الوضع الإنساني في غزة، وقال إن العقاب الجماعي الذي طُبق ضد سكان غزة خلال الأشهر القليلة الفائتة فشل، وإن الهدف المركزي والمباشر يجب أن يكون إعادة فتح المعابر.
•على الرغم من التقرير الرسمي، المفصل والمثير، الذي قدمته الإدارة الأميركية إلى الكونغرس في واشنطن أمس، فإن إسرائيل لم تتخلَّ بعد عن استراتيجيا الصمت بشأن قصف الموقع السوري [في أيلول/ سبتمبر 2007]، الذي وصفته إدارة بوش بأنه مفاعل نووي من إنتاج كوريا الشمالية.
•تمثلت الخشية الإسرائيلية الرئيسية، على مدار الأسابيع القليلة الفائتة، في أن يتسبب نشر هذا الموضوع رسمياً، بدفع بشار الأسد [الرئيس السوري] إلى اتخاذ خطوات غير مرغوب فيها، بل حتى إلى تصعيد متجدد للتوتر مع إسرائيل.
•لماذا يمكن أن يتصرف الأسد على هذا النحو؟ إن المسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية يعرضون سببين محتملين: الأول مرتبط بالساحة الدولية، وفحواه أن علاقة سورية بكوريا الشمالية تسيء إلى صورة هذه الأولى، وخصوصاً أنها وقّعت على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، وأنكرت طوال أعوام أنها تنشط في الحقل النووي. أمّا السبب الثاني، الأكثر أهمية، فهو انعكاسات عدم ردها على الغارة الإسرائيلية على مكانة الأسد في الساحة السورية الداخلية وفي العالم العربي.
•إن توقيت النشر الأميركي غير مريح للأسد قط. فالوضع الاقتصادي السيء في سورية آخذ في التفاقم، ويعتبر ذلك تأثيراً متأخراً لانتهاء الوجود السوري في لبنان أيضاً، ومن المتوقع أن تبدأ قريباً المحاكمة الدولية بشأن اغتيال رفيق الحريري، والتي لا تزال دمشق متهمة رئيسية فيها، كما أن القمة العربية التي عقدت في دمشق قبل نحو شهر اعتُبرت فشلاً للنظام السوري.
•إن هذه الصورة المركبة أوجدت مصلحة مشتركة مفاجئة بين دمشق والقدس، ساعدت بدورها في إقصاء قضية الغارة. كما أن زخم تصريحات الطرفين بشأن استعدادهما لتجديد المفاوضات بخصوص هضبة الجولان، والذي حدث في الأسبوع الفائت، كان مرتبطاً على ما يبدو بمحاولة تبريد الأجواء عشية المناقشة التي سيعقدها الكونغرس.
•من المنتظر أن يجري الحفاظ، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، على مستوى عال من التأهب والحذر في إسرائيل، في كل ما يتعلق بسورية. وسيمر وقت طويل قبل أن يصبح في إمكاننا القول إن خطر التصعيد المتجدد ولى.
•يجدر برئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن يفكر في القدس قبل أن يتنازل عن هضبة الجولان، إذ كيف سيكون في إمكانه أن يقنع الفلسطينيين بإبقاء هار حوماه [جبل أبو غنيم] في حيازة إسرائيل، بعد إعادتها جبل حرمون [جبل الشيخ] إلى السوريين؟
•إن تقدم المفاوضات الجارية بين الحكومة الإسرائيلية وقيادة "فتح" غير كافٍ لوقف تدهور الأوضاع. فاختراق الطريق المسدود يستدعي تغيير السياسة في ثلاثة محاور أخرى علاوة على محور إسرائيل ـ "فتح"، هي: إسرائيل - "حماس"؛ "فتح" - "حماس"؛ إسرائيل ـ المستوطنون. يجب تفحّص الصلة بين هذه الأضلاع الأربع، ومصالح كل واحدة منها.
•إن السؤال المطروح، في محور إسرائيل ـ "فتح"، هو: ما الذي سيحدث لنا إذا ما وقّعت قيادة "فتح" اتفاقاً يتضمن تنازلات بعيدة المدى، وتبين فيما بعد أن معظم الجمهور الفلسطيني يرفض التزام تنفيذها؟
•أمّا في محور إسرائيل ـ "حماس"، فما دامت هذه الأخيرة ليست شريكاً جوهرياً في الحل [الدائم] فإن المشكلة الرئيسية ستبقى. لقد حان الوقت، بعد مرور نحو عام على فرض الحصار على قطاع غزة، أن نقول لأصدقائنا في "الرباعية الدولية" إن سياسة الحظر لم تؤدِ إلى هزيمة "حماس". يجب تشجيع مصر على استكمال اتفاق وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وتبني خطة رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، بشأن نقل السيطرة على المعابر بين غزة وإسرائيل إلى السلطة الفلسطينية، والطلب من "حماس" أن تتيح لـ "فتح" إدارة مفاوضات الحل الدائم بهدوء في مقابل رفع الحصار. إن ذلك كله قد يؤدي إلى تغيير إيجابي في محور إسرائيل - "حماس"، وإلى دفع المصالح الإسرائيلية قدماً في محور إسرائيل - "فتح".
•في محور "فتح" - "حماس"، يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة أن ترفعا الفيتو المفروض على إقامة حكومة وحدة فلسطينية.
•أمّا بالنسبة إلى محور إسرائيل ـ المستوطنين، فإن تجربة الانفصال عن غزة دلت على أن تأجيل تفكيك المستوطنات إلى اللحظة الأخيرة من شأنه أن يخدم المتطرفين فقط.
•إن إهمال ضلع واحدة من هذه الأضلاع الأربع قد يؤدي إلى جعل أي اتفاق يتم التوصل إليه مجرد ورقة توضع على الرف، مثل اتفاق أوسلو وخريطة الطريق.
•تقول مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى إن ما يتناهى إلى سمعها هو أن "مفاجأة تشرين الأول/ أكتوبر"، التي سيعلن عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، والتي سيحاول من خلالها أن يفوز بولاية أخرى، هي تسوية أو مفاوضات متقدمة مع سورية. حتى الآن كان الحديث يدور على اتفاق يوضع على الرف مع أبو مازن. إن السؤال المطروح هو: كيف في إمكاننا أن نعرف ذلك، في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الحكومة عدم الكلام عن القضايا الجوهرية؟
•هناك سؤال آخر يتعلق بتصريح سبق أن أطلقه مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى وفحواه أن الرئيس الأسد قرر أن ينتظر انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش. إن الأسد يدرك أن الإدارة الأميركية الحالية ليست في صدد رفع الحصار الخانق الذي تفرضه على "محور الشر"، والذي تعتبر طهران قلبه النابض، وأنها حثت إسرائيل على أن تهاجم سورية في صيف سنة 2006 [في إبان حرب لبنان الثانية]، وبالتالي فهو يفترض أن الظروف ستكون أفضل في كانون الثاني/ يناير المقبل، عندما يدخل باراك أوباما أو هيلاري كلينتون أو حتى جون ماكين البيت الأبيض.
•من الجائز أن يكون كلام تلك المصادر الإسرائيلية الرفيعة المستوى صحيحاً أو غير صحيح. إن الأمر الواضح هو أن الجيش الإسرائيلي يضغط بكل قوته من أجل إجراء مفاوضات مع سورية، وقد انضم وزير الدفاع، إيهود باراك، إلى هذا الضغط. كما أن من الواضح أن أولمرت يتغاضى، مهما تكن الحقيقة، عن أمر واحد هو أن تهيئة الرأي العام للاتفاق لا تقل أهمية عن أي تفصيل أمني قد ينطوي عليه.
•لن يكون من السهل على أولمرت أن يقنع الشعب الإسرائيلي، بين عشية وضحاها، باتفاق توصل إليه رئيس حكومة لا يحظى بشعبية. إن ما يتعين على أولمرت أن يدرسه بجدية هو المطلب السوري بإجراء مفاوضات علنية، حتى لو تبين لاحقاً أنه مجرد ذريعة للتأجيل ورفض التوصل إلى اتفاق.